Translate

الخميس، 19 يوليو 2012

مات رجل السياسة المهاب ولكن لم يمت النظام الذي تركه خلفه..

أعلِن في مصر أن اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس المخلوع حسني مبارك والمدير السابق لجهاز المخابرات العامة، توفي الخميس في الولايات المتحدة عن عمر يناهز 76 عاما، جراء أزمة قلبية أثناء إجراء فحوصات طبية.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية التي أذاعت الخبر أن سليمان كان يعاني منذ أشهر من مرض في الرئة، كما حدثت له مشاكل في القلب، مشيرة إلى أن صحته تدهورت فجأة قبل ثلاثة أسابيع مما استدعى نقله إلى مستشفى في كليفلاند بولاية أوهايو حيث توفي.

وخلال توليه منصب مدير المخابرات العامة أدار سليمان ملفات حساسة للسياسة الخارجية المصرية في عهد مبارك، ووصفه مقربون منه بأنه كان بمثابة 'رجل الظل لمبارك' و'حقيبة أسراره' حيث كان يشكل عيون وآذان الرئيس المصري، وتصدى في 11 فبراير/شباط 2011 وتحت أعين كل العالم لأصعب مهمة له، وهي إعلان رحيل مبارك الذي تنحى عن السلطة تحت ضغط احتجاجات شعبية واسعة.

تاريخ حافل
ولد سليمان عام 1934 وسط عائلة ميسورة في قنا بصعيد مصر، وانضم للقوات المسلحة عام 1954، وتلقى تدريبا عسكريا إضافيا في الاتحاد السوفياتي السابق، كما التحق بجامعة عين شمس وحصل على بكالوريس في العلوم السياسية إضافة إلى درجة الماجستير من جامعة القاهرة، قبل أن يصبح رئيسا لجهاز المخابرات عام 1991.

وبسبب علاقاته الجيدة مع الأميركيين أوكلت إلى هذا الرجل 'مهمات خاصة'، وكلف خصوصا ملفات تتعلق بالسياسة الخارجية لا سيما ملف النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث رعى العديد من الاتفاقات بين الجانبين، كما لعب دورا مهما في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إثر الحرب الإسرائيلية على غزة عام 2009، غير أنه لم يُعرف عن هذه الوساطات أكثر من بعض اللقطات الإخبارية القصيرة التي تجمعه بمسؤولين من الطرفين.

وفي عام 1995 نصح سليمان مبارك بركوب سيارة مصفحة خلال زيارة كان يقوم بها إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأدى ذلك إلى إنقاذ حياة مبارك بعد أن تعرضت سيارته إلى نيران مسلحين مما أدى إلى مقتل سائقها.

وخلال سنوات حكم مبارك كان يتردد اسم سليمان كنائب محتمل للرئيس الذي ترك منصب نائبه شاغرا لسنوات طويلة، وفي الوقت الذي تزايدت فيه التكهنات باستعداد مبارك لتوريث الحكم لنجله جمال، فوجئ المصريون عام 2010 بحملة تطالب سليمان بالترشح للرئاسة من خلال ملصقات في بعض الشوارع، لكن المسألة انتهت سريعا وبشكل غامض كما بدأت تماما.

النظارة السوداء
ومع بداية عام 2011 اضطر سليمان لخلع نظارته السوداء التي اعتاد أن يظهر بها، عندما عينه مبارك نائبا له وكلفه بإجراء حوار مع القوى المعارضة حول القيام بإصلاحات دستورية، وعندها ظهرت شخصية سليمان من خلال تصريحات يمكن وصفها بـ'غير السياسية' أثارت غضب الثوار.

وربما يكون مبارك قد راهن على سليمان كشخصية قادرة على امتصاص غضب الثائرين ضده، لكن تصريحات سليمان حول الثورة المصرية آنذاك جعلته في صف مبارك، كغيره من أركان النظام.

ولم ينجح سليمان في الاختفاء بشكل تام عن الأضواء حتى بعد تنحي مبارك، إذ اتجهت الأنظار إليه من جديد أثناء المحاكمة التي وصُفت بـ'محاكمة القرن'، حيث تم استدعاؤه كشاهد في جلسة سرية لسماع أقواله حول تورط مبارك في قتل المتظاهرين أثناء أحداث الثورة.

وتحدثت وسائل إعلام أميركية عن تعرض سليمان بعد تعيينه نائبا لمبارك، لمحاولة اغتيال فاشلة أسفرت عن مقتل سائقه واثنين من حراسه، ورغم نفي مصادر أمنية مصرية آنذاك للأمر، إلا أن وزير الخارجية الأسبق أحمد أبو الغيط خرج ليؤكد الخبر دون أي تعليق من سليمان.

وبعد سقوط مبارك حاول الرجل العودة إلى السلطة وترشح للانتخابات الرئاسية الأخيرة في خطوة شكلت مفاجأة وأثارت دهشة وامتعاض كثيرين لعودة مقرب من الرئيس المخلوع إلى الساحة السياسية بعد الثورة، لكن اللجنة العليا للانتخابات استبعدت سليمان بعدما أكدت أنه لم يتمكن من الحصول على دعم 15 محافظة كما ينص عليه القانون.

وفاة عمر سليمان "حقيبة أسرار" مبارك


الجبهة السلفية: الصلاة على عمر سليمان "غير جائزة"

الجبهة السلفية: الصلاة على عمر سليمان غير جائزة
الخميس,19 يوليو , 2012 -14:49 00

قال الدكتور خالد سعيد، المتحدث الإعلامى باسم الجبهة السلفية بمصر، إنه لا يحوز الصلاة على اللواء عمر سليمان، نائب رئيس الجمهورية السابق، ورئيس جهاز المخابرات السابق.

وقال "سعيد" فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": "لا يجوز حضور جنازة عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات السابق، أو الصلاة عليه"، مستدلا بقول الله تعالى "وَلَا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلَا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ".

وأضاف أن عمر سليمان يصنف على أنه من المجرمين والقوم الفاسقين، لافتا إلى أنه كان من جنود وأعوان مبارك الظالمين، الذين أفسدوا وأجرموا فى حق الوطن خلال 30 عاما.

وطالب سعيد بعدم إقامة جنازة للواء عمر سليمان الذى وافته المنية اليوم الخميس، مؤكداً أن عدم الصلاة على عمر سليمان أمر شرعى.

وأجاز سعيد الفرح بموت سليمان، لأن الله قطع دابرهم قبل بلوغ شهر رمضان الكريم، مشدداً على ضرورة عدم الحزن على موته، مستشهداً بالآية "لا تأس على القوم الفاسقين"، مضيفا "بقى وجه الله سبحانه وتعالى وشعب مصر الكريم وذهبت أعمدة مبارك وأعوانه".
 


«موسى» ينعى «سليمان»: تغمده الله برحمته بعد حياة حافلة

«موسى» ينعى «سليمان»: تغمده الله برحمته بعد حياة ح
الخميس,19 يوليو , 2012 -18:17 00
نعى عمرو موسى، الأمين السابق لجامعة الدول العربية، المرشح السابق في الانتخابات الرئاسية، عضو اللجنة التأسيسية لصياغة الدستور، اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، الذي وافته المنية، في ساعة مبكرة من صباح الخميس.
وقال موسى في حسابه على تويتر، رحم الله اللواء عمر سليمان، الذي قضى بعد حياة حافلة، لعب خلالها أدواراً رئيسية في الحياة السياسية المصرية، أقدم خالص العزاء لأسرته وتغمده الله برحمته.
كان اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق، قد وافته المنية صباح الخميس، في أحد المستشفيات بالولايات المتحدة الأمريكية عن عمر يناهز 76 عاما.

مبارك يُصاب بانهيار عصبى ويبكى حُزنا لوفاة عمر سليمان

مبارك يُصاب بانهيار عصبى ويبكى حُزنا لوفاة عمر سلي
الخميس,19 يوليو , 2012 -14:36 00

أصيب الرئيس المخلوع حسنى مبارك بانهيار عصبى ودخل فى حالة غيبوبة فقد على أثرها الوعى، صباح اليوم الخميس فور علمه بنبأ وفاة نائبه وصديقه وكاتم أسراره اللواء عمر سليمان، حيث شاهد مبارك الخبر مكتوبا على شاشة التليفزيون، مما أصابه بذهول كامل ولم يصدق الخبر، وبدأ يهمهم بكلمات غير مفهومة قبل أن تتساقط دموعه بغزارة لمدة نصف ساعة كاملة، فقد على أثرها الوعى وساءت حالته النفسية بشدة.

وهرع الطاقم الطبى المعالج للمخلوع بقيادة العميد دكتور سامى مناع مدير مستشفى طرة، وحاولوا تهدئة مبارك إلا أن حالته النفسية باتت تسوء وامتنع مبارك عن الحديث مع الأطباء وطلب منهم الخروج من غرفته بالمستشفى، ورفض الامتثال لكل نصائحهم، ثم عاود البكاء بصوت عال، واضطر الأطباء إلى حقن الرئيس مبارك بحقن مهدئات ومنومات حفاظا على صحته ولراحته بصفة مؤقتة، حيث إن صحة مبارك "84 عاما" تدهورت بشكل ملحوظ منذ سوء نفسيته ورفضه تناول الأطعمة، علاوة على إصابته بأمراض القلب والشيخوخة"، وأنه لا يطيق أو يتحمل أية صدمات عصيبة قد تعصف بحياته فى أى لحظة.

وبحسب ما أفادت به مصادر طبية وأمنية من داخل مستشفى سجن طرة الكائنة بعنبر المزرعة بالمنطقة المركزية لسجون طرة.

كان اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، قد وافته المنية بمستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، حيث كان يجرى فحوصات طبية فيما أكد مقربون أن وفاته وفاة طبيعية وأنه كان يعانى من مشاكل فى صمام القلب مؤخرا، سافر على أثرها إلى ألمانيا فى الفترة الأخيرة لإجراء بعض التحاليل والفحوصات ثم عاد إلى القاهرة مرة أخرى ومنها إلى أبو ظبى قبل توجهه للولايات المتحدة. خلال الأيام الماضية من ألم شديد فى القلب تم خلالها نقله إلى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية لحين وافته المنية هناك.

نائب مرشد الإخوان: المشاركة فى جنازة عمر سليمان ليس فرضاً علينا

نائب مرشد الإخوان: المشاركة فى جنازة عمر سليمان لي
الخميس,19 يوليو , 2012 -14:21 00
قال الدكتور رشاد البيومى نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، إنه لابد من تنظيم اجتماع فى الجماعة لتحديد عما إذا كانت الجماعة ستشارك فى جنازة اللواء عمر سليمان الذى توفى صباح اليوم، الخميس، بالولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد نائب المرشد العام فى تصريحات خاصة لـ'اليوم السابع'، أن موت عمر سليمان ليس بالخطير حتى يتم السؤال عن مشاركة الجماعة فيه، مشيرا إلى أنه يجب أن تقرر الجماعة فى اجتماعها مشاركتها فى الجنازة أم لا، مشددا هذا ليس فرضاً علينا.

ومن جانبه قال الدكتور محمود عزت نائب المرشد العام للجماعة، إنه ليس لديه علم بمشاركة الجماعة فى جنازة اللواء عمر سليمان من عدمه، مشيرا إلى أنه لا علم له بتحديد الجماعة موعداً لعقد اجتماع لتحديد مشاركتها فى جنازة اللواء عمر سليمان.

مساعد "سليمان" لـ"رويترز": الوفاة حدثت فجأة.. وحالته كانت مستقرة

الخميس، 19 يوليو 2012 - 11:54
اللواء عمر سليماناللواء عمر سليمان
(رويترز)

قال مساعد لرئيس جهاز المخابرات المصرى السابق عمر سليمان لرويترز اليوم الخميس، إن سليمان توفي فى الولايات المتحدة، حيث كان يخضع لفحوص طبية. وقال حسين كمال مساعد سليمان "كان بخير، حدث هذا فجأة، كان يخضع لفحوصات طبية"، دون أن يعطى سببا لوفاة سليمان.

وكان الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك قد عين سليمان نائبا له قبل أيام من الإطاحة بمبارك فى انتفاضة شعبية العام الماضى.

مصدر مقرب من عمر سليمان: الوفاة جاءت بعد معاناته من آلام فى القلب

الخميس، 19 يوليو 2012 - 11:52
اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابقاللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق
كتبت هند مختار

أكد مصدر مقرب من اللواء عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات المصرية السابق أن وفاته بمستشفى كليفلاند بأمريكا وفاة طبيعية وأنه كان يعانى من مشاكل فى صمام القلب مؤخرا، سافر على أثرها إلى ألمانيا فى الفترة الأخيرة لإجراء بعض التحاليل والفحوصات ثم عاد إلى القاهرة مرة أخرى ومنها إلى أبو ظبى قبل توجهه للولايات المتحدة.

وأشار المصدر فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن اللواء عمر سليمان عانى خلال الأيام الماضية من ألم شديد فى القلب تم خلالها نقله إلى مستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية لحين وافته المنية هناك.

رحل عمر سليمان قبل أن يفتح صندوقه الأسود.. "مبارك" استعان بـ"الجنرال" لترميم نظامه قبل الانهيار فى يناير 2011.. أنقذ حياة المخلوع فى أديس أبابا وتعرض لمحاولة اغتيال فاشلة بعد توليه منصب نائب الرئيس

الخميس، 19 يوليو 2012 - 11:58
اللواء عمر سليماناللواء عمر سليمان
كتب رامى نوار ورحمة رمضان
Add to Google
لا يعلم أحد الكثير عن اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، ورئيس المخابرات العامة المصرية لفترة ليست بالقليلة، فالرجل الذى رحل عن عالمنا اليوم الخميس، أثناء تلقيه العلاج بمستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، أتعب الكثيرين فى معرفة ولو معلومات أولية عن أدواره الحقيقة فى الجمهورية السابقة، فالرجل يخشاه معارضوه، خاصة أنه يملك "الصندوق الأسود" ويصفونه برجل النظام السابق، ولدى مؤيديه فهو القائد العسكرى، ورجل المخابرات العبقرى ويصفه مؤيدوه بـ"الجنرال".

المعلومات التى نضعها الآن هى كل ما يمكن أن تجدها فى هذه الفترة، ولد سليمان فى محافظة قنا جنوب مصر فى 2 يوليو عام 1936، والتحق بالكلية الحربية فى القاهرة عام 1954 ليبدأ مشواره مع المؤسسة العسكرية المصرية، تلقى تدريبًا عسكريًا إضافيًا فى أكاديمية "فرونزى" بالاتحاد السوفيتى السابق، ودرس العلوم السياسية فى مصر فى جامعتى القاهرة وعين شمس، وحصل على شهادتى ماجستير بالعلوم السياسية والعلوم العسكرية.

ترقى اللواء عمر سليمان فى سلم الوظائف، حتى وصل إلى منصب رئيس فرع التخطيط العام فى هيئة عمليات القوات المسلحة عام 1992، ثم تولى منصب مدير المخابرات العسكرية قبل ان يتم تعيينه فى 22 يناير عام 1993 رئيسًا لجهاز المخابرات العامة المصرية، شارك سليمان فى معظم الحروب المصرية، بدءا من حرب اليمن عام 1962 والحرب العربية الإسرائيلية عامى 1967 و1973.

لمع اسم سليمان على الساحة عقب توليه الملف الفلسطينى بتكليف من الرئيس المخلوع مبارك، وقام بعدة مهام مكوكية للتوسط بين الحركات الفلسطينية، لاسيما الخلاف بين فتح وحماس، كما تولى مهمة الوساطة حول صفقة الإفراج عن العسكرى الإسرائيلى الأسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط والهدنة بين الحركة وإسرائيل والمفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما لعب اللواء عمر سليمان عدداً من المهمات الدبلوماسية فى عدد من الدول كالسودان وليبيا.

ارتبط سليمان بعلاقة وثيقة خاصة بمبارك، توطدت هذه العلاقة بينهما، إثر تعرض الرئيس السابق لمحاولة اغتيال فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا عام 1995، يومها كان من المقرر أن يستقل الرئيس مبارك عربة عادية، إلا أن عمر سليمان أصر على إرسال عربة مصفحة من مصر إلى إثيوبيا قبل محاولة الاغتيال بيوم واحد، ويتمتع سليمان بعلاقات جيدة مع الغرب الذى قدر دوره فى كبح جماح الحركات الإسلامية الجهادية فى مصر، إبان رئاسته للمخابرات المصرية.

ووجهت تهم لسليمان بالضلوع فى عمليات تعذيب ضد معتقلين يشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة، أرسلتهم الولايات المتحدة من أفغانستان إلى مصر، بينما كانت تظهر بين فترة وأخرى معلومات صحفية تدور حول نية الرئيس محمد حسنى مبارك بتعيينه نائبًا للرئيس، وهو المنصب الذى كان شاغرًا منذ تولى الرئيس مبارك للحكم عام 1981، وكثيرًا ما كانت الصحف ودبلوماسيون أجانب يشيرون بأن سليمان سيكون خليفة الرئيس مبارك بحكم مصر.

قام الرئيس السابق محمد حسنى مبارك بتعيينه نائبًا له وذلك يوم 29 يناير 2011، وقد أتى تعيينه فى اليوم الخامس من اندلاع ثورة تطالب بإسقاط النظام، والبدء بإصلاحات سياسية واقتصادية، واحتجاجًا على الأوضاع فى مصر، وأدت إلى وقوع مصادمات بين المتظاهرين والشرطة وأعمال عنف وسرقة، كما أدت إلى نزول القوات المسلحة للشارع لحفظ الأمن، وقد كلفه مبارك بعد تعيينه مباشرةً بعمل حوار مع قوى المعارضة يتعلق بالإصلاح الدستورى.

وفى 10 فبراير 2011 أعلن الرئيس المخلوع، عن تفويض اللواء عمر سليمان بصلاحيات الرئاسة وفق الدستور، إلا أن مبارك أعلن فى اليوم التالى تنحيه عن السلطة وتكليف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإدارة شئون البلاد، حيث قام بدوره بتسليم السلطة إلى المجلس الأعلى، وانتهت بذلك فترة تولية نيابة الرئيس.

عقب تعيينه نائبًا للرئيس تعرض سليمان لمحاولة اغتيال فاشلة أسفرت عن مصرع اثنين من حراسه الشخصيين وسائقه الخاص، وكان مصدر أمنى قد نفى تلك المحاولة، إلا أنه صدرت لاحقًا تصريحات عن وزير الخارجية أحمد أبو الغيط تؤكد ذلك.

وبعد خروج نداءات شعبية وجماهيرية تطالب سليمان بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، أعلن يوم 6 أبريل ترشحه لمنصر الرئيس، وذلك قبل يومين من غلق باب الترشيح، وقد برر تراجعه عن قراره السابق بعدم الترشح، والذى أصدره فى بيان بتاريخ 4 أبريل، بقوله: "إن النداء الذى وجهتموه لى أمرًا، وأنا جندى لم أعص أمرًا طوال حياتى، فإذا ما كان هذا الأمر من الشعب المؤمن بوطنه لا أستطيع إلا أن ألبى هذا النداء، وأشارك فى الترشح، رغم ما أوضحته لكم فى بيانى السابق من معوقات وصعوبات، وإن نداءكم لى وتوسمكم فى قدرتى هو تكليف وتشريف ووسام على صدرى، وأعدكم أن أغير موقفى إذا ما استكملت التوكيلات المطلوبة، مع وعد منى أن أبذل كل ما أستطيع من جهد، معتمدًا على الله وعلى دعمكم لننجز التغيير المنشود واستكمال أهداف الثورة وتحقيق آمال الشعب المصرى فى الأمن والاستقرار والرخاء".

وفى يوم السبت 7 أبريل، قام بسحب أوراق ترشحه من اللجنة العليا للانتخابات التى وصل مقرها وسط حشد من مؤيديه وتعزيزات أمنية مكثفة من قبل عناصر الشرطة والقوات المسلحة، وفى اليوم التالى، وهو آخر أيام تقديم أوراق الترشح، قام بتقديم أوراق ترشحه رسميًا وذلك قبل غلق باب التقديم بـ20 دقيقة، إلا أن اللجنة العليا للانتخابات قررت فى 14 أبريل استبعاده، بعدما استبعدت أكثر من 3 آلاف من نماذج التأييد التى قدمها، ليصبح عددها الإجمالى 46 ألفًا، وهو رقم أكبر من النصاب الرقمى المطلوب المحدد 30 ألفًا، لكن تبين للجنة أنه جمع هذه النماذج من 14 محافظة فقط، والمطلوب ألف تأييد على الأقل من 15 محافظة.

حصل سليمان على العديد من الأوسمة والأنواط والميداليات من بينها: "وسام الجمهورية من الطبقة الثانية، نَوْط الواجب من الطبقة الثانية، ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، نوط الواجب من الطبقة الأولى، نوط الخدمة الممتازة".

النهاية كانت صباح اليوم الخميس، توفى اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، وذلك بمستشفى كليفلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، أثناء تلقيه العلاج.
*********************************************************************************



جريدة فورين بوليسي- ستيفن كوك
ترجمة: سها همام

مات رجل السياسة المهاب ولكن لم يمت النظام الذي تركه خلفه..
"أنا مسئول عن استقرار مصر" قالها اللواء عمر سليمان وصوته يرتفع بينما تهوي قبضته الكبيرة على الطاولة ليعضد وجهة نظره. كانت هذه أول خبرة لي مع سليمان الذي كان وقتها رئيس جهاز مخابرات مبارك وعينه الساهرة التي لا يفوتها شيء. حدث هذا في ربيع عام 2005 وكنت أجلس حول طاولة اجتماعات في قلب مدينة واشنطن مع مجموعة من الأشخاص أقدم مني بكثير. كانت المحادثات التي تم تبادلها مع المخبوزات غير الطازجة والقهوة الرديئة في ذلك الصباح تتعلق في الأغلب بالصراع الفلسطيني - "الإسرائيلي". أما واقعة القبضة التي هوت على الطاولة فقد حدثت في نهاية الساعة حين تحدث أحد الأشخاص بشكل كاد أن يكون عابرًا عن إمكانية التغيير الديمقراطي في مصر.

في التاسع عشر من شهر يوليو مات سليمان بأزمة قلبية بينما كان يجري فحوصًا طبية في مستشفى بكليفلاند. كان يعاني من مرض مزمن يتعلق بترسيبات غير طبيعية في نسيج يؤثر على القلب والكبد، وجاءت وفاته المفاجئة لتشكل صدمة لأعدائه ومحبيه على وجه سواء.

كان رفض سليمان للإصلاح مثيرًا للدهشة بنفس الدرجة. ليس فقط بسبب صوت قبضته العريضة وهي ترتطم بالطاولة الخشبية، ولكن لأن نبذه للفكرة كان شديد الصراحة. فحتى في السابق في الأيام التي اقترح فيها الرئيس جورج بوش "أجندة الحرية" كان المسئولون المصريون ماهرين في المراوغة وفي شق طريقهم وسط المحادثات عن التغيير السياسي. كانت المحادثات لعبة رفضوا أن يقولوا فيها نعم أو لا. لكن سليمان - الرجل الأقرب لرأس السلطة في مصر باستثناء أفراد من أسرة مبارك نفسها - لم يكن يلعب تلك اللعبة.

كان منظور عمر باشا - اللقب التشريفي الذي يعود تاريخه لحقبة مصر العثمانية، متسقًا للغاية مع كل ما قرأته (ليس بالكثير)، أو سمعته (تغلب عليه الشائعات)، ثم لاحقًا علمته عن هذا الرجل هو - مثله مثل الرئيس الذي كان يعمل لصالحه - كان يؤمن بشكل قاطع أنه فهم مصر أكثر من أي أحد. هذه القناعة والتي طالما تم التعبير عنها بالتلاعب، بالقسر، وباللجوء للعنف سوف تصبح لاحقًا سببًا في سقوطه السياسي.

سليمان وأنا كنا بالكاد أصدقاء، وبكل تأكيد لم أكن أعرفه بشكل شخصي، لكنه تقبل متكرمًا طلباتي لعقد اجتماعات معه. بين ربيع 2005 والرابع والعشرون من يناير 2011 - ليلة الثورة وآخر مرة رأيته فيها - قابلت سليمان أربع مرات: مرتان في لقائين منفردين، مرة في لقاء مع زميل، ومرة في لقاء جماعي. كذلك قبل سليمان متكرمًا طلباتي لإجراء حوارات ليست للنشر بمساعدة من أصدقاء مصريين لأصدقائي ومن أمريكيين يعرفونه بشكل شخصي. تطلب هذا أن أسعى لأكون على قدر من الحظوة وإن لم أدعها أبدًا تهدد بوصلتي الأخلاقية.

غاية ما أستطيع أن أخبر به أحدًا عن مكان جهاز المخابرات العامة، جهاز المخابرات المصرية الداخلية والخارجية والذي كان مقر سلطة سليمان، هو أنه يقع في ضاحية هليوبوليس الأنيقة. فعلى عكس الأفلام التي تعرض زوارًا يتم تغطية رءوسهم قبل دخولهم لمواقع سرية وحساسة، فإن المصريين على ما أعتقد ظنوا أنهم يمكنهم إرباكي قبل أول مقابلة شخصية لي مع عمر باشا. ولقد نجحوا في ذلك: قادوا بي السيارة لمدة ثلاثين دقيقة مضاعفة ذهابًا وإيابًا، يسيرون في دوائر، ويسرعون في أحياء غير مألوفة حتى فقدت القدرة على تمييز المكان تمامًا. وحين مرت السيارة أخيرًا عبر البوابات الحديدية العملاقة، وصلنا لمجمع مبان عتيق محاط بالنجيل والأشجار. كان هناك مبان أخرى لكن لم يكن هناك إنسان على مرمى البصر.

تم توصيلي للمبنى الأول وقيل لي أن أنتظر بالسيارة. ثم أخيرًا قابلني رجلان لم أرهما من قبل يرتدون زيًّا رسميًّا وقالا لي أن أتبعهما نحو المبنى، سلماني حينئذٍ لضابط آخر بزي رسمي اقتادني بالمصعد لبضعة أدوار علوية، حيث قابلت عندها رجلاً لطيفًا يرتدي حلة زرقاء شديدة الأناقة. اقتادني الرجل لغرفة انتظار واسعة ذات أضواء ساطعة وأثاث مبهرج وبها جدارية كبيرة تسجل انتصارات الجيش المصري منذ العصور القديمة وحتى عبور قناة السويس في أكتوبر عام 1973. بعد مرور وقت بدا وكأنه لا نهائي، اصطحبني نفس الرجل ذو الحلة الزرقاء لما يمكن وصفه بأنه مكان لا يلفت الانتباه. غرفة معيشة أمريكية الطراز بها رفوف للكتب، أريكة، كرسي كبير وثير، وكرسيان موضوعان في نهاية طاولة منخفضة. طلب مني أن أجلس على الأريكة بقرب الكرسي الوثير. ودخل عمر باشا بعدها بلحظات يتبعه اثنان من المساعدين وقال بصوت عميق: "صباح الخير". تركزت محادثتنا بشكل كاد أن يكون كليًّا على العلاقات الخارجية. كان شديد العداء لأعداء أمريكا بالشرق الأوسط، واشتكى بمرارة أنه كلما اعتقد أنه توصل لاتفاقية بين السلطة الفلسطيبنية وحماس قام السوريون والإيرانيون بإحباطها. عرض سليمان أيضًا رؤيته أن الولايات المتحدة، مصر، والدول الأخرى الصديقة في المنطقة يجب أن يعملوا سويًّا من أجل أن تظل "إيران مشغولة بنفسها"، كان تلميحه واضحًا - يجب على المخابرات المصرية، السي آي إيه، الموساد، المخابرات السعودية، وآخرين أن ينخرطوا في عمليات سرية لزعزعة استقرار نظام الحكم الديني في طهران.

لغة سليمان الصارمة كانت جزءًا لا يتجزأ من تحول في الخطاب المصري في نهاية عهد مبارك. في هذه الأعوام، كان المصريون دائمًا ما يبحثون عن طرق أخرى لجعل أنفسهم أكثر فائدة لواشنطن بوسائل تزيد عن مجرد الاشتباك مع حماس، المشاركة في عمليات الترحيل السري للمشتبه في كونهم إرهابيين، ورعايتهم للمحادثات الفلسطينية – "الإسرائيلية" من حين لآخر. لم تفلح محاولاتي مع عمر باشا لإغرائه بالحديث عن السياسات الداخلية المصرية، وحين انتهت الساعة المخصصة لي استأذن في الانصراف مصطحبًا معه مساعديه. بعدها اصطحبني الرجل ذو الحلة الزرقاء للمصعد ثم تكرر كل شي بشكل عكسي.

سارت زياراتي التالية على نفس النسق تمامًا، كان سليمان يقود المحادثة بثبات تجاه العلاقات الخارجية. كان مستفيضًا في الكلام عن التحديات المختلفة على الصعيد الفلسطيني - ضعف الرئيس محمود عباس وصلة حماس بالإخوان المسلمين الذي اشتهر على لسانه نطقه الخاطئ لاسمهم بالإنجليزية. وبسبب علمه بعلاقته الوطيدة مع "الإسرائيليين" فقد ذكر محتدًّا في أحد اجتماعاته معي أن "الإسرائيليين" يشكلون وجهة نظر معادية لمصر في الكونجرس بعرضهم لفيديوهات التهريب على حدود مصر مع غزة. هو أيضًا استاء من المساعي التركية للتوسط بين حماس والسلطة الفلسطينية، متذمرًا أن الأتراك لا يفهمون حماس. ربما يكون ذلك صحيحًا، لكن سليمان كان منزعجًا بشكل واضح من زحف وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو على المضمار المصري.

آخر مرة رأيت فيها عمر باشا كان في الرابع والعشرين من يناير عام 2011 - في ليلة الثورة المصرية. كنت مع مجموعة من خبراء السياسة الخارجية، كبار رجال الأعمال، والشخصيات الخيرية والتقينا في قاعة كبيرة في المقر الرئيس للجي آي إس. كان من الصعب تجاهل صوت الموسيقى الفظيعة التي كانت تأتي من المكبرات. حين وصل سليمان جلس بمفرده على منصة وتحدث في ميكروفون، على الرغم من أن الوفد لم يتجاوز خمسة وعشرين شخصًا يجلسون في الصف الثاني من القاعة. خلف مجموعة من العاملين في الجي آي إس. في خلال هذا الاجتماع علمنا أن الولايات المتحدة قد أمدت مصر بالتكنولوجيا اللازمة لقطع الإنترنت وهو الشيء الذي سيوظفه المصريون بإخلاص، وإن لم يكن بشكل فاعل لدرجة كبيرة، في أقل من الأربع وعشرين ساعة التالية.

بحلول يوم الرابع والعشرين من يناير كان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد سقط بالفعل وتسببت موجة من إشعال المواطنين المصريين النار في أنفسهم في انتشار التكهنات بشكل كبير عما إذا كانت الثورة تتجه نحو الشرق. ولهذا فقد كان من الطبيعي أن يسأل أحد أعضاء وفدنا سليمان عن إمكانية تكرار الثورة التونسية في مصر. ولكن حتى في هذه الساعة المتأخرة فإنه كان لا يزال يحمل نفس الازدراء للتغيير الذي حمله منذ ستة أعوام، حين هوى بقبضته على طاولة غرفة اجتماعات واشنطن. "لا" أجاب سليمان. "الشرطة لديها خطة والرئيس قوي" حتى في ذلك الوقت كانت غطرسته مدهشة.

بعد ذلك بأكثر من أسبوعين بقليل، كان سليمان بوجهه الرمادي هو الذي جلب نهاية رسمية لعهد مبارك في خطاب تليفزيوني قصير؛ "أيها المواطنون في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد، قرر الرئيس محمد حسني مبارك تخليه عن منصب رئيس الجمهورية، وكلف المجلس الأعلى للقوات المسلحة بإدراة شئون البلاد" أعلن سليمان.
لا يزال بعض أصدقائي المصريين يجدون صعوبة في التعامل مع حقيقة أن سليمان كان غير قادر على قمع الثورة المصرية. بالنسبة لهم كان هذا رجلاً - برغم إحاطته بالسرية - شديد الخطورة. ألم يكن هو أمير الدهاء والرجل المهاب؟ فهو قد تمكن برغم كل شيء من كبح زمام الإخوان المسلمين، من قمع معارضي النظام الآخرين، من لعب دور المحاور الذي يحظي بثقة الأمريكيين و"الإسرائيليين" على السواء، ومن أن يضع اسمه على القائمة القصيرة لخلفاء مبارك المحتملين. يصعب على بعض المصريين أن يعقلوا حقيقة أن سليمان لم يكن بالخطورة التي تخيلوها.

فشل عمر باشا في إيقاف الثورة كان نتيجة مباشرة لكبريائه وغطرسته التي صورت له أن قوة الشعب لا تستطيع أبدًا تهديد النظام. قناعته العسكرية أنه وحده الذي يستطيع تحريك مقاليد السلطة في مصر كانت في غير محلها في نهاية المطاف. ففي النهاية، أساء سليمان فهم شعبه الذي رفض الاستسلام لأساليب القمع التي عمل جيدًا على إتقانها.

لا أستطيع القول: إنني سأفتقد عمر باشا ولكن لسبب هام أنا سعيد أني قابلته. بموافقته على مقابلتي، بكونه دائم التهذيب، بإجابته لأسئلتي، ألقى لي بعض الضوء على الطريقة التي يفكر بها - وبالتالي ألقى الضوء على الطريقة التي يفكر بها النظام ويبرر بها أفعاله. أنا أعلم أنه اعتقد أن محاولاته الحثيثة للتلاعب والقهر لم تكن إلا عملاً وطنيًّا، لكن هذا يصعب تبريره حين يوضع في الاعتبار تورطه في الجرائم والانتهاكات المتعددة لنظام مبارك.

موت سليمان أثار شعورًا بالارتياح - وحتى البهجة - بين البعض من معارضي نظام مبارك. هذا أمر مفهوم، لكن السعادة ليست في محلها. هو كان فقط نتاجًا لنظام لم يتم إسقاطه بعد. لذا فأيًّا كانت الطاقة التي تنفق على الاحتفال بموته، تظل طاقة مهدرة على حساب بناء نظام سياسي جديد.



ليست هناك تعليقات: