قصة الملك فاروق مع «رمضان»: خُطبة ليلة الرؤية وتوزيع أموال على فقراء مصر وإقامة موائد ملكية
«أضواء وفوانيس وأوراق زينة.. موائد ملكية رمضانية وسرادقات لقراءة القرآن.. توزيع مبالغ مالية على الفقراء.. احتفالات الجمعة اليتيمة» طقوس خاصة تميز بها شهر رمضان في العصر الملكي كما تحكي عنه الأوراق والوثائق القديمة، التي تعود إلى القرن الـ20، زمن الملك فاروق والقصور الملكية.
الملك فاروق أو «صاحب الـ10 وجوه» كما وصفه بعض المؤرخين، حيث يحمل تاريخه مفارقات يصعب حصرها، كان معروفا بحبه للنساء والطعام والشراب، وفي الوقت نفسه، عرف بورعه وتقواه في شهر رمضان.
وفي رمضان، كان للملك فاروق طقوسا خاصة، تبدأ بإرسال مندوب للمحكمة الشرعية، للتأكد من ثبوت الرؤية، وتستمر حتى توزيع العطايا قبيل عيد الفطر المبارك، وكان يأمر فاروق، فيضاء قصر «عابدين» بالأنوار لإحياء ليالي رمضان، ويعد عدد كبير من المقاعد في الفناء الداخلي لجلوس الضيوف الذين يأتون يوميا لسماع القرآن الكريم، وكان فاروق يؤدي أول صلاة جمعة في رمضان في مسجد «الرفاعي» مع العلماء، كما كان فاروق يحب قضاء بعض أيام شهر رمضان في قصر «رأس التين» بالإسكندرية.
ويرصد «المصري لايت» أبرز طقوس الملك فاروق في رمضان، استنادا على عدة أعداد أرشيفية من مجلة «المصور»، وموقع «الملك فاروق ملك مصر»، وصحيفة «الأهرام».
خطاب ليلة ثبوت الرؤية
كان من عادة الملك فاروق توجيه خطابا عبر الراديو بعد ثبوت الرؤية، يهنئ فيه الشعب بقدوم رمضان، وكان ممن لا يمتلك جهاز راديو من المصريين يخرج إلي المقاهي أو البيوت التي فيها راديو، فتزدحم الأماكن العامة والشوارع القريبة منها لسماع الكلمة، التي يلقيها الملك عبر الإذاعة، مهنئا بها شعبه بمناسبة شهر رمضان الكريم.
وما يكاد المذيع يعلن انتقاله إلي قصر المنتزه لنقل كلمة الملك، حتى تسود الشوارع الصمت، حتى إذا انتهي الملك من إلقاء كلمته، تتعالى الأصوات مبددة هذا الصمت في كل الأنحاء تهتف: «حفظ الله جلالته وأطال بقاء».
ومن خطابات الملك فاروق التي ألقاها في ليلة الأول من رمضان من العام 1360 هجري الموافق 22 أغسطس 1941: «شعبي المحبوب.. الليلة نستقبل شهر رمضان المبارك فرحين بما آتانا الله من نعمة الدين وعزة الوطن، فإليك الكريم تهنئة صادرة عن قلب يفيض إيمانا بالله، وحبا لرسوله، ورعاية لك وثقة بك، وعطفا عليك..
يقول الله تقدمت ذاته، وتعالت صفاته: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب علي الذين من قبلكم لعلكم تتقون)..
وامتثالا لأمره جل شأنه أذكر نفسي وإخواني المسلمين بالاعتصام بالصيام، ففي الصوم تهذيب للنفس ورياضة لها علي احتمال المكاره، وعلي الصبر الذي هو من أكبر الأخلاق المقومة لحياة الأمم ومجدها، وفيه كف لليد واللسانعن الطغيان والعدوان والكذب والبهتان..
وأنه ليشرح صدري في هذه الليلة المباركة أن اسأل الله جلت قدرته أن يمدنا بعنايته، وأن يجعل مجهداتنا القومية مقرونة بالتوفيق وأن يعلي دينه وأن يعلي قدر الوطن قدر سبحانه، نعم الهادي ونعم المعين.. وسلام الله وتحيته عليكم أجمعين».
إذاعة القرآن ومنع المشروبات الكحولية
كان الملك فاروق يصدر أمرا ملكيا يأمر بمنع بيع المشروبات الكحولية والروحية في المحلات العامة إبان شهر رمضان، وكان يؤكد ضرورة إذاعة أصحاب المحلات المجهزة بأجهزة الراديو القرآن الكريم طوال أيام رمضان، كما كانت القصور الملكية تستخدم مكبرات الصوت لإذاعة القرآن الكريم طوال أيام شهر رمضان، وكانت تقيم السرادقات في الميادين الكبيرة والمتنزهات لتلاوة القرآن الكريم والتواشيح الدينية، خاصة في ميدان قصر عابدين.
الموائد الملكية في رمضان
منذ العام الأول لتوليه حكم مصر، كان فاروق يدعو رجال القصور والخاصة الملكية لمائدة إفطار رمضانية سنوية للخاصة والعامة بين القاهرة والإسكندرية، تحفل دائما بما لذ وطاب، وكانت ممدودة وعامرة وتتسع للكثيرين من رجال الدولة وسفراء الدول ورجال الأحزاب وعامة الناس بمن فيهم الفقراء، وتميز الملك فاروق دون أسلافه في إقامة هذه الموائد بكثرة في رمضان.
وبعد حرب 1948، تغيرت تقاليد هذه الموائد التي كانت تُقام في القصر الملكي في شهر رمضان، وكان يحضرها أمراء البلاد وعلماؤها ووزراؤها، حيث أمر بعد الحرب بإلغاء موائد القصر، لتحل محلها موائد في القاهرة وسائر مدن مملكة مصر وأرجائها للفقراء والمعوزين علي نفقته الخاصة طوال الشهر.
وقبل أن يحل شهر رمضان بأيام، يذهب المحافظون والمديرون والمسئولون إلي قصر «عابدين»، ويتسلمون من رئيس الديوان العالي الاعتمادات المالية اللازمة لهذه المآدب مع رجاء من الملك بأن يعدوا الفقراء الذين يدعونهم إليها ضيوفه.
ولم يكن يمر أسبوعا من أسابيع شهر رمضان، دون أن تقام فيه مأدبة من المآدب الملكية التي جرت عادة الملك علي إقامتها في كل عام، وتنوعت ما بين مأدبة للعمال، وأخرى لرجال الجيش والضباط، وثالثة لمشايخ الطرق الصوفية والأئمة والخطباء، ورابعة للطلبة الغرباء في مصر، وتلك مآدب تقام في مختلف أنحاء البلاد يدعو إليها الملك آلاف الفقراء من أبناء شعبه.
وكان فاروق يأمر الخاصة الملكية بتوزيع مبالغ من المال على العائلات الفقيرة، فلا يمر عيد الفطر المبارك بدون أن تشعر هذه العائلات به وكان يأمر بتوزيع مبالغ مالية أخرى على كل بيت فقير في القاهرة وفي الأقاليم.
قصر «عابدين» في رمضان
كان قصر عابدين يضاء بالأنوار الكثيرة إحياءً لليالي رمضان، ويتم تجهيز الفناء الداخلي للقصر لجلوس الآلاف الذين يأتون لسماع القرآن من كبار المقرئين، وكان فاروق حريصا أن يشارك أبناء شعبه في هذه الليالي المباركة، فيأمر أن تفتح السراي أبوابها في كل ليلة للجميع لا فرق بين غني وفقير.
وكان فاروق يعتمد يوما في الشهر للإفطار مع موظفي القصر، وفي عام 1941، أقام فاروق مأدبة حضرها 400 موظف من أكبر درجة أو أصحاب المعالي إلى الأفندية وموظفي الدرجة التاسعة، وسمح الملك بالتيسير على صغار الموظفين بأن يحضر جميع المدعوين بالثياب العادية الغامقة، وفقا لما نشرته مجلة «المصور» في عددها الصادر في 24 أكتوبر ١٩٤١.
وأوضحت المجلة أن المأدبة كانت فاخرة، وقدم فيها البرتقال، والسجائر، وحساء ساخن بالخضر، وحمل بلدي بالخلطة، وفاصوليا بالدجاج، وديك رومي فاخر بالبطاطس، وأرز مع لبن زبادي، وحلاوة بالقشدة، وخُشاف، وفواكه، وقهوة.
ونشرت «المصور»، في عام 1950، خبرا ذكرت فيه أنه في 6 يوليو 1950 الموافق 21 رمضان 1369، دعي الملك فاروق إلى وليمة إفطار في قصر «عابدين»، ووجه الدعوة إليها كبير الأمناء عبد اللطيف طلعت، كما دعا طلبة البعوث الإسلامية وجنوب الوادي الذين يتعلمون بالأزهر، وكانت تلك المائدة علامة من علامات شهر رمضان، وكان يقدم فيها أشهى المأكولات والأصناف التي لم يكن يعرفها الشعب وقتها.
وقالت المجلة إن قائمة الإفطار كانت تضم فطائر بالجبن واللحم، وفول بالبيض، وأوزي بالمكرونة، وتورلي على الطريقة الشرقية، وأرز وكباب ودجاج محمر بالبطاطس، وقطايف باللوز، وقمر الدين، كما كان يعقب تلك الوليمة أمسية دينية وتواشيح وتلاوة قرآن بصوت الشيوخ محمد الصيفي، ومصطفى إسماعيل، وعبد الفتاح الشعشاعي.
وأضافت المجلة أن فاروق لم يشأ أن يحرم من هذا العطف جميع من يتشرفون بخدمة السراي، فأمر بأن يأكل الخدم والسائقون والجناينية من نفس الطعام الذي أكل منه الملك.
قصر «رأس التين» في رمضان
كان قصر رأس التين بالإسكندرية يتزين بالأنوار منذ الليلة الأولى في شهر رمضان، وبعد الإفطار، كان الوزراء والكبراء ورجال الدولة يأتون إلى القصر ليستمعوا، في أول أيام الصوم، إلي القرآن الكريم، وكان يُذاع من القصر كل عام، وكان يُقام سرادق يتسع لحوالي 5 آلاف شخص، ويمتلئ كل ليلة بأبناء الإسكندرية من مختلف الطبقات.
وكتبت صحيفة «الأهرام»، في صفحتها الأولى في 21 أكتوبر 1939، خبرا بعنوان «جلالة الملك يتصدر مأدبة الإفطار في قصر رأس التين»، شارك فيها الأمراء محمد علي، ويوسف كمال، ومحمد علي حسن، ومحمد علي إبراهيم، وعلي ماهر باشا، والشيخ مصطفى المراغي، بالإضافة لمحمد علوبة باشا، والنقراشي باشا، وحسين سري باشا.
الصورة من صفحة «أهل مصر زمان» على «فيس بوك»
وقالت مجلة «المصور» في عددها الصادر في 23 يونيو 1950، في تقرير لها عن تلك المأدبة التي سجلتها عدسة المصور رياض شحاتة: «عندما انطلقت قذيفة مدفع الإفطار سلطت الأضواء الكشافة على قصر رأس التين فبدت معالم جماله، وبعد الإفطار بدأ الوزراء والكبراء ورجال الدولة يفدون على القصر العامر ليستمعوا إلى القرآن الكريم، وأقيم سرادق متسع الجنبات على مقربة من القصر لاستقبال الذين يريدون أن يستمعوا إلى آيات الذكر الحكيم».
وأضافت المجلة: «وذهب سرب من سيدات الثغر إلى السرادق رغبة في الاستماع إلى القرآن، لكن قيل لهن إن التقاليد لا تعرف ذلك، فاكتفين بالجلوس على الحشائش قريبا من السرادق، وبعد لحظات أقبل فريق من جنود الجيش المصري المعسكرين بثكنات مصطفي باشا، على هيئة طوابير، ثم أخذوا أمكنتهم داخل السرادق».
وفي وصف السرادق، قالت «المصور»: «يتسع السرادق لـ5 آلاف نفس، وهو يموج كل ليلة بأبناء الشعب من مختلف الطبقات، وهى مأدبة إفطار ملكية دُعي إليها الأمراء والوزراء ورجال الأزهر والسلك السياسي ورؤساء وفود جامعة الدول العربية، كما أقيم سرادق كبير في حديقة القصر على قرب السلاملك، ثم تفضل جلالة الملك فصافح المدعوين بيده الكريمة، بعد أن حياهم وهو يدخل السرادق بقوله (كل عام وأنتم بخير)، وسمح لأعضاء وفود جامعة الدول العربية أن يشهدوا المأدبة بملابسهم العادية فكانت مفاجأة كريمة لهم».
وقالت المجلة: «وصافح الملك مدعويه بنفسه، وسمح لأعضاء وفود جامعة الدول بأن يحضروا الموائد بملابسهم العادية، فكانت مفاجأة لهم، وفجأة انقلب الجو وهب نسيم بارد من البحر، وكان بعض المدعوين يرتدون ملابس الصيف الخفيفة، فأحسوا بهذا التغيير فأسرعوا بعد الإفطار ينشدون شيئاً من الدفء».
وأضافت: «وبعد انتهاء الآذان دار السفرجية على الحاضرين بأكواب من شراب الورد، ووضع النحاس باشا رئيس الوفد بضع قطرات من الدواء في كوبه، فتمنى له الحاضرون الشفاء».
وتابعت: «بعد أن انتهى المدعوون من تناول الإفطار، وقف جلالة الملك وقال لضيوفه (كل عام وأنتم بخير.. وأرجو أن تشعروا أنكم في بيوتكم)، ثم انصرف جلالته، وتناول الحاضرون القهوة والسجائر، وأمَّ الأمير عبدالكريم الخطابي بعض المدعوين، وأمَّ الشيخ أبوالعيون غيرهم في ركن آخر من أركان السرادق، ولم ينس رجال القصر أولئك الذين ساروا في خدمة كبار المدعوين وهم سائقو السيارات، فأقيمت لهم مأدبة أخرى تناولوا عليها الطعام».
مأدبة للمتفوقين
اعتاد الملك فاروق في الأربعينات أن يكرم الطلبة المتفوقين، ويدعوهم إلى مائدة إفطار رمضان في أحد القصور الملكية، سواء في قصر «رأس التين» بالإسكندرية، أو «قصر عابدين» بالقاهرة.
وكانت من عادة الملك فاروق عمل مأدبة الإفطار للعمال وطلبة الأزهر والمتفوقين والموظفين وغيرهم طوال شهر رمضان.
«مطعم الملك فاروق الخيري»
لم تكن المآدب الملكية هي المكان الوحيد لحصول الفقراء على الطعام، بل كان يوجد مطعم «الملك فاروق الخيري»، الذي كان يقدم «الطبيخ» والعيش لمن يريد.
ونشرت مجلة «المصور»، في عددها الصادر بتاريخ ٣ أكتوبر ١٩٤١، بعض الصور التي التقطتها عدسة المجلة تصف رحلة أسرة فقيرة للذهاب إلي المطعم وتناولهم حصتهم من الغذاء وأخيرا إفطارهم في منزلهم.
وعلقت المجلة على الصورة الأولى التي تبين وقوف الأسرة أمام المطعم، قائلة: «أقبلت الأسرة علي مطعم فاروق وتحمل (الحلة) الفارغة وتخلف الزوج وطفلاه ليتسلموا الطعام»، وفي الصورة الثانية، قالت: «نالت الزوجة ملء حلتها من الخبز وهي ثمانية أرغفة كاملة»، وعلقت علي الصورة الثالثة، قائلة: «أثناء رجوعهم إلي المنزل صارت الأسرة في طريقها إلي المنزل والزوجان فرحان وقد فضلت الزوجة أن تحمل الطعام كله بدلا من أن ترهق طفلها بحمل الخبز في السلة الفارغة المعلقة بيده».
وفي الصورة الأخيرة كانت للأسرة وهي تتناول طعام الإفطار بعد وصولهم إلي دارهم، قائلة: «وانطلق المدفع مؤذنا بساعة الإفطار ويأكلون في سرور».
مائدة الملك فاروق الخاصة مع أسرته
نشرت مجلة «المصور» تفاصيل ما يحدث داخل القصر الملكي في رمضان، وكشفت في تقرير لها عام 1950 عن وجبة الإفطار التي يتناولها الملك فاروق مع أسرته، قائلة: «كانت مائدة الملك الخاصة التي يجلس إليها ليتناول إفطاره مع أسرته كانت بسيطة، لا تتسم بالبذخ، وتضم عادة أصنافا بسيطة، وكانت قائمة الطعام الملكية، لا تضم سوى صنف واحد من اللحوم، وفطائر، وبيض بالبسطرمة، وأرز، وبطاطس، وطبق المسقعة المُفضل، ثم الكنافة، والفواكه».
أول صلاة جمعة في رمضان
كان من عادة الملك فاروق أداء أول صلاة جمعة في شهر رمضان بمسجد «الرفاعي» بالقاهرة مع العلماء والكبراء، ولم يمنع الحراس أحد من الصلاة مع الملك.
ليلة القدر
كان الاحتفال بليلة القدر عادة عند الملك ما يقيم لها احتفالا يحضره رجال الدولة ورجال الدين، يتلى فيها القرآن والخطب الدينية.
ونشر موقع «الملك فاروق» تسجيلا إذاعيا نادرا لتلاوة قرآنية بصوت القارئ مصطفى إسماعيل، في الاحتفال بليلة القدر 27 رمضان 1366ه، الموافق 14 أغسطس 1947، في قصر رأس التين بالإسكندرية، بحضور الملك فاروق الأول، والرئيس السوري شكري القوتلي، ورئيس الوزراء بالنيابة وقتها.
ووفقا للموقع، بحث الناس وقتها عن مكان يوجد فيه مذياع، حيث تزاحموا حول الجهاز الصغير، وحان موعد إذاعة رسالة الملك إلى شعبه المحبوب ليهنئهم بشهر رمضان، وخرجت تلك الكلمات من المذياع، وما كاد الناس ينتهون من إفطارهم، حتى خرج من لا يمتلك آلة راديو إلى المقاهي أو البيوت التي يوجد بها آلة إذاعة.
«الجمعة اليتيمة» في رمضان
كان فاروق مواظبا على صلاة الجمعة الأخيرة من شهر رمضان أو «الجمعة اليتيمة» في مسجد «عمرو بن العاص»، وكانت هذه الجمعة تحظى باهتمام الملك والشعب، وكان الموكب الملكي يتقدمه خيالة الحرس الملكي، وتسير حوله وتتعقبه في نهايته الفرسان، وتجر العربة الملكية 8 خيول، وكانت العربة مغلقة ولها نوافذ من الكريستال، ويستقلها الملك وخلفه كبير «الياوران»، وتتبعها عربات رئيس الوزراء والوزراء والحاشية الملكية.
وبعد ذلك أصبحت المواكب الملكية تتكون من السيارات وحولها الموتوسيكلات، وخرجت مجلة «المصور»، في 24 أكتوبر ١٩٤١، لتقدم متابعة مصورة للشعائر الدينية الرمضانية التي شارك فيها الملك فاروق في يوم الجمعة الأخيرة من رمضان، وهي الاحتفالية التي شاركت فيها طوائف من الشعب، ورجال القصر، وأفراد العائلة المالكية، رجالا ونساء، وجاءت التغطية تحت عنوان «الملك وشعبه في صلاة الجمعة اليتيمة».
وقالت المجلة: «وكان الملك فاروق قد أدى صلاة الجمعة في مسجد السيدة زينب، وخرج أهل الحي لتحية الملك علي جانبي الطريق»، ووصفتهم المجلة تحت عنوان «الوجوه المستبشرة» بقولها «خف أهل الحي الزينبي لاستقبال المليك والتمتع برؤية موكبه في ذهابه وإيابه إلي المسجد وها هي طائفة من سكان الحي، اصطفت علي الرصيف تتطلع للموكب الملكي، واستبشرت الوجوه برؤية مليكها».