Translate

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2015

ست المُلك .




 ست الملك اخت الحاكم و قاتلته !!
"ست الملك" هي اميرة فاطمية ( 1021- 1023) و هي الشقيقة الكبرى للحاكم بأمر الله و ابنة الخليفة العزيز بالله الفاطمي .
"ست الملك" هي المرأة القوية و التي كانت صاحبة القرار في مصر لعقود . كانت لها مكانتها المرموقة عند ابيها الخليفة الفاطمي العزيز بالله ،و كانت ابنته المدللة ، بنى لها قصرا الذي كان حكاية الناس في ذلك الزمن .
و "ست الملك" هي ابنة السيدة العزيزية المسيحية الديانة على مذهب القسطنطينية ( الروم الارثوذكس) ، و كان لها شأنا عند الخليفة فعين اخيها مطرانا على القدس . و "ست الملك" كانت اخت الخليفة الشهير الحاكم بامر الله الفاطمي و عمة الخليفة الظاهر لاعزاز دين الله .
ولدت "ست الملك" بالمغرب و وفدت مع ابيها العزيز بالله الى مصر في ركب جدها المعز لدين الله الفاطمي اواخر 362 هجرية فتربت في القصر الفاطمي بقلب القاهرة .
عرف عنها الرزانة و الحزم الشديد و التحفظ و اهتمت بجلائل الامور فنالت ثقة ابيها و كان يستشيرها في امور الدولة .
مات والدها الخليفة العزيز بالله و تولى الحكم اخوها الحاكم بامر الله و الذي كان طفلا يخضع لسيطرة الوزير برجوان .
كبر الطفل و دبر قتل برجوان للخلاص منه و اتبع سياسة ادت الى الاضطرابات و القلائل في البلاد !! . اتخذ بعض القرارات و المراسيم فكان منها الآتي :
* لا يباع شيء من السمك بغير قشر
*ان يؤذن لصلاة الظهر في اول الساعة السابعة و يؤذن لصلاة العصر في اول الساعة التاسعة .
* منع اكل الملوخية و البقلة المسماة بالحرجير . و مراسيم اخرى تثير الاندهاش و العجب !!
تدخلت ست الملك بالنصح و الارشاد و الزجر لاخيها لكن دون جدوى . بدأ الخليفة يضيق الخناق على اخته و يحاصرها حتى اعتزلت في قصرها و لكنها كانت تتابع كل المور بالرغم من عزلتها و تتدخل عن بعد .
اتهمها اخوها كذبا و بهتانا بالعشق و الفجور و انها ليست امراة جيدة ليقلل من شأنها في المجالس العامة و الحق انها كانت ابعد ما يكون عن اي تصرف مشين او غير اخلاقي .
الى ان جاءت احدى الليالي خرج فيها الحاكم بامر الله يطوف حول جبل المقطم بفرسه ، خرج و لم يعد !!
شاعت القصص و الحكايات بل و عقائد دينية لتفسر سر اختفاء الخليفة . كان احدى هذه الحكايات ان اخته هي من دبرت لقتله و الخلاص منه و ربما ما يؤكد هذه الرواية انها عقب اختفاء اخيها مباشرة توجهت لقصر الخلافة و اختارت الفتى علي ابن الحاكم بامر الله ليكون الخليفة الجديد و اختارت له لقب الظاهر لاعزاز دين الله ،و هذا اللقب يوضح توجهها و فكرتها و كانها تعبر عن افكارها بان الخليفة السابق اساء للخلافة و الاسلام و ان الخليفة الجديد جاء لاعادة عزة الاسلام .
مكثت ست الملك مع الخليفة الجديد ثلاث سنوات كانت هي من تدير دفة الحكم فعليا حتى ماتت .
اختلفت الرؤى حول ست الملك فهناك من رآها انها طامعة و طامحة و هناك من رأى فيها انها مهتمة بصالح البلاد و العباد و هناك من رأى انها كل ذلك و تبقى دائما الحقيقة لا يعلمها الا الحي القيوم سبحانه جل شأنه .
Nesma

ليست هناك تعليقات: