Translate

الأربعاء، 25 يوليو 2018

راسبوتين احد اكثر الرجال غموضا في التاريخ الروسي ..






في أول يناير من العام 1917 طفت جثة رجل متجمدة على سطح مياه نيافا تحت جسر بتروفسكي في بطرسبورج وكان من الصعب التعرف على صاحبها ، وفيما بعد تبين أنها جثة أسوء رجال الدين سمعة في التاريخ .. الرجل الذي أعتبره الناس قوة شريرة خارقة داخل الحكم القيصري الروسي ، ولقي مئات الألوف حتفهم بسبب عجز الحكومة تحت سيطرته . وبرأي الكثيرون من أفراد الطبقة العليا في المجتمع الروسي فأن هذا الرجل كان بالفعل مصدر كل مشاكل روسيا القيصرية . أما بالنسبة لأعدائه فقد كان تجسيدا للشر الذي دمر كل من تجرأ على الوقوف في طريقه إلى السلطة معتمدا أسلوب القتل والفساد مما أدى إلى تقويض سمعة عائلة رومانوف الحاكمة .. الأمر الذي أدى لاحقا إلى خلعها وإعدامها بعد أن حكمت روسيا لثلاثمائة عام .. وبرحيلها تغير تاريخ روسيا إلى الأبد .

الشاب ذو الكرامات

القرية الفقيرة التي ولد فيها راسبوتين ..
في قرية نائية في أعماق سيبيريا ولد جريجوري يفموفيتش راسبوتين في 22 يناير 1869 ، كان مولده نحسا على أسرته ، ففي الثانية عشر من عمره أكلت النيران منزله ، وتوفيت والدته ، وبعدها بفترة قصيرة كان يلعب على ضفة النهر مع شقيقه ميشيل عندما جرفهم النهر فلقي ميشيل حتفه أما راسبوتين فتم إنقاذه من قبل احد الفلاحين وظل في غيبوبة اعتقد البعض انه لن يفلت منها ، لكنه أفاق من غيبوبته وهو يتمتع برؤى روحية غريبة وقدرات عجيبة على شفاء الجروح بمجرد لمسها . وحين بلغ سن المراهقة تزوج وكون عائلة ، وكانت تلك مرحلة مضطربة من حياته ، إذ انضم إلى بعض اللصوص وصار قائدا لهم ، ثم سرعان ما انغمس في حياة الفسق وشرب الخمور ، ولذلك اكتسب اسم "راسبوتين" التي تعنى بالروسية الفاسق الماجن .
كان راسبوتين ضخم الجثة ، طويل القامة ،عريض الصدر، له ذراعان قويتان ، أما راحتا يديه فكانتا كأنهما كلابان من حديد من فرط قوتهما . وكانت الإناث الساقطات ينجذبن إلى هذا الحيوان البدوي الهائل بسهولة ، في الواقع كانت نظرات عينيه النافذة تخترق أعماق النساء فتظن الواحدة منهن بأنها مسحورة أمامه .. لا بل هي مسحورة فعلا .. تمضى مسلوبة الإرادة إلى ذالك الوحش لتجثو أمام قدميه وهى ترتعد ، بل أن الرجال أنفسهم لم يكن احدهم ليجد في نفسه القدرة على مواجهة راسبوتين والتحديق في وجهه طويلا , كانوا يحنون رؤوسهم ويغضون أبصارهم سريعا أمام تلك القوة الخفية التي تشع من ذالك الرجل الغامض .
قالوا بأنه أمتلك قدرات عجيبة في شفاء المرضى ..
الناس في القرية راحوا يتداولون الأعاجيب عن كرامات راسبوتين . في إحدى المرات عجز الطبيب عن شفاء إحدى المريضات حتى كادت أن تهلك ، فبعث أهلها في طلب هذا الساحر فذهب إلى فراشها ورفع يديه إلى السماء مصطنعا هبوط الوحي ، باسطا كفيه بحركات تشنجيه على جسد المرأة ، وأخذ في تلاوة ادعيه عجيبة .. وحدثت المعجزة .. على الأرجح عن طريق الإيحاء المغناطيسي .. فنهضت المرأة من فراشها تروح وتغدو كأنها بعثت من رقدة الموت إلى نشاط الحياة . وكانت لراسبوتين أيضا القدرة على كشف السرقات وإخراج اللص من بين الأشخاص من أول نظرة .

الراهب المزيف

طائفة الخاليستي .. وطقوسها السرية الغريبة ..
اتجه راسبوتين إلى كاهن كنيسة واستغل قوته النفسية الخارقة لإقناع هذا الكاهن بان يعطيه ثيابه الكهنوتية القديمة ومعها شهادة مزورة تثبت انه راهب في الكنيسة وبهذا يستطيع أن يجمع التبرعات من جميع القرى المجاورة .
وطاف راسبوتين في رحلة طويلة إلى قرى سيبيريا ، هناك تعرف إلى طائفة سرية اسمها "خاليستي" كانت تجمع بين الورع والفسق ، وشكلت أفكارها القاعدة التي ارتكزت عليها ممارسات "راسبوتين" فيما بعد .
كانت هذه الطائفة تؤمن ببدعة التقرب إلى الله من خلال الخطيئة ، بمعنى إن الإنسان يجب أن يغوص إلى عمق الخطيئة لكي يفهم معنى التوبة الحقيقية ويحصل على الخلاص . وكلمة "خاليستى" معناها الجلادين ، حيث كان أتباعها يجلدون أنفسهم حتى يصلوا إلى حالة النشوى العارمة وبعدها يبدءون بالجنس الجماعي وشرب الخمر فتظهر لهم بعد ذالك رؤى روحية ، وكانت هذه الطقوس تتم بالخفاء في أماكن سرية داخل الغابات والأودية لأنها كانت ممنوعة وتحارب بشدة من قبل رجال الكنيسة والشرطة .
راسبوتين طاف أنحاء روسيا حاجا كما يدعي ، واستطاع أن يجعل لنفسه اسما كرجل روحاني ، فأنتحل دور المؤمن الشافي وراح يفسد النساء القرويات الورعات ، امتلك حجج وأساليب خاصة في مخاطبة العقول ، فأضحى يقنع أي إنسان انه إذا أراد التوبة فعليه أن يمارس الخطيئة أولا ، وكان يعتبر نفسه الوسيلة التي يخطئ الآخرون بواسطتها ، وبالفعل وقعت نساء كثيرات في فخه ، ولم يطل الأمر حتى أوصلت هذه التركيبة العقلية الخطيرة "راسبوتين" إلى العاصمة بطرسبرج وهو في الرابعة والثلاثين من عمره .

القروي الساحر

بطرسبورج .. المدينة التي اسبغت المجد على راسبوتين ..
في ربيع عام 1903 كانت مدينة بطرسبورج مكانا عالميا نابضا بالحياة ، وفى مجالسها وصالوناتها راحت الإشاعات تنتشر حول شاب يدعى "راسبوتين" يتمتع بقوة شفاء مثيرة للفضول .
وعندما وصل "راسبوتين " إلى بطرسبورج كان مظهره بدائيا ، كان يرتدى معطف من الجلد وحذاء قروي وقميص رائحته اقرب إلى رائحة الماعز ، شعره أشعث اسود وطويل ، ولحيته سوداء كثيفة ومتسخة ، وكان يفرق شعره في المنتصف ويسرحه على جبهته ليخفى على ما يبدو اثر جرح ما .. لكن البعض يقولون انه كان يخفى قرنا ! .. وكانوا يشبهونه بالشيطان ، وكانوا يقولون بأن عينيه تشبهان عينا شخص ممسوس .
وفي حقيقة الأمر ما كان لقروي جلف مثل راسبوتين أن يبرز ويشتهر لولا الظروف الحساسة التي كانت تمر بها روسيا في تلك المرحلة من تاريخها ، فخلال السنوات الأولى من القرن العشرين كانت روسيا تعانى من فوضى داخلية وتهديد خارجي ، وكان الأغنياء والنبلاء يسعون وراء التسلية والعبث غير مكترثين بالفقراء والكوارث المحدقة بالبلاد . أما الكنيسة فكانت تبحث بين عامة الناس عن رجل يمتلك قوة روحية حقيقية .. وحتى الحكم القيصري كان يبحث عن أشخاص على شاكلة راسبوتين ليضفي على نفسه نوعا من السلطة الإلهية .. وهكذا فأن سمعة راسبوتين كمبشر ، إضافة إلى الإشاعات حول قدراته الخارقة ،  كانت قد سبقته إلى المدينة ومهدت له سبيل الوصول إلى صالونات النبلاء وأغنياء العائلات .

اللقاء بالقيصر

معشوق النساء ..
راسبوتين وجد طريقه بسهولة إلى مجالس الطبقة البرجوازية العليا في المدينة ، وهناك قابل سيدة تدعى " اولجالوكينا " كانت تعانى من مرض عضال عجز الأطباء عن علاجه ، لكن راسبوتين اكتشف بأن مرضها مرتبط بجذور الاكتئاب لديها وأقنعها بضرورة امتلاكه لروحها وجسدها لكي يتم علاجها .. ولقد نجح العلاج نجاحا باهرا ! .. وهكذا أصبحت " اولجالوكينا " عشيقة راسبوتين وبدأت تعلمه القراءة والكتابة وآداب السلوك ، ثم قدمته إلى صديقاتها الكونتيسات فانبهرن به أيضا ، وسرعان ما اشتهر بقدرته الخارقة على قراءة المستقبل من خلال نظرة العين .
وفى أوائل نوفمبر 1905 ، في قصر أحد النبلاء ، حدث أول لقاء بين " راسبوتين " والقيصر " نيقولاس الثاني " وزوجته القيصرة " الكسندرا " ، واخذ راسبوتين في الحديث بدون أي تكلفة أو صبغة رسمية إلى القيصر الذي تأثر جدا به وهو يروي لهما عن الحياة المظلمة القاسية في سيبيريا وعن فقر وبؤس البسطاء وصبرهم اللانهائي .. وعن وجود الله في كل أحداث اليوم الصغيرة ، وكيف أعطاه الله قوة روحية ليشفى بها أعصى الأمراض .

ولي العهد المريض

العائلة القيصرية .. الامير الكسي جالس على الأرض ..
كان وريث العرش الوحيد الطفل " اليكسي" مصاب بمرض نادر وخطير وعضال آنذاك ، وهو مرض الناعور ، ويدعى ( الهيموفيليا ) ، بمعنى أن أي نزيف دموي ناتج عن جرح بسيط لن يتخثر وسيبقى الدم يخرج بصفة مستمرة مما يؤدى بحياة المريض . وكانت القيصرة بحاجة إلى من يشفى ابنها لأنها كانت السبب في جلب مرض الناعور إلى عائلة "رومانوف" ، إذ ورثته عن جدتها فيكتوريا ملكة انجلترا ، وكانت ترى في مرض ابنها عقابا من الله .
وفى العام 1906 تم استدعاء " راسبوتين " إلى قصر القيصر ليروا إذا ما كانت قدراته الشفائية مفيدة أم لا ، وكان لوصوله تأثير مهدئ عجيب على القيصرة التي كانت في حالة هسترية وكانت تظن بان ابنها لن يشفى إلا بمعجزة ، ودون أن يرى ولي العهد الصغير طمأن راسبوتين القيصرة وقال بأن مرض أبنها ليس خطير ثم ذهب إلى غرفة الطفل حيث كان راقدا في السرير ، وما أن لمس " راسبوتين " الطفل حتى توقف نزيف الدم في الحال .. ويبدو أنه استخدم التنويم المغناطيسي الإيحائي في علاج الطفل .. وبعد ذالك أصبح تردد راسبوتين على القصر يزداد أكثر فأكثر ، وأدت حادثة في 1912 إلى ترسيخ موقعه في القصر ، حيث كانت القيصرة تركب الخيل مع ابنها الأمير  " اليكسى " الذي سقط عن حصانه وأصيب بنزيف وسالت دماؤه ، ولأن راسبوتين كان مسافرا بعيدا عن العاصمة آنذاك ، فقد أرسلت القيصرة برقية إليه تستعجل عودته . وقد ورد راسبوتين على القيصرة ببرقية جوابية قال فيها: " إن الله استمع إلى صلواتك ورأى دموعك ولهذا فأن طفلك لن يموت ، لكن اخبري الأطباء بالا يزعجونه كثيرا وضعي هذه البرقية فوق رأسه".
الكساندرا .. قيصرة روسيا ..
وبالفعل أخذت القيصرة البرقية ووضعتها على الأمير فحدثت المعجزة وتوقف النزيف! .. وأدت هذه الحادثة إلى ترسيخ وجود راسبوتين في القصر. وبعد أن ضمن حماية القيصرة التي لم تعد ترى احد سواه ولا تسمع لأحد غيره بدأ راسبوتين بانتهاك كل قواعد العفة والشرف ، كان ذوو شخصية مزدوجة ، فبعدما كان يصلى بحرارة لشفاء الأمير كان يذهب مباشرا إلى دار البغاء ، وكان يتفاخر بقدراته الجنسية بنفس القدر الذي كان يتفاخر فيه بقدراته الروحية . كان كنجم الغناء الذي عرف الشهرة بين ليلة وضحاها فأصبح لا يعرف ماذا يفعل بماله وشهرته . كان يجول منازل الارستقراطيين ويستمتع بإهانة من هم أعلى منه مكانة ، وكان يصل به الأمر ليتحدث إلى السيدات ويتصرف معهن بأسلوب مهين وقذر .. والعجيب أن كل السيدات كن يتقبلن كل شيء منه ويفعلن كل ما يطلبه منهن فلقد شكل بلا ريب مصدرا للافتتان والإعجاب ولم تسلم أي امرأة من تصرفاته .
راسبوتين قسم وقته بين شقق الأثرياء وبين عمله الأسبوعي في القصر ، وبعد مدة قصيرة صار مقيم في جناح القيصرة الخاص بعد أن أقنعت القيصر بان هذا الراهب هو الذي يقدر أن يحمي الجميع ، وكان " راسبوتين " يقوم بدور مستشارها الخاص والمؤتمن على أسرارها ، ومن  الواضح أنها كانت ترتاح لوجوده كثيرا ، واهم الأسباب في ذلك يعود لتأثيره المهدئ في أبنها الأمير ، لكن بتقرب راسبوتين أكثر فأكثر من القيصرة كان من الطبيعي أن يزداد عدد الحاقدين والمتآمرين عليه ، فقد سلبهم الرجل منزلتهم ، لكن لم يستطع احد إظهار موقف معادي لراسبوتين لان كل من فعل ذالك كان يسرح من عمله فورا .

نفوذ وشهرة

اصبح الجميع يتملقون راسبوتين ..
لقد امتلأت مقاعد الحكومة بصائدي الثروة وغير الأكفاء ومعظمهم كانوا على استعداد لدفع مبالغ مالية كبيرة لراسبوتين للبقاء في مناصبهم ، فتأثير راسبوتين في البلاط القيصري كان يزداد يوما بعد آخر وصار بإمكانه فعل أي شيء كتعيين أسقف وعزل آخر ، حتى انه عين رؤساء وزارة وعزلهم فيما بعد .
الأمل الأخير لوقف هذا الفساد كان معلقا على وجود وزارة مخلصة ، وكان رئيس الوزراء " بيترستالين " قد جمع بالفعل أدلة كثيرة ضد راسبوتين ، كان يريد أن يثبت للقيصر وزوجته أن هذا الرجل سيء السمعة ومتلاعب ، فجمع ملف ضخم بفضائح راسبوتين ، واثبت الملف أن راسبوتين شرير وانه قادر على جعل القيصر وزوجته دمى يحركها كيفما يشاء . وكان الناس يعتقدون بوجود علاقة جنسية بين راسبوتين والقيصرة .
وبعد أن رأى القيصر المعلومات عرضها على زوجته التي ادعت أنها مجرد أكاذيب وان راسبوتين مضطهد حاله حال القديسين .. ولم تمضى فترة حتى اغتيل رئيس الوزراء " بيترستالين " بإطلاق النار عليه في دار الأوبرا بينما كان يحضر عرضا مع القيصر وزوجته ، وبإزاحة ألد أعدائه عاد " راسبوتين " بقوة إلى الواجهة وعاقب جميع الوزراء فعمت الفوضى وعدم الاستقرار في قلب الحكومة المترهلة . وامتلأت صحف بطرسبورج بقصص ضحايا الاغتصاب وصور كاريكاتيرية هابطة وفاضحة كان راسبوتين محورها طبعا ، ففي احد البطاقات البريدية تظهر صورة لراسبوتين وهو يقف خلف القيصرة ويده فوق صدرها ، ويده هنا تدل على الاستبداد وان راسبوتين هو الذي يمسك بكل قدرات الدولة الروسية من خلال سيطرته على القيصرة .
القيصر مع جنوده في الجبهة ..
وفى هذا الوضع السيئ دخلت الدولة الروسية الحرب مع الوحش الألماني فامتلأت الصحف سريعا بأسماء الجنود القتلى .. وارتكب القيصر خطأ فادح عندما غادر العاصمة وانضم إلى الجبهة لقيادة الجيش وترك القيصرة " الكيساندرا " لتراقب أداء الوزراء لكنها لم تقم بالمهمة وحدها بل ساعدها " راسبوتين " حيث صار مستشارا لها ، ومنذ هذه المرحلة اتسع نفوذه وازدادت  صلاحياته وامتد تأثيره إلى خط الجبهة وبنتائج مدمرة .
الجيش الروسي كان بحالة يرثى لها ..
كان القيصر " نيقولاس" قائدا عاما للجيش منذ عام 1915 ، وكان مضطرا للأخذ برأي قادته ، وكان هؤلاء يدركون التأثير السيئ لراسبوتين ، ففي رسالة تلو الأخرى كانت القيصرة تلح على زوجها بتنفيذ كل ما يطلبه مستشارها ، كانت تحذره بأن عدم فعل ذلك سيؤدي إلى هلاك روسيا وعندها سوف يفقد سلطانه ولن يجلس ابنه على العرش . وبرغم محاولات القيصر تجاهل رسائلها وطلباتها إلا أنه خضع لها بالنهاية واستبدل وزير الحربية برجل محب للمال وغير كفء هو فلاديمير سوكامنوف ، وهكذا وقع راسبوتين وثيقة موت ملايين الجنود الروس .. كانت كارثة حقيقية .. فقد كان هناك جنود في الجبهة بلا بنادق وبلا رصاص ، وكانوا يرتدون ملابس صيفية والشتاء على الأبواب فتجمدوا حتى الموت .
قتلى بالجملة ..
في الحقيقة كانت روسيا تحارب بعقلية وأسلحة القرون الوسطى ، بينما كان عدوها متسلحا بأحدث تكنولوجيا القرن العشرين ، وكان الجنود الروس يذبحون ذبحا في ارض المعركة .. كانت الخنادق مليئة بمراهقين غير متمرسين بالقتال ، وكان الجنرالات يفرون بسرعة لينجوا بحياتهم تاركين جنودهم ليلاقوا مصيرهم الأسود ، وأخذت الحرب تسير نحو الأسوأ يوما بعد آخر . وفي جميع مدن روسيا كانت طوابير التوابيت القادمة من الجبهة لا تتوقف ، وأخذ الشعب يتذمر من الوضع العام . كانت رسائل الجنود من الجبهة تشير إلى أن الهزيمة لم تكن فقط بسبب عجز الحكومة ولكن بسبب وجود خيانة داخلها ، وراجت إشاعات عن وجود جماعات موالية للألمان تعطيهم أسرار التحركات والمناورات العسكرية الروسية ، وبالطبع كانت القيصرة الألمانية الأصل ومستشارها راسبوتين هما على رأس قائمة المتهمين .
وبالرغم من محاولة مسئولي القصر طمس تلك الاتهامات ، لكن راسبوتين أبقى جذوة النار مشتعلة ، ففي حادثة شهيرة جدا في مطعم " ايار" اخذ راسبوتين بعض بنات الهوى وبد يثمل ويشير ويلمح انه قادر على جعل القيصرة تتصرف كيفما يشاء ، وقيل أنه في إحدى المرات ركض إلى الشرفة عاريا وصاح أمام الجميع انه هو من يحكم روسيا .. وبالطبع لم تكن صحة تلك الإشاعات مهمة بقدر قابليتها على الانتشار بسرعة بين الناس الذين كانوا يصدقون كل ما يقال عن القيصرة وراسبوتين .

نهاية الشيطان

اصبحت حياته على المحك ..
صار الجميع في روسيا يعتبرون راسبوتين شيطانا ، أقارب القيصر حملوه مسئولية إضعاف الحكم القيصري ، والشعب أصبح يعارض بشدة نفوذه وسيطرته على الحكم ، وامتدت هذه المعارضة لتشمل كبار الضباط وأعضاء الحكومة .. لقد أجمع رأي الجميع على أن وجود راسبوتين أصبح غير مرغوب فيه .. وهكذا صارت نهايته على المحك .

محاولة القتل الأولى تعرض لها راسبوتين عام 1914 عندما كان يزور عائلته في سيبيريا ، فبعد مغادرته الكنيسة مساءا هاجمته امرأة وطعنته بالسكين في بطنه وهي تصرخ : "لقد قتلت عدو المسيح" . لكن راسبوتين لم يمت ، شفي من جراحه ونجا .

الامير يوسوبوف وزوجته .. وصورة قصر مويكا ..
المحاولة الثانية عام 1916 كانت من تدبير الأمير " يوسوبوف" زوج الأميرة ايرينا ابنة أخ القيصر . الأمير كان من أكثر التواقين للتخلص من راسبوتين ، وفي منزله حيكت خيوط المؤامرة بالاتفاق مع أبن عم القيصر ديمتري بافالويتش والسياسي اليميني فلاديمير برشيكفيتش . كانت الخطوة الأولى تتمثل بدعوة راسبوتين إلى قصر "مويكا" بحجة أن زوجة الأمير يوسوبوف تريد مقابلته ، وقد وقع راسبوتين بالفخ ، فأتى إلى القصر مرتديا ملابسه الأنيقة لاعتقاده بأنه سيقابل زوجة يوسوبوف الجميلة ، وحال دخوله القصر أستقبله يوسوبوف بحفاوة ودعاه للنزول إلى القبو لمقابلة زوجته ، وهناك في القبو قدموا له شرابا وكعكا مسموما يكفي لقتل خمسة أشخاص ، بيد أن راسبوتين لم يتأثر بالسم وظل متماسكا صلبا ، عندها نفذ  صبر الأمير يوسوبوف فأمسك مسدسه وأطلق النار على ضيفه مباشرة ، فوقع راسبوتين أرضا وظن القتلة بأنه مات فغادروا ، لكن الأمير يوسوبوف عاد بعد قليل لأخذ معطفه ، وبينما هو بالقبو قرر أن يتفحص الجثة ، فقرب رأسه من وجه راسبوتين ليتأكد من موته ، وهنا فتح راسبوتين عينيه فجأة وأطبق بكل قوته على رقبة الأمير وكاد أن يقتله لولا أن رفاق الأمير سمعوا الجلبة والصراخ فعادوا إلى القبو وأطلقوا النار على راسبوتين ثلاث مرات أخرى ، فسقط أرضا بلا حراك . لكن لم يتركوه هذه المرة ، لقد أيقنوا بأنهم أمام شيطان حقيقي وليس إنسانا كسائر البشر ، فضربوه ورفسوه ووضعوه في عربة ثم أخذوه إلى النهر حيث أغرقوه في مياهه الباردة .
جثة راسبوتين عندما اخرجوها من النهر ..
بعد عدة أيام طفت جثة راسبوتين على السطح ، وعندما أخرجوه وجدوا خطابا في جيبه موجها إلى القيصر يقول فيه : " أنى أتوقع أن أموت قتلا هذا العام ، فإن كان قاتلي من عامة الشعب والفلاحين فسوف يستمر عرشك بضع سنوات أخرى ، أما إذا كان القتلة من النبلاء فلا عرش لك ولا لأولادك من بعدك " .
وبالفعل .. بعد ثلاثة أشهر فقط من مقتله تحققت نبوءة راسبوتين فأطاحت الثورة الروسية بالحكم القيصري وقضي على آخر جيل من عائلة "رومانوف" ، وبعدها بتسع شهور تم إعدام القيصر " نيقولاس" وعائلته في سيبيريا .
صورة مع زوجته وابنته ماريا التي هاجرت الى امريكا واصبحت لاعبة سيرك .. هل كان هذا الرجل حقا وراء سقوط روسيا القيصرية ؟ ..
بعض المؤرخون يعتقدون بأنه لو لم يكن هناك " راسبوتين " لما سقطت العائلة القيصرية بهذه السرعة ولا بهذه الطريقة المأساوية ، فوجوده جلب لها كراهية الشعب الروسي الذي كان يرى في راسبوتين تجسيدا مطلقا للشر ، لا بل أن نجاح الثورة البلشفية ودوامها كان له ارتباط براسبوتين أيضا ، فالثورا راحوا يخوفون الناس من خيانة الثورة بزعم أن خيانتها تعنى عودة الماضي بكل مساوئه وظهور راسبوتين آخر .
وبعد نجاح الثورة أقدم بعض العمال على استخراج جثة راسبوتين من قبره وأحرقوها في غابة مجاورة ، وبحسب الشهود ، فأن الحياة دبت بالجثة أثناء حرقها ، فقامت وجلست القرفصاء وبدا كأنها تريد أن تنهض لولا أن النار أحاطت بها من كل جانب وحولتها إلى رماد ! .

الم

الاثنين، 23 يوليو 2018

الدكتورة:عافية الصديقي



الدكتورة:عافية الصديقي😢😢
تناوبوا على اغتصابها حتى حملت فاجهضوا حملها ثم قاموا بتمزيق صفحات القران ووضعه علي الارض واجبروها أن تمشي علي القران وهي تنزف دما فاختلط الدم بصفحات القران الممزقه
إنها الدكتوره .عافيةالصديقي.
* عافية هي عالمة أعصاب باكستانية في العقد الثالث من العمر ،اختطفتها الاجهزة الامنية الامريكية
لديها 144 شهادة فخرية وشهادات في دراسة الجهاز العصبي مِنْ المعاهدِ المختلفةِ مِنْ العالمِ ، وهى طبيب الأعصاب الوحيد في العالم الحاصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة هارفارد
لا يوجد حتى في أمريكا من بمثل مؤهلاتها
كانت د. عافية تعمل على برنامج مبتكر يعمل على حماية الجسم البشرى من الأسلحة البيولوجية وهو ما يضرب امريكا فى مقتل حيث انفقت مليارات على تطوير هذه الأسلحة وعرضت عليها المخابرات الأمريكية مساعدتها فى إنهاء ابحاثها وشراء ما انجزته بمبلغ كبير إلا أنها رفضت ..وقالت انها لم تستكمل البحث .
فما كان منهم إلا أن اختطفوها بمساعدة المخابرات الباكستانية في اخر مارس 2003 مع أولادها الثلاثة واتهموها ظلما وزورا أن لها علاقة بتنظيم القاعدة وما زالت مسجونة حتى اليوم.
درست طب الأعصاب في "معهد ماسشوستس للتكنولوجيا" (من أكبر جامعات أمريكا).. وأمها وشقيقتها وزوجها كلهم أطباء ، وأم لثلاثة أطفال بقوا برعايتها بعد انفصالها عن زوجها..الذى قيل أنه هو من سرب خبر أبحاثها للامريكان..
اختطفت واعتقلت مع الرجال في (سجن باجرام) الأفغاني - الأمريكي "السيئ الصيت".. عاشت فيه حياة بائسة ، فالحراس يتسلون بتعذيبها وهى المرأة الوحيدة فى سجن الرجال وكانت زنزانتها مفتوحة للحراس ولمجرمى السجن لاغتصابها أمام بصر وسمع نظرائها من المعتقلين حيث كان صراخها يرتفع كل ليلة.
صرحت الصحفية البريطانية إيفون ردلي أن "عافية" تعرضت خلال وجودها في السجن لأنواع شتى من التعذيب تفوق قدرة أقوى الرجال على تحمله. أما عن وحشية المعاملة فدلالتها أنها حين ظهرت لأول مرة في إحدى محاكم نيويورك لتحاكم على تلك الاتهامات الملفقة الغريبة قبل أشهر معدودة.. كانت لا تستطيع الوقوف.. تستند إلى آخرين أثناء الوقوف والمشي.. وتبدو هزيلة وضعيفة.. والدم ينزف منها ، وآثار التعذيب بادية عليها.
ومن بعض ما وثق من مشاهد تعذيبها أنهم مزقوا المصحف الشريف وألقوا به فى ممر السجن واجبروها ان تمشى فوقه وهى تنزف حتى يرى نزلاء السجن كتاب الله ملوثا بدماءها ولا احد يعلم ما تلاقيه فى سجن من اسوأ السجون سمعة حتى أن البعض يسميه CarsHell بدلاً من كارسويل ..
فما الخطر الذى تشكله هذه الأسيرة بعد ان فقدت ذاكرتها بسبب ما تعرضت له من اهوال العذاب الجسدى والنفسي والإغتصاب المتكرر ؟
قالت أمها انها كلمت ابنتها عافية هاتفيا في شهر رمضان الماضي فأخبرتها أنها ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم دائما في منامها ورؤية الرسول حق فأخبرتها ان الرسول أخذ بها الى السيدة عائشة بنت الصديق وقال لها التقي بابنتنا .
فرج الله عنك يا من سُجنت كيوسف وظُلِمت كعائشة وهنيئا لك حب سيدنا محمد لك فإن غمسة واحدة في الجنة تنسيك كل بؤس قاسيتيه وسيرى الظالمين سوء العاقبة وشرها.
.

XOXO
Best wishes
You're the best
وقت رائع
أوقات رائعة
أطيب الأمنيات

الأحد، 22 يوليو 2018

حوار بين عاشقين



حوار بين عاشقين


قالت له :
أخاف أن أحبك .. فأفقدك ثم أتألم
وأخاف أيضا أن لا أحبك .. فتضيع فرصة الحب .. فأندم 
قال : هذة فلسفةأم هذيان أم فزورة ؟
قالت : قل عنه ماشئت …لكنه شئ تضطرب به روحيأعيش معك حالة لا توازن منذ عرفتك
حياتي تسير بإنتظام فيما قلبي تسوده الفوضى 
قال : حاولي أن تزيلي بعضا من ستائر الغموض لكي نرى نور الحقيقة
قالت :منذ عرفتك أحس أنني معجبة بك الى آخر حدود الإعجاب
فيك أشياء أحتاجها في هذا الزمن
وجدت فيك ماكان ينقصني ويكمل بهاء روحي وصفاء عالمي
لكنني أخشى من النهايات دومافأنا إمرأة تعودت دائماأن تفقد أي شئ تحبه 

قال : نحن عادة نستطيع أن نكبح جماح العاطفة في البدء لكننا نعجز عنه في النهاية
قالت : وهذا مايجعلني أخاف كثيرا كثيرا .. فعلمني كيف أحبك بلا ألم ….. وأن لا أحبك بلا ندم

قال : الخوف من الحب هو دائما إعتراف بسيطرة هذا الحب علينا
فنحن حينما نخاف من أن نحب شخصا ، نكون في الواقع قد أحببناه بالفعل وأنتهى الأمر
لكن إنظري إلى الأمر بشئ من البساطة والواقعية فالحياة لا تعطينا كل شئ نتمناه دائما …….. يكفي أن نستمتع بالقليل منه وأن نسعد به
قالت : حتى فلسفتك ونبرة صوتك الهادئة تعجبني كثيرا ؛ تشعرني بالراحة وبالمتعة …….. أخبرني من أين تأتي بكل هذه المتعة والدهشة ؟
قال : لا أدري …صوتي هو صدى لإحساسك الطيب .. لا أكثر من ذلك

flowers

******************************************************
قالت له
قالت له: أتحبّني؟
قال لها: لا تسألي من كان فيه بحر وأنت في أول العوم
فقالت له: أتحبّني
فقال لها: لا يسأل من كان في الصيام شهراً متمرناً على الصوم
قالت: لم تجب أتحبّني؟
فقال: ما تعبت يتعب السهر وأنت في متعة النوم
قالت له: أتحبّني؟
قال: سؤال مثله عاشني الدهر وتعلّمت ألا أبادل الحب باللوم
قالت له: أتعبتني ولا تقبل السؤال والعتب
فقال: الحرب والحب دموع ودماء لا تُخاض بسيف من قصب
قالت: ألا تغار؟
قال لها: الغيرة سموّ فنأي والأنا غلو ولغو
قالت: فلتتركني إذاً
فقال لها: لو استطعت لفعلت باكراً
فقالت: لكنك تغيّرت كثيراً
قال: تغير الشكل ولم يتغيّر الجوهر
فقالت: لكنني أحسك بارداً
قال: لأن حرارتي نار حارقة
قالت: لم تعُد تلاحقني وتعاتبني
فقال لها: لأن لا رأي لمن لا يُطاع
فقالت: إن لم يكن أحدنا يشعر بالرضا فقد مات الحب
قال لها: يموت الحب عندما يصير البعاد ممكناً فهل تجرُئين؟
قالت: أقبل أن أراك من بعيد ولا أقدر على الفراق
قال لها: إذن الحب باق، لكنه يأخذ قسطاً من الراحة
قالت: وهل يعود كما كان؟
قال: لقد فقد البراءة ويعود وقد أثقله العقل وصار القلق رفيقه
فقالت له: إذن لقد فقد الحب بريقَه
فقال لها: إلا إن أنارت الثقة العمياء طريقه
فقالت: أجاهز أنت للتجربة
قال: فلتبقَ إذن على مقربة
قالت: ضمّني بقوة
فضمّها برفق وقال ليتني أعرف معك القسوة!

************************

حوار بين عاشقين

(........) و(...........)

ღღ قالت ღღ
يقولون إني مجندة حضنت عاصفة الصحراء
وإن لي قدماً تدب في الأرض فيسمع دبيبها في السماء
وإن لي صوتاً جهورياً وقولاً يشبه الخطباء.

ღღ قال ღღ
بل أنتِ حواء
أنتِ الصوت العذب في الأذن المنقذ من رمضاء
أنتِ عاصفة حبٍ مليئة بالمطر مخضرة للصحاري والبوادي والحمى الجرداء
أنتِ أروع ضلوعي
أنتِ أجمل ما جادت به السماء
أنتِ أمي...
الجنة تحت قدميكـِ ومن دونكـِ النساء
أنتِ أختي ...
الظل بين ذراعيكـِ بين الروح والأحشاء
أنتِ ابنتي...
حين يتخلى عنيّ العمر ولا يبقى لي أقرباء
أنتِ...
حبيبتي في الأرض وزوجتي في السماء
أنتِ كل رقيق حرم منه الرجال وحظيت به النساء
أنتِ كل أنثى تصنع الرجال وتنبت الزرع بالندى والماء
أنتِ الرحمة والمودة والصدق والعطاء
أنتِ كل الأشياء الجميلة مختصرة في لفظ حواء.... 


ღღ قالت ღღ
وأنت آدم ...
أنت يا من تضمني إلى صدركـ الدافئ
أنت يا من تطمئنني بنبرات صوتكـ الهادئ
أنت يا من تشعرني وأنا بقربكـ كأنني على الشاطئ
شاطئ حبكـ الذي غمر كل الشواطئ
أنت يا من أسكنتني ربيع قلبكـ الهانئ....
أنت أبي ..
أحس بقربكـ بالدفئ والحنان
أنت أخي ..
أفتح لكـ قلبي لتشعرني بالأمان
أنت ولدي ..
تعولني في كبري عندما يتخلى عنيّ الزمان
أنت حبيبي في الأرض وزوجي في الجنان
أنت الذي تنير شموع عقلي وقلبي والروح والوجدان
أنت قائد سفينتي إذا رست بين الشطئان
أنت ربانها ومنارتها فما أجملكـ من ربان....

ღღ قال ღღ
لا أدري ماذا أقول وقد غلبتني كلماتكـِ
أحبكـِ وأشتاق حين لاأسمع همساتكـِ
وتحزن عيني حين تختفي بسماتكـِ
ويرتجف قلبي عندما أرى دمعاتكـِ
ولكن .. عندما تعود البسمة على شفاتكـِ
يعود قلبي ينبض بحب ذاتكـِ
وتعود عيني تذرف دموع الفرح لملاقاتكـِ
فأنتِ بهرتِ كل العالم بسماتكـِ
فكيف لا تريدينني أن أكون منهم وأضيع بين متاهاتكـِ
ويغلبني الشوق والحنين لأرى الحب في عينيكـِ وفي نظراتكـِ
وأنتِ كنسمات الهواء العليل تخجلين من النظر في عينيّ فما أشد حياؤكـِ
أحبكـِ......أحبكـِ ......أحبكـِ
يا من أسرتي قلبي بهدوء صوتكـِ ونبراتكـِ .... 

ღღ قالت ღღ
وأنا أيضاً أحبكـ ولكنني لاأستطيع أن أبوح
فالخجل يمنعني من أن أقولها لكـ بوضوح
ولكن الآن قد حان ووقت الفصوح
أحبكـ يا من طيبت كل الآلام والجروح
أحبكـ فهواكـ قد سكن في أعماق الروح
وعندما أرى شذى عطركـ في الأفق يلوح
أحس براحةٍ في قلبي بعد أن كان القلب مجروح.....
............................................................................................................................................................
قالت له لماذا نتوه في معرفة مَن نحب ومَن يحبنا بين حال الفرح والحزن والشدة والوجع والضعف والقوة؟
فقال لها لأننا في كل حالة نستشعر شراكة من نوع مختلف.
فقالت وهل يكون لنا حبيب للفرح وحبيب للحزن وآخر للقوة وغيره للضعف؟
فقال لها مَن كان للفرح والقوة، فهو نديم ومَن كان للحزن والضعف فهو صديق، أما الحبيب فهو لكل زمان وحال، وقد نجد أكثر من نديم وأكثر من صديق، وقد لا نجد، لكننا لن نجد إلا حبيباً واحداً.
قالت لكنني في حالات المرح واللهو قد أجد من يؤنس جلستي سواك، ولكنني دائماً أتمناك أما في حال الضعف والشدّة فلا أجد إلاك ولا يؤنس وحشة الدنيا سواك.
فقال أنا صديق ونصف نديم وثلاثة أرباع حبيب، إذن فماذا عساي أفعل لأكتمل؟
قالت له لست مَن ينقصه شيء، بل أنا من تنقصها أشياء، فأن أجد للفرح من يتقدّم على مؤنس أحزاني أو من يستمد من قوتي قوة يأخذ مكان سندي في الضعف ومن يجعل ضعفي قوة فتلك هي النزوة.
قال لها لا يكون حبّ إلا إن كان كل حبيب يسعى ليكون الكمال في عيون حبيبه. وهذا هو الربع الضائع في كل حب. ومتى ترين أن السعي للكمال بعينيك يعادله سعي لتكوني مثله عندي نبلغ الربع الرابع كما في علم الموسيقى.
قالت لكنني أخشى الآن أن ما قلته نزوة.
فقال إذن أصير صديقاً ونصف حبيب وثلاثة أرباع حبيب ونزوة.
فضحكت، وقالت ولكنك في الأصل غنوة يا عالم الموسيقى.
فقال وتبقين لحناً ينتظر أن يُغنّى.




قـــــالـــت لـــه : أنــــا فـــعلاً أحبـك [ولكــــن]

إذا أردت الرحيــــل يوماً فــــلا تأتــــي وتقــــول لــــي وداعــــاً !

ارســــل لـــي شخصـــــاً يقــــول لـــي أنـــك لـــم تعــــد حيـــاً !
... ...
فنظــــر فـــي عينـــيها /~

وقـــال :

اطمئنــــي فأنــــا إذا رحلــــت مـــن حيـــاتـك فأعلمــــي أنــــي

فعــــلاً..

{ لــــم أعُــــد حياً ♥ }















أنا لم أكن أنا يوماً.

منذ أن أحببتك ..
منذ أن أحببتك نسيت كيف أكتب ، نسيت كيف أرتب حُروفي لتشكل كلمات ! .. نسيت كل شئ ، نسيت نفسي ..أحلامي ، فأحلامي جميعاً مُتعلقة بك.
مشاعري مُبعثرة ..
بالرغم من عُمقها.!
قلبي سلم أمره إليكِ .. و روحي في حالة إستعدادٍ للتضحية من أجلك.
أنا على يقينٍ تام .. أنني سألتقيك يوماً ما ..
لقد هرمتُ من أجل هذا اليوم .. أشتاقك جداً ، لدرجةٍ لا تتوقعينها !
في صدري حنينٌ إليك لا يهدأ أبداً .. يزداد يوماً بعد يوم.
و الثواني التي أقضيها بدونك كأنها سنواتٌ ضوئيه ! .. حنيني إليكي لا يغفو أبداً ، لا أدري ما السبب في ذلك .. أي حبٍ أحببتك أنا ؟ أي عشقٍ عشقتك أنا ؟
أنتِ في قلبي مثل النقش على الحجر ! لم ولن يزول أبداً ما حييت.
نعم أنا أعيش هنا ، لكن! نبضي و رُوحي بقربك .. في كل مكان.
أنا لم أعد أنا .. إني أفتقد نفسي كثيراً !
أشتاق إلى أيامٍ كنت أقضيها بقربك ، أكتفي منك ، أستنشق رائحة أنفاسك ، ألمس يدك .. أحتضنك حتى أحس بضربات قلبك.! .. أشتاق إلى لهفتك إلى لقائي كل يوم ..
أشتاق إلى عينيك .. اللتان هما وطني الآخر. !
كالمجنون أنا أخاطب صورك الصماء عندما أشتاق إليكِ ! .. أستنجد بها عندما يغتالني الحنين إليك.
حينما أتأمل تفاصيل وجهك ، أبتسم بشدّة إلى درجه تدعوني إلى البكاء ، أتمنى و أتمنى و أتمنى أن يعود إليّ ولو جزء يسيرٌ منك.
أتمنى أن أرتمي في حضنك ، أتمنى أن أُقبل أنفاسك ، أتمنى أن أكتفي منك .. أتمني أن أضمك إلى قلبي لتشعري بكمية الحنين بداخله !
أشتهي كُل تفاصيلك الآن ..
و كل ليلهٍ أقضيها بدونك .. يغتصبني الحنين!.
و كل ليله أتفقد هاتفي .. منتظراً منك رسالة ! .. ربما تُخرجني من حالة الهزيان التي أعيشها منذ زمنٍ طويل. إشتياقي إليكِ يُحطمني كل ليلة يا صغيرتي ! .
لن أنساكِ أبداً .. فأنتِ لا تغيبين عن مُخيلتي طوال الوقت ..
أفعل كُل هذا لأنني أحبُك كثيراً .. كثيراً .. كثيراً جداً !
أحبُك بقدر نبضات قلوب البشر من يوم ولادة آدم إلى يوم يُبعثون !
أحبُك بقدر ما ترمش عينيك الفاتنتين .. و سأفضل أحبُك! بحروف "نزار" .. و حنين "جبران" .. و دفء كلمات "فيروز" .. و صوت "كاظم" .. و إشتياق "غسان كنفاني" .. أحبُك.!
سأحبُك حتى تملين من حُبي .. وإن مللتي منه أخبريني لأحبك من جديد.
أحبُك مرةً و مرتان و ثلاث .. الأولى حُب .. الثانية حنين .. الثالثة إشتياق!
و كل ليلة أنام .. على حُلم أن ألتقيك غداً .. يا له من حلمٍ كاذب! أنام على حلم أنني سأستيقظ غداً على دندات صوتكِ العذب .. و عبق رائحة أنفاسك.
الحلم لن يفيدني في شئ يا صغيرتي .. فالواقع مؤلم ! مؤلم ! مؤلمٌ جداً.


* لقد مللت الكذب على نفسي بأنك ستأتين إلي يوماً ما ! ..
تارةً أقول أنك ستفتقدينني و توعدين إلي ذات يوم ..
و تارةً أنني لم أحب أنثى من قبل ولن أحب .. بالمقدار الذي أحببتك فيه ..
و تارةً أقول أنكِ ستحنين إليّ .. لكن! .. عندما أموت فقط ..
و أنا أدرك جيداً يا صغيرتي ..
أنني آخر آخر أحزانك!
و أنني كُنت في حياتك مثل طيف عابر.!
لا أستحق كل هذا يا صغيرتي .. القسوةُ لا تُليق على ملاك مثلك !
و الحنين لا يُليق على صاحب قلبٍ ضعيفٍ مثلي!
ستبقين الأنثى الأولى و الأخيرة في حياتي دائماً .. أعتقد أنني مُفرط جداً في حنيني إليك
لماذا لا تتذكريني ولو بكلمة .. ولو بهمسة !
أظن أن أبسط حُقوقي الآن .. أن تتذكريني ولو قليلاً .. لماذا كل هذا ؟
يا تُرى .. كم من العمرِ يلزمني لنسيانك .. 100 عام ؟ .. 3 سنوات ضوئية ؟ ربما!
كم من العمر يلزمني لنسيان خيباتك ! ..



* في هذا الصباح .. حنينٌ لا يُطاق .. و نسائم بردٍ قاتله! .. ربما أحتاجك لتدفئيني قليلاً ..
ولو بكلمةٍ واحدة ! ..
قلبي مُصابٌ بإهتزازات عنيفه جداً .. وأنتِ السبب!
أظن أن إهتزازات قلبي ليست لها مقياس على مقاييس "ريختر"! .. هي أقوى و أشد بأن تُقاس بمقياس ريختر .. أتدرين ما الذي سيهدء هذه الإهتزازت العنيفه ؟ صوتك.!
أعتقد .. أن كُل الدروب التي ستوصلني إلي صغيرتي تلك ... غير موجودة.
لكن ، أنا على يقينٍ تام .. يوماً ما ، سألتقيك .. أنا واثقٌ في ذلك.
عليكِ أن تثقي تماماً .. ستبقين الأولى في "الذاكرة" .. والأخيرةُ في "القلب".
ألا يكفيكِ هذا كُله ؟
ألا يكفيك هذا الحُب كله ؟ ياه.!
تباً لجبروت النساء !
أعلم تماماً بأنكِ لستِ لي .. لكنني أحبُك.!



* عادةً في كل مساء .. أتضور جوعاً ، لا ليس الجوع الذي تعرفونه ، أنا جائع مشاعر! .. أتضور جوعاً لسماع صوتك ، لكلماتك .. لعبيرِ أنفاسك ..
أنطقي و لو حرفاً .. لأخرج من هذه الحالة البائسه جداً ..
و أشتاقك في الثانية ألف مرةٍ ولا أكتفي!.. 
تعالي .. لنبكي سوياً!
تعالي .. لنرقص على ضوء القمر .. أنا وأنتِ فقط ، وقليلٌ من الشموع!
تعالي .. نضويّ عتمة الليل!

- أتعلمين ؟  بيني و بين الوسادة قصهُ غرام طويلة ! .. طويلة جداً ..
فكلما إشتقت إليكِ .. أنثر دُموعي فيها ... وما أكثرها !
كُل ليلة! .. كُل صباح.
يُوجد ثلاثُ أشياء ستخرجني من حالة الهزيان التي أنا فيها ..
- أنت.
- أنت.
- وأنت أيضاً !
أنتِ لستِ نصفي الآخر ..
أنتِ أنا .. لكن في مكان آخر .. في نفس الوقت! .
فأنا وجدت نفسي حين وجدتك يا صغيرتي ..
يا صغيرتي ..
كُل صباح يُمر عليّ بدونك .. هو صباح قاسي جداً.
لا حضورٌ منك يُفرح سماء قلبي ..
و لا صوتُك .. يداعب أشلاء روحي .. !


* أنا أؤمن كثيراً بالحب ...
أؤمن أن حُبنا أكبر من الأبدية .. وأؤمن أن هذا الحُب سيلقيكِ أمام عيني ذات يوم.
و أتلذذ بالنظر إليكِ.
وأخيراً .. أنا أستحقك أكثر من الجميع!
أحبُك.