الصفحات

الأربعاء، 8 يونيو 2016

كيف سقطت "التعليم" فى فخ "شاومينج".. الوزارة فشلت فى التعامل مع التكنولوجيا ومواجهة الجيل الجديد.. لجأت لوسائل تقليدية واستعدت للثانوية بآليات الحرب فاستخدمت الهيلكوبتر فى نقل الأسئلة فى عصر الإنترنت الثلاثاء، 07 يونيو 2016 - 10:17 م طلاب الثانوية العامة تحليل تكتبه سارة علام تؤسس وزارة التربية والتعليم فى امتحانات الثانوية العامة لهذا العام، قاعدة جديدة فى علم المنطق هى "أن تتبع نفس الخطوات الفاشلة وتنتظر نتيجة مختلفة، منذ عام 2012 تحديدا وهو العام الذى بدأ فيه تدفق التليفونات الذكية على السوق المصرية، وتزويدها بالكاميرا والإنترنت وغيرها من مستلزمات التكنولوجيا الحديثة. بدأت الوزارة تفقد قبضتها على لجان الثانوية العامة وبدأت ظاهرة تسريب الامتحانات من داخل اللجان، الظاهرة التى رفضت الوزارة أن تطلق عليها لفظة تسريب مكتفية بالتعبير المخفف "غش الكترونى" دون أن تنتبه إلى أن خطواتها القديمة فى إدارة الامتحانات ومحاربة الغش حربا مع طواحين الهواء. كيف تستعد وزارة التعليم لامتحانات الثانوية العامة؟ تبدأ وزارة التعليم استعدادها لامتحانات الثانوية العامة مبكرا بل ومبكرا جدا، وتحديدا من شهر مارس حيث تعمل اللجان الفنية السرية ومستشارو المواد على وضع أسئلة الامتحانات حيث يضع الخبير المكلف امتحانا أساسيا وآخر احتياطيا، ونموذجين للإجابة وتسلم للمطبعة السرية بالمنيرة التى يعمل بها ما يقرب من 30 معلما. الخطوة التالية هى اختيار رؤساء اللجان والمراقبين الأوائل من ضمن آلاف المتقدمين حيث تعمل الوزارة على التأكد من خلو سجلاتهم الوظيفية من أى موانع سواء جزاءات أو أقارب بالثانوية العامة حتى الدرجة الثانية، وبعد أن تنتهى تلك المرحلة وقبل الامتحانات يتسلم رؤساء اللجان خطابات ترشيحهم للجان المكلفين بها قبل الامتحانات بأيام، مع شرط التوزيع الاقليمى حيث لا يحق لرئيس اللجنة أو الملاحظ الاشراف على امتحانات فى محافظته نهائيا. كذلك تعمل الوزارة على طباعة أوراق الأسئلة والاجابات ونماذج الاجابة فى مطابعها السرية، وتبدأ عمليات نقل الأوراق والتى تتم بالهيلكوبتر وبمعاونة القوات المسلحة لتسليمها لمراكز الأسئلة فى المحافظات البعيدة، وعن طريق السيارات والقطارات فى المحافظات الأقرب، ويقدر عدد مراكز الأسئلة بـ74 مركزا موزعا على جميع محافظات الجمهورية، تتسلم أوراق الأسئلة فى مظاريف مغلقة تسلم صباح يوم الامتحان لرؤساء اللجان فى مدارسهم، بينما تذهب نماذج الاجابات إلى مراكز تقدير الدرجات بالكنترولات. أمام لجان الامتحانات، تبدأ مهمة الشرطة التى تتعاون مع وزارة التعليم فى تأمين المراقبين والملاحظين والسيطرة على اللجنة من شغب الطلبة المحتمل، كذلك فإن وزارة التعليم ومنذ سنوات بدأت الاستعانة بأجهزة الكشف عن التليفون المحمول وأنفقت على ذلك تكاليف باهظة حيث تستخدم العصا الالكترونية والبوابات الالكترونية أيضا, الساعة التاسعة صباح يوم الامتحان، يدخل طلاب الثانوية العامة إلى لجانهم، جيل جديد يتسلح بالتكنولوجيا التى تصر الوزارة على اهمالها، وأمام ما يزيد عن نصف مليون طالب يؤدون الامتحانات فى نفس اللحظة تعجز الوزارة ومعداتها القديمة عن كشف الأجهزة الحديثة فمن الطلاب من يستخدم نظارة متصلة بالانترنت، ومنهم من يستخدم سماعة أذن لا يمكن للملاحظ اكتشافها، ومنهم من يستخدم الموبايل بعد أن يمنح الملاحظ موبايلا أخر على الباب. فى السنوات الماضية، كان "شاومنج" صفحة فيس بوك شهيرة"، يحصل على الامتحان بعد دقائق من توزيعه بعد أن يصوره أحد الطلاب وينشره على أحد مواقع التواصل، وتخجل الوزارة من نفسها فتسمى الواقعة "غش الكترونى"، إلا أن شاومنج نجح هذا العام فى تسريب الامتحان بالمعنى المعروف للكلمة. ماذا يعنى تسريب الامتحان قبل ساعات من بدايته؟ يعنى ببساطة أن خللا وقع فى مركز توزيع الأسئلة أو ثقبا حدث فى ضمير أحد رؤساء اللجان بعدما تسلموا مظاريف الأسئلة ففتحوها مبكرا عن موعدها، وإن كنا نميل إلى ترجيح الفرضية الأولى خاصة مع ظهور نموذج الإجابة لأول مرة وهو أمر لا يخرج عن مكانين الأول "المطبعة السرية" التى طبعت الأسئلة واجاباتها النموذجية، والثانى هو مركز توزيع الأسئلة، وربما الفرضيتين معا أى أن رئيس لجنة ما فتح المظروف قبل موعده، وكذلك سرب مركز الأسئلة نموذج الاجابة أيضا. كيف يرغم ملاحظو الثانوية العامة على ترك الطلاب للغش؟ لابد لنا أن نذكر هنا، ما يعانيه ملاحظو الثانوية العامة من ترهيب وترغيب فى لجان الأرياف والصعيد، ولجان أبناء الكبار، حيث ينتقل رئيس اللجنة وملاحظوه من محافظته إلى المحافظة الأقرب، يبيت فى استراحة هى فى الأصل مدرسة فى قرية أو مركز له خصوصيته وسمعته وأهله وأعيانه، يتعرض رئيس اللجنة لضغوط كبيرة من أولياء الأمور خاصة فى الصعيد، فإما أن يستجيب رئيس اللجنة للتهديدات التى قد تصل لحد اطلاق النار على الاستراحات ليلا مثلما حدث فى البدارى العام قبل الماضى، وإما لن يعود لأهله سالما، ليصبح الغش مع مرور الوقت حقا مكتسبا لأبناء الأعيان والكبار. من يحمى ملاحظى الثانوية العامة من تهديدات أولياء الأمور؟ لكى يتحمل رؤساء اللجان وملاحظو الثانوية العامة تلك الضغوط، لابد من تعاون وزارة الداخلية فى حمايتهم طوال الامتحانات والوقوف بينهم وبين رغبة الأهالى فى تغشيش أبنائهم، ولكن ماذا نفعل إذا كان لوزارة الداخلية أبناء أيضا فى الثانوية العامة؟ كيف تجاهلت وزارة التعليم محاولات النجاة؟ عام 2013 اقترح أحد مسئولى الأمن بوزارة التربية والتعليم، حلا سحريا للنجاة من فخ تسريب الامتحانات، يقوم على إرسال أوراق الأسئلة عبر الانترنت وامتحان الطلاب فى معامل كمبيوتر بالمدارس والجامعات على أن يتم الامتحان "أونلاين"، مع وضع تقنيات للإجابة لا تسمح للطلاب بتداول الأسئلة حيث تقيس الامتحانات مستويات معرفية وعقلية عليا لا يجدى معها تداول الاجابات نفعا، إلا أن هذا الاقتراح تم إهماله تماما وأزيح المسئول عن موقعه، وعادت الوزارة للبحث عن سبل لمنع ادخال أجهزة المحمول إلى اللجان للحد الذى وصل بأحدهم مطالبة الأجهزة السيادية بتوفير أجهزة تشويش أمام آلاف اللجان كتلك التى تستعمل فى الحروب والمهمات العسكرية، لنجد أنفسنا بعد أربعة سنوات من الاقتراحات والحلول أمام وزارة عاجزة عن فهم الجيل الجديد وإدراك آليات العصر الحديث فيسخر منها "شاومنج" ومريديه بضغطة لايك. 

http://www.youm7.com/story/2016/6/7/كيف-سقطت-التعليم-فى-فخ-شاومينج-الوزارة-فشلت-فى-التعامل-مع-ال/2752640#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق