Translate

الاثنين، 16 سبتمبر 2024

من يعرف هذه الفنانة؟

شوف اللي ما يتسموش بيهتموا بايه؟؟؟
هي دي بأه القوة ((الناعمة)) اللي بيأثروا علينا بيها
لكن شتان بين حكاويهم و تراثنا العظيم.. 
قصة مطربة يهودية مصرية تخلت عن الشُهرة واشتغلت عاملة نظافة
 المصدر: النهار العربي
فلسطين- مرال قطينة

سعاد زكي

 
بعدما كانت نجمة صاعدة في مصر،أصبح عاملة تنظيف في أحد البنوك في تل أبيب.
 
هذه باختصار قصى وثائقي "مصر غنوة حب" الذي تناولت فيه المخرجة الإسرائيلية أيريس زكي ذات الأصول المصرية قصة حياة جدتها لأبيها التي اشتهرت في مصر خلال الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي. حينها عرف المصريون عبر الإذاعة صوتاً جميلاً وواعداً لمطربة أطلق عليها اسم "الآنسة سين" التي عرفت شهرة واسعة، وغنت الموسيقى الشعبية الكلاسيكية المصرية، وشاركت في خمسة أفلام سينمائية، قد يكون من أبرزها أول أفلام أم كلثوم "سلامة" عام 1945 بدعوة من المخرج توغو مزراحي. ولم تكن "الآنسة سين" سوى المطربة المصرية ذات الأصول اليهودية التي اشتهرت باسمها الفني سعاد زكي. 
 
ولدت سعاد زكي في القاهرة عام 1915 لعائلة يهودية برجوازية جاءت من سوريا -اسم عائلتها الحقيقي كان حلواني- كان والدها قاضياً في منطقة الدلتا، وكان عمها مقاولاً عقارياً كبيراً. بدأت الغناء في المدرسة الثانوية ودرست في الكونسيرفتوار، وعندما مرض والدها استخدمت موهبتها في الغناء لمساعدة اسرتها مادياً لتربية إخوتها السبعة الأصغر سناً. تحولت "الآنسة سين" الغامضة الى ديفا.، في عمر الـ 24 عاماً تزوجت من عازف القانون الشهير محمد العقاد نجل العازف مصطفى العقاد سليل العائلة الموسيقية الكبيرة والثرية، وبقي كل منهما على ديانته لكنّ كلاً منهما احترم العقيدة الدينية للآخر، وأنجبت منه ابنها الوحيد مصطفى (موشيه) الذي صار في ما بعد البروفسور في علم النفس والضابط في الجيش الإسرائيلي،. ولم تعترض عائلة سعاد على زواجها من مسلم لأنها كانت تدعم أسرتها مادياً.
 
غنت زكي في حفل افتتاح جامعة القاهرة، وتتلمذت على يد أهم الموسيقيين في مصر، ولحن لها عمالقة الملحنين المصريين آنذاك أمثال الشيخ زكريا أحمد، داود حسني، محمد القصبجي، ورياض السنباطي ووصل رصيدها في الإذاعة المصرية الى ما يقارب 30 اغنية.
 

 
العودة الى الجذور 
خلال 74 دقيقة تصطحب ايريس والدها موشيه زكي في رحلة وثائقية بين يافا وحيفا ونيويورك، في فيلم مليء بالدراما والمقابلات الإذاعية الأرشيفية والمشاهد السينمائية والصور لسعاد، لكن فيه الكثير من البحث عن الجذور، والحورات الصريحة بين الأب وابنته ومحاولة العودة الى الذات، الى الجذور العربية والإسلامية للعائلة، والجوانب الداخلية للهوية القومية والدينية، بعد سنوات من التكتم والخوف من كشف السر الذي تحول الى تابو مع الوقت. لطالما حاول موشيه التغاضي عن الحقيقة، بل أنه منع ابناءه من التحدث عنها، لشدة الاضطهاد والخوف داخل المجتمع الإسرائيلي (الأشكنازي) العنصري، الذي ينظر دائماً بعين مفتوحة تشوبها الريبة والقلق الى كل ما هو (مزراحي) شرقي وعربي وإسلامي، فكيف اذا كان الأب عربياً مسلماً؟ يقول موشيه وهو جالس الى جانب قبر والده: "انه الخوف من الجذور، فاذا أضفنا اليها كلمة عربي فذلك بمثابة القول انك عدو، أو بالأحرى أنت تابع للعدو ... كأنك تطلق النار على نفسك".
 
وبعدما تخطى الخوف في حديثه عن والده المسلم، تابع موشيه الحديث باصرار نوعاً ما على أنه لم يكن عربياً لأنه لم يكن يشبه العرب في قوميتهم يوماً، بل كان أقرب الى أن يكون أميركياً مسلماً، إنه الخجل، والخطر الذي تعرض له في حياته العملية والعسكرية تحديداً ما منعه من الاعتراف بكون والده عربياً مصرياً مسلماً. يشير موشيه خلال حديثه عن الخوف من حرمانه من كامل حقوقه كمواطن إسرائيلي خدم في الجيش إذا ما كشف أن والده عربي مسلم بينما والدته يهودية إسرائيلية، ويتحدث بشكل صريح عن منصب عسكري هام خسره بعد حرب الخليج الأولى عام 1992، اذ كان مرشحاً للحصول على درجة ضابط كبير في سلاح الجو الإسرائيلي، ضابط كبير يحق له التجول في كل القوعد العسكرية والسرية منها بشكل خاص. فقد أرسل جهاز الأمن العام "الشاباك" الى العقيد موشيه زكي تحذيراً من طريق أحد ضباط "الشاباك" بعدما أشرف بنفسه على الضباط الأميركيين خلال الحرب، من أنه يسافر بشكل لافت الى الولايات المتحدة، وتحديداً الى نيويورك وبأنهم على علم بأن والده يعيش هناك وهو مصري اميركي، "لذلك لدينا مشكلة فلا نستطيع منحك هذا المنصب". وقال زكي: "في كل مرة أسافر فيها يتم تفتيش حقائبي بشكل دقيق مع العرب... لدواعٍ أمنية".

من المجد والشهرة الى عاملة نظافة في إسرائيل
بعد أن خططت سعاد وزوجها محمد للهجرة الى الولايات المتحدة، حيث كان طموحه الوصول الى العالمية وأن يصبح عازف القانون الأول في العالم، تعرف العقاد الى المنتجة الأميركية كاترين ووقع في حبها، وأرسل أوراق الطلاق الى زوجته سعاد من طريق السفارة الأميركية في القاهرة، وبحسب الفيلم فقد قام أيضاً برفع قضية حضانه للحصول على ابنه، ما اضطر سعاد، كما جاء في الفيلم الوثائقي، للهرب من مصر الى إسرائيل، وادعت أنها ذاهبة في رحلة الى سويسرا لتتمكن من الخروج من مصر. ومن هناك توجهت الى ايطاليا ثم سافرت الى إسرائيل، فمصر لم تكن ستسمح بمنحها تأشيرة خروج الى إسرائيل، فيما كان أفراد عائلتها يستعدون للهجرة الى إسرائيل. هنا تبرز نقطة التحول في حياة سعاد من مصرية يهودية - الى يهودية- إسرائيلية تبحث عن حياة جديدة وبلد آخر ربما أكثر أمناً، ويظهر بوضوح الحس القومي اليهودي الجديد الذي بدأ بالبروز والتكون.  
 
وصلت سعاد الى تل أبيب وهي في عمر 35 عاماً، عاشت مع ابنها في معسكر الاستيعاب للمهاجرين الجدد جنوب تل أبيب، ثم توجهت للعيش في أحد المساكن العامة. عملت سعاد منذ وصولها الى إسرائيل لمدة 20 عاماً وحتى تقاعدها عندما بلغت من العمر57 عاماً، مع فرقة زوزو موسى في إذاعة "صوت إسرائيل" باللغة العربية سجلت خلالها نحو 200 أغنية عربية، في الوقت الذي كان القليل من الإسرائيليين يستمعون فيه للموسيقى العربية غالبيتهم من الفئة المهمشة والفقيرة من المجتمع الإسرائيلي. ولأن الإذاعة الإسرائيلية لم تدفع لها ما يكفيها من النقود، عملت أيضاً عاملة نظافة في أحد البنوك وغيرت اسمها الى مازال زكي.
 

 
تحولت المرأة الشهيرة التي كانت أغانيها تبث على الإذاعة من أهم نجوم الموسيقى في مصر الى سيدة تغسل الأرضيات لتغطية نفقاتها، وكانت ملابسها بعيدة كل البعد من صيحات الموضة الأوروبية التي كانت ترتديها في القاهرة كفنانة كبيرة، فيما كانت تشاهد دائماً الأفلام المصرية وتتحدث بلغة عبرية تغلب عليها العربية المصرية.
 
أحرقت الحكومة المصرية كل تسجيلات سعاد زكي الموسيقية وأفلامها الخمسة، بعدما علمت بهجرتها الى إسرائيل، لكن عدداً قليلاً من النسخ التي بيعت في الخارج قبل عام 1950 ما زال موجوداً وشاهداً على أنها كانت ذات مرة فنانة مصرية مشهورة ربما "بيونسيه الشرق" كما يقول ابنها.
 
بعد 34 عاماً على طلاقها عادت سعاد زكي وهي في السبعينات من عمرها لتتزوج من محمد العقاد مرة أخرى في نيويورك حيث عاشا 7 سنوات، وبعد أن تعرض لحادثة سرقة قانون جده سافرا الى إسرائيل وعاشا في مدينة حيفا.
 
مات العقاد عام 1993 ودفن في المقبرة الإسلامية في حيفا، بينما توفيت سعاد عام 2004 ودفنت في المقبرة اليهودية في طيرة الكرمل.

ليست هناك تعليقات: