أحكام التلاوة - التفخيم والترقيق وحالات الراء.
التفخيـم هو تضخيم صوت الحرف عند النطق بالحرف المفخم ، حيث يتجه الصوت عند النطق به إلـى الحنك الأعلى، فيحدث رنين يسميه العلماء التفخيم.
والترقيق هو تنحيف صوت الحرف عند النطق بالحرف المرقق. الحروف الهجائية بعضها مفخم دائماً، وبعضها مرقق دائما،ً
وبعضها مفخم فـي بعض الحالات، ومرقق فـي البعض الاخر.
والراء تفخم فـي حالات، وترقق فـي حالات، ويجوز الوجهان فـي حالات أخرى...
والترقيق هو تنحيف صوت الحرف عند النطق بالحرف المرقق. الحروف الهجائية بعضها مفخم دائماً، وبعضها مرقق دائما،ً
وبعضها مفخم فـي بعض الحالات، ومرقق فـي البعض الاخر.
والراء تفخم فـي حالات، وترقق فـي حالات، ويجوز الوجهان فـي حالات أخرى...
تعرف على كل ذلك من خلال المقطع التالي:
أحكام التلاوة - التفخيم والترقيق وحالات الراء.
**********************************
**********************************
الفريد في فن التجويد
الجزء الثاني
معدلة ومزيدة
بقلم: عبدالرؤوف محمد سالم
1421هـ - 2000م
حقوق الطبع محفوظة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الجزء الثاني
الحمد لله الهادي إلى سبيل الرشاد. والصلاة والسلام على حبيبه القائل أنا خير من نطق بالضاد – محمد خاتم النبيين والمرسلين. وعلى آله وصحبه والتابعين.
وبعد ، فهذا هو الجزء الثاني من كتاب
(الفريد في فن التجويد)
نقدمه للأحبة الإخوان. الذين يطلبون العلم في دار القرآن بل وإلى كل من لهم صلة بالقرآن.
ومن الله وحده نستمد العون. ومنه تعالى نرجو الهداية والتوفيق.
وقد ضمناه شرحاً وافياً لمخارج الحروف وصفاتها. وبياناً كاملاً للمفخم والمرقق خصوصاً الراءات.
وتعريفاً شاملاً للمثلين والمتقاربين والمتجانسين وما يتعلق بهن من أحكام.
ثم حصراً جامعاً للكلمات المختلف فيها عن حفص مع بيان كيفية قراءتها على قصر المنفصل.
وتتميماً للفائدة عززنا المنثور بالمنظوم مثل ما فعلنا في الجزء الأول.
وهذا الجزء قد أعددناه لطلاب السنتين ( الثالثة والرابعة) لدار القرآن الكريم.
وبمشيئة الله العلي القدير سنتبعه بجزء ثالث وأخير.
وإننا لنضرع إلى الله أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن ينفع به كل من قرأه بقلب سليم.
وأن يثبت عليه من فيض رحمته. مغفرة وفوزاً بجنته – آمين. والحمد لله رب العالمين.
المؤلفون
مدرسو التجويد
بإشراف
عبدالرؤوف محمد سالم
مقرر السنة الثالثة
بسم الله الرحمن الرحيم
باب مخارج الحروف
المخارج جمع مخرج.
والمخرج لغة : محل الخروج ، واصطلاحاً : محل خروج الحرف.
ويُعرف محل خروج الحرف بتسكينه أو تشديده والنطق به عقب همزة والإصغاء إليه وحيثما انقطع الصوت بالحرف فهو مخرجه.
(1) وعددها سبعة عشر مخرجا.والمخارج للحروف كالموازين للأشياء بجامع التمييز في كل
وهذا هو ما أخذ به أكثر العلماء.
وتنحصر المخارج في خمسة أعضاء وهي :
الجوف ، والحلق ، واللسان ، والشفتان ، والخيشوم.
فللجوف مخرج واحد تخرج منه حروف المد- وكما تسمى حروف المد بالحروف المدية تسمى أيضاً بالحروف الجوفية والحروف الهوائية. والجوف هو خلاء الفم والحلق.
وللحلق ثلاثة مخارج أقصاه ، ووسطه ، وأدناه – فمن أقصاه مما يلي الصدر تخرج الهمزة والهاء ومن وسطه تخرج العين والحاء ومن أدناه مما يلي الفم تخرج الغين والخاء-
وتمسى هذه الستة بالحروف الحلقية.
وللسان عشرة مخارج-
1) فمن أقصاه مما يلي الحلق مع ما فوقه من الحنك الأعلى تخرج (القاف).
2) ومن أقصاه مع ما يحاذيه من الحنكالأعلى تحت مخرج القاف قليلا تخرج (الكاف).
مع ملاحظة أن مخرج القاف ادخل في الفم من مخرج الكاف وتسمى كل منهما لهوية(1).
3)ومن وسط اللسان مع ما يليه من سقف الحنك الأعلى تخرج الجيم والشين والياء غير المدية وتسمى هذه الثلاثة شجرية(2).
4)ومن إحدى حافتي اللسان بُعَيْد الوسط مع ما يليها من الأضراس العليا من اليسرى على كثرة ومن اليمنى على قلة أو منهما معاً على عِزَّة تخرج الضاد وتسمى مستطيلة(3)
تنبيه : بمناسبة ذكر الأضراس نقول :
أن عدد الأسنان : اثنان وثلاثون وقد ينقص هذا العدد عند البعض من الناس.
وهي مقسمة إلى ستة أقسام ومرتبة على النحو التالي :
الثنايا. الرباعيات. الأنياب. الضواحك. الطواحن. النواجذ-
وقد يُسمَّى الناجذ بضرس الحُلُم أو ضرس العقل.
أما الثنايا : فهي الأربعة الأمامية : اثنتان من فوق واثنتان من تحت.
وأما الرباعيات : فأربعة أيضاً وهي التي تلي الثنايا واحدة من أعلى وواحدة من أسفل من كل جانب.
وأما الأنياب: فهي كالثنايا أربعة وتلي الرباعيات واحد أعلى وواحد أسفل من كل جانب.
وأما الضواحك: فهي التي تلي الأنياب وهي أربعة أيضاً واحد أعلى وواحد أسفل من كل جانب.
وأما الطواحن : فإنها اثنا عشر ضرساً : ثلاثة من فوق وثلاثة من تحت من كل جانب.
وأما النواجذ : فهي الأخيرة وهي أربعة فقط : واحد أعلى وواحد أسفل من كل جانب انتهى التنبيه.
5) ومن أدنى حافة اللسان إلى منتهاها مع ما يليها من لثة الأسنان العليا تخرج (اللام).
6)ومن طرف اللسان مع ما يحاذيه من لِثَة الأسنان العليا تحت مخرج اللام قليلا تخرج (النون) المظهرة ساكنة كانت أو متحركة.
7) ومن طرف اللسان مما يلي ظهره مع ما يليه من الحنك الأعلى تخرج (الراء)-
وتُسمَّى ( اللام والنون والراء) ذلقية نسبة لخروجها من ذلق اللسان أي طرفه.
8)ومن طرف اللسان مع ما يليه من أصول الثنايا العليا تخرج (الطاء والدال والتاء)- وتسمى هذه الثلاثة نِطَعية نسبة لخروجها من نِطَع الفم(1).
9) ومن طرف اللسان وفويق الثنايا السفلى تخرج (الصاد والزاي والسين)-
وتسمى هذه الثلاثة أسلية(2).
10) ومن طرف اللسان مع أطراف الثنايا العليا تخرج ( الظاء والذال والثاء )-
وتسمى هذه الثلاثة لِثَوية(3).
وللشفتين مخرجان :
1) فمن باطن الشفة السفلى مع أطراف الثنايا العليا تخرج الفاء.
2) ومن بين الشفتين مع انطباقهما تخرج الباء والميم – ومع انفتاحهما تخرج الواو غير المدية-
وتسمى هذه الأربعة شفوية(4).
وللخيشوم مخرج واحد هو مخرج الغنة التي هي صفة للنون وللميم حال إخفائهما وإدغامهما وتشديدهما – أو هو مخرج النون والميم حال إخفائهما وإدغامهما بغنة وعلى هذا الرأي الأخير صح أن يعد الخيشوم مخرجاً لحرفين فرعيين هما النون والميم كما تقدم –
وقد سبق شرح ذلك عند الكلام على النون والميم المشددتين في الجزء الأول : فارجع إليه إن أردت.
تنبيه : علم مما تقدم أن مخارج الحروف سبعة عشر مخرجاً وهذا هو ما استقر عليه رأي الجمهور من القراء واللغويين ومنهم ابن الجزري والخليل بن أحمد، وقال الشاطبي وسيبويه ومن حذا حذوهما إنها ستة عشر ، وقال قطرب والفراء وغيرهما إنها أربعة عشر –
فمن قال إنها ستة عشر فقد اسقط مخرج الجوف واعتبر الألف من أقصى الحلق أي من مخرج الهمزة والياء من وسط اللسان كالمتحركة والواو بين الشفتين المتحركة أيضاً-
ومن قال إنها أربعة عشر فقد اسقط مخرج الجوف أيضاً واعتبر حروفه موزعة كالتوزيع السابق واعتبر اللام والنون والراء من مخرج واحد.
قال ابن الجزري رحمه الله :
مخارجُ الحروف سبعةَ عشَرْ
على الذي يختارُه مَنِ اختبرْ
فألِفُ الجوف واختاها وهِي
حروف مد للهواء تنتهي
ثُم لأقصى الحلق همزٌ هاءُ
ثم لِوسْطه فَعَينٌ حــاءُ
أدناه غينٌ خاءها والقاف
أقصى اللسانِ فوقُ ثم الكاف
أسفلُ والوسْطُ فجيم الشينُ يا
والضّادُ من حافَتِه إذ وَلِيـَـا
الأضراسَ مِن أيْسر أو يُمناها
واللامُ أدنـاهـا لِمـنتهاهـا
والنونُ مِن طَرفهِ تَحْتُ اجعلوا
والرا يـُـدانِيه لِظَهرٍ أدخـلُ
والطاءُ والدالُ وتامِنه ومِنْ
عُليا الثنايا والصفيرُ مُسْتكنْ
مِنه ومِن فَوق الثنايا السُّفلى
والظاءُ والذالُ وثا لِلْعُليا
مِن طَرَفَيهما ومِن بَطن الشفة
فالفا مع أطراف الثنايا المشْرِفة
لِلشفتين الواوُ باءٌ ميمُ
وغُنَّة مخرجها الخيشومُ
(( باب الصفات))
الصفات جمع صفة –
والصفة لغة : ما قام بالذات من المعاني كالعِلْم والفَهْم واللون والجَمال ، واصطلاحاً : ما قام بالحرف من صفات تُميزه عن غيره كالهمس والجهر والشدة والرخاوة وهكذا –
وتُسمى هذه الصفات صفاتاً ذاتية وهي للحروف كالناقد للمعادن بجامع التوضيح في كل(1)
وعددها سبعَ عشْرةَ صفة وبهذا أخذ ابن الجزري وجماعة من العلماء.
(وتنقسم الصفات إلى قسمين)
قسم له ضد وقسم لا ضد له –
فالذي له ضدٌ عدده خمسٌ وهي الجهر وضده الهمس ، والرخاوة وضدها الشدة والبينية ، والاستفال وضده الاستعلاء ، والانفتاح وضده الانطباق، والاصمات وضده الإذلاق-
والذي لا ضِدَّ له عدده سبع وهي الصفير والقلقلة واللين والانحراف والتكرير والتفشي والاستطالة.
(وفيما يلي تعريف كل صفة مع ذكر حروفها)
الهمسُ وهو لغة : الخفاء ، واصطلاحاً : جريَان النفَس عند النطق بالحرف لضعفه الناشئ عن ضعف الاعتماد عليه في مخرجه.
وحروفه عشرة مجموعة في (فحثَّه شخص سكت )(2).
الجهر وهو لغة : الإعلان والظهور ، واصطلاحاً : عدم جَريان النفَس أي انحباسُه عند النطق بالحرف لقوته الناشئة عن قوة الاعتماد عليه في مخرجه –
وحروفه تسعة عشر حرفاً وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الهمس.
الشدة وهي لغة : القوة ، واصطلاحاً : انحباس الصوت وعدم جَريانه عند النطق بالحرف لقوته وقوة الاعتماد عليه في مخرجه.
وحروفها ثمانية مجموعة في ( أجِد قطٍ بكت)(1).
التوسط وهو لغة : الاعتدال ، واصطلاحاً : اعتدال الصوت عند النطق بالحرف فلا يُحبَس كما في الشدة ولا يجري كما في الرخاوة على ما سيأتي-
وحروفه خمسة مجموعة في (لِنْ عُمَر)(2).
الرخاوة : وهي لغة : اللين ، واصطلاحاً : جريان الصوت عند النطق بالحرف لضعفه وضعف الاعتماد عليه في مخرجه-
وحروفها ستة عشر حرفاً وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الشَّدة والتوسط.
الاستعلاء : وهو لغة : الارتفاع ، واصطلاحاً : ارتفاع اللسان كله أو بعضه إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف – وحروفه سبعة مجموعة في (خُصَّ ضَغطٍ قِظْ)(3).
الاستفال : وهو لغة : الانخفاض ، واصطلاحاً : انخفاض اللسان عن الحنك الأعلى عند النقط بالحرف-
وحروفه اثنان وعشرون حرفاً وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الاستعلاء.
الاطباق : وهو لغة : الالصاق ، واصطلاحاً ، الصاق اللسان بالحنك الأعلى عند النطق بالحرف-
وحروفه أربعة : وهي ( الصاد والضاد والطاء والظاء).
الانفتاح : وهو لغة : الافتراق ، واصطلاحاً : افتراق اللسان عن الحنك الأعلى وعدم التصاقه به حال النطق بالحرف-
وحروفه خمسة وعشرون حرفاً – وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الاطباق.
الاذلاق : مأخوذ من الذلق ، والذلق لغة : الطرف من كل شيء ، واصطلاحاً : إخراج الحرف بخفة من ذلق اللسان والشفتين أي من طرفيهما.
وحروفه ستة مجموعة في ( فَرَّ من لُبِّ )(1).
الاصمات : وهو لغة : المنع ، واصطلاحاً : امتناع الخفة عند النطق بالحرف للثقل الموجود فيه-
وحروفه ثلاثة وعشرون حرفاً وهي الباقية من حروف الهجاء بعد حروف الاذلاق.
الصفير : وهو لغة : كل صوت يشبه صوت الطائر ، واصطلاحاً : صوت ملازم للحرف عند خروجه.
وحروفه ثلاثة هي ( الصاد والزاي والسين).
القلقلة : وهي لغة : التحُّرك والاضطراب، واصطلاحاً : اضطراب يَحدُث في مخرج الحرف عند النطق به حتى يسمع له نبرة قوية.
وحروفها خمسة مجموعة في (قُطْبُ جَدٍ )(2).
وبهذه المناسبة نقول : (للقلقلة مرتبتان)-
أولاهما الموقوف عليه مشددا كان أم مخففا نحو (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ & مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ)-
ثانيهما الساكن غير الموقوف عليه مشددا كان أم مخففا نحو (وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ).
والمرتبة الأولى أقوى :-
قال ابن الجزري رحمه الله –
وبينن مقلقلا إن سكنا وإن يكن في الوقف كان أبينا
ونقول أيضاً : ( للقراء في القلقلة مذهبان)
مذهب يَمِيل إلى تقريباً من الفتح دائماً. ومذهب يميل إلى تقريبها من الحركة التي قبلها-
والمذهب الأول ارجح.
وفي هذا المعنى جاء قول بعضهم :
وقلقلة ميل إلى الفتح مطلقاً
ولا تتبعنها بالذي قبل تجملا
اللين : وهو لغة : اليُسر والسهولة ، واصطلاحاً : خروج الحرف في سُهولة وعدم كلفة-
وحروفه اثنان هما ( الواو والياء ) الساكنتان المفتوح ما قبلهما.
الانحراف : وهو لغة الميل ، واصطلاحاً : ميلان الحرف في مخرجه حتى يتصل بمخرج غيره-
وحروفه اثنان : هما اللام والراء.
فميلان اللام يكون نحو طرف اللسان وميلان الراء يكون نحو ظهره.
التكرير : وهو لغة : الإعادة ، واصطلاحاً : قبول الحرف للإعادة والتكرير في مخرجه بسبب ارتعاد طرف اللسان عند النطق به فيؤدي ذلك إلى إخراج أكثر من راء خصوصاً إذا كانت الراء مشددة.
ولهذه الصفة حرف واحد هو الراء-
وقد ذُكِرت صفة التكرير لبيان قابلية الحرف لها لا للعمل بها لأن التكرير لحنٌ يجب التحفظ منه وذلك بإلصاق طرف اللسان بالحنك الأعلى مرة واحدة إلصاقاً محكماً عند النطق بالراء-
وقد قال ابن الجزري رحمه الله –
................................ وأَخْـفِ تـكريـرا إذا تُشَـدَّدُ
والتنصيص على التشديد إنما هو للاهتمام به وليس للاقتصار عليه.
التفشي : وهو لغة : الانتشار والذيوع ، واصطلاحاً : انتشار الريح في الفم عند النطق بالحرف حتى يتصل بمخارج طرف اللسان-
وله حرف واحد هو ( الشين ).
الاستطالة : وهي لغة : الامتداد ، واصطلاحاً : امتداد الحرف في مخرجه من أول حافة اللسان حتى يتصل بمخرج اللام-
ولها حرف واحد هو الضاد.
والفرق بين الاستطالة في الضاد والامتداد في حروف المد هو أن الاستطالة تكون في المخرج – والامتداد يكون في النفَس ا هـ.
تنبيه : علم مما تقدم أن عدد الصفات سبع عشرة صفة وهذا هو المشهور والذي قال به ابن الجزري وهناك مذاهبُ أخرى بعضها يقول بالزيادة وهو ضعيف وغير مشهور وبعضها يقول بالنقصان إلى ستَّ عشرةَ صفة . وإلى أربعَ عشْرة صفة-
ونحن نتعرض لبيان قول من قال إنها ست عشرة صفة وقول من قال إنها أربع عشرة صفة-
فالذي يقول إنها ست عشرة صفة يُسقط الاذلاق وضده ويَزيدُ صفة الخفاء للهاء وحروفِ المد-
والخفاءُ لغة : الاستتارُ ، واصطلاحاً : خفاءُ صوتِ الحرف واستتاره عند النطق به لضعفه-
وسبب الخفاء في حروف المد سعةُ مخرجها-
وسببُ الخفاء في الهاء اجتماع صفات الضعف فيها-
ولخفاء حروف المد قيل بتطويل مدها قبل الهمز لبيانها ووضوحها لأن حرف المد ضعيف والهمز قوي والضعيف إذا جاور القوي احتاج للتقوية-
ولخفاء الهاء قيل بتقوية الصوت عند النطق بها لتقويتها.
والذي يقول إنها أربع عشر صفة يسقط الاذلاق وضده والانحراف واللين ويزيد صفة الغنة للنون وللميم.
( الصفات المتقدمة منها قوي ومنها ضعيف)
فالصفات القوية – هي الجهر والشدة والاستعلاء والاطباق والاصمات.
والصفات الضعيفة هي ضد ما ذكر أي ضد الجهر والشدة ......الخ.
أما الصفات التي لا ضد لها فكلها قوية إلا اللين.
(ولكل حرف خمس صفات وقد تصل إلى سبع)
كل حرف من حروف الهجاء له خمس من الصفات التي لها ضد. وإن وصف بشيء من الصفات التي لا ضد لها زاد العدد كما هو الحال في الراء مثلا- فقد وصفت بالانحراف والتكرير لهذا بلغت صفاتها سبعاً.
قال ابن الجزري رحمه الله:
صفاتها جهر ورخو مستفل
منفتح مصمتة والضد قل
مهموسها فحثه شخص سكت
شديدها لفط أجد قط بكت
وبين رخو والشديد لن عمر
وسبع علو خص ضغط قظ حصر
وصاد ضاد طاء ظاء مطبقة
وفر من لب الحروف المذلقة
صفيرها صاد وزاي سين
قلقلة قطب جد واللين
واو وياء سكنا وانفتحا
قبلهما والانحراف صححا
في اللام والرا وبتكرير جعل
وللتفشي الشين ضاداً استطل
وها هو جدول مفصل لكل حرف مع صفاته
الحرف
|
عدد صفاته
| |||||||
1
|
2
|
3
|
4
|
5
|
6
|
7
| ||
الهمز
الباء
التاء
الثاء
الجيم
الحاء
الخاء
الدال
الذال
الراء
الزاي
السين
الشين
الصاد
الضاد
الطاء
الظاء
العين
الغين
الفاء
القاف
الكاف
اللام
الميم
النون
الهاء
الواو
الياء
|
5
6
5
5
5
5
5
6
5
7
6
6
6
6
6
6
5
5
5
5
6
5
6
5
5
5
5
5
|
جهري
=
مهموس
=
جهري
مهموس
=
جهري
=
=
=
مهموس
=
=
جهري
=
=
=
=
مهموس
جهري
مهموس
جهري
=
=
مهموس
جهري
=
|
شديد
=
=
رخوي
شديد
رخوي
=
شديد
رخوي
متوسط
رخوي
=
=
=
=
شديد
رخوي
متوسط
رخوي
=
شديد
=
متوسط
=
=
رخوي
=
=
|
مستفل
=
=
=
=
=
مستعلي
مستفل
=
=
=
=
مستفل
مستعلي
=
=
=
مستفل
مستعلي
مستفل
مستعلي
مستفل
=
=
=
=
=
=
|
منفتح
=
=
=
=
=
=
=
=
=
=
=
=
مطبق
=
=
=
منفتح
=
=
=
=
=
=
=
=
=
=
|
مصمت
مذلق
مصمت
=
=
=
=
=
=
مذلق
مصمت
=
=
=
=
=
=
=
=
مذلق
مصمت
=
مذلق
=
=
مصمت
=
=
|
مقلقل
مقلقل
منحرف
صفيري
=
متفشي
صفيري
مستطيل
مقلقل
مقلقل
منحرف
|
مكرر
|
ويزاد للواو والياء اللينتان صفة اللين فيصير لهما ست صفات وهي الصفات الخمسة التي للواو والياء غير اللينتين زائد صفة اللين
|
تم مقرر السنة الثالثة ... ويليه مقرر السنة الرابعة
وهذا هو مقرر السنة الرابعة
بسم الله الرحمن الرحيم
المفخم والمرقق وما فيه الوجهان
الحروف الهجائية بعضها مفخم. وبعضها مُرَقق. وبعضها مفخم في بعض الأحوال ومرقق في البعض الآخر.
والتفخيم لغة : التعظيم والتبجيل ، واصطلاحاً : تسمين صوت الحرف عند النطق به ويقابله الترقيق.
والترقيق لغة : التنحيف والتنحيل ، واصطلاحاً : تنحيف صوت الحرف عند النطق به.
فالمفخم هو حروف الاستعلاء السبعة المجموعة في (خُصَّ ضَغْطٍ قظْ ).
وتختص حروف الاطباق من بين حروف الاستعلاء بتفخيم أقوى لأن صفة الإطباق أقوى الصفات.
وقد قال ابن الجزري رحمه الله-
وحرَف الاستِعلاء فخِّمْ واخصُصَا
الاطباق أقوى نَحوُ قال والعصا
وللتفخيم مراتب ودرجات.
والمشهور منها خمسٌ :
أعلاها المفتوح وبعده ألف ، فالمفتوح وليس بَعده ألف ، فالمضموم ، فالساكن ، فالمكسور ، وأمثلتها كالآتي :
طائعين – من قوله تعالى " قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ".
غفور – من قوله تعالى " غَفُورٍ رَّحِيمٍ".
ضربت – من قوله تعالى " ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ ".
فاصبر – من قوله تعالى " فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ ".
ختامه – من قوله تعالى " خِتَامُهُ مِسْكٌ".
ومن العلماء من فصّل في الساكن فجعل الساكن بعد الفتح والضم في مرتبة الضم وجعل الساكن بعد الكسر في المرتبة التي تلي الضم – والقول الأول أرجح-
ولا فرق بين المذهبين من حيث العدد.
والمرقق هو حروف الاستفال باستثناء ( الألف واللام والراء) فإنها تفخم في بعض الحالات وترقق في البعض الآخر على ما سيأتي.
وقد قال ابن الجزري رحمه الله:
فَرقَّـقنْ مُستفلا مِن أحرُف
وحاذرنْ تفخيم لفظ الألفِ
أي رقق أيها القارئ كل حرف مستفل واحذر من تفخيم لفظ الألف الواقع بعده أي بعد حرف الاستفال.
(الألف)
أما الألف فإنها تُفخم إذا وقعت بعد حرف مفخم وتُرقق إذا وقعت بعد حرف مرقق وقد قيل في هذا المعنى :
وتَتْبَعُ ما قبْلها الألِف
والعكس في الغنِّ ألف
(اللام)
وأما اللام فالأصل فيها الترقيق ولا تفخم إلا في لفظ الجلالة إذا وقع بعد الضم أو الفتح فقط نحو ( قال إني عبدُالله) ، (قال قد أنعمَ الله).
قال ابن الجزري رحمه الله –
وفَخِّم اللام مِن اسم الله
عن فتح أو ضَمٌّ كعبدُ الله
(الراء)
وأما الراء فإنها تفخم إلا في الحالات الستة الآتية فترقق فيها :
1) أن تكون مكسورة – من غير نظر إلى كون الكسرة أصلية أو عارضة- أصلية نحو (ومن ذريتي)- وعارضة نحو (وأنذر الناس).
2) أن تكون ساكنة في الوسط بعد كسر أصلي متصل بها وليس بعدها حرف استعلاء مفتوح نحو (الفردوس) – فإن اختل شرط من الشروط السابقة لم تُرقق وذلك نحو " ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً " ونحو "الذي ارتضى لهم" ونحو " أم ارتابوا" ونحو (إرصادا وقرطاس وفرقة).
فإذا تأملنا فإننا نجد أن كل هذه الأمثلة فاقدة لشروط الترقيق من حيث أن الكسرة في المثال الأول ليست أصلية وفي المثال الثاني ليست متصلة وفي المثال الثالث لا أصلية ولا متصلة وفي المثال الرابع وإن كانت أصلية إلا أنه وقع بعدها أي بعد الراء حرف استعلاء مفتوح.
أما إذا كان حرف الاستعلاء مكسورا فإنه يجوز في الراء التفخيم والترقيق وذلك في (فرق) بالشعراء.
قال ابن الجزري رحمه الله –
والخُلفُ في فرق لكسر يوجدُ
....................................
3) أن تكون ساكنة في الطرف سكوناً أصلياً وقبلها كسر سواء وقع بعدها حرف استعلاء أم استفال وسواء وُصِلت أم وقف عليها لا فرق نحو (فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً) ، (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ).
4) أن تكون ساكنة للوقف أي سكونا عارضا وقبلها كسر متصل بها أو منفصل عنها بساكن مستفل – متصل بها نحو (نحن جميع منتصر) ومنفصل عنها بساكن مستفل نحو (قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ).
5) أن تكون ساكنة للوقف أي سكونا عارضا أيضاً وقبلها ياء ساكنة مدية أو لينة – مدية نحو (وجاءكم النذير) ولينة نحو (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ).
6) إذا وقف عليها بالروم في نحو (كلا والقمر) حيث يجوز الروم – والروم حاله حال الوصل- وفي الوصل حقها الترقيق لكسرها. أهـ
قال ابن الجزري رحمه الله-
ورقق الراء إذا ما كُسِرَت كذاك بعد الكسر حيث سكنت
إن لم تكن من قبل حرف استعلا أو كانت الكسرة ليست أصلا
وقال الشاطبي رحمه الله –
........ ورومهم : كما وصلهم فابل الذكاء مُصَقلا هذا : وتوجد كلمات أخرى قد ورد فيها الترقيق والتفخيم حال الوقف عليها لكن مع ترجيح الترقيق على التفخيم وهي (فأسر) و(أن أسر). حيثما وقعتا.
و(يسر) وقد وقع في الفجر فقط و(نذر) في مواضعها الستة بالقمر. ولا يقاس عليها مما لم يرد فيه نص فقد قال الشاطبي رحمه الله:
وما لقياس في القراءة مدخل فدونك ما فيه الرضا متكفلا
فمن رقق اعتد بالأصل وهو توسط الراء.
ومن فخم اعتد بالعارض وهو تطرف الراء(1)
وكلمتان ورد فيهما الترقيق والتفخيم حال الوقف عليهما أيضاً وهما (القطر. ومصر) لكنه رجح الترقيق على التفخيم في (القطر) ورجح التفخيم على الترقيق في (مصر) وذلك مراعاة لحركة الراء عند وصلها.
قال الشيخ المتولي رحمه الله-
واختير أن يوقف مثل الوصل
في راء مصر القطر يا ذا الفضل
في راء مصر القطر يا ذا الفضل
وقد نظم أستاذنا الشيخ إبراهيم شحاته كل ما يتعلق بالترقيق والتفخيم من أحكام فقال:
حروف الاستفال حتما رقق والعلو فخم سيما في المطبق
واللام في اسم الله حيثما أتت من بعد فتحة وضم فخمت
والراء رققت إذا ما سكنت من بعد وصل كسرة تأصلت
ولم تكن من قبل فتح استعلا متصل ورق فرق أعلا
ورققت في الصول حيث كسرت وفخمت حيث لوقف سكنت
ما لم تكن بعد سكون يا ولا كسر وساكن استفال فصلا
والخلف عند الفاصل المستعلي واختير فيه الوقف مثل الوصل
وقيل بالترقيق في ذي الكسر لــكنه رجـح في كـيسر
والروم كالوصل وتتبع الألف ما قبلها والعكس في الغن ألف
تنبيه: قد يقال إن أكثر هذه الشواهد مكرر مع ما سبق من شواهد والجواب هو أن التكرار لا يخلو من فوائد فهذه أي الأخيرة أكثر جمعا للأحكام وأوضح بياناً للأفهام.
( باب المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين)
قال الشيخ الجمزوري رحمه الله :
إن في الصفات والمخارج اتفق حرفان فالمثلان فيهما أحق
وإن يكونا مـخرجا تقـاربا وفي الصفات اختلفا يلقبا
متقاربين أو يكونا اتفقا في مخرج دون الصفات حققا
بالمتجانسين ثم إن سكن أول كل فالصغير سمين
أو حرك الحرفان في كل فقل كل كبير وافهمه بالمثل
ما من شك في أن الكلام على هذا الباب بعد الكلام على مخارج الحروف قد سهل شرحه وقرب فهمه.
وهذه صورة مجملة للأقسام الأربعة.
أما المثلان : فهما الحرفان اللذان اتحدا مخرجا وصفة كالباءين والدالين.
وأما المتقاربين : فهما الحرفان اللذان تقاربا مخرجا أو تقاربا صفة ، تقاربا مخرجا كالذال مع الزاي وتقاربا صفة كالدال مع الشين.
وأما المتجانسان : فهما الحرفان اللذان اتفقا مخرجا واختلفا صفة أو اتفقا صفة واختلفا مخرجا-
اتفقا مخرجا كالدال مع التاء ، وكالذال مع الظاء واتفقا صفة كالدال مع الجيم كالنون مع الميم –
وهذا وقد مر التنبيه على المتجانسين في الصفة عند الكلام على التعليل لإدغام النون والتنوين في الميم وفي الواو في باب أحكام النون الساكنة والتنوين في الجزء الأول.
وأما المتباعدان : فهما الحرفان اللذان تباعدا مخرجا واختلفا صفة كالنون مع الهمزة نحو " من ءامن".
تنبيه : ليُعلم أنه قد طال كلام الشراح لهذا الفن وتباين في تعريف كل من المتقاربين مخرجا والمتجانسين صفة- فبينما يعتبر البعض أن الدال مع الجيم متقاربان في المخرج يعتبرهما البعض الآخر متجانسين في الصفة وهكذا-
ومهما يكن من أمر فإنه تباين شكلي لا يترتب عليه اختلاف في الحكم – لأن ما ورد فيه الإدغام وجوبا أو جوازا قد سمع من أفواه الشيوخ ونُصَّ عليه في كتب التجويد وكتب القراءات- ولم يترك (لقواعد) المتقاربين أو المتجانسين- فليعلم-
هذا وسيأتي التنبيه على ما ورد فيه الإدغام لحفص منهما أي المتقاربين والمتجانسين بمشيئة الله تعالى.
( وينقسم كل من المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين إلى ثلاثة أقسام صغير وكبير ومطلق)
فإن سكن الأول من الحرفين سمى صغيراً وذلك لقلة الأعمال فيه عند إرادة الإدغام حيث لا يكون فيه إلا عملان إبدال وإدغام. وذلك في المتقاربين والمتجانسين.
وإن تحرك الحرفان معاً سمى كبيراً، وذلك لكثرة الأعمال فيه عند إرادة الإدغام حيث يكون فيه ثلاثة أعمال اسكان وإبدال وإدغام ( فليعلم).
وإن تحرك الأول وسكن الثاني سمى مطلقاً وذلك لعدم تقييده بصغير أو كبير – وإن كان ذكره لن يترتب عليه فائدة حيث لا خلاف في إظهاره.
( وهذه صورة مفصلة لكل قسم مع بيان حكمه)
أولاً المثلان:
والصغير منه نحو " فما ربحت تجارتهم " و " أينما تكونوا يدرككم الموت " وحكمه وجوب الإدغام للجميع إلا إذا كان الأول هاء سكت أو حرف مد – حرفُ مد نحو ( في يوم) و( قالوا وهم) فهذا حكمه وجوب الإظهار وذلك لبيان أنه حرفُ مد- أو لأن إظهارَه أخفُّ من إدغامه.
وهاء سكت وذلك في ( ماليه هلك) فهذا حكمه جواز الإدغام وجواز الإظهار مع السكت.
والكبير نحو (فيه هدى) و( مناسككم) وحكمه الإظهار لحفص- أما غير حفص فيرجع إليه في كتب القراءات.
والمطلق نحو ( ما ننسخ من ءاية أو ننسها).
ثانياً: المتقاربان:-
والصغير منه نحو (وإذ زين) و (قد شغفها) وحكمه الإظهار لحفص إلا القاف في الكاف من (نخلقكم) بالمرسلات فبالإدغام الكامل أو الناقص لحفص ولغيره وإلا ما تقدم في باب أحكام النون الساكنة والتنوين من إدغام النون في مقاربها، وفي باب لام أل ولام الفعل من إدغام اللام في مقاربها أيضاً، فهذا كله من قبيل المتقاربين الصغير- فليعلم.
والكبير نحو (قال ربي ) و (عدد سنين) و (يرزقكم) وحكمه الإظهار لحفص أيضاً.
والمطلق نحو (تزْدري).
ثالثاً: المتجانسان:
والصغير منه نحو (إذ ظلموا ، وقد تبين ، أجيبت دعوتكما، وقالت طائفة، يلهث ذلك، يا بني اركب معنا، لئن بسطت إلى يدك، فقال أحطت بما لم تحط به) وحكمه الإدغام لكن مع بيان صفة الإطباق (من كلمتي) بسطت وأحطت(1) أما إذا كان حرفا حلقيا نحو (فاصفح عنهم) فحكمه وجوب الإظهار لجميع القراء والكبير نحو (وإذا النفوس زوجت) وأيضاً حكمه الإظهار لحفص. والمطلق نحو (تدعون)
رابعاً المتباعدان:
والصغير منه نحو (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا) و(أنعمت عليهم غير) فالغين مع القاف في المثال الأول والميم مع الغين في المثال الثاني متباعدان وحكمه الإظهار للجميع والكبير نحو (وأنزل من السماء ماء) وأيضاً حكمه الإظهار للجميع والشاهد فيه هو اللام مع الميم.
والمطلق نحو (تعلمون) والشاهد فيه العين مع اللام.
وقد نظم شيخنا إبراهيم شحاتة ما ورد فيه الإدغام من باب المثلين فقال:
أول مثلي الصغير غير مد أدغم ولكن سكت ماليه أسد
والجنس منه الدال أوطا أدغما في التامع الإطباق وهي فيهما
وإذ بظا واركب ويلهث ولزم من قرب إدغام بنخلقكم يتم
والنون في مالك لا تأمنا أشمـمه مـدغـما وأخـفينا
(قصر المنفصل وما يترتب عليه لحفص)
من أراد أن يقرأ بالقصر في المنفصل فلا يتجاوز الأوجه المقروء بها على القصر في الكلمات الآتية حتى لا يكون هناك خلط بين الطرق.
1) (عَ) من فاتحتي مريم والشورى- جواز قراءتها بأحد الأوجه الثلاثة (القصر أو التوسط أو المد).
2) (المد المتصل) يجوز أن يقرأ بالتوسط أربعا أو بالمد ستاً.
3)(ءآلــن) الموضعان بيونس، (ءآلذكرين) الموضعان بالأنعام، (ءآلله) الموضعان أحدهما بيونس والآخر بالنمل. كلها تقرأ بوجه الإبدال فقط في همزة الوصل.
4) (يلهث ذلك واركب معنا) كلاهما يقرأ بالإدغام فقط.
5) (الم نخلقكم) بالمرسلات تقرأ بالإدغام الكامل فقط.
6) (ن والقلم ويس والقرآن) تجوز قراءتهما بأحد الوجهين الإظهار أو الإدغام.
7) ( اللام والراء) يقرآن بعدم الغنة فقط.
8) (عوجا وأخواتها) يجوز قراءتها بأحد الوجهين السكت أو عدمه.
9) ( الساكن قبل الهمز) يقرأ بعدم السكت عليه.
10) (تأمنا) بيوسف تقرأ بالإشمام فقط.
11) ( بصطة) بالأعراف، (ويبصط) بالبقرة و(بمصيطر) بالغاشية يجوز في ثلاثتها السين والصاد.
12) (أم هم المصيطرون) بالطور – تقرأ بالسين فقط.
13) (التكبير) من آخر الضحى إلى آخر الناس جواز الإتيان به وعدمه.
14) (فرق) بالشعراء – تقرأ بالتفخيم فقط.
15) (فما ءاتــن الله) بالنمل و(سلاسلا) بالدهر- تقرآن بالحذف فقط حال الوقف عليهما.
16) ( ضعف وضعفا) بالروم يجوز قراءتهما بأحد الوجهين الفتح أو الضم في الضاد.
وهذه الكلمات المذكورة هي التي اختلف فيها عن حفص بأن قرئت بأكثر من وجه.
وقد نظمها شيخنا عامر عثمان مع بيان كيفية قراءتها على قصر المنفصل من طريق روضة ابن المعدل فقال :
حمدت إلهي مع صلاتي مُسَلِّما على المصطفى والآل والصَّحب والولا
وبعدُ فخذ ما جاء عن حفص عاصم لدى روضة لابنِ المعدِّل تُـجتلَـى
فقصرْ لمفصولٍ كعَينٍ ووسِّطَنْ لمتصل أبدِل كألآن تُقبــلا
ويلهث بإدغام كبا اركبْ وأتْمِمَنْ بِنخلقكمُ في المرسلات تَـنَـزلا
ون بإظهار كياسينَ قد رُوِي ودعْ غنة في اللام والراء تَجْمُلا
ولا سكت قبلَ الهمزِ كالأربع اعلَمنْ وأشْمم بتأمنّا بيوسُفَ انزلا
وبصطةَ أعرافٍ كيبصطْ مُصيطِرو ن سينٌ في الثلاثة تُقبَلا
وفي هلْ أتاك الصادُ في بمُصيطرٍ ودعْ وجهَ تكبيرٍ وكُن مُتأمِّلا
وفِرْقٍ بتفخيمٍ وآتانِ فاحذِفَنْ بنملٍ لَدى وَقْف كذاك سلاسِلا
ويُفتحُ في ضُعفٍ وضُعفا برُومها وذا مِن طريق الفيلِ عنه تنقلا
وضُم لدى زَرعانَ في الـُّروم يا فتى ون بإدغام كياسينَ تُعتلَى
وبَصطةَ أعرافٍ ويَبصط بصادِه وفي الطور سينٌ مع مُصيطر نُزلا
واُهدِي صلاتي مع سلامي تحية إلى المصطفى المُهدَي إلى الناس مُرسَلا
هذا وقد يلاحظ المتأمل أن الناظم لم ينص على التوسط والمدَّ في (ع) ولا السكت في (عوجا وأخواتها) ولا إشباع (المتصل) ولا جواز (التكبير)-
والجواب : هو أن التوسط والمد في (ع) مشهوران وقد صحّا لجميع القراء-
وكذا ما بعدها قد صح على القصر من طرق أخرى مشهورة لدى علماء القراءة غير طريق الروضة- فليعلم.
كذلك قد يلاحظ أنه نص في النظم على الإدغام في (يلهث ذلك).
و(اركب معنا) وعلى عدم الغنة في (اللام والراء) وعلى الوجهين الفتح والضم في (ضعف وضعفا) وعلى عدم السكت على (الساكن الذي قبل الهمز).
علماً بأن هذه الأوجه هي المقروء بها على توسط المنفصل من طريق الشاطبية فما فائدة النص عليها إذاً مع القصر.
والجواب : هو أن النص لبيان ما يقرأ به على القصر في هذه الكلمات من طريق روضة ابن المعدل.من غير نظر إلى كَونِ ما يُقرأ به على القصر متفقاً مع ما يُقْرأ به على التوسط أو مختلفا عنه. فليعلم.
وإذا تأملنا فإننا نجد أن (الكلمات التي خالف فيها القصر التوسط) هي الكلمات الآتية.
1) (المد المتصل) جواز قراءته بالوجهين التوسط والمد ستا.
2) (ءآلــن وأخواتها) تقرأ كلها بالإبدال فقط.
3) (ألم نخلقكم) تقرأ بالإدغام الكامل فقط.
4) (ن والقلم، يس والقرآن) جواز قراءتهما بالوجهين الإظهار والإدغام.
5) (عوجا وأخواتها) جواز قراءتها بالوجهين السكت وعدمه.
6) (تأمنا بيوسف) تقرأ بالإشمام فقط.
7) (بصطة بالأعراف , ويبصط بالبقرة , بمصيطر بالغاشية ) جواز قراءتها بالوجهين السين والصاد معا.
8) ( المصيطرون بالطور ) تقرأ بالسين فقط .
9) ( التكبير ) من آخر الضحى إلى آخر الناس جواز الاتيان به وعدمه .
10) (فرق بالشعراء ) تقرأ بالتفخيم فقط .
11) ( فما ءاتن الله بالنمل سلاسلاْ بالدهر) تقرآن بالحذف فقط وذلك حال الوقف عليهما.
وما عدا ذلك من بقية الكلمات المختلف فيها عن حفص فقراءته على القصر كقراءته على التوسط فليعلم.انتهى
مهمة : قال ابن الجزري رحمه الله :
القراءة بخلط الطرق وتركيبها أن كانت على سبيل الرواية لا تجوز من حيث أنه كذب في الرواية وتخليط على أهل الدراية.
وإن لم تكن على سبيل النقل والرواية بل على سبيل التلاوة فانه جائز وان كنا نعيب على أئمة القراءات العارفين باختلاف الروايات من وجه تساوي العلماء بالعوام لا من وجه أن ذلك مكروه أو حرام ا هـ باختصار.
وينبغي أن يعلم أن ما قاله ابن الجزري إنما هو فقط في مقام المدود التي ورد فيها أكثر من وجه كالمتصل والمنفصل والعارض وهكذا وذلك من حيث التسوية في النظير وعدمها.
فليعلم.
ونكتفي بهذا القدر من أحكام التجويد للسنتين ( الثالثة والرابعة).
وإلى لقاء في الجزء القادم إن شاء الله.
* * * * *
فهرست الجزء الثاني من كتاب
( الفريد في فن التجويد)
عنوان الموضوع
|
الصفحة
|
المقدمة
|
2
|
باب المخارج
|
3
|
تنبيه يتعلق بالأسنان
|
4
|
تنبيه يتعلق بعدد المخارج
|
6
|
نظم للمخارج
|
6
|
باب الصفات
|
8
|
تنقسم الصفات إلى قسمين
|
8
|
تعريف كل صفة مع ذكر حروفها
|
8
|
للقلقلة مرتبتان
|
10
|
للقراء في القلقلة مذهبان
|
11
|
تنبيه يتعلق بعدد الصفات
|
12
|
الصفات المتقدمة منها قوي ومنها ضعيف
|
12
|
لكل حرف خمس صفات وقد تصل إلى سبع
|
13
|
نظم للصفات
|
13
|
جدول مفصل لكل حرف مع صفاته
|
14
|
مقرر السنة الرابعة- المفخم والمرقق وما فيه الوجهان
|
15
|
وللتفخيم مراتب ودرجات
|
15
|
الألف
|
16
|
اللام
|
16
|
الراء
|
16
|
نظم شامل لكل ما يتعلق بالتفخيم والترقيق من أحكام
|
18
|
تنبيه يتعلق بتكرار الشواهد
|
19
|
باب المثلين والمتقاربين والمتجانسين والمتباعدين
|
19
|
نظم للمثلين والمتقاربين والمتجانسين
|
19
|
وينقسم كل من المثلين والمتقاربين والمتجانسين الخ
|
20
|
وهذه صورة مفصلة لكل قسم مع بيان حكمه
|
20
|
نظم لما ورد فيه الإدغام من باب المثلين الخ
|
22
|
عنوان الموضوع
|
الصفحة
|
قصر المنفصل وما يترتب عليه لحفص
|
22
|
نظم للكلمات المختلف فيها عن حفص
|
23
|
الكلمات التي خالف فيها القصر التوسط
|
24
|
مهمة تتعلق بخلط الطرق وتركيبها
|
25
|
(1) فبالمخارج تتميز ذوات الحروف وألفاظها ويظهر الفرق بين الثاء والسين وبين الذال والزاي وبين الضاد والظاء وهكذا.
(1) لأنهما يخرجان من قرب اللهاة وهي اللحمة المشرفة على الحلق.
(2) نسبة لخروجها من شجر الفم : وهو منفتح ما بين اللحيين.
(3) أي لاستطالة مخرجها.
(1) نطع : بكسر النون وفتح الطاء هو سقف التجويف الأعلى للحنك.
(2) نسبة لخروجها من أسلة اللسان أي طرفه ومستدقه.
(3) نسبة لخروجها من قرب اللثة.
(4) نسبة لخروجها من الشفتين.
(1) فبالصفة تتميز أصوات الحروف وتتباين فيظهر الفرق بين الطاء والتاء وبين الصاد والسين وبين الظاء والذال وهكذا وبالناقد تتميز الهيئات والجواهر فيظهر الفرق بين الحسن والقبيح وبين الجيد والرديء وهكذا – ولولا ذلك لما كان هناك فرق بين صوت الإنسان وصوت الحيوان.
(2) الحث هو الحض. والشخص معروف. وسكت من السكوت والأصل سكت فحثه شخص أي سكت ولم يتكلم فحثه شخص على الكلام.
(1) أجد : من الإجادة. وقط: بمعنى حسب. وبكت: مخفف بكت بتشديد الكاف وهو من التبكيت يقال بكتنه إذا غلبه بالحجة.
(2) لن : بكسر اللام أمر من لان يلين. وعمر منادى حذف منه حرف النداء.
(3) الخص : بضم الخاء البيت من البوص. والضغط: الضيق وقظ: أمر من قاظ بالمكان إذا أقام به وقت الصيف. والمعنى أقم يا أخي في وقت حرارة الصيف في خص ذي ضغط – أي اقنع من الدنيا بمثل ذلك.
(1) اللب بضم اللام العقل ، والمعنى هرب الجاهل من العاقل.
(2) قطب: مثلث القاف لكن الضم أشهر. والقطب هو ما يدور عليه الأمر ومنه قطب الرحى، والجد : البخت والحظ والعظمة وقد خفف للوزن.
(1) وعله ترجيح الترقيق في كلها واحدة وهي الإشارة إلى الباء المحذوفة إذ الأصل (يسري ونذري).
وسواء أكان الحذف للمشاركة أم للبناء وقولنا للمشاركة أي مشاركة رءوس الآي وذلك في (يسري ونذري) لتسير الفواصل كلها على نسق واحد وهو الانتهاء بالراء وقولنا للبناء أي في (فأسر وأن أسر) لأن الأمر يبني على ما يجزم به مضارعه.
(1) ويسمى إدغاماً ناقصاً لأن الطاء حرف قوي والتاء حرف ضعيف والضعيف لا يحتمل القوي فكان الإدغام للذات دون الصفة – فليعلم.