Translate

السبت، 8 مارس 2014

الحياة







الحياة سعادة ويجب أن تكون كذلك...
أليست هي هبة من الله وأيضا للجميع...
كن سعيدا يا صاحبي...


 

الحياة فرح للقلوب...ولماذا لا وأنت اليوم على قيد الحياة...
إفرح كيف تشاء ولكن لا تغضب الله...
ولا تسيء للغير...
كن فرحا يا صديقي...






الحياة حب بكل أبعاده وأنواعه ...لا تنسى نفسك...
إزرع الحب في قلبك أولا ثم في قلوب الآخرين...
وكن نقيا في حبك وصادقا حتى يحببك الله...
أحبك يا صديقي...






الحياة إنسجام...كيف لا ونحن لا نعيش لوحدنا في هذه الحياة...
تذكر دائما بأن عليك أن تؤمن بهذه الحالة...
أن تنسجم مع من حولك بالرغم من كل الشوائب...
نحن أصدقاء لأننا إنسجمنا معا...



الحياة حنان...ولماذا لا...ولنا أما حنونة...وأبا حنون...
علينا أن ندرك هذه الحقيقة وهي في الواقع مهمه للحياة...
تبتسم صديقتنا الحنونة...
وصديقتنا الذكية لها تعليق آخر...
وأنت صديقي لأنك حنون...





الحياة إيمان...والحقيقة أن الإيمان لا يرتجف خوفا...
والإيمان لا يتصارع إلا من أجل الحقيقة...
مع الإيمان الصادق تكون مرتاح البال...
أنت صديقي لأنك مؤمن بإحساسي...
 
          

الحياة حرية...بها تعيش الذات بكل أبعادها...
ومن هنا علينا أن نتعلم حدود هذه الحرية...
ومن الأفضل أن نتصرف كما جاء بالقرآن الكريم والسنة...
أعرفت اليوم لماذا كنت حرا بإخيارك يا صديقي...
            



 

الحياة إبداع...إليس الله خلقنا وأبدع في خلقنا...
وعلينا أن نعيش هذه الحياة ونبدع فيها...
أن نعطيها حقها كما لنا حق عليها...
لا ترهن حياتك بفاتورة لا تستطيع أن تسددها...
أنا أبدعت بإختيارك صديقا لي...


 


الحياة حلم...وفي الواقع أجمل ما لدينا...
لنحافظ عليه ونهتم به ونرعاه...
ولا نضيع وراء حلم لن ننال منه إلا تعب الروح والجسد...
أنا تحقق حلمي لأنك صديقي...


الحياة خرافة...
هنا الكثير سوف يقول ما أصاب علي الخراشي؟...
كان عاقلا ثم لبس ثوبا آخر...
في الحقيقة الحياة خرافة عندما لا نجد علاجا لمشاكلنا...
وعندما نفقد الأمل في كل شيء...
وتنهار عزيمتنا...
أنا لقد هزمت هذه الخرافة وكنت أنت صديقي...

صديقتنا من بلاد الياسمين تقول الآن علي الخراشي

الحاجب المنصور

هذا الرجل عندما مات فرحت أوروبا كلها بموته !

جلسوا على قبره يرقصون ويتناولون الخمور فقال احدهم .:-
( والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على قيد الح...ياة ولا استقر بنا قرار ) !!..

إنه ليس صلاح الدين الأيوبي ولكنه شخصية عظيمة يجهلها الكثيرون !!.
انه الحاجب المنصور هل سمعتم عنه !!
إن التاريخ يتحدث عنه وليس أنا ..
حين مات القائد الحاجب المنصور فرح بخبر موته كل أوربا وبلاد الفرنج حتى جاء القائد الفونسو الى قبره ونصب على قبره خيمة كبيره وفيها سرير من الذهب فوق قبر الحاجب المنصور ..
ونام عليه ومعه زوجته متكئه يملاهم نشوة موت .!!
قائد الجيوش الإسلامية في الأندلس وهو تحت التراب ..

وقال الفونسو
( أما تروني اليوم قد ملكت بلاد المسلمين والعرب !! )
وجلست على قبر اكبر قادتهم
فقال احد الموجودين
( والله لو تنفس صاحب هذا القبر لما ترك فينا واحد على قيد الحياة ولا استقر بنا قرار )
فغضب الفونسو وقام يسحب سيفه على المتحدث حتى مسكت زوجته ذراعه وقالت
( صدق المتحدث أيفخر مثلنا بالنوم فوق قبره !! والله إن هذا ليزيده شرف حتى بموته لا نستطيع هزيمته . .
والتاريخ يسجل انتصار له وهو ميت قبحا بما صنعنا وهنيئا له النوم تحت عرش الملوك ) .
الحاجب المنصور (محمد بن ابي عامر العامري) ولد سنه 326 هجري بجنوب الأندلس ..

دخل متطوعا في جيش المسلمين وأصبح قائد الشرطة في قرطبة لشجاعته ثم أصبح مستشار لحكام الأندلس لفطنته ثم أمير الأندلس وقائد الجيوش ..
خاض بالجيوش الإسلامية اكثر من 50 معركة انتصر فيها جميعا ..
ولم تسقط ولم تهزم له راية ..

وطئت أقدامه أراضي لم تطأها أقدام مسلم قط ..
اكبر انتصاراته غزوة ‘ ليون ‘ حيث تجمعت القوات الأوربية مع جيوش ليون ..
فقتل معظم قادة هذه الدول وأسر جيوشهم وأمر برفع الأذان للصلاة في هذه المدينة الطاغية ..
كان يجمع غبار ملابسه بعد كل معركة وبعد كل ارض يفتحها ويرفع الأذان فيها ويجمع الغبار في قارورة و أوصى أن تدفن القارورة معه لتكون شاهده له عند الله يوم يعرض للحساب ..

كانت بلاد الغرب والفرنجة تكن له العداء الشديد لكثره ما قتل من أسيادهم وقادتهم لقد حاربهم 25سنه مستمرة قتالا شديدا لا يستريح ابد ولا يدعهم يرتاحون ..

كان ينزل من صهوة الجواد ويمتطي جواد آخر للحرب ..
كان يدعوا الله أن يموت مجاهدا لا بين غرف القصور ..
وقد مات كما يتمنى إذا وافته المنية وهو في مسيره لغزو حدود فرنسا ..
كان عمره حين مات 60 سنه قضى منها اكثر من 25سنه في الجهاد والفتوحات ..
ذهب المنصور إلى لقاء ربه وسيبقى اسمه خالدا مع أسماء الإبطال في تاريخ المسلمين ..
وكان في نيته فتح مدن فرنسا الجنوبية من خلال اختراق
( جبال البيرينيه)

فهل عرفتم لماذا أقام الفونسو قائد الفرنج خيمة على قبره الآن !!
لقد استشهد وفي جيبه قارورة تحمل غبار معارك وفتوحات المسلمين
  • على الخراشى

الأربعاء، 5 مارس 2014

الضوابط الشرعية للزواج بالمرأة غير المسلمة



الأصل أن يتزوج المسلم من المرأة المسلمة لاتحاد الدين بينهما؛ لأن هذا أمر أساس في العلاقة الزوجية، وضمان استمرارها. ولما كان أهل الكتاب أهل دين سماوي كان قائماً قبل الإسلام فقد أباح الله للمسلم أن يتزوج منهم عملاً بقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حِلٌّ لَّكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلُّ لَّهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ...} (المائدة: 5). الآية. والمراد بأهل الكتاب البهود والنصارى كما أشار إلى ذلك قولا الله تعالى: {أَن تَقُولُواْ إِنَّمَا أُنزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَآئِفَتَيْنِ مِن قَبْلِنَا...} (الإنعام: 156). وكما أباح الله للمسلم أن يتزوج منهم حرم عليه أن يتزوج من غيرهم من المشركين عملاً بقوله عز وجل: { وَلاَ تَنكِحُواْ الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأَمَةٌ مُّؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِّن مُّشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ...} (البقرة: 221). الآية. وقوله تعالى: {...وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ...} (الممتحنة: 10). وقد تباينت آراء العلماء في تأويل هذه الآية فمنهم من قال إن لفظ الآية يقتضي العموم في كل كافرة والمراد بها الخصوص في الكتابيات قط[1]. وقد روي أن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – كان إذا سئل عن نكاح الرجل من أهل الكتاب قال: "إن الله حرم المشركات على المؤمنين ولا أعرف شيئاً من الإشراك أعظم من أن تقول المرأة ربها عيسى، وهو عبد من عباد الله"[2]. وقد ذُكر أن مراده – رضي الله عنهما – التورع أو التنزه وإنما احتجاجه به يقتضي تخصيص المنع بمن يشرك من أهل الكتاب لا من يوحد. وقال ابن المنذر: "لا يحفظ عن أحد من الأوائل أنه حرم ذلك"[3]. ومن العلماء من قال إن الله حرم نكاح المشركات بهذه الآية ثم نسخ منها نساء أهل الكتاب فأحلهن من الآية السابقة من سورة المائدة، وقد روي هذا القول عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وقال به مالك بن أنس وسفيان بن سعيد الثوري والأوزاعي[4]. وقال بهذا أصحاب الإمام أبي حنيفة ووجه الاستدلال عندهم أنه لا يجوز للمسلم من حيث الأصل أن يتزوج غير المسلمة؛ لأن المخالطة معها مع اختلاف الدين لا يحصل معه السكن والمودة الذي هو قوام مقاصد النكاح، إلا أنه جوَّز نكاح الكتابية لرجاء إسلامها حيث إنها تؤمن بكتب الأنبياء والرسل في الجملة وأنها متى نبهت على حقيقة الأمر تنبهت وأتت بالإيمان، وعلى الزوج أن يدعوها للإسلام و وينبهها على حقيقة الأمر فكان في نكاحه إياها رجاء إسلامها فجوَّز نكاحها لهذه الغاية الحميدة وذلك على خلاف المشركة فإنها في اختيارها الشرك ما أتت ما أمرها على الحجة والظاهر أنها لا تلتفت إلى الحجة عند الدعوة فيبقى ازدواج الكافر مع قيام العداوة الدينية المانعة من السكن والازدواج والمودة خالياً عن العاقبة الحميدة فلم يجز تكاحها[5]. كما قال بهذا الإمام ابن تيمية ووجه الاستدلال عنده – رحمه الله – من ثلاثة أوجه: أحدها: أن الشرك المطلق في القرآن لا يدخل فيه أهل الكتاب، وإنما يدخلون في الشرك المقيد قال تعالى: { لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ...} (البينة: 1). فجعل المشركين قسماً غيرهم. فأما دخولهم في المقيد ففي قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا...} (الحج: 17).  فجعلهم أيضاً قسماً غيرهم. فأما دخولهم في المقيد ففي قوله عز وجل: {اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَهًا وَاحِدًا لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} (التوبة: 31). فوصفهم بأنهم مشركون وسبب هذا أن أصل دينهم ليس فيه شرك ولكنهم بدلوا فابتدعوا من الشرك ما لم ينزل الله به سلطاناً. أما قول الله تعالى: {...وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ...} (الممتحنة: 10). فهو نص في تحريم الكوافر المعروفات اللاتي كن في عصمة المسلمين وأولئك كن مشركات من أهل مكة وغيرها لا كتابيات. الوجه الثاني: إذا قدر أن لفظ المشركات والكوافر يعم الكتابيات فآية المائدة خاصة وهي متأخرة نزلت بعد سورة البقرة والممتحنة باتفاق العلماء والخاص المتأخر يقضي على العام المتقدم. الوجه الثالث: إذا فرض أن النصين حرم ذبائحهم ونكاحهم والآخر أحلها فالنص المحمل لهما يجب تقديمه لوجهين: أحدهما: أن سورة المائدة هي المتأخرة فتكون ناسخة للنص المتقدم. الوجه الثاني: أنه قد ثبت حل طعام أهل الكتاب بالكتاب والسنة والإجماع والكلام في نسائهم كالكلام في ذبائحهم[6]. وعند الأئمة لا خلاف في نكاح نساء أهل الكتاب، ففي مذهب الإمام أبي حنيفة يجوز نكاح الكتابية؛ لأن أهل الكتاب ليسوا من المشركين[7]. وفي مذهب الإمام مالك يحل نكاح نساء أهل الكتاب وقيل إن الإمام مالك كان يكرهه ولكنه لم يقل بتحريمه ومصدر كراهته أن الكتابية تأكل لحم الخنزير وتشرب الخمر[8]. وفي مذهب الإمام الشافعي يحل للمسلم نكاح الكتابيات ويحرم عليه أن يتزوج ممن لا كتاب له، وجملة ذلك في المذهب أن غير المسلمين على ثلاثة أقسام: قسم لهم كتاب وهم أهل التوراة والإنجيل وهؤلاء يحرم نكاح نسائهم، قسم لا كتاب لهم وهم عبدة الأوثان فهؤلاء يحرم نكاح نسائهم، قسم لهم شبهة كتاب ولكنه غير موجود وهم المجوس فهؤلاء يحرم أيضاً نكاح نسائهم خلافاً للإمام ابن حزم الذي أجازه[9]. وفي مذهب الإمام أحمد لا يحل نكاح امرأة غير مسلمة إلا نساء أهل الكتاب[10]. ومما سبق ذكره يتبين أن الأئمة الأربعة أبا حنيفة ومالك والشافعي وأحمد يقولون بجواز نكاح نساء أهل الكتاب. وعلى هذا فإنه لا يجوز للمسلم أن يتزوج بغير المسلمة إلا إذا كانت من أهل الكتاب وتحريم ما عداهن من نساء الملل الأخرى خلافاً للإمام ابن حزم الذي يبيح الزواج من نساء المجوس[11].
والزواج من أهل الكتاب يجب أن تتوافر فيه ثلاثة شروط:
الشرط الأول: الإحصان، ومصدره الحصانة بالفتح، أي: العفة والحصان بالفتح، المرأة العفيفة، وجمعها حُصُنٌ[12]. والأصل في شرط الإحصان قول الله تعالى في الآية السابقة: {...وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ...}. والمحصنات أي: العفيفات المحصنات لفروجهن. قلت: فوجود العفة في المرأة شرط للزواج منها سواء كانت مسلمة أو كتابية، فالأديان السماوية كلها توجب عفاف المرأة ولا مجال لأي قول خلاف ذلك. وفي ديننا قال الله عز وجل: {...مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلاَ مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ...} (المائدة: 5). والخدين الخليل الذي يزني بالمرأة تحت  أي اسم، وقال عز وجل: {الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} (النور: 3). فاقتضى هذا أن الزني لا يطأ إلا مثله من الزواني أو المشركات كما أنه لا يطأ الزانية أو المشركة إلا زانٍ مثلها أو مشرك وقد حرم الله الزنا على المؤمنين والمؤمنات فلا يتزوج زانٍ امرأة عفيفة إلا بعد أن يتوب إلى الله التوبة النصوح بشروطها المعلومة ولا يتزوح زانية من عفيف إلا بعد توبتها التوبة النصوح بشروطها المعلومة.
الشرط الثاني: إذن الولي، والمراد أن يكون النكاح بإذن من له الولاية على المرأة والأصل فيه قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل"[13]. وينبغي على هذا أن بعض الذين يتزوجون من كتابيات في الغرب بغير رضاء أوليائهن يعد مخالفاً لهذه الأحكام من كتاب الله وسنة رسوله – عليه أفضل الصلاة والسلام -.
الشرط الثالث: وجوب الصداق للزوجة سواء كانت الزوجة مسلمة أو كتابية ما لم تهبه لزوجها والأصل في وجوبه قول الله تعالى: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا} (النساء: 3). وقوله عز وجل: {...فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً...} (النساء: 24). وأهل السنة والجماعة مجمعون على أن المقصود بالأجور المهور خلافاً للإمامية الذين يستدلون بذلك على جواز زواج المتعة وهو التفسير الذي عارضه أهل السنة والجماعة استناداً إلى تحريم زواج المتعة عام حجة الوداع.
وخلاصة المسألة: أن الأصل أن يتزوج المسلم من المسلمة لاتحاد الدين بينهما. ولما كان أهل الكتاب أهل دين سماوي كان قائماً قبل الإسلام فقد أباح الله للمسلم أن يتزوج منهم وحرم عليه أن يتزوج من غيرهم من المشركين. وعلى هذا فإن الشرط الأول في سؤال الأخ السائل هو عدم جواز زواج المسلم بغير المسلمة إلا إذا كانت من أهل الكتاب، وفي هذا الزواج يشترط ثلاثة شروط: أولها: أن تكون الزوجة عفيفة محصنة عملاً بقول الله تعالى: {...وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ...}. فإن كانت قد أحدثت فيحرم الزواج منها إلا أن تكون قد تابت إلى الله توبة نصوحاً بشروطها المعلومة. الشرط الثاني: أن يأذن وليها عملاً بقول رسوله – صلى الله عليه وسلم - : "أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فنكاحها باطل". وعلى هذا فإن بعض المسلمين الذين يتزوجون من النساء الغربيات بدون إذن أهلهن يعد مخالفاً لهذه الأحكام. الشرط الثالث: إيتاء الزوجة مهرها عملاً بقول الله عز وجل: {وَآتُواْ النَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً...}. وقوله عز وجل: {...فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً...}. والله تعالى أعلم.
الهوامش والمراجع


[1] - انظر في تفصيل ذلك الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، ج3 ص66-69.
[2] - فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر، ج9 ص326-327.
[3] - فتح الباري، ج9 ص326-327.
[4] - الجامع لأحكام القرآن، ج3 ص66-69.
[5] - بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع للكاساني، ج2 ص270-271.
[6] - انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، ج35ص213-228.
[7] - بدائع الصنائع للكاساني، ج2 ص270-271.
[8] - عقد الجواهر الثمينة في مذهب عالم المدينة لابن شاس، ج2 ص53.
[9] - المجموع شرح المهذهب للنووي، ج16 ص232-233.
[10] - الإنصاف للمرداوي، ج8 ص135.
[11] - المحلى بالآثار لابن حزم، ج9 ص17.
[12] - المصباح المنير للفيومي، ج1 ص139.
[13] - أخرجه أبو داود في كتاب النكاح، برقم: 2083.

الثلاثاء، 4 مارس 2014

كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة





بقلم أ. د. مصطفى مُسلم


ويطلق الأسلوب في اللغة على الطريق الممتد ، و يقال للسطر من النخيل أسلوب ، و الأسلوب الطريق و الوجه والمذهب ، والأسلوب الفن ، يقال : أخذ فلان في أساليب من القول ، أي أفانين منه .

و في اصطلاح البلاغيين :هو طريقة اختيار الألفاظ و تأليفها للتعبير بها عن المعاني قصد الإيضاح والتأثير، أو هو العبارات اللفظية المنسّقة لأداء المعاني .

فالأسلوب القرآني : هو طريقته التي انفرد بها في تأليف كلامه و اختيار ألفاظه[1] ، و لقد تواضع العلماء قديماً و حديثاً على أن للقرآن أسلوباً خاصاً به مغايراً لأساليب العرب في الكتابة و الخطابة والتأليف .

وكان العرب الفصحاء يدركون هذا التمايز في الأسلوب القرآني عن غيره من الأساليب ، روى مسلم في صحيحه [2] (أن أُنَيساً أخا أبي ذر قال لأبي ذر: لقيتُ رجلاً بمكة على دينك ، يزعُمُ أن الله أرسله ، قلتُ : فما يقول الناس ، قال : يقولون شاعر ، كاهن ، ساحر ـ و كان أنيس أحد الشعراء ـ قال أنيس : لقد سمعت قول الكهنة فما هو بقولهم ، و لقد وضعت قوله على أقراء الشعر فلم يلتئم على لسان أحد بعدي أنه شعر ، و الله إنه لصادق وإنهم لكاذبون) .

ولقد أبرز العلماء ميزات للأسلوب القرآني اختص بها من بين سائر الكلام ، فمن هذه الميزات :

أولاً : المرونة والمطاوعة في التأويل :

نجد في الأسلوب القرآني مرونة في التأويل و مطاوعة على التقليب بحيث لا يدانيه أسلوب من الأساليب ، و هذه المرونة في التأويل لا تحتمل الآراء المتصادمة أو المتناقضة و إنما مرونة تجعله واسع الدلالة سعة المورد الذي تزدحم عليه الوفود ثم تصدر عنه و هي ريّانة راضية .

فالأسلوب القرآني يشفي قلوب العامة و يكفي الخاصة، فظاهره القريب يهدي الجماهير و سواد الناس و يملأ فراغ نفوسهم بالترغيب و الترهيب والجمال الأخاذ في تعابيره و مشاهده ، و باطنه العميق يشبع نهم الفلاسفة إلى مزيد من الحكمة و الفكرة ،  يحل العقد الكبرى عندهم من مبدأ الكون و منتهاه و نظامه و دقة صنعه و إبداعه .

و هذه المرونة من أسباب خلود القرآن فإن الأساليب العربية طوال أربعة عشر قرناً قد عراها كثير من التغير و التلوين اللفظي و الذهني ، و مع ذلك فإن القرآن بقي خالداً بأسلوبه المتميّز و بخصائصه الفريدة يتجدّد مع العصور وظل رائع الأثر على ترامي الأجيال إلى هذه الأيام و إلى أن يرث الله الأرض و من عليها .

إن الأسلوب القرآني لم يستغلق فهمه على العرب الذين نزل القرآن بين ظهرانيهم و لم يكن لهم إلا الفطرة السليمة الذوّاقة للجمال ، و فهمه وتفاعل معه من جاء بعد ذلك من أهل العلوم و الأفكار ، و فهمه زعماء الفرق المختلفة على ضروب من التأويل ، و قد أثبتت العلوم الحديثة المتطورة كثيراً من حقائقه التي كانت مخفيّة عن السابقين ، و في علم الله ما يكون من بعد .

و المعهود من كلام الناس لا يحتمل كل ذلك و لا بعضه بل كلما كان نصاً في معناه كان أدنى إلى البلاغة ، و كيفما قلبته رأيته وجهاً واحداً و صفةً واحدة لأن الفصاحة لا تكون في الكلام إلا إبانة ، و هذه لا تفصح إلا بالمعنى المتعين ، و هذا المعنى محصور في غرضه الباعث عليه .

لقد فهم علماء السلف رضوان الله عليهم الآيات الكريمة : (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَلَّن نَجْمَعَ عِظَامَهُ {3} بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُ)[سورة القيامة:3] ، (والأرض بعد ذلك دحاها)[النازعات:30] ، غير ما فهمه العلماء المتأخرين بعد تطور العلوم الطبية و الفلكية و لم يبعد عن الصواب من قال : (الزمن خير مفسر للقرآن) . و ما ذاك إلا لأن القرآن كتاب الإنسانية الخالدة الذي لا يستطيع جيل من الأجيال استفراغ ما فيه من كنوز العلوم والحكم والحقائق .

ثانياً: اعتماد الأسلوب القرآني الطريقة التصويرية في التعبير :

من السمات البارزة للأسلوب القرآني هو اعتماده الطريقة التصويرية للتعبير عن المعاني والأفكار التي يريد إيضاحها، وساء كانت معاني ذهنية مجردة، أو قصصاً غابرة، أو مشاهد ليوم القيامة وغيرها من المجالات .

إن الأسلوب القرآني يحمل تاليه إلى أجواء الصور وكأنه ينظر في تفصيلات الصورة المجسّمة أمامه ، و كأن المشهد يجري أمامه حيّاً متحرّكاً، ولا شكل أن الفكرة أو المعنى الذي يراد إيضاحه يكون أقرب إلى الفهم و أوضح في الذهن مما لو نقل المعنى مجرّداً من تلك الصور الحية ، و يكفي لبيان هذه الميزة أن نتصور هذه المعاني كلها في صورها التجريدية ثم نقارنها بالصورة التي وضعها فيها القرآن الكريم ، فمثلاً :
   أ‌-  معنى النفور الشديد من دعوة الإيمان: إذا أردنا أن نتصور هذا المعنى مجرّداً في الذهن يمكن أن نقول: إنهم ينفردن أشد النفرة من دعوة الإيمان فيتملّى الذهن وحده معنى النفور في برودة وسكون ، و لنمعن النظر في الأسلوب القرآني وهو يصوّر لنا هذا المعنى في هذه الصور الغريبة (فما لهم عن التذكرة معرضون* كأنهم حمر مستنفرة * فرت من قسورة )[المدثر:49ـ 51].
فتشترك مع الذهن حاسة النظر وملكة الخيال وانفعال السخرية و شعور الجمال : السخرية من هؤلاء الذين يفرون كما تفر حمر الوحش من الأسد لا لشيء إلا لأنهم يدعون إلى الإيمان ، و الجمال الذي يرتسم في حركة الصورة حينما يتملاّها الخيال في إطار من الطبيعة تشرد فيه الحمر تيبعها قسورة ، فالتعبير هنا يحرك مشاعر القارئ و تنفعل نفسه مع الصورة التي نُقلت إليه و في ثناياها الاستهزاء بالمعرضين .

لقد شبه الله تعالى فرار  الكفار  عن  تذكرة النبي صلى الله عليه وسلم كفرار حمر الوحش من الأسد لا لشيء إلا لأنهم يدُعون إلى الإيمان، أنظر أخي إلى جمالية هذا التشبيه الرائع الذي لا يصدر إلا عن إله عالم بخبايا النفس الإنسانية طبعاً هذا التشبيه له عدة مدلولات منها شدة فرارهم من النبي، وسخرية من سلوكم الغير مبرر .

      ب‌-  ومعنى عجز الآلهة التي يعبدها المشركون من دون الله ! يمكن أن يؤدي في عدة تعبيرات ذهنية مجردّة، كأن، يقول إن ما تعبدون من دون الله لأعجز عن خلق أحقر الأشياء فيصل المعنى إلى الذهن مجرَّداً باهتاً .
ولكن التعبير التصويري يؤديه في هذه الصورة: (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)[الحج: 73].

  
فيشخص هذا المعنى ويبرز في تلك الصور المتحركة المتعاقبة :

(لن يخلقوا ذُباباً)درجة (ولو اجتمعوا له) وهذه أخرى، (وإن يسلبهم الذباب شيئاً لا يستنقذوه منه) وهذه ثالثة، والاقتران بين الطالب و المطلوب (ضعف الطالب والمطلوب)وهي الرابعة .

إن الضعف المزري الذي يثير في النفس السخرية اللاذعة و الاحتقار المهين ، و لكن أهذه مبالغة ؟ و هل البلاغة فيها هي الغلو ؟

كلا فهذه حقيقة واقعة بسيطة .  إن هؤلاء الآلهة (لن يخلقوا ذباباً و لو اجتمعوا له) .

و الذباب صغير حقير ولكن الإعجاز في خلقه هو الإعجاز في خلق الجمل و الفيل ، إنها معجزة الحياة يستوي فيها الجسيم و الهزيل .

فليست المعجزات هي خلق الهائل من الأحياء إنما هي خلق الخلية الحية كالهباء . و الصورة الفنية هنا هي الربط بين قدسية الآلهة المزعومة حيث وُضعت في أذهان معتنقيها في أقدس صورة والربط بينها و بين مخلوق حقير . و لم يكتف بهذا الربط بل حشد لهذا المخلوق جموعأً ضخمة فعجزوا عن خلقه ، ثم في الصورة التي تنطبع في الذهن من طيرانهم خلف الذباب لاستنقاذ ما يسلبه ، وفشلهم مع إتباعهم عن هذا الاستنقاذ .
      ت‌-  و معنى انتهاء الكون ثم محاسبة الناس على أعمالهم و دخول المحسنين الجنة و المسيئين النار، و لذة أهل النعيم و الترحيب بهم و شقاء أهل العذاب و تبكيتهم : كل ذلك يمكن أن يفهمها الإنسان مجردة وهي حقائق لم تقع بعد . فالتعبير عنها بكلمات مجردة تنقل الفكرة إلى الذهن باهتة .

و لكن التعبير القرآني وضع لنا هذه الحقائق في إطار زاهٍ حافل بالحركة و كأن المرء ـ حين يقرؤها ـ يعيش أجوائها، و تنقبض النفس لمشاهدة الأهوال وتخضع لقوة الجبار وتتشوّق لمرافقة السعداء .

فهذا مشهد يوم القيامة قال تعالى : (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَ الْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ السَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ {67} وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ {68} وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء وَ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ {69} وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ {70} وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُم يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ {71} قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ {72} وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ {73} وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ {74} وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ {75}‏[سورة الزمر:66ـ75] .

إنه مشهد رائع حافل ، يبدأ متحركاً ثم يسير وئيداً حتى تهدأ كل حركة و يسكن كل شيء و يخيّم على الساحة جلال الصمت و رهبة الخشوع .

ويبدأ المشهد بالأرض جميعاً في قبضة ذي الجلال ، و ها هي السماوات جميعاً مطوّيات بيمينه .

إنها صورة يرتجف لها الحسّ ويعجز عن تصويرها الخيال، ثم ها هي ذي الصيحة الأولى تنبعث، فيصعق من يكون باقياً على ظهرها من الأحياء. ولا نعلم كم مضى من الوقت حتى انبعثت الصيحة الثانية (فإذا هم قيام ينظرون) . و يغير ضجيج وعجيج ، تجتمع الخلائق . فعرض ربك هنا تحف به الملائكة فما يليق الصخب في مثل هذا المقام .

(أشرقت الأرض بنور ربها) أرض الساحة التي يتم فيها الاستعراض، أشرقت بالنور الهادئ (بنور ربها) فإذا هي تكاد تشفّ من الإشراق، (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاء) ، و طوي كل خصام وجدال في هذا المشهد خاصة ( وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون * و وفيت كل نفس ما عملت و هم لا يظلمون * و وفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ) .

فلا حاجة إلى كلمة واحدة تقال ولا إلى صوت واحد يرتفع .
و هكذا تجمل هنا عملية الحساب و الجزاء ، لأن المقام مقام روعة و جلال .
و إذا تم الحساب و عرف المصير وجّه كل فريق إلى مأواه ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمراً ) حتى إذا وصلوا إليها بعيداً هناك استقبلتهم حزنتها بتسجيل استحقاقهم لها وتذكيرهم بما جاء بهم إليها  ( وَ قَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَ يُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ
هَذَا قَالُوا بَلَى وَ لَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ) فالموقف موقف إذعان و اعتراف وتسليم (قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى) .

و كذلك وجه الذين اتقوا ربهم إلى الجنة حتى إذا وصلوا هناك استقبلهم خزنتها بالسلام والثناء (سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) و ارتفعت أصوات أهل الجنة بالحمد و الدعاء : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) .

ثم يختم الشريط المصور بما يلقي في النفس روعة و رهبة وجلالاً تتسق مع المشهد كله وتختمه خير ختام( وَ تَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) .

ثالثاً : طريقة الأسلوب القرآني المتميزة في المُحاجة و الاستدلال :

لقد أورد القرآن الكريم من أفانين القول في سياق محاجّة الكفار وتصحيح زيغ المحرّفين والوعد لأوليائه والوعيد لأعدائه ما يخرج عن طوق البشر الإحاطة بمثل هذه الأساليب في أوقات متقاربة أو متباعدة، فالنفس الإنسانية لا تستطيع التحول في لحظات عابرة في جميع الاتجاهات بل تتأثر بحالة معينة .
و لا تستطيع التحول عنها إلى اتجاه معاكس إلا ضمن بيئة ملائمة .
أما الأسلوب القرآني فيلاحظ فيه الانتقال في شتى الاتجاهات في لحظات متقاربة متتالية ، و أحياناً تكون مترادفة. فمن مشرّع حكيم يقر الدساتير و الأنظمة في تؤدة و أناة و رويّة ، إلى وعيد وتهديد لمن يرغب عن التشريعات ويريه سوء المصير ، إلى غافر يقبل توبة العبد إذا تاب وأناب، إلى معلم يعلم كيفية الالتجاء إلى الخالق سبحانه و تعالى بأدعية لا تخطر على البال ، إلى مقر لحقائق الكون الكبرى، و من مرئيات الناس و مألوفاتهم و التدرج بهم إلى أسرار سنن الله في الكون لنتأمل قوله تعالى : (مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {67} لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ {68} فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلاَلاً طَيِّبًا وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)     [الأنفال:67 ـ 69].




  

هاتان الآيتان نزلتا بعد إطلاق أسرى بدر و قبول الفداء منهم . و قد بدأتا بالتخطئة و الاستنكار لهذه الفعلة ، ثم لم تلبث أن ختمتا بإقرارها و تطييب النفوس بها بل صارت هذه السابقة التي وقع التأنيب عليها هي القاعدة لما جاء بعدها .

فهل الحال النفسية التي يصدر عنها أول هذا الكلام ـ لو كان عن النفس مصدره ـ يمكن أن يصدر عنها آخره و لمّا تمض بينهما فترة تفصل بين زمجرة الغضب وبين ابتسامة الرضى و الاستحسان ؟ إن هذين الخاطرين لو فرض صدورهما عن النفس متعاقبين لكان الثاني منهما إضراباً عن الأول ماحياً له ولرجع آخر الفكر وفقاً لما جرى به العمل .
فأي داعٍ دعا إلى تصوير ذلك الخاطر المحمود وتسجيله على ما فيه من تقريع علني و تغيص لهذه الطعمة التي يراد جعلها حلالاً طيبة ؟
إن الذي يفهمه علماء النفس من قراءة هذا النص أن ها هنا شخصيتين منفصلتين و إن هذا صوت سيد يقول لعبده : لقد أخطأت ولكني عفوت عنك و أذنت لك[3].

ومن الأمور المميزة للأسلوب القرآني طريقة استدلاله بأشياء وأحداث مثيرة صغيرة في ظاهرها وهي ذات حقيقة ضخمة تتناسب والموضوع الضخم الذي يستدل بها عليه . تأمل في قوله تعالى : (نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ {57} أَفَرَأَيْتُم مَّا تُمْنُونَ {58} أَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ {59} نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ {60} عَلَى أَن نُّبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنشِئَكُمْ فِي مَا لَا تَعْلَمُونَ {61} وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الْأُولَى فَلَوْلَا تَذكَّرُونَ {62} أَفَرَأَيْتُم مَّا تَحْرُثُونَ {63} أَأَنتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ {64} لَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَاهُ حُطَامًا فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ {65} إِنَّا لَمُغْرَمُونَ {66} بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ {67} أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاء الَّذِي تَشْرَبُونَ {68} أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ {69} لَوْ نَشَاء جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ {70} أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ {71} أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ {72} نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِّلْمُقْوِينَ{73} فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)[الواقعة: 57ـ74] .
و مثل هذه الإشارات ترد كثيراً في القرآن الكريم لتجعل من مألوفات البشر و حوادثهم المكرورة قضايا كونية كبرى يكشف فيها عن النواميس الإلهية في الوجود ، يقرر بها عقيدة ضخمة شاملة و تصوراً كاملاً لهذا الوجود كما يجعل منها منهجاً للنظر والتفكير و حياة للأرواح و القلوب ويقظة في المشاعر و الحواس .
إن هذه الظواهر هي حقائق ضخمة ولكن الإلف و العادة بلّدت حواس الناس فلا تشعر بدلالاتها .
إن الأنفس من صنع الله، وما حول الناس من ظواهر الكون من إبداع قدرته، والمعجزة كامنة في كل ما تبدعه يده، وهذا القرآن قرآنه. ومن ثمّ يأخذهم إلى هذه المعجزات الكامنة فيهم والمبثوثة في الكون من حولهم، يأخذهم إلى هذه الخوارق المألوفة لديهم التي يرونها ولا يحسون حقيقة الإعجاز فيها لأنهم غافلون عن مواضيع الإعجاز فيها.

يمسهم الأسلوب القرآني بهذه اللفتات الاستفهامية المتتالية ليفتح عيونهم على السر الهائل المكنون، سرّ القدرة العظيمة وسرّ الوحدانية المفردة ليثير في فطرتهم الإقرار الأول في عالم الذر .. (ألست بربكم )[الأعراف: 172] .

إن طريقة القرآن الكريم في مخاطبة الفطرة البشرية تدل بذاتها على مصدره إنها المصدر الذي صدر منه الكون ، فطريقة بنائه هي طريق بناء الكون من أبسط المواد الكونية تنشأ أعقد الأشكال و أضخم  الخلائق .

والقرآن يتخذ من أبسط المشاهدات المألوفة للبشر مادة لبناء أضخم عقيدة دينية وأوسع تصور كوني، المشاهدات التي تدخل في تجارب كل إنسان : النسل، الزرع، الماء، النار، الموت.

و أي إنسان علي ظهر هذه الأرض لم تدخل هذه المشاهدات في تجاربه ؟ أي إنسان مهما كان بدائياً لم يشهد نشأة جنينية و نشأ حياة نباتية ومسقط ماء وموقد نار ولحظة وفاة ؟
إن انفراد الأسلوب القرآني بهذه الميزات لهو دليل مصدره الإلهي فما الأسلوب إلا صورة فكرية عن صاحبه .

فالحذّاق من الكتّاب عندما يقرأون قطعة نثرية أو قصيدة شعرية لكاتب ما يدركون بملكتهم الأدبيّة وحسّهم المرهف الحالة النفسية التي كان عليها الكاتب عند الكتابة بل يذهبون إلى أكثر من هذا، إلى ما وراء السطور فيستنبطون كثيراً من أوصافه النفسية والخلقية فيحكمون عليه أنه عاطفي المزاج أو قوي النفس أو صاحب عقل ودراية أو حقود أو منافق أو غير ذلك من الأمور الخاصة .
و لا شكل أن هذا إدراك شيء أعظم و أرقى من العلوم الظاهرة و التي تقف بأصحابها عند جودة الأسلوب و متانته و قوة السبك و رصانته ، فإذا كان الأدباء و أهل البلاغة يدركون هذه الحقائق بعد العلوم الاكتسابية التي تعلّموها و مارسوها فإن العربي الذوّاقة مواطن الجمال في الكلام ، لا شك أنه كان من أعرف الناس بما وراء الألفاظ والكلمات و كان يدرك بنظرته السليمة وسليقته الصافية حقيقة الذات التي وراء الأسلوب .

إن العربي الذواقة لجمال القول أدرك أسلوب القرآن المتميز وعرف أن سبب هذا التميز هو أن القرآن من مصدر غير مصادر كلام البشر و من ذات غير مخلوقة لذا تميز الأسلوب عن أساليب المخلوق ، فما دامت قوة الخلق والإبداع من العدم ليس في مقدور البشر بل و كل المخلوقات فلن يستطيع أحد منهم إيجاد أسلوب يشبه أو يقارب الأسلوب القرآني .
و لعل هذا الإدراك هو الذي منع العقلاء و أهل الفصاحة و اللسن من  سائر العرب من محاكاة القرآن . و من تعرّض لمحاكاته صار أضحوكة بين الناس لأنه حاول أن يخرج عن طبيعته وذاته و نفسيته إلى محاكاة الذات الإلهية . أورد الإمام ابن كثير في تفسيره قال : (.. سألت الصدّيق بعض أصحاب مسيلمة الكذاب بعد أن رجعوا إلى دين الله أن يقرؤوا عليه شيئاً من قرآن مسيلمة .

فسألوه أن يعفيهم من ذلك فأبى عليهم إلا أن يقرؤوا عليهم شيئاً منه ليسمعه من لم يسمعه من الناس فيعرفوا فضل ما هم عليه من الهدى  والعلم، فقرؤوا عليه قوله : (والطاحنات طحناً والعاجنات عجناً والخابزات خبزاً و اللاقمات لقماً إهالة وسمناً، إن قريشاً قوم يعتدون)، و قوله : (يا ضفدع بنت ضفدعين، نقي ما تنقين، نصفك في الماء ونصفك في الطين، لا الماء تكدرين ولا الشارب تمنعين) إلى غير ذلك من هذياناته، فقال أبو بكر رضي الله عنه : ويحكم أين كان يذهب بعقولكم ؟ والله إن هذا لم يخرج من إل ـ أي إله)[4]

لقد أدرك الصدّيق رضي الله عنه بحسه المرهف و ذوقه السليم النفسية التي خرجت منها العبارات و التراكيب و طريقة صياغتها و الصبغة الخاصة بنفسية قائلها ، إنها طبيعة بشرية وليست صادرة عن الخالق سبحانه و تعالى .

فإن الفرق بين القرآن العظيم وكلام البشر كالفرق بين الخالق سبحانه وتعالى وبين المخلوق .


المصدر :

كتاب مباحث في إعجاز القرآن  بقلم أ.د . مصطفى مسلم 143 - 154 

[1] " مناهل العرفان " للزرقاني 2/199 

[2] صحيح مسلم ، كتاب فضائل الصحابة 7/153 

[3] انظر هذا وغيره من الأمثلة في كتاب " النبأ العظيم " للدكتور محمد عبد الله  دراز ص 19 

[4] انظر تفسير ابن كثير 2/411.












 

بصمات الأصابع


بصمات الأصابع 
مجموعة أملي الجنة الإسلامية
 هل تعرف ما فائدتها ؟
هل تعلم لماذا جعل الله لدينا بصمات الأصابع ؟
الغالبية ستقول لكي تتعرف الشرطة على المجرمين !
نعم ولكن ليس هذا هو السبب الأصلي
هل يمكن ان يفقد الإنسان بصماته ؟
أو يولد بدون بصمات ؟
نعم بصمتك ستميزك عن المليارات من البشر بحيث أنه لا يوجد شخصان لديهم نفس البصمات! حتى التوائم المتطابقين - رغم أن
 ال DNA لديهم متطابق
- نعتقد أن بصماتك تحددها جيناتك وبيئة الحمل مثل الغذاء وسرعة نمو أصابعك ووضعيتك في بطن أمك .
إذا أحضرت عدسة مكبرة ودققت في بصمات أصابعك ستجد أنها تتكون من قمم صغيرة ومناطق منخفضة بينها تشبه الجبال والوديان .
من المعلوم أن هذه الخاصية تزيد من معامل الإحتكاك فيجعل يدك تمسك بصورة أفضل بالأجسام والأدوات حتى وإن كانت مبللة .
بحث جديد يشير إلى وظيفة جديدة لبصمات الأصابع وربما أهم أيضا, ألا وهي زيادة كفاءة حاسة اللمس لديك, كيف ؟
أطراف الأصابع حساسة بصورة مذهلة للملس وذلك لوجود عدد كبير من الأعصاب المتخصصة في الجلد التي تعطيك هذه الميزة
وفي أنفسكم أفلا تبصرون
هل من الممكن أن يفقد الشخص بصماته؟
نعم ولكنها نادرة الحصول ممكن أن تحصل مع الحروق مثلا أو بعض الأمراض المزمنة مثل الإكزيما أو الصدفية أو تصلب الجلد, من المستحيل إعادة البصمات بعد الحروق أما الأمراض الجلدية ممكن أن تعود البصمات
 من جديد بعد علاج المرض .
في المرة القادمة التي تشاهد فيها أصابعك تذكر النعم الكثيرة التي أنعم عليك بها الله

اللورد كرومر


اللورد كرومر الوجه القيبح للاحتلال الانجليزى لمصر
ولد اللورد كرومر في 26 فبراير 1841، وهو الابن التاسع لهنري بارنگ عضو مجلس العموم
أرسل كرومر إلى مصر كمندوبا لبريطانيا في صندوق الدين الذي أستحدثه الخديوى إسماعيل في مصر للعمل على وفاء الدين الذي تراكم على الحكومة المصرية للدول الأجنبية من جراء مشروع قناة السويس،وحتى يطمئن الأجانب على موالهم وأنها ستعود إليهم،ثم عضواً في لجنة المراقبة المالية المصرية سنة 1879 م
...
وعقب احتلال بريطانيا لمصر 1882 اختارته الحكومة البريطانية كأول معتمد بريطاني في مصر في 11سبتمبر 1883
...
كان اللورد كرومر الحاكم الحقيقي لمصر، وكان ، يؤرخ له أنه كان عظيم الكفاية في الشؤون المالية، حبث حقق توازنا فى الميزانية المصرية وخفض فوائد الديون العامة، واعتنى بالري والشؤون الإدارية.
..
قام بتعين مستشارين من الإنجليز في كل وزارة من الوزارت المصرية، ومفتشين في كل مديرية من مديريات مصر ليكونوا مسؤولين أمامه مسئولية تامة . ولم يكن رئيس وزراء مصر يعين في مصر إلا بعد استشارته وموافقته
...
اقنع الخديوى توفيق بضرورة انسحاب الحكومة المصرية من السودان بعدما فشلت كل المحاولات للقضاء على الحركة المهدية فيها .. لتتطلع انجلترا لاحتلالها فيما بعد
..
عارض بشدة الدولة العثمانية حينما حاولت تعديل الحدود المصرية من الشرق، ليس حبا فى المصريين ولكن خوفا غلى قناة السويس إذ اعتبر أن هذا التعديل تهديداً لمصالح اجلترا فى القناة س.
...
تمكن كرومر من ان يسحب من الخديوى عباس حلمى الثانى كل سلطاتة الفعلية كحاكم مصرى ، وتجاهل النظام النيابي، وقيّد سلطة مجلس شورى القوانين الذي أستاستحدثته مصر إبان الاحتلال بدلاً من الجمعية التشريعية (المجلس النيابي)،
..
شهد عهده تدهور الصناعة الوطنية، قد تم فرض رسوم ضريبية علي المنتجات الوطنية مما جعلها غير قادرة علي لمنافسة البضائع الأجنبية المستوردة.
و أمام هذه المنافسة غير المتكافئة و عجزها عن حماية صناعتنا المحلية، قامت الحكومة ببيع ما تملكه من مغازل القطن و معامل النسيج و إغلاق مصانع المدافع و الذخيرة و أصبحت تعتمد في تمويل مهمات الجيش المصري علي الشراء من إنجلترا .
...
شجع كرومر الاجانب على استثمار اموالهم فى التجارة وتأسيس بنوك التسليف مما اوقع الفلاحين الذين عجزوا عن سداد ديونهم البنكية في قبضة هذه البنوك فسارع الدائنون بالاستيلاء علي الأراضي الزراعية وفاءً للديون طبقاً لقوانين الامتيازات الأجنبية فيما عرف بالبيوع الجبرية أي الفلاح مجبر علي البيع للوفاء بدينه.
...
وفى عهده تم إنشاء البنك الأهلي في يونية 1898 م ، و هو مشروع إنجليزي لاحتكار إصدار الأوراق المالية المصرية و كافة الأعمال المصرفية ، مما أدي إلي ارتباط العملة المصرية بالعملة الإنجليزية، بحيث كانت أي هزة في العملة الإنجليزية تؤثر علي العملة المصرية.
...
..
أما في التعليم، ،فقد وسعى الى احلال اللغة الانجليزية فى المدارس بدلا من اللغة العربية كما حرص ان تكون نفقات التعليم ياهظة وقلص دور المدرسة في ا مهمة تخريج صغار الموظفين في الحكومة المصرية،كما وسعى الى احلال اللغة الانجليزية فى المدارس مما أدى الى انتشار الجهل والامية بين ابناء مصر ذكورا واناثا . حتي بلغت نسبة الأمية في العشرينات من القرن العشرين 92 % بين الذكور و 97% بين الإناث.
....
إرتكب كرومر أكبر خطأ في حياته السياسية حينما أيد الأحكام الصادرة بحق المصريين المتهمين في حادثة دنشواي (يونيو 1906) والبالغ عددهم 52 متهماً والذين نفذت فيهم أحكام تراوحت من الإعدام إلى الجلد.
..
وعلى إثر هذه الحادثة طلب رئيس الوزراة البريطانية من كرومر أن يغير سياسته في مصر أو أن يستقيل، فآثر الاستقالة، والعوده لبلاده دون رجعة ..
ولك الله يامصر فكم من الشرور تحيط بك حفظك الله ورعاك
Like · ·