يتألف أدب أمريكا اللاتينية من أدب البلاد الناطقة بالأسبانية في الجزء الغربيّ من الكرة الأرضية، ومن أدب بورتوريكو، وأدب البرازيل الناطقة بالبرتغالية. و قد تفوق هذا الأدب و أدهش العالم و لا يزال، و رغم أن بلدانه تنتمي إلى دول العالم الثالث مثلنا، إلا أن أدباؤه استطاعوا أن يحصدوا كماً كبيراً من الجوائز العالمية.
اخترت لك هذه الروايات الرائعة من أدب أمريكا اللاتينية، رغم أن الاختيار كان صعباً للغاية لوجود عدد كبير من الأعمال الأدبية العظيمة التي تستحق أن تكون في هذه القائمة.
مائة عام من العزلة ( غابرييل غارسيا ماركيز )
عمل أدبي دخل التاريخ من أوسع أبوبه، حازت على جائزة نوبل في الآداب عام 1982، طبع منها 30 مليون نسخة و ترجمت لأكثر من 30 لغة.
يروي فيها ماركيز سيرة عائلة “بوينديا” على مدى ستة أجيال تمتد لعشرة عقود من الزمن، تعيش العائلة في قرية خيالية تدعى “ماكوندو”، و تمتزج فيها قوة البناء السردي مع الخيال الجامح و سحر الغرابة التي تميز ماركيز و قدرته العظيمة على الإدهاش و تجاوز توقعات القراء.
لا شك أن هذه الرواية تبرز عبقرية ماركيز الذي تمكن من كتابة رواية متداخلة كل هذا التداخل و تتكون من 500 صفحة و تقع أحداثها في مئة عام و لا يوجد في شجرة العائلة إلا اسمين اثنين , أورليانو و خوسيه أركاديو.
لقد نجح الكاتب ببراعة أن يخلق تاريخ قرية كامل من نسج خياله، و من أجمل الافكار التي أراد الكاتب إيصالها للقاريء ان الزمن لا يسير في خط مستقيم بل في دائرة : “فكلما تلاشت الأحداث من ذاكرتنا أعادها الكون لكن في شخصيات و أزمنة مختلفة”.
باختصار فإن هذه واحدة من الروايات التي يجب أن تقرأها قبل أن تموت، و ربما تحتاج أن تقرأها أكثر من مرة!
بدرو بارامو ( خوان رولفو )
رواية من تأليف خوان رولفو الذي يُعَد الكاتب المكسيكي الأشهر والأب الروحي للواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية. و لهذه الرواية تأثير كبير في التعريف باتجاه الواقعية السحرية وهي من أشهر مدارس الكتابة في أمريكا اللاتينية.
تم وضعها في قائمة أهم مئة كتاب في تاريخ الأدب العالمي قاطبةً، وعدّها نقاد وكتاب أميركا اللاتينية أفضل رواية في القرن العشرين وفي تاريخ رواية أميركا اللاتينية، وهي تسبق حتى روايات أخرى مهمة وأكثر شهرة مثل مائة عام من العزلة لماركيز. وهناك إجماع على أن روايته إن لم تكن وضعت حجر الأساس للرواية اللاتينية التي ستكتب في ما بعد، فعلى الأقل ـ حسب رأي النقد الجاد ـ قد وضعت رواية أميركا اللاتينية على الطريق الخالدة والحقيقية للرواية العالمية.
وقد كتب ماركيز في ذكرى قراءته الأولى للرواية : “صعد ألبارو موتيس بخطوات واسعة الستة أدوار للوصول إلى منزلي ومعه الكثير من الكتب, وقد قام بفصل الأكثر صغراً والأكثر قصراً من ذلك الكم الهائل، وقال لى وهو يكاد يموت من الضحك: فلتقرأ تلك اللعنة، لكي تتعلم! وقد كانت تلك هي رواية بيدرو بارامو، وفي تلك الليلة لم أستطع النوم حتى انتهي من قراءتي الثانية لها.”
تحميل الرواية من هنا.
اقرأ أيضاً : ثلاث روايات رائعة من الأدب الياباني أنصحك بها.
بيت الأرواح (اليزابيل اللندي)
بيت الأرواح رواية للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندي كتبتها عام 1982، و تحولت إلى فلم عام 1993.
في البداية عارضت أكثر من دار نشر أسبانية نشر الرواية ، و لكن دار النشر الوحيدة التي قبلت بها في برشلونة أصدرت الطبعة الأولى عام 1982م ، ومنذ نشرها اكتسحت الأسواق و حققت أعلى المبيعات. بل أن هذه القصة هي التي أوصلت مؤلفتها إلى النجومية . حازت الكاتبة على هذه الرواية جائزة الأدب البانورامي ، كما أنها ترجمت إلى ما يقارب الثلاثين لغة .
تدور بداية أحداث الرواية نهاية القرن التاسع عشر، في مدينة بلا اسم، في أمريكا الجنوبية، وهي تروي مجريات عائلة ترويبا، غرامياتهم وطموحاتهم والتماساتهم الروحية، علاقاتهم ببعضهم البعض، ودورهم في مجريات زمنهم وتاريخهم، ذلك التاريخ الذي أصبح قدراً تجاوزهم جميعاً.
تحميل الرواية من هنا.
اقرأ أيضاً : 5 أشياء لن يفهمها إلا عشاق القراءة.
الحب في زمن الكوليرا (غابريل غارسيا ماركيز)
هذه الرواية من أفضل ما قرأت، نشرت عام 1985 و قد تم تحويلها إلى فلم يحمل نفس اسم الرواية، الكاتب أسلوبه شيق و مؤثر، لا سيما في سرد الأحداث ووصفه للمشاعر الانسانية، و البعض يراها تتفوق على مائة عام من العزلة.
تروي أحداث الرواية قصة حب رجل وامرأة منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، وتصف ما تغير حولهما وما دار من حروب أهليه في منطقة الكاريبي وحتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها على نهر مجدولينا في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين.
كما أنها ترصد بدقة الأحوال في هذه المنطقة من العالم من حيث الأحوال الاقتصادية والأدبية والديموغرافية دون التأثير على انتظام الأحداث وسيرها الدقيق مما يضعنا أمام كاتب يمسك بأدواته على أحسن ما يكون.
اقتباسات من الرواية :
– ” ذاكرة القلب تمحو كل الذكريات السيئة، وتضخم الذكريات الطيبة، وإننا بفضل هذه الخدعة نتمكن من تحمل الماضى.”
– ” علمته الشىء الوحيد الذى عليه أن يتعلمه عن الحب ,و هو أن أحداً لا يستطيع تعليم الآخرين الحياة.”
– ” سرعان ما أدركت أن رغبتها في نسيانه كانت أقوى محرّض لتذكره.”
– ” إن الإنسانية كالجيوش في المعركة، تقدمها مرتبط بسرعة أبطأ أفرادها.”
الحب في زمن الكوليرا من العلامات الفارقة في عالم الرواية و تستحق ما نالته من شهرة و بالتأكيد تستحق القراءة.
اقرأ أيضاً : هل تريد أن تقرأ أكثر؟ اليك هذه النصائح.
حفلة التيس (ماريو فارغاس يوسا)
رواية للكاتب ماريو فارغاس يوسا الحائز على جائزة نوبل في الآداب 2010، و هي تحفة أدبية مذهلة صاغها يوسا من حالة إنسانية سوداوية يرتبط وجودها واستمراريتها بوجود البشرية، حالة الطغيان والاستبداد وتأليه البشر، حالة الولاء الأعمى وثقافة القطيع.
تتحدث الرواية عن مرحلة تاريخية قاتمة في حياة جمهورية “الدومنيكان” الصغيرة وتسلط الضوء في حقبة تاريخية سوداء مليئة بالفظائع تحت حكم ديكتاتور نصَّب نفسه إلهاً على تلك الأرض.
تحميل الرواية من هنا.
اقرأ أيضاً : 10 روايات رائعة من الأدب الفرنسي يجب أن تقرأها
الخيميائي ( باولو كويلو )
تصنف من روائع الأدب المعاصر، حققت نجاحاً عالمياً باهراً، جعل كاتبها من أشهر الكتاب العالميين، و تعد ظاهرة في عالم الكتابة، فقد تُرجِمَت إلى 67 لغة، مما جعلها تدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية لأكثر كتاب مترجم لمؤلف على قيد الحياة، وقد بيع منها 65 مليون نسخة في أكثر من 150 بلدًا، مما جعلها واحدة من أكثر الكتب مبيعًا على مر التاريخ.
هذه الرواية تحفز القارئ و تشجعه على التمسك بأحلامه و تحقيق اسطورته الشخصية، فهي تفيض بالحكمة و توضح لنا كيف أننا قد نسافر إلى مشارق الأرض ومغاربها بحثاً عن كنزنا، في حين أن كنزنا تحت أقدامنا ” إن من يسعى نحو حلمه بكل صدق وإصرار فآن كل شيء سيكون بجانبه حتى الجماد”.
تحكي الرواية قصة الراعي الإسباني سنتياغو في رحلته لتحقيق حلمه الذي تكرر أكثر من مرة الذي تدور أحداثه حول كنز مدفون في الأهرامات بمصر ووراء هذا الحلم ذهب سانتياغو ليقابل في رحلته الإثارة، الفرص، الذل، الحظ والحب. ويفهم الحياة من منظور أخر وهو روح الكون.
واستلهم الكاتب حبكة القصة من قصة بورخيس ( كاتب ارجنتيني يعتبر من أبرز كتاب القرن العشرين) القصيرة حكاية حالمين.
(خورخي لويس بورخيس)
(خورخي لويس بورخيس)
اقتباسات من الرواية :
– ” إذا رغبت في شيء.. فإن العالم كله يطاوعك لتحقيق رغبتك.”
– ” قال الخيميائي : قل لقلبك أن الخوف من العذاب أسوأ من العذاب نفسه ، وليس هناك من قلب يتعذب عندما يتبع أحلامه ، لأن كل لحظة من البحث هي لحظة لقاء مع الله والخلود .”
– ” إنني لا أحيا في ماضيَّ، ولا في مستقبلي. ليس لي سوى الحاضر، وهو وحده مايهمني. إذا كان باستطاعتك البقاء دائمًا في الحاضر، تكون عندئذ إنسانًا سعيدًا.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق