Translate

السبت، 7 فبراير 2015

مع الرقم سبعة في القرآن الكريم

البحث الأول
مع الرقم سبعة
في القرآن الكريم


في هذا المبحث نتعرف على بعض أسرار الرقم سبعة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام. ولماذا اختار الله تعالى هذا الرقم بالذات للمعجزة الجديدة وفضَّله على سائر الأرقام.
سوف نعيش مع بعض عجائب الرقم سبعة في كتاب الله تعالى، وكيف تأتي حروف وآيات وكلمات القرآن بتناسق عجيب مع هذا الرقم. وهذا إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن القرآن منَزّل من خالق السماوات السبع.
كذلك سوف نتدبَّر بعض كلمات وآيات القرآن من الناحية الرقمية ونكتشف علاقات وتناسقات مذهلة مع الرقم سبعة. هذه التناسقات تثبت بشكل قاطع وجود بناء مُحكم في كتاب الله عزَّ وجلَّ.




مقدمة
كما أن الخالق سبحانه وتعالى فضّل بعض الرسل على بعض، وقال في ذلك: (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)  [البقرة: 2/253].
وكما أن الله تعالى فضَّل بعض الليالي على بعض فقال في ليلة القدر: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) [القدر:97/1-5].
وكذلك فضَّل بعض الشهور من السنة مثل شهر رمضان فقال: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [البقرة: 2/185]. وفضَّل بعض المساجد مثل المسجد الحرام والمسجد الأقصى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء: 17/1].
وكما فضَّل بعض البقاع على بعض مثل مكة المكرمة: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ) [آل عمران:2/96]. وكما أن الله قد فضَّل بعض السور فكانت أعظم سورة في القرآن هي فاتحة الكتاب، وكانت آية الكرسي هي أعظم آية في كتاب الله. وكانت سورة الإخلاص تعدل ثُلُثَ القرآن، هكذا أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والآن لو تساءلنا عن لغة الأرقام في القرآن العظيم، وتدبَّرنا الأرقام الواردة فيه، ودرسنا دلالات كل رقم، فهل فضَّل الله تعالى رقماً عن سائر الأرقام؟ بلا شك إن الرقم الأكثر تميّزاً في كتاب الله تعالى بعد الرقم واحد هو الرقم سبعة! فهذا الرقم له خصوصية في عبادات المؤمن وفي أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، وفي الكون والتاريخ وغير ذلك.
ولكن ما هي أسرار هذا الرقم؟ ولماذا تكرر ذكره في العديد من المناسبات القرآنية؟ لنبدأ بهذه المقارنة بين الكون والقرآن.                                                   
البناء الكوني والبناء القرآني والرقم سبعة
هذا الكون الواسع من حولنا بكل أجزائه ومجرّاته وكواكبه.. كيف تترابط وتتماسك أجزاؤُه؟ من حكمة الله تعالى أنه اختار القوانين الرياضية المناسبة لتماسك هذا الكون, ومن هذه القوانين قانون التجاذب الكوني على سبيل المثال, هذا القانون يفسر بشكل علمي لماذا تدور الأرض حول الشمس ويدور القمر حول الأرض... , هذا بالنسبة لخلق الله تعالى فماذا عن كلام الله؟
حتى نتخيل عظمة كلمات الله التي لا تحدها حدود يجب أن ننظر إلى كتاب الله على أنه بناء مُحكَم من الكلمات والأحرف والآيات والسور, وقد نظّم الله تعالى هذا البناء العظيم بأنظمة مُعجِزة.
إذن خالق الكون هو مُنَزِّل القرآن, والذي بنى السماوات السبع هو الذي بنى القرآن , وكما نرى من حولنا للرقم سبعة دلالات كثيرة في الكون والحياة نرى نظاماً متكاملاً في هذا القرآن يقوم على الرقم سبعة, وهذا يدل على وحدانية الله سبحانه وتعالى وأن القرآن هو كتاب الله عزَّ وجلَّ.
لماذا اقتضت مشيئة الله عزَّ وجلَّ اختيار الرقم 7
هذا الرقم يملك دلالات كثيرة في الكون والقرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم. حتى تكرار هذا الرقم في كتاب الله جاء بنظام محكم. وهذا البحث يقدم البراهين على ذلك، فلا يوجد كتاب واحد في العالم يتكرر فيه الرقم سبعة بنظام مشابه للنظام القرآني. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية هذا الرقم وأنه رقم يشهد على وحدانية الله تعالى.
فعندما ندرك أن النظام الكوني قائم على الرقم سبعة، ونكتشف الرقم ذاته يتكرر بنظام في كتاب أنزل قبل أربعة عشر قرناً، فإن هذا التشابه يدل على أن خالق الكون هو منَزِّل القرآن سبحانه وتعالى.
الرقم سبعة في الكون
عندما بدأ الله خلق هذا الكون اختار الرقم سبعة ليجعل عدد السماوات سبعة وعدد الأراضين سبعة. يقول عزَّ وجلَّ: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
حتى الذرة التي تعد الوحدة الأساسية للبناء الكوني تتألف من سبع طبقات إلكترونية ولا يمكن أن تكون أكثر من ذلك. كما أن عدد أيام الأسبوع سبعة وعدد العلامات الموسيقية سبعة وعدد ألوان الطيف الضوئي المرئي هوسبعة. ويجب ألا يغيب عنا أن علماء الأرض اكتشفوا حديثاً أن الكرة الأرضية تتكون من سبع طبقات!
الرقم سبعة في السُّنَّة النبوية
كثيرة هي الأحاديث النبوية الشريفة التي نطق بها سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم. وقد كان للرقم سبعة حظ وافر في هذه الأحاديث وهذا يدل على أهمية هذا الرقم وكثرة دلالاته وأسراره.
فعندما تحدث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الموبقات حدد سبعة أنواع فقال: (اجتنبوا السبع الموبقات....) [البخاري ومسلم].
وعندما تحدث عن الذين يظلُّهم الله سبحانه وتعالى يوم القيامة حدد سبعة أصناف، فقال: (سبعة يُظلّهم الله في ظلِّه يوم لا ظلَّ إلا ظلُّه...) [البخاري ومسلم].
وعندما يتحدث عن الظلم وأخْذِ شيءٍ من الأرض بغير حقِّه فإنما يجعل من الرقم سبعة رمزاً للعذاب يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام: (مَنْ ظَلَمَ قَيْدَ شِبْرٍ مِنَ الأرضِ طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أراضين) [البخاري ومسلم].
وعندما أخبرنا عليه الصلاة والسلام عن أعظم سورة في كتاب الله قال: (الحمدُ لله ربِّ العالمين هي السَّبْعُ المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه) [رواه البخاري].
وفي السجود يخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عن الأمر الإلهي بالسجود على سبعة أعضاء فيقول: (أُمرت أن أسْجُدَ على سَبْعَةِ أَعْظُم)     [البخاري ومسلم]. أما إذا ولغ الكلب في الإناء فإن طهوره يتحدد بغسله سبع مرات إحداهن بالتراب.
وعندما تحدث عن القرآن جعل للرقم سبعة علاقة وثيقة بهذا الكتاب العظيم فقال: (إن هذا القرآن أُنزل على سبعة أحرف)  [البخاري ومسلم]. وهذا الحديث يدل على أن حروف القرآن تسير بنظام سباعي مُحكَم، والله تعالى أعلم.
وقد تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن جهنَّم يوم القيامة فقال: (يُؤتَى بِجَهَنَّم يومئذٍ لَها سبعون ألفَ زمام) [رواه مسلم]. كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستجير بالله من عذاب جهنَّم سبع مرات فيقول: (اللهمَّ أَجِرْنِي مِنَ النَّارِ) [رواه النَّسَائي].
وفي أسباب الشفاء أمرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن نقول سبع مرات: (أعوذُ بالله وقدرته من شرِّ ما أجد وأحاذر) [رواه مسلم].
حتى عندما يكون الحديث عن الطعام نجد للرقم سبعة حضوراً، يقول صلى الله عليه وسلم: (من تصبَّح كلَّ يوم بسبع تَمرات عجوة لم يضرَّه في ذلك اليوم سمٌّ ولا سِحْرٌ) [البخاري ومسلم].
أما الحديث عن الصيام في سبيل الله نجد من الأجر الشيء الكثير الذي أعده الله للصائم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من عبدٍ يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعَدَ الله بذلك اليوم وجهَهُ عن النار سبعين خريفاً) [البخاري ومسلم]. 
وعندما قدم أحد الصحابة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلب منه أن يخبره عن المدة التي يختم  فيها القرآن فقال عليه الصلاة  والسلام: (فاقرأه في سَبْعٍ ولا تَزِدْ على ذلك) [البخاري ومسلم].
كما كان عليه الصلاة والسلام يستغفر الله سبعين مرة. وكان يقول عن مضاعفة الأجر: (كلُّ عملِ ابنِ آدمَ يضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف) [رواه مسلم].
وفي اللجوء إلى الله تعالى لإزالة الهموم كان النبي عليه صلوات الله تعالى عليه وسلامه يردد سبعاً هذه الآية: (حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [التوبة: 9/129].
وهكذا نرى بأن الرقم سبعة هو الرقم الأكثر تميزاً في أحاديث المصطفى عليه صلوات الله وسلامه. هذه الأحاديث الشريفة وغيرها كثير تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم قد خصَّ هذا الرقم بالذكر دون سائر الأرقام بسبب أهميته، فهو الرقم الأكثر تكراراً في أحاديث المصطفى عليه الصلاة والسلام، وهو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن (بعد الرقم واحد) وهو الرقم الأكثر تكراراً في الكون.
الرقم سبعة والحج
نعلم جميعاً أن عبادة الحج تمثل الركن الخامس من أركان الإسلام. في هذه العبادة يطوف المؤمن حول بيت الله الحرام سبعة أشواط. ويسعى بين الصفا والمروة سبعة أشواط أيضاً.
وعندما يرمي الجمرات فإن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قد رمى سبع جمرات أيضاً. وقد ورد ذكر هذا الرقم في الآية التي تحدثت عن الحج والعمرة، يقول الله تعالى: ( فَإِذَا أَمِنتُمْ فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ ) [البقرة: 2/196].
الرقم سبعة في القصة القرآنية
تكرر ذكر الرقم سبعة في القَصَص القرآني، فهذا نبَِيُّ الله نوح عليه السلام يدعو قومه للتفكر في خالق السماوات السبع فيقول لهم: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح: 71/15]. 
أما سيدنا يوسف عليه السلام فقد فسَّر رؤيا الملك القائمة على هذا الرقم، وقد تكرر ذكر هذا الرقم في سياق سورة يوسف مرات عديدة. يقول تعالى: (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) [يوسف: 12/43].
 وقال تعالى: (يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ * قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ * ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ) [يوسف: 12/46ـ48].
وقد ورد ذكر الرقم سبعة في عذاب قوم سيدنا هود الذي أرسله الله إلى قبيلة عاد فأرسل عليهم الله الريح العاتية، يقول تعالى: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ * سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً) [الحافة: 69/6 – 7].   
وفي قصة سيدنا موسى عليه السلام وورد ذكر الرقم سبعين وهومن مضاعفات الرقم سبعة، يقول تعالى: (وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا ) [الأعراف: 7/155].
وقد ورد هذا الرقم في قصة أصحاب الكهف، يقول عزَّ وجلَّ: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ ) [الكهف: 18/22].
إذن هناك علاقة بين تكرار القصة القرآنية والرقم سبعة. والذي يتابع تاريخ الشعوب القديم يلاحظ بأن الرقم سبعة يتكرر كثيراً، خصوصاً في تاريخ الفراعنة بمصر القديمة.
الرقم سبعة ويوم القيامة
هذا في الدنيا فماذا عن الآخرة؟ وهل هنالك تكرار لهذا لرقم يوم القيامة؟ لا يقتصر ذكر الرقم سبعة على الحياة الدنيا، بل إننا نجد له حضوراً في الآخرة. إن كلمة (القيامة) تكررت في القرآن الكريم سبعين مرة أي عدداً من مضاعفات السبعة، فالعدد سبعين هو حاصل ضرب سبعة في عشرة: 
70 = 7 × 10
وكلمة (جهنَّم) تكررت في القرآن كله سبعاً وسبعين مرة، أي عدداً من مضاعفات السبعة:
77 = 7 × 11
وعن أبواب جهنم السبعة يقول سبحانه وتعالى: (لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ) [الحجر: 15/44].
أما عن عذاب الله في ذلك اليوم فنجد حضوراً لمضاعفات الرقم سبعة، يقول عزَّ وجلَّ: (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ) [الحاقة: 69/30 - 32].
ولا ننسى بأن الله تعالى قد ذكر الرقم سبعة عند الحديث عن كلماته: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [لقمان: 31/27].
الرقم سبعة والصدقات
ورد ذكر هذا الرقم في مضاعفة الأجر من الله تعالى لمن أنفق أمواله في سبيل الله.يقول تعالى: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/261].  
ورد ذكر الرقم (سبعين) وهو من مضاعفات السبعة في سورة التوبة في استغفار الرسول صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى: (اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) [التوبة: 9/80].   
الرقم سبعة والتسبيح
وفي القرآن الكريم سبع سور بدأت بالتسبيح لله تعالى، وهي: (الإسراء ـ الحديد ـ الحشر ـ الصف ـ الجمعة ـ التغابن ـ الأعلى):
(سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) [الإسراء: 17/1].
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحديد: 57/1].
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الحشر: 59/1].
(سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [الصف: 61/1].
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الجمعة: 62/1].
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) [التغابن: 64/1].
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) [الأعلى: 87/1].
إذن هنالك علاقة بين تسبيح الله والرقم سبعة، ولذلك فقد ارتبط هذا الرقم مع ذكر التسبيح وذكر السماوات في قوله تعالى: (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ) [الإسراء: 17/44].
الرقم سبعة وحروف القرآن
لقد اقتضت حكمة البارئ سبحانه وتعالى أن يُنَزِّل هذا القرآن باللغة العربية، وجعل عدد حروف هذه اللغة ثمانية وعشرين حرفاً، أي:
28 = 7 × 4
ونجد في أول سورة من القرآن هذا الرقم في آيات سورة الفاتحة التي افتتح الله تعالى بها هذا القرآن وجعلها سبع آيات. وقد خاطب الله سبحانه وتعالى سيدنا محمداً عليه الصلاة والسلام فقال له: (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ) [الحجر: 15/87].
والسبع المثاني هي سورة الفاتحة وهي أعظم سورة في القرآن الكريم وهي سبع آيات، وعدد الحروف الأبجدية التي تركبت منها هذه السورة هو 21 حرفاً أي عدداً من مضاعفات الرقم سبعة.
في القرآن الكريم هنالك سور مميزة ميزها الله تعالى عن غيرها فوضع في أوائلها حروفاً مميزة مثل: (الـم ـ الر ـ حم ـ يس ـ ق.....). إن عدد هذه الافتتاحيات المميزة عدا المكرر أربعة عشر، أي من مضاعفات السبعة. وإذا أحصينا الحروف التي تركبت منها هذه الافتتاحيات عدا المكرر، أي عددنا الحروف الأبجدية التي تركبت منها الافتتاحيات المميزة الأربعة عشر، وجدنا أيضاً أربعة عشر حرفاً.
هذه الحروف موجودة كلها في سورة الفاتحة. وإذا عددنا الحروف المميزة في سورة السبع المثاني عدا المكرر نجد 14 حرفاً، وإذا عددنا  هذه الحروف مع المكرر نجد 119 حرفاً، وهذا العدد من مضاعفات السبعة.
خَلْقُ السَّماوات
هنالك عبارات تتحدث عن خلق السماوات والأرض في ستة أيام، فلو بحثنا في كتاب الله تعالى عن هذه الحقيقة، أي حقيقة خلق السماوات والأرض في ستة أيام نجدها تتكرر في سبع آيات بالضبط وهي:
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) [الأعراف: 7/54].
(إِنَّ رَبَّكُمُ اللّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) [يونس: 10/3].
(وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَـذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [هود: 11/7].
(الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً) [الفرقان: 25/59].
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ) [السجدة: 32/4].
(وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ) [ق: 50/38].
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الحديد: 57/4].
حقيقة السَّماوات السبع
ولو بحثنا في كتاب الله تعالى عن حقيقة السماوات السبع نجد أن الرقم سبعة ارتبط بالسماوات السبع بالتمام والكمال سبع مرات وذلك في القرآن كلِّه. وهذه هي الآيات السبع:
(هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/29].
(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدَهِ وَلَـكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً) [الإسراء: 17/44].
(قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [المؤمنون: 23/86].
(فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 41/12].
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: 65/12].
(الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً مَّا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِن تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِن فُطُورٍ) [الملك: 67/3].
(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح: 71/15].
إذن عدد السماوات التي خلقها الله سبعاً وجاء ذكرها في القرآن الكريم سبعاً فتأمل هذا التناسق، هل جاء بالمصادفة؟!
الرقم سبعة (أول مرة وآخر مرة)
لقد ورد ذكر الرقم سبعة في القرآن الكريم لأول مرة في سورة البقرة في قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة: 2/29]. وآخر مرة ورد ذكر هذا الرقم في القرآن في سورة النبأ من قوله تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) [النبأ: 78/12].
والآن إلى الحقائق السباعية التالية حول هاتين الآيتين:
الحقيقة الأولى
عدد السور من سورة البقرة حيث ورد الرقم سبعة لأول مرة وحتى سورة النبأ حيث ورد الرقم سبعة لآخر مرة هو 77 سورة:
77 = 7 × 11
إن عدد الآيات من الآية الأولى حيث ورد الرقم 7 أول مرة وحتى الآية الأخيرة حيث ورد الرقم سبعة لآخر مرة، أي من الآية [29 البقرة] وحتى الآية [12 النبأ] هو 5649 آية، من مضاعفات السبعة أيضاً:
5649 = 7 × 807
الحقيقة الثانية
من بداية سورة البقرة وحتى نهاية سورة النبأ يوجد بالضبط 5705 آية وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً:
5705 = 7 × 815
إذن عدد السور جاء من مضاعفات السبعة، وعدد الآيات جاء من مضاعفات السبعة أيضاً، والحديث في الآيتين عن الرقم سبعة!!!
الحقيقة الثالثة
إن عدد الآيات التي تسبق الآية الأولى حيث ذكر الرقم سبعة لأول مرة يساوي 35 آية من مضاعفات السبعة. كذلك عدد الآيات التي تسبق الآية الأخيرة هو 5684 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة لمرتين!

الحقيقة الرابعة
إن عدد الآيات من بداية سورة البقرة وحتى الآية التي تسبق الآية الأولى حيث ورد الرقم سبعة لأول مرة هو 28 آية أي:
28 = 7 × 4
أما آخر مرة ورد هذا الرقم كما رأينا في سورة النبأ، يوجد بعد هذه الآية لنهاية سورة النبأ 28 آية بالضبط أي 7 × 4.
الحقيقة الخامسة
ما هو عدد الآيات من بداية القرآن وحتى نهاية سورة النبأ؟ يوجد من بداية القرآن وحتى نهاية سورة النبأ حيث ذكر الرقم سبعة آخر مرة، عدد الآيات هو 5712 وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
5712 = 7 × 816
كما تجدر الإشارة إلى أن عدد حروف كلمة (البقرة) هو 6 حروف وعدد حروف كلمة (النبأ) هو 5 حروف وبصفِّ هذين الرقمين يتشكل العدد 56 من مضاعفات السبعة:
56 = 7 × 8
نلخص هذه الحقائق المذهلة:
الرقم 7 أول مرة............ الرقم 7 آخر مرة
عدد السور من السورة الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية القرآن وحتى أول آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية القرآن وحتى آخر آية من مضاعفات الرقم 7
عدد الآيات من بداية السورة الأولى وحتى أول آية من مضاعفات 7
عدد الآيات من بداية السورة الأولى لنهاية الأخيرة من مضاعفات 7
وتأمل عزيزي القارئ: هل جاءت جميع التوافقات هذه مع الرقم سبعة بالمصادفة العمياء؟ وهذا الإحكام نراه في كلمة من كلمات القرآن، فكيف بنا لو أردنا أن نتدبَّر  كلمات القرآن بكامله؟
هل هذه مصـادفات؟!
المنطق العلمي يفرض بأن المصادفة لا يمكن أن تتكرر دائماً في كتاب واحد  إلا إذا كان مؤلِّف هذا الكتاب قد رتّب كتابه بطريقة محددة. والتناسقات التي سنراها الآن مع الرقم سبعة تدل دلالة قاطعة على أن الله تبارك وتعالى قد رتّب كتابه بشكل يناسب هذا الرقم، ليدلنا على أن هذا القرآن مُنزّل من خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى.
وللرقم سبعة حضور في حياتنا وعباداتنا بشكل يضع هذا الرقم على قمة الأرقام بعد الرقم واحد الذي يعبِّر عن وحدانية الله تعالى، فهو الواحد الأحد. وقد نعجب إذا علمنا بأن الرقم 1 هو الرقم الأكثر تكراراً في القرآن ويأتي بعده مباشرة الرقم 7.
أجمل كلمة...
إنها كلمة (اللــه).... جلَّ جلاله! رتّبها ربّ العزة سبحانه في كتابه بشكل مُحكَم يقوم على الرقم سبعة أيضاً، كدليل على أنه ربّ السماوات السبع.
فلوبحثنا عن أول آية ذُكر فيها اسم (الله) جلّ وعلا نجدها في أول آية من القرآن وهي: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1/1]، أما آخر آية ذُكر فيها هذا الاسم الكريم فنجدها في قوله تعالى: (اللَّهُ الصَّمَدُ) [الإخلاص: 112/2].
 وإلى هذه التوافقات مع الرقم سبعة:
عدد السور
إذا عددنا السور من سورة الفاتحة حيث وردت كلمة (الله) أول مرة، وحتى سورة الإخلاص حيث وردت كلمة (الله) لآخر مرة، لوجدنا 112 سورة، وهذا العدد من مضاعفات السبعة:
112 = 7 × 16
عدد الآيات
ولو عددنا الآيات من الآية الأولى وحتى الأخيرة لوجدنا 6223 آية، وهذا العدد من مضاعفات السبعة أيضاً ولمرتين للتأكيد على صدق هذا النظام المُحكم:
6223 = 7 × 7 × 127
عدد الحروف
ولوقمنا بعدّ حروف هاتين الآيتين مجتمعتين لوجدنا 28 حرفاً: من مضاعفات السبعة!! فعدد حروف: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) هو 19 حرفاً، وعدد حروف: (اللَّهُ الصَّمَدُ) هو 9 أحرف، والمجموع:
19 + 9 = 28 = 7 × 4
عدد حروف اسم (الله)
ولو قمنا بعدّ حروف اسم (الله) في الآيتين أي الألف واللام والهاء لوجدنا 14 حرفاً: من مضاعفات السبعة كذلك!!!
فعدد حروف الألف اللام والهاء في: (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) هو 8 أحرف، وعدد حروف الألف واللام والهاء في: (اللَّهُ الصَّمَدُ) هو 6 أحرف، والمجموع:
8 + 6 = 14 = 7 × 2
والسؤال: هل يمكن للمصادفة أن تصنع مثل هذا النظام المحكم لاسم (الله) في أول آية وآخر آية تتحدث عن الله؟ أم أن الله تعالى بعلمه وحكمته أراد لهذا الكتاب العظيم أن يكون متناسقاً في كل شيء؟
ولو ذهبنا نتتبع دلالات هذا الرقم نكاد لا نحصيها، وسوف نرى تفاصيل هذه المعجزة في الفصول التالية. ويكفي أن نقول: إن وجود معجزة قرآنية تقوم على الرقم 7 هو دليل كبير على أن هذا القرآن هو كلام خالق السماوات السبع سبحانه وتعالى.
ما هو النظام الرقمي؟
كل شيء في هذا الكون يسير بنظام مُحكَم, وأفضل ما يعبّر عن حقيقة هذا النظام هي لغة الأرقام, لذلك استطاع العلم الحديث أن يعبِّر عن حركة الشمس والقمر والمسافات بين المجرات وغيرها باستخدام الأرقام. وهكذا نستطيع أن نعرف اليوم بدقة متناهية متى سيحدث كسوف الشمس مثلاً بعد مئات السنوات! إذاً الشمس والقمر يسبحان في هذا الكون وفق نظام محكم يمكن للغة الأرقام أن تصِفَ هذا النظام سواءً في الماضي أو في المستقبل.
والآن نأتي إلى كلام الله سبحانه وتعالى ونسأل: كيف انتظمت أحرف هذا القرآن؟ إن كلام الله لا يشبه كلام البشر , لذلك لغة الأرقام سوف نستخدمها في هذا البحث لنعبر بها عن دقَّة نَظْم كلمات القرآن لنستنتج أن كل شيء في هذا القرآن يسير بنظام دقيق. إذن:
كلمات القرآن رتّبها الله بنظام رقمي مُعجز ليؤكد لنا أننا إذا تدبرنا هذا القرآن سوف نكتشف أنه كتابٌ مُحكَم , وأننا سوف نجد البراهين الثابتة على أنه لو كان هذا القرآن قولَ بشرٍ لرأينا فيه التناقضات والاختلافات.
بعدما رأينا بعضاً من دلالات الرقم سبعة في الكون والحياة والقرآن يمكن القول: إن الله عزَّ وجلَّ كما نظم الكون على الرقم سبعة، كذلك نظم القرآن على الرقم سبعة، وهذا ما سنجده بالفعل من خلال الفقرات القادمة.
معجزة البنـاء القـرآني
إن الله تعالى الذي بنى السماوات السبع على أسس محكمة, هو الذي بنى القرآن على أنظمة محكمة أساسها الرقم 7 أيضًا. وسوف نكتشف العلاقات الرقمية المذهلة بين سور القرآن وآياته وسنوات نزوله , وترتيب سوره وكلماته , وسوف تتراءى أمامنا عظمة هذا البناء المُحكم لأعظم كتاب على وجه الأرض ـ كتاب الله تعالى.
أول سورة وآخر سورة
أرقام ثابتة في كتاب الله عزَّ وجلَّ لا يمكن لأحدٍ أن ينكرها, فعدد سور القرآن هو114 سورة , أول سورة فيه هي فاتحة الكتاب رقمها 1 , آخر سورة في القرآن هي سورة الناس ورقمها 114. إن هذين العددين يرتبطان مع الرقم 7:
رقم أول سورة                   رقم آخر سورة
1                                  114
فعندما نَصُفُّ هذين العددين: 1 و 114, ينتج عدد جديد هو: 1141 من مضاعفات الرقم 7 ومجموع أرقامه 7:
1141 = 7 × 163           1+4+1+1=  7
هنالك أرقام تميز كتاب الله الذي بين أيدينا وهي: عدد آياته وعدد سوره وعدد سنوات نزوله. فإذا قمنا بإحصاء عدد آيات القرآن نجدها بالضبط 6236 آية. أما عدد سور القرآن فكما نعلم هو114 سورة، ونعلم أيضاً أنه نزل على 23 سنة.
يجب دائماً أن نتذكر بأن هذه الأرقام موجودة في كتاب الله وليس في كتاب بشر، لذلك هي أرقام خاصة بالله تعالى، لأن البارئ سبحانه وتعالى لا يسمح لأحد من خلقه أن يضيف أو يحذف شيئاً من كتابه إلا بما يشاء هو! لأن الله تعالى يقول:  (لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ) [يونس: 10/64]. لذلك سوف نرى الآن أن هذه الأرقام تحقق معادلات رياضية لا يمكن لأحدٍ أن يأتي بمثلها مهما حاول!
إن إعجاز هذه الأرقام يأتي من خلال اجتماعها وصفِّها بترتيب معيَّن الأكبر فالأصغر وبالتالي يكون لدينا ثلاثة احتمالات:
1ـ آيات القرآن 6236 آية مع سور القرآن 114 سورة والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو 6236  114 .
2ـ آيات القرآن 6236 آية مع سنوات نزول القرآن 23 سنة، والعدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله هو  6236  23 .
3ـ سور القرآن 114 سورة مع سنوات نزوله 23 سنة، والعدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو 114  23 .
جميع هذه الأعداد ترتبط مع الرقم 7 بشكل مذهل، ويتكرر النظام ذاته دائماً.
آيات القرآن وسور القرآن
إن العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو: 6236 114 يتألف من سبع مراتب. وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
1146236 = 7 × 163748
كا أن مقلوب أو معكوس هذا العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره أيضاً من مضاعفات الرقم سبعة، وهو6326411:
6326411 = 7 × 903773
كذلك مجموع أرقام العدد الذي يمثل آيات القرآن وسوره هو:
6+3+2+6+4+1+1 = 23
والعدد 23 يمثل عدد سنوات نزول القرآن! والنتيجة هي أن العدد الناتج من ضمّ آيات القرآن وسوره يتألف من سبع مراتب ويقبل القسمة على سبعة هو ومقلوبه، ومجموع أرقامه هو بالضبط سنوات نزول القرآن!
آيات القرآن وسنوات نزول القرآن
العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزول القرآن هو: 6236 23 من مضاعفات الرقم سبعة:
236236 = 7 × 33748
كذلك هنا نجد أن مقلوب أو معكوس العدد الذي يمثل آيات القرآن وسنوات نزوله وهو: 632632 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
632632 = 7 × 90376
إذن العدد ينقسم على سبعة بالاتجاهين هو ومقلوبه. ويستمر هذا النظام ليشمل سور القرآن وسنوات نزوله أيضاً.
سور القرآن وسنوات نزول القرآن
العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن هو: 23114، هذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة:
23114 = 7 × 3302
ومقلوب العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزوله هو: 41132 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
41132 = 7 × 5876
إذن العدد الذي يمثل سور القرآن وسنوات نزول القرآن يقبل القسمة على سبعة هوومقلوبه. وكما نلاحظ جميع الأعداد السابقة جاءت الأكبر فالأصغر دائماً. أي أننا نصف العدد الأكبر على اليمين ثم يليه الرقم الأصغر على يساره. والعجيب فعلاً أن هذه الأعداد الثلاثة جاءت مراتبها متدرجة 7ـ6ـ5، أي:
العدد   1146236   يتألف من  7  مراتب
العدد   236236     يتألف من  6  مراتب
العدد   23114        يتألف من  5  مراتب
وبالتالي تكون مراتب هذه الأعداد 7ـ6ـ5 تشكل عدداً هو 567 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
567 = 7 × 81
إن هذا الترابط المذهل مع الرقم 7 لسور القرآن وآياته وسنوات نزوله يدلّ دلالة قطعيَّة أن في القرآن نظامًا رقميًا مُحكمًا , لا يستطيع البشر ولو اجتمعوا أن يأتوا بمثل هذا النظام.
والآن لندخل إلى كلمات القرآن , لندرك أن كلماته تسير وفق نظام مُحكَم , ويكفي أن نتدبَّر أول كلمة وآخر كلمة في القرآن من حيث الترتيب , ومن حيث النُّزول لندرك شيئًا من هذا النظام.
القرآن مُحـكَم ترتـيبًا ونـزولاً
كما نعلم جميعًا ترتيب سور القرآن الذي بين أيدينا يختلف عن ترتيب نزول هذه السور, ولكن هل يبقى النظام قائمًا؟   
إن أول كلمة بدأ بها القرآن هي (بسم) في قول الحقّ عزَّ وجلَّ في الآية الأولى من الكتاب: ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1/1], أما آخر كلمة خُتم بها كتاب الله فهي (الناس) , في قوله تعالى: (من الجِنّة والناس) [الناس: 114/6] , وهي آخر آية في القرآن.
أول كلمة وآخر كلمة ترتيباً
والحقيقة الثابتة أن كلمة (بسم) نجدها مكررة في القرآن 22 مرة, وكلمة (الناس) نجدها قد تكررت في كتاب الله 241 مرة. لنكتب هذه الأرقام ونرى النظام السباعي فيها:
أول كلمة في القرآن            آخر كلمة في القرآن
22                              241
عندما نَصُفُّ هذين العددين نحصل على عدد جديد هو 21422 من مضاعفات الرقم سبعة:
24122 = 7 × 3446
إذن ترتبط أول كلمة وآخر كلمة في القرآن برباط وثيق يعتمد على الرقم 7 ولكن ما هي أول كلمة وآخر كلمة نزولاً؟
أول كلمة وآخر كلمة نزولاً
إن أول كلمة نزلت من القرآن هي (اقرأ) , في قوله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) [العلق: 96/1] , وهذا دليل على أن الإسلام هو دين العلم. أما آخر كلمة نزلت فهي (لا يُظْلَمُونَ) في قول الحق تبارك وتعالى: (وَاتَّقُواْ يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) [البقرة: 2/281].
نطبق النظام السابق ذاته, ولكن مع مراعاة تسلسل كلمات القرآن, فكلمة (اقرأ) نجدها في القرآن بعد كلمة (يُظْلَمُونَ) وسرّ هذا التسلسل هو لبقاء النظام الرقمي قائمًا وشاهدًا على قدرة الله تعالى, وأن كل كلمة في هذا القرآن هي من عند الواحد الأحد الذي نظّم كل شيء في القرآن كما نظّم كل شيء في الكون.
كلمة (يُظْلَمُونَ) تكررت في القرآن 15 مرة , والعجيب أنها دائمًا مسبوقة بـ (لا), أي (لا يُظْلَمُونَ) وهذا دليل على أن الإسلام دين العدل , وقد وضع الله تعالى هذه الآية قبل آية (اقرأ) ليدلنا على مدى حرص الحقّ تعالى على العدل , وأن الله لا يظلم الناس شيئًا , فقد حرَّم الظلم على نفسه وجعله محرمًا , لذلك كل كلمة من كلمات القرآن نجدها موضوعة بدقة شديدة يعجز البشر عن الإتيان بمثلها لغويًا ورقميًا.
إذن أول كلمة نزلت من القرآن هي (اقرأ) وفي هذه الكلمة إشارة إلى العلم، وآخر كلمة نزلت من القرآن هي (لا يُظْلَمُونَ) وفي هذه الكلمة إشارة إلى العدل، ونحن نعلم أن أي حضارة لا تستمر إلا إذا تحقق العلم والعدل فيها، وهذا ما جاء به كتاب الله تعالى!
كلمة (اقرأ) نجدها قد تكررت في القرآن كله 3 مرات. والآن نكتب تكرار هاتين الكلمتين في القرآن حسب تسلسلهما حيث نجد أن آخر كلمة نزلت من القرآن موجودة قبل أول كلمة نزلت من القرآن:
آخر كلمة نزلت من القرآن      أول كلمة نزلت من القرآن
15                                 3
والمذهل أن العدد 315 من مضاعفات الرقم 7:
315 = 7 × 45
نظام لنواتج القسمة على 7
ليس هذا فحسب بل هنالك علاقة بين هذه الكلمات ترتيبًا ونزولاً, فكما رأينا ناتج القسمة لتكرار أول كلمة وآخر كلمة ترتيبًا هو: 3446 , وناتج القسمة لتكرار أول كلمة وآخر كلمة نزولاً هو: 45 , والعجيب أن هذين العددين كيفما صففناهما نجد عددًا من مضاعفات الرقم 7:
3446 45 = 7 × 64778
45 3446 = 7 × 49235
وكأن البارئ عزَّ وجلَّ يريد أن يخاطب البشر جميعًا: عندما تدرك أيها الإنسان النظام المحكم الذي تسير وفقه هذه الآيات والسور والكلمات والأحرف, وعندما ترى الحقائق الرقمية وأساسها الرقم 7 , يجب عليك أن تدرك عندها أن هذا النظام مُنَزّل من خالق السماوات والأراضين السبع, وأنّ هذا القرآن هو حقّ من عند الله تعالى, وأن البشر عاجزون عن الإتيان بمثل هذا النظام المُعجز, فهل يخشع قلبك لله تعالى أمام عظمة هذا البناء المُحكَم؟
وإنا له لحافظون
إن دراسة آيات القرآن الـ 6236 مهمَّة صعبة وطويلة وتحتاج لمئات الأبحاث العلمية، ولكن يكفي أن ندرك شيئاً من إعجاز الله في آياته من خلال بعض الآيات ذات الدلالة العظيمة مثل آية حفظ القرآن، والتي تعهد فيها الله تعالى بحفظ كتابه الذي سماه بالذكر وقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَفِظُونَ) [الحجر: 15/9].
وسوف نرى في كل آية من هذه الآيات معجزة رقمية مبهرة، ونؤكد بأن جميع آيات القرآن معجزة من الناحية اللغوية والعلمية والرقمية، وهنالك من وجوه الإعجاز ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
في هذه الآية تناسقات مذهلة مع الرقم سبعة الذي يمثل أساس بناء القرآن الكريم. وسوف نرى توافقات عجيبة وعجيبة جداً مع هذا الرقم، إن هذه الأنظمة الرقمية سوف تختل وتنهار لو تغير حرف واحد في الآية، حتى في طريقة كتابتها.
فمثلاً كلمة (لحافظون) كُتبت في القرآن من دون ألف هكذا (لحفظون)  وهذه الألف لو أُضيفت لاختل البناء الرقمي للآية، فتأمل دقة كلام الله تعالى ودقة كل حرف من حروف كتابه!
قبل أن ندخل في رحاب هذه الآية نود أن نشير إلى أن واو العطف تعتبر كلمة مستقلة عما قبلها وما بعدها في أبحاث الإعجاز الرقمي، وذلك لأنها تكتب بشكل منفصل عما قبلها وما بعدها.
ارتباط أول كلمة وآخر كلمة
في هذه الآية الكريمة أول كلمة هي (إِنَّا) وآخر كلمة هي (لَحَفِظُونَ) لنكتب عدد حروف كل كلمة:
إِنَّا     نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ      لَحَفِظُونَ
3                                           6
إن العدد الذي يمثل حروف أول كلمة وحروف آخر كلمة هو 63 من مضاعفات الرقم سبعة، فهو يساوي سبعة في تسعة:
63 = 7 × 9
والرقم 9 الناتج هو رقم هذه الآية في القرآن الكريم! فتأمل هذا التوافق مع الرقمين 9 و 7 وجداءهما 63 وهو عمر الرسول صلى الله عليه وسلم.
توزع أول حرف
أول حرف في هذه الآية هو الألف وآخر حرف فيها هو النون، وسوف نرى كيف تتوزع الكلمات التي تحتوي على هذين الحرفين بنظام بديع يقوم على الرقم سبعة.
نكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة التالية:
الرقم  1  للكلمة التي تحوي حرف الألف.
الرقم  0  للكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف.
إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا   الذِّكْرَ    وَ    إِنَّا    لَهُ    لَحَفِظُونَ
1      0        1        1    0    1      0      0
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حرف الألف هو: 00101101 من مضاعفات الرقم سبعة:
101101 = 7 × 14443
توزع آخر حرف
ننتقل الآن إلى حرف النون ونكتب الآية من جديد وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة السابقة ذاتها ولكن مع حرف النون:
الرقم 1 للكلمة التي تحوي حرف النون.
الرقم 0 للكلمة التي لا تحتوي على هذا الحرف.
إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا   الذِّكْرَ    وَ    إِنَّا    لَهُ    لَحَفِظُونَ
1      1        1     0       0    1    0        1
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حرف النون هو 10100111 من مضاعفات الرقم سبعة أيضاً:
10100111 = 7 × 1442873
والنتيجة أن أول حرف في الآية يتوزع على كلمات الآية بنظام يتناسب مع الرقم سبعة، وكذلك آخر حرف في الآية يتوزع على كلمات الآية بنظام يقوم على الرقم سبعة! هل هذه مصادفة؟
حروف الآية
إن عدد أحرف هذه الآية كما رُسمت في القرآن هو 28 حرفاً بعدد الحروف الأبجدية التي هي لغة القرآن وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة فهو يساوي 28= 7 × 4. والعجيب حقاً هو الطريقة التي توزعت بها هذه الحروف في كلمات الآية. لنكتب هذه الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها:
إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا   الذِّكْرَ    وَ    إِنَّا    لَهُ    لَحَفِظُونَ
3       3       5       5     1    3      2       6
إن العدد الذي يمثل حروف هذه الآية مصفوفاً هو: 62315533من مضاعفات الرقم سبعة:
62315533 = 7 × 8902219
وسبحان الله... آية تتحدث عن حفظ القرآن، ويأتي مجموع حروفها 28 مساوياً لعدد حروف الهجاء في القرآن والذي هو من مضاعفات السبعة، ويأتي مصفوف حروفها متناسباً مع الرقم سبعة!!! فهل هذه مصادفة؟
في هذه الآية ارتباط مذهل مع أول آية من كتاب الله تعالى، وإلى بعض هذه التوافقات مع الرقم سبعة.
ارتباط مع أول آية من القرآن
سوف نرى ترتيباً مذهلاً لأرقام وكلمات هذه الآية وكيف ترتبط بشكل سباعي مع أول آية: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) [الفاتحة: 1/1].
ارتباط أرقام الآيتين
 يرتبط رقم أول آية في القرآن وهو 1 مع رقم هذه الآية 9:

أول آية من القرآن       آية حفظ القرآن
رقمها   1               رقمها    9
إذا قمنا بصفّ هذين الرقمين فسوف نحصل على الرقم 91 من مضاعفات السبعة:
91 = 7 × 13
ارتباط الكلمات
عدد كلمات آية البسملة 4 وعدد كلمات آية حفظ القرآن هو 8:
أول آية من القرآن       آية حفظ القرآن
كلماتها  4              كلماتها   8
والعدد الناتج من صفّ هذين الرقمين والذي يمثل كلمات أول آية من القرآن وكلمات آية حفظ القرآن هو 84  ةهذا العدد من مضاعفات الرقم السبعة:
84 = 7 × 12
ارتباط رقم السورة ورقم الآية
رقم سورة الفاتحة هو 1 ورقم البسملة فيها 1 أيضاً، ورقم سورة الحِجر حيث وردت آية حفظ القرآن هو 15 ورقم الآية 9:
أول آية من القرآن                  آية حفظ القرآن
رقم السورة   رقم الآية          رقم السورة    رقم الآية
1               1                 15           9
لدى صفّ هذه الأرقام يتشكل لدينا عدد من مضاعفات السبعة:
91511 = 7 × 13073
ارتباط مع آيات القرآن
 عدد آيات القرآن الكريم 6236 آية ورقم هذه الآية 9 ، لنكتب هذين الرقمين:

عدد آيات القرآن       رقم آية حفظ القرآن
6236                     9
وعند صف الرقمين يتشكل العدد 96236 من مضاعفات السبعة مرتين:
96236 = 7 × 7 × 1964
والهدف من القسمة على سبعة مرتين هو للتأكيد من الله تعالى على حفظ كتابه المجيد.ولكي نبعد أي احتمال للمصادفة ندرس التناسب مع سور القرآن، إذ أن المصادفة لا يمكن أن تتكرر بتمامها مع آيات القرآن ثم مع سور القرآن ويأتي العدد متناسباً مع العدد سبعة مرتين.
ارتباط مع سور القرآن
فعدد سور القرآن الكريم هو 114 ورقم هذه الآية هو 9:
عدد سور القرآن            رقم آية حفظ القرآن
114                         9
وبصفّ الرقمين نجد العدد 9114 من مضاعفات السبعة مرتين أيضاً:
9114 = 7 × 7 × 186
وتأمل معي كيف جاءت الأعداد لتقبل القسمة على سبعة مرتين متتاليتين  وهكذا لو تغير رقم هذه الآية أو عدد السور أو الآيات لانهار هذا النظام الرقمي بالكامل، وهذا دليل على أن ترقيم آيات القرآن هو أمر إلهي لا يجوز المساس به ولا يجوز تغييره.
 إن هذه المعادلات تدل على أن الله تعالى قد اختار لهذه الآية الرقم 9 ليدلنا على أنه قد حفظ كل سورة وكل آية في القرآن، لذلك جاء رقم الآية مع آيات القرآن وسـوره متناسباً مع الرقم!
مع الحروف المميزة
الحروف المميزة في القرآن 14 حرفاً وهي في أوائل بعض السور، والعجيب أن هذه الآية تحتوي على نصف هذا العدد أي سبعة أحرف مميزة وهي: (ا، ن، ح، ل، ك، ر، هـ). العجيب أن هذه الحروف السبعة تتوزع بشكل يقوم على الرقم سبعة.
توزع الكلمات المميزة في الآية
في هذه الآية سبع كلمات تحتوي على أحرف مميزة، لنكتب الآية وتحت كل كلمة رقماً حسب القاعدة الآتية:
الرقم 1 للكلمة التي تحوي حروفاً مميزة.
الرقم 0 للكلمة التي لا تحتوي على هذه الحروف.
إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا   الذِّكْرَ    وَ    إِنَّا    لَهُ    لَحَفِظُونَ
1       1      1       1      0    1     1       1
إن العدد الذي يمثل توزع الكلمات التي تحوي حروفاً مميزة  في الآية هو: 11101111  وهذا العدد من مضاعفات الرقم سبعة ومجموع أرقامه هو سبعة:
11101111 = 7 × 1585873
وسبحان الله! آية تتحدث عن حفظ القرآن فيها سبع كلمات مميزة، وتحتوي على سبعة أحرف مميزة، وقد توزعت هذه الكلمات السبع بنظام يقوم على الرقم سبعة، وتوزعت الحروف المميزة السبعة بنظام يقوم على الرقم سبعة، هل هذا العمل بمقدور البشر؟
مزيد من العجائب
عندما نقوم بعد حروف الآية تراكمياً، أي باستمرار نجد عدداً من مضاعفات السبعة أيضاً. لنكتب الآية وتحت كل كلمة عدد حروفها مع ما قبلها:
إِنَّا    نَحْنُ     نَزَّلْنَا    الذِّكْرَ      وَ     إِنَّا       لَهُ     لَحَفِظُونَ
3       6      11     16      17   20     22      28
العدد الذي يمثل حروف الآية تراكمياً هو: 28222017161163، يتألف هذا العدد من 14 مرتبة، أي 7 × 2 ، ومجموع أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة:
3+6+1+1+6+1+7+1+0+2+2+2+8+2= 42=7×6
ومصفوف أرقام هذا العدد من مضاعفات السبعة:
28222017161163 = 7 × 4031716737309
وهكذا رحلة الإعجاز الرقمي في كتاب الله لا نهاية لها، فالقرآن العظيم هو عبارة عن 6236 آية، ويمكن القول وبثقة تامة:
إن كل آية من آياته تشكل بناء معجزاً للبشر، فهو كتاب مُعجز كجملة واحدة، ومعجزٌ بسُوَرِهِ ومُعجز بآياته، ومُعجز بكلماته وحروفه.
والآن وبعدما رأينا بعضاً من ملامح البناء العددي لآيات القرآن الكريم، وقبل رؤية المزيد من عجائب هذا القرآن، لابدَّ من الإجابة عن سؤال مهم وهو: كيف يمكن للقلب أن يطمئن إلى نتائج أبحاث الإعجاز العددي في القرآن الكريم؟
من خلال البحث الآتي سوف نحاول وضع الأسس والقواعد السليمة علمياً وشرعياً للبحث في هذا اللون من ألوان الإعجاز القرآني. هذه الأسس والقواعد هي بمثابة ضوابط لهذا العلم يجب على من يبحث فيه أن يلتزم بها، وكذلك هي ضوابط يستطيع من خلالها القارئ أن يميز بين البحث الصحيح وغير الصحيح، وهذه الضوابط تمكِّن القارئ من الحكم بنفسه على أي بحث في الإعجاز العددي بالقبول أو الرفض.
ويجب أن نتذكر دائماً بأن المؤمن الحريص على كتاب ربه يجب عليه أن يتحرى الحق أينما وُجد، وألا يتسرَّع في قبول أي بحث قرآني تحت اسم (الإعجاز) قبل أن يتثبَّت ويتأكد من مصداقية النتائج الواردة فيه، ليبنيَ عقيدتَه على أُسُس متينة، وليكونَ إيمانُه قوياً وثقتُه بهذا القرآن كبيرة.


ليست هناك تعليقات: