Translate

الاثنين، 29 فبراير 2016

كـُـن مستمعاً بارعاً ....


كن مستمعا بارعا 
- د. طارق الحبيب
لا تقتصر براعة الحديث على أسلوب الكلام وجودة محتواه .. بل إن حسن
الإصغاء يُعد فناً من فنون الحوار، وكم تحدث أناس وهم لا يريدون الذي
يحاورهم ، بل يريدون الذي يُصغي إليهم كي يبوحوا بما في صدورهم

 وبراعة الاستماع تكون بـ :
الأذن ، وطَرْف العين ، وحضور القلب ، وإشراقة الوجه ، وعدم الانشغال
بتحضير الرد ، متحفزاً متوثباً منتظراً تمام حديث صاحبك

 وتذكر أنك :
لن تستطيع أن تفهم حقيقة مراد محاورك ما لم تكن راغباً بجدية
 في الإنصات إلى حديثه .. كما أن معرفتك بحديث المتكلم لا تغنيك
عن الاستماع .. وقد روت كتب السيرة أن شاباً قام فتكلم في مجلس
عطاء بن أبي رباح ، فأنصت له كأنه يسمع حديثه لأول مرة ، فلما انتهى
الشاب وانصرف تعجب الحاضرون من عطاء ، فقال : والله إني لأعلم
الذي قاله قبل أن يولد

من لي بإنسان إذا خاصمته *** وجَهِلت كان الحِــــلم رد جـــــوابه
وتراه يُصغي للحديث بسمعه *** وبقلبــــــه ولعلـــــــــــه أدرى بـــه

والإصغاء الجيد أبلغ ما يكون أثره في المقابلة الأولى ، وفي اللقاءات
العابرة ، للأثر الطيب لمثل هذه اللقاءات في النفوس ، ولأن الحوار فيها
يكون عاماً لا يستدعي مداخلة في أكثر الأحيان ، وفيها يتشكل انطباع
 كل فرد عن الآخر .. وكم أثنى الناس على حسن حوار فلان مع أنه
يطيل الصمت

قال بعض الحكماء :
 صمتك حتى تُستنطَق ، أجمل من نُطقك حتى تسكت

يقول دايل كارنيجي :
 إن أشد الناس جفافاً في الطبع ، وغلظة في القول ، لا يملك إلا أن يلين ،
وأن يتأثر إزاء مستمع صبور، عطوف ، يلوذ بالصمت إذا أخذ
محدثه الغضب

قال أحد حكماء العرب :
 إذا جالستَ العلماء فأنصت لهم .. وإذا جالست الجُهَّال فأنصت لهم أيضاً ،
فإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم ، وفي إنصاتك للجُهَّال زيادة
في الحلم

ونقل ابن عبد ربه في "العقد الفريد" عن بعض الحكماء
قوله لابنه :
يا بني .. تعلَّم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث، وليعلم الناس
أنك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول

 ويخطئ بعض الناس ب :
المبالغة في الإنصات لدرجة عدم الكلام مستشهدين بالحكمة الدارجة
 إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب

 فلهؤلاء أقول : لولا الكلام لما عرفنا هذه المقولة

ولذا ما أدق فهم الجاحظ حين قال :
ليس الصمت كله أفضل من الكلام كله ، ولا الكلام كله أفضل من السكوت
كله ، بل قد علمنا أن عامة الصمت أفضل من عامة الكلام

وليس الخجل من الحديث أمراً محموداً ، فقد يكون ذلك الساكت
 ممن تنقصهم مهارة الحديث أو به علة نفسية كالرُهاب الاجتماعي،
 أو اضطراب في شخصيته يجعله يتجنب الحديث مع الآخرين

  حادثْهُ بإسمه :
احرص على معرفة اسم مجالسك وادعه به ، وليكن ذلك في أول الحوار،
مثل قولك :  هل لي أن أتشرف بمعرفة اسمك الكريم ؟ ثم خاطبه به
مقروناً بلفظ التقدير الذي يفضله ، ويختلف ذلك من مجتمع لآخر
فمنهم من يكون قمة التقدير عنده أن تدعوه بأكبر أبنائه ، ومنهم
من يفضل مناداته بدرجته العلمية : كأستاذ أو مهندس أو دكتور

 وليكن اسمه جزءاً أساسياً من خاتمة الحوار كقولك :
 لقد كانت مناسبة سعيدة أن تعرفنا عليك يا أخ فلان .. فهي كالطابع
 في نهاية الرسالة لابد منه ، ثم إن لاقيته ثانية فابدأه باسمه
ولا تبالغ في ترديد اسمه بين كل حرفين ، فإن ذلك مما يمجه الذوق
وتبغضه النفس .. وتذكَّر أن كبير السن يبهجه التصاغر أمامه والتقرب
إليه ، ولذلك كان إبراهيم ينادي آزر بنداء الأبوة مضافاً إليه : يا أبت
ومن اللياقة أن تعرفه بالحاضرين ، وتعرف الحاضرين باسمه ،
مما يشعره أنه واحد منهم لا غريباً عنهم .. كما قد يسهل ذلك عليك أن
تقرره بحقيقة تريد بيانها ، وذلك بإدراج اسمه ضمناً كقولك :
" وأظنني والأخ فلان متفقين على هذا الأمر" وكم ابتهج وضيع بذكر
اسمه من رفيع ، وأنسته البهجة موضوع الحوار وأقبل على
ما كان يرفضه قبل حين 

قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه - :
 ثلاثة تُثبت المحبة لك في قلب أخيك : أن توسع له في المجلس ،
 وأن تدعوه باسمه ، وأن تبدأه بالسلام

 حـسـن الـبـيـان :
الفصاحة والبيان يفعلان فعل السحر في السامع  فصاحة من غير إغراب
ولا تعقيد ، وبيان من غير تشدق ولا تفيهق 

قال الجاحظ :
 البيان ترجمان القلوب وصقل العقول

وما أحلى الحوار بكلام يأتي بقدر الحاجة في وقت الحاجة ،

وقد رُوى عن عمر- رضي الله عنه - أنه قال :
 إن أندم على شيء من الدنيا ، فلا أندم إلا على ثلاثة ذكر منها
وأن أجالس أناساً ينتقون كلامهم كما يُنْتَقَى أطايب الثمر

 ومن ضروب البيان تبسيط الفكرة ومقارنتها بغيرها 

سئل الشاعر أحمد شوقي :
 لماذا تكتب القصائد ذات الحكايات الخرافية ؟ فقال : لأن الأمثال وحدها
بدون حكاية عبارة جافة سرعان ما تنسى ، كما أنها لا تثير الاهتمام
أما الحكاية فهي تستثير اهتمام الطفل لمتابعة حوادثها حتى النهاية ،
وبالتالي لفهم العظةالأخلاقية التي هي هدف القصيدة ويقتنع بها 

 ومما يفسد البيان عجمة بعضهم :
 باستخدام ألفاظ غير عربية أو رطانتهم بسرد التعابير التقنية التي يعرفها
من خلال تخصصه - كطبيب أو مهندس - أو من حصيلة قراءته العامة ،
أو لعله يتباهى بها أمام من يجهلها ، وربما كان هو بها أجهل فما أجمل
بساطة العبارة ، من غير إطالة ولا تكرار، حتى لا يخل بعض الكلام ببعض
فكم ضاع حق بسوء عبارة ، وظهر باطل بحسن طلاوة ، كما أنه ينبغي
على المتحدث ألا يسرع بعرض أفكاره فَيُعْجِزُ عن ملاحقته ولا يبطئ
 فَيُمَلَ منه ويترك ، وأن يكون واضح العبارة لا تجد صعوبة  في تتبع
كلماته وينسى البعض أثناء حديثه .. فهو حينما ينتقل من فكرة لأخرى
 أو ينشغل بالتفكير في ثالثة ، فإنه لا ينقطع عن الحديث بل يظل يعيد
بعض الأحرف أو الكلمات مثل " فا.. فا .. آ آ .. يعني يعني ..  وما كان
ذلك إلا لخوفه من المقاطعة أو أنه سريع الحديث فيصعب عليه التحكم
في ألفاظه نظراً لانشغال عقله في وصل الحوار

 ومن البيان أن :
يعرف متى يتكلم ، ومتى ينصت ، ومتى يجيب إشارةً ، وما أجمل كذلك
 أن يطرز كلامه بشواهد الشعر والنثر دون المبالغة في ذلك

قال أبو العتاهية :
  لو شئت أن يكون حديثي كله شعراً موزوناً لكان

 ومن البيان أيضاً أن :
 يكون الفرد موضوعياً، فالناس تشدهم الحقائق وتضايقهم العموميات ،
ويحترمون من يرفد حديثه بالأرقام والتواريخ والأحداث الخلاف
 طبيعة بشرية شيءٌ لابد منه ، ذلك هو اختلاف الآراء، ولعله من أسباب
تتابع الرسل وتوالي الكتب

{  كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ }

ويكون الاختلاف في أمور الدين والدنيا صغيرها وكبيرها ، ولعل سبب
ذلك تباين الطبائع ، فالناس مختلفون في عقولهم وأفهامهم، وفي ميولهم
ورغباتهم ، وفي تنشئتهم وثقافتهم . ولقد اختلف أبو بكر وعمر
ـ رضي الله عنهما - مرات عديدة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
فما عنَّف واحداً منهما

وكم من المرات التي اختلف بعض الصحابة رضوان الله عليهم مع النبي
 صلى الله عليه وسلم ذاته مثلما كان من عمر رضي الله عنه في أسرى
بدر، وكذلك الحباب بن المنذر رضي الله عنه في اختيار موقع معسكر
المسلمين في غزوة بدر، فقد كان من منهجه صلى الله عليه وسلم
استشارة أصحابه ، فلربما سمع رأياً آخر فاستحسنه

فإذا أدرك المحاور قبل حواره أن الاختلاف وتبادل الآراء طبيعة بشرية ،
أقبل على مُحَاوِرِه بنفس مطمئنة، وروح هادئة ، تكون سبباً في تقارب
وجهات النظر وإماتة روح الفرقة والاختلاف ، وإن ننس فلا ننسى
 قول الشاعر

واختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية

فالنقاش حوار عقول ، والمودة حوار عواطف ، فخلاف بسيط في وجهات
النظر لا يُذْهِب بالمودة والمحبة، ويأتي بالعداء والخصومة

قال يونس الصدفي ـ رحمه الله -:
ما رأيت أعقل من الشافعي .. ناظرته يوماً في مسألة ، ثم افترقنا ،
ولقيني،  فأخذ بيدي، ثم قال : يا أبا موسى ، ألا يستقيم أن نكون
إخواناً وإن لم نتفق في مسألة
  لتحسن العرض :

يقول بشر بن المعتمر:
 من أراد معنى كريماً فليلتمس له لفظاً كريماً ، فإن حق المعنى
 الشريف اللفظ الشريف

وقال أرسطو:
لا يكفي أن يعرف المرء ما ينبغي أن يقال ،  بل يجب أن يقوله كما ينبغي

طالما رُفِضَتْ أفكار ورُدَّتْ أطروحات لأن صاحبها لم يحسن عرضها
في قالب جيد .. حيث تجد بعضهم يقوم بنقض الثوابت لدى الطرف المقابل
فجأة وبدون تقديم تدريجي لها في بدء حواره ، فلا يكتب له القبول
ولذلك نجد أن الحوار القرآني مع الكافرين في مختلف سور القرآن الكريم
يعرض ابتداءً آيات الإعجاز الكونية وعظمة خالقها حتى يقرها
في نفوسهم ، ثم في النهاية يباشرهم بحقيقة الدعوة والوعيد الشديد
 إن هم أعرضواوابتعد التقريرية في حوارك - ما أمكن - واستبدل الأوامر
بالاقتراحات تمتلك زمام صاحبك دون أن تسيء إليه أو تستثير عناده،
 بل حاول أن تشعره بأن الفكرة فكرته

قال حكيم الصين " لاوتي " :
والرجل العاقل هو الذي إذا أراد أن يعلو على الناس وضع نفسه أسفلهم ،
وإذا شاء أن يتصدرهم جعل نفسه خلفهم .. ألا ترى إلى البحار والأنهار
كيف تتلقى الجزية من مئات الترع والجداول التي تعلوها

 ولتقدر أفكار صاحبك ،:
 ولتبد عطفك على رغباته ، واجعل الحوار فيما يهمه تجده يقبل
شغوفاً على الأمر الذي تقترحه عليه

جاء شاعر مبتدئ إلى شاعر كبير كي يعرض عليه مقالة كتبها وضمنها
شيئاً من شعره ، فقرأ الشاعر المقالة ووجد أبيات الشعر مكسرة عليلة
خالية من أي حس شعري ، فقال له : إني وجدتك تجيد النثر أكثر
 من الشعر، فهلا جعلتها قطعة نثرية بحتة ، فأعجب المبتدئ هذا
 الاقتراح فعمل به ومن حسن العرض أحياناً الحديث بأسلوب يثير التساؤل
عند الطرف الآخر فيدفعك بأسئلته للتحليق في الميدان الذي تريده
والمحاور الجيد هو الذي لا يبدأ حواره بلغة رسمية لأنه إن فعل ذلك
فسيكون الحوار رسمياً ، أما لو بدأ الحوار بلغة ودودة خالية
من الإلحاح والقلق فإن المودة والاحترام سيكونان مآل ذلك الحوار

وصدق من قال :
من لانت كلمته وجبت محبته
وصف بعضهم رجلاً بليغاً فقال

كلامه سمح سهل ، كأن بينه وبين القلوب نسب ، وبينه وبين الحياة سبب
، كأنما هو تحفة قادم ، ودواء مريض ، وواسطة قلادة

  طلب الحق :
إن المسلم الصادق ينشد الحقيقة ويفر من الخديعة ، همّه بلوغ الحق
سواء على يده أو على يد محاوره فالحكمة ضالته وقد انتقدت امرأة
 عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في مسألة تحديد المهور وهو في
خطبته على ملأ من الناس ، فقال : أصابت امرأة وأخطأ عمر فحفظ
التاريخ روعة ذلك الحدث لعمر - رضي الله عنه - ونُسيت بل حتى لم يذكر
المؤرخون اسم تلك المرأة التي استطاعت أن تصوب قرار الخليفة

قال الإمام الشافعي 
ما كلمت أحداً قط إلا ولم أبال بيَّن الله الحق على لساني أو لسانه

وقال أبو حامد الغزالي
 أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على
يده أو على يد من يعاونه،ويرى رفيقه معيناً لا خصماً ، ويشكره إذا
 عرفه الخطأ وأظهر له الحق ومن طلب الحق أن تضع نفسك مكان
محاورك وتبحث في الأسباب المحتملة لحيدته عن الحق

ولا نرفض الحق إن جاءنا من غير المسلم حتى لو كان في أمر ديننا فما
بالك إن جاءنا من إخواننا في أمور دنيانا ،
ومما يبتلى به بعض الناس حب الحديث لحاجة وبدون حاجة ، وشهوة
السيطرة على المجالس ، وإظهار البراعة والثقافة ، وانتزاع الإعجاب
وانتظار الثناء من الآخرين ، وهذا ولا شك مما يحبط أعمالهم وقلما
يجدون به القبول عند الناس

قال الشاعر أحمد شوقي 
إذا رأيت الهوى في أمة حكماً ** فأحكم هنالك أن العقل قد ذهبا

ولذلك حبذا لو راجع الدعاة إلى الله أنفسهم من وقت لآخر ، لأن وظيفتهم
التي شرفهم الله بها تعتمد في أصلها على الحوار .

 ولقد فطن لذلك عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بقوله :
  والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول
سجن من لسان 

كما يجب أن نتذكر أن هوى النفس لا يأتي عرياناً بل مزخرفاً بألفاظ النية
الخالصة : " إحقاقاً للحق أقول " .. " انتصاراً للأمة " .. ثم يندس
 هواه بعد ذلك من حيث يعلم أو لا يعلم  ولذلك ينبغي للمحاور أن يقف
 مع نفسه قبل كل حوار وقفتين

  هل نيتي خالصة لله في هذا الحوار  :
فإن غلب على ظنه أن نيته خالصة ، وقف وقفته الثانية هل هناك فائدة
ترجى من هذا الحوار ؟ أم لعله يثير فتنة ، أو مدعاة لترف فكري من
غير ضرورة، أم أن تركه خير من نتيجته المرجوة في أحسن الأحوال
ولكن يا تُرى لو خلصت النية في حوار مفيد ، ثم طرأ عليها عارض
 من الشيطان ، هل يحجم عن الحوار أم يستمر فيه ؟ لا ريب أن هذا
من مداخل الشيطان ، بل عليه أن يستمر ، ويدعوا الله أن يخلص
له قصده

   لا تتعصب :
الحق هو ضالة المؤمن ، ينشده حتى ولو كان على نفسه ، فذلك العقل
بعينه والتحرر من تبعية الهوى  والمتعصب هو ذلك الإنسان الذي غطى
هواه على عقله ، فهو لا يرى غير رأيه ، بل ويستغرب أحياناً ، وأحياناً
يسفه آراء غيره . كما تراه يكثر من مقاطعة محاوره ، وقلما اعترف بخطأ
، بل يكثر الردود ويسعى لحماية نفسه وما يخصه ، ويدافع عن رأي
مسبق يعتقد به حول الموضوع محط الحوار دون تفكير ونظر فيما يسمعه
من أفكار وآراء الآخرين . كما تراه يقطع ويجزم في كل شيء يتحدث به ،
 وقلما قال : أحياناً أو في بعض الأحوال ، بل يستبدل ذلك بقوله: دائماً

قال الشاعر
دع الجدال ولا تحفل به أبداً ** فإنه سبب للبغض ما وُجِدَا

والمتعصب يدور مع فكرته حيث دارت ، وقد يضطر للتفكير بطرق
متناقضة في ذات الحوار دعماً لفكرته العقيمة. ومن هذا المنطلق السقيم
نشأت الحزبيات في العمل الإسلامي وتعددت المناهج ، مما كان له بالغ
الأثر في اضطراب الصفوف وتأخر الوحدة

قال الشيخ "عبدالرحمن السعدي"
ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى :

 { الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ *
 وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ }
(المطففين :2ـ 3) :

"دلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له ، يجب
أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات ، بل يدخل في عموم هذا :
الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد
منهما يحرص على ما له من الحجج ، فيجب عليه أيضاً أن يبين ما
لخصمه من الحجة التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر
في أدلته هو .وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه

وفي المقابل فليس الخنوع محموداً ، فإن قام شخص وتكلم في أمر لك به
صلة فلا تسكت ـ بعيداً عن التعصب ـ بل حاوره مسلماً بما عرضه من
حقائق، معترفاً بما انتقده من أخطاء، ثم انقله بهدوء إلى ما خفي عنه
 في ذلك الموضوع .. فهذا الضرب من الحوار يجعلك مثال الموضوعية
والأمانة ومحط احترام الآخرين وتقديرهم

 ومن أقبح التعصب أن :
 يكون هم المحاور إسقاط صاحبه ، وتتبع هفواته ، والتحايل عليه ،
رغبة في تحقيره ، فمن كان ذلك شأنه فليهنأ ببغض الناس له
قال النبي صلى الله عليه وسلم :

 ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً  )

ولا يعد الثبات على الحق والالتزام بالصواب المتعارف عليه لوناً
من التعصب ، فهناك من الأمور ما يجب الثبات عليه ولو اقتضى الأمر
حدوث ما يبدو أنه إساءة للطرف الآخر

 ومن التعصب :
ما نجده عند بعض كبار السن عند حوارهم مع الشباب؛ فهم متعصبون
لآرائهم ولا يقبلون رؤية الشباب ، لأنها ـ حسبما يقولون ـ ينقصها النضج
دون أن يبذلوا أدنى جهد في تقييم ذات الفكرة

 ومن التعصب أيضاً :/
إصرار بعضهم على كسب الحوار بنسبة مئة في المئة ، مما يثير التعصب

عند الطرف الآخر

حقائق في كلمات

حقائق في كلمات
 الإنسان :
كائن من التراب خرج وعلى التراب عاش ومع التراب تعامل
 وإلى التراب سيعود.

 الخجل :
فرصة نادرة تتيح للفتاة أن تبدو متوردة الوجه بدون استخدام المساحيق

 الأسرار :
معلومات تبوح بها للآخرين ليقوموا باستغلالها ضدك عند اللزوم.

 القاموس :
 كتاب وضعه العلماء ليعتمد عليه الجهلاء ويبقوا على جهلهم.

 الزوجة الغيورة:
 امرأة تضع السم لزوجها في الكأس ثم تشربه.

 الحب :
 جزيرة من العواطف تحيط به المتاعب من كل الجهات.

 الأمل :
الطعام اليومي الذي يقتات به الجوعى أيا كان نوعهم.

 التجارب :
 مدرسة باهظة المصروفات وجميع تلاميذها أغبياء.

 توارد الخواطر :
كلمة مخفضة نطلقها على السرقات الأدبية.

 السفير:
 إنسان له شفتان يتحرك بينهما لسان شعب بأكمله.

 الطلاق :
شركة أفلست بعد أن نفذ رصيدها من العواطف.

 ابتسامة الحماة:
 باقة جميلة جدا من الزهورالصناعية.

 الشوق :
معدن نادر يتمدد بالحرارة وينكمش بالبرودة.

 العاقل:
 رجل يستشير زوجته ويفعل العكس لما تقول.

 المنافق :
 كائن يمدحك في ضجة ويخونك في صمت.

 المؤتمر :
وسيلة منظمة لتأجيل إصدار أي قرار.

 الحرب الباردة :
ابتسامة امرأة لامرأة أخرى.

 الأحول :
 إنسان له وجهتا نظر في آن واحد.

 الخطبة :
 عملية استطلاع قبل إعلان الحرب.

 الأمثال :
خلاصة تجربة قيدت ضد مجهول.

 النظرة :
لغة عالمية لا تحتاج الي ترجمة

 الصمت :
اروع حديث بين الأصدقاء

 الشائعة :
طائرة اسرع من الصوت

 الصدق :

 قارة لم تكتشف بعد

أمثال لا أحترمها

أمثال لا أحترمها
أمثال غدت كالمعتقد الراسخ وكالحقيقة المسلم بها ,بمجرد الاستشهاد بها
تصنف كالنص المرسل أو كالحديث المتفق عليه للأسف! ويجب على الكل
الانصياع والتفاعل معها والوقوف عند معانيها!مقولاتٌ فجة على الذوق
السليم وجمل ٌ تمجها الأسماع والعقول ولكن للأسف قد سار بها الركبانُ
وتناقلها الناسُ وهي لاتعدو كونها مقولة لأحدهم لربما كان من أجهل
الجهال! معانٍ رديئة وإيحاءات خطيرة وتعميقٌ مخيف للسلبية!
ودفع شديد باتجاه سلوكيات خاطئة! إضافة إلى أنها تخالف نصوصا كثيرة
جاءت بها الشريعة وسأستعرض مجموعة منها وهي غيض من فيض
ونقطة من بحر تلك الأمثال التي لا أكن لها أي تقدير واحترام.

1/  شاور المراه وخالفها
وأنا أتعجب من صاحب المثل العجيب وأقول له إذا كنت لن تسمع فلماذا
تتعب نفسك وتجهدها بالمشاورة ؟! إضافة إلى ما سوف تسببه من ألم
لتلك الأنثى والحقد الذي سيتولد تجاهك ! مثلٌ يصور الأنثى وكأنها بنك
للأفكار الخاطئة وبشر قد جبله الله على الخطأ ، لذا بمجرد أن تخالف
رأيها فهذا يعني أنك اهتديت للرأي السليم! أي بلادة ! أي سطحية وسخف
!فما التأنيث لاسم الشمس عيب وما التذكير فخر للهلال والله وتالله أن
جملة من بنات حواء أكثر فهما وأصلح رأيا وأبعد رؤية من كثير من
الرجال ! إضافة لمخالفة هذا المثل السقيم لسيرة الحبيب وسنته-
 اللهم صل وسلم عليه- في مشاورة الكثير من زوجاته والعمل برأيهن!

2/  العتب صابون القلب
وهو فعلا صابون وغاسل لكن للمودة والحب وطارد للود! فالطبيعة
الإنسانية تنفر ولاشك من كثرة العتب والاستغراق فيه، وهذا المثل يدعو
للمعاتبة على الدقيق والجليل وهذا لاشك سيثمر عن عداوات وأحقاد!
إضافة إلى ما سيجنيه المداوم على العتب من ضغط وإجهاد نفسي.

3/ اتق شر من أحسنت إليه
وهو من أقبح الأمثال وأرداها بلا منافس وهذا المثل يدعوك أن تترقب
الإساءة مع من قدمت له معروفا أو أسديت له جميلا، وكأن ردة الفعل
السلبية بعد فعل الخير أمر لازم ، وهذا المثل يبدو أنه يناسب كائنات حية
غير البشر، فالنفس البشرية في صغرها وكبرها قد جبلت على مقابلة
الإحسان بالإحسان والعطاء بالعطاء، إضافة إلى جملة من النصوص
القرآنية التي توضح بما لايدع مجالا للشك أن الدفع بالحسنى والعطاء
سيجعل من العدو اللدود صديقاً حميماً!

4/ من شب على شيء شاب عليه
وهو مثل باختصار يساند ويعزز قانون الحتمية الذي يعمل به البطالون
والكسالى ومقاومو التغيير ويبررون تقاعسهم بأنهم قد نشأوا على تلك
الحال ! فإذا ما دعوته نحو التغيير والتجديد أو تغيير إحدى العادات السيئة
برر بأنه نشأ على هذا واعتذر بهذا المثل ولو كان هذا مثلا صحيحا لعطلنا
الكثير من الأحاديث والآثار التي تدعو لفاضل الأخلاق وهجر سيئها..

5/  اللي تقرصه الحية يخاف من الحبل
هذا مثل يعمق الخوف من تكرار التجربة ويبني حواجز نحو إعادة
المحاولة إضافة إلى كونه يرفع شعار أن النجاح فقط من التجربة الأولى،
وهذا معنى باطل ينافي الدعوة للصبر والمجالدة والتكرار.

6/ عصفور باليد ولا عشرة على الشجرة
مثل يربي النفس على الاستكانة ويدفع الناس نحو العيش بين الحفر،
والقبول بأقل القليل والتخوف من أي تجربة أو محاولة تتطلب الإقدام؛
 لذا فهو يقتل الجرأة والتطلع ، ويشارك هذا المثل في تلك المعاني المثبطة
والإيحاءات السلبية مثل (القناعة كنز لا يفنى)! ومثل
 (مدّ رجولك على قد لحافك).

7/  سوء الظن من حسن الفطنة
سمعته من صديق عزيز مستشهداً به وموقناً بصحته وهو يحكي قصة
حدثت له، ويبدو أن تطبيق المثل قد جاد عليه بفائدة. هو مثل يدعو بشكل
صارخ إلى الشك فيمن حولنا وتأويل ما لا يتأول من كلماتهم وصبغ
نظراتهم بصبغة سوداء، ويتجاهل الآية الكريمة التي تؤكد
أن الظن والاستغراق فيه من الذنوب، إضافة إلى الأثر الذي يدعو
 إلى أن تبحث عن الأعذار لصاحبك عندما يقع وتزل به الكلمات.

8/ (إذا كان لك عند الكلب حاجة قول له يا سيدي)
باختصار هي دعوة للنفاق و هزّ الذنب.

9/  (جود مجنونك لا يجيك أجن منه).
مثل يفعل قانون (التصبير) المحبط ويشعل نار التشاؤم المحرقة.

10/ (جلد ما هو جلدك جره على الشوك)
أنانية مفرطة وحب ذات بغيض وعدم احترام للآخرين وممتلكاتهم.
تلك نقاط من بحر تلك الأمثال التي أرى لزوم معاداتها وهجرها والوقوف


عند آداب وتعاليم الشرع الحنيف... 

الغربة الحقيقية

الغربة الحقيقية
لم تعد الغربة كما كانت من قبل حينما نرحل إلى مكان بعيد
لكنها أصبحت شخصاً يقطن أوطاننا باختلاس قلوبنا قبل كل
شيء ونحن لانعلم..وقد يعلم البعض إلا أن الصمت أبلغ...

الغربة الحقيقية ..
أن أشياء كثيرة أصبحت ممسوحة من قواميسنا وألغيت تماما
حتى أن وجودها يشكل عيباً كبيراً و فقدت معانيها الأصلية
وأشياء كثيرة فقدت طعمها اللذيذ..

الغربة الحقيقية ..
هي أن لايعرف الأخ أخاه ولايعرف الابن أباه.. وأن لاتعرف البنت عمها
ولايعرف الولد خاله..

الغربة الحقيقية ..
أن تفقد الكلمة الحلوة مكانتها  وتكسب الكلمة القاسية حلاوتها
ويبقى البعيدون أصحابا ,,والقريبون أعداء..

الغربة الحقيقية ..
أن الجار أصبح موضة قديمة جداً والصداقة بطاقة مسبقة الدفع
والوفاء كنز نادر والحب مجرد كلمة عابرة..

الغربة الحقيقية ..
أن تبكي بلا دموع
وتتألم بلا صوت
وأن تنزف بلا دماء
وتتقطع بلا أشلاء

الغربة الحقيقية ..
أن تراق دماء المسلمين عبثاً في كل مكان وأن يقتل الطفل أمام أبيه
وأن يهدم البيت أمام أسرته..ويتشرد أبناؤه..

الغربة الحقيقية
أن( حكايات القدم) ماتت (وألعاب مضت)ماتت ولم يعد هناك الوقت
لنستمع لحكايات أجدادنا..
ولم تعد الأعياد أعياداً..
لم تعد الملابس ملابساً..
لم تعد أعراسنا أعراساً..
آآآه على زمان قد ولى

الغربة الحقيقية ..
أن الصداقة مصطلح تعلمناه فقط في المدرسة والتضحية خرافة سخيفة
والحب حكاية قديمة سمعناها والإبتسامة عملة نادرة..

الغربة الحقيقية ..
أنك تتألم وفي نفس الوقت لاتستطيع أن تتكلم وأن تبتسم وصخور
 تكتم أنفاسك وأن تقهقه وجرح يقتلك وأن تسعى وقدماك مكسورة
وأن تكتب و أنت مشلول اليدين ..

الغربة الحقيقية ..
أن ترسم أشياء كثيرة بقلم المثالية وترسم الحياة بألوان وردية وتفاجأ
أن أعظم طعنة ,وأقسى ضربة لم تكن إلا من أغلى حبيب ..

الغربة الحقيقية ..
أن المشاعر لم يعد لها وقت ولم تعد للهمسااااااااات بصمة وأن تفقد
القلوب نبضاتها وتنسى العقول أشجانها..

الغربة الحقيقية ..

أن تكون حياً ترزق إلا أنك ميت وأن تكون غريباً بين أهلك..

الأربعاء، 17 فبراير 2016

كهف الجارة اروع ما وقعت عليه عين انسان"









على فكرة .. دا مش كهف جعيتا فى لبنان !! الصور دى فى مصر كهف الجارة في قلب الصحراء الغربية بين الواحات البحرية ومحافظة أسيوط.

اه والله فى مصر وال ادامكم دا كهف عالمى اسمه كهف الجارة فى صحراء مصر الغربية بيقع فى وسط الصحراء بين محافظة اسيوط وواحة الفرافرة .

ولك ان تتخيل بان الباحثين الالمانيين والاجانب وصفو الكهف بانه اجمل ما وقعت عليه عين انسان فى قارة افريقيا ... طيب يا ترى ايه بقى حكايته الكهف دا ؟؟

واكُتشف كهف الجارة فى الرابع والعشرين من شهر ديسمبر عام 1873 على يد المكتشف الألمانى (جيرها رد رولفز) أثناء رحلته التي سجلها فى كتابه (ثلاثة أشهر فى الصحراء الليبية) والتي كان الهدف فيها هو الوصول إلى واحة (الكفرة الليبية)، الذى قاده الدليل فى الطريق الى مكان يدعى الجارة فى قلب الصحراء وبه كهف غريب فى باطن الارض به من المناظر الطبيعية والربانية الخلابه ما يبهر اى انسان .

كل ما عليك وقت الوصول الى منطقة الجارة سوى ان تميل نفسك لتقترب من الارض لتدخل بشكل شبه زاحف حتى تستطيع العبور من فتحة فى الارض ضيقة وتبدء فى النزول والنزول (حوالى 50 متر فى باطن الارض) حتى تقع عيناك على ما لا يصدقه عقل بشرى ..

شلالات من المياه متحجرة منذ ملايين السنين واصابع ضخمة من الكريستال النقى ورمال ناعمة جدا ومغارات من قلب مغارات فى باطن الارض .. انه كهف عالمى يدعى كهف الجارة فى مصر .

تبدو الأشكال الرسوبية الهابطة والصاعدة أشبه ما تكون بشلالات مياه متجمدة، وهي نتيجة لملايين من الأمتار المكعبة من المياه الأرضية التي تسربت خلال رمال الصحراء منذ ملايين من السنين وخلقت هذا الكهف الارضى ثم جرى ترسيبها وتكثيفها بفعل الحرارة الشديدة. مما يظهر للزائر كانه فى مدينة خياليه او انه يتجول داخل قصة غريبه ما بين غموض واثارة وروعة معا .

ورغم ان الكهف يقع فى منطقة صحراوية جافة غير مسكونة بالمرة لا زرع فيها ولا ماء الا انه من الواضح ان منطقة هذا الكهف كانت فى يوما من الايام مأهولة بالسكان ومفعمة بالحياة. وذلك ما اوضحته بعض الرسوم التى وجدت على جدران الكهف والتى يعود عمرها الى اكثر من 10000 سنه اى قبل حضارة المصريين القدماء والتى تعود إلى عصر الهولوسين الرطب؛ ففى ذلك الوقت سكن تلك المنطقة صيادون ومارسوا أيضا مرحلة جمع والتقاط الثمار، وتوحي الرسوم إن منطقة الجارة بما هي عليه الآن من جدب وعدم استعداد للحياة قد كانت يوما .

وللأسف لا يوجد اهتمام بهذا المكان الطبيعى العالمى من جانب الدوله فلا يوجد طريق ممهد ولا حتى لافتة طريق تشير الى طريق السفارى للوصول الى الكهف ولا ابسط شيئ وهو تامين للكهف الذى من الممكن ان يتعرض فى اى وقت للتقطيع والسرقة او للعبث فمنذ بدء رحلة السفارى فى الصحراء للوصول الى الكهف والتى تستغرق تقريبا 48 ساعه فان عيناك لا تلمح اى انسان سوى من يرافقوك فى رحلتك فقط