5 عاما على رحيلها.. ولازال لغز اغتيال سلوى حجازى قائما
الأربعاء, 21 فبراير 2018
سلوى حجازى
هبة الشافعى
« إذا أردت أن تصعد وتكبر عليك أولاً أن تتغير، أن تقدم جديدًا للناس، أن تضيف إلى الحياة شيئا لم يقدمه الآخرون، وأن تكون أنت مختلف عن الآخرين، وبغير ذلك لن تصعد وتكبر وتصبح إنسانا عظيما»، هذا ما قالته الراحلة الباقية فى قلوب المصريين سلوى حجازى نقلا عن تلميذها الكاتب عزت السعدنى، فى مقال تم نشره بجريدة «نصف الدنيا».
45 عاما مضوا على رحيل ذات الوجه الملائكى، الذى طالما عاشت فى قلوب الكثير من المصريين الذين لم ينسوا يوما ما قدمت "سلوى حجازى" المذيعة الشهيرة لوطنها وكان نتيجته هو اغتيالها فى ريعان شبابها، ولازال حتى الآن سر وفاتها غامضًا ليبقى السؤال من قتل المذيعة الجميلة؟.
سلوى حجازى هى أشهر مذيعة مصرية، استطاعت ببراءتها أن تخطف قلوب الكثيرين وخاصة الأطفال الذين عرفوها بـ"ماما سلوى"، حيث قدمت برنامجها الشهير "عصافير الجنة"، ولدت فى القاهرة فى مايو عام 1933، وأتقنت الفرنسية وحلمت أن تجوب العالم من المشرق للمغرب حتى استطاعت تحقيق حلمها البسيط عندما أصبحت مذيعة ومثلت مصر فى الكثير من المحافل الدولية وصاحبت "أم كلثوم" فى سفرية شهيرة لـ"باريس" وتعتبر المذيعة الوحيدة التى نالت هذا الشرف.
تزوجت حجازى من القاضى محمود شريف، رئيس المحكمة بمكتب المدعى العام الاشتراكى، وكان رياضيا معروفا بالنادى الأهلى، وأنجبت بنت و3 أولاد، بدأت عملها بإذاعة (الرياض)، ثم انتقلت للعمل كمذيعة تتحدث بالفرنسية مع بداية إرسال التليفزيون المصرى عام 1960.
كان شعار سلوى حجازى فى حياتها هو الصدق والبساطة، وهو ما اتقنته جيدا، واستطاعت به أن تصل لقلوب محبيها وأن تكون قريبة من القلب وبالأخص قلوب الأطفال، بالإضافة إلى أنها قدمت العديد من البرامج التلفزيونية، واشتهرت بحواراتها مع قامات الفن فى مصر من بينهم أم كلثوم، ونجاة الصغيرة، وفيروز.
لم تر "سلوى حجازى" الحياة بعد الأربعين إذ ماتت فوق تراب أرضها المحتلة بنيران العدو الإسرائيلى، لتتصدر قائمة البطلات الشهيدات بعد دورها الوطنى فى ابلاغ المخابرات المصرية معلومات عن الدفاع الجوى الإسرائيلى، ففى عام 1973 سافرت "حجازى" بصحبة المخرج عواد مصطفى لتصوير حلقات للتليفزيون من ليبيا، وأثناء عودتها لم تشأ لها الأقدار أن تصل إلى القاهرة، إذ اعترضت طائرتها التابعة للخطوط الليبية طائرتان حربيتان إسرائيليتان من طراز فانتوم، ورغم أن قائد الطائرة المدنية الليبية عدل مساره وبدأ فى الدخول إلى المجال الجوى المصرى، إلا أن الطائرتين الإسرائيليتين لاحقتاه، ورغم أنه لم يشكل تهديدا أمنيا بحسب ما ذكره موقع الأهرام حينذاك.
وأطلقت الطائرتان النيران على خزان الوقود ما أدى إلى تحطم الطائرة ومقتل 106 من ركابها المدنيين، منهم المذيعة سلوى حجازى، ووزير الخارجية الليبى الأسبق، صالح بوصير، إضافة إلى ركاب ليبيين ومصريين، ومواطن أمريكى.
وبعد وفاتها اختلفت ردود الفعل من جانب مصر وإسرائيل، حيث علقت إسرائيل على الأمر بشىء من التلاعب، وفقًا لما ورد بإحدى الصحف: "الموضوع كله كان محدودًا، وقد يسىء إلى علاقتنا الحساسة بمصر، ويتلخص فى أنه فى 21 فبراير 1973 هبت على سيناء عاصفة رملية تسببت فى حجب الرؤية، وفى الساعة 12:40 أقلعت طائرة بوينج تابعة للخطوط الجوية الليبية من بنى غازى فى ليبيا بعد هبوط ترانزيت فى رحلتها من طرابلس للقاهرة".
ولم يمر الأمر مرور الكرام فى مصر، حيث أحدث وفاة "حجازى" صدى واسعا، حيث منحها الرئيس الراحل محمد أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية باعتبارها شهيدة العمل الوطنى، وكان الصندوق الأسود للطائرة كشف أن المهندس سأل الطيار عما يحدث معهم، فأجاب أن (الطائرات الإسرائيلية اقتربت منهم وأصابتهم)، ثم انقطع الاتصال.
حاول أبناء وورثة "سلوى حجازى" فتح ملف قتلها أكثر من مرة والتحقيق فى مقتلها بالرغم من مرور سنوات عديدة على اغتيالها، ففى عام 2003 تقدمت ابنتها لفتح القضية من أجل محاكمة المسئولين الإسرائيليين الذين تورطوا فى إسقاط الطائرة، على رأسهم وزير الدفاع الإسرائيلى "موشى ديان"، وتجددت القضية مرة اخرى عام 2015 حيث تقدم ورثة المذيعة بتاريخ 19 مايو 2015 بدعوى قضائية للمطالبة بحقوقهم المادية والمعنوية نتيجة ما تعرضوا له، وأمام محكمة جنوب القاهرة حيث تداولت القضية، إلا أن المحكمة رفضت قبول الدعوى فى 25 نوفمبر من ذات العام، فقرروا رفع الاستئناف على ذلك الحكم الصادر.
سلوى حجازى كرهت الأضواء وتنبأت بكارثة وفاتها
تقول رضوى عن والدتها : إنها ابنة المستشار رضوان حجازى، ولدت فى مايو عام 1934، ولها اختان أصغر منها أمانى ونجوى، واستشهدت وهى فى الثامنة والثلاثين من عمرها، خريجة مدارس الليسيه الفرنسية بالقاهرة عاشقة للرياضة وللقراءة، إحدى بطلات النادى الاهلى فى الجمباز والباتيناج، وتعتبر الكتب أجمل هدية، تعشق الرسم ولها لوحات كثيرة معظمها مستوحاة من الطبيعة عشقت كتابة الشعر وكتبت عدة دواوين من أهمهم «ظلال وأضواء»، و «أيام بلا نهاية»، وكانت تكتب الشعر بالفرنسية نظرا لدراستها بالفرنسية ولكن عدة شعراء ترجموه للعربية نظرا لإعجابهم به من بينهم أحمد رامى وصالح جودت وكامل الشناوى.
تزوجت من القاضى محمود شريف بعد قصة حب لتزاملهما فى رياضة الجمباز بالنادى الاهلى لينجبا أربعة أبناء وهم بالترتيب رضوى ومحمد وآسر وهانى، وحين استشهدت ـ تقول رضوى كنت فى السابعة عشر من عمرى بينما أخى الأصغر هانى فى الخامسة من عمره، فساعدت جدتى فى تربيته ورعايته.
> ـ …………؟
أنا اليوم ربة منزل بعد تركى للتليفزيون الذى عملت به لقرابة الأربع سنوات فى تقديم نشرة الأخبار بالفرنسية فعندما توفيت والدتى فوجئت بالدكتور حاتم - وزير الإعلام فى ذلك الحين يصرح بأنه تم تعيينى بالتليفزيون، ولم يكن من الممكن وقتها أن يتم تعيينى لأننى كنت طالبة فى الصف الاول الجامعى، فتم تعيينى كمتعاملة بالقطعة لقراءة النشرة، ولكنى لم أتمنى أو أرتبط بالعمل فى التليفزيون رغم أن والدتى كانت تصطحبنى كثيرا معها للتليفزيون فى سن صغيرة وكانت عند عودتى للمنزل تجعلنى أقرأ النشرة باللغة الفرنسية، فقد كانت صاحبة رؤية فى ان اصبح مثلها عندما اكبر، وقد دربنى نيقولا بركات عند تعيينى بالقطعة، وتزوجت فى العام الرابع وغادرت البلاد برفقة زوجى وانقطعت صلتى بالتليفزيون وعندما عدت لمصر مرة أخرى لم أشعر أن هذا هو المجال الذى أرغب أن أكمل مسيرتى المهنية به، أما إخوتى فمحمد يعمل مهندسا معماريا، وآسر مديرا بأحد البنوك وهانى ضابط بحرية.
> ـ …………؟
سلوى حجازى هى واحدة من جيل الرائدات اللاتى بدأن العمل فى التليفزيون المصرى منذ بداية الإرسال فى عام 1960 مع الرائعات أمانى ناشد، وليلى رستم وزينب حياتى.
وأمى إنسانة حساسة تتأثر بالمواقف الإنسانية مثل ظاهرة أطفال الشوارع، وكانت صديقة قبل كونها أما لذا شعرت وإخوتى بفراغ كبير بعد رحيلها لحرصها الشديد على رعايتنا منذ الصغر، وهى الرسالة التى حاولت أن أستكملها مع أخى الأصغر ثم مع أبنائى.
رغم أنها قدمت العديد من البرامج على شاشة التليفزيون إلا أن برنامجها عصافير الجنة ظل هو الأقرب لقلبها، وارتبطت شخصياته فى ذهن الأطفال فى ذلك الحين «عمو قاموس- أرنوب» حتى لقبت بماما سلوى.
> ـ …………؟
على الرغم من النجاح الكبير وشهرتها الواسعة إلا أنها لم تكن سعيدة بالقيود التى فرضتها عليها تلك الشهرة، فهى كانت إنسانة طبيعية وبسيطة للغاية، حتى أنها ألفت قصيدة شعر عن قيود الشهرة قالت فيها:
هذه الأضواء كم أكرهها
قيدت حريتى قيداً عنيفا
أبعدوا الشاشة عنى
أنها شبحاً يبدو بعينى مخيفا
قبضة تمسك ساقى ويدى
قفص يحبس عصفوراً ضعيفا
ليتنى أحيا حياة مثل فكرى طليقا.
ومن الغريب أن سلوى حجازى كانت دائما ما تشعر أنه ينتظرها نهاية مأساوية، وأنها ستلقى أجلها فى زهرة العمر، وقد عبرت عن هذا الشعور فى قصيدة شعرية قالت فيها: عندما اتخيل مستقبلى أراه حافلا بسوء الطالع فأبكى عليه مقدماً، إنى أرى الموت قريبا جدا، ومن ورائه كارثة كبيرة، فأحبابى لا يزالون صغارا، أصغر من أن يستطيعوا العيش وحيدين.وبالفعل جاءت نهايتها فى جريمة إسرائيلية بشعة اغتالتها يد الغدر مع أكثر من مائة شخص من الأبرياء ركاب الطائرة، فقد سافرت سلوى حجازى فى بعثة لليبيا لتعليم مقدمى برامج التليفزيون هناك لمدة ثلاثة أسابيع وفى وقت العودة لم تجد مكانًا على الطائرة التى تقل باقى فريق عمل التليفزيون من نفس البعثة فانتظرت طائرة أخرى مغادرة وهى الطائرة المدنية التى قصفتها طائرات الفانتوم الإسرائيلية بعد أن رفض الطيار الانصياع لهم وهم يطيرون بجانبه مطالبينه بقتل جميع الركاب المصريين والهبوط بالطائرة على أرض سيناء.
> ـ …………؟
تكريم الرئيس السادات لأمى ساهم فى التخفيف من ألمنا ولكن لا يستطيع أحد ان ينكر أننا مررنا بفترة غاية فى الصعوبة خاصة مع صغر أعمارنا، وقد توفى جدى لوالدتى بعد شهر واحد من الحادثة فهو لم يستطع تحمل الفاجعة، وقد خرج الناس فى جنازة شعبية مهيبة تعبر عن غضبة كبيرة ليودعون جثمان أمى الذى تسلمناه من الصليب الأحمر وقد أطلقوا على الحادث طائرة سلوى حجازى وقد خفف ذلك عنا بعض الشىء.
سلوى حجازى كرهت الأضواء وتنبأت بكارثة وفاتها
ابنة شهيدة سيناء تتكلم بعد 45 سنة
السادات كرمها بوسام العمل.. ولم نشعر بغيابها بسبب حب الجماهير
«ماما سلوى» أحب الألقاب إليها وعصافير الجنة أهم البرامج
«ماما سلوى» أحب الألقاب إليها وعصافير الجنة أهم البرامج
تمر هذه الأيام الذكرى الخامسة والأربعون على استشهاد المذيعة المصرية الشهيرة سلوى حجازى صاحبة الإطلالة المميزة على شاشة التليفزيون المصرى، إذ كانت من المذيعات الأوائل على شاشته قدمت عددا من البرامج الناجحة آنذاك منها شريط تسجيل، ريبورتاج، الفن والحياة، سهرة الأصدقاء، العالم يغنى، المجلة الفنية، وعصافير الجنة والأخير هو برنامج للأطفال حاز شهرة واسعة, وفى يوم 21 فبراير 1973 أقلعت طائرة الرحلة 114 التابعة للخطوط الجوية العربية الليبية مغادرة مطار طرابلس العالمى فى طريقها إلى مطار القاهرة الدولى عبر مدينة بنغازى الليبية، وبعد دخول الطائرة الأجواء المصرية تعرضت لعاصفة رملية أجبرت الطاقم على الاعتماد كليا على الطيار الآلى، ودخلت عن طريق الخطأ فى المجال الجوى لشبه جزيرة سيناء الواقعة تحت الاحتلال الإسرائيلى فى ذلك الوقت، فقامت طائرتان إسرائيليتان من طراز «إف - 4 فانتوم» بإسقاط الطائرة فى صحراء سيناء، ونتج عن الحادث استشهاد 108 ممن كانوا على متنها، من بينهم المذيعة المصرية سلوى حجازى وصالح بويصير وزير خارجية ليبيا أنذاك;. بينما نجا خمسة أشخاص فقط بينهم مساعد الطيار، وقد منح الرئيس أنور السادات وسام العمل من الدرجة الثانية لسلوى حجازى فور وفاتها عام 1973 باعتبارها من شهداء الوطن.
........................
وكما قالت لى ابنتها رضوى إن كل شهداء الوطن فى مختلف المجالات سيعيشون محفورين فى ذاكرة أبنائه، ومثلما حررنا أرض الفيروز الغالية من براثن الاحتلال الصهيونى الذى اغتال وارتكب العديد من الجرائم فى حقنا فى حرب الكرامة فى السادس من أكتوبر 73 فنحن على يقين من اننا سنتمكن من اقتلاع جذور الإرهاب الخسيس فى حربنا ضده «سيناء 2018» وسيظل دومًا شهداؤنا محفورين فى القلوب والذاكرة فهم الوقود الذى يحركنا ويحفزنا للحفاظ على مكتسبات ما خاضوه من معارك.
تحدثت مع السيدة رضوى محمود شريف الابنة الكبرى للراحلة سلوى حجازى لتروى لنا جانبا إنسانيا من حياة سلوى حجازى وسنترك لها السطور القادمة لتسرد لنا عن لسانها من هى سلوى حجازى.
........................
وكما قالت لى ابنتها رضوى إن كل شهداء الوطن فى مختلف المجالات سيعيشون محفورين فى ذاكرة أبنائه، ومثلما حررنا أرض الفيروز الغالية من براثن الاحتلال الصهيونى الذى اغتال وارتكب العديد من الجرائم فى حقنا فى حرب الكرامة فى السادس من أكتوبر 73 فنحن على يقين من اننا سنتمكن من اقتلاع جذور الإرهاب الخسيس فى حربنا ضده «سيناء 2018» وسيظل دومًا شهداؤنا محفورين فى القلوب والذاكرة فهم الوقود الذى يحركنا ويحفزنا للحفاظ على مكتسبات ما خاضوه من معارك.
تحدثت مع السيدة رضوى محمود شريف الابنة الكبرى للراحلة سلوى حجازى لتروى لنا جانبا إنسانيا من حياة سلوى حجازى وسنترك لها السطور القادمة لتسرد لنا عن لسانها من هى سلوى حجازى.
تقول رضوى عن والدتها : إنها ابنة المستشار رضوان حجازى، ولدت فى مايو عام 1934، ولها اختان أصغر منها أمانى ونجوى، واستشهدت وهى فى الثامنة والثلاثين من عمرها، خريجة مدارس الليسيه الفرنسية بالقاهرة عاشقة للرياضة وللقراءة، إحدى بطلات النادى الاهلى فى الجمباز والباتيناج، وتعتبر الكتب أجمل هدية، تعشق الرسم ولها لوحات كثيرة معظمها مستوحاة من الطبيعة عشقت كتابة الشعر وكتبت عدة دواوين من أهمهم «ظلال وأضواء»، و «أيام بلا نهاية»، وكانت تكتب الشعر بالفرنسية نظرا لدراستها بالفرنسية ولكن عدة شعراء ترجموه للعربية نظرا لإعجابهم به من بينهم أحمد رامى وصالح جودت وكامل الشناوى.
تزوجت من القاضى محمود شريف بعد قصة حب لتزاملهما فى رياضة الجمباز بالنادى الاهلى لينجبا أربعة أبناء وهم بالترتيب رضوى ومحمد وآسر وهانى، وحين استشهدت ـ تقول رضوى كنت فى السابعة عشر من عمرى بينما أخى الأصغر هانى فى الخامسة من عمره، فساعدت جدتى فى تربيته ورعايته.
> ـ …………؟
أنا اليوم ربة منزل بعد تركى للتليفزيون الذى عملت به لقرابة الأربع سنوات فى تقديم نشرة الأخبار بالفرنسية فعندما توفيت والدتى فوجئت بالدكتور حاتم - وزير الإعلام فى ذلك الحين يصرح بأنه تم تعيينى بالتليفزيون، ولم يكن من الممكن وقتها أن يتم تعيينى لأننى كنت طالبة فى الصف الاول الجامعى، فتم تعيينى كمتعاملة بالقطعة لقراءة النشرة، ولكنى لم أتمنى أو أرتبط بالعمل فى التليفزيون رغم أن والدتى كانت تصطحبنى كثيرا معها للتليفزيون فى سن صغيرة وكانت عند عودتى للمنزل تجعلنى أقرأ النشرة باللغة الفرنسية، فقد كانت صاحبة رؤية فى ان اصبح مثلها عندما اكبر، وقد دربنى نيقولا بركات عند تعيينى بالقطعة، وتزوجت فى العام الرابع وغادرت البلاد برفقة زوجى وانقطعت صلتى بالتليفزيون وعندما عدت لمصر مرة أخرى لم أشعر أن هذا هو المجال الذى أرغب أن أكمل مسيرتى المهنية به، أما إخوتى فمحمد يعمل مهندسا معماريا، وآسر مديرا بأحد البنوك وهانى ضابط بحرية.
> ـ …………؟
سلوى حجازى هى واحدة من جيل الرائدات اللاتى بدأن العمل فى التليفزيون المصرى منذ بداية الإرسال فى عام 1960 مع الرائعات أمانى ناشد، وليلى رستم وزينب حياتى.
وأمى إنسانة حساسة تتأثر بالمواقف الإنسانية مثل ظاهرة أطفال الشوارع، وكانت صديقة قبل كونها أما لذا شعرت وإخوتى بفراغ كبير بعد رحيلها لحرصها الشديد على رعايتنا منذ الصغر، وهى الرسالة التى حاولت أن أستكملها مع أخى الأصغر ثم مع أبنائى.
رغم أنها قدمت العديد من البرامج على شاشة التليفزيون إلا أن برنامجها عصافير الجنة ظل هو الأقرب لقلبها، وارتبطت شخصياته فى ذهن الأطفال فى ذلك الحين «عمو قاموس- أرنوب» حتى لقبت بماما سلوى.
> ـ …………؟
على الرغم من النجاح الكبير وشهرتها الواسعة إلا أنها لم تكن سعيدة بالقيود التى فرضتها عليها تلك الشهرة، فهى كانت إنسانة طبيعية وبسيطة للغاية، حتى أنها ألفت قصيدة شعر عن قيود الشهرة قالت فيها:
هذه الأضواء كم أكرهها
قيدت حريتى قيداً عنيفا
أبعدوا الشاشة عنى
أنها شبحاً يبدو بعينى مخيفا
قبضة تمسك ساقى ويدى
قفص يحبس عصفوراً ضعيفا
ليتنى أحيا حياة مثل فكرى طليقا.
ومن الغريب أن سلوى حجازى كانت دائما ما تشعر أنه ينتظرها نهاية مأساوية، وأنها ستلقى أجلها فى زهرة العمر، وقد عبرت عن هذا الشعور فى قصيدة شعرية قالت فيها: عندما اتخيل مستقبلى أراه حافلا بسوء الطالع فأبكى عليه مقدماً، إنى أرى الموت قريبا جدا، ومن ورائه كارثة كبيرة، فأحبابى لا يزالون صغارا، أصغر من أن يستطيعوا العيش وحيدين.وبالفعل جاءت نهايتها فى جريمة إسرائيلية بشعة اغتالتها يد الغدر مع أكثر من مائة شخص من الأبرياء ركاب الطائرة، فقد سافرت سلوى حجازى فى بعثة لليبيا لتعليم مقدمى برامج التليفزيون هناك لمدة ثلاثة أسابيع وفى وقت العودة لم تجد مكانًا على الطائرة التى تقل باقى فريق عمل التليفزيون من نفس البعثة فانتظرت طائرة أخرى مغادرة وهى الطائرة المدنية التى قصفتها طائرات الفانتوم الإسرائيلية بعد أن رفض الطيار الانصياع لهم وهم يطيرون بجانبه مطالبينه بقتل جميع الركاب المصريين والهبوط بالطائرة على أرض سيناء.
> ـ …………؟
تكريم الرئيس السادات لأمى ساهم فى التخفيف من ألمنا ولكن لا يستطيع أحد ان ينكر أننا مررنا بفترة غاية فى الصعوبة خاصة مع صغر أعمارنا، وقد توفى جدى لوالدتى بعد شهر واحد من الحادثة فهو لم يستطع تحمل الفاجعة، وقد خرج الناس فى جنازة شعبية مهيبة تعبر عن غضبة كبيرة ليودعون جثمان أمى الذى تسلمناه من الصليب الأحمر وقد أطلقوا على الحادث طائرة سلوى حجازى وقد خفف ذلك عنا بعض الشىء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق