بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد فهذه تراجم لشيوخ الازهر الشريف رضى الله عنهم جميعا بداية بأول من تولى المشيخه وهو الأمام الأكبر الإمام محمد بن عبد الله الخراشي المالكي إلى شيخ الازهر فى عصرنا هذا الأمام الأكبر الامام أحمد الطيب
الإمام محمد بن عبد الله الخراشي المالكي [/SIZE]
اســمــه:
هو الإمام الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي المالكي، أول أئمة الجامع الأزهر.
مكان الميلاد والإقامة والوفاة:
ولد الشيخ سنة 1010هـ = 1601م، أقام بالقاهرة، وتوفي ودُفن فيها سنة 1101 هـ = 1690م.
نسبته:
وسمي بالخراشي نسبة إلى قريته التي ولد بها، قرية أبو خراش، التابعة لمركز شبراخيت، بمحافظة البحيرة. وضبطه بعضهم باسم (الخَراشي) بفتح الخاء، وبعضهم بكسرها، ولكن الأصح أنها بالفتح، قال الزبيدي في تاج العروس: شيخ مشايخنا أبو عبد الله الخراشي من قرية أبي خَراش كسحاب(1)
نشأته ومراحل تعليمه:
لم ينل الشيخ الخراشي شهرته الواسعة هذه إلا بعد أن تقدمت به السِّن، ولذلك لم يذكر أحد من المؤرخين شيئًا عن نشأته. تلقى الشيخ تعليمه على يد نخبة من العلماء والأعلام، مثل والده الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي الذي غرس فيه حبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة، كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة إبراهيم اللقاني، وكلاهما -الشيخ اللقاني ووالده الخراشي- تلقى معارفه وروى عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن البخاري. وتلقى أيضًا العلم على أيدي الشيخ الأجهوري، والشيخ يوسف الغليشي، والشيخ عبد المعطي البصير، والشيخ ياسين الشامي، وغيرهم من العلماء والمشايخ الذين رسموا لحياته منهجًا سار على خطواته حتى توفاه الله. وقد درس الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، ودرس أمهات الكتب في كل هذه العلوم السالفة الذكر على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم. وقد ظل الشيخ عشرات السنين يعلم ويتعلم، ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء، وظل يروي طيلة حياته ويُروى عنه، وبات يضيف ويشرح ويعلق على كل ما يقع بين يديه وتقع عيناه، فأفاد بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وبالانتماء إليه، والنهل من علمه الغزير، ومعرفته الواسعة.
تلاميذه ودورهم في رفع شأن الإسلام:
من تلاميذ الشيخ الخراشي: الشيوخ: أحمد اللقاني، ومحمد الزرقاني، وعلي اللقاني، وشمس الدين اللقاني، وداود اللقاني، ومحمد النفراوي، والشيخ أحمد النفراوي، والشبراخيتي، وأحمد الفيومي، وإبراهيم الفيومي، وأحمد المشرفي، والعلامة عبد الباقي القليني (الذي تولى مشيخة الأزهر وأصبح رابع المشايخ)، والشيخ علي المجدولي، والشيخ أبو حامد الدمياطي، والعلامة شمس الدين البصير السكندري، وأبو العباس الديربي صاحب المؤلفات القيمة والعديدة، وتتلمذ على يديه الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي أصبح شيخًا للأزهر. وكل هؤلاء المشايخ الذين تتلمذوا على يديه حملوا لواء العلم والمعرفة من بعده، وكان لهم الدور البارز في رفع شأن الإسلام واللغة العربية، وكلهم أصبحت لهم مكانتهم المرموقة، وتتلمذ على أيديهم الألوف من طلاب العلم والمعرفة.
أخـــلاقه:
كان الشيخ الخراشي -رحمه الله- متواضعًا عفيفًا، واسع الخلق، كثير الأدب والحياء، كريم النفس، حلو الكلام، يُسَخِّر نفسه لخدمة الناس وقضاء حاجاتهم بنفسه، واسع الصدر، تعلم على يديه طلاب العلم من شتى بقاع الأرض يسألونه ويستمعون إليه ويناقشونه دون ضيق منه أو تذمر، رحب الأفق لا يمل ولا يسأم. قال عنه الشيخ علي الصعيدي العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير لمتن خليل: هو العلامة الإمام والقدوة الهمام، شيخ المالكية شرقًا وغربًا، قدوة السالكين عجمًا وعربًا، مربي المريدين، كهف السالكين، سيدي أبو عبد الله بن علي الخراشي. انتهت إليه الرياسة في مصر حتى إنه لم يبق بها في آخر عمره إلا طلبته، وطلبة طلبته، وكان متواضعًا عفيفًا، واسع الخلق، كثير الأدب والحياء، كريم النفس، جميل المعاشرة، حلو الكلام، كثير الشفاعات عند الأمراء وغيرهم، مهيب المنظر، دائم الطهارة، كثير الصمت، كثير الصيام والقيام، زاهدًا، ورعًا، متقشفًا في مأكله وملبسه ومفرشه وأمور حياته، وكان لا يصلي الفجر صيفًا ولا شتاء إلا بالجامع الأزهر، ويقضي بعض مصالحه من السوق بيده، وكذلك مصلحة بيته في منزله. ويقول عنه من عاشره: ما ضبطنا عليه ساعة هو فيها غافل عن مصالح دينه أو دنياه، وكان إذا دخل منزله يتعمم بشملة صوف بيضاء، وكان لا يَملُّ في درسه من سؤال سائل، لازم القراءة لا سيما بعد شيخه البرهان اللقاني، وأبي الضياء علي الأجهوري. وكان يقسم متن خليل في فقه المالكية إلى نصفين، نصف يقرؤه بعد الظهر عند المنبر كتلاوة القرآن، ويقرأ نصفه الثاني في اليوم التالي، وكان له في منزله خلوة يتعبد فيها، وكانت الهدايا والنذور تأتيه من أقصى بلاد المغرب،
وغيرها من سائر البلاد، فلا يمس منها شيئًا، بل كان يعطيها لمعارفه والمقربين منه يتصرفون فيها.
منزلـتــه:
لقد ذاع صيته، وطارت شهرته وسمت مكانته -رحمه الله- بين العامة والخاصة، فكان الحكام يقبلون شفاعته، وكان الطلبة يقبلون على دروسه وينهلون من معارفه الفياضة التي لا تنضب، وكان العامة يفدون إليه لينالوا من كرمه ويهتدون بعلمه وخلقه. قال عنه الجبرتي: هو الإمام العلامة والحبر الفهامة، شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين، وقد ذاعت شهرته أيضًا في البلاد الإسلامية حتى بلغت بلاد المغرب وأواسط أفريقيا حتى نيجيريا، وبلاد الشام والجزيرة العربية واليمن، وقد مكَّن الشيخ من بلوغ هذه الشهرة انتشار طلابه وكثرتهم في أقطار عديدة، واشتهاره بالعلم والتقوى. وقال عنه المرادي في سلك الدرر: الإمام الفقيه ذو العلوم الوهبية والأخلاق المرضية، المتفق على فضله، وولايته، وحسن سيرته. واشتهر في أقطار الأرض كبلاد المغرب، والشام، والحجاز، والروم، واليمن، وكان يعير من كتبه، ومن خزانة الوقف بيده لكل طالب، إيثارًا لوجه الله.
مــؤلـفــاتــــه:
كان الشيخ واسع العلم متنوع الثقافة، وخاصة في تفسير القرآن الكريم، وفي الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، لذا ترك مكتبة عربية وإسلامية ثرية بمؤلفاته التي امتلأت باللآلئ والجواهر، قلما يوجد لها مثيل، ومن كتبه:
1- رسالة في البسملة، وهو شرح لهذه الآية الكريمة. 2- الشرح الكبير على متن خليل، في فقه المالكية، في ثمانية مجلدات. 3- الشرح الصغير لمختصر خليل على متن خليل أيضًا، في أربعة مجلدات. 4- منتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة، وهو شرح لكتاب نخبة الفكر للعلامة ابن حجر العسقلاني، في مصطلح الحديث. 5- الفرائد السنية في حل ألفاظ السنوسية في التوحيد. 6- الأنوار القدسية في الفرائد الخراشية، وهو شرح للعقيدة السنوسية الصغرى، المسماة (أم البراهين). 7- حاشية على شرح الشيخ على إيساغوجي في المنطق، وهو من أشهر كتب المنطق.
ولايتــه للـمــشيـخــة:
تكاد الروايات تجمع على أن الشيخ الخراشي -رحمه الله- أول من تولى
منصب شيخ الأزهر، وجميعها تذكر أنه نال هذا المنصب عن جدارة واستحقاق، فقد
ولي الشيخ -رحمه الله- مشيخة الأزهر سنة 1090هـ = 1679م، وكان عمره وقتذاك
حوالي ثمانين عامًا، واستمر في المشيخة حتى توفاه الله تعالى.
وفــــاتـــه:
_ وافاه أجله المحتوم -رحمه الله- صبيحة يوم الأحد السابع والعشرين من
شهر ذي الحجة سنة (1101هـ = 1690م) عن عمر يناهز التسعين عامًا.
دفن الشيخ الخراشي -رحمه الله- مع والده بوسط قرافة المجاورين، وقبره
معروف، تاركًا للأزهر ما يقرب من عشرين مؤلفًا، ما زالت من أهم المراجع للعلماء.
مصادر ترجمته:
- الأزهر، تاريخه وتطوره، علي عبد العظيم، وآخرون ص 283.
- الأزهر في ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي.
- الأعلام للزركلي 6/240، 241.
- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4/62.
- شيوخ الأزهر، أشرف فوزي صالح، ص(5 - 9).
- صفوة ما انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، محمد الأفراني، ص205.
- عجائب الآثار في التراجم والأخبار، للجبرتي 1/166.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، الشيخ سليمان رصد الزياتي.
- مقدمة حاشية الصعيدي على شرح الخراشي لمتن خليل.
---------------------
(1)ينظر تاج العروس مادة (خ ر ش).
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد فهذه تراجم لشيوخ الازهر الشريف رضى الله عنهم جميعا بداية بأول من تولى المشيخه وهو الأمام الأكبر الإمام محمد بن عبد الله الخراشي المالكي إلى شيخ الازهر فى عصرنا هذا الأمام الأكبر الامام أحمد الطيب
الإمام محمد بن عبد الله الخراشي المالكي [/SIZE]
اســمــه:
هو الإمام الشيخ أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي المالكي، أول أئمة الجامع الأزهر.
مكان الميلاد والإقامة والوفاة:
ولد الشيخ سنة 1010هـ = 1601م، أقام بالقاهرة، وتوفي ودُفن فيها سنة 1101 هـ = 1690م.
نسبته:
وسمي بالخراشي نسبة إلى قريته التي ولد بها، قرية أبو خراش، التابعة لمركز شبراخيت، بمحافظة البحيرة. وضبطه بعضهم باسم (الخَراشي) بفتح الخاء، وبعضهم بكسرها، ولكن الأصح أنها بالفتح، قال الزبيدي في تاج العروس: شيخ مشايخنا أبو عبد الله الخراشي من قرية أبي خَراش كسحاب(1)
نشأته ومراحل تعليمه:
لم ينل الشيخ الخراشي شهرته الواسعة هذه إلا بعد أن تقدمت به السِّن، ولذلك لم يذكر أحد من المؤرخين شيئًا عن نشأته. تلقى الشيخ تعليمه على يد نخبة من العلماء والأعلام، مثل والده الشيخ جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي الذي غرس فيه حبًّا للعلم وتطلعًا للمعرفة، كما تلقى العلم على يد الشيخ العلامة إبراهيم اللقاني، وكلاهما -الشيخ اللقاني ووالده الخراشي- تلقى معارفه وروى عن الشيخ سالم السنهوري عن النجم الغيطي عن شيخ الإسلام زكريا الأنصاري عن الحافظ ابن حجر العسقلاني بسنده عن البخاري. وتلقى أيضًا العلم على أيدي الشيخ الأجهوري، والشيخ يوسف الغليشي، والشيخ عبد المعطي البصير، والشيخ ياسين الشامي، وغيرهم من العلماء والمشايخ الذين رسموا لحياته منهجًا سار على خطواته حتى توفاه الله. وقد درس الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي علوم الأزهر المقررة حينئذ مثل: التفسير، والحديث، والتوحيد، والتصوف، والفقه، وأصول الفقه، وعلم الكلام، والنحو، والصرف، والعروض، والمعاني والبيان، والبديع والأدب، والتاريخ، والسيرة النبوية، وأيضًا درس علوم المنطق، والوضع والميقات، ودرس أمهات الكتب في كل هذه العلوم السالفة الذكر على أيدي شيوخ عظماء بعلمهم وخلقهم. وقد ظل الشيخ عشرات السنين يعلم ويتعلم، ويفيد ويستفيد من العلم والعلماء، وظل يروي طيلة حياته ويُروى عنه، وبات يضيف ويشرح ويعلق على كل ما يقع بين يديه وتقع عيناه، فأفاد بلسانه وقلمه جمهرة كبيرة من العلماء الذين كانوا يعتزون به وبالانتماء إليه، والنهل من علمه الغزير، ومعرفته الواسعة.
تلاميذه ودورهم في رفع شأن الإسلام:
من تلاميذ الشيخ الخراشي: الشيوخ: أحمد اللقاني، ومحمد الزرقاني، وعلي اللقاني، وشمس الدين اللقاني، وداود اللقاني، ومحمد النفراوي، والشيخ أحمد النفراوي، والشبراخيتي، وأحمد الفيومي، وإبراهيم الفيومي، وأحمد المشرفي، والعلامة عبد الباقي القليني (الذي تولى مشيخة الأزهر وأصبح رابع المشايخ)، والشيخ علي المجدولي، والشيخ أبو حامد الدمياطي، والعلامة شمس الدين البصير السكندري، وأبو العباس الديربي صاحب المؤلفات القيمة والعديدة، وتتلمذ على يديه الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي أصبح شيخًا للأزهر. وكل هؤلاء المشايخ الذين تتلمذوا على يديه حملوا لواء العلم والمعرفة من بعده، وكان لهم الدور البارز في رفع شأن الإسلام واللغة العربية، وكلهم أصبحت لهم مكانتهم المرموقة، وتتلمذ على أيديهم الألوف من طلاب العلم والمعرفة.
أخـــلاقه:
كان الشيخ الخراشي -رحمه الله- متواضعًا عفيفًا، واسع الخلق، كثير الأدب والحياء، كريم النفس، حلو الكلام، يُسَخِّر نفسه لخدمة الناس وقضاء حاجاتهم بنفسه، واسع الصدر، تعلم على يديه طلاب العلم من شتى بقاع الأرض يسألونه ويستمعون إليه ويناقشونه دون ضيق منه أو تذمر، رحب الأفق لا يمل ولا يسأم. قال عنه الشيخ علي الصعيدي العدوي المالكي في حاشيته التي جعلها على شرحه الصغير لمتن خليل: هو العلامة الإمام والقدوة الهمام، شيخ المالكية شرقًا وغربًا، قدوة السالكين عجمًا وعربًا، مربي المريدين، كهف السالكين، سيدي أبو عبد الله بن علي الخراشي. انتهت إليه الرياسة في مصر حتى إنه لم يبق بها في آخر عمره إلا طلبته، وطلبة طلبته، وكان متواضعًا عفيفًا، واسع الخلق، كثير الأدب والحياء، كريم النفس، جميل المعاشرة، حلو الكلام، كثير الشفاعات عند الأمراء وغيرهم، مهيب المنظر، دائم الطهارة، كثير الصمت، كثير الصيام والقيام، زاهدًا، ورعًا، متقشفًا في مأكله وملبسه ومفرشه وأمور حياته، وكان لا يصلي الفجر صيفًا ولا شتاء إلا بالجامع الأزهر، ويقضي بعض مصالحه من السوق بيده، وكذلك مصلحة بيته في منزله. ويقول عنه من عاشره: ما ضبطنا عليه ساعة هو فيها غافل عن مصالح دينه أو دنياه، وكان إذا دخل منزله يتعمم بشملة صوف بيضاء، وكان لا يَملُّ في درسه من سؤال سائل، لازم القراءة لا سيما بعد شيخه البرهان اللقاني، وأبي الضياء علي الأجهوري. وكان يقسم متن خليل في فقه المالكية إلى نصفين، نصف يقرؤه بعد الظهر عند المنبر كتلاوة القرآن، ويقرأ نصفه الثاني في اليوم التالي، وكان له في منزله خلوة يتعبد فيها، وكانت الهدايا والنذور تأتيه من أقصى بلاد المغرب،
وغيرها من سائر البلاد، فلا يمس منها شيئًا، بل كان يعطيها لمعارفه والمقربين منه يتصرفون فيها.
منزلـتــه:
لقد ذاع صيته، وطارت شهرته وسمت مكانته -رحمه الله- بين العامة والخاصة، فكان الحكام يقبلون شفاعته، وكان الطلبة يقبلون على دروسه وينهلون من معارفه الفياضة التي لا تنضب، وكان العامة يفدون إليه لينالوا من كرمه ويهتدون بعلمه وخلقه. قال عنه الجبرتي: هو الإمام العلامة والحبر الفهامة، شيخ الإسلام والمسلمين ووارث علوم سيد المرسلين، وقد ذاعت شهرته أيضًا في البلاد الإسلامية حتى بلغت بلاد المغرب وأواسط أفريقيا حتى نيجيريا، وبلاد الشام والجزيرة العربية واليمن، وقد مكَّن الشيخ من بلوغ هذه الشهرة انتشار طلابه وكثرتهم في أقطار عديدة، واشتهاره بالعلم والتقوى. وقال عنه المرادي في سلك الدرر: الإمام الفقيه ذو العلوم الوهبية والأخلاق المرضية، المتفق على فضله، وولايته، وحسن سيرته. واشتهر في أقطار الأرض كبلاد المغرب، والشام، والحجاز، والروم، واليمن، وكان يعير من كتبه، ومن خزانة الوقف بيده لكل طالب، إيثارًا لوجه الله.
مــؤلـفــاتــــه:
كان الشيخ واسع العلم متنوع الثقافة، وخاصة في تفسير القرآن الكريم، وفي الفقه على مذهب الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه، لذا ترك مكتبة عربية وإسلامية ثرية بمؤلفاته التي امتلأت باللآلئ والجواهر، قلما يوجد لها مثيل، ومن كتبه:
1- رسالة في البسملة، وهو شرح لهذه الآية الكريمة. 2- الشرح الكبير على متن خليل، في فقه المالكية، في ثمانية مجلدات. 3- الشرح الصغير لمختصر خليل على متن خليل أيضًا، في أربعة مجلدات. 4- منتهى الرغبة في حل ألفاظ النخبة، وهو شرح لكتاب نخبة الفكر للعلامة ابن حجر العسقلاني، في مصطلح الحديث. 5- الفرائد السنية في حل ألفاظ السنوسية في التوحيد. 6- الأنوار القدسية في الفرائد الخراشية، وهو شرح للعقيدة السنوسية الصغرى، المسماة (أم البراهين). 7- حاشية على شرح الشيخ على إيساغوجي في المنطق، وهو من أشهر كتب المنطق.
ولايتــه للـمــشيـخــة:
تكاد الروايات تجمع على أن الشيخ الخراشي -رحمه الله- أول من تولى
منصب شيخ الأزهر، وجميعها تذكر أنه نال هذا المنصب عن جدارة واستحقاق، فقد
ولي الشيخ -رحمه الله- مشيخة الأزهر سنة 1090هـ = 1679م، وكان عمره وقتذاك
حوالي ثمانين عامًا، واستمر في المشيخة حتى توفاه الله تعالى.
وفــــاتـــه:
_ وافاه أجله المحتوم -رحمه الله- صبيحة يوم الأحد السابع والعشرين من
شهر ذي الحجة سنة (1101هـ = 1690م) عن عمر يناهز التسعين عامًا.
دفن الشيخ الخراشي -رحمه الله- مع والده بوسط قرافة المجاورين، وقبره
معروف، تاركًا للأزهر ما يقرب من عشرين مؤلفًا، ما زالت من أهم المراجع للعلماء.
مصادر ترجمته:
- الأزهر، تاريخه وتطوره، علي عبد العظيم، وآخرون ص 283.
- الأزهر في ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي.
- الأعلام للزركلي 6/240، 241.
- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 4/62.
- شيوخ الأزهر، أشرف فوزي صالح، ص(5 - 9).
- صفوة ما انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر، محمد الأفراني، ص205.
- عجائب الآثار في التراجم والأخبار، للجبرتي 1/166.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، الشيخ سليمان رصد الزياتي.
- مقدمة حاشية الصعيدي على شرح الخراشي لمتن خليل.
---------------------
(1)ينظر تاج العروس مادة (خ ر ش).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الثانى
الإمام إبراهيم بن محمد البرماوي
الشيخ العلامة الإمام: إبراهيم بن محمد بن شهاب الدين بن خالد، برهان
الدين البرماوي، الأزهري، الشافعي، الأنصاري، الأحمدي، شيخ الجامع الأزهر(1) .
مكان الميلاد:
ولد في قرية (بِرْما)، التابعة لمركز طنطا، بمحافظة الغربية.
نسبته:
يظهر من اسمه أنه من منسوب إلى بلده (بِرمة) -بكسر الباء- من أعمال
محافظة الغربية.
نشأته ومراحل تعليمه:
نزح الشيخ -رحمه الله- إلى القاهرة، والتحق بالأزهر الشريف، وتعلم على أيدي علمائه الذين أفادوه، ودرس الشيخ علوم الأزهر المقررة على الطلبة في زمنه -كعلوم الشريعة الإسلامية واللغة العربية وما يتصل بهما. وتلقى الشيخ البرماوي -رحمه الله- تعليمه على أيدي كبار العلماء كالشمس الشوبري، والمزاحي، والبابلي، والشبراملسي (تلميذ الشيخ الخراشي)- وهم من كبار العلماء في عصره، رحمهم الله جميعًا. ولكنه لازم دروس الشيخ أبي العباس شهاب الدين أحمد بن أحمد بن سلامة القليوبي^(2) <#2> ، والشيخ القليوبي كان واسع الثقافة، غزير العلم، كان يتهافت على دروسه طلبة العلم للانتفاع بمصنفاته وتوجيهاته، والاستفادة من علمه، وقد احتفى الشيخ القليوبي بالشيخ البرماوي لما رآه من نبوغه، مما جعل الشيخ البرماوي يتصدى للتدريس والجلوس مكان الشيخ القليوبي، رحمهما الله.
تلاميذه:
درَّس الشيخ البرماوي -رحمه الله- لكثير من الطلبة الذين أصبحوا بعد ذلك من جهابذة العلماء، مثل العلامة العجلوني، والشيخ علي بن المرحومي، ومن ألمعهم الشيخ إبراهيم بن موسى الفيومي الذي وُلِّيَ منصب شيخ الجامع الأزهر، وكان ترتيبه السادس فيمن تولوا المشيخة.
منزلته:
كان الشيخ البرماوي -رحمه الله- حجة في فقه الشافعية، وكان واسع الثقافة، غزير العلم، تهافت الطلبة على دروسه للانتفاع بمصنفاته وتوجيهاته، وللاستفادة من ثقافته المتنوعة.
مــؤلــفــاتـــه:
ترك الشيخ البرماوي -رحمه الله- عدة مصنفات في الحديث، وفقه الشافعية، والفرائض، والمواريث والتصوف، منها:
1- حاشية على شرح الشيخ يحيى القرافي لمنظومة ابن فرح الإشبيلي، في علم مصطلح الحديث.
2- حاشية على شرح ابن قاسم (الغزي)، في الفقه الشافعي.
3- رسالة في أحكام القول من مغلظ كلب وخنزير في الفقه على مذهب الإمام الشافعي رضي الله عنه.
4- حاشية على شرح السبط (وهو المارديني ت 907هـ) على الرحبية في الفرائض (المواريث).
5- الميثاق والعهد فيمن تكلم في المهد.
6- رسالة في الدلائل الواضحات في إثبات الكرامات، والتوسل بالأولياء بعد الممات، وهي في التصوف والتوحيد.
ولايته للمشيخة:
وُلِِّي الشيخ البرماوي -رحمه الله- مشيخة الأزهر سنة (1101 هـ / 1690م)،
فهو ثاني من تولى مشيخة الأزهر الشريف، وهذا مثبت من المصادر التاريخية، إلا أن صاحب كنز الجوهر أغفله، وجعل الشيخ النشرتي هو الشيخ الثاني للأزهر متابعًا في هذا الجبرتي (2/121)، كما تابعه في هذا صاحب الخطط التوفيقية (4/31). والواقع: أن الشيخ النشرتي هو الشيخ الثالث للأزهر، وأنه ولي منصبه سنة 1106هـ، أما الفترة بين وفاة الشيخ الخراشي سنة 1101هـ، وولاية النشرتي سنة 1106هـ، فقد ولي الأزهر فيها الشيخ الإمام البرماوي، وقد صحح العلامة السيد أحمد رافع الطهطاوي خطأ الجبرتي ومن تابعه، فقال في كتابه (القول الإيجابي في ترجمة العلامة شمس الدين الإنبابي): «الشيخ محمد النشرتي المالكي، ثالث شيوخ الأزهر إلى أن توفي في 28 من ذي الحجة سنة 1120هـ، وهذا خلافًا لما وقع في موضع من تاريخ الجبرتي... وإن تبعه في ذلك صاحب الخطط التوفيقية».
وفاته:
توفي الشيخ البرماوي -رحمه الله- سنة 1106هـ / 1695م.
مصادر ترجمته:
- الأزهر في ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي.
- الأعلام للزركلي 1/67، 68.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار في التراجم والأخيار، للجبرتي.
- القول الإيجابي في ترجمة العلامة شمس الدين الإنبابي، السيد أحمد رافع الطهطاوي.- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
------------------
(1)ينظر: عجائب الآثار 1/173.
(2)ينظر: ترجمته في الأعلام للزركلي 1/92.
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الثالث
الإمام محمد النشرتي
هو الإمام العالم السيد محمد النشرتي المالكي، أحد علماء الأزهر الشريف، ومن أبرز أعلام المذهب المالكي
نسبته:
ينسب الشيخ النشرتي -رحمه الله- إلى بلده التي وُلِد فيها (نشرت)، وهي تابعة لمركز قلين، بمحافظة كفر الشيخ، التي كانت تسمى مديرية الفؤادية.
نشأته ومراحل تعليمه:
انتقل الشيخ من بلدته إلى القاهرة في صباه ليلتحق بالأزهر، ويتلقى تعليمه على أيدي الشيوخ الأجلاء فيه. واجتهد في تحصيله للعلم، وتقدم على أقرانه، وصارت له مكانة مرموقة، وبلغ في التدريس مكانة عظيمة جعلت طلاب العلم يتوافدون على مجلسه من جميع أنحاء العالم الإسلامي، وظل الشيخ النشرتي يتصدر حلقات الدرس حتى اختير لمشيخة الجامع الأزهر سنة 1106هـ/1695م، بعد وفاة الشيخ البرماوي. وقد أقر المؤرخون أن الشيخ النشرتي تزعم علماء المالكية في عصره، وأنه مع توليه للمشيخة وقيامه لمهامها حرص على أن يبقى مدرسًا، وألا تنفض حلقته الدراسية. ولم تصرفه أعماله الإدارية -التي يتطلبها موقعه كشيخ للأزهر- عن أداء رسالته التربوية التي كرَّس لها جل وقته، وعبأ لها نفسه وعلمه وأعطاها كل جهده؛ لأنه كان مؤمنًا بأن العلم عبادة. وكانت للشيخ النشرتي -بإجماع علماء عصره- موهبة فذة في الشرح والتوضيح والإبانة، مما جذب لحلقات درسه الطلاب من جميع بلاد العالم الإسلامي... واستمر الإمام
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام الخامس
الإمام محمد شنن
ولد عام 1056هـ/1656هـ تقريبًا، وكان مولده بقرية الجدية التابعة لمركز رشيد بمديرية البحيرة، وهي قرية تقع على الشاطئ الغربي لفرع رشيد.
نشأته ومراحل تعليمه:
نشأ الشيخ في قريته، وحفظ فيها القرآن الكريم، ثم قصد الجامع الأزهر ليتلقى علومه على أيدي علمائه ومشايخه. جد الشيخ -رحمه الله- في تحصيل العلم، واجتهد في حفظ ما يمليه عليه مشايخه وعلماؤه فتقدم في العلم، وجلس في صفوف العلماء، وأصبح ذائع الصيت، وذا ذكر حسن. وقد اشترك الشيخ شنن في الفتنة التي حدثت بين فريقي الشيخ القليني والشيخ النفراوي، وكان مؤيدًا للشيخ أحمد النفراوي، فلما تدخل ولاة الأمر في ذلك صدرت الأوامر بنفيه إلى قريته الجدية، وتحديد إقامة الشيخ النفراوي في بيته.
منزلته:
كان الشيخ شنن -رحمه الله- واسع الثراء، فيذكر الجبرتي أنه كان مليئا متمولا أغنى أهل زمانه بين أقرانه ... ترك لابنه ثروة طائلة فكان بها من صنف الذهب البندقي أربعون، خلاف الجنزولي والطولي، وأنواع الفضة، والأملاك والضياع، والوظائف، والأطيان... وغير ذلك، وكان له مماليك وعبيد وجوارٍ، ومن مماليكه أحمد بك شنن الذي أصبح من كبار حكام المماليك وصار صنجقًا، أي: من كبار ولاة الأقاليم. ومع ثرائه العريض كان غزير العلم، واسع الاطلاع، من كبار الفقهاء، عالما جليلا، وفقيهًا مجتهدًا، وعلمًا من أعلام المالكية في زمانه. ويذكر المؤرخون أن الشيخ شنن -رحمه الله- رغم ثرائه العريض وأمواله الطائلة كان غزير العلم، واسع الاطلاع، ولم تصرفه أمواله عن تحصيل العلم ومتابعة تلاميذه والاطلاع الواسع على التراث العلمي المجيد. وقد أقام الشيخ شنن -رحمه الله- صديقه الشيخ محمد الجداوي وصيًّا على ابنه موسى، وذلك قبل وفاته، وقام الشيخ الجداوي بحراسة هذه الثروة على خير وجه، وسلمها إلى موسى ابن الشيخ شنن -رحمه الله- بعد بلوغه سن الرشد، ولم يمض وقت طويل -كما ذكر الجبرتي- حتى بدد الابن ثروة أبيه جميعها رغم ضخامتها، ومات بعد كل هذا الثراء مدينًا فقيرًا محتاجًا، لا يملك من ثروته شيئًا. وكان الشيخ ذا مكانة سامية مرموقة لدى الحكام، وقد لاحظ أثناء مشيخته
أن بعض جدران المسجد قد أصابها تصدع، فعزم على إصلاح ما فسد، وصعد إلى القلعة حيث يقيم الوالي العثماني علي باشا، وذلك يوم الخميس الموافق 15 من ربيع الأول عام 1232هـ/ 25 يناير عام 1720م، وقابل الشيخُ الوالي، وعرض عليه ما لاحظه في جدران المسجد، وقال له: المرجو من حضرتكم تكتبوا إلى حضرة مولانا السلطان، وتعرضوا عليه الأمر؛ لينعم على الجامع الأزهر بالعمارة، فإنه محل العلم الذي ببقائه بقاء الدولة، وله ولك الثواب من الملك الوهاب. ولما للشيخ من مكانة سامية أسرع الوالي بتحقيق مطلبه، ليس هذا فحسب، بل طلب الوالي من كبار المشايخ أن يقدموا مذكرات في هذا الشأن لترفع إلى السلطان، وأراد بذلك أن يدعم أقوال الشيخ شنن في هذا الشأن، ويضفي عليها المزيد من الأهمية لما للشيخ من احترام وهيبة لدى العلماء وولاة الأمر. واشترك الوالي، وكبار الأمراء والمماليك في وضع أختامهم على هذه المذكرات، وعرض الأمر على السلطان أحمد الثالث (1703م - 1730م)، واستجاب إلى طلب علماء الأزهر، وأوفد بعثة إلى مصر تحمل رده بالموافقة على طلب علماء الأزهر، وترميم ما تصدع من بناية الجامع الأزهر، واعتمد خمسين كيسًا ديوانيًّا من أموال الخزانة للإنفاق على ذلك الإصلاح.
مؤلفاته:
اكتفى الشيخ شنن -رحمه الله- بتدريس المؤلفات المعروفة في عصره، ولم تكن له مصنفات خاصة به، أو لم نعرف عن مصنفاته شيئًا، إذ أغفلت المصادر التي ترجمت له ذكر شيء عن كتبه وتلاميذه، وعلى أيدي مَنْ مِنَ العلماء تلقى دروسه.
ولايته للمشيخة:
توفي الشيخ النفراوي أثناء مشيخة الشيخ القليني للجامع الأزهر، الأمر الذي دعا علماء الأزهر للإجماع على تولية الشيخ محمد شنن لمشيخة الأزهر؛ لأن ثلاثتهم (الشيخ النفراوي، والشيخ القليني، والشيخ شنن) كانوا الأقطاب الثلاثة في ذلك العصر، وجميعهم على المذهب المالكي، الذي كانت المشيخة لا تخرج إلا منه غالبًا.
وفاته:
ظل الشيخ محمد شنن شيخًا للأزهر يشرف عليه، ويواصل البحث والتدريس حتى توفاه الله، وقد ناهز السبعين من عمره عام 1133هـ/1720م.
مصادر ترجمته:
- الأزهر في اثيى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- دور الأزهر في الحفاظ على الطابع العربي لمصر إبان الحكم العثماني للدكتور عبد العزيز محمد الشناوي، طبع دار الكتب سنة 1972م.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف: علي عبد العظيم.
الإمام السادس
الإمام إبراهيم موسى الفيومي
ولد الشيخ الفيومي بمدينة الفيوم عام 1062هـ/1652م، ونشأ في بلدته حتى مطلع شبابه ثم قصد القاهرة ليلحق بالجامع الأزهر.
نشأته ومراحل تعليمه:
تلقى العلم على أيدي شيوخ عظماء، كان من أبرزهم الشيخ الخراشي أول شيوخ الجامع الأزهر، ذكر الجبرتي أن الشيخ الفيومي قرأ على الشيخ كتاب الرسالة) لأبي عبد الله بن زيد القيرواني وشرحها، مُعيدًا لها. وكان الشيخ الفيومي كثير القراءة طويل البحث حتى عُرِفَ بعلمه، وذاعت شهرته وملأت الآفاق. كان من رجال الحديث المعروفين بعلمهم وسعة اطلاعهم، فقد أخذ علم الحديث على أيدي علماء أجلاء، كيحيى الشهاوي، وعبد القادر الواطي، وعبد الرحمن الأجهوري، والشيخ البرماوي أحد مشايخ الجامع الأزهر، والذي ترك بصماته العلمية على الشيخ الفيومي، والشيخ محمد الشرنبابلي، وغيرهم. كما أخذ بقية العلوم عن شيوخ أعلام، مثل: الشبراملسي، والزرقاني، والشهاب أحمد البشبيشي، والشيخ الغرقاوي، وعلي الجزايرلي الحنفي.
تلاميذه:
نهل من علم الشيخ الفيومي -رحمه الله- الكثيرون من طلبة العلم، وتربوا على يديه، وحملوا مشاعل النور من بعده، منهم: الفقيه الزاهد الشيخ محمد بن عيسى يوسف الدمياطي الشافعي، حيث درس علي يدي الشيخ الفيومي علوم المنطق والفلسفة، وتأثر الدمياطي بأستاذه وبمنهجه فألف حاشية على الأخضري في المنطق، وحاشية ثانية على السنوسية، كما تلقى الدمياطي الفقه المالكي على الشيخ الفيومي. ومن أبرز تلاميذ الشيخ الفيومي أيضًا الشيخ الصالح علي الفيومي المالكي، شيخ رواق أهل بلاده، وكان ذا باع طويل في علم الكلام، والشيخ علي بن أحمد بن مكرم الله الصعيدي العدوي المالكي، علم العلماء، وإمام المحققين، وعمدة المشايخ في عصره، وله مؤلفات عديدة قيمة، وانتهج أسلوب أستاذه وألف شرحًا للمقدمة العزية كما ألف حاشية على الأخضري.
أخــلاقــه:
كان الشيخ الفيومي عالمًا ورعًا، وقف بجوار تلاميذه وساندهم كما علمهم، وخرج من تحت يديه علماء المالكية الأفذاذ المشهود لهم بالعلم الواسع، والبحث الغزير إلى جانب التقوى والزهد، وكان أستاذهم مثلا أعلى وقدوة في كل ما قاموا به ووصلوا إليه. وقد كان التدريس بالأزهر من أولى اهتمامات الشيخ الفيومي، فكان يوليه عنايته، ويعطيه الجزء الأكبر من وقته وعلمه ورعايته واهتمامه فكان -بحق- كما أجمع على ذلك علماء عصره، ومن جاءوا بعده -خير أستاذ لخير تلاميذ، وكانوا خير تلاميذ لخير أستاذ.
منزلته:
احتل الشيخ الفيومي -رحمه الله- مكانة مرموقة بين أقرانه من علماء عصره؛ لأنه كان متبحرًا في علوم اللغة، وعلوم الحديث، وعلم الصرف. وكان الشيخ الفيومي -رحمه الله- ذا موهبة فذة في فن التدريس، وقد ترك بصمات واضحة وآثارًا عميقة في نفوس تلاميذه متأثرًا في ذلك بأستاذه الشيخ الخراشي الذي أعطاه علمًا غزيرًا، وتجربة كبيرة ثرية. واختص لنفسه طريقة في الدرس، حيث كان يقف بعد انتهاء درس الشيخ الخراشي فيلخص ما ألقاه الشيخ على طلبته، فأعطاه ذلك خبرة واسعة ومدارك رحبة.
مؤلفاته:
ألَّف الشيخ الفيومي -رحمه الله- في علم الصرف شرحًا قيمًا لكتاب (المقدمة العزية للجماعة الأزهرية في فن الصرف)، وهذه المقدمات كانت من تأليف أبي الحسن علي بن محمد الشاذلي المالكي، المتوفى سنة 939هـ، وقد قام بشرحها العديد من العلماء قبل الشيخ الفيومي، ولكن شرحه لها جاء في جزأين كبيرين، وكان شرحًا مفصلا واضحًا دقيقًا وافيًا، لم يصل إلى مستواه من شرحها قبله، ولم يدركه من جاء بعده.
ولايته للمشيخة:
تولى الشيخ الفيومي -رحمه الله- مشيخة الأزهر بإجماع العلماء والشيوخ عام 1133هـ /1720م، وذلك عقب وفاة الشيخ شنن.
وفــاتــه:
توفي الشيخ الفيومي -رحمه الله- عام 1137هـ/1724م، وهو في سن الخامسة والسبعين، وكان آخر من ولي مشيخة الأزهر من المالكية بعد أن استمرت فيهم ما يقرب من نصف قرن..
مصادر ترجمته:
_- الأعلام للزركلي 1/76.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
يتبع إن شاء الله
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام السابع
الإمام عبد الله الشبراوي
الإمام عبد الله الشبراوي
أبو محمد جمال الدين عبد الله بن محمد بن عامر بن شرف الدين، الشبراوي، الشافعي.
الميلاد:
ولد سنة 1091هـ، وقيل: سنة 1092هـ/1681م.
نشأته ومراحل تعليمه:
تلمذ الشيخ الشبراوي -رحمه الله- للإمام الخراشي، الشيخ الأول للأزهر، ونال إجازته(1) وهو دون العاشرة، ومن أساتذته المرموقين العلامة الأديب الشاعر الشيخ حسن البدري، وكان من الشعراء الممتازين في زمنه، وله ديوانين من الشعر، وقد روى الجبرتي بعض قصائده، ويظهر أن الشيخ الشبراوي تأثر بأدبه، كما أنه تلمذ عليه في علم الحديث، وتلقى الفقه عن العلامة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد الثحلى الشافعي المكي، ومن شيوخه الممتازين الشيخ خليل بن إبراهيم اللقاني، والشيخ محمد بن عبد الرازق الزرقاني، والشيخ أحمد النفراوي، والشيخ عبد الله بن سالم البصري. ومن أعلام شيوخه: الشيخ الإمام الفقيه الفرضي(2) صالح بن حسن البهوي، كما أخذ عن علامة الفنون: شمس الدين الشرنبلالي شيخ مشايخ الجامع الأزهر.
تلاميذه:
من تلاميذه النابهين، الإمام الفصيح الشيخ إبراهيم بن محمد بن عبد السلام الرئيس الزمزمي المكي الشافعي، والوالي عبد الله باشا بن مصطفى باشا الكوبريلي -أو الكبوري نسبة إلى بلدة كبور- الذي ولاه السلطان محمود خان الخليفة العثماني ولاية مصر، وكان شاعرًا أديبًا وعالما جليلا، ما كاد يلي منصب الولاية حتى اتصل بكبار العلماء والأدباء والشعراء في مصر، وتلقى عنهم معارفه واستجازهم في الرواية عنهم. ومنهم الشيخ أحمد بن عيسى العماوي المالكي، وقرأ عليه صحيح البخاري، ومسلم، والموطأ، وسنن أبي داود، وابن ماجه، والنسائي، والترمذي، وغيرها.
أخلاقه:
كان الشيخ الشبراوي -رحمه الله- كريم النفس، واسع الأفق، رحب الصدر، يدافع عن أولياء الله من العلماء والصالحين، حكيمًا في تصرفه، ويتجلى تسامحه
في موقفه من المسيحيين، فيذكر الجبرتي أن نصارى الأقباط قصدوا الحج إلى بيت المقدس، وكان كبيرهم إذ ذاك (نوروز) كاتب رضوان كتخدا، فكلم الشيخ عبد الله الشبراوي في ذلك، فكتب له فتوى وجوابًا ملخصه أن أهل الذمة لا يمنعون من دياناتهم وزياراتهم(3) ، فهلل الأقباط لهذا وفرحوا به، إلا أن البعض لم تعجبه هذه الفتاوى وثاروا ضد الشيخ الشبراوي، لكن الشيخ لم يخطئ في الفتوى.
منزلته:
الإمام الشبراوي شخصية فذة، جمعت بين مواهب عديدة، فهو شاعر ممتاز بالنسبة لعصره، وكاتب مرموق بالنسبة إلى عصره، وهو إلى هذا عالم فقيه، يمتاز بالتعمق في دراسة الفقه وأصوله، والحديث وعلم الكلام. وإلى هذا أشار الجبرتي بقوله في ترجمته: «الإمام، الفقيه، المحدث، الأصولي، المتكلم، الماهر، الشاعر، الأديب»(4) ، وقد اجتمعت له الوراثة الصالحة والبيئة العلمية المناسبة، فنمت مواهبه وأينعت وتفتحت عن أطيب الثمرات في عصره، أما وراثته فيحدثنا عنها الجبرتي فيذكر أنه «من بيت العلم، والجلالة، فجده عامر بن شرف الدين ترجمه الأميني في الخلاصة(5) ووصفه بالحفظ والذكاء»(6) .وقد نال الشيخ الشبراوي -رحمه الله- شهرة عظيمة، وكانت له مكانة سامية عند الحكام والولاة، ومن يحيط بهم. قال الجبرتي عنه: «لم يزل يترقى في الأحوال والأطوار ويفيد ويملي ويدرس حتى صار أعظم الأعاظم، ذا جاه ومنزلة عند رجال الدولة والأمراء ونفذت كلمته، وقبلت شفاعته، وصار لأهل العلم في مدته رفعة مقام ومهابة عند الخاص والعام وأقبلت عليه الأمراء وهادوه بأنفس ما عندهم»(7) . وعلى الرغم من هيبته وجلاله وعلو منصبه، فإنه كان يستجيب لنوازع المشاعر الوجدانية، فيعبر عن هذا في شعر رقيق، ومن أعذب قصائده الغزلية الرقيقة المشهورة التي استهلها بقوله:
وحقك أنت المنى والطلب وأنت المراد وأنت الأرب
ولي فيك يا هاجري صبوة تحير في وصفها كل صب
ولا عجب أن يلهج العلماء بالشعر الفني الجميل، فقد مدح الشعراء النبي صلى الله عليه وسلم واستهلوا مدائحهم بالغزل الرقيق العفيف، فقد فعل هذا حسان والأعشى والنابغة الجعدي، وظلوا ينسجون على هذا المنوال وحسبنا قصيدة البردة. وكان الشيخ الشبراوي -رحمه الله- يستغل مواهبه الشعرية في نظم بعض العلوم لتسهيل حفظها على الطلاب بمثل نظمه للآجرومية في علم النحو.
مؤلفاته:
- مفاتح الألطاف في مدائح الأشراف، وهو ديوان شعر للمؤلف طبع مرارًا.
- الإتحاف بحب الأشراف، طبع بمصر سنة 1316هـ.
- الاستغاثة الشبراوية.
- عروس الآداب وفرحة الألباب في تقويم الأخلاق، ونصائح الحكام، وتراجم الشعراء، توجد منها نسخة خطية في ليدن.
- عنوان البيان وبستان الأذهان في الأدب والأخلاق والوصايا والنصائح، طبع بمصر مرارًا.
- نزهة الأبصار في رقائق الأشعار، منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- شرح الصدر في غزوة بدر، طبع بمصر سنة 1303هـ.
- نظم بحور الشعر وأجزائها، منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- شرح الرسالة الوضعية العضدية في علم الوضع، وهي من تأليف القاضي عضد الدين عبد الرحمن بن أحمد الإيجي، المتوفى سنة 765هـ، وقد شرحها كثيرون، ومنهم الإمام الشبراوي، وتوجد منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- العقد الفريد في استنباط العقائد من كلمة التوحيد، وهي رسالة موجزة في بضع ورقات، منه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- عنوان البيان ونسيان الأذهان في البلاغة.
- إجازة من الإمام الشبراوي إلى الوزير الوالي عبد الله بن مصطفى باشا الكوبريلي أجازه فيها بكل ما تلقاه عنه، منها نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- سند الشبراوي، ذكر فيه مشايخه ومروياته، كتبه في أواخر رمضان سنة 1142هـ، توجد منه عدة نسخ خطية بدار الكتب المصرية، وبعضها عليه توقيعه بخطه.
ولايته للمشيخة:
_ ولي الشيخ الشبراوي -رحمه الله- مشيخة الأزهر عام 1137هـ/1724م، وكان أول من يلي مشيخة الأزهر من مشايخ المذهب الشافعي.
وفاته:
توفي الشيخ الشبراوي رحمه الله في صبيحة يوم الخميس سادس ذي الحجة ختام سنة 1171 هـ، وصُلِّي عليه بالأزهر في مشهد حافل عن ثمانين سنة
تقريبًا(8) ، وجاء في سلك الدرر أن وفاته -رحمه الله- كانت سنة اثنين وسبعين ومائة وألف، ودفن بتربة المجاورين(9) .
مصادر ترجمته:
_- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأزهر في ألف عام، محمد عبد المنعم خفاجي 2/342، 343.
- الأعلام للزركلي 4/130.
- دور الأزهر في الحفاظ على الطابع العربي لمصر إبان الحكم العثماني للدكتور عبد العزيز محمد الشناوي، طبع دار الكتب سنة 1972م.
- سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر، محمد خليل المرادي، القاهرة: دار الكتاب الإسلامي.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
----------------------
(1)الإجازة معناها: الإذن له برواية ما سمعه منه.
(2)الفرضي: العالم بالفرائض، وهي أنصبة المواريث.
(3)عجائب الآثار 2/239، 240.
(4)عجائب الآثار 2/120.
(5)هو صاحب كتاب خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر، وهو: محمد أمين بن
فضل الله المحبي، ت 1111هـ.
(6)عجائب الآثار 2/120.
(7)عجائب الآثار 2/120.
(8) عجائب الآثار للجبرتي.
(9)سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر 3/107.
الإمام الثامن
الإمام محمد بن سالم الحفني
الإمام محمد بن سالم الحفني
نجم الدين أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني الشافعي الخلوتي، ينتهي نسبه إلى سيدنا الحسين بن علي -رضي الله عنهما-، من جهة أم أبيه السيدة: ترك بنت السيد سالم بن محمد.
الميلاد:
ولد الشيخ الحفني 1100هـ/1688م، بقرية حفنا إحدى قرى مركز بلبيس التابع لمحافظة الشرقية.
نسبته:
انتسب الشيخ إلى قرية (حفنا) التي ولد ونشأ بها.. قال الجبرتي: «والنسبة إليها حفناوي وحفني وحفنوي، وغلبت عليه النسبة حتى صار لا يذكر إلا بها».
نشأته ومراحل تعليمه:
نشأ الشيخ بقريته وحفظ بها القرآن الكريم حتى سورة الشعراء، وأشارالشيخ عبد الرؤوف البشبيشي على أبيه بإرساله إلى الأزهر، واقتنع أبوه بذلك، وأرسله إلى الأزهر وهو في سن الرابعة عشرة، فأتم فيه حفظ القرآن الكريم، ثم اشتغل بحفظ المتون، فحفظ ألفية ابن مالك في النحو، والسلم في المنطق، والجوهرة في التوحيد، والرحبية في الفرائض، ومتن أبي شجاع في فقه الشافعية، وغير ذلك من المتون. وأقبل على تحصيل وحفظ دروسه واجتهد في ذلك، وأفاد من شيوخه وتبحر في النحو، والفقه، والمنطق، والحديث، والأصول، وعلم الكلام، وبرع في العروض، وظهرت مواهبه الشعرية بالفصحى والعامية، كما برع في كتابة النثر طبقًا لأسلوب عصره، ومهر في العلم، وحاز على ثقة شيوخه، فمنحوه إجازة بالإفتاء والتدريس، فدرس بمدرسة السنانية والوراقين، ثم بالمدرسة الطيبرسية التي أنشأها الأمير علاء الدين طيبرس الخازندار عام 709هـ. ومن أشهر مشايخه الذين أجازوه العلامة: محمد البديري الدمياطي، الشهير بابن الميت الذي أخذ عنه التفسير والحديث، وإحياء علوم الدين للإمام الغزالي، وصحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، والنسائي، وابن ماجه والموطأ، ومسند الشافعي، والمعاجم الثلاثة للطبراني الكبير والأوسط والصغير، وصحيح ابن حبان، والمستدرك للنيسابوري، وحلية الأولياء لأبي نعيم. ومن شيوخه أيضًا: الشيخ محمد الديربي، والشيخ عبد الرؤوف البشبيشي، والشيخ أحمد الملوي، والشيخ محمد السجاعي، والشيخ يوسف الملوي، والشيخ عبده الديوي، والشيخ محمد الصغير، والشيخ محمد بن عبد الله السجلماسي، والشيخ عيد بن علي النمرسي، والشيخ مصطفى بن أحمد العزيزي، والشيخ محمد بن إبراهيم الزيادي، والشيخ علي بن مصطفى السيواسي الحفني (الضرير)، والشيخ عبد الله الشبراوي (أحد شيوخ الأزهر) والشيخ أحمد الجوهري، والشيخ محمد بن محمد البليدي.
تــلاميذه:
كان للشيخ الحفني -رحمه الله- طلاب يفدون عليه من كل جانب، فقد جلس الشيخ للتدريس وهو صغير السن، وشهد له علماء عصره بالتقدم والرسوخ. وقد درَّس لطلبته المصادر العميقة كالأشموني في النحو والصرف، وجمع الجوامع في أصول الفقه للسبكي، ومختصر السعد في البلاغة بعلومها الثلاث المعاني والبيان والبديع، والمنهج في الفقه الشافعي، واشتغل بعلم العروض حتى برع فيه، ذلك بالإضافة إلى الكتب الأخرى في الفقه، والمنطق، والأصول، والحديث، والتوحيد، كل ذلك ولم يكن قد تجاوز الثانية والعشرين من عمره.ومن تلاميذه أخوه يوسف الحفني، والشيخ إسماعيل الغنيمي، والشيخ علي الصعيدي العدوي، والشيخ محمد الغبلاني، والشيخ محمد الزهار.
ومن تلاميذه ومريديه في الطريقة الخلوتية:
الشيخ محمد السمنودي، والشيخ حسن الشبيني، والشيخ حسن السنهوري، والشيخ محمد الزعيري، والشيخ خضر رسلان، والشيخ محمود الكردي، والشيخ علي القناوي، والشيخ محمد الرشيدي، والشيخ يوسف الرشيدي، والشيخ محمد الشهير بالسقا،والشيخ محمد الفشني، والشيخ عبد الكريم المسيري، والشيخ أحمد العدوي، والشيخ أحمد الصقلي المغربي، والشيخ سليمان النبزاوي الأنصاري، والشيخ إسماعيل اليمني، والشيخ حسن المكي
أخــلاقــه:
كان الشيخ الحفني -رحمه الله- كريم الطبع، جميل السجايا، مهيب الجانب، متواضعًا، له صدقات ظاهرة وخفية، وأقبلت عليه الدنيا بخيرها، وذاق حلاوة الغنى بعد إملاق وشظف عيش، وضيق حال، فلم تبطره الثروة، وبذلها لمن يريدها، وكان آية في المروءة والسخاء.
منزلته:
قال عنه الجبرتي في عجائب الآثار: هو الإمام العلامة الهمام أوحد أهل زمانه علمًا وعملا، ومن أدرك ما لم تدركه الأوائل، المشهود له بالكمال والتحقيق، والمجمع على تقدمه في كل فريق، شمس الملة والدين محمد بن سالم الحفناوي الشافعي الخلوتي. شهد له أساتذته بالعلم والفضل، وزاده كرمه مكانة في النفوس ومحبة في القلوب، وقد بدأ حياته فقيرًا، فكان ينسخ المتون ويبيعها لطالبيها؛ ليساعده ذلك على العيش الكريم، ثم فرَّج الله كربه، وأقبلت عليه الدنيا، فترك النسخ إلى التعليم والتأليف، ولم يذله الفقر رغم ما كان فيه من ضيق اليد، وكان أديبًا شاعرًا وناثرًا، له مقطوعات شعرية وأزجال، ورسائل نثرية، غير أن شهرته العلمية طغت على شهرته الأدبية. وقد تسابق العلماء في عصره إلى استجازته وإلى الكتابة عنه، فقد ألف العلامة الشيخ حسن المكي، المعروف بشمة كتابًا في نسبه ومناقبه، وألف الشيخ محمد الدمنهوري المعروف بالهلباوي كتابًا في مناقب الشيخ ومدائحه.
ومما قيل في مدحه:
العالم اللسن الذي أوصافه* *بعبيرها تغني عن الروض الندي
ومن ارتدى برد المحامد يافعًا* *وتلفع الحسنى بأزكى محتد*
وسما على الأعلام من أهل الهدى* *بمآثر غر وحسن تودد*
ولكم له في كل علم غامض* *سِفرٌ تناهى في الكمال المفرد*
*أدب على النقاد دار حديثه* *متناسقًا كاللؤلؤ المتنضد*
مؤلفاته:
ترك الإمام الحفني عددًا من المصنفات العلمية والأدبية منها:-
حاشية على شرح الأشموني لألفية ابن مالك في النحو
حاشية على شرح الهمزية لابن حجر الهيتمي
.حاشية على الجامع الصغير للسيوطي في الحديث في جزأين.
حاشية على شرح الحفيد على مختصر جده السعد التفتازاني في البلاغة.
مختصر شرح منظومة المنيني الدمشقي في مصطلح الحديث.
الثمرة البهية في أسماء الصحابة البدرية في التاريخ.
حاشية على شرح المارديني للياسمينية في الجبر والمقابلة.
رسالة في فضل التسبيح والتحميد في الفضائل والآداب.
شرح المسألة الملفقة في تحليل المطلقة ثلاثًا.
- رسالة في التقليد في فروع أصول الفقه.
درر التنوير برؤية البشير النذير (وهي رسالة في الأحاديث المتعلقة برؤية النبي صلى الله عليه وسلم).
إجازة إلى أحمد ومحمد ولدي الشيخ أحمد الجوهري الكريمي (بخط المجيز) بدارالكتب المصرية.
إجازة إلى إسماعيل بن أحمد بن عمر بن صالح الحنفي الطرابلسي (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.
إجازة عثمان أفندي، شيخ الطريقة العقيلية، بخط الشيخ الحفني (نسخة بالمكتبة التيمورية).
- إجازة إلى محمد أفندي بن الحاج عبد الرحيم، بتاريخ 6 من ذي الحجة سنة 1176هـ.
- إجازة إلى محمد بن عربي المشاط المدني (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.
- إجازة إلى محمد الأمير (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.
- إجازة إلى الشيخ منصور بن مصطفى الحلبي.
- إجازة إلى يوسف بن محمد النابلسي (بخط المجيز) بدار الكتب المصرية.
- ثبت الحفني الكبير، ذكر فيه الشيخ الإمام مشايخه.
- سند الحفني الكبير، أورد فيه سنده لبعض الأحاديث والأوراد.
- مختصر ثبت الدمياطي الشهير بابن الميت، ذكر فيها الشيخ الحفني أسانيد شيخه الدمياطي.
ولايته للمشيخة
اختير الشيخ الحفني -رحمه الله- لمنصب شيخ الجامع الأزهر بعد وفاة الشيخ الشبراوي عام 1171هـ/1757م.
وفاته:
توفي الشيخ محمد بن سالم بن أحمد الحفني، يوم السبت الموافق 27 من ربيع الأول عام 1181هـ/1767م، عن عمر يناهز الثمانين عامًا، ودفن في اليوم التالي بعد الصلاة عليه في الجامع الأزهر في مشهد حافل وعظيم.
مصادر ترجمته:
الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر
. دور الأزهر في الحفاظ على الطابع العربي لمصر إبان الحكم العثماني للدكتور عبد العزيز محمد الشناوي، طبع دار الكتب سنة 1972م.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الإمام التاسع
الإمام عبد الرؤوف بن محمد السجيني
اسمه:
عبد الرؤوف بن محمد بن عبد الرحمن بن أحمد السجيني الشافعي الأزهري.
وكنيته (أبو الجود).
الميلاد:
ولد ببلدة (سجين) بمحافظة الغربية، سنة 1154هـ(1) .
نسبته:
نُسِبَ إلى بلدته (سجين).
نشأته ومراحل تعليمه:
حفظ القرآن الكريم، ولزم عمه (الشيخ السجيني) وكان من العلماء، كما كان والده أيضًا، رغم أن عمَّه هذا كان كفيف البصر إلا أنه كان من كبار العلماء، فقد كان فقيهًا نحويًّا أصوليًّا شافعيًّا. ويظهر أنه سليل أسرة اشتهرت بالعلم، فقد ذكر الجبرتي في حديثه عن الشيخ السيواسي أن العلامة الشيخ محمد السجيني والد الإمام كان إذا مَرَّ بحلقة درسه خفض من مشيته ووقف قليلا وأنصت لحسن تقريره، ثم يقول: سبحان الفتاح العليم(2) . ووصف هذا الشيخ والد الإمام بأنه: الأستاذ العلامة شيخ المشايخ محمد السجيني الشافعي الضرير، وأنه توفي سنة 1158هـ، ثم ذكر أنه تلقى العلم عن الشيخ مطاوع السجيني وغيره، وأنه كان إمامًا عظيمًا وفقيهًا نحويًّا أصوليًّا منطقيًّا، أخذ عنه الكثيرون، وذكر في وفيات سنة 1179هـ اسم العمدة العلامة والحبر الفهامة قدوة المتصدرين، ونخبة المتفهمين، النبيه المتفنن، الشيخ محمد بن إبراهيم بن يوسف الهيثمي الشافعي، الشهير بأبي الإرشاد... وذكر أنه تفقه على الشيخ عبد الله السجيني، وأنه تولَّى مشيخة رواق الشراقوة بالأزهر بعد وفاة خاله الشيخ عبد الرؤوف(3) ، ولعل الشيخ محمد السجيني الذي ذكره الجبرتي أولا هو والد الشيخ الإمام؛ لأنه كان يمر على دروس الشيخ السيواسي ويظهر إعجابه به، والشيخ السيواسي توفي سنة 1148هـ مع أن الشيخ محمد السجيني الأخير ولد سنة 1154هـ كما ذكر الجبرتي(4) . ومهما يكن من شيء فإن الإمام السجيني كان من أسرة اشتهرت بالعلم، وكان أستاذه الأكبر عمه الشيخ الشمس السجيني، وأنه لازم عمه حتى تخرج على يديه، وأنه خلفه في دراسة المنهج، ولعله (منهج الطلاب للأنصاري) فقد كان من الكتب المقررة الهامة في مذهب الشافعي بالأزهر(5) .
أخـــلاقـــه:
كان الشيخ السجيني -رحمه الله- من المعروفين بالعلم والتقوى، والحكمة، وحسن تدبير الأمور.
مـــــنزلــتــه:
كان الشيخ السجيني -رحمه الله- ذا مكانة عالية، وقد اشتهر ذكره قبل ولايته لمشيخة الأزهر بسبب حادثة وقعت في ذلك الحين، ذكرها الجبرتي في تاريخه، وخلاصتها أن أحد التجار بخان الخليلي تشاجر مع خادم فضربه الخادم وفَرَّ من أمامه فتبعه هو وآخرون من التجار، فدخل إلى بيت الشيخ السجيني لائذًا به، فاقتحم التجار البيت وضربه التاجر برصاصة أخطأته وأصابت شخصًا من أقارب الشيخ السجيني -رحمه الله- إصابة قاتلة فهرب الضارب، وطلبه الشيخ وأقاربه فامتنع عليهم، وتعصب له أهل خطته وأبناء جنسه، فاهتمَّ الشيخ السجيني -رحمه الله- بالأمر، وجمع المشايخ والقاضي، وحضر بهم جماعة من أمراء الوجاقلية، وانضمَّ إليهم الكثير من العامة، وثارت فتنة غلَّق الناس فيها الأسواق والحوانيت، واعتصم أهل خان الخليلي بدائرتهم وأحاط بهم الناس من كل جهة، وحضر أهل بولاق، وأهل مصر القديمة، وحدث صدام قتل فيه من الفريقين عدة أشخاص، واستمرَّ الحال على ذلك أسبوعًا... ثم اجتمع ذوو الرأي بالمحكمة الكبرى، وانتهى الأمر بالصلح(6) . وتدل هذه الحادثة على أن للشيخ منزلة مرموقة، وأنه غضب لغضبه مشايخ الأزهر، وجمهرة الشعب، حتى حضروا لنجدته من أطراف القاهرة، من حي بولاق ومصر القديمة، ومن المعروف أن الأمن لم يك مستتبًا في ذلك العصر. ولعل للشيخ من كنيته (أبي الجود) نصيب، ونحن نعلم أن الشعب كان يجل العلماء ويلوذ بهم في الأزمات ويلبي نداءهم في الشدائد.
مـــؤلــفــاتـــه:
لم نعثر فيما رجعنا إليه من مصادر وفهارس على مؤلفات له، ولعله آثر أن يقتدي بآثار السابقين، وأن يكون قدوة عملية لطلابه في السلوك والتدريس.
ولايته للمشيخة:
تولى الشيخ السجيني -رحمه الله- مشيخة الأزهر سنة 1181هـ، عقب وفاة الشيخ الحفني، ولكنه انتقل إلى رحمة ربه في العام التالي. كان الشيخ قبل ولايته لمشيخة الأزهر، تولَّى مشيخة رواق الشراقوة بالأزهر، وظل شيخًا له حتى بعد ولايته لمشيخة الأزهر، فلما مات خلفه فيه ابن أخته الشيخ محمد بن إبراهيم بن يوسف الهيتمي السجيني(7) .
وفــــاتـــه:
توفي في الرابع عشر من شهر شوال سنة 1182هـ، وصُلِّي عليه بالجامع الأزهر، ودفن بجوار عمه الشمس السجيني بأعلى البستان.
مصادر ترجمته:
- الأزهر في اثيى عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي.
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
-----------------------
(1)الأزهر خلال ألف عام 2/346.
(2)عجائب الآثار2/26.
(3)عجائب الآثار 3/268.
(4)عجائب الآثار 3/268.
(5)الأزهر تاريخه وتطوره ص 287.
(6) عجائب الآثار 2/303.
(7)عجائب الآثار 3/268.========================================================================================================
الإمام العاشر
الإمام أحمد بن عبد المنعم بن صيام الدمنهوري
ولد بمدينة دمنهور (وهي عاصمة محافظة البحيرة الآن) سنة 1101هـ.
نسبته:
نسب إلى مدينة دمنهور التي وُلِدَ بها.
نشأته ومراحل تعليمه:
كان الإمام الدمنهوري -رحمه الله- يتيمًا، وقدم القاهرة وهو صغير السن، فالتحق بالجامع الأزهر واشتغل بالعلم، وجدَّ في تحصيله، واجتهد في تكميله وأجازه علماء المذاهب الأربعة حتى عرف بالمذهبي، وكانت معرفته بالمذاهب الأربعة أكثر من أهلها قراءة وفهمًا ودراية. قال عنه الجبرتي: «قدم الأزهر وهو صغير يتيم لم يكفله أحد، فاشتغل بالعلم، وجال في تحصيله، واجتهد في تكميله، وأجازه علماء المذاهب الأربعة، وكانت له حافظة ومعرفة في فنون غريبة وتآليف، وأفتى على المذاهب الأربعة...»(1) . وقد عُرِفَ الإمام الدمنهوري بقوة حفظه، وكانت له معارف في فنون غريبة، كما كانت له معارف عظيمة في سائر العلوم والفنون العربية والدينية، وغيرها كالكيمياء، والطب، والفلك، والحساب، والطبيعة، والعلوم الرياضية، وعلم الإحياء، وعلوم الفلسفة، والمنطق. ويتحدث الشيخ بنفسه في ترجمة له عن حياته، فيقول: (أخذت عن أستاذنا الشيخ علي الزعتري خاتمة العارفين بعلم الحساب واستخراج المجهولات وما توقف عليها كالفرائض والميقات، وأخذت عنه وسيلة ابن الهائم ومعونته في الحساب، والمقنع لابن الهائم، ومنظومة الياسميني في الجبر والمقابلة والمنحرفات للسبط المارديني في وضع المزاول، وأخذت عن سيدي أحمد القرافي الحكيم بدار الشفاء -بالقراءة عليه- كتاب الموجز واللمحة العفيفة في أسباب الأمراض وعلامتها، وبعضًا من قانون ابن سينا، وبعضًا من كامل الصناعة، وبعضًا من منظومة ابن سينا الكبرى، والجميع في الطب....
أخــــلاقـــه:
كان الشيخ الدمنهوري -رحمه الله- كريمًا جوادًا في ماله يبذله لكل قاصد، وكان من عادته الجلوس للتدريس بمسجد الإمام الحسين بن علي رضي الله عنهما في شهر رمضان، وكان معروفًا بين تلاميذه وزملائه من العلماء أن لا يضع علمه في غير موضعه، ولذلك اتهمه البعض بالبخل في بذل العلم على الرغم من عطائه الوافر، ومصنفاته الكثيرة والمتنوعة، وربما كان السبب الرئيسي في هذه التهمة أن الشيخ الدمنهوري كان لا يضع علمه في غير أهله، ولذا فقد كان ينتقي من يتعلم على يديه.
منزلته:
كان الإمام الدمنهوري -رحمه الله- وحده أُمَّة في العلم والفضل ورِفْعة المقام، ولما زار الإمام -رحمه الله- مكة المكرمة حاجًّا سنة 1177هـ، استُقبل أعظم الاستقبال، فأتى حاكم مكة وعلماؤها لاستقباله، فكان الاستقبال كريمًا يليق بمكانة الإمام الدمنهوري وشخصه، وحين عودته من الحج إلى مصر، استقبله الناس بنفس الحفاوة التي لقيها في مكة المكرمة، ومدحه الشيخ عبد الله الإدكاوي بقصيدة يهنئه فيها بالعودة، فقال:
لقد سرنا وطاب الوقت وانشرحت صدورنا حيث صح العود للوطن
فأنت أمجدنا، وأنت أرشدنا وأنت أحمدنا في السرِّ والعلن
وأجلَّه (علي بك الكبير)، وكان يجلس إلى دروسه، وكان الإمام الدمنهوري رحمه الله - مهيبًا لدى أمراء المماليك، فلما نشبت الفتنة بين زعماء المماليك وأتباعهم من طائفتي (العلوية والمحمدية) فرَّ (حسن بك الجداوي) من زعماء العلوية أمام مطارديه، فلجأ لبيت الشيخ الدمنهوري، فلم يقدر أحد على اقتحام بيته حتى أجاره (إبراهيم بك). وكان لا يعود من دَرْسه إلا في وقت متأخرٍ من الليل، ويحرص على صلاة الفجر، وتحدَّى علماءَ عصره بما كان يطْرَحُ من أسئلة معجزة، ثم يقوم بالإجابة عنها، مما جعل (علي بك الكبير) يتخذه أستاذًا ويستشيره في كثير من أمور الدولة.
مــؤلــفــاتــه:
_ كشف اللثام عن مخدرات الأفهام في البسملة والحمدلة.
- حلية اللب المصون في شرح الجوهر المكنون (في البلاغة).
- اللطائف النورية في المنح الدمنهورية، وهو سند ذكر فيه ما أخذه عن مشايخه
وما درسه واستفاده بجهوده الخاصة، أو ما أخذه رواية ودراسة، ومنه نسخة خطية بدار الكتب المصرية.
- نهاية التعريف بأقسام الحديث الضعيف، وهو شرح لأربع أبيات من ألفية العراقي في مصطلح الحديث، ومنه نسخ في دار الكتب المصرية.
- درة التوحيد (منظومة في علم التوحيد).
- القول المفيد في شرح درة التوحيد، وهو شرح لمنظومته السابق ذكرها.
- الزايرجة، وهو شرح لكتاب (كشف الران عن وجه البيان) لمحيي الدين بن عربي، في التصوف.
- شرح الأوفاق العددية (وهو بحث في استنباط آفاق المستقبل عن طريق الأعداد)، ومنه نسخة خطية في دار الكتب المصرية.
- شفاء الظمآن بسر (يس قلب القرآن)، وهو شرح لمنظومة تتعلق بسورة يس، ذكرها أحمد بن ساعد في كتابه المسمى (روض العلوم).
- عقد الفرائد بما للمثلث من الفوائد، رتبه على مقدمة وثلاثة أبواب وخاتمة، في فضل العلم ومزدوجاته، توجد منه نسختان بدار الكتب.
- كيفية العمل بالزيارج العددية، مخطوط بدار الكتب المصرية.
- منتهى الإرادات في تحقيق الاستعارات- في البلاغة.
- سبيل الرشاد إلى نفع العباد- في الأخلاق.
- الفتح الرباني بمفردات ابن حنبل الشيباني - في فقه الحنابلة.
- رسالة عين الحياة في استنباط المياه - في الجيولوجيا.
- القول الصريح في علم التشريح - في الطب.
- منهج السلوك في نصيحة الملوك - في السياسة والأخلاق.
- الدرة اليتيمة في الصنعة الكريمة - في الكيمياء.
- إيضاح المبهم من متن السلم، وهو شرح على متن السلم في المنطق.
- الحذاقة بأنواع العلاقة، ذكره الجبرتي ولم يعين الفن الذي تناوله.
- حسن التعبير لما للطيبة من التكبير في القراءات العشر.
- تنوير المقلتين بضياء أوجه الوجوه بين السورتين.
- طريق الاهتداء بأحكام الإمامة والاقتداء على مذهب أبي حنيفة النعمان.
- إحياء الفؤاد بمعرفة خواص الأعداد - في الحساب.
- الدقائق الألمعية على الرسالة الوضعية العضدية للإيجي - في علم الوضع.
- منع الأثيم الحائر على التمادي في فعل الكبائر - أخلاق دينية.
- الأنوار الساطعات على أشرف المربعات - في الهندسة.
- حلية الأبرار فيما في اسم (علي) من الأسرار - تصوف.
- خلاصة الكلام على وقف حمزة وهشام - قراءات.
- إقامة الحجة الباهرة على هدم كنائس مصر والقاهرة - فتوى فقهية.
- فيض المنان بالضروري من مذهب النعمان.
- إتحاف البرية بمعرفة العلوم الضرورية.
- بلوغ الأرب في سيد سلاطين العرب.
- تحفة الملوك في علم التوحيد والسلوك (منظومة في مائة بيت).
ولايته للمشيخة:
تولَّى الشيخ الدمنهوري -رحمه الله- مشيخة الأزهر سنة 1182هـ، بعد وفاة الشيخ السجيني.
وفـــاتــه:
توفي الشيخ الدمنهوري -رحمه الله- يوم الأحد 11 من رجب عام 1192هـ الموافق 4 أغسطس سنة 1778م، في منزله ببولاق، فخرج بمشهد حافل مهيب، وصُلِّي عليه بالجامع الأزهر، ودفن بالبساتين.
مــصــادر تـرجــمـتـه:
- الأزهر في اثني عشر عامًا، نشر إدارة الأزهر.
- الأعلام للزركلي 1/164.
- شيوخ الأزهر، تأليف: أشرف فوزي 1/58.
- عجائب الآثار للجبرتي، نشر لجنة البيان العربي.
- كنز الجوهر في تاريخ الأزهر، تأليف: سليمان رصد الحنفي الزياتي، ص (130- 132).
- مشيخة الأزهر منذ إنشائها حتى الآن، تأليف علي عبد العظيم.
------------------
(1)عجائب الآثار 3/169، 170.
محمد الخرشي مالكي
- ولد سنة 1601 بقرية أبو خراش، محافظة البحيرة، مصر.
- قبل توليه المشيخة كان يُدرِّس بالجامع الأزهر، ثم درَّس بالمدرسة الآقبغاوية.
- تتلمذ على يديه مجموعة من كبار العلماء ممن تولوا مشيخة الأزهر بعده.
- كان معروفاً بسعيه في مصالح الفقراء والمساكين وطلاب العلم لدى الحكام.[1]
2 إبراهيم البرماوي شافعي
- حاشية على شرح الشيخ يحيى القرافي لمنظومة ابن فرح الأشبيلي.
- حاشية على شرح ابن قاسم (الغزي).
- رسالة في الدلائل الواضحات في إثبات الكرامات والتوسل بالأولياء بعد الممات.
- الميثاق والعهد فيمن تكلم في المهد.
- حاشية على شرح فتح الوهاب لزكريا الأنصاري.
- حاشية على شرح غاية التقريب.
- حاشية على شرح الرحبية (في علم الفرائض).
- ولد بقرية برما، محافظة الغربية، مصر.
- قبل توليه المشيخة كان يُدرِّس الفقه الشافعي بالجامع الأزهر.
- تتلمذ على يديه مجموعة من كبار العلماء ممن تولوا مشيخة الأزهر بعده.
- كان معروفاً بمناصرته ومساعدته للضعفاء والمساكين.[2]
3 محمد النشرتي مالكي
لم يترك أي مؤلفات - ولد بقرية نشرت، محافظة كفر الشيخ، مصر.
- قبل توليه المشيخة كان يُدرِّس بالجامع الأزهر.
- تتلمذ على يديه مجموعة من كبار العلماء وممن تولوا مشيخة الأزهر بعده.[3]
محمد الخرشي مالكي
- ولد سنة 1601 بقرية أبو خراش، محافظة البحيرة، مصر.
- قبل توليه المشيخة كان يُدرِّس بالجامع الأزهر، ثم درَّس بالمدرسة الآقبغاوية.
- تتلمذ على يديه مجموعة من كبار العلماء ممن تولوا مشيخة الأزهر بعده.
- كان معروفاً بسعيه في مصالح الفقراء والمساكين وطلاب العلم لدى الحكام.[1]
- شرح على حكم ابن عطاء السكندري.
- حاشية على شرح الهدهدي على أم البراهين، المسماة بالصغرى لأبي عبد الله بن يوسف السنوسي.
- رسالة في مسألة أصولية في جمع الجوامع (أصول فقه).
- شرح رسالة عبد الفتاح العادلي في العقائد.
- شرح مختصر في العقائد والفقه والتصوف (مشهور في بلاد داغستان).
- شرح الحكم والوصايا الكردية (في التصوف).
- مختصر مغني اللبيب لابن هشام في النحو والإعراب.
- متن العقائد المشرقية.
إبراهيم الباجوري شافعي
- حاشية على كفاية العوام للفضالي (في علم الكلام).
- المواهب اللدنية.
- حاشية على مختصر السنوسي.
- إجازة للشيخ حسنين أحمد جلبي الحنفي.
- حاشية على الشنشورية في الفائض.
- التحفة الخيرية.
- حاشية على شمائل الترمذي.
- تحفة المريد على جوهرة التوحيد.
- تحقيق المقام.
- حاشية على شرح السعد للعقائد النسفية.
- حاشية على متن السمرقندية (في علم البيان).
- فتح الخبير اللطيف (في علم الصرف).
- الدرر الحسان فيما يحصل به الإسلام والإيمان.
- حاشية على متن السلم (في المنطق).
- إجازة للشيخ عبد السلام بن عبد الرحمن الدمشقي الحنبلي.
- التحف الخيرية على الفوائد الشنشورية.
- المواهب اللدنية على الشمايل المحمدية للترمذي.
- تحفة البشر على مولد ابن حجر.
- تحفة المريد على جوهرة التوحيد.
- تحقيق المقام على كفاية العوام فيما يجب عليهم من علم الكلام.
- حاشية الباجوري على السلم المرونق للأخضري.
- حاشية الباجوري على السمرقندية لأبي الليث السمرقندي.
- حاشية الباجوري على الكواكب الدرية في مدح خير البرية.
- حاشية الباجوري على المولد النبوى الشريف للدردير.
- حاشية الباجوري على أم البراهين (في العقائد).
- حاشية الباجوري على جوهرة التوحيد لإبراهيم اللقاني.
- حاشية الباجوري على شرح السنوسى على مختصره (في المنطق)
- حاشية الباجوري على قصيدة بانت سعاد لكعب بن زهير.
- حاشية الباجوري على مختصر أبي شجاع.
- حاشية الباجوري على مقدمة السنوسي المعروفة بالسنوسية.
- حاشية الباجوري على مولد النبي صلى الله عليه وسلم
- حاشية الباجوري على شرح ابن قاسم الغزى على مختصر أبي شجاع.
- حاشية الباجورى على جمع الجوامع.
- رسالة الباجورى في العقائد.
- رسالة الباجورى في الأحاديث المسلسلة.
- رسالة العوام فيما يجب عليهم من علم الكلام.
- فتح الحميد المجيد بشرح خلاصة التوحيد.
- فتح الخبير اللطيف شرح نظم الترصيف في علم التصريف.
- فتح القريب المجيب شرح بداية المريد في علم التوحيد.
- فتح رب البرية على الدرة البهية لنظم الأجرومية.
- منح الفتاح على ضوء المصباح في أحكام النكاح.
- حاشية الباجوري على شرح العقائد.
- حاشية الباجوري على رسالة الفضالي فى لا إله الا الله.
- .[19]
20 مصطفى العروسي شافعي
- حاشية على شرح الشيخ زكريا الأنصاري للرسالة القشيرية (في التصوف - أربعة أجزاء).
- كشف الغمَّة وتقييد معاني أدعية سيد الأمة.
- القول الفصل في مذهب ذوي الفضل.
- العقود الفرائد في بيان معاني القصائد.
- أحكام المفاكهات.
- الأنوار البهية.
- الفوائد المستحسنة.
- الهداية بالولاية فيما يتعلق بقوله تعالى: ﴿وَمَا أرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رسُولٍ ولا نَبيٍّ﴾.
- .[20]
21
المرة الأولىمحمد المهدي العباسي حنفي
- الفتاوى المهدية فى الوقائع المصرية.
- رسالة في مسألة الحرام على مذهب الحنفية.
- رسالة في تحقيق ما استتر من تلفيق في الفقه الحنفي.
- .[21]
22
المرة الأولىشمس الدين الإنبابي شافعي
- حاشية على آداب البحث.
- تقرير الإنبابي على مبهم السالك فى أحسن المسالك إلى ألفية ابن مالك.
- تقرير على حاشية الباجورى فى المنطق.
- رسالة فى قوله تعالى : ﴿وآية لهم الليل نسلخ منه النهار﴾.
- شرح على مقدمة سلم العلوم.
- رسالة فى مداواة الطاعون.
- رسالة فى شرح حاشية البرماوى فى فقه الشافعية.
- إجازة الإنبابي، اجاز فيها بمروياته تلميذه الشيخ مصطفى البناني
- إجازة الإنبابي لتلميذه محمد الشرقاوى الطاهر بن اسماعيل ابى فايد.
- القول السديد فى صحة نكاح المرأة بلا ولى مع التقليد.
- تعليقات على رساله الوضع.
- تقرير الأمير على حاشية الامير على شرح الشذور لابن هشام.
- تقرير الإنبابي على التجريد للبنانى على مختصر السعد على متن التلخيص.
- تقرير الإنبابي على السلم المرونق للأخضري.
- تقرير الإنبابي على المختصر للسعد التفتازانى وعلى التجريد للبنائى على المختصر المذكور.
- تقرير الإنبابي على المختصر للسعد التفتازانى على تلخيص المفتاح للقزويني.
- تقرير الإنبابي على حاشية ابى النجا على شرح الشيخ خالد على الآجرومية.
- تقرير الإنبابي على حاشية الأمير على شرح شذور الذهب لابن هشام.
- تقرير الإنبابي على حاشية الباجورى على السنوسية.
- تقرير الإنبابي على حاشية الباجورى على متن السلم.
- تقرير الإنبابي على حاشية البرماوى على شرح ابن قاسم الغزى.
- تقرير الإنبابي على حاشية البنانى على شرح المحلى على جمع الجوامع.
- تقرير الإنبابي على حاشية السجاعى على شرح القطر.
- تقرير الإنبابي على حاشية العطار على شرح الأزهرية للشيخ خالد.
- تقرير الإنبابي على حاشيه الامير على شرح الملوى على السمرقندية.
- تقرير الإنبابي على فتح الجليل ، حاشية السجاعى على شرح ابن عقيل.
- تقرير الإنبابي على مقدمة القسطلانى على صحيح البخاري.
- تقرير الإنبابي على نهاية المحتاج على المنهاج للرملي.
- تقرير الإنبابي وهو التقرير الجديد على شرح الاشمونى على الالفية وحاشية الصبان.
- تقرير الإنبابي على حاشية الشرقاوي على تحرير تنقيح اللباب.
- تقرير الإنبابي على حاشية الصبان على شرح ملا حنفى على الآداب العضدية.
- تقرير الإنبابي على حاشية الصبان على شرح الاشمونى للألفية.
- حاشية الإنبابي على الرسالة البيانية للدردير.
- حاشية الإنبابي على حاشية ابى النجا على شرح الشيخ خالد على الأجرومية.
- ختم الانبابى على شذور الذهب فى معرفة كلام العرب.
- ختم الشذور.
- رسالة الإنبابي فى تحقيق الوضع ماله من الاقسام وشيء مما يتعلق بذلك- رسالة الأمبابى فى تحقيق الوضع.
- رسالة الإنبابي على البسملة.
- رسالة الإنبابي فى افادة تعريف المسند اليه او المسند بلام الجنس.
- رسالة الإنبابي فى تحقيق الاستعارة فى نحو زيد اسد على مذهب السعد.
- رسالة الإنبابي فى تحقيق الوضع.
- رسالة الإنبابي فى رياضة الصبيان وتعليمهم وتأديبهم.
- رسالة الإنبابي فى مبادئ النحو العشرة.
- رسالة الإنبابي فيما يتعلق بمدخول الباء بعد مادة الاختصاص.
- رسالة تتعلق بالبسملة الشريفة تناسب الشارع فى علم الفروع.
- رسالة تتعلق بدفع الزكاة لمن بلغ ولم يصل طول عمره.
- رسالة فى الربا.
- رسالة فيما يتعلق بالبسملة فى علم الفروع.
- شرح الإنبابي فيما يتعلق بقوله صلى الله عليه وسلم ليس من أصحابي أحد إلا لو شئت لأخذت عليه.
- مختصر الإنبابي على رسالته التى وضعها لتحقيق الاستعارة فى نحو زيد أسد على مذهب السعد.
- نبذه من حاشية الإنبابي على شرح المنهاج للرملي.
- .[22]
23
المرة الثانيةمحمد المهدي العباسي حنفي
انظر السابق انظر السابق 24
المرة الثانيةشمس الدين الإنبابي شافعي
انظر السابق انظر السابق 25
المرة الأولىحسونة النواوي حنفي
- سلم المسترشدين في أحكام الفقه والدين (جزئين).
- .[23]
26 عبد الرحمن القطب النواوي حنفي
لم يترك أي مؤلفات - .[24]
27
المرة الأولىسليم البشري مالكي
- حاشية على رسالة الشيخ عليش في التوحيد.
- شرح نهج البردة لاحمد شوقي.
- الاستئناس في بيان الأعلام وأسماء الأجناس.
- المقامات السنية في الرد على القادح في البعثة النبوية.
- عقود الجماعة في عقائد أهل الإيمان.
- تحفة الطلاب على شرح رسالة الآداب.
- رسالة البشري على البسملة.
- العقد الوافي بشرح ملا حنفي.
- استقال.
- .[25]
القرن العشرين[عدل]
م شيخ الأزهر المذهب الفقهي مدة المشيخة من مؤلفاته ملاحظات 28 علي بن محمد الببلاوي مالكي
- رسالة في فضائل ليلة النصف من شعبان.
- إجازة إلى الشيخ محمد بن حامد المراغي المالكي.
- إعجاز القرآن.
- الأنوار الحسينية في شرح الحديث المسلسل يوم عاشوراء أو الأنوار الحسينية على رسالة المسلسل الأميرية.
- رسالة تتعلق بليلة القدر.
- استقال.
- .[26]
29 عبد الرحمن الشربيني شافعي
- تقرير على حاشية البناني على شرح المحلي على جمع الجوامع للسبكي (في أصول الفقه).
- تقرير على حاشية ابن قاسم على شرح شيخ الإسلام زكريا الأنصاري لمتن البهجة الوردية "بهجة الحاوي" (وهي منظومة في الفقه الشافعي).
- تقرير على حاشية "عبد الحكيم" على شرح السيالكوتي على شرح القطب على الشمسية (في المنطق).
- فيض الفتاح على حواشي شرح تخيص المفتاح (في البلاغة).
- استقال.[27]
30
المرة الثانيةحسونة النواوي حنفي
انظر السابق انظر السابق 31
المرة الثانيةسليم البشري مالكي
انظر السابق انظر السابق 32 محمد أبو الفضل الجيزاوي مالكي
- الطراز الحديث فى فن مصطلح الحديث.
- كتاب على شرح العضد وحاشيتي السعد والسيد.
- تحقيقات شريفة - حاشية في أصول الفقه.
- تعليق على أوائل تفسير البيضاوي.
- .[28]
33
المرة الأولىمحمد مصطفى المراغي حنفي
- بحث في ترجمة معاني القرآن الكريم وأحكامها.
- بحوث فى التشريع الإسلامي وأسانيد قانون الزواج رقم 25 لسنة 1929 م.
- الأولياء والمحجورين.
- المحاكم الشرعية ووسائل إصلاح العمل فيها.
- أحكام الوقف.
- الإسلام فى العالم الحديث.
- أحكام الوصية.
- حاجة البشر إلى الشرائع.
- مباحث لغوية وبلاغية.
- مواقف البطولة فى الإسلام.
- لعناية بالصحة فى الإسلام.
- تفسير جزء تبارك.
- بحث الزمالة الإنسانية.
- .[29]
34 محمد الأحمدي الظواهري شافعي
- العلم والعلماء ونظام الحكم.
- رسالة الأخلاق الكبرى.
- خواص المعقولات في أول المنطق وسائر العقليات.
- الوصايا والآداب.
- صفوة الأساليب.
- حكم الحكماء.
- براءة الإسلام من أوهام العوام.
- مقادير الأخلاق.
- استقال.[30]
35
المرة الثانيةمحمد مصطفى المراغي حنفي
انظر السابق انظر السابق 36 مصطفى عبد الرازق شافعي
- الإمام الشافعى أكبر مشرعى الإسلام.
- التمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية.
- فيلسوف العرب والمعلم الثاني.
- الدين والوحى فى الإسلام.
- الإمام الشافعي.
- محمد عبده.
- مذكرات مسافر ومذكرات مقيم.
- ترجمة فرنسية بالاشتراك مع صديقه برنارد ميشيل لرسالة التوحيد للشيخ محمد عبده.
- رسائل موجزة بالفرنسية عن الأثرى الكبير بهجت بك.
- رسائل موجزة بالفرنسية عن معنى الإسلام ومعنى الدين.
- بحث في دراسة حياة البهاء زهير وشعره.
- من آثار مصطفى عبد الرازق.
- قراءات في الدين والسياسة والأدب.
- خمسة من أعلام الفكر الإسلامي:الكندي، الفارابي، المتنبي، ابن الهيثم، ابن تيمية.
- ترجمة كتاب العقيدة الاسلامية للشيخ محمد عبده إلى الفرنسية.
- ترجمة كتاب طيف خيال ملكي للأميرة قدرية حسين من الفرنسية إلى العربية.
- فصول في الأدب.
- .[31]
37 محمد مأمون الشناوي
- الإسلام.
- المصلح الأعظم.
- .[32]
38
المرة الأولىعبد المجيد سليم حنفي
- رسالة الأزهر في العصر الحديث (مقالات).
- .[33]
39 إبراهيم حمروش حنفي
- فصول ودراسات في مجلة المجمع اللغوي.
- عوامل نمو اللغة (بحث نال به عضوية جماعة كبار العلماء).
- .[34]
40
المرة الثانيةعبد المجيد سليم حنفي
انظر السابق انظر السابق 41 محمد الخضر حسين
- القياس في اللغة العربية.
- حياة اللغة العربية.
- نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم.
- نقض كتاب فى الشعر الجاهلي.
- ديوان خواطر الحياة.
- رسائل الإصلاح.
- الخيال فى الشعر العربي.
- آداب الحرب فى الإسلام.
- تعليقات على كتاب الموافقات للشاطبي.
- مناهج الشرف.
- الدعوة إلى الإصلاح.
- طائفة القاديانية.
- مدارك الشريعة الإسلامية.
- الحرية فى الإسلامية.
- بلاغة القرآن.
- محمد رسول الله.
- تونس وجامع الزيتونة.
- مختارات من تراث الإمام الشيخ محمد الخضر حسين شيخ الأزهر الأسبق.
- .[35]
42 عبد الرحمن تاج حنفي
- السياسة الشرعية في الفقه الإسلامي.
- البابية وعلاقتها بالإسلام.
- ديوان خواطر الحياة.
- كتاب القياس في اللغة العربية.
- الأحوال الشخصية في الشريعة الإسلامية.
- مذكرة في الفقه المقارن.
- كتاب الإسلام وأصول الحكم.
- بحث في التأمين علي الحياة وعلي الأموال من وجهة نظر الشريعة الإسلامية.
- بحث في صناديق النذور وبيان حكم الشريعة الإسلامية فيه.
- رسالة في متنوعات من أحكام الشريعة "عبادات ومعاملات".
- تاريخ التشريع الإسلامي.
- حكم الربا في الشريعة الإسلامية.
- الدين والدولة.
- تحقيق القول في ليلة القدر.
- كلمة عن الهجرة.
- معجزة نبوية توشك أن تتحقق.
- (لا) التي قيل إنها زائدة فى القرآن الكريم وليست كذلك.
- الواو التي قيل إنها زائدة.
- الفاء وثم ودعوي زيادتها في القرآن الكريم أو في غيره من فصيح الكلام.
- إذ وإذا ورأى أبى عبيدة.
- إن الزائدة وإن النافية وكبوة الفرسان في مجال التفرقة بينهما.
- درء مظاهر من الجرأة فى تفسير الكتاب العزيز.
- حروف الزيادة وجواز وقوعها في القرآن الكريم.
- الباء الزائدة في فصيح الكلام وفي القرآن الكريم.
- من الدراسات اللغوية في بعض الآيات القرآنية.
- مناسك الحج.
- الإسراء والمعراج.
- بحث فيما تجب مراعاته في بيان معني الألفاظ المشتركة الواردة في الكتاب العزيز.
- بحث فيما يخرج منه اللؤلؤ والمرجان وما قيل فيه من أنهما لا يخرجان إلا من البحار ولا يخرجان من الأنهار.
- رسالة في "أفعل التفضيل واستعماله".
- .[36]
43 محمود شلتوت
- الأزهر في حاضره ومستقبله وصلته بالعالم الإسلامي والعربي.
- الإسلام عقيدة وشريعة.
- الإسلام والوجود الدولي للمسلمين.
- إلى القرآن الكريم.
- بحث عن تعدد الزوجات في الإسلام.
- تفسير القرآن الكريم (الأجزاء العشرة الأولى).
- تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام.
- تنظيم النسل.
- حقوق المرأة في الإسلام وصلاحية المرأة المسلمة للمساهمة في بناء المجتمع.
- رسالة الأزهر.
- الفتاوى دراسة لمشكلات المسلم المعاصر في حياته اليومية.
- فقه القرآن والسنة.
- القرآن والقتال.
- القرآن والمرأة.
- مقارنة المذاهب.
- من توجيهات الإسلام.
- منهج القرآن في بناء المجتمع.
- يسألونك.
- المسئولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية.
- رسالة الأزهر في قانونه الجديد.
- أمانة القومية العربية في ذمة الأزهر.
- حول إصلاح الأزهر والمعاهد الدينية.
- أول من حمل لقب الإمام الأكبر.[37]
44 حسن مأمون
- الجهاد في الإسلام
- دراسات وأبحاث فقهية متنوعة
- الفتاوى
- .[38]
45 محمد الفحام
- رسالة الموجهات في المنطق
- سيبويه
- بحث عن المسلمون واسترداد بيت المقدس
- بحث أثر الإسلام في توجيه القادة الإداريين
- .[39]
46 عبد الحليم محمود
- موقف الإسلام من العلم والفن والفلسفة
- منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع
- محمد رسول الله
- قطبا المغرب
- الليث بن سعد إمام أهل مصر
- مقالات في الشيوعية
- القرآن والنبى صلى الله عليه وسلم
- القرآن في شهر القرآن
- القرآن في شهر رمضان
- في رحاب الكون مع الأنبياء والرسل
- الفقهاء والمحدثون
- في مواجهة الشيوعية
- فتاوى الإمام عبد الحليم محمود
- فاذكروني اذكركم
- العبادة أحكام وأسرار
- .[40]
47 محمد عبد الرحمن بيصار
- تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة
- نداءات الأزهر إلي الأمة الإسلامية
- الإمكان والامتناع
- الإسلام بين العقائد والأديان
- الإسلام والمسيحية
- العالم بين القدم والحدوث
- تأملات في الفلسفة الحديثة والمعاصرة
- .[41]
48 جاد الحق علي جاد الحق
- ادع إلى سبيل ربك
- ونفس وما سواها
- الختان
- الحكم الشرعي في التدخين
- من أحكام القرآن وعلومه
- رسالة فى الاجتهاد وشروطه ونطاقه والتقليد والتخريج
- الطفولة فى ظل الشريعة الإسلامية
- قدسية الحرمين الشريفين
- .[42]
49 محمد سيد طنطاوي
- الدين والعلم فى مواجهة المخدرات
- بنوا اسرائيل في القرآن والسنة
- المقاصد الإسلامية للعقوبات في الإسلام
- حديث القرآن عن العواطف الإنسانية
- مختارات من كتاب معاملات البنوك وأحكامها الشرعية
- معاملات البنوك وأحكامها الشرعية
- السرايا الحربية فى العهد النبوى
- أدب الحوار في الإسلام
- حديث القرآن عن الرجل والمرأة
- نساء تحدث عنهن القرآن
- رسالة الصيام
- رمضان والصيام
- الصوم المقبول
- دفن بالبقيع في المدينة المنورة ،المملكة العربية السعودية..[43]
القرن الواحد والعشرين[عدل]
م شيخ الأزهر المذهب الفقهي مدة المشيخة من مؤلفاته ملاحظات 50 أحمد الطيب مالكي
حتى الآن- الجانب النقدي في فلسفة أبي البركات البغدادي.
- مباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف.
- مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف.
- مدخل لدراسة المنطق القديم.
- بحوث في الفلسفة الإسلامية.
- تعليق على قسم الإلهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني.
- مؤلفات ابن عربي تاريخها وتصنيفها.
- الولاية والنبوة عند الشيخ محيي الدين بن عربي.
- تحقيق رسالة (صحيح أدلة النقل في ماهية العقل) لأبي البركات البغدادي.
- ولد بمدينة القرنة، محافظة الأقصر، مصر.
- عُين معيداً بكلية أصول الدين بالقاهرة جامعة الأزهر (1389 هـ/1969 م)، ثم مدرساً مساعداً (1391 هـ/1971 م)، ومدرساً (1397 هـ/1977 م).
- عُين بدرجة أستاذاً مساعداً (1402 هـ/1982 م) ثم أستاذاً (1408 هـ/1988 م).
- انتدب عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بقنا (1411 هـ/1990 م - 1421 هـ/1991 م).
- انتدب عميداً لكلية الدراسات الإسلامية والعربية (بنين) بأسوان (1416 هـ/1995 م).
- عُيّن عميداً لكلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية بباكستان ( 1419 هـ/ 1999 م - 1420 هـ/2000 م).
- أصبح مفتياً للديار المصرية (1422 هـ / 2002 - 1424 هـ – 2003 هـ).
- عُين رئيساً لجامعة الأزهر (1424 هـ/2003 هـ - 1431 هـ/2010 م).[44]