من أكون ؟
قررت معلمة في مدينة نيويورك أن تعطي وسام لكل طالب تقوم بتدريسه
في الثانوية, وقالت لكل واحد بشكل شخصي:
ماذا عملت لك أو التأثير الإيجابي الذي تركته عندك, تقول لكل واحد منهم:
ماهو التغيير الذي أحدثه فيك وفي الفصل ؟؟
وتعطيهم في النهاية وساماً أزرق مكتوب عليه باللون الذهبي:
(( من أكون... يحدث الفرق ))
قررت المعلمة بعد ذلك, أن تعمل مشروعا لكل الطلاب,
أعطت كل طالب ثلاثة أوسمة, وقالت لهم: اعملوا هذه "المراسيم"
مع شخص فعلا غير فيكم تغييرا حقيقيا, يعني قف أمامه وقل له:
كم اثر فيك بكل صراحة, وكم هو مهم بالنسبة لك,
وبعد ذلك أعطه باقي الأوسمة, لكي يكمل وينشر طريقة التقدير والاحترام
التي سنعمل عليها جميعا أنا وأنتم.
أحد الطلاب ذهب إلى أحد إداري شركة قريبة من منزله
وشرح له فكرة الموضوع واعترف له بفضله عليه,
لأنه ساعده في التخطيط لمستقبله الوظيفي, وأعطاه وساما على صدره,
وسلمه وسامين يتصرف فيهما !
الإداري الصغير ذهب إلى رئيسه واعترف له بفضله عليه
وعلى تطوره في العمل
( مع أن رئيسه كان كثير الشكوى من موظفيه )
استغرب رئيسه من هذا الطلب, لكن الإداري الصغير طلب من رئيسه
أن يسمح له أنه يلصق عليه وساما أزرق,
وافق الرئيس على مضض فقام الإداري الصغير وعلق الوسام الأزرق
على صدر رئيسه, وأعطاه وسامين يتصرف فيهما لشخص
يعترف له بالفضل, وشرح له الطريقة المتبعة في التقدير من أولها,
وذكر له قضية الطالب الذي أتى إليه في بداية الأمر, وقال له:
أعتقد أن طريقة الاعتراف والتقدير والاحترام وتسليم الوسام
تنفع قي التأثير بين الناس مع بعضهم.
عندما رجع الرئيس إلى منزله جلس مع ولده وقال له: أي بني!
لقد حدث شيء رائع اليوم بالعمل, جاء أحد موظفي الشركة
وقدرني وساما واعترف بفضلي عليه, وبعبقريتي وإبداعي, تصور يابني ,
موظفي يقول لي: إنني مبدع وعبقري ويعطيني وساما
( من أكون...يحدث الفرق )
أعطاني موظفي وساما إضافيا وطلب مني أعطيه لشخص يهمني جدا,
بعد عودتي من العمل كنت أقود السيارة وأنا في طريق عودتي للمنزل
بدأت أفكر فيمن أعطي له الوسام ؟؟
لم أجد إلا أنت يابني !!
أيامي متعبة وعملي متعب, وعندما أرجع البيت لا أعطيك الاهتمام الكافي
الذي تستحقه, أصرخ في وجهك لكي تدرس بجد وتحصل على درجات
عالية, ولكي تقوم بترتيب غرفتك المهملة, لكن الليلة أحببت أن اجلس معك,
لكي أقول لك: أنك تعني لي الكثير بالإضافة إلى والدتك,
أنت أكثر شيْء أهتم به في حياتي, أنت ولد مبدع ,أنا احبك كثيرا
بدأت دموع الولد تنهمر بغزارة وجميع أجزاء جسمه ترتجف,
نظر إلى والده وهو يبكي وقال:
والدي قبل ساعات فقط كنت أجلس في غرفتي وكتبت رسالة لك ولوالدتي,
شرحت فيها لماذا قررت أن أتخلص من حياتي, وطلبت منكما أن تسامحاني,
كنت أنوي أن أنهي حياتي الليلة بعد ما تكونوا قد غرقتم في النوم,
الرسالة بالأعلى في غرفتي ما أظن أحتاجها الآن,
صعد الأب إلى غرفة ابنه وقرأ الرسالة المليئة بالعذاب والألم
واستشعر حجم الموقف الذي وضع ابنه فيه.
في اليوم اللاحق رجع الرئيس إلى عمله بشخصية ثانية
بعد أن قدر تصرف الإداري وتكريمه له ومنحه الوسام,
والوسام الإضافي الذي قدمه هو بدوره إلى ابنه قد أنقذ حياة ابنه
من الانتحار, وغير مجرى حياته إلى الأفضل,
وتحسنت حياته الأسرية وعلاقته بأبنه, ولم يعد يشكو من موظفيه,
بل على العكس صار يقول لموظفيه: كم هم مهمون بالنسبة له وللشركة.
لقد تعلم الرئيس والإداري والمعلمة وطلابها درسا مهما
(( مهما تكن أنت تستطيع أن تغير وتترك أثرا في حياة الناس,
أنت شخص مفعم بالإنسانية والأخلاق الحميدة,
وحبك في مساعدة الناس لتطوير أنفسهم ))
الحكمـــــــــة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق