Translate

السبت، 23 أغسطس 2014

زعيــــم الامـــــة مصطفــــــي بــاشــــا النحــــاس

زعيــــم الامـــــة مصطفــــــي بــاشــــا النحــــاس
-------------------------------------------------------------
بعد حركة يوليو 1952 تم تحديد حركة الزعيم مصطفي النحاس.. وكان مسجد الإمام الحسين من الأماكن المسموح له بزيارتها أسبوعياً.. وكان سعد عبد النور نجل القيادي الوفدي البارز فخري عبد النور لا يري النحاس إلا كل يوم جمعة في مسجد الإمام الحسين بالقاهرة.. وفي إحدي المرات قال سعد عبد النور للنحاس: ياباشا أنا مسيحي.. مش معقول كل ماأحب أشوفك لازم تجبرني أدخل جامع الحسين! فرد عيه النحاس مازحاً: جري إيه ياسعد إنت ماتعرفش إن مولانا الحسين كان وفدي!؛؛
هذه الحكاية الحقيقية هي مفتاح شخصية مصطفي النحاس باشا الذي قضي عمره يدافع عن الوطن وقضيته الوطنية من خلال الوفد الحزب العريق الذي عشقه مثل روحه مستعيناً بالله.. متمسكاً بثوابته التي لا تختلف عن ثوابت كل المصريين الذين كانوا يعملون نهاراً من أجل لقمة العيش ويناضلون ظهراً ضد الاحتلال ويزورون أولياء الله الصالحين تبركاً بهم في مواجهة الظالمين والفاسدين ويمسكون بأيدي إخوانهم المصريين بغض النظر عن دينهم لصناعة عروة وثقي تحميهم من الطغيان والتشتت والانحدار.. كانت هكذا مصر وكان مثلها النحاس.. الذي كانت حياته مثل وفاته.. فقد عاش حياته زعيماً مناضلاً يقاوم الاحتلال ولا يسعي إلي الحكم.. بل كان الحكم هو الذي يأتي أمامه وتحت قدميه.. ومات - أيضاً - زعيماً يخرج الناس من بيوتهم ينحبون ويبكون رحيل الزعيم.. فقد كانت جنازة مصطفي النحاس هي الدليل الأهم والأكبر علي زعامته.. كانت مهيبة.. حاشدة.. في عز مجد جمال عبد الناصر الذي صدمته هذه الحشود التي خرجت لتشييع رجل كان يعتقد أن سيرته قد ماتت قبل وفاته بـ ثلاثة عشر عاماً قضاها تحت الإقامة الجبرية.. وكانت الصدمة الكبري التي واجهها عبد الناصر هي الهتاف الرئيسي لمئات الآلاف الذين قالوا في الجنازة" لا زعيم بعدك يا نحاس" فقد كان "ناصر" يغرس في نفوس الناس كل يوم أنه الزعيم الأوحد.. ولازعيم غيره.. فظهر النحاس ليقول له "لقد رحلت عن الدنيا.. ولا زعيم بعدي".
سيرة مصطفي النحاس تستحق أن يعرفها الناس لأنها تمثل قصة رجل وهب حياته لوطنه بلا ملل واجه صعوبات في حياته ولم ينحن يوماً أمام طغيان القوة الباطشة ولم يتراجع أما طوفان السلطة لتبقي سيرته نقية لم يلوثها فساد حتي أنه مات عام 1965 وهو لا يملك ثمن الدواء.
ولد مصطفي محمد سالم النحاس سنة 1876 في قرية سمنود بمديرية الغربية، وتعلم بمدرسة الناصرية ثم الخديوية الثانوية وتخرج في مدرسة الحقوق، وعين قاضيا بالمحاكم الاهلية وخدم بالسلك القضائي فترة طويلة.
خاض غمار السياسة فاشترك في الحركة الوطنية وانضم للحزب الوطني القديم وزامل الزعيم محمد فريد في مشوار الكفاح الوطني حتي تم تشكيل الوفد المصري فانضم إليه عام 1919 ونفي عام 1921 مع سعد زغلول الي سيشل.. وعين وزيرا للمواصلات في وزارة سعد عام 1924.
وبعد وفاة سعد زغلول عام 1927تم اختياره رئيساً للوفد ورئيساً للبرلمان.. فكان الرجل مميزاً في إدارته للوفد والوطن وكان يستعير فكر القاضي العادل .. فقد كان النحاس من أبرز رجال القضاء في زمنه.. وتصف الكاتبة سناء البيسي هذه المرحلة من حياته وصفاً مبدعاً عندما كتبت عنه في الأهرام يوم 8 سبتمبر 2007 قائلة.." دولة مصطفي النحاس.. الوحيد المتفرد علي أرض مصر أول من سبق اسمه لقب دولة.. كان لقاؤه الأول بسعد زغلول في عام 1909 عندما كان يشغل موضع العضو الشمال في إحدي الدوائرالقضائية بمحكمة القاهرة في الدائرة التي يرأسها صالح حقي باشا، وأثناء نظر إحدي القضايا مال رئيس الدائرة علي عضو اليمين وتحدث معه، ثم مال علي عضو الشمال مصطفي النحاس وقال له باستخفاف: سنصدر حكما بكذا، فقال النحاس: أنا لي رأي آخر ويجب في هذه الحال الانتقال إلي غرفة المداولة.. ولكن حقي باشا لم يستجب لطلب النحاس ونطق بالحكم، فما كان من الأخير إلا أن قال لكاتب الجلسة بصوت عال وعلي مرأي ومسمع من جمهور المتقاضين وغيرهم من المواطنين داخل قاعة المحكمة: اكتب أنه لم يؤخذ برأي عضو الشمال في هذا الحكم.. وحدثت ضجة كبري داخل القاعة مما اضطر حقي باشا إلي رفع الجلسة والانتقال إلي غرفة المداولة، وترتب بعدها بطلان الحكم، ولم يجد حقي باشا ما يشفي غليله إلا أن يشكو النحاس إلي وزير الحقانية وقتها سعد زغلول الذي استدعي إليه النحاس لتكون المقابلة الأولي بينهما التي أسفرت عن اعتزازه بموقف النحاس فأصدر قرارا بنقله قاضيا جزئيا تكريما وإعجابا بشجاعته، وتمضي مسيرة سعد زغلول الوطنية ليتم تأليف الوفد المصري في نوفمبر 1918 استعدادا للسفر إلي بريطانيا من ثلاثة من المنتمين للحزب الوطني كان النحاس أحدهم، ومن يومها أصبح النحاس سكرتيرا عاما للوفد وأقرب الشخصيات إلي قلب سعد، وعندما اشتعلت ثورة 1919 كان زميل المنفي بعدما اعتقلت السلطات سعد زغلول ومصطفي النحاس وفتح الله بركات وعاطف بركات وسينوت حنا ومكرم عبيد في 23 ديسمبر 1921 وقامت بنفيهم إلي جزيرة سيشل، وأمام الثورة العارمة للشعب اضطرت انجلترا إلي إطلاق سراح الثوار".
كان رأي سعد زغلول في النحاس غريباً جداً ..فقد كان يسميه"سيد الناس"وقال عنه "سريع الانفعال ولكنه لا يتغير بتغير الأحوال، وطني مخلص.. وهو فقير مفلس، ذكي غاية الذكاء... وفي كل الوفاء، وله في نفسي مكان خاص".
عاش النحاس معظم حياته معارضاً.. وذاق طعم الحكم لكنه لم يبع وطنه من أجل مقعد في البرلمان ولا رئاسة وزراء.. ثم قضي ماتبقي له من عمر مغضوباً عليه من الحكام الجدد.. لكنه أبداً لم يلن ولم يقل كلمة يحاسبه عليها التاريخ فقد كان مدافعاً صلداً عن الديمقراطية التي غابت شمسها صباح يوم 23 يوليو 1952 ولم تعد حتي الآن..وعندما تراجع سيرته السياسية ستجده قضي معظمها في صفوف المعارضة رغم أنه كان الزعيم الأوحد في زمنه .. وحزبه "الوفد" صاحب الأغلبية..لكنه كان يفضل المعارضة بشرف عن الحكم بخضوع.. فقد قام النحاس بتشكيل حكومته الأولي يوم 16 مارس 1928 وتمت إقالتها يوم 25 يونيو من نفس العام أي بعد حوالي ثلاثة أشهر فقط وكانت تضم إبراهيم بك فهمي وزيراً للأشغال وأحمد باشا محمد خشبة وزيراً للحقانية وجعفر باشا والي وزيراً للحربية والبحرية وعلي باشا الشمسي وزيراً للمعارف ومحمد باشا الغرابلي للأوقاف ومحمد محمود باشا للمالية ومصطفي النحاس للداخلية ومكرم باشا عبيد للمواصلات وواصف بطرس غالي للخارجية..أما الحكومة الثانية فقد استمرت ستة أشهر في الفترة من أول يناير 1930 وحتي 19 يونيو من نفس العام وضمت حسن باشا حسيب للحربية وعثمان باشا محرم للأشغال ومحمد باشا صفوت للزراعة ومحمد باشا نجيب الغرابلي للحقانية ومحمد بك بهي الدين بركات للمعارف ومحمود أفندي بسيوني للأوقاف ومحمود باشا فهمي النقراشي للمواصلات ومصطفي باشا النحاس للداخلية ومكرم باشا عبيد للمالية وواصف بطرس غالي للخارجية..أما الوزارة الثالثة فقد استمرت 14 شهراً من 9مايو 1936 وحتي 31 يوليو 1937 وكانت تضم أحمد بك حمدي سيف النصر وزيراً للزراعة وعبد السلام بك فهمي محمد جمعة للتجارة والصناعة وعثمان باشا محرم للأشغال وعلي باشا فهمي للحربية وعلي بك زكي العرابي للمعارف ومحمد باشا صفوت للأوقاف ومحمود باشا فهمي النقراشي للمواصلات ومحمود بك غالب للحقانية ومصطفي باشا النحاس للداخلية والصحة ومكرم باشا عبيد للمالية وواصف بطرس غالي للخارجية..الحكومة الرابعة استمرت حوالي خمسة أشهر من 1 أغسطس 1937 وحتي 30 ديسمبر من نفس العام وضمت أحمد باشا نجيب الهلالي للمعارف العمومية وأحمد بك حمدي سيف النصر للحربية وعبد السلام باشا فهمي محمد جمعة للتجارة والصناعة والمعارف العمومية وعبد الفتاح الطويل للصحة العمومية وعثمان محرم للأشغال العمومية.
وعلي باشا حسين للأوقاف وعلي باشا زكي العرابي للمواصلات ومحمد بك محمود خليل للزراعة ومحمد صبري أبو علم للحقانية ومحمود بسيوني للأوقاف..أما الحكومة الخامسة فقد استمرت أربعة أشهر من 4 فبراير 1942 وحتي 26 مايو من نفس العام وهي الوزارة التي تعرض النحاس لهجوم شديد بسببها لأن الانجليز فرضوها علي الملك فاروق.. فقد كانوا يريدون حكومة يرضي عنها الشعب خوفاً من القلاقل الداخلية أثناء الحرب العالمية الثانية ولكن النحاس قال في خطاب الحكومة موجهاً حديثه للملك: "لقد ألححتم علي المرة تلو المرة ثم ألححتم علي المرة تلو المرة كي أقبل هذه الوزارة وقد قبلتها" لينفي الرجل بذكاء شديد الاتهام الذي وجهه خصوم الوفد للنحاس بالتواطؤ من أجل الحصول علي منصب رئيس الوزراء..وهذه الحكومة ضمت أحمد باشا حمدي سيف النصر للدفاع الوطني وأحمد باشا نجيب الهلالي للمعارف وأحمد حمزة للتموين وعبد الحميد عبد الحق للشئون الاجتماعية وعبد السلام باشا فهمي محمد جمعة للزراعة وعبد الفتاح الطويل للصحة العمومية والمواصلات وعثمان باشا محرم للأشغال وعلي باشا حسنين للأوقاف "وعبد الواحد بك الوكيل للصحة وعلي باشا زكي العرابي للمواصلات".. واستمرت حكومة الوفد بمرسوم جديد للمرة السادسة من يوم 22 مايو 1942 وحتي 8 أكتوبر 1944 وضمت أحمد باشا حمدي سيف النصر للدفاع الوطني وأحمد باشا نجيب الهلالي للمعارف وأحمد حمزة للتموين وأمين عثمان للمالية وعبد الحميد عبد الحق للأوقاف وعبد الفتاح باشا الطويل للمواصلات وعبد الواحد بك الوكيل للصحة وعثمان باشا محرم للأشغال وفهمي بك حنا ويصا للوقاية المدنية وكامل باشا صدقي للمالية ومحمد باشا صبري أبو علم للعدل ومحمد باشا فؤاد سراج الدين للداخلية والزراعة ومحمد بك عبد الهادي الجندي للأوقاف ومحمود سليمان غنام للتجارة والصناعة ومصطفي باشا النحاس للخارجية والداخلية ومصطفي نصرت للزراعة والوقاية المدنية" لاحظ أن تكرار الوزراء والوزارات يعني وجود تعديل وزاري محدود".. ثم كانت الوزارة الأخيرة للوفد برئاسة مصطفي النحاس خلال الفترة من 12 يناير 1950 واستمرت حتي 27 يناير 1952 وضمت إبراهيم فرج للشئون البلدية وأحمد حسين للشئون الاجتماعية وأحمد حمزة للتموين والزراعة وإسماعيل باشا رمزي للأوقاف وحامد زكي للاقتصاد الوطني وحسين محمد الجندي للأوقاف وطه بك حسين للمعارف وعبد الجواد حسين للصحة وعبد الفتاح باشا الطويل للعدل والمواصلات وعبد الفتاح حسن للشئون الاجتماعية وعبد اللطيف بك محمود للزراعة والصحة وعبد المجيد بك عبد الحق وزير دولة وعثمان باشا محرم للأشغال وعلي باشا زكي العرابي للمواصلات وفؤاد باشا سراج الدين للداخلية والمالية ومحمد بك صلاح الدين للخارجية ومحمد زكي عبد المتعال للمالية ومحمد الوكيل للاقتصاد الوطني والعدل والمواصلات ومحمود سليمان غنام للتجارة والصناعة ومرسي بك فرحات للتموين ومصطفي نصرت للحربية ويس باشا أحمد للأوقاف "تكرار الوزراء والوزارات يعني تعديلاً وزارياً".
ورغم كل هذه الوزارات وكل هذا السلطان كان يعود الرجل بعد أشهر قليلة من الحكم إلي صفوف الجماهير، مناضلاً ومكافحاً من أجل الحرية والديمقراطية.. لم يفسد ولم يتربح.. حتي إن خصومه حاكموه في البرلمان وأصدروا ضده كتاباً أسود واتهموه بالفساد لأن زوجته السيدة زينب الوكيل لم تدفع رسوماً جمركية مقررة علي "فرير" حضرت به من الخارج وكانت ترتديه.. فاعتبره خصومه فساداً!! وظل النحاس يواجه هذه التهمة الكبيرة بالفساد.. تهمة مرور زوجته بقطعة ملابس تم تصنيفها باعتبارها من الكماليات دون دفع الرسوم.. الرجل كافح وناضل ولم يسرق مليارات ولكنه لم يدفع رسوماً مقررة علي قطعة ملابس فأصبح فاسداً.. ظل مقيد الحركة حتي توفي يوم 23 أغسطس 1965 وهو لا يملك سوي معاش لا يكفي تغطية ثمن الدواء.. عاش فقيراً ومات فقيراً.. ولكنه بلا شك رحل زعيماً فماتت الزعامة من بعده.

ولد مصطفى النحاس في 15 يونيو 1879 في سمنود، محافظة الغربية، لأسرة ميسورة الحال والده محمد النحاس أحد تجار الأخشاب المشهورين مُمتَلك عدة ورش وعقارات، له سبعة من الأخوة والأخوات. تلقى تعليمه الأساسي في كتاب القرية في سن السابعة.[1] ارسله والده وهو في سن الحادية عشر للعمل بمكتب التلغراف المحلي، ونال إعجاب من في المكتب بعد إتقانه لطريقة الإرسال والإستقبال وترجمة الرموز.[2] وصل هذا الخبر أحد المستشارين المُقيِمين في الدائرة وذهب إلى والده مقنعًا إياه بضرورة إرسال ابنه للتعلم في مدارس القاهرة. انتقل مصطفى النحاس لأول مرة إلى مدينة القاهرة، والتحق بالمدرسة الناصرية الابتدائية بالقاهرة، وحصل منها على الشهادة الابتدائية، ثم التحق عام 1892 بالمدرسة الخديوية الثانوية،[مصدر 1] ثم التحق بمدرسة الحقوق (كلية الحقوق الآن) عام 1896 وتخرج فيها عام 1900.[3]
رفض النحاس العمل كمساعد نيابة وفضل العمل الحر كمحامي. كانت أول وظيفة للنحاس في مكتب محمد فريد المحامي الذي تولى زعامة الحزب الوطني بعد مصطفى كامل. ترك مكتب محمد فريد، وبعد فترة قصيرة أصبح شريكًا للمحامي المشهور حينها محمد بك بسيوني بمدينة المنصورة.[4] ظل يعمل في المحاماة حتي عام 1903.[5] عرض عليه عبد الخالق ثروت باشا العمل بالقضاء ضمن وزارة حسين رشدي باشا أثناء ما كان وزيرًا للحقانية. رفض النحاس هذا العرض، لكن ذهب ثروت إلى والد النحاس ليُقنع النحاس بقبول الوظيفة حتى قبلها. كان أول تعين له كقاضٍ في أكتوبر 1903 بمحكمة قنا الأهلية وأسوان أمضى فيها الفترة من 1903 إلى 1908،[6] ثم بعد ذلك تسعة أعوام متنقلًا بين مدن الدلتا والقاهرة وطنطا حيث تولى آخر مناصبة، رئيسًا لدائرة محمكة طنطا، وحصل وقتها على رتبة البكوية.[7]

بدايته السياسية

إنضمامه لمجموعة سعد زغلول

يُعد دخول مصطفى النحاس الحياة السياسية مرتبطًا بإعلان الرئيس الأمريكي وودرو ويلسون للمبادئ الأربعة عشر التي أُذِيعت بعد الحرب العالمية الأولى. حينما نادى الرئيس الأمريكي بحق الشعوب الصغيرة في تقرير مصائِرها. أثر هذا في وجدان النحاس الذي كان يكن شعورًا عدائيًا تجاة الإحتلال البريطاني لمصر.[8] كان النحاس وقتها يعمل قاضيًا بمدينة طنطا، ويلتقي ببعض أصدقائه في القاهرة بمكتب المحامي أحمد بك عبد اللطيف من المؤيدين لفكر الحزب الوطني. شغل المجموعة التفكير في آلية لإيصال صوت مصر للعالم، وكان هذا هو الفكر السائد لدي المجموعات السياسية في هذا الوقت. بدأت المجموعة في التواصل مع سعد زغلول، نائب رئيس الجمعية الشرعية حينها، فتطوع علي ماهر (مدير إدارة المجالس الحسبية بوزارة الحقانية -العدل حاليًا) للتواصل مع عبد العزيز فهمي عضو الجمعية وأحد المقربين من سعد زعلول. فشل ماهر في إقناع فهمي بإستعداد المجموعة للعمل تحت قيادة سعد زغلول. قرر النحاس الذهاب بنفسه لإقناع فهمي بذلك فغنم النحاس بموافته،[هامش 1] وأخبره بأن هناك نية لتشكيل وفد مصري يتحدث باسم مصر وهناك توجه بدمج كافة فصائل المجتمع في هذا الوفد، حتي لا يتهم الوفد بالحزبية.[9]
بدأ سعد زغلول بتشكيل الوفد، وأدرك حينها أنه لو سمح للحزب الوطني إرسال مرشحيه، لأرسل المغالون منهم، ما كان سيجهض أي مفاوضات. سعى سعد زغلول إلى ضم عناصر من الوطني لكن من إختاره تجنبًا لأية صراعات، لذا أخُتير مصطفى النحاس وحافظ عفيفي في 20 نوفمبر 1918 ضمن أعضاء الوفد السبعة.[10]

توابع الحرب العالمية الأولى

عانى الشعب المصري جراء الحرب العالمية الأولى مع أنه لم يكن طرفًا فيها. فقد أُعلنت الأحكام العُرفِية وتعطل مجلس شورى القوانين، كذلك الإعتقالات لأفراد الحزب الوطني، الشئ الذي ترك آثره في كل مكان. وكان من أهم نتائج الحرب فرض الحماية البريطانية على مصر عام 1914، وفصل مصر عن الدولة العثمانية وعزل الخديوي عباس حلمي وتعين حسين كمال سُلطان مصر.[11] أدت الظروف إلى فشل الحزب الوطني في حركته السياسة، وتكوين أفراد حزب الأمة لحزب جديد باسم حزب الوفد، بزعامة سعد زغلول. بدأ سعد زغلول في تشكيل حزب الوفد وضم حينها مجموعة كبيرة من أعضاء حزب الأمة والجمعية التشريعية والحزب الوطني، وكان من ضمنهم مصطفى النحاس الدي عُين سكرتيرًا للحزب الجديد. كان من ضمن أبرز أعضاء الحزب:[12]

ثورة 1919

مصطفى النحاس وبجواره سعد زغلول.
لعِب النحاس دورًا هامًا خلال ثورة 1919، فكان حينها يعمل قاضيًا بمحكمة طنطا ووكيلًا لنادي المدارس العليا. نظم مع عبد العزيز فهمي إضراب المحاميين، وكذلك كان الوسيط بين لجنة الموطفيين بالقاهرة واللجنة بطنطا، فكان يحمل المنشورات داخل ملابسة ويقوم بتوزيعها هو ومجموعته على أفراد الشعب. فُصل النحاس من منصبة كقاضٍ نتيجة لنشاطة السياسي، وأصبح سكرتيرًا عام للوفد في القاهرة حتى عاد من باريس، حيث افتتح مكتب للمحاماة.[13]
عُرِض مشروع ملنر، ووافق عليه طائفة ملاك الأراضي الزراعية داخل الوفد الذين كانو يشكلون 83% [14] من الوفد مُعلنين بأن هذا أقصى ما يمكن تحصيله. رأى سعد زغلول أن هذا العرض غير مناسب بعد الثورة، لذا كتب سعد زعلول للنحاس وواصف وعفيفي في 22 أغسطس 1920 يعرض فيه مشروع ملنر ومشكلة الأمتيازات واستمرار الحماية البريطانية. كان النحاس في هذا الوقت في القاهرة، بينما كان سعد في أوروبا وكان من المفترض أن يقوم أعضاء الوفد في القاهرة والعائدين من الخارج بعرض المشروع على الشعب بحياد للتعبير عن رأيه. تلقى النحاس رسالة سعد فما كان منه إلا أن عرض المشروع بحياد مطلق، ما يوحي بعدم تأيده لذلك دون أن يُعلن صراحةً. واقترح النحاس على الوفد بعد ذلك كتابة التحفظات التي أبداها الشعب حول المشروع، مما يعني أن المشروع غير مقبول بشكله الحالي.[15] أدى هذا الإقتراح إلى فاعلية أكثر لشخصية النحاس داخل الوفد، وليس كونه مجرد تابع لسعد زغلول.[16]

النحاس والوفد

أصبح النحاس الساعد الأيمن لسعد زغلول. عُين النحاس في يوليو 1920 سكرتيرًا للجنة الوفد المركزية في القاهرة بعد اعتقال عبد الرحمن فهمي . بعد انضمامه لسعد زغلول في باريس، قدم إليه تقرير حول رأ يالشعبفي مشروع ملنر، ورافق زغلول إلى لندن في أكتوبر 1920.نُفِي مصطفى النحاس وسعد زعلول ومكرم عبيد وآخرين عام 1921.[17]

انقسام الوفد (الأحرار الدستوريين)

دستور 1923

رئاسة حزب الوفد

حكومة الوفد

الملك فاروق الأول يستمع إلى النحاس باشا

الحكومة الأولى (1928)

الحكومة الثانية (1930)

معاهدة 1936

عند اشتعال ثورة 1936-1939 في فلسطين أسس النحاس اللجنة العربية العليا كمحاولة لتهدئة الأمور في المنطقة. وكان مسئولاً عن المعاهدة المصرية البريطانية عام 1936م إلا أنه لاحقاً ألغاها. الأمر الذي أشعل اضطرابات مضادة للإنجليز، مما أدي إلي حل وزارته في يناير 1952م. وبعد ثورة يوليو 1952 سـُجن هو زوجته، زينب الوكيل، من 1953م إلي 1954م ثم تقاعد من الحياة العامة.
في 30 ديسمبر 1937م عهد الملك فاروق إلى محمد محمود بتأليف وزارته الثانية، وكان محمد محمود زعيما للمعارضة في مجلس النواب ورئيسا لحزب الأحرار الدستوريين الذي عطل الدستور والحياة البرلمانية في عام 1928م واشترك الحزب الوطني وكان يرأسه محمد حافظ رمضان في الوزارة المسئولية! واستصدر محمد محمود في البداية مرسوما بتأجيل انعقاد البرلمان شهرا.
اعترض اعضاء مجلس النواب على قرار الحل فتدخل البوليس لإخراج الأعضاء بالقوة من المجلس، وكان أحمد ماهر باشا رئيسا للمجلس وأمر بعدم مناقشة مرسوم تأليف الوزارة، ومرسوم حل البرلمان فقرر الوفد فصله لتضامنه مع محمود فهمي النقراشي. مرشحو القصر.
ألف أحمد ماهر باشا ومحمود فهمي النقراشي وأنصارهما حزبا جديدا باسم الهيئة السعدية برئاسة أحمد ماهر باشا، وجرت الانتخابات في أبريل 1938م وحصل مرشحو القصر على 193 مقعدا (113 للدستوريين و80 للسعديين) وحصل الوفد على 12 مقعدا، والحزب الوطني على 4 مقاعد، كما حصل المستقلون الموالون للحكومة على 55 مقعدا. وقدم محمد محمود استقالته في 27 أبريل 1938م فكلفه الملك بتأليف وزارته الثالثة. قد استعان محمد محمود بإسماعيل صدقي عدو العمال الأول الذي ارتبط اسمه بسياسة القهر وإلغاء الدستور والعنف ضد الحركة العمالية.
في عام 1938م وقعت المحاولة الثالثة للاعتداء على الزعيم مصطفى النحاس بوضع متفجرات في موتور سيارته، فاكتشف أمرها وتم إبعادها ونجا الزعيم مصطفى النحاس برعاية الله. ثار خلاف منذ البداية حول رغبة محمد محمود أن يضم لوزارته أكبر عدد من الدستوريين، لأن حزبه حصل على الأغلبية فرفض الملك وأصر على تمثيل السعديين بنسبة معقولة، واستمر الصراع مع القصر ممثلا في علي ماهر باشا رئيس الديوان الملكي.
بعد مرور عام وشهرين ساءت صحة محمد محمود فقدم استقالته، فعهد الملك فاروق إلى علي ماهر باشا بتأليف الوزارة للمرة الثانية وانشأت وزارة الشئون الاجتماعية ضمن الوزارات المشكلة. لم يمض على تشكيل الوزارة اسبوعان حتى نشبت الحرب العالمية الثانية وضاعت كل أماني وآمال العمال في صدور تشريعاتهم المعطلة. وفي أول سبتمبر 1939م أعلنت الوزارة الاحكام العرفية كما فرضت ضريبة إضافية للدفاع قدرها 1%.

مذكرة النحاس

في 5 أبريل 1940م قدم الزعيم مصطفى النحاس مذكرة للسفير البريطاني ليحملها إلى الحكومة البريطانية فيها أن تصرح من الآن بأن القوات البريطانية ستنسحب من الأراضي المصرية فور انتهاء الحرب وأن مصر ستشارك في مفاوضات الصلح وسيتم الاعتراف بحقوق مصر في السودان وإلغاء الاحكام العرفية، وقوبلت هذه المذكرة بارتياح كبيرة من فئات الشعب.
في يونيو 1940م أعلنت إيطاليا الحرب على الحلفاء منضمة إلى ألمانيا وساءت العلاقة بين السفارة البريطانية ووزارة علي ماهر باشا المؤيدة للمحور وفي 22 يونيو 1940 وجهت السفارة البريطانية إنذارا للملك بأنه لا سبيل للتعاون مع علي ماهر باشا ولوحت صراحة بانزال الملك عن العرش ووضعه تحت الرقابة حتى لا يهرب. طلب الملك تشكيل وزارة ائتلافية وأوفد وكيل الديوان الملكي عبد الوهاب طلعت إلى الزعيم مصطفى النحاس وكان في كفر عشما بالمنوفية ورفض الزعيم مصطفى النحاس الاشتراك في وزارة ائتلافية حتى لو كان رئيسا لها وطالب بتأليف وزارة محايدة يكون أول عمل لها حل مجلس النواب وإجراء انتخابات حرة وانتهى الاجتماع دون اتفاق.
شهدت بداية عام 1941 أزمة حادة في السلع التموينية وبدأت طوابير الخبز وكان الناس يهجمون على المخابز للحصول عليه ويتخطفون الخبز من حامليه وأوشكت الأزمة أن تصل حد المجاعة، ووصلت قوات روميل في الصحراء الغربية إلى العلمين بجوار الإسكندرية فخرجت المظاهرات في 2 فبراير 1942 بتدبير القصر تهتف بحياة روميل وعجز حسين سري عن مواجهة الموقف فقدم استقالته.
عندما استقالت وزارة حسين سري كانت قوات روميل بالعلمين في يوم 2 فبراير 1942 وطلب السفير البريطاني من الملك فاروق تأليف وزارة تحرص على الولاء للمعاهدة نصا وروحا قادرة على تنفيذها وتحظى بتأييد شعبي وان يتم ذلك في موعد أقصاه 3 فبراير 1942.

إنذار جديد

استدعى الملك فاروق قادة الأحزاب السياسة في محاولة لتشكيل وزارة قومية أو ائتلافية وكانوا جميعا عدا الزعيم مصطفى النحاس مؤيدين فكرة الوزارة الائتلافية برئاسة الزعيم مصطفى النحاس فهي تحول دون انفراد الوفد بالحكم ولهم أغلبية بالبرلمان. في يوم 3 فبراير 1942 رفض الزعيم مصطفى النحاس تأليف وزارة ائتلافية.
في اليوم التالي الموافق 4 فبراير 1942م تقدم السفير البريطاني بإنذار جديد، إلا أن الزعيم مصطفى النحاس رفض الإنذار هو وجميع الحاضرين من الزعماء السياسيين أثناء الاجتماع الذي دعى إليه الملك بعد تلقي الإنذار.
في مساء اليوم حاصرت القوات البريطانية قصر عابدين واجتمع قائدها جنرال ستون بالملك الذي قبل الإنذار ودعا لاجتماع القادة السياسيين وأعلن أنه كلف النحاس بتأليف الوزارة ورفض النحاس وظل الملك يلح عليه مناشدا وطنيته أن ينقذ العرش ويؤلف الوزارة ولم يكن هناك مفر من أن يقبل النحاس تشكيل الوزارة مسجلا ذلك للتاريخ في خطاب قبوله تأليف الوزارة حديث الملك، "وبعد أن ألححت علي المرة تلو المرة والكرة بعدالكرة أن أتولى الحكم ونشادتني وطنيتي واستحلفتني حبي لبلادي من أجل هذا أنا أقبل الحكم انقاذا للموقف منك أنت".

احتجاجه على تعيين الإنجليز له

الملك فاروق مع التشكيل الوزاري الجديد وإلى جانبه الأمير محمد علي توفيق ومصطفى النحاس باشا.
في 5 فبراير 1942م أرسل الزعيم مصطفى النحاس احتجاجا إلي السفير البريطاني في خطابه المشهور استنكر فيه تدخل الإنجليز في شئون مصر جاء فيه »لقد كلفت بمهمة تأليف الوزاة وقبلت هذا التكليف الذي صدر من جلالة الملك، بما له من الحقوق الدستورية وليكن مفهوما أن الأساس الذي قبلت عليه هذه المهمة هو أنه لا المعاهدة البريطانية المصرية ولا مركز مصر كدولة مستقلة ذات سيادة يسمحان للحليفة بالتدخل في شئون مصر الداخلية وبخاصة في تأليف الوزارات أو تغييرها.
رد السفير البريطاني مايلز لامبسون على الزعيم مصطفى النحاس بخطابه قائلا: لي الشرف أن أؤيد وجهة النظر التي عبر عنها خطاب رفعتكم المرسل منكم بتاريخ اليوم وإني اؤكد لرفعتكم أن سياسة الحكومة البريطانية قائمة على تحقيق التعاون بإخلاص مع حكومة مصر كدولة مستقلة وحليفة في تنفيذ المعاهدة البريطانية المصرية من غير أي تدخل في شئون مصر الداخلية ولا في تأليف الحكومات أو تغييرها.

ثورة الشعب المصري الثانية وإلغاء إتفاقية 1936

محمد نجيب مع مصطفى النحاس
ي يوم 8 من أكتوبر عام 1951 وقف الرئيس الجليل مصطفى النحاس باشا على منصة مجلس النواب، وقد احتشدت القاعة بالنواب والشيوخ الذين حضروا ليستمعوا للبيان الذي سيلقيه رئيس الحكومة. حيث تحدث النحاس باشا شارحاً تفاصيل المفاوضات التي أجرتها حكومته مع الجانب البريطاني لتحقيق الجلاء عن مصر وتوحيد شطري الوادي (مصر والسودان) تحت التاج الملكي إلى أن قال "حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: لقد انقضى وقت الكلام وجاء وقت العمل، العمل الدائب المنتج الذي لا يعرف ضجيجاً أو صخباً بل يقوم على التدبير والتنظيم وتوحيد الصفوف لمواجهة جميع الاحتمالات وتذليل كل العقبات وإقامة الدليل على ان شعب مصر والسودان ليس هو الشعب الذي يٌكره على مالا يرضاه أو يسكت عن حقه في الحياة. أما الخطوات العملية التالية فستقفون على كل خطوة منها في حينها القريب، وإني لعلى يقين من أن هذه الأمة الخالدة ستعرف كيف ترتفع إلى مستوي الموقف الخطير الذي تواجهه متذرعة له بالصبر والإيمان والكفاح وبذل أكرم التضحيات في سبيل مطلبها الاسمى. يا حضرات الشيوخ والنواب المحترمين: من أجل مصر وقعت المعاهدة سنة 1936 ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها.."
كانت هذه المقتطفات من خطاب النحاس باشا.
وقد زلزل إلغاء المعاهدة كيان بريطانيا، فقد اجتمع في اليوم التالي هربرت موريسون وزير خارجية بريطانيا بكل مستشاري الوزارة وحضر الاجتماع بريان روبرتسون قائد القوات البرية في الشرق الأوسط وأصدر الوزير بياناً يحتج فيه على إلغاء المعاهدة.
وأعلن الجنرال روبرتسون أنه سيطير إلى القاعدة البريطانية في القنال وفي مصر طلب السفير البريطاني من القواد البريطانيين لجيش الاحتلال الاجتماع به في نفس اليوم في الإسكندرية واستمر الاجتماع حتى منتصف الليل.
وألغت الحكومة البريطانية الإجازات لجميع قوات جيش الاحتلال. وفي الخرطوم طافت دبابات الجيش البريطاني في الشوارع لإرهاب السودانيين فقابلوها بالهتافات بسقوط الاحتلال. وتعتبر هذه هي الثورة المصرية الثانية بعد ثورة 1919
قام مجلس قيادة حركة 1952 باعتقاله بطريقه مهينه وبدون علم الرئيس محمد نجيب والذي كان معارضا لذلك حيث قام بشطب اسمه من كشوف الاعتقال، والتي قدمت إليه من الضباط الأحرار لعلمه بوطنيته ومواقفه المشرفه السابقه وكذلك لاحتكاكه به.



الخميس، 21 أغسطس 2014

الدهون.. كيف تعرف الضار والنافع منها؟



تناوُل أنواعها المشبعة والمتحولة خطر على القلب والشرايين
الرياض: د. حسن محمد صندقجي
دون أي مقدمات في العرض، وخلافا لما قد يعتقد البعض، فإن أحدا لا يناقش اليوم من الناحية الطبية في ضرورة وجدوى تناول الدهون، ذلك أنها أحد العناصر الغذائية الأساسية في ضمان قيام الجسم بعمله بطريقة طبيعية، ومن دونها لا يستطيع الجسم الحفاظ على حياته. وهذه الأهمية ليس مردها فقط قدرة الدهون على تزويد الجسم بكمية عالية من الطاقة، مقارنة بالبروتينات والسكريات، ولكن للدهون أدوار مهمة في حصول عمليات امتصاص الجسم لمجموعات من العناصر الغذائية اللازمة لحياته، وللدهون أيضا أدوار حيوية مهمة في عمل أعضاء الجسم، ولبناء أنسجة أعضاء على مستوى عال من الأهمية في الجهاز العصبي، وفي إنتاج مجموعات مهمة من الهرمونات.
وبالمقابل، يعلم الكثيرون أن ثمة حديثا علميا طبيا جادا حول تعليل سبب الإصابات بأمراض القلب والشرايين، وأنواع من السرطان والسمنة وغيرها، بأنها ناجمة عن «كثرة» تناول الدهون.
الدهون كلمة عامة، تشمل مجموعات من المركبات الكيميائية التي تذوب في مواد المذيبات العضوية organic solvents ولا تذوب في الماء، ومن ناحية التركيب الأساسي لها يتكون المركّب الدهني من الغليسرين المتحد مع ثلاثة أحماض دهنية.
وفي درجة الحرارة العادية، داخل الغرفة، قد تكون الدهون إما بهيئة سائلة وإما جامدة، وهي صفة تعتمد على بناء مركب الدهون وعلى مكوناته. ومما تعارف الناس عليه إطلاق لفظ «الزيوت» على الدهون التي تكون في هيئة سائلة عند وضعها في درجة حرارة الغرفة العادية، بينما تسمى بـ«الشحوم» أنواع الدهون التي توجد في هيئة صلبة في درجة حرارة الغرفة، ولذا فإن كلمة «دهون» تشمل الزيوت والشحوم.
والمصادر الأساسية لحصول الإنسان على الدهون، التي يمكنه أن يتغذى عليها، هو إما الأطعمة الحيوانية وإما الأطعمة النباتية.
ومن أمثلة دهون الأطعمة الحيوانية: الزبد والسمن الحيواني، و«كريمة» القشدة، والدسم الموجود في الحليب ومشتقات الألبان، والأنسجة الشحمية الموجودة إما مختلطة بالعظم وإما متغلغلة داخل لحوم عضلاتها، أو في منطقة الظهر أو الذنَب من جسم الحيوانات البرية أو الطيور أو البحرية، وزيت كبد السمك.
كما أن من أمثلة دهون الأطعمة النباتية: زيوت كل من الزيتون والسمسم ودوار الشمس والذرة والكانولا والأرقان وجوز الهند والنخيل والفول السوداني، وكذلك تعتبر المكسرات مصدرا مهما وطبيعيا للحصول على الدهون النباتية في هيئة طبيعية خالصة.
* أنواع الدهون وتصنيفها
* ومن المهم بدرجة أساسية معرفة أن هناك أربعة أنواع من الدهون في الأغذية التي نتناولها، وأهمية هذه المعرفة ووضوحها جدا في ذهن أحدنا لها سببان:
الأول: أن التأثيرات الصحية للدهون على صحة أعضاء الجسم تختلف بحسب نوع الدهن. وعلى سبيل المثال، فإن تأثير تناول الدهون الموجودة في المكسرات على صحة شرايين القلب يختلف عن تأثير تناول الدهون التي في الشحم الحيواني.
الثاني: أن الأغذية تختلف في محتواها من أنواع الدهون. وعلى سبيل المثال، تختلف الدهون التي في زبدة الحليب الحيواني عن تلك الدهون في زيت الزيتون.
والأنواع الأربعة هي: الدهون المشبعة، والدهون الأحادية غير المشبعة، والدهون العديدة غير المشبعة، والدهون المتحولة.
ومما يجدر ذكره أن الكولسترول، كمادة كيميائية، يختلف في التركيب وفي الوظيفة والتأثير داخل الجسم عن عموم أنواع الدهون، ولكن لاعتبارات تتعلق بمصاحبة الكولسترول للدهون المشبعة في الأطعمة الحيوانية فقط، يُذكر الكولسترول مجازا مع الدهون.
* الدهون المشبعة
* لاعتبارات تتعلق بالتركيب الكيميائي للدهون، فإن كل مركب دهني تحيط به وتغلفه ذرات الهيدروجين، وهناك روابط عدة في ما بين ذرات الكربون والهيدروجين داخل مركب الدهن، وحينما تكون تلك الروابط مشبعة، أي لا يمكن دخول ذرات الهيدروجين إليها مثلا، فإن نوع الدهن يكون مشبعا.
وما تقوله المصادر الطبية حول الدور السلبي للدهون المشبعة على صحة الشرايين، القلبية والدماغية وغيرها، مفاده أن الإكثار، ولفترات طويلة، من تناول الدهون المشبعة هو عامل رئيسي في التسبب في ارتفاع نسبة كولسترول الدم، وبخاصة النوع الخفيف والضار منه. وبالتالي فإن هذا الإكثار من تناول الدهون المشبعة يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب ومن حصول تداعياتها.
وبعبارة أدق علميا، وكما لا يتوقع الكثيرون، يؤدي الإكثار من تناول الدهون المشبعة إلى رفع نسبة الكولسترول في الدم بمقدار يفوق تأثير تناول الكولسترول نفسه من الطعام! والسبب أن تأثير الدهون المشبعة على إثارة الكبد لإنتاج الكولسترول يفوق تأثير دخول كولسترول الطعام إلى الجسم. ومعلوم أن 80% من الكولسترول الموجود في أجسامنا مصدره ما ينتجه الكبد، و20% فقط من كولسترول الجسم يأتي من الكولسترول الذي يدخل أجسامنا مع الطعام. والمصادر الرئيسية للدهون المشبعة هي المنتجات الغذائية للحيوانات البرية، أي لحوم الضأن والبقر والجمال، وألبانها، ومشتقات ألبانها، والسمن والزبدة المستخلص من ألبان الضأن والبقر.
كما أن لحوم الطيور والدواجن غنية بالدهون المشبعة، أما البيض فمتدني المحتوى من الدهون المشبعة، وما في البيض من دهون هو من الأنواع غير المشبعة.
ويعتبر طعام البحر، كالأسماك والروبيان واللوبيستر وغيرهم، قليلة المحتوى من الدهون المشبعة.
وغالبية زيوت المنتجات النباتية من الأنواع غير المشبعة، بخلاف نوعين مشهورين، وهما زيت النخيل وزيت جوز الهند الغنيين بالدهون المشبعة.
* الدهون الأحادية غير المشبعة
* ومن اسمها تكون الروابط الكيميائية داخل مركبات الدهون غير مشبعة بالارتباط بذرات الهيدروجين، أي أنها «خفيفة» وغير مشبعة بثقل تراكم ذرات الهيدروجين. ,وتبين الدراسات أن إحلال تناول «الدهون الأحادية غير المشبعة» محل تناول الدهون الحيوانية المشبعة هو وسيلة مفيدة ومؤثرة بشكل واضح في تقليل احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب، وفي خفض الارتفاعات في نسبة كولسترول الدم. هذا غير الفوائد الصحية المتعددة لتناول زيت الزيتون على أعضاء شتى في الجسم، وهي التي لا مجال للاستطراد في عرضها ضمن مقام الحديث عن أنواع الدهون بشكل عام.
ومن أمثلة هذه النوعية من الدهون الأحادية غير المشبعة، زيت الزيتون، والزيوت الموجودة في المكسرات، والدهون الموجودة في ثمار الأفاكادو، والدهون الموجودة في البيض.
* الدهون العديدة غير المشبعة
* ويتشابه تركيب هذه النوعية من الدهون مع تركيب الدهون الأحادية، من ناحية عدم التشبع بذرات الهيدروجين، ولكن شكل المركب منها مكون من تراكم مركبات متعددة. وهناك اتفاق بين المصادر الطبية، وبخاصة المعنية منها بصحة القلب والشرايين، على أن تناول الدهون العديدة غير المشبعة هو وسيلة ثابتة الفائدة في حماية الشرايين القلبية والدماغية. ومن أفضل وأوضح الأمثلة نوع أوميغا-3 الموجود في زيت السمك، ونوع أوميغا-6 الموجود في أنواع المكسرات.
وأوميغا-3 مفيد لخفض نسبة كولسترول الدم، ولحماية الشرايين من ترسبات الكولسترول، ولتقليل احتمالات الإصابة باضطرابات نبضات القلب، وتقليل حدة التهابات المفاصل، وترطيب الجلد والشعر، ورفع حدة الذاكرة، وغيرها. ولذا فإن تناول الأسماك الدهنية، كالسلمون والسردين والماكريل والتونا، وبخاصة منطقة الجلد فيها مفيد جدا، ولكن بشرط أن يتم طهيها بالشواء على الفحم أو بالبخار أو في الفرن.
وتوجد أيضا «الدهون العديدة غير المشبعة» في زيت السمسم والذرة ودوار الشمس وبذور الكتّان، ومكسرات المكاديميا والمكسرات البرازيلية وبقول الفول السوداني وغيرها.
* الدهون المتحولة
* والدهون المتحولة لا توجد في الدهون الطبيعية إلا نادرا، وبكميات ضئيلة جدا. والمصدر الحالي لدخول الدهون المتحولة إلى وجبات طعام الناس هو ما يحصل نتيجة للتعامل الصناعي مع الدهون الطبيعية. وتحديدا، تنتج الدهون المتحولة من عمليات هدرجة الزيوت النباتية الطبيعية، ومعلوم أن عملية الهدرجة تتم لدهون الزيوت النباتية الطبيعية الصحية بغية إعطائها قدرة مقاومة الفساد والتزنيخ جراء حصول عملية الأكسدة لها بفعل التعرض الطبيعي للضوء والهواء والحرارة.
والحقيقة الطبية في هذا الشأن هي أن الدهون المتحولة سبب مهم في ارتفاع نسبة الكولسترول الخفيف الضار، وفي خفض نسبة الكولسترول الثقيل الحميد، وعليه فإن تناول الدهون المتحولة سبب مهم في رفع احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب وجلطة السكتة الدماغية ورفع نسبة كولسترول الدم.
ووفق ما تذكره «إدارة المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية»، فإن تناول الدهون المتحولة، والموجودة في الزيوت النباتية المهدرجة جزئيا، أشد ضررا على الصحة من تناول المصادر الطبيعية للدهون عموما. وتحديدا، تناول الدهون المتحولة أشد ضررا على صحة الإنسان من تناول الدهون الحيوانية المشبعة، ولذا فإن إرشادات رابطة القلب الأميركية تقول إن للإنسان أن يجعل الدهون المشبعة «البلاستيكية» لتكرار القلي مرات ومرات، وهو ما يعتبر توفيرا ماديا للشركات والمطاعم! وهو ما يحصل في قلي قطع بطاطا «الشيبس» والفرنش فرايس» وغيرها من الأطعمة في مطاعم «المأكولات السريعة».
وتوجد الدهون المتحولة بشكل خاص في الأطعمة المقلية باستخدام الزيوت النباتية المهدرجة، وفي الحلويات ذات هيئة القوام المتماسك، مثل «الدونات» و«الكيك» و«البسكويت» و«البيتزا»، وأنواع أخرى من الحلويات والموالح المخبوزة.

الدهون غير الضارة للقلب,

الدهون قسمان منها ما يحيي الإنسان
ومنها ما يقتله. فأي الدهون هي التي تحيي القلب ولا تؤذيه؟
تبين في دراسة الدكتور كيز، أن مستهلكي زيت الزيتون بكثرة من سكان
حوض المتوسط كانوا الأقل عرضة  للموت بالسرطان، أو بأي مرض
آخر! وجسب ما قاله الدكتور كيز: كان استهلاك الدهون الأحادية كمصدر
رئيسي للدهون، العامل الغذائي الوحيد الذي أبعد عنهم شبح الموت الناتج
عن كافة الأمراض. ولا عجب أنهم يدعون زيت الزيتون أحياناً بالطعام
الذي يطيل العمر.

ما الذي يجعل الدهون الأحادية غير المشبعة، المتوافرة
 في زيت الزيتون أفضل لصحة القلب؟
من الناحية الكيميائية، لا شيء عدا أنها ألطف على الشرايين. فهي
تخفض مستوى الكولسترول الضار وتترك مستوى الكولسترول النافع
على حاله. إضف إلى ذلك أن للدهون الأحادية غير المشبعة تأثيراً مضاداً
للأكسدة يقي الشرايين من الأذى الذي يتسبب به، وقد استخدم الأطباء في
ايطاليا زيت الزيتون كعلاج لبعض الأشخاص الذين تعرضوا للنوبة
القلبية، وقد وجدوا أن نتيجة فحص الدم عند هؤلاء المرضى أفضل،
 مما يجعلهم أقل استعداداً للتعرض لنوبة قلبية أخرى في المستقبل.

ويضيف الدكتور ويليت قائلاً:
" لقد ثبتت منافع زيت الزيتون ولم يكتشف أحد أن زيت الزيتون يحمل
أي خطر على الصحة".
 ويؤكد الباحث عن مضادات الأكسدة الدكتور هاري ديموبولس بأن
الدهون الأحادية غير المشبعة موجودة أيضاً في زيوت اللوز والبندق
والكانولا( الكولزا) والأفوكادو.

ملاحظة :
يعتبر زيت الزيتون الصافي المستخلص على البارد أفضل
 أنواع زيت الزيتون.


الدهون الأحادية غير المشبعة صحية شريطة الاعتدال في تناولها




   
استخدام الزيوت غير المشبعة في الطبخ يقوي المناعة (أ ب)
تاريخ النشر: الثلاثاء 08 مايو 2012
تُعد الدهون الأحادية غير المشبعة دهوناً صحيةً ومفيدةً بإجماع خبراء واختصاصيي التغذية إلى الآن. فإذا كان نظامك الغذائي يشمل دهوناً غير مشبعة من قبيل الدهون الأحادية غير المشبعة أو الدهون المتعددة غير المشبعة بدلاً من الدهون المشبعة والدهون التقابلية، فذلك يجلب لك العديد من المنافع الصحية.
ويُساعد استهلاك الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة على تقليل مخاطر تعرضك لأمراض القلب عبر زيادة مقاومة وظائف بدنك لعوامل الخطورة. فعلى سبيل المثال، تُقلل هذه الدهون مستويات الكولستيرول والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، لكنها ترفع مستويات البروتينات الدهنية مرتفعة الكثافة أو تبقيها ثابتةً عند حد معين. كما يمكن للدهون الأحادية غير المشبعة أن تُعين على تنظيم تخثر الدم والتحكم فيه. وتُظهر بعض الدراسات أن هذه الدهون تفيد في تنظيم مستويات الأنسولين والتحكم في سكر الدم، خصوصاً لدى المصابين بالسكري نوع 2.
وقد اكتسب النظام الغذائي المتوسطي المعروف بفوائده الجمة على صحة القلب سُمعته الحسنة في مختلف أرجاء المعمور بفضل تركيزه على الدهون الأحادية غير المشبعة، وعلى رأسها زيت الزيتون. وينصح خبراء الحمية والتغذية من لا يتبع النظام الغذائي المتوسطي أن يحرص على أن تشمل مائدته الأطعمة الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة مثل فاكهة الأفوكادو وزيت الخردل والجوز واللوز والكاجو والصنوبر والزبدات المشتقة منها، علاوةً على الزيتون وزيت الزيتون وزيت الفول السوداني. لكنهم يحذرون في الوقت نفسه من الإسراف في تناولها. إذ ينبغي العلم بأن الدهون بجميع أنواعها، بما فيها الأحادية غير المشبعة، تحتوي على سعرات حرارية عالية، ولذلك يجب استهلاكها باعتدال. وينبه اختصاصيو تغذية من عيادات “مايو كلينيك” الأميركية إلى أن تناول الأطعمة الغنية بالدهون الأحادية غير المشبعة يتعين أن يكون بديلاً عن أنواع الدهون الأخرى غير الصحية، وليس مضافاً إليها. فالدهون في نهاية المطاف لا يجب أن تُشكل أكثر من 20 إلى 30 في المائة من السعرات الحرارية اليومية المحدد معدلها في 2000 سعرة.



القهوة .. مفيدة أم مضرة ؟


السؤال الذى يردنا كثيرا : القهوة .. مفيدة أم مضرة ؟
لذا سنجيبك اجابة تريحك فى ثلاث نقاط ولك القرار ،
لنتعرف على الاجابة :

ما سر قوتها ؟ فنجان قهوة :
القهوة ذلك المشروب العجيب ذو النكهة اللذيذة و الرائحة الفريدة
تصحب الكثيرين في صباحهم الباكر لتزيد يومهم نشاطا و حيوية
و تكون سيدة المساء في كثير من البيوت العربية بنكهتها الأصلية
ضارة أم نافعة؟ حيرة احتار الكثيرين في هذه النقطة..و لكن الدراسات
أثبتت أن فوائدها أكثر من مضارها و أن شربها بكمية معتدلة يوميا
يساهم في الوقاية من الكثير من الأمراض ..

1-القهوة تقلل من نسبة الإصابة بمرض السكري (النوع الثاني)

2-تخفف من معدل الإصابة بالشلل الرعاشي و سرطان القولون

3- من المنبهات القوية تعدل المزاج و تمنع الاكتئاب

4- تعالج الصداع والربو

5- تقلل من تكون حصى المرارة

ما سر فائدة القهوة؟
احتوائها على نسبة عالية من مادة الكافين: و هي مادة مضادة للأكسدة
تزيد قوتها مع عملية التحميص
كوب القهوة الواحد (8 أونصات)=85 جراما من الكافين = 3 و نص
أضعاف الكمية بالنسبة إلى الشاي و الكولا= أونصة واحدة من الشكولاتة.

و علاجها للشلل الرعاشي يكمن في أن أدوية هذا المرض مشتقة
من مادة الكافيين .

احتوائها على مواد مضادة للأكسدة أخرى:
quinines- chlorogenic acid – tocopherols

التي تزيد من فعالية الأنسولين في الجسم و تزيد نسبة استفادة الخلايا
من الجلوكوز الموجود في الدم و بالتالي تقلل من مرض السكري.
تناول القهوة يوميا بشكل معتدل لا يتخطي الثلاث مرات يوميا يعمل علي
تجنب الاصابة بالزهايمر وتأخير التعرض له لفترة أطول من العادي
للمزيد من فوائد القهوة هنــا

سلاح ذو حدين !
و كما أن القهوة ذات فائدة عظيمة و لكن الإكثار منها يسبب بعض
الأضرار كزيادة العصبية و الخفقان وانسداد الشرايين.و ينصح بالتقليل
منها للمصابين بأمراض القلب و في فترةالحمل و المعرضين لخطر
الإصابة بهشاشة العظام.

نصيحة اشربوا القهوة بكمية معتدلة
و لا تفرطوا في ادمانها

حُسام تمّام" .. والظاهرة الإسلامية المعاصرة :-

نتيجة بحث الصور عن حُسام تمّام
يوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2011 غادر الشاب الإسكندراني النابه حُسام تماّم، ولما يتجاوز الأربعين، دنيانا الفانية على أثر مرضٍ عُضالٍ لم يمهله أكثر من بضعة أشهر. وكنتُ قد افتقدته وسألْتُ عنه في المرتين اللتين ذهبتُ فيهما إلى مصر بعد ثورة 25 يناير، إلى أن اتصل بي في أوائل سبتمبر الماضي، وأخبرني أنه كان شديد المرض وأنه يتابع علاجه الكيماوي بمستشفى الشيخ زايد، ويريد العودة للكتابة لصفحة "التراث" بجريدة "الحياة". وقد أرسل لي بالفعل ثلاث مقالاتٍ كان آخرها قبل أربعة أيام.
عرفتُ حُسام تماّم في أواخر التسعينيات، من خلال موقع "إسلام أون لاين". وفي حين كان الدكتور هشام جعفر رئيس التحرير في الموقع (وهو شابٌّ متميزٌ أيضاً)، كان حُسام هو المسؤول عن القسم الخاصّ بالحركات الإسلامية. وقد كان بالفعل نادر المثال في معرفته الدقيقة بالأنساب والأنسال لتلك الحركات منذ مطلع الستينيات، وإلى سقوط نظام مبارك. وقد تنافس في شخصيته وتساوق عنصران رئيسيان:الدقّة العلمية منقطعة النظير، والنزاهة الهائلة العُمق والأبعاد. لذلك كان الإسلاميون المصريون على كافة اتجاهاتهم شديدي الثقة والإعزاز به. وقد قال لي أحدهم (وهو ممن قضى في السجن أحد عشر عاماً) إنّ أول شخصٍ اتصل هو به بعد إطلاق سراحه كان حُسام تمّام، ولأنه كان واثقاً أنّ حُساماً سيُسَرُّ سروراً حقيقياً بخروجه على كراهيته المعلنة للتطرف والعنف والتشرذُم باسم الإسلام!
كنت أُتابعُ برامج واستطلاعات وتقارير حُسام تمّام في "إسلام أون لاين"، لذلك أقبلْتُ على قراءة دراسته الأولى عن الحركات الإسلامية في العالم العربي: رؤية تحليلية. ثم قرأتُ عمله على مذكرات عبد المنعم أبو الفتوح أحد زعماء "الإخوان" ومعتدليهم، وقد ترشح لرئاسة الجمهورية بعد الثورة فأزعج بذلك قيادة حزبه. ولحُسام دراسةٌ متميزةٌ عن مذكّرات الأخوات المسلمات في السجون، تستحقُّ التأمل خارج هذه العُجالة. على أنّ العمل الإحصائي والبحثي الذي تميّز به في السنتين الأخيرتين، كان مطالعاته النقدية لما سمّاه "تسلُّف الإخوان". وقصةُ التسلُّف هذه في أوساط شباب "الإخوان" أصدر عنها حُسام كتاباً وأربعة تقارير وجيزة، وشكّلت مفاجأةً لي ولكثيرين من المتابعين لـ"الإخوان" ولحركات الإسلام السياسي عامة. فالذي كنتُ عليه من الرأي في هذه المسألة، وظهر في كتابيَّ "سياسيات الإسلام المعاصر" (1997)، و"الصراع على الإسلام" (2005)، أنّ التمرد السلفيَّ الذي تبلور في الثمانينيات والتسعينيات على سلفية الدولة، إنما كان نتيجة التلاقي في الخليج منذ الستينيات، بين الإخوان المنفيين هناك، والشبان السلفيين، فصار السلفيون أو بعضهم أكثر تسيُّساً وثورية، وانتشرت التأصيلية العَقَدية في أوساط "الإخوان" بحيث أنتج هذا المزيج حركات العنف في مصر في السبعينيات، والسلفية الجهادية فيما بعد. ما فعله حُسام أنه حوَّل هذا الكلام العامَّ إلى فرضيةٍ بحثيةٍ بالأسماء والمقابلات والتصريحات والفتاوى والنشرات على الإنترنت، وليس في أوساط حركتي "الجهاد" و"الجماعة الإسلامية" وحسْب؛ بل وفي أوساط "الإخوان" وتنظيماتهم بمصر وعدة بلدانٍ عربيةٍ أُخرى. وكما سبق القول، فإنني كنتُ قد لاحظْتُ ذلك خلال عملي باليمن (1988-1991)، وعمَّمتُ ذلك على المشهد العام بدون أدلةٍ واضحة، وما توصلتُ إلاّ إلى نتيجةٍ واحدةٍ تتعلقُ بالسلفيين أكثر مما تتعلق بالإخوان، أي التسيُّس والتفكير والسلوك الجهادي. أمّا حُسام تماّم فتوصل استطلاعياً وإحصائياً إلى نتائج تتعلق بتغيُّر رؤية العالَم لدى "الإخوان"، وظهور مسألة الفسطاطين والتكفير لديهم، إضافةً إلى تخلْخُل رؤية السلطة ومدنيتها، وضرورات الانفصال "الشعوري" عن الجماعة العامة، وأحياناً عن ترتيبات "الإخوان" أنفُسهم! وهكذا فإنّ البراغماتية التي كانت معروفةً عن "الإخوان" في مصر والأردن، والتي حافظ عليها شيوخهم طويلاً، تتجه للتضاؤل ليس بسبب قسْوة السلطات في التعامُل معهم فقط؛ بل ولتعملُق ثقافة الانفصال عن المجتمع والدولة في أَوساطهم للاعتقادية الحديثية المتشددة، وظهور الرؤى النشورية، والعودة إلى التشديد على التمييز بين الشريعة والقانون المدني، والإصرار على عدم تسمية النظام السياسي نظاماً مدنياً، كما الإصرار على الشعارات الرمزية مثل "الإسلام هو الحل".
وعندما قامت الثورات في تونس ومصر، وظهرت جماهيرها وشعاراتُها، ظهرتُ في مقابلتين تلفزيونيتين وذكرْتُ فيهما أنّ مجتمعاتنا، في دول الجمهوريات الخالدة بالذات، كانت خلال أكثر من أربعة عقود محكومةً بالثُنائية العبثية: استبداد -تمرد إسلامي، وأنّ عودة الجمهور إلى الشارع أنْهتْ هذه الثُنائية، أي أنّ الاستبداد سقط، وتسقُطُ بسقوطه بدائلُهُ المفتَرَضة، أي الإسلام الجهادي، كما أنّ الإسلام السياسيَّ سوف يتأثر كثيراً. وما اعترض حُسام تمام على هذه المقولة، لكنه كعادته في التدقيق، قال إنّ النماذج الفيبرية الصافية مفيدةٌ في التنظير وجلاء المشهد وعدم الضياع في التفاصيل منذ البداية، لكنها لا تفيدُ في المتابعة الواقعية. فالجهاديةُ تكاد تلفظُ أنفاسَها بحقّ، لكنّ الإسلام السياسيَّ ما ضعُفت جماهيريتُهُ بعدُ رغم تضييعه فُرصة الانضمام منذ اليوم الأول كما كان منتظَراً. ذلك أنّ احتجاجية الإسلاميين الطويلة الأمد صارت لها بُنى اجتماعية ورمزية، لن تنتهي بسهولة. ولاحظ أنّ الإسلام السياسي (الإخوان) ليس بيئةً واحدةً في العالم العربي، ولذا فهو يتفاوتُ في القدرة على التلاؤم. فمبدئياً "الإخوان" أكثر قدرةً على التلاؤم من السلفيين في أكثر البيئات. ومع ذلك؛ فللأمر استثناءاته. فتائبو ومُراجعو الجماعة الإسلامية أظهروا في النصف الثاني من التسعينيات، قُدرةً عاليةً على النقد الذاتي رغم محدودية وسائلهم، وتقدموا في بعض الجوانب على "الإخوان" رغم تجربتهم الطويلة في العمل السياسي. ثم إنّ إسلاميي تونس وسوريا والجزائر والمغرب، أكثر قدرةً على الانفتاح وقبول التعددية السياسية من "إخوان" مصر والأردن واليمن والسودان. ثم عاد حُسام بعد أن زار الأردن واليمن، فصحَّح انطباعه الأول وخص تطورات اليمن باهتمام فائق، بسبب قدرة شباب وشابات "حزب الإصلاح" على الخروج من الأُطُر الحزبية والعقائدية المقررة سابقاً. ولفت حُسام انتباهي إلى المظهر البائس الذي بدت عليه المؤسسة الدينية السنية في عصر الثورات. إذ لم يتميز غير موقف شيخ الأزهر والشيخ القرضاوي. والقرضاوي "إخواني" في الأصل، ولذا لا عجب في ثورانه، أمّا شيخ الأزهر فهو أكثر تقدماً من الأزهريين في موقفه ومبادراته. وكان يقصد بذلك أنّ المؤسسة الدينية قد تكون سقطت مع سقوط الاستبداد والتطرف. وقد أثار ذلك لديَّ تأمُّلاتٍ تبادلتُها معه عن الدين ومؤسساته في زمن الحرية ودولتها. وهذه المسألة جديدةٌ أيضاً مثل جِدّة ظهور الجمهور في الشارع. فالشارع الذي يوشك أن يغير وعي الإسلاميين سوف يغيّر بالتأكيد وعي المؤسسات الدينية بذاتها وبالآخر، الإسلامي وغير الإسلامي. إنما لا ينبغي أن نتجاهل الشرائح الاجتماعية الكبيرة والمحافظة وغير الحزبية، والتي ما تزال تركن في ثقافتها الدينية إلى المؤسسات التقليدية، وليس إلى شيوخ الأحزاب الدينية أو الدُعاة الجدد.
كان حُسام تمام شاباً لامعاً، ولا يضاهي ألمعيته غير وداعته ومُسالمته ووعيه النقدي. وقد أثر كثيراً في السنوات الأخيرة في وعينا بالظاهرة الإسلامية ومسالكها المتشعبة والمتباينة. وقد قلتُ له قبل ستة شهور: هل كنت تتوقع هذا الظهور لـ"الإخوان" ومشابهيهم؟ فأجاب: "نعم، لكنني ما كنتُ أتوقّع هذا التحدي السلفي في مصر وغيرها، رغم عملي الطويل على اختراقاتهم. إنما المشهد ما يزالُ شديد التموُّر، وللانتخابات القادمة دلالات مهمة وإنّ تكن غير قاطعة في هذا الظرف الصعب". رحم الله حسام تماّم، ووفّق تلك الكوكبة من المثقفين الشباب بمصر واليمن، والشباب والكهول والمشايخ بسوريا على إنجاز هذا النهوض المنقذ للدولة والأمة.


* الاتحاد الاماراتية




**************************************************************************************



اصدق تعبير يمكن ان يطلق علي الراحل الاستاذ حسام تمام الصحفي و الباحث في شئون الحركة الاسلامية انه يمثل حالة فريدة في العالم البحثي والمتخصص في شان التيار الاسلامي المصري و العالمي اذ انه استطاع ان يغوص في اعماق الحركة الاسلامية و يكشف ما بها ويقدم ما يراه صالحا في سبيل عودتها الي الطريق القويم وقد استطاع خلال سنوات قليلة ان يحفر اسمه في مجاله متفوقا علي اقرانه و مقاربا لمن سبقوه وجعل لنفسه مكانة بينهم فرضت علي الجميع حالة من التقدير و الاعجاب الذي فرضه قلمه.

الاستاذ حسام عمل في الكثير من الاماكن البحثية و الصحفية كان من اهمها انه راس تحرير موقع الاسلاميون التابع لشبكة اسلام اون لاين وفي عهده اصدر الموقع العديد من الكتب و الدراسات كان من اهمها الاسلاميون و الدولة سيد قطب و فتنة التكفير ومراجعات الجماعة الاسلامية المقاتلة في ليبيا ومراجعات الحركة الاسلامية في السودان و قد شغل منصب مدير مركز الدراسات المستقبلية التابع لمكتبة الاسكندرية واصدر من خلاله العديد من الكتب تحت سلسلة مراصد منها تسلف الاخوان المسلمين وغيرها من الكتب الهامة. 

في السنوات الاخيرة اصيب الاستاذ حسام بمرض شديد تطلب التدخل الكيماوي ومكث فترة كبيرة يتلقي العلاج في مستشفي الشيخ زايد التخصصي بمدينة السادس من اكتوبر وفي الاربعة ايام الاخيرة اصيب بغيبوبة ادخل علي اثرها العناية المركزة حتي توفاه اله صباح امس الاربعاء بالمستشفي.

حسام تمام في سطور
حسام محمد محمد تمام.. ولد في الإسكندرية.. لكن الأصل يرجع الي مركز صدفا محافظة أسيوط حصل علي ليسانس الآداب واللغة العربية عام 96 من جامعة الإسكندرية.ثم التحق بكلية الاداب قسم علم اجتماع متزوج ولديه من الأبناء خديجة نشأ في أسرة محافظة ً.. فبدأ يهتم بالكتاب الإسلامي والقرآن .
بدأت العمل في هذا المجال الصحفي من خلال الصحافة الطلابية في الجامعة.. واستمر هذا الأمر حتى التخرج من الجامعة.. و قبلها بقليل بدأ الكتابة في صحيفة " آفاق عربية " من الإسكندرية وكان اول حوار اجراه مع الدكتور " محمد مصطفى هدراه " أستاذ النقد والأدب .. وأحد أعلام جامعة الإسكندرية .. وكان مضمون الحوار عن الحداثة وتيارات الأدب في العالم العربي .. وأرسله لصحيفة "آفاق عربية " فتم نشره دون أي تغيير فيه.
وفى عام 97 انتقل إلى القاهرة بعدما التحق بالدراسات العليا في جامعة عين شمس..وفى هذه الفترة بدأ العمل في ملف الحركات الإسلامية.. وكان ذلك في نهاية التسعينيات.

الكاتب الصحفي الاستاذ سيد زايد واحدا من المقربين الي الاستاذ حسام ورافقه علي المستوي المهني و الانساني يصف الراحل فيقول اهم ما يميز ه انه كان انسانا بمعني الكلمة وهذا يعرفه كل من اقترب منه فكان دائما ما يسعي الي ايجاد فرصة عمل لكل من يعرفهم ولم اراه يوما يخدش احدا بلفظ بل كان متحفظا في كلامه لايسئ لاحد وكل كلمة عنده لها حساب لا يذكر احدا بسوء ولا يتاخر عن احد اذا قصده في امر مهما كان 
زايد يقول ان مواقف الراحل الطيبه اكثر من ان تحصي فله من اعمال الخير الكثير واليد البيضاء الكثير يسعي الي حوائج الناس بالنفس و المال وكان غالبا من يطلب مني ان اقوم بالدور بدلا منه فاعطي من يريد دون ان يظهر هو في الصورة ثم يعطيني ما قمت باعطاءه للشخص المحتاج لا يحب ان يذكر و يحب عمل الخير في الخفاء واحيانا يكون ذلك اكثر من قدراته و مع ذلك لا يتردد او يتواني عن تحقيق رغبات المحتاجين.
كان هذا راي الاستاذ سيد زايد في الجانب الانساني في حياة الراحل حسام تمام اما عن رايه فيه علي المستوي المهني فيذكر ان كثيرا ممن درس الحركة الاسلامية درسها من الخارج ولم يتوفر لباحث ان يدرسها من الداخل الا هو فاقترب من الحركة الاسلامية ولم اراه يوما يهاجمها ومنتقدا لها بقدر ما كان ناقدا وهناك فرق بين النقد و الانتقاد فالاول يسعي البناء و التقويم و الثاني يسعي الي الهدف فقط دون بناء واتخذ لنفسه منهجا في نقد الظاهرة من اجل محاولة اصلاح ذاتها لا كمن يريد الهجوم عليها فقط فهو ينقد نقد باحث ينتمي للفكرة الاسلامية 
زايد يري ان الحالة الاسلامية خسرت باحثا من اهم الباحثين الواعدين في هذا المجال حيث كان له خط تماس مع كل الحركات علي مستوي العالم العربي و العالمي في فترة قصيرة جدا ورصد ذلك في العديد من كتبه كما انه لم يكن يوما من رجالات السلطة او من اتباع النظام وكان دائما علي خط المواجهة معهم وكثيرا من عرض عليه ان يهاجم التيار الاسلامي و يكون عميلا للنظام وبالرغم من ان كثير من الباحثين قبل ذلك و كتب ما يملي عليه من النظام السابق الا انه رفض ذلك ولم يكتب الا ما املاه عليه قلمه ولم يكن عميلا الا لفكره 
زايد يضيف بان حسام تمام قد وهبه الله القدرة علي القراءة الجيدة و المعرفة والدراسة السليمة حتي اخر لحظة في حياته متخذا من حديث الرسول سندا له " اذا قامت القيامة و في يد احدكم فسيلة فليغرسها" بالرغم من مرضه الفتاك الا انه لم يزل يعمل ويكتب ويراجع و يدون ولم يقعده المرض عن العمل الي اخر لحظة من حياته 

وبالرغم من انتماءه لتيار الاخوان المسلمين ثم انفصل عنهم لاسباب عدة الا انه رفض الافصاح عنها او كتابتها حتي لا يسئ الي احد.
حسام تمام كان ممن شارك في الثورة المصرية بالرغم من مرضه الشديد كان في الصفوف الاولي يوم 28 وبات في الشارع ويجري من شارع الي اخر مع المتظاهرين بعيد عن مطاردات الامن حتي ارهق تماما وعندما طلبت منه ان يذهب للبيت و يستريح قال هذه ولاده جديدة لمصر لايجب ان نتاخر عن المشاركة في هذا الحدث العظيم.

رفيق اخر من رفقاء الاستاذ حسام تمام هو الكاتب الصحفي و الباحث الاستاذ حمدي عبد الكريم الذي حدثني و هو يغالب دموعه حزنا علي رفيقه و صديقه الراحل حسام تمام يقول الاستاذ حمدي : تعرفت علي الراحل منذ اكثر من 18 عام فقد كان يكتب مقالات حول الحركة الاسلامية المعاصرة في صحيفة الدستور في اصدارها الاول ثم عندما اغلقت الصحيفة تزاملنا في صحيفة القاهرة التي كانت تصدر عن وزارة الثقافة المصرية فكان كاتبا مدققا منظما ينفق معظم ما يربحه من اجر علي شراء الكتب وحضور المؤتمرات والندوات التي تناقش الشان الاسلامي بصفة عامة .
الاستاذ حمدي يضيف ان الراحل اصدر العديد من الكتب من كبري دور النشر مثل مدبولي و الشروق وقوبلت كتبه بترحاب شديد من القراء و النقاد وكان من ابرز كتبه التي انتهي منها مؤخر كتاب مذكرات القيادي الاسلامي الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح كشاهد علي العصر .

الجانب الانساني في حياة الراحل يصفه الاستاذ حمدي فيقول عاشرته لعدة اشهر في رحلة عمل مشترك في المغرب العربي الشقيق عندما تولينا مسؤلية تحرير جريدة التجديد المغربية واشهد له انه كان محتشما عليه تاج الوقار و الاحترام اضافغة الي حس فاخر ضحوك لا يجرح وان كان يدفع الي الابتسام 
عبد الكريم يضيف ان الراحل كان وفيا لاصدقاءه ومحبا لهم وقد شارك رغم مرضهالقاتل في احداث الثورة منذ يومها الاول وكان بمفرده يشكل مكتبا اعلاميا للثورة وكان يشارك في قيادة جماهير الثورة في ميدان الرمل بالاسكندرية و يهاتفني يوميا لكي اوصي ثوار التحرير ان يثبتوا و يصبروا.

تعليقات الزوار 





حسين القاضي   |  30-10-2011 00:47

عهدتك واعظا ً في كل خطب وأنت اليوم أوعظ منك حي ّ

تشيعك القلوب وأنت فيها حبيب طاهر عف نقي ّ

رحلت وفي الحشا مليون جرح تدمي جانبي ّ

وداعا ً ياأخي في الله مني فبعدك قلبي الباكي شقي ّ

لك الريان شّرع مصرعيه وفطرك من جنا عدن شهي ّ

ثغرك باسم القسمات طلقا ً ويعبق ريحا ً ومسكا ً زكي

لك الدعوات منّا كل يوم ٍ وما لا حت على الدنيا ثري ّ

فكم ناصحتني حيّا ً ولكن أراك اليوم أوعظ منك حي

ولكن أراك اليوم أوعظ منك حي.. ولكن أراك اليوم أوعظ منك حي..

إنه حسام تمام الذي خسرت الأمة بفقده علما من أعلام الحركات الإسلامية وخبيرا من خبرائها، إنه الباحث النابه المدقق المحترم الورع، ولاشك أن الحركة الإسلامية خصوصا فقدت بموته ناصحا أمينا وأكاديميا متخصصا، لم تستفد منه لتصويب أخطائها، ويعتبر الفقيد ـ رحمه الله ـ أحد أبرز الخبراء في شؤون الإسلام السياسي في الوطن العربي.

توفي حسام تمام بعد أن أثرى العقل العربي بكتابات غاية في العمق والدقة نشرت في العديد من الصحافة العربية والأجنبية، يجب أن ينهض لها الباحثون لخدمتها.

دعوة شريفة ورسالة صادقة أتوجه بها إلى محبي المرحوم حسام.. إلى تلاميذه.. إلى أساتذته.. إلى أصدقائه...إلى نقابة الصحفيين.. إلى الإعلاميين...إلى كل كاتب لم يتاجر بقلمه.. إلى الأكاديميين.. إلى كل الأحرار...إلى الشباب المتخصص في الحركات الإسلامية... إلى رؤساء صفحات الإسلام السياسي بالصحف والمجلات والفضائيات.. أن يقوموا بعمل احتفالية كبرى مهيبة تليق بمكانه الفقيد وقدره وهذا أقل واجب تجاه الفقيد

إلى الباحثين والكتاب أن تقدموا فكر الرجل مرة أخرى وتقيموا حوله موائد نقاشية تتناول أطروحاته ومدرسته وأفكاره...

لم أشأ في مقالي هذا أن أتحدث عن فكره ومنهجه وكتباته، لكن أتحدث عن إنسانيته، إذ أنني كتبت هذا المقال مساء الأربعاء 26/11 وأنا بجوار مستشفى الشيخ زايد حيث يرقد فيها المرحوم حسام تمام في انتظار الانتهاء من إجراءات حمله إلى مثواه الأخير بالإسكندرية.

شخصياً عرفته إنسانا عالما كريما طيب العشرة، متواضعا، عف اللسان عند الاختلاف، يناقش الأفكار لا الأشخاص، رأيته مع العالم الأزهري الشيخ أسامة الأزهري يمسك قلمه وكراسته ويسأل الشيخ الأزهري ويدون ما استفاده منه على مدى أربع ساعات دون تكبر ولا حياء مع أن الشيخ أصغر منه سنا.

وبداية معرفتي بالمرحوم حسام تدل على أدبه وتواضعه ـ رحمه الله ـ فقد قرأت له كثيرا دونما سابق معرفة، وتمنيت التعرف عليه للاستفادة من علمه وأفكاره خاصة لأنني في نفس تخصصه، ثم فوجئت به هو الذي يتصل بي، ويقول: لقد عرفت أنك كتبت رسالة للماجستير مهمة جدا عن الحركات الإسلامية، ولابد أن تطبع هذه الرسالة في دور نشر في أقرب وقت، فتعجبت من أخلاقه الكريمة، وحرصه على المنفعة دونما سابق معرفة، وقلت له : مثلك يا أستاذ حسام يؤتى له، فأنت أستاذنا ومعلمنا ونحن تلاميذك.

مستشفى الشيخ زايد التخصصي هي أكثر المستشفيات التي احتضنت حسام تمام مدة طويلة، يتألم لكنه متعلق بالله لم يفقد الأمل قط، ثم جاءت أيام شهر رمضان المبارك، واقتربت ليلة القدر فتجدد أمله في الشفاء والعود إلى بيته ومحبيه وقرائه، فإذا به يتصل بأحبابه طالبا منهم الدعاء له في هذه الليلة المباركة، قلت له: لم أنسك كي تذكّرني، ودعوت له أنا وغيري ممن اتصل بهم وممن لم يتصل بهم، وأكد طلب الدعاء له من مشايخنا في الأزهر الشريف.

مضى شهر رمضان وازداد المرض واشتد الألم فإذا بحسام لم ينقطع تعلقه بالله وأمله في الشفاء، حيث سيهل عليه شهر الحج وزوار سيدنا رسول الله والوقوف بعرفة، فكانت مناسبة عظيمة ليعيد حسام نشاطه واتصالاته ويتجدد أمله طالبا الدعاء، فتح تليفونه واستجمع الأرقام مرة ثانية، لكن إذا بمرض يشتد، وكانت عناية الله نافذة، حيث قال له ربنا: دعك من الدنيا، أنا اخترتك لجواري، وقضيت بانتهاء رزقك وأجلك وألمك ومرضك، لتسعد بجواري مع الصادقين المخلصين، دعوتك لمجازاتك جراء خلقك وإنسانيتك وكرمك وتواضعك، وبالورد الذي كنت تقوله صباح مساء لا يسمعك إلا أنا الله القادر الحكيم، فأغمض حسام عينيه إلى جوار ربه تاركا علما وأدبا وخلقا وتلامذة أفخر بأن أكون منهم، رحم الله حسام تمام، وبارك في حبيبته الطفلة الصغيرة الجميلة خديجة حسام تمام، التي أخذها عمها أيمن تمام، ووضعها بين أحضانه في مدخل مستشفى الشيخ زايد بأكتوبر وعيناها وعيناه تغرقان بالدموع، وتقول الطفلة خديجة بصمت خافت: أين أنت يا حبيبي يا حسام؟؟ من لي بعدك؟ فيقول عمها: اصبري يا خديجة فإن غاب حسام فالله موجود.

رسالتي إليك يا خديجة: اصبري وأبشري فإن أباك في فراديس الجنان عند حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم. بإذن الله



حسام تمام يعيد إطلاق موقع الإسلاميون.نت

حسام تمام يعيد إطلاق موقع الإسلاميون.نت
أعيد مجددا إطلاق أشهر موقع متخصص في دراسة الطرق الصوفية والحركات الإسلامية، وأطلق عدد من الصحفيين والباحثين موقع"الإسلاميون.نت"http://www.islamyun.net، وهو أول موقع متخصص في دراسة الطرق الصوفية والحركات الإسلامية بمختلف تكويناتها السياسية والدعوية والجهادية المسلحة، والتي تنتشر في مختلف دول العالم.
وكان موقع "الإسلاميون.نت"، الذي يعد امتدادا لـ"مرصد دراسات الظاهرة الإسلامية" الذي أطلقه حسام تمام في عام 2005، قد انطلق في إصداره الأول ضمن شبكة "إسلام أون لاين.نت"في بداية 2009، لكنه توقف في ربيع هذا العام 2010 مع الأزمة الشهيرة التي ضربت إسلام أون لاين، وهي الأزمة التي على إثرها ثم تم رفعه من على الشبكة بعد أن نقلت الإدارة الجديدة لشبكة إسلام أون لاين الإدارة من مصر إلى قطر، وكرغبة من الباحثين وإيمانا منهم باستمرار ما بدؤوه فإنهم قاموا بجهودهم التطوعية في إعادة إطلاق وإصدار الموقع الجديد، بتصميم جديد وخطة للتحديث والمتابعة المستمرة .
وطبقا للوثيقة التأسيسية للموقع فإن "الإسلاميون .نت" يتولى مهمة المتابعة الدقيقة لكل جديد يتصل بالحركات الإسلامية؛ وذلك عبر تغطية شاملة ومتنوعة تعرض لأشكال التناول المختلفة من أخبار، وتقارير، وأبحاث، ودراسات، وندوات، ومؤتمرات، وورش عمل، ومختلف أشكال التناول التي تفيد في تقديم رؤى تحليلية، ونماذج تفسيرية من شأنها أن ترصد وتحلل وتفسر الحركات الإسلامية ومساراتها، وتتنبأ بمستقبلها، بعيدا عن الانحياز الأيديولوجي، والتوظيف السياسي، والتخبط المعرفي.
ولتحقيق هذا الهدف يستعين الموقع بنخبة من الخبراء المتخصصين بمتابعة وتحليل الظاهرة الإسلامية من جنسيات مختلفة، بالإضافة إلى شبكة من المراسلين تغطي عددا كبيرا من دول العالم؛ وذلك لتقديم محتوى عالي من الدقة والمصداقية والموضوعية. ويرأس تحرير الموقع حسام تمام الباحث المصري في شئون الحركات الإسلامية، بجانب فريق من الباحثين والمراسلين المتخصصين في متابعة الحالة الإسلامية سواء في مصر أو بقية الدول العربية والأجنبية.
ويشير حسام تمام إن انطلاقة الموقع الجديد جاءت بجهود تطوعية من قبل فريق من الصحفيين المتخصصين وشبكة أخرى متعاونة من الباحثين، مؤكدا على أنه وفريقه يطمحون في أن يكون الموقع بمثابة المرجع و الجامع لكل من يكتب في هذا المجال بشكل توثيقي يراعي المصداقية وعدم التحيز.
ويلفت تمام الانتباه إلى أن أهمية إطلاق الموقع ترجع إلى تفرده في دراسة مكونات العمل الإسلامي ومفردات الظاهرة الإسلامية، لهذا كان لابد من وضع هذه الحالة تحت المجهر ورصد أطوارها المتتابعة والمتلاحقة وكشف نموها، مؤكدا على أن "الإسلاميون" هو بوابة عربية مستقلة لدراسة الطرق الصوفية ومختلف الأحزاب والحركات الإسلامية.
وتتلخص رؤية الموقع في إنجاز وتطوير منظور عربي إسلامي مستقل في متابعة ودراسة وبحث الظاهرة الإسلامية، وهو منظور يتأسس على الانتماء للمحيط الحضاري والبيئة الثقافية التي أفرزت الظاهرة؛ ما يضمن الوعي العميق والمتكامل بأصولها الكلية، وتفصيلاتها الجزئية، وفي الوقت نفسه يقوم بالانفتاح على المدارس الغربية والمساهمة في تقديم جهد معرفي يمكن من خلاله للمدارس الغربية المعنية بدراسة الظاهرة الإسلامية أن تغتني به في تطوير بحثها للظاهرة، وعلاج ما يكتنفها من إشكاليات معرفية في بعض الأحيان.
ويهدف القائمون على الموقع في تأسيس منبر علمي يقدم ويوفر للباحثين والمهتمين دراسات وأبحاث ومقالات لها أهمية تحليلية ومقدرة تفسيرية من شتي المدارس العلمية والمواقع الفكرية على اختلاف أرجاء المعمورة. بجانب إثارة ومتابعة أهم الملفات والقضايا التي تطرأ في هذه المساحة، وطرحها للنقاش الحر في بيئة علمية وبحثية تسمح ببلورة إجابات جادة وواعية.