22-
جاء أعرابي إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو حاجته فقال ..
يا أبا حفص جزيت الجـنه .... اكسو بنياتي و أمهن
وكن لنا في ذا الزمان جُنه .... أقــسم بالله لتفـــــعلن
فرد عليه عمر قائلا ..
أفرأيت إن لم أفعل؟
قال الأعرابي ..
إذا أبا حفص لأمضين.
فرد عمر ..
وإن مضيت ؟
قال الأعرابي ..
فوالله عنهن لتســـــألن .... يوم تكون الأعطيات منَه.
و موقف المسؤول بينهن.... إما إلى نار وإما جنه.
فبكى عمر ..
23-
يروى أن الحجاج بن يوسف وهو المعروف بقسوته وتجبره
كان يجلس في أحد الأيام بمكة فسمع أعرابي يرفع صوته بالتلبية ،
فقال الحجاج : عليَّ بهذا الرجل .
فلما أحضروه سأله الحجاج : ممَّن الرجل ؟
قال : من الناس .
قال الحجاج : ليس عن هذا سألتك .
قال الرجل فعمَّ سألتني ؟
قال الحجاج : من أي بلد أنت ؟
قال : من اليمن .
قال الحجاج : فكيف أخي محمد بن يوسف فيكم ؟ ( وكان عامله على اليمن ) .
فقال الرجل : تركته عظيماً جسيماً خراجاً ولاجاً ( أي نشيط الحركة ) .
قال الحجاج : ليس عن هذا سألتك ولكن أسألك عن سيرته في الناس .
قال الأعرابي : تركته ظلوماً غشوماً عاصياً للخالق مطيعاً للمخلوق
فغضب الحجاج غضباً شديداً وقال ما الذي جعلك تقول هذا وأنت تعلم مكانته مني .
فقال الأعرابي بمنتهى الشجاعة أتراه بمكانته منك أعز مني بمكانتي من الله تبارك وتعالى
وأنا وافد بين يديه وقاضي دينه ومصدق نبيه صلى الله عليه وسلم
فأسكتت شجاعته في الحق الحجاج ولم يرد عليه حتى خرج بلا إذن
24-
خرج عبد الله بن دينار مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة
فانحدر إليهما راع من الجبل . فقال له عمر ممتحناً :
يا راعي بعني شاة من هذه الغنم . فقال : إني مملوك .
فقال عمر : قل لسيدك أكلها الذئب . فقال الراعي :
فأين الله ؟ .
فبكى عمر رضي الله عنه ثم غدا مع المملوك
فاشتراه من مولاه وأعتقه . وقال له أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة
وأرجو أن تعتقك في الآخرة .
25-
ساوم أشعب رجلا في قوس عربية، فسأله دينارا فقال له: والله لو أنها إذا رمي بها طائر في جوّ السماء وقع مشويا بين رغيفين، ما أعطيتك بها دينارا
26-
! وبينا قوم جلوس عند رجل من أهل المدينة يأكلون عنده حيتانا، إذ استأذن عليهم أشعب؛ فقال أحدهم: إن من شأن أشعب البسط إلى أجل الطعام فاجعلوا كبار هذه الحيتان في قصعة بناحية، ويأكل معنا الصغار. ففعلوا وأذن له، فقالوا له:
كيف رأيك في الحيتان؟ فقال: والله إن لي عليها لحردا شديدا وحنقا، لأن أبي مات في البحر وأكلته الحيتان! قالوا له: فدونك خذ بثأر أبيك! فجلس ومد يده إلى حوت منها صغير، ثم وضعه عند أذنه- وقد نظر إلى القصعة التي فيها الحيتان في زاوية المجلس- فقال: أتدرون ما يقول لي هذا الحوت؟ قالوا: لا. قال: إنه يقول:
إنه لم يحضر موت أبي ولم يدركه؛ لأن سنه يصغر عن ذلك، ولكن قال لي: عليك بتلك الكبار التي في زاوية البيت،
فهي أدركت أباك وأكلته
27-
وأقبل طفيلي إلى صنيع «2» ، فوجد بابا قد أرتج ولا سبيل إلى الوصول؛ فسأل عن صاحب الصنيع إن كان له ولد غائب او شريك في سفر؟ فأخبر عنه أن له ولد بلد كذا، فأخذ رقا أبيض وطواه وطبع عليه، ثم أقبل متدلّلا فقعقع الباب قعقعة
شديدة واستفتح، وذكر أنه رسول من عند ولد الرجل؛ ففتح له الباب، وتلقاه الرجل فرحا فقال: كيف فارقت ولدي؟ قال: له بأحسن حال، وما أقدر ان اكلمك من الجوع! فأمر بالطعام فقدم إليه، وجعل يأكل؛ ثم قال له الرجل: ما كتب كتابا معك؟ قال: نعم. ودفع إليه الكتاب، فوجد الطين طريا، فقال له: ارى الطين طريا! قال: نعم وأريدك انه من الكدّ ما كتب فيه شيئا! فقال: أطفيلي انت؟ قال: نعم أصلحك الله! قال: كل لا هنأك الله
جاء أعرابي إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشكو حاجته فقال ..
يا أبا حفص جزيت الجـنه .... اكسو بنياتي و أمهن
وكن لنا في ذا الزمان جُنه .... أقــسم بالله لتفـــــعلن
فرد عليه عمر قائلا ..
أفرأيت إن لم أفعل؟
قال الأعرابي ..
إذا أبا حفص لأمضين.
فرد عمر ..
وإن مضيت ؟
قال الأعرابي ..
فوالله عنهن لتســـــألن .... يوم تكون الأعطيات منَه.
و موقف المسؤول بينهن.... إما إلى نار وإما جنه.
فبكى عمر ..
23-
يروى أن الحجاج بن يوسف وهو المعروف بقسوته وتجبره
كان يجلس في أحد الأيام بمكة فسمع أعرابي يرفع صوته بالتلبية ،
فقال الحجاج : عليَّ بهذا الرجل .
فلما أحضروه سأله الحجاج : ممَّن الرجل ؟
قال : من الناس .
قال الحجاج : ليس عن هذا سألتك .
قال الرجل فعمَّ سألتني ؟
قال الحجاج : من أي بلد أنت ؟
قال : من اليمن .
قال الحجاج : فكيف أخي محمد بن يوسف فيكم ؟ ( وكان عامله على اليمن ) .
فقال الرجل : تركته عظيماً جسيماً خراجاً ولاجاً ( أي نشيط الحركة ) .
قال الحجاج : ليس عن هذا سألتك ولكن أسألك عن سيرته في الناس .
قال الأعرابي : تركته ظلوماً غشوماً عاصياً للخالق مطيعاً للمخلوق
فغضب الحجاج غضباً شديداً وقال ما الذي جعلك تقول هذا وأنت تعلم مكانته مني .
فقال الأعرابي بمنتهى الشجاعة أتراه بمكانته منك أعز مني بمكانتي من الله تبارك وتعالى
وأنا وافد بين يديه وقاضي دينه ومصدق نبيه صلى الله عليه وسلم
فأسكتت شجاعته في الحق الحجاج ولم يرد عليه حتى خرج بلا إذن
24-
خرج عبد الله بن دينار مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى مكة
فانحدر إليهما راع من الجبل . فقال له عمر ممتحناً :
يا راعي بعني شاة من هذه الغنم . فقال : إني مملوك .
فقال عمر : قل لسيدك أكلها الذئب . فقال الراعي :
فأين الله ؟ .
فبكى عمر رضي الله عنه ثم غدا مع المملوك
فاشتراه من مولاه وأعتقه . وقال له أعتقتك في الدنيا هذه الكلمة
وأرجو أن تعتقك في الآخرة .
25-
ساوم أشعب رجلا في قوس عربية، فسأله دينارا فقال له: والله لو أنها إذا رمي بها طائر في جوّ السماء وقع مشويا بين رغيفين، ما أعطيتك بها دينارا
26-
! وبينا قوم جلوس عند رجل من أهل المدينة يأكلون عنده حيتانا، إذ استأذن عليهم أشعب؛ فقال أحدهم: إن من شأن أشعب البسط إلى أجل الطعام فاجعلوا كبار هذه الحيتان في قصعة بناحية، ويأكل معنا الصغار. ففعلوا وأذن له، فقالوا له:
كيف رأيك في الحيتان؟ فقال: والله إن لي عليها لحردا شديدا وحنقا، لأن أبي مات في البحر وأكلته الحيتان! قالوا له: فدونك خذ بثأر أبيك! فجلس ومد يده إلى حوت منها صغير، ثم وضعه عند أذنه- وقد نظر إلى القصعة التي فيها الحيتان في زاوية المجلس- فقال: أتدرون ما يقول لي هذا الحوت؟ قالوا: لا. قال: إنه يقول:
إنه لم يحضر موت أبي ولم يدركه؛ لأن سنه يصغر عن ذلك، ولكن قال لي: عليك بتلك الكبار التي في زاوية البيت،
فهي أدركت أباك وأكلته
27-
وأقبل طفيلي إلى صنيع «2» ، فوجد بابا قد أرتج ولا سبيل إلى الوصول؛ فسأل عن صاحب الصنيع إن كان له ولد غائب او شريك في سفر؟ فأخبر عنه أن له ولد بلد كذا، فأخذ رقا أبيض وطواه وطبع عليه، ثم أقبل متدلّلا فقعقع الباب قعقعة
شديدة واستفتح، وذكر أنه رسول من عند ولد الرجل؛ ففتح له الباب، وتلقاه الرجل فرحا فقال: كيف فارقت ولدي؟ قال: له بأحسن حال، وما أقدر ان اكلمك من الجوع! فأمر بالطعام فقدم إليه، وجعل يأكل؛ ثم قال له الرجل: ما كتب كتابا معك؟ قال: نعم. ودفع إليه الكتاب، فوجد الطين طريا، فقال له: ارى الطين طريا! قال: نعم وأريدك انه من الكدّ ما كتب فيه شيئا! فقال: أطفيلي انت؟ قال: نعم أصلحك الله! قال: كل لا هنأك الله