Translate

الجمعة، 30 مارس 2018

تمسّك بالقرآن

⭐?🎗 تمسّك بالقرآن 🎗🍃✅Image result for ‫تمسّك بالقرآن‬‎
قال أحد السلف :
كُلما زاد حزبي من القرآن زادت البركة في وقتي ، ولا زلت أزيد حتى بلغ حزبي عشرة أجزاء

🍃🎗 تمسّك بالقرآن 🎗🍃
﴿وَمَن يَعْشُ عَن ذِكرِ الرَّحمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ﴾
مقدار ابتعادك عن القرآن
          هو مقدار اقتراب الشيطان

🍃🎗 تمسّك بالقرآن 🎗🍃
كم من فاقد للبصر يتمنى أن ينظر في القرآن ، وكم من فاقد للسمع يتمنى أن يسمع تلاوة القرآن ؛ فيا من أعطاك الله السمع والبصر أين أنت عن القرآن !

🍃🎗 تمسّك بالقرآن 🎗🍃
"إن الإنسان إذا قرأ القرآن وتدبره .
كان ذلك من أقوى الأسباب المانعة له .
من المعاصي أو بعضها"

🍃🎗 تمسّك بالقرآن 🎗🍃
يقول آحد الصالحين:
"إذا ضاقت في وجهي الدنيا قرأت صفحات من القرآن وما هي إلا أيام ويفتح الله لي من حيث لا أحتسب رزقاً، وُعلماً، وفهماً".

🍃🎗 تمسّك بالقرآن 🎗🍃
إذا أردت صلاح قلبك ، أو ابنك ، أو أخيك ، أو من شئت صلاحه ؛ فأودعه في رياض القرآن ، وبين صحبة القرآن .

🍃🎗 تمسّك بالقرآن 🎗🍃
كل الأشياء إذا تركتها ذبلت ،
إلا القرآن إذا تركته ذبلت أنت !

🍃🎗 تمسّك بالقرآن 🎗🍃
"وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ"

 التمسّك بالقرآن الكريم
Image result for ‫تمسّك بالقرآن‬‎

حقيقة القرآن


القرآن الكريم أساس الدين وباب الإسلام، وهو كتاب الله الذي أودع فيه شريعته وحقائق دينه، أنزله للناس هادياً وسراجاً منيراً ليخرجهم من الظلمات إلى النور. وأمرهم بالتمسّك به لأنه كلمته التامّة وإرادته الكاملة للبشريّة في كل زمانٍ ومكان, 
﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ1، فمن أراد الوصول إلى الله ما عليه إلا أن يسلك سبيله ويهتدي بهداه، ومن اهتدى إنما يهتدي به ومن ضلّ فهو الذي يزيغ عنه.

فالقرآن كلام الله تعالى إلى خلقه. وهذا ليس أمراً عادياً، فأن يكلمنا الله تعالى نحن البشر ولو بالحروف والألفاظ فهذا ليس بالأمر البسيط بل هو الكرامة بعينها والشرف العظيم، فمن نحن حتى يكلّمنا رب السموات السبع والأرضين، وإله العالمين الذي لا حدّ لقدرته ولا منتهى لعظمته!؟ لذا كان عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الأطهار إلينا بأن نحفظه ونراعي حدوده فلا نضيّعها أبداً، لأنه نعمة الله الكبرى التي من تمسّك بها فاز ومن تخلّف عنها خسر. فقد سُئل إمامنا الرضا عليه السلام: ما تقول في القرآن؟ فقال: إن الرسول
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن أَردتم عيش السعداء وموت الشهداء والنجاة يوم الحشر والظل يوم الحرور والهدى يوم الضلالة فادرسوا القرآن فإنه كلام الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان"2. وعن أمير المؤمنين عليه السلام: "كلام الله لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا"3.

