إنتقل الأستاذ القدير هاني السعدي لرحمة الله تعالى إثر إصابته بسكته قلبيه في بيته بمدينة جده نقل على إثرها لمستشفى عرفان ليغمض عيناه فيها.
الأستاذ هاني السعدي هو الأب الروحي لمسلسل بابا فرحان حيث كان هو القائم على انتاج المسلسل كما جسّد شخصيه بابا فرحان بنفسه في المسلسل الذي كان يعرض كل سنه على قناة السعوديه وعلى مدار 13 سنة حتى تم إيقافه عام 2004م بقرار من الوزير الذي أمر بوقف الأعمال من هذا النوع بحجه التطوير والتغيير وهذا كما صرّح به المغفور له بإذن الله في إحدى لقاءاته مع إحدى الصحف.
عند مشاهدتنا الآن لبرنامج الأطفال السعودي الأشهر ( بابا فرحان ) والذي كنا نترقب مشاهدته كل يوم في شهر رمضان المبارك نتذكر حقبه زمنيه جميله جدا من أعمارنا حيث كنـّا نفرح بتلك البرامج البسيطه والتي لطالما أسقتنا الأخلاق والقيم في حلقاتها , بعكس البرامج المخصصه للأطفال والتي تعرض حاليا لأطفالنا ثقافه غير ثقافتنا وتشبعهم بها لهدم قيمنا بشكل تدريجي , حتى أصبح المجتمع يوصف بالإنفتاح الأخلاقي , حيث أصبحت عاداتنا وتقاليدنا هجينه بين تراث الأجداد وأصاله الأخلاق والمروءه وبين الفكر الغربي ( بغير قيود أخلاقيه ).
فهاهي برامج الأطفال تروج للعلاقات بين الذكور والإناث على إنها شيء طبيعي وأفلامنا تضع تلك العلاقات في إطار الدراما وهوليود تشبع أعيننا بالرومنسيات وتطرب آذاننا أغاني العشق والوله وحسرات المحبين , فكيف تريد أن تبني جيل واعي بتلك الطريقه خصوصا بوجود تلك الفجوه بين البيت والمدرسه وغياب المربّي والمعلم ( الأستاذ كما يسمى في وقتنا الحاضر ) وتسليم الأهالي الأبناء للتلفاز ليحتضن أوقات فراغهم.
أصبحت كلمة المروءه والحميه وكلمة الجار عباره عن كلمات تراثيه في كثير من البلدان العربية , ففي عهدنا القديم كان الرجل يسافر لقضاء حاجه تجاريه وما إلى ذلك ويغيب عن بيته بالأشهر والسنوات ويوكل جاره بالحرص والحفاظ على أهل بيته وكان الجار نعم الأمين والحافظ , أما الآن والرجل في بيته وبين أسرته لا يأمن على بناته من أذية جاره أو أبناء جاره , وأصبح الفتى بعدما كانت بنات الجار عرضه وكرامته التي يحافظ عليه كما يحافظ على أخواته أصبحن أولى الفتيات المستهدفات.
نسأل الله أن يرزقنا الأبناء والزوجات الصالحين والمصلحين والبارين بوالديهم وجيرانهم.