وهو الكمال الحقيقي والغنى الذي لا غنى بعده. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "القرآن غنى لا غنى دونه ولا فقر بعده"4. فمن أُعطي القرآن فقد أُعطي الخير المطلق والكمال الذي لا حدّ

241

له وأفضل ما في الوجود، لأنه لا غنى ولا كمال فوقه على الإطلاق، ففيه علم الأوّلين والآخرين، ومن تحقّق به كان من حملة القرآن وأولياء الحق المقرّبين. فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم أَنه قال: "لا ينبغي لحامل القرآن أن يظن أَن أَحداً أُعطي أَفضل مما أُعطي لأنه لو ملك الدنيا بأسرها لكان القرآن أَفضل مما ملكه"5.

وهو مأدبة الله تعالى إلى خلقه، التي زيّنها بأنواعٍ لا تُعدّ ولا تُحصى من الأطعمة العلمية والمعنوية التي هي غذاء الروح وكمالها الحقيقي، ووضع على هذه المأدبة كل ما يحتاجه الإنسان وما ينفعه. 
﴿وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ6. وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا مأدبته ما استطعتم"7.

وفيه خزائن العلم الإلهي، التي من استفاض منها كان من عرفاء أهل الجنة. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "حملة القرآن عرفاء أهل الجنة"8. وعن الإمام زين العابدين عليه السلام: "آيات القرآن خزائن العلم فكلما فتحت خزانة فينبغي لك أن تنظر ما فيها"9.

آثار التمسّك بالقرآن

القرآن الكريم كلام الله وللتمسك بكلامه آثارٌ طيبة ومتنوعة منها:
1- الهداية من الضلالة:
القرآن الكريم مظهر هداية الله، وسرّ النجاة من الضلالة: 
﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا10. وعن رسول
الله صلى الله عليه وآله وسلم: "إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أَهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض"11.

242

2- الارتقاء في مراتب الآخرة:
كل آية من آيات القرآن الكريم تمثّل درجةً من درجات الجنة، وكلما تحقّق الإنسان بآيةٍ من آيات الكتاب الإلهي كلما ارتقى في مراتب الجنة. فعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "عدد درج الجنة عدد آيات القرآن، فإذا دخل صاحب القرآن الجنة قيل له: اقرأ وارق لكل آية درجة فلا تكون فوق حافظ القرآن درجة"12.

3- الشفاء:

القرآن هو الشافي الحقيقي لأمراض النفوس والمزيل لأمراض القلوب، وهو إكسير السعادة في الدّارين. فمن أراد أن يطهّر باطنه من الأمراض والرذائل الأخلاقية والذنوب الممحقة ما عليه سوى التمسّك بهذا النور الإلهي. قال تعالى: 
﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا13. وعن أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له قال: "واعلموا أنه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ولا لأحد قبل القرآن من غنى فاستشفوه من أَدوائكم واستعينوا به على لأوائكم فإن فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغيّ والضلال"14. وعنه عليه السلام أيضاً قال: "وتعلموا القرآن فإنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فإنه شفاء الصدور"15.

4- حملته يحشرون مع الأنبياء:

من كرامة الله على حامل القرآن أن يرزقه ثواب الأنبياء ويحشره معهم، فعن النبي
الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "إن أَكرم العباد إلى الله بعد الأنبياء العلماء ثم حملة القرآن يخرجون من الدنيا كما يخرج الأنبياء ويحشرون من قبورهم مع الأنبياء ويمرون على الصراط مع الأنبياء ويأخذون ثواب الأنبياء فطوبى لطالب العلم وحامل القرآن مما لهم عند الله من الكرامة والشرف"16.

243

5- النجاة من العذاب:
لأن الله تعالى لا يعذّب من تلبّس برداء القرآن ظاهراً وباطناً وصار مظهراً للقرآن خَلقاً وخُلقاً، لأن القرآن هو الجنة نفسها. فعن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "اقرأوا القرآن واستظهروه فإن الله تعالى لا يعذّب قلباً وعى القرآن"17.

6الخروج من الظلمات إلى النور:

فهو الكتاب السماوي الوحيد الذي يهدي إلى سبل الخير والسلام، وهو نور الله المتّصل بين الأرض والسماء، والصراط المستقيم الذي من سلكه نجا ومن تخلّف عنه هلك: 
﴿قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ18.
7- الشفاعة:
من نعم الله السّابغة على المتمسّك بالقرآن الكريم أن يرزقه الشفاعة التي هي من أهم خصائص الأنبياء والأولياء والشهداء، فعن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من استظهر القرآن وحفظه وأحل حلاله وحرّم حرامه أدخله الله به الجنة وشفّعه في عشرة من أهل بيته كلهم قد وجب له النار"19.

8- الإيمان:

تجذّر الإيمان في النفس وتكامله هو من أهم الآثار المترتّبة على التمسّك الحقيقي بالقرآن الكريم: 
﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ20.

9- الخشوع:

من المواهب السنيّة التي يهبها الله تعالى للمتحقّق بآيات القرآن أن يلين قلبه ويجعله

244

خاشعاً من خشيته: ﴿لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ21.‏ وقال عز اسمه: ﴿اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ22.

آداب التمسّك بالقرآن الكريم

للتمسّك بالقرآن الكريم آدابٌ ظاهرية وباطنية من دون مراعاتها لن تتجلّى فينا آثار القرآن النورانية.
1- الآداب الظاهرية للتمسّك بالقرآن:
الطهارة: وهي من الأحكام الأساسية كما قال عز وجل: 
﴿إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ* لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ23.

أ- الاستعاذة: 
لا بدّ قبل البدء بالقراءة من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم واللجوء إلى كهفه الحصين لأن الشيطان قد أقسم على القعود على الصراط المستقيم ليصدّ المؤمنين عنه: 
﴿فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ24. لذا أمرنا الله تعالى باللجوء إليه والاستعاذة من شرّه: ﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ25.

ب- الترتيل:
 قال الله تعالى: 
﴿وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا26. والترتيل هو القراءة بتأنّ وتمهّل مصحوباً بالصوت الحسن، والقراءة الصحيحة والفصيحة الخالية من الأخطاء. والغرض من هذه القراءة أن يتدبّر القارئ معاني القرآن ومراميه، وينتفع بأحكامه وعظاته وبوعده ووعيده. فعن الإمام الصادق عليه السلام قال: "الترتيل أن تتمكث به وتحسن به صوتك، و إذا مررت بآية فيها ذكر النار فتعوّذ باللّه من النار، وإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فاسأل اللّه الجنّة"27.

245

2- الآداب المعنوية للتمسّك بالقرآن:
يقدّم لنا الإمام الخميني قدس سره برنامجاً تفصيلياً لتحقيق رابطة معنوية وعميقة بالقرآن. إذا راعينا بنود هذا البرنامج تصبح قراءة القرآن سبباً للوصول إلى معدنه وحقائقه، وهو يتضمّن النقاط التالية:
أ- تعظيم القرآن: عظمة كل شيء مرجعها في الحقيقة إلى كماله ومرتبته. وتأثير الأمور العظيمة على النفوس كبيرٌ جداً، وهو أشبه بالسحر الذي يخطف كل شيء ويجذبه إليه، ويدفع من حوله إلى الخضوع له. والقرآن الكريم هو الغنى والكمال الذي لا كمال فوقه، والذي حوى جميع مراتب العظمة الممكنة بل هو أعظم شيءٍ في الوجود. فمنزله هو الله سبحانه وتعالى، وحامله جبرائيل أمين وحي الله، وشارحه ومبيّنه هو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أكمل خلق الله وأفضل أنبيائه ورسله، وخلفاؤه العظام الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً. وأما وقت تنزيله فهو ليلة القدر التي هي خيرٌ من ألف شهر. وبمقدار ما تتجلّى عظمة القرآن في قلوبنا نتمكّن من الاستفادة منه والجلوس على مأدبته بخشوعٍ بهدف التعلم والهداية. فالاستفادة الحقيقية من القرآن الكريم غير ممكنةٍ من دون معرفة عظمته واستحضارها دائماً.
ب- معرفة أهداف القرآن: إن لمعرفة أهداف القرآن الأساسية واستحضارها دوراً فعالاً ومؤثراً في الاستفادة منه. لأن الله تعالى لم ينزل كتابه إلى الناس لغواً وعبثاً بل لأهدافٍ واضحة ومحددة. ويمكن أن نلخّص الهدف الأول والأخير لهذا الكتاب الشريف بأنه كتاب هداية الإنسان إلى الله تعالى. فكل آية من آياته إنما تهدف إلى توثيق الصلة وتعميقها بين الإنسان وخالقه لكي يهتدي في نهاية المطاف إليه. ويتفرّع عن هذا الهدف الأساسي أهدافٌ أخرى كل واحد منها يأخذ بيد الإنسان إلى المقصد النهائي، وأهمها:
• الدعوة إلى معرفة الله.
• الدعوة إلى تهذيب النفس.
• بيان كيفية تربية الأنبياء من جانب الحق تعالى.
• بيان كيفية سلوك الأنبياء الذين هم قدوة البشر.

246

• بيان أحوال الكفّار وأسباب انحرافهم.
• بيان قوانين الشريعة والآداب والسنن.
• ذكر المعاد وأحواله.

وما على قارئ القرآن أثناء تلاوته لكتاب الله سوى البحث عن مغزى كل آية ومقصدها والوقوف عند هذا المقصد ومن ثم ربطه بالهدف الأساسي وهو ربط الإنسان بخالقه لكي تتحقق الهداية المطلوبة والفائدة المرجوّة.

ج- التفكّر:
 التفكر هو البحث عن المقصد والمقصود في الآيات. وحيث إن مقصد القرآن هو الهداية إلى سبل السلام والخروج من الظلمات إلى النور، فعلى القارئ أن يتفكر في الآيات باحثاً عن الهداية والنور فيها. وقد جعل الله تعالى التفكّر غاية إنزال هذا الكتاب السماوي: 
﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ28، ﴿فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ29، وذلك لسبب أساسي وجوهري هو أن التفكر حياة القلب كما في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن هذا القرآن فيه منارُ الهدى ومصابيحُ الدجى فَلْيَجْلُ جَالٍ بصره ويفتح للضياء نظره فإن التفكُّر حياةُ قلبِ البصير كما يمشي المستنيرُ في الظلمات بِالنورِ"30. لذا يحذّر الحق تعالى من عدم التدبّر في القرآن والتماس البصيرة والمعرفة المطلوبة للوصول إلى مقصد كل آية، لأن في ذلك الخسران المبين: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا31.

د- التطبيق:
 وهو من الآداب الأساسية، والمقصود منه تطبيق ما تعلّمه الإنسان من القرآن في حياته العمليّة. عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "من تعلّم القرآن فلم يعمل به وآثر عليه حب الدنيا وزِينتها استوجب سخط الله وكان في الدرجة مع اليهود والنصارى الذين ينبذون كتاب الله وراء ظهورهم"32. فعندما يتفكّر القارئ في الآيات الشريفة التي يمرّ عليها وينظر إلى أهدافها عليه أن يستخرج منها الأمور العملية ويقوم بتطبيقها على

247

نفسه. فإذا قرأ قصة آدم عليه السلام وما جرى عليه وفكّر في سبب مطرودية الشيطان من مقام القرب مع كل عباداته الكثيرة وسجداته الطويله، فإنه سوف يتعرّف إلى الأوصاف الإبليسية والأخلاق الشيطانية ويعلم أن كل من يتّصف بها مطرودٌ لا محالة. فتكون العبرة والفائدة العملية هي: لزوم تطهير النفس من هذه الصفات لأن مقام القرب الإلهي مقام المطهّرين.

الخميس، 29 مارس 2018

مواقيت الحج


    أولاً: المواقيت المكانية

    المواقيت المكانية: الأماكن التي حددها الشارع للإحرام منها.
    فلا يجوز لمن يريد الحج أو العُمْرَة أن يتجاوزها إِلا بإِحرام، وهي خمسة مواقيت[ المواقيت وأبعادها، للشيخ عبد الله البسام، مجلة مجمع الفقه الإِسلامي، العدد 3، الجزء 3، ص 1553.].

    1- ذو الحُلَيْفَة:

    وهو الآن في الجهة الجنوبية من المدينة النبوية، ويسمى (أبيار علي)، تبعد عن مكة (420 كم تقريبًا).
    وهو ميقات أهل المدينة.
    ذو الحليفة

    2. الجُحْفة:

    وهي قريبة من مدينة رابغ، تبعد عن مكة (186 كم تقريبًا).
    وهي ميقات أهل الشام ومصر والمغرب.
    الجُحْفة

    3- يَلَمْلَم:

    وهو وادٍ كبير في طريق أهل اليَمَن إلى مكة، ويسمى اليوم: السعدية، ويبعد عن مكة(120 كم تقريبًا).
    وهو ميقات أهل اليَمَن.
    يَلَمْلَم

    4- قَرْنُ المنازل:

    ويسمى الآن بالسيل الكبير، يبعد عن مكة (75 كم تقريبًا).
    وهو ميقات أهل نجد والطائف، وأعلاه على طريق الطائف من جهة الهَدَى مكان يسمى: وادي محرم، وكلاهما ميقات لأهل نجد، ولمن يأتي عن طريق الطائف.
    قرن المنازل

    5- ذاتُ عِرْق:

    وتسمى الآن (الضريبة أو الخريبات)، وهي مكان شرق مكة تبعد عنها (100 كم تقريبًا)، وهي الآن مهجورة.
    وهي ميقات أهل المشرق (العراق وإيران وما وراءهما).
    ودليل ما سبق ما روي عَنِ ابْن عَبَّاسٍرضى الله عنه قَالَ: «وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ (ص) لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ. قَالَ: «فَهُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَن كان دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حيثُ أنْشَأ، حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّة». (متفق عليه).
    أما ذات عرق فلم يذكر في الحديث السابق، وإنما حدده عمر بن الخطاب رضى الله عنه (رواه البخاري).
    ذات عرق
    مسائل

    - من تعدى هذه المواقيت بدون إحرام وجب عليه الرجوع إليها إن أمكن، وإن لم يتمكن من الرجوع فعليه فدية، وهي شاة يذبحها في مكة، ويوزِّعها على مساكين الحرم.

    - من مرّ على هذه المواقيت من غير أهلها فإِنه يحرم منها، فلو أن أحدًا من أهل نجد جاء من طريق المدينة، فإِنه يحرم من أبيار علي.

    - من كان منزله دون الميقات من جهة مكة: فإِنه يحرم بالحج والعمرة من مكانه، مثل أهل جدة وبحرة والشرائع.

    - من جاء من طريق لا يمر على المواقيت برًّا، أو بحرًا، أو جوًّا؛ فإِنه يُحْرِم إِذا حاذى أقرب المواقيت إِليه؛ لقول عمر: «فَانْظُرُوا حَذْوَهَا مِنْ طَرِيقِكُمْ». (رواه البخاري).
    - من نوى الحج في مكة من أهلها أو من غيرهم، فإِنه يحرم به منها، وأما العمرة فيحرم بها من أدنى الحل كالتنعيم والجِعْرانة، وهي أماكن خارج حدود الحرم.

    ثانيًا: المواقيت الزمنية

    المواقيت الزمنية:
    زمان الحج والعُمْرَة.

    أ. ميقات الحج الزمني:

    أشهر الحج، وهي: شوال، وذو القَعدة، وعشر من ذي الحجة.

    ب. ميقات العُمْرَة الزمني:

    جميع السنة.



    المواقيت:
    - الزمانية: هي الأوقات التي لا يصح شيء من أعمال الحج إلا فيها, وهي شهر شوال, وذو العقدة, وعشر ليال من شهر ذي الحجة, قال تعالى:( الحَجُ أَشهُرٌ معلُومَاتٌ ).
    - المكانية: هي الأماكن التي يُحرِم منها من يريد الحج أو العمرة.

    * مسألة:
    الأصل في تحديد المواقيت الزمانية لفريضة الحج القرآن الكريم, قال تعالى:الحَجُ أَشهُرٌ معْلُومَاتٌ ) أي: وقت أعمال الحج أشهر معلومات, والعلماء مجمعون على أن المراد بأشهر الحج شوال, وذي القعدة, واختلفوا في ذي الحجة, هل هو بكماله من أشهر الحج, أو عشر منه؟.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت

    1- ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة وهو المسمى عند الناس اليوم أبيار علي, ويبعد عن مكة المكرمة مسافة 420كم تقريباً.

    2- ذات عرق: وهي ميقات أهل العراق, وما بعدها ويحرم الحاج من الضريبة والتي يقال لها اليوم (الخريبات) وتقع بين المضيق ووادي العقيق. ويبعد عن مكة حوالي 92كم.

    3- قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد وهو المسمى اليوم ((السيل الكبير)) وعلى محاذاته جنوباً ميقات وادي محرم. ويبعد عن مكة حوالي 94كم.

    4- وادي محرم: يقع على طريق الطائف المار بالهدا, حيث أجاز العلماء الإحرام منه. ويبعد عن مكة حوالي 95كم.

    5- يلملم: وتسمى السعدية وهي ميقات أهل اليمن عن طريق الساحل الجنوبي من الحجاز. ويبعد عم مكة حوالي 115كم.

    6- الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر وتركيا ومن سلك طريقهم وهي قرية صغيرة جداً تلي رابغ, والناس اليوم يحرمون من رابغ, ومن أحرم من رابغ فقد أحرم من الميقات؛ لأن رابغ قبل الجحفة بيسير؛ وتبعد عن مكة المكرمة 204كم تقريباً.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    صورتان لمسجد ذي الحليفة ( أبيار علي ) ميقات أهل المدينة

    قال ياقوت: الحُليفَةُ: بالتصغير أَيضاً, والفاء, ذو الحُليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أَميال أَو سبعة, ومنها ميقات أهل المدينة, وهو من مياه جُشم بينهم وبين بني خفاجة من عُقَيل.

    قلت: وسميت مع مطلع العصر الحديث ( بأبيار علي ) نسبة إلى علي بن دينار, سلطان دارفور, الذي ظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من ( الفاشر ) عاصمة دارفور.

    وقال صاحب القاموس المحيط:( وذُو الحُلَيفَةِ: على سِتَّةِ أميالٍ من المَدينَةِ, وهو ماءٌ لِبَنِي جُشَمَ ميِقاتٌ للمَدينَةِ والشَّأمِ, وبَينَ حاذَةَ وذَاتِ عِرقٍ ).

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت

    * ميقات ذات عِرق:
    ذات عِرق: وقته عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل العراق, وهو قول ابن عباس وابن عمر وعطاء, وقال آخرون: وقته الرسول صلى الله عليه وسلم لهم العقيق وذات عِرق أيضاً والله أعلم.

    - وذاتُ عِرق: مُهَلّ أهل العراق, وهو الحدّ بين نجد وتهامة, وقيل: عِرقٌ جبل بطريق مكة, ومنه ذات عرق وقال الأصمعي: ما ارتفع من بطن الرُّمّة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق, وعرق: هو الجبل المشرف على ذات عرق, وإياه عني ساعدة بن جُؤيّة بقوله, والله أعلم, يصف سحاباً:

    لما رأى عرقاً ورجّع صوبُهُ             هَدراً كما هَدر الفنيقُ المُصعَبُ

    وقال آخر:

    ونحن بسَهب مُشرف غير مُنجد             ولا مُهتم فالعينُ بالدّمع تَذِرِفُ

    وقال ابن عُيينة: إني سألت أهل ذات عرق:أمُتهَمُون أنتم أم مُنجِدون؟ فقالوا: ما نحن بمتهمين ولا منجدين, وقال ابن شبيب: ذات عرق من الغَور, والغور من ذات عرق إلى أوطاس, وأوطاس على نفس الطريق, ونجد من أوطاس إلى القريتين, وقال قوم: أول تهامة من قبل نجد مدارج ذات عرق؛ وقال بعض أهل ذات عرق: نحن بسهب مشرف غير منجد ولا مُتهَم فالعين بالدّمع تَذرِفُ, قلت: وذات عِرق: يسمى اليوم الضَريبة يبعد 92كم تقريباً عن مكة المكرمة ـ شرفها الله ـ, ويشار إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, وجهات معنية أخرى ستقوم بتطوير ميقات ذات عرق في خططها القريبة القادمة ـ إن شاء الله تعالى ـ .

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    ميقات قرن المنازل ووادي محرم

    * مسألة:
    من تخطى الميقات من غير إحرام؟
    عليه دم, إلا أن يرجع إلى ميقاته ويحرم منه.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    ميقات الجُحْفَة

    * ميقات الجُحْفَة:
    قال ياقوت: الجحفة: بالضم ثم السكون, والفاء: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل, وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمرُّوا على المدينة, فإن مرُّوا بالمدينة فميقاتهم ذو الحليفة, وكان اسمها مَهيَعةُ.

    وإنما سميت الجحفة؛ لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام, وهي الآن خراب, وبينها وبين ساحل الجار نحو ثلاث مراحل, وبينها وبين أقرُن موضع في البحر ستة أميال, وبينها وبين المدينة ست مراحل, وبينها وبين غَدير خُمّ ميلان, وقال السكري: الجحفة على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة, والجحفة أول الغور إلى مكة, وكذلك هي من الوجه الآخر إلى ذات عِرق, وأول الثغر من طريق المدينة أيضاً الجحفة, وحذَف جرير الهاءَ وجعله من الغور فقال:

    قد كنتُ ثرى ثَرعى نجد وساكنَهُ            فالغورَ, غوراً بع عُسفانُ والجحفُ
    لما ارتحلنا ونحو الشام نيّتُنَا                قالت جُعادةُ:هذي نِيّةٌ قَذَفُ

    قلت: الجحفة اليوم, قرية بينها وبين البحر الأحمر 10كم, وهي الآن غير مأهولة, ويُحرِم الناس من مدينة رابغ, والتي تبعد عن مكة المكرمة 204كم تقريباً.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    ميقات يَلَملًمُ

    قال الفيروز آبادي: ويَلَملَمُ أو ألَملَمُ أو يَرَمرَمُ: ميقاتُ اليمن: جبلٌ على مَرحَلَتَينِ من مكةَ. وقال ياقوت: يَلَمْلَمُ: ويقال ألملم, والململم المجموع: موضع على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن؛ وفيه مسجد مُعاذ ابن جبل, وقال المرزوقي: هو جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث, وقيل: هو واد هناك, قال أبو دهبل:

    فما نام من راعٍ ولا ارتدّ سامرٌ             من الحيّ حتى جاوزت بي يلملما

    قلت: يَلَمْلَمُ, واد على طريق اليمن يبعد حوالي 100كم عن مكة, قرب قرن الخيشن, ويحرم سكان جنوبي المملكة, وأهل اليمن من قرية السعدية في يومنا هذا.

    * مكانة الحج في الإسلام:

    * من كان منزله دون المواقيت:
    مَن كان منزله أقربَ إلى مكة من هذه المواقيت فَيُحرم من مكانه, كذلك من كان بمكة وأراد الحج فيمقاته منازل مكة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:حتى أهل مكة من مكة ) متفق عليه.

    قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ: من كان دون المواقيت أحرم من مكانه, مثل: أهل أم السلم, وأهل بحرة, يحرمون من مكانهم, وأهل جُدّة يحرمون من بلدهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس:ومن كان دون ذلك ـ أي دون المواقيت ـ فمهله من حيث أنشأ ) وفي لفظ آخر:فَمَهِلّه من أهله, حتى أهل مكة يُهلُّون منها ).

    أما في العمرة, فيُحرم من كان في الحَرَم من أدنى الحِلّ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر:اخرُج بأختِك ـ يعني عائشة لما طلبت منه العمرة ـ من الحرم فَلتُهِل بعمرة ) متفق عليه.

    عن ابن عبّاسِ رضيَ الله عنهما قالَ:وَقَّتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأهلِ المدينة ذا الحُلَيفةِ, ولأهِلِ الشأم الجُحفةَ, ولأهلِ نَجد قَرْنَ المَنازلِ, ولأهلِ اليمن يَلَمْلَم, فهنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ لمن كانَ يُريدُ الحجَّ والعُمرةَ, فمن كان دونَهُنً فمُهلُّه من أهله وكذاك حتَّى أهلُ مكةَ يُهِلّونَ منها )رواه البخاري.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت

    ميقات العمرة لمن بمكة:
    الحِـــل؛ لأن عائشة رضي الله عنها, لما ألحّت على النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتمر عمرة مفردة, بعد أن حجت معه قارنة, أمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب معها إلى التنعيم؛ لتحرم منه بعمرة, وهو أقرب ما يكون من الحِل إلى مكة, وكان ذلك ليلاً, ولو كان الإحرام بالعمرة من مكة, أو من أي مكان من الحرم جائز, لما شق النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه, وعلى عائشة وأخيها, بأمره أخاها أن يذهب معها إلى التنعيم لتحرم منه بالعمرة,
    وكان ذلك ليلاً وهم على سفر, ويحوجه ذلك إلى انتظارهما, والإذن لها أن تحرم من منزلها معه ببطحاء مكة, وعملاً بسماحة الشريعة الإسلامية ويسرها؛ ولأنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً, فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه, وحيث لم يأذن لها في الإحرام بالعمرة من بطحاء مكة,
    دل ذلك على أن الحرم ليس ميقاتاً للإحرام بالعمرة, وكان هذا مخصصاً لحديث:( وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة, ولأهل الشام الجحفة, ولأهل نجد قرن المنازل, ولأهل اليمن يلملم, هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ ممن يريد الحج والعمرة, ومن دون ذلك فمهله من أهله, حتى أهل مكة من مكة ). وبالله التوفيق, وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    مسجد التنعيم " مسجد عائشة رضي الله عنها "

    محاذاة الميقات المكاني:
    ومن كان طريقه يميناً أو شمالاً من هذه المواقيت, فإنه يحرم عند محاذاة ميقاته سواء كان في الطائرة, أم في الباخرة, أم في السيارة, والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:( لما فتح هذان المصران أتوا عمر, فقالوا يا أمير المؤمنين: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّ لأهل نجد قرناً, وهو جور عن طريقنا, وإنا إن أردنا قرناً شق علينا, قال: انظروا حذوها من طريقكم؛ فحدّ لهم ذات عرق ) رواه البخاري.

    فإن لم يُحاذِ ميقاتاً مثل أهل سواكنَ في السودان, ومن يمر من طريقهم, فإنهم يحرمون من جُدّة.