الصفحات

الثلاثاء، 13 يناير 2015

نوادر وطرائف شعرية ... جواهر الشعر


 منقول

كان بشار بن برد شاعرا يحشو قافيته أحيانا بكلمات يتم بها الشعر لا معنى لها في كلام العرب .. إليكم هذه القصة:
قال بشّار بن برد: رأيت حماري البارحة في النوم ، فقلت له : ويلك لِمَ متَّ ؟ قال الحمار : أنسيت أنَّكَ ركبتني يوم كذا وكذا وأنَّك مررتَ بي على باب( الأصبهاني) فرأيت إتاناً (حمارة) عند بابه فعشقتها ، حتى متُّ بها كمداً ؟
ثم أَنشدني(الحمار) :

سيِّدي مَل بعَنانـي نحوَ بابِ الأصْبَهاني
إنَّ بالبـابِ إتـانـاً فضلت كـلَّ إتـانِ
تيَّمتني يـومَ رِحنْـا بثناياهَـا الحِسـانِ
وبـغـنـج ودلالٍ سلَّ جسمِي وبرانِي
ولَهَـا خـدٌّ أَسيـلُ مثل خدِّ الشيفـرانِ
فبها مِتَُ وَلَو عِشتُ إذاً طـال هوانِـي

فقال له رجل من القوم .. وما الشيفران يا ( أبا معاذ) ؟
قال بشار: هذا من غريب الحمار ، فإذا لقيته لكم مرَّةً ثانية . سألتهُ !!
_أن أول إعلان في التاريخ كان في شكل بيت من الشعر نظمه الشاعر ربيعة بن عامر الملقب بالدرامي .. فقد حضر إليه أحد التجار يشكو نفاذ كل الخمارات التي يبيعها عدا السوداء فلم يشتريها أحد منه .. فنظم الشاعر قصيدة و أرسلها لأحد الشعراء ليتغنى بها .. جاء فيها:

قل للمليحة في الخمار الأسودماذا فعلـت بناسـك متعبـد

قد كان شمر للصلاة ثيابـه حتى وقفت له بباب المسجـد
ردي عليه صلاته وصيامه لا تقتليه بحق ديـن محمـد

.. ولما انتشرت هذه القصيدة لم تبقى واحدة لم تشتر خمار أسود فنفذت كل الخمارات لدى التاجر بل يقال أنه باعها بسعر مرتفع !! ..

_من طرائف الشعر العربي ..

إذا أتيـت نوفـل بـن دارم ***امير مخزوم وسيف هاشـم

وجدتـه أظلـم كـل ظالـم**** على الدنانيـر أو الدراهـم


وأبخل الأعراب والأعاجـم ****بعرضـه وسـره المكاتـم


لا يستحي من لوم كل لائـم ****إذا قضى بالحق في الجرائم


ولا يراعي جانب المكـارم *** في جانب الحق وعدل الحاكم


يقرع من يأتيه سن النـادم *****إذا لم يكن من قـدم بقـادم




هذه قصيدة مدح لنوفل بن دارم.. لكن اذا قرأت الشطر الأول من كل بيت ..


إذا أتيت نوفل بـن دارم وجدته أظلم كـل ظالـم


وأبخل الأعراب والأعاجم لا يستحي من لوم كل لائم

تصبح قصيدة ذم ..

_حكي أن الحجاج طاف ليلة فظفر برجلين سكرانين فقال .. من أنتما ؟
فقال أحدهما ..

أنا ابن الذي لا ينزل الدهر قِدرَهُ   وإن نزلت يوما فسـوف تعـود

ترى الناس أفواجا الى ضوء ناره     فمنهـم قيـام حولهـا وقـعـود


وسأل الآخر فقال:


أنا ابن من ذلت الرقاب لهما بين مخزومها وهاشمها

تأتيه بالرغم وهي صاغرة  يأخذ من مالها ومن دمهـا


.. فسأل الحجاج عن أبويهما فإذا أبو الأول بائع باجلا وهو نبات يؤكل مطبوخا والآخر حجام.
فقال الحجاج .. أطلقوهما لأدبهما لا لنسبهمـــا .. لئن أخطأ النسب فما أخطأ الأدب.

.. ظاهر الأبيات يدل على نسب رفيع لقائليها .. و مع تبيان كل منهما وظيفته .. تبين أن لا نسب رفيع لهما .. و هما مع ذلك لم يكذبا في أبياتهما .. بل أجادوا الوصف !!
====================================================================


_أقوال بليغة من حيث المعنى .. جميلة من حيث اللفظ في آن ..
.. رأيت الناس قد ذهبوا .. الى من عنده ذهبُ.
.. رأيت الناس منفضة .. الى من عنده فضة.
.. رأيت الناس قد مالوا .. الى من عنده مالُ.
.. عضنا الدهر بنابه .. ليت ماحل بنا به.


_.. نَاظِرَاهُ فِيمَا جَنَا نَاظِرَاهُ .. أوْ دَعَانِي أمُتْ بِمَا أوْدَعَانِي.

..
رأيت الناس قد عدلوا .. الى من عنده العدل ..
ومن لا عنده عدل .. فعنه الناس قد عدلوا.

يحكى أنه كان باحدى البلاد طبيب سيء لا يسلم أحد من علاجه .. و كان اسمه عيسى.
فقال فيه أحد الشعراء ..

عيسى الطبيب تمهل فانت طوفان نـوح
يأبـى علاجـك إلافراق جسم لـروح

شتان ما بين عيسى و بين عيسى المسيح

فذاك محـي لميـت و ذا مميت صحيح




كان إمام العبد بشرة سوداء .. وكان عنده صديقه اسمه محمود كثيرا ما يشاكسه، و فى يوم سأله: ما رأيك يا إمام في قصيدة المتنبئ
عيد بأية حال عدت يا عيد ...... بما مضى أم لأمر فيك تجديد

وكان يقصد هذاالبيت :

لا تشتر العبد إلا والعصا معه ..... إن العبيد لأنجاس مناكيد
طبعاً الإمام عرف ما قصده صديقه فرد قائلا: هي بلا شك قصيدة رائعة جميلة وبخاصة قوله فيها
ما كنت احسبني أحيا إلى زمن .... يسيؤني فيه كلب وهو [محمود].

يحكى أن أحد الشعراء كان جالسا مع أصحابه يوما .. في أرض خضرة جميلة .. فأراد أن يقول شعرا ..فقال ..
الأرض أرض و السماء سماء .. و النار قالوا أنها حمراء.
فلما قيل له أنه لم يأت بجديد .. أضاف ..
كأننا و الماء من حولنا .. قوم جلوس حولهم ماء !!


لو كنت كنت كتمت الحب كنت كما كنا وكنت ولكن ذاك لم يكن

قال أحد الشعراء يصف بخيلا كيف أنه يخبّئ رغيفه من الضيوف :



إنّ هذا الفتى يصون رغيفاً * ما إليه لناظرٍ من سبيلِ


هو في سفرتين من أَدَم الطــــائف في سلّتينِ في منديلِ

ختمت كل سلّةٍ بحديدٍ *** وسيورٍ قددن من جلد فيلِ

في جرابٍ في جوف تابوت موسى * والمفاتيح عند عزرائيلِ



وقال آخر يصف بخيلاً آخر :


رأى ضيفك بالدار *** وكرب الجوع يغشاهُ


على خبزك مكتوباً *** ( سيكفيكهمُ الله )

قال أحد الشعراء يصف زيارة حبيبه فقال :

بأبي من زارني مكتتما *** خائفا من كل شيئ جزعا


ركب الأهوال في زورته *** ثم ما سلّم حتى ودعا


فقال آخر يعارضه ويصف زيارة ثقيل :


وثقيلٍ قد شنِئْنا شخصه *** مذ عهدناه ملحّا مبرِما


ثقّل الوطأة في زورته *** ثم ماودع حتى سلّما



    يات مبتكرة لتعليم الخط من يعرف بقيتها

    مر بي أن أحد معلمين في منطقة الأحساء نظم أبياتا ليتدرب الطلاب على إجادة الخط بحيث يتكررالحرف في مواضعه المختلفة عدة مرات نحو

    أكتب ككتبي كما قد كنت أكتبه= كتباً ككتبي كذاك الكتب في الكتب
    كذاك كنا فكن في الكتب كيف نكن =إلا تكن كيف كنا تك ذا كأب

    ونحو

    لو كنت كنت كتمت الحب كنت كما =كنا وكنت ولكن ذاك لم يكن

    فهل هنا من يعرف بقية الأبيات المنظومة للأحرف الأخرى وفق الله الجميع وجزى أخانا الشمالي أجزل الخير وأعمه وأنفعه إنه سميع قريب مجيب،،،
    (/)


    على حافة الابداع


    ضاق صدر الفرزدق في احدى ليلي الصيف التي خالها دون نهاية بعد ان استعصى عليه الشعر فصعد الى مكان مرتفع صارخا بأعلى صوته (اخاكم ابا ليلى اخاكم ابا ليلى) فمن هو ابو ليلى هذا وما قصته؟
    لاريب ان العرب قد اعطوا اهتماما جما للشعر فهو ديوانهم الذي يتغنون به في حلهم وترحالهم ولقدسية الشعر عندهم ولمكانته العالية جعلهم ذلك يعتقدون ان الجن والشياطين قد شاركت او تدخلت في انتاجه على لسان الشعراء اذ جعلوا لكل شاعر شيطانا من الجن ينفث على لسانه الشعر ويلهمه قوله ولقد اسموا الوادي الذي تتجمع فيه هذه الشياطين بوادي (عبقر) ومنه اشتقت كلمة عبقري التي تطلق على الانسان المبدع ولقد بات هذا الامر مسلما به حتى انهم فاخروا بشياطين شعرهم فقال احدهم: (اني وكل شاعر من البشر / شيطانه انثى وشيطاني ذكر) ولقد هدد ابو نواس بعض الشعراء من خصومه بشيطان شعره فقال: (فاحذروا صولتي وموقع شعري / واتقوا ان يزوركم شيطاني) واذا قلبت صفحات الادب تجد من هذا الشيء الكثير حتى وصل الامر بهم بتاليف الكتب والرسائل فيها مثل رسالة ابن شهيد الاندلسي (التوابع والزوابع) ويقصد بالتوابع توابع الكتاب من الشياطين والزوابع هم شياطين الشعراء!! الذين يعينوهم على نظم الشعر ولقد اطلق العرب اسماءا على هذه مثل (لاقط بن لافظ / مسحل / هادر / هبيد / ..... ) ولقد تحدث بن شهيد في هذا الكتاب عن رحلته الخيالية وكيف التقى بشياطين الشعراء وبشيطانه المسمى (زهير بن نمير) ولقد اطلق اسم (عتيبة بن نوفل) على شيطان امريء القيس وهكذا دواليك. وقد اختلف الشعراء في كيفية جلب هذه الشياطين لتنفث في لسانهم الشعر فنجد ابا تمام الطائي يضع نفسه في صهريج من الماء عندما يستعصي عليه قول الشعر اما جرير فيتمرغ في التراب عدة مرات عندما لا يجد ما يقوله ولامن يلهمه الشعر وهكذا نجد ان لكل شاعر طريقته لأستدعاء شيطانه وماهذا الشيطان سوى الالهام وهو اذا ازداد ونما عد شكلا من اشكال الابداع الذي هو موهبة من الله تعالى لذا فالالهام ابداع فطري تتداخل فيه الموهبة والابتكار وتنمية كليهما بالدربة والممارسة. والإلهام في علم النفس احدى العمليات العقلية التي تحدث بعد التهيئة ووجود قرائن وان اللحظة التي يلهم فيها هذا الانسان تسمى لحظة التجلي او التنوير (الإشراق) او لحظة الالهام وان مفهوم هذه اللحظة قديم جدا فنجدها عند هوميروس الذي استهل (الإلياذة) بعملية استجداء واضحة لربات الشعر اللواتي انعمن عليه بهذه اللحظة او اللحظات وكان (ابولو) عندهم هو اله الشعر ... يعتقد الكثير من الناس ان اللحظة الابداعية تحدث فجأة وهذا خطأ شائع فالشخص يمر بحالة اختمار ذهني متوقد اذ تتم العملية الإبداعية او اللحظة التي يلهم فيها الشخص وفق ما يتميز به من موهبة أي ان ما يلهم به من أمور وأشياء تكون ذات مصير واتجاه واحد مع ما يتميز به من اختصاص او مهنة او وظيفة كي تتم عملية الإستجابة لهذه اللحظة الاشراقية او التنويرية بصورة فعلية ومفيدة وتسييرها ضمن الإتجاه الصحيح ووفق مايناسبها من توظيف في العملية الإبداعية. إن العملية الابداعية هي اعلى عملية تفكير للأنسان اذ من الممكن اكتشافها عند البشر جميعا وتنمية مايتميزون به من مواهب فنية وعلمية وتهيأة الظروف الملائمة لها واحاطتهم بالرعاية الخاصة اذ ان الناس الأسوياء جميعا لديهم امكانية الأبداع ولكن الامر المهم هو تشخيص هذا الابداع لكل فرد او جماعة وتطوير هذه الأمكانات لديهم. ان دراسة سير المبدعين لاتكفي للخروج بنتيجة مرضية يمكن من خلالها وضع قانون ثابت نسير عليه اذ ان سيرهم مختلفة عن بعضها البعض. لكن من الملاحظ عنهم انهم اشتركوا في شيء واحد هو المعاناة والصراع الداخلي والمآسي التي مروا بها والتي جعلت منهم اناسا مبدعين وجعلت غيرهم اناسا عصابيين يائسين.
    (/)

    اشعر الجن والإنس

    ـ[محمد سعد]ــــــــ[29 - 07 - 2007, 12:07 م]ـ
    قال الخاسر: أشعر الجن والإنس أبو العتاهية في قوله:

    سَكِنٌ يبقى له سَكَنُ= ما بهذا يُؤْذِنُ الزَّمَنُ
    نحن في دارٍ يُخَبِّرُنا= عن بَلاها ناطقٌ لَسِنُ
    دارُ سوءٍ لم يدُمْ فَرَحٌ= لامريء فيها ولا حَزَنُ
    في سبيل الله انفُسُنا= كلنا بالموت مُرْتهَنُ
    كلُّ نفسٍ عند مَيْتَتها=حَظُّها من مالها الكَفَنُ
    إنَّ مال المرءِ ليس له= منه إلا ذكرُهُ الحَسَنُ
    (/)


    قال أبو عمرو بن العلاء: أول شعر قيل في ذم الدنيا، قول يزيد بن خَذَّاق العبدي (شاعر جاهلي كان معاصرا لعمرو بن هند: ترجمته في الشعر والشعراء: 345 - 247):

    هل للفتى من بنات الدهر من راق= أم هل له من حسام الموت من واق
    قد رجَّلوني وما بالشعر من شعث= وألبسوني ثياباً غير أخلاق
    ورفَّعوني وقالوا أيُّما رجل= وأدرجوني كأني طيّ مِخراق
    وأرسلوا فتية من خيرهم حسباً= ليسندوا في ضريح القبر أطباقي
    وقسَّموا المال وارفضَّت عوائدهم= وقال قائلهم مات ابن خَذاَّق
    هوِّن عليك ولا تُولع بإشفاق= فإنما مالنا للوارث الباقي


    أخي أبا الفوارس إليك رأي الشرع في ظلمك لنفسك "سامحني على هذا الوصف"
    عن أبي هريرة:rقال أن رسول الله:=قال
    "لا يتمنى أحدكم الموت أما محسنا فلعله يزداد وإما مسيئا فلعله يستعتب "
    وفي رواية عن مسلم عن أبي هريرة:rعن الرسول:=:
    "لا يتمنّى أحدكم الموت ولا يدع به من قبل أن يأتيه انه إذا مات انقطع عمله وانه لا يزيد
    المؤمن عمره إلا خيرا "وعن انس:rقال الرسول:="لا يتمنينّ أحدكم الموت بضر أصابه فان كان لا بد فاعلا فليقل:اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيرا لي "متفق عليه
    وعن قيس بن أبي حازم: r قال دخلنا على خباب بن الأرت: r نعوده وقد اكتوى سبع كيات فقال:إن أصحابنا الذين سلفوا مضوا ولم تنقصهم الدنيا وإنا أصبنا مالا نجد له موضعا إلا التراب ولولا أن النبي:=نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به ثم أتيناه مرة أخرى وهو يبني حائط فقال إن المسلم ليؤجر في كل شئ ينفقه إلا في شيء يجعله في هذا التراب " متفق عليه
    فأي ظلم يا أُخيّ تجرعه لنفسك!!! ..
    سامحنا أستاذ محمد على هذا الاستطراد .. لكن للضرورة أحكام.


    بارك الله فيك أختي
    لكن أنا أقصد من ناحية المرض فالعلاج منه ليس واجب.
    بل ثبت أن عبدالله بن مسعود أو أبي بن كعب رضي الله عنهما ((أحدهم ولست متأكد أي منهم بالتحديد)) لم يتداوى من المرض رغبةً في الموت.
    وثبت أن إحدى النساء المؤمنات خيرها الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن يدعو لها بالشفاء أو يدعو لها بالأجر من عند الله عز و جل فأختارت الدعاء.
    (/)


    ابن الرومي في قصيدة له يرثي ابنه

    * ابن الرومي
    ـ هو أبو الحسن علي بن العباس بن جريج، المعروف بابن الرومي، ولد ببغداد سنة 221هـ ونشأ بها، حيث تلقى دروسه على يدي محمد بن حبيب. نظم الشعر في فترة مبكرة من حياته. كان حاد المزاج متطيراً واسع الثقافة وكان أشعر أهل زمانه بعد البحتري وأكثرهم شعراً وأحسنهم أوصافاً وأبلغهم هجاء وأوسعهم افتناناً في سائر أجناس الشعر وضروب قوافيه، يركب منه ما يصعب على غيره، ويلزم نفسه ما لا يلزمه. وشفف بالتوليد في معانيه فطالت قصائده وجاءت ـ لتأثره بالمنطق ـ مترابطة ذات وحدة موضوعية، وإن مالت إلى النثرية لولا براعته في التصوير واعتماده على التشخيص والحركة والتلوين وعنايته بموسيقاه وقوافيه التي جاء ببعضها من حروف مهجورة، فمهد للمعري في لزومياته. وقد برع في الهجاء، وعمد فيه إلى التصوير الساخر.
    ـ قال المرزباني: ((لا أعلم أنه مدح أحداً من رئيس أو مرؤوس إلا وعاد إليه فهجاه ولذلك قلت فائدته من قول الشعر وتحاماه الرؤساء))، وقال ابن خلكان في وصفه: ((الشاعر المشهور صاحب النظم العجيب والتوليد الغريب، يغوص على المعاني النادرة فيستخرجها من مكانها ويبرزها في أحسن صورة ولا يترك المعنى حتى يستوفيه إلى آخره ولا يبقي فيه بقية)).
    ـ وقد امتاز في وصف الطبيعة والرثاء، وذكر الوطن في شعره مما جعله يتفوق على كل من قال شعراً في الوطن، ومن أشهر أبياته في ذلك:
    ولي وطن آليت ألا أبيعه
    وألا أرى غيري له الدهر مالكا
    ـ ويرجع الدارسون ظاهرة التشاؤم السائدة في شعره إلى طبيعة مزاجه وفقدان أولاده وزوجه وكرهه للناس. وقد توفي عام 283 هجرية (896م) ويقال إن وزير المعتضد القاسم بن عبيد الله كان يخاف من هجائه فدس له طعاماً مسموماً فمات.
    ـ له ديوان شعر مطبوع في ستة مجلدات حققه الدكتور حسين نصار وطبعه مركز تحقيق التراث بالهيئة المصرية العامة للكتاب.
    قال يرثي ابنه:

    بكاؤكما يَشفي وإن كان لا يُجدي
    فجودا فقد أودى نظيرُكُما عندي
    بُنيَّ الذي أهدَتهُ كفّاي للثرى
    فيا عزة المُهدَى ويا حسرة المَهدي
    ألا قاتل الله المنايا ورَميَها
    من القوم حبّاتِ القلوب على عَمد
    توخَّى حِمام الموت أوسط صبيتي
    فللّه كيف اختار واسطة العِقد؟
    على حينَ شِمتُ الخير من لمحاتِهِ
    وآنستُ من أفعاله آية الرشد
    طواه الردى عني فَأضحى مزاره
    بعيداً على قربٍ قريباً على بعد
    لقد أنجَزَت فيه المنايا وعيدَها
    وأخلَفَتِ الآمال ما كان من وعد
    لقد قلّ بين المهد والحد لُبثُهُ
    فلم يَنسَ عهدَ المهد إذ ضُمّ في اللحد
    تَنَغَّص قبل الرِّيُّ ماءُ حياتِهِ
    وفُجِّع منه بالعذوبة والبرد
    ألحَّ عليه النزف حتى أحالَهُ
    إلى صفرة الجاديِّ عن حمرة الورد
    وظلَّ على الأيدي تَساقَطُ نَفسُهُ
    ويذوي كما يذوي القضيب من الرّند
    فيالكِ من نفسٍ تَساقَطُ أنفساً
    تَساقُطَ درٌّ من نظامٍِ بلا عِقدِ
    عجبتُ لقلبي كيف لم ينفطر له
    ولو أنه أقسى من الحجر الصَّلد
    بودِّي أني كنت قُدِّمتُ قبلَهُ
    وأنّ المنايا دونه صَمدَت صَمدي
    ولكنّ ربي شاء غير مشيئتي
    وللرب إمضاءُ المشيئة لا العبد
    وما سرَّني أن بعتُه بثوابِهِ
    ولو أنه التخليد في جنة الخلد
    ولا بعتُهُ طوعاً ولكن غُصِبتُهُ
    وليس على ظلم الحوادث من مُعدي
    وإني وإن مُتِّعتُ بابنيَّ بعده
    لَذاكِرُهُ ما حنّتِ النِّيَبُ في نجد
    وأولادنا مثل الجوارح أيها
    فقدناه كان الفاجعَ البَيِّنَ الفَقد
    لكلٌّ مكانٌ لا يَسُدُّ اختلالَهُ
    مكانُ أخيه في جَزوعٍ ولا جَلد
    هل العينُ بعد السمع تكفي مكانَهُ
    أم السمعُ بعد العين يهدي كما تَهدي؟
    لعمري: لقد حالت بيَ الحالُ بعده
    فياليت شعري كيف حالت به بَعدي؟
    ثكِلتُ سروري كلّه إذ ثَكلتٍه
    وأصبحتُ في لذات عيشي أخا زهد
    أريحانةَ العينين والأنف والحشا:
    ألا ليت شعري هل تغيرتَ عن عهدي
    سأسقيك ماء العين ما أسعَدَت به
    وإن كانت السُّقيا من الدمع لا تُجدي
    أعينيَّ جودا لي فقدا جُدتُ للثّرى
    بأنفَسَ مما تُسألان من الرِّفد
    أعينيَّ: إن لا تُسعداني أَلُمكُما
    وإن تُسعداني اليوم تستوجبا حمدي
    عذرتُكُما لو تُشغَلان عن البكا
    بنومٍ، وما نوم الشجيّ أخي الجهد؟!
    أقُرَّة عيني: قد أطلْتَ بُكاءها
    وغادَرتَها أقذى من الأعين الرُّمد
    أقرة عيني: لو فدى الحيُّ ميِّتاً
    فديتُكَ بالحوباء أوّلَ من يَفدي
    كأنيَ ما استمتعتُ منك بنظرةٍ
    ولا قُبلةٌ أحلى مذاقاً من الشّهد
    كأنيَ ما استمتعتُ منك بضمَّةٍ
    ولا شمّةٍ في ملعبٍ لك أو مَهد
    أُلام لما أُبدي عليك من الأسى
    وإني لأُخفي منه أضعاف ما أُبدي
    محمّدُ: ما شيء تُوُهِّمِ سَلوةً
    لقلبيَ إلا زاد قلبي من الوَجد
    أرى أخَوَيكَ الباقيينِ فإنما
    يكونان للأحزان أورى من الزند
    إذا لعبا في ملعبٍ لك لذّعا
    فؤادي بمثل النار عن غير ما قصد
    فما فيهما لي سَلوةٌ بل حزازةٌ
    يَهيجانِها دوني وأشقى بها وحدي
    وأنتَ وإن أُفردتَ في دار وحشةٍ
    فإني بدار الأُنس في وحشة الفرد
    أودُّ إذا ما الموتُ أوفَدَ معشراً
    إلى عسكر الأموات أني من الوفد
    ومَن كان يستهدي حبيباً هديةً
    فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي
    عليك سلام الله مني تحيةً
    ومن كل غيثٍ صادق البرق والرعد

    (يُتْبَعُ)
    (/)


    نعم الاختيار اختيارك اختاه ولكن للخروج من مأزق التشاؤم الذي يجد فيه اخي ابو الفوارس مبتغاه اذكر لك المشهور من شعر ابن الرومي:
    عدوك من صديقك مستفاد ******** فلا تستكثرن من الصحاب
    فان الداء اكثر ماتراه ******** يكون من الطعام او الشراب
    وقوله في الاستمتاع بالشباب:
    قصر الشيب فاقض ماأنت قاض ***** من هوي البيض والعيون المراض
    ان شرخ الشباب فرض الليالي ******فتصرف فيه قبيل التقاضي

    تحياتي
    سيبويه العرب

    ـ[أبوالركاب]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 06:02 ص]ـ
    الرثاء في أدبنا العربي
    حالة شعرية متميزة بدقة إحساسها
    ابن الرومي شاعر تميز بدقة التصوير فهو شاعر مصور
    ماالذي يطغى في رثاء ابنه الأوسط
    دقة الإحساس أم دقة الصورة مع علمي أن الفصل بينهما فيه تجوّز ... ؟؟؟

    ,
    (/)

    لو كان يُفْدى الشباب

    قال نصر بن سعد الأنصاري في راءيته التي أوردها البحتري في حماسته:

    لو شاءَ ردَّ الشباب على الـ= ــمرء كما ردَّ خُضرة الشجر
    وزادَ بعدَ النُّقصان بهجتَه= عن طول عمرٍ زيادةَ القمر

    هذا جديدٌ غَضٌّ وذا خَلَقٌ= ليس بذي بهجة ولا نَضِرِ
    أرى شبابي أمسٍ يودعُني= وداعَ عادٍ للبيْنِ مُبتكِر
    قّوَّضَ عنه الرِّواقَ ثم طوى= ثِنْيّيْهِ للبين غيرَ كمنتظر
    نزَّع أوتادّه وأعمل كفَّيـ= ـــه بِطَيِّ الأطناب والأصُرِ
    وعنده أنيُقٌ مُيَسَّرةٌ= مشدودةُ بالرِّحال والثَّغَرِ
    إنْ غاب لم أرْجُ أنْ يؤوُب ولم= أوتَ بعينٍ منه ولا أثر
    أعظِم بفقد الشباب مرزِئَةً= لو كان يُفدى بالسمع والبصر
    ما كنت أدري ما كنتُ فيه من العـ= ــعُرَّةِ حتَّى استفَقْتُ من سَكَري
    وأحلسَ الراس والعوارض واسـ= ــتبدلَ لونًا بلونه بشري
    (/)

    مِنْ مُبْدعي العَتْمَة

    .........................
    من مبدعي العتمة، أسد المقاومة، الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي_ رحمه الله _والذي تفتقت ينابيع إبداعه في سجون الاحتلال، فخرج شاعرًا متمكنَا بعد أن تعلم عروض الشعر وأصوله على يد أحد أساتذة اللغة العربية في سجون الاحتلال، فضلا عن حفظ الرنتيسي للقرآن كاملا،الأمر الذي ساعده في صقل روحه الإبداعية.
    في العام 1996م رسم وجه حفيدته الأولى بريشة التفاؤل والألم يقول:

    رأيتُ النورَ يضحك في ضُحاها =ويسطع في دجى الدنيا سناها
    وطيبٌ من أريج المسك تزكو=به النسمات بعضٌ من شذاها
    عسى تُقْريه تقبيلا شفاها=وهكذا حتى يتملكه الوجع:
    ولولا ثِقْلَةُ القيد امتطينا =لأسما كلَّ صعبٍ كي نراها
    هذه المقطة الشعرية جئت بها كمقدمة لموضوع جميل وهو الكتابة عن الشعراء الذين ابدعوا في ظلام السجون، أرجو المشاركة وعدم تركي وحيداً اتناول هذا الموضوع. شاكرا للجميع التعاون


    وهذه قصيدة أخرى للدكتور الرنتيسي:

    إلى أطفال غزة تسمعوا = عن مولد الأصباح من رحم الدياجر
    عودوا إلى القسام يسلخ من ظلام = الليل بالأكفان مجداً للأواخر
    ونراه يغزل في الدجى المسكون = بالآهات من خيط الأصيل مدى الخناجر
    عودوا إلى المشلول ياسين العلا = بحماسه دارت على البغي الدوائر
    من جوف بطن النون يهتف غاضباً = لا سلم أو يجلو عن الأقصى الكوافر
    عودوا إلى الخنساء تكظم غيظها = لتثور بركاناً يزلزل كل خائر
    عودوا إلى الرشاش تخضله اللحى = بخنادق الإخوان بصور باهر
    عودوا إلى يبنا إلى يافا إلى = بيسان ترقب من يزف لها البشائر
    للمجدل المحزون يسكب في الدجى = عبراته الحرّى على أطلال عاقر
    لجبالنا الشماء ترفع هامها = لمروجنا الخضراء تنتظر الحرائر
    عودوا إلى آثارها آبارنا = أشجارنا الخضراء تنتظر الحرائر
    عودوا إلى مرج الزهور لتعلموا = أن المبادئ لا تذل إلى مكابر
    يا زمرة الأقزام كيف ترونها = أرضاً بلا شعب فتعساً للمغائر
    فلمن فلسطين الرباط ومن له = المسرى وحتى النصر أين وأين ثائر
    أين الشعارات التي قد ظللت = منا الألوف وزيفت فيض المشاعر
    كم أزكمت منا الأنوف ترى وكم = قد بح من فرط النباح بها حناجر
    النصر آت!!! أين هو؟ فالعين لا = تعمى ولكن يا لها تعمى البصائر
    فالنصر يهدى للتقاة تفضلاً = والله لا يُعلى سنام النصر فاجر
    يا أيها المهزوم لم يسلم لنا = وطن ولا بقيت تلملمنا أوامر
    لكنني والحق يشهد أنني = آب القنوط فذاك من شيم الكوافر
    فغدا تعود لنا الديار تبثنا = أشواقها ونقيل في ظل البيادر

    ـ[صاحبة القلم]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 01:24 م]ـ
    بارك الله فيك أستاذ محمد على هذا النقل المبارك ..
    للدكتور عبد العزيز رحمه الله ديوان اسمه"حديث النفس"يبين مدى قوة لغته ...
    ومن أجمل أبياته ..
    هون عليك فإن الجمع منهزم ... وكيف ينصر قومٌ ربهم صنم
    رحمه الله وتغمده في فسيح جناته ..
    بارك الله فيك على هذا النقل الطيب وجزاك الله كل خير ..


    ومن أشعاره الجميلة قصيدته "حديث النفس" والتي كتبها في سجن النقب 1990م

    ماذا دهاك يطيب عيشك في الحزن ترى النعيم و تمتطي متن الصعاب
    ماذا عليك إذا غدوت بلا وطن و ألفت رغد العيش في ظل الشباب
    يا هذه يهديك ربي فارجعي
    القدس تصرخ تستغيث فاسمعي
    و الجنب مني بات .. يجفو موضعي
    فالموت خير من حياة الخنع
    و لذا فشدي همتي و تشجعي
    ها أنت ترسف في القيود بلا ثمن و غدا تموت و تنتهي تحت التراب
    و بنوك واعجبي ستتركهم لمن و الزوج تسلمها فتنهشها الذئاب
    القيد يظهر دعوتي يوما فعي
    و إذا قتلت فللإله تضرعي
    و الزوج و الأبناء مذ كانوا معي
    في حفظ ربي لا تثيري مدمعي
    و على البلاد تصبري لا تجزعي
    إني أخاف عليك أن تنفى غدا و يصير بيتك خاويا يشكو الخراب
    و تهيم بحثا عن خليل مؤتمن يبكي لحالك أو يشاطرك العذاب
    إن تصبري يا نفس حقا فاسمعي
    في جنة الرحمن خير المرتع
    إن الحياة و بعدها يأتي النعي
    فإلى الزوال مآلها لا تطمعي
    إلا بنيل شهادة فتشجعي
    إني أراك نذرت نفسك للمحن و زهدت في دنيا الثعالب و الكلاب
    و عشقت رمسا يحتويك بلا كفن فرجوت ربي أن يكون على صواب
    أنا لن ابيت منكسا لملمع
    و على الزناد يظل دوما إصبعي
    و لئن كرهت البذل نفسي تصفع
    من كل خوار و محتال دعي
    و إذا بذلت الغالي مجدا تصنع
    إني أعيذك أن تذل إلى وثن أو أن يعود السيف في غمد الجراب
    فاقضي الحياة فلا و لن ارضى حياة لا تظللها الحراب

    ـ[صاحبة القلم]ـــ
    ومن أشعاره - رحمه الله - أيضا قصيدة كتبها لابنه البكر "محمد" كتبها أيضا أثناء أسره لدى العدو الصهيوني .. وهي بعنوان "وصية" ..

    هذي وصية والد خلف السدود ... لم تثنه الآلام عن كسر القيود
    أنا يامحمد يا بني مجاهد ... أرجو الشهادة أو إلى "يبنا"نعود
    فهناك بيتي حيث مسقط هامتي ... وهناك آثاري ومقبرة الجدود
    وهناك مدرستي ومسجد بلدتي ... فاعبر إليها وافتحم تلك السدود
    واعلم بأن بلادنا وقف فلا ... تخدعك أحلام السلام مع اليهود
    فبدون تطهير البلاد من العدا ... فالسلم وهم أو سراب من وعود
    فبدين طه يامحمد فاعتصم ... فهو السبيل لقهر إخوان اليهود
    وإذا زحفت عليهم يوما فكن ... عند اللقاء على مقدمة الجنود
    وإذا سقطت أيا بني مجندلا ... فمآلك الفردوس تنعم بالخلود
    بين الجنان مع النبي المصطفى ... وبصحبة الصديق والصحب الوفود
    هذي المنازل يامحمد فانطلق ... لتصيب منها المرتقى الصعب الكؤود
    واعلم بأن منالها فوز فلا ... يقعدك عنها كل كفار كنود
    وعليك بالخلق الكريم وبالتقى ... والصوم والإكثار من طول السجود
    وانصر كتاب الله ينصرك الذي ... نصر الرسول على قوى الكفر الحقود
    واصبر بني إذا ابتليت ولا تكن ... جزعا فإن الصبر مدعاة الصمود
    بطلا أريدك يا محمد فلتكن ... أسدا مهيبا بل ةتخشاك الأسود
    لتقر عيني في التراب وعندها ... فاغرس على قبري رياحين الورود

    (يُتْبَعُ)
    (/)

    ـ
    أحببت أن أضيف إلى هذه الصفحة هذه الأبيات للشاعر الفلسطيني راشد حسين (رحمه الله):
    قالت أخاف عليك السجن قلت لها ... من أجل شعبي ظلام السجن يلتحف
    لويقصرون الذي بالسجن من غرف ... على اللصوص لهدت نفسها الغرف
    لكن لها أمل أن يستضاف بها ... حر فيعبق في أرجائها الشرف
    قالت حلمت بطفل لا أريد له ... أبا سجينا فقلت الحلم يعتكف
    أتحلمين بطفل قلب والده ... عبد أعيذك من عبد له خلف
    هذا ما أحفظه منها ولا أدري إن كانت هذه الأبيات هي القصيدة كلها أم أن لها بقية.

    ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 10:24 م]ـ
    http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=31463

    ـ[عز الدين القسام]ــــــــ[27 - 04 - 2008, 10:29 م]ـ
    وهذه قصيدة أخرى للدكتور الرنتيسي:

    إلى أطفال غزة تسمعوا = عن مولد الأصباح من رحم الدياجر

    قصيدة التحدي
    أحيوا ضمائركم أما بقيت ضمائر ..... فتجارة الأوطان من كبرى الكبائر
    عودوا إلى أطفال غزة تسمعوا ...... عن مولد الأصباح من رحم الدياجر

    ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 02:10 م]ـ
    أرجو المشاركة وعدم تركي وحيداً اتناول هذا الموضوع
    كيف لنا لا نشارك ما تجوده أناملك يا محمد ...
    دمت مميزا في انتقائك

    كان اسماعيل بن عمار الاسدي في السجن وله ابن اخٍ إسمه معان فقال له:

    أبلغ معاناً عني وأخوته = قولاً وما عالم كمن جهلا
    بأنني والمصبحات منًى = يعدون طوراً وتارةً رملا
    لخائف أن يكون ودكم = إياي بعد الصفا قد أفلا
    أئن عراني دهري بنائبةٍ = أصبح منها الفؤاد مشتعلا
    حاولتم الصرم أو لعلكم = ظننتم ما أصابني جللا
    لا تغفلونا بني أخي فلقد = أصبحت لا أبتغي بكم بدلا
    تمسكوا بالذي امتسكت به = فإن خير الإخوان من وصلا

    قال: فكتب إليه ابن أخيه:
    يا عم عوفيت من عذابهم الن = كر وفارقت سجنهم عجلا
    كتبت تشكو بني أخيك وقد = أرسل من كان قبلنا مثلا
    أبدأهم بالصراخ ينهزموا = فأنت يا عم تبتغي العللا
    زعمت أنا نرى بلاءك في = دار بلاءٍ مكبلاً جللا
    يا عم بئس الفتيان نحن إذاً = أما وفي رجلك الكبول فلا
    علي إن كنت صادقاً حجج = للبيت عامين حافياً رجلا
    بعد عنك الهموم فارج من ال = له خلاصاً وأحسن الأملا
    (/)

    ثكل أخت .. في رثاء الوليد بن طريف الخارجيّ

    ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 06:09 م]ـ
    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله,,

    أما بعد:

    فأرجو أن يكون الجميع بحالةٍ تقر عين الغائب إن سأل عنها ..

    هذه أبيات استوقفتني أو أوقفتني كثيراً ... على عتبتها

    لأخت الوليد بن طريف الشيباني الخارجيِّ وهي ترثيه

    وقد قتل الوليد على يد يزيد بن مزيد أحد قادة هارون الرشيد

    وكان الوليد هذا من الخوراج الشراة فخرج على الرشيد

    فأرسل إليه الرشيد القائد المحنك يزيد بن مزيد الشيباني - من عين قبيلة الخارجي بني شيبان - فقتله وقطع رأسه

    فقالت أخته أبياتاً تتفجّر بالحزن والوجد

    تندبه وترثيه بها:

    بتلِّ بتاتى رسم قبرٍ كأنّه =على علمٍ فوق الجبال منيفِ

    تضمَّن جوداً حاتمياً ونائلاً= وسَورة مقدامٍ وقلبَ حصيفِ

    فإن يك أرداه يزيدُ بن مَزْيَدٍ = فيا ربّ خيلٍ فضَّها وصفوفِ

    ألا يا لَقومي للنوائبِ والردى = ودهرٍ ملحٍّ بالكرامِ عنيفِ

    وللبدر من بين الكواكب قد هوى = وللشمس همّت بعده بكسوفِ

    ولليثِ كلِّ الليثِ إذْ يحملونه = إلى حفرةٍ ملحودةٍ وسقيفِ

    أيا شجر الخابور!!! مالكَ مورقاً = كأنّك لم تجزع على ابن طريف؟؟؟!!

    فتىً لا يعدُّ الزاد إلا من التقى = ولا المال إلا من قناً وسيوفِ

    فلا تحزنا يا ابني طريفٍ فإنني = أرى الموت نزّالاً بكلّ شريفِ

    فقدناك!!!!! فقدان الربيع وليتنا = فديناك من دهمائنا بألوفِ

    أرجو أن يكون اختياري موفقاً:) ...

    تأملوها وقفوا عليها ريثما أعود إليها العودة المعهودة ....

    لننظر كيف تتأمّلون .... : rolleyes:

    والسلام,,,,

    ـ[محمد سعد]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 06:19 م]ـ
    سلمت يمناك أخي رؤبة على هذا الاختيار الذي ينم عن ذائقة شعرية أخَّاذة فلله درُّك على هذه الأبيات ونحن بانتظار عودتك، وقد سعدنا بعودت أولا. فأهلا بك فقد اشتقنا ....

    ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[01 - 08 - 2007, 06:23 م]ـ
    حياك الله أيها الحبيب والاستاذ الأديب محمد سعد وجزاك الله خيراً ...

    ووالله إن في القلب ضعف من في قلوبكم من شوق لكن ... قدر الله وما شاء فعل ..

    بارك الله بك مرة أخرى وشكر لك سؤالك وحضورك ..

    بسم الله الرحمن الرحيم

    ما كنا نحب أن تعود لنا باكيا , مبكيا ..
    لكن الحق أننا حين عجزنا عن الترجمة ِو التعبير .. عن التصوير ِو التفسير ..
    ذكرنا رثاء ً -هنا – تعلمناه , ونزفا داميا شهدناه ..
    أحقا عباد الله أن لست ُ لاقيا **بريدا .. طوال الدهر ِ .. ما لألأ العفر ُ
    ..
    فليتك كنت الحي في الناس باقيا **وكنتُ أنا الميت الذي غيب الدهر ُ
    إلى اللَّه ِ أشكو في بريد ٍ مصيبتي **وبثي وأحزانا يجيش بها الصدر ُ
    ...............
    إلى النص:
    كثيرا ما يبدأ الرثاء بالحديث إلى القبر .. والحوار مع الحفرة؛
    لعلها تعرف أي َّ نفس ٍ كريمة ٍ تضم! وأي َّ روح ٍ أبية ٍ تحتضن!
    وليتها تعرف!!!!!

    ومن أجود ما قرأت ُ في هذا الحديث ِ للحفرة قول أبي تمام:
    إن َّ الصفائح َ منك ِ قد نُضِدّتْ على ** مُلْقى عظام ٍ- لو علمت ِ-عِظام ِ

    وحتى لو لم يكن على "عَلَم ٍفوق الجبال ِ منيف ِ " هي تعني العَلَم َ المنيف ذاته الذي سكنه ..

    ولأنها تشعر باختلافه .. وتؤمن ُ بتفرده؛فلقد أيقنت ْ أن َّ الكرماء قليلي الأعمار ..
    يلح ُّ عليها وجع ُ فراقه بعنف؛ لأنه: (دهر ٍ ملح ٍّ بالكرام ِ عنيف ِ!!)

    ومما أدهشها =أكثر منه آلمها = أن ْ رأت دورة الحياة الطبيعية مستمرة بين الكائنات الحية!!
    أثار استغرابها أنَّ هذه الطبيعة لا تشعر أن راحلا أخذ جزءا كبيرا من جمالها ومضى!
    أنَّها لا تدري أن َّ أهم الثروات الطبيعية فيها غارت فجأة!
    وما شجر الخابور إلا دلالة رمزية على الكون بأسْره الذي امتلك قوة الوقوف أمام هول ِ هذا الفقد العظيم ..

    تقولُ:فقدناك!!!!
    فما من مكلوم ٍ إلا سيقول:إي والله ..

    بكاء ُ الشقيقات ِ متباين ٌ , مختلف ..
    الخنساء نقرأها فنرفع أصواتنا؛لأنَّا نسمعها كذلك ..

    لكن َّ هذه ثاكل ٌ تنتحب ..
    ولا نستطيع إلا أن نصغي ونشاركها ذلك ..
    الجَرْس , القافية , الألفاظ , المعاني: كلها تنم ُّ عن نحيب ٍ عميق ..
    نحيب ِ أخت ٍ محبة ٍ على أخ ٍ مُشَرِّف ..

    وعلى ضوئه:

    فلله الحمد من قبل ومن بعد ..
    فلولا فقد الأحبة ما ازدادت قناعاتنا أن الدنيا هشيم ٌ تذروه الرياح ..
    لولا نزف جراحنا ما استشعرنا آلام الآخرين وتأملناها وشاركناهم على البعد إياها ..
    لولا العوز والحاجة وشدة العجز والضعف ما ابتهلنا خالين باكين إلى بارئنا ..
    لولا صراخ الشعراء الحمقى حولنا ما طربنا لهمس العظماء على بعدهم عنا ..

    اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين, وألحقنا بالصالحين ..
    جزاك الله خيرا أبا الهذيل ..

    (يُتْبَعُ)
    (/)

    ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــ
    :::
    من أعذب ساعات عمري ,تلك التي أعيشها مع الشعر ونقده, وماكل شعريطرب, ولا كل نقدٍ يعجب؛ فأحمد الله على أن جمع لي الأمرين في آن!
    الرثاء ذوب القلوب , وأصدق وأرقّ وأعذب ما بين الحبيب و المحبوب! وكم في هذا الفن من غرر , وكم يلتقط فيه من درر؛ كتلك الغرر التي أهداها إلينا الأديب رؤبة ,وتلك الدرر التي لم تحاول الناقدة (أحاول أن) أن تلتقطها؛ بل نظمتها في عقدٍ ,تحاكي فيه الدّرة الغرة!
    وسأعود إن شاء الله إلى الغرر: أحاول أن أنظمها من جديد!
    وإلى الدرر: أضيف إلى العقد النضيد!

    جزيتم خيرًا على ما أهديتمونا!

    ـ[أحاول أن]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 12:32 ص]ـ
    السلام عليكم ..
    رأي ٌ كم يحق لنا الفخر به أيّها الدكتور الفاضل , والزائر الجواد ..
    (يحق لنا - نيابة ً عن الأديب رؤبة , وأصالة ً عن نفسي -).
    أنتظر بشوق ٍ عودتكم , وإن ْ تعودوا نَعُد ْ ..
    جزاكم الله خيرا ..

    ـ[ديمة]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 01:21 ص]ـ
    فقدناك فقدان الربيع وليتنا ... فديناك من دهمائنا بألوفِ

    عدت والعود أحمد، أحسنت على هذا الاختيار الرائع:)

    ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 10:59 ص]ـ
    اختيار رائع أخي رؤبة والمرور من الأخوة ومن الأخوات رائع أيضا،وكيف ولا ونحن أمام شاعر ذواقة نطرب لاختياراته ونقاد ما شاء الله من الطراز الذي يفخر بهم الفصيح مثل الأخت زينب والأخت احاول أن والتي تطربنا بنظراتها الدقيقة واللطيفة على الأبيات و د. شوارد وأخي محمد سعد ... ولي هنا وقفة يسيرة علها تفصح عما بداخلي أثناء المرور السريع على الأبيات الرائعة وخاصة حول هذين البيتين:

    فتىً لا يعدُّ الزاد إلا من التقى ... ولا المال إلا من قناً وسيوفِ

    فلا تحزنا يا ابني طريفٍ فإنني ... أرى الموت نزّالاً بكلّ شريفِ

    وأي فخر هذا الذي يرسمه هذا البيت فكما نعلم أن اكثر الرثاء يكون مديحاً في نفس الوقت،ويذكر هذا البيت ببيت أبي تمام في مرثيته التي لايرقى لها مرثية في الشعر العربي حسب رأي كثير من النقاد والتي منها هذا البيت:

    فتى دهره شطران فيما ينوبه ... ففي بأسه شطر وفي جوده شطرُ
    مع ملاحظة الجود هناك هو البأس نفسه ...

    والبيت الثاني هناك يذكر ببيت أبي تمام:

    سلام الله عليك وقفاً فإني ... رأيت الحر الكريم ليس له عمر

    فلا تعرف أأنت في مديح أم في رثاء!!!

    بارك الله في الجميع على هذا الجهد المثمر ...

    ـ[زينب محمد]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 02:38 ص]ـ
    بسم الله الرحمن الرحيم ..

    توقفت مليًّا أمام هذه المرثية ..
    هل من اليسير على قلب أن يبلع نزفه، ويكتم نحيبه، ليسطر بمداده ..... أَلَمُ فَقْدٍ!!
    يالي هذه الأخت ..
    تبكيه بعمق، وتفخر به بعمق ... !!
    بدأت نشيجها بوصف أخيها وعمدت إلى تنكيره، ولم تذكر اسمه، بل شرعت في مدحه، وذكر كرمه الحاتميِّ، وقد فعلت ذلك فخرًا به، فكأنها تقول:
    إن أخي قد بلغ من المجد شأوًا عظيمًا، وسارت بخبره الركبان، وليس قولك من هذا بضائره ..
    .....
    ثم تفيق مذهولة، لترى أن الحياة مازالت تسير! ..
    فتعاتب كل ماحولها حتى الشجر ..

    أيا شجر الخابور!! مالك مورقًا = كأنك لم تجزع على ابن طريف
    عجبًا لها!!
    الآن تذكر اسمه ..
    هل خشيت أن يقول لها الشجر: من ... !!
    أم تريد أن تذكره بأن حبيبًا عظيمًا قد غيبته أيادي المنون، فهي تتألم، وتحنِّ إليه ..
    ....
    ثم تختم بدمع يمزق الكبد ..

    فقدناك!! فقدان الربيع وليتنا = فديناك من دهمائنا بألوف لِمَ تمنَّت أن تفدي أخاها بدهماء الناس ..
    لِمَ لمْ تقل: فديناك من أشرافنا بألوف!!
    هل كانت ترى أن أخاها قد بلغ منزلًا لم يبلغه أحد، وكل الناس دونه دهماء!!
    لا أدري!!

    هذه وقفات بسيطة حاولت فيها أن أتألم كما تألمت الشاعرة، ولكني لم أفلح إلا قليلًا ..

    تحياتي لأخي الأديب رؤبة على ذوقه الرفيع ..

    دمتم في حفظ الرحمن ..

    ـ[الأسد]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 04:02 ص]ـ
    أيا شجر الخابور مالك مورقا * كأنك لم تجزع على ابن طريف

    فقدناك فقدان الربيع وليتنا * فديناك من دهمائنا بألوف

    هكذا يكون الشعر وهكذا يكون الشعور.
    شكرا على انتقائك الجميل وذوقك الأجمل

    ـ[قطرالندى]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 02:25 م]ـ
    بالطبع اختيار موفق

    وللبدر من بين الكواكب قد هوى
    وللشمس همّت بعده بكسوفِ

    أيا شجر الخابور!!! مالكَ مورقاً
    كأنّك لم تجزع على ابن طريف؟؟؟!!

    لماذا اختارت البدر من بين الكواكب كلها، ولماذا اختارت شجر الخابور من بين الأشجار والأزهار إلا أن تكون هنالك علاقة وطيدة بين أخيها والكلمات التي استخدمتها في القصيدة كـ (الشمس، والبدر، والخابور، الربيع، الليث)
    أبيات رائعة جدا تدل على ذوق رفيع في انتقاء القصائد.

    ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[04 - 08 - 2007, 06:20 م]ـ
    شكر الله للأخوة الفضلاء والأخوات الفاضلات مرورهم الحاتميّ ..

    وهذا العهد بهم وما زلنا في انتظار المزيد:) ...

    وجزى الله أستاذتنا الفاضلة أحاول أن على وقفتها المتميزة - وهذا دينها - ..

    وقد حان دوري الآن ...

    لكن بعد قسط من الراحة:) .....

    شكراً زلاليّاً وثناءً كافوريّاً .. ..

    والسلام,,,

    (يُتْبَعُ)
    (/)

    ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[05 - 08 - 2007, 05:33 ص]ـ
    أرجو ألا تعود من راحتك قبل أن أعود!
    جزى الله خيرًا كل من وقف هنا واستوقف.
    ومازلتُ أعد بعود!
    وهو قريبٌ إن شاء الله.

    ـ[رؤبة بن العجاج]ــــــــ[06 - 08 - 2007, 02:33 ص]ـ
    أرجو ألا تعود من راحتك قبل أن أعود!
    جزى الله خيرًا كل من وقف هنا واستوقف.
    ومازلتُ أعد بعود!
    وهو قريبٌ إن شاء الله.

    إذن سأنتظرك ..

    لا كصبر أيوب بل كصبر موسى عليهما السلام:)

    والسلام,,

    ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[08 - 08 - 2007, 12:21 ص]ـ
    ها قد عدت ,وإن تاخرتُ فاصفحوا عن التأخير؛ فالغنائم قد تأتي معه , وقد قلتُ في غير سياق:

    إن قيل أبطأ ذاك فضلُ سجيّةٍ =فالبطء طبعٌ للسحاب الممتلي

    وما أحسن العذر بسحائب العلم , والبيت فيها ,لا في قائلها!

    فإليكم الدرّ المنثورعلى الغرّ, الذي منّ الله به عليّ؛ فله الفضل وحده سبحانه:

    وقع الروح على الروح =
    ونزف الجروح على الجروح =
    سحائب على المصائب

    وللّه درّ القائل:

    مصائبُ قومٍ عند قومٍ فوائدُ

    بكائية ليلى بنت طريف على أخيها الوليد بن طريف

    بتلِّ بتاتى رسم قبرٍ كأنّه =على علمٍ فوق الجبال منيفِ

    تضمَّن جوداً حاتمياً ونائلاً= وسَورة مقدامٍ وقلبَ حصيفِ

    فإن يك أرداه يزيدُ بن مَزْيَدٍ = فيا ربّ خيلٍ فضَّها وصفوفِ

    ألا يا لَقومي للنوائبِ والردى = ودهرٍ ملحٍّ بالكرامِ عنيفِ

    وللبدر من بين الكواكب قد هوى = وللشمس همّت بعده بكسوفِ

    ولليثِ كلِّ الليثِ إذْ يحملونه = إلى حفرةٍ ملحودةٍ وسقيفِ

    أيا شجر الخابور مالكَ مورقاً = كأنّك لم تجزع على ابن طريف

    فتىً لا يعدُّ الزاد إلا من التقى = ولا المال إلا من قناً وسيوفِ

    فلا تحزنا يا ابني طريفٍ فإنني = أرى الموت نزّالاً بكلّ شريفِ

    فقدناك فقدان الربيع وليتنا = فديناك من دهمائنا بألوفِ

    فهاتوا أرواحكم لتقع حيث وقعت روحي التي مرّ بها هذا الوجع في خمس سنوات خمس مرات!

    ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[08 - 08 - 2007, 03:14 ص]ـ
    :::

    وقع الروح على الروح =
    ونزف الجروح على الجروح =
    سحائب على المصائب

    رثاء ليلى بنت طريف لأخيها الوليد

    بتلِّ بتاتى رسم قبرٍ كأنّه =على علمٍ فوق الجبال منيفِ

    تضمَّن جوداً حاتمياً ونائلاً= وسَورة مقدامٍ وقلبَ حصيفِ

    فإن يك أرداه يزيدُ بن مَزْيَدٍ = فيا ربّ خيلٍ فضَّها وصفوفِ

    ألا يا لَقومي للنوائبِ والردى = ودهرٍ ملحٍّ بالكرامِ عنيفِ

    وللبدر من بين الكواكب قد هوى = وللشمس همّت بعده بكسوفِ

    ولليثِ كلِّ الليثِ إذْ يحملونه = إلى حفرةٍ ملحودةٍ وسقيفِ

    أيا شجر الخابور مالكَ مورقاً = كأنّك لم تجزع على ابن طريف

    فتىً لا يعدُّ الزاد إلا من التقى = ولا المال إلا من قناً وسيوفِ

    فلا تحزنا يا ابني طريفٍ فإنني = أرى الموت نزّالاً بكلّ شريفِ

    فقدناك فقدان الربيع وليتنا = فديناك من دهمائنا بألوفِ

    *****

    سأتدسّسُ في النصّ لأنصت إلى هذا النشيج:

    أسمع نشيج كل حرفٍ هنا؛ فأبكي لحرقة هذه الباكية؛
    شعرية هذه الباكية تبدأ من هذا النغم الحزين في القافية ,في صوتٍ يشي بصوت نشيجها (إيييييفي , أوووووفي) فمع كل نهاية بيتٍ نفثة ثكلى, تحكي ضيق الصدر ورغبةً دفينة في جوفها للخروج من الداخل إلى عالمٍ أكثر رحابة؛ ثم تتعمّق شعرية البكاء والنشيج باتحاد إيقاع القافية وجرسها مع المرثي وتراتبها في أواخر الأبيات في نسق دلالي عجيب يأخذ مسارين:
    أحدهما أفقي
    والآخرعمودي
    وبينهما من التداخل ما لا يسعف برسمهما مكتوبين, لكني سأكتفي بالإشارة
    إليه, ولن يغيب المقصود عن حسّ أمثالكم:

    منيف
    حصيف
    صفوف
    عنيف
    كسوف
    سقيف
    طريف
    سيوف
    شريف
    ألوف

    = كلها الوليد فاعلًا ومفعولًا!

    وسأتسلل إلى روح ليلى لأستخرج مراميها السديدة وأغوراها البعيدة!

    واستحضروا معي كلمات القافية وتراتبها , ثم أنزلوه من كلامي حيث ينبغي
    أن يكون لتروا بعد غور هذه النفس!

    منيف = المرثيّ = جبل = العلو الحسي والمعنوي =هيمنةالمادة. البأس. الشهرة.
    حصيف = المرثي = العلو المعنوي =قوة العقل = هيمنة الروح.
    صفوف = البأس. قوة الفعل. هيمنة المنتصر.
    عنيف = الدهر = (المرثي: لا يغلب العنيف إلا العنيف, ولا يغلب قوته إلا
    القوة الخارقة: مدح مستتر خلف هذه القوة العاتية التي خلعتها على أخيها البطل!).
    كسوف = هُوِيّ ذاك الكوكب يستدعي هُوِيّ كل الكواكب , واختلال الكون

    (يُتْبَعُ)
    (/)

    من حوله , فقد هوى ركن ركين فيه!
    سقيف = الحد الموجع لما لا حد له ولا انتهاء!
    طريف = الوليد: (كل ما سبق ولحق).
    سيوف = القوة.الشهرة. العلو.
    شريف = العلو.السموالروحي والمادي.
    ألوف = القيمة المفقودة.الفقد.مفارقة بين القيمة والمرغوب!

    *****

    بتلِّ بتاتى رسم قبرٍ كأنّه =على علمٍ فوق الجبال منيفِ
    (تلّ بتاتى: اسم الموضع الذي دفن فيه الوليد).
    التلّ يسمو بمن فيه؛ فيغدو علمًا منيفًا على كل الجبال ,هذا فعل الوليد وهو ميت , وهكذا كان في حياته؛إنه يغيّر حقيقة الأشياء حيّا وميّتا؛ فيمنحها ما
    ليس فيها من سمات الهيمنة والعلوّ والشهرة السموّ, حتى وإن بدت قبله بضد
    ذلك ,إنه يتداخل معها (منيف = طريف: ابن طريف) فيخلع عليها من
    سماته وصفاته!
    إن القبر يتهيأ لاستقبال عظيم؛ فلابد أن يتسع لمثله؛وذاك أنه:
    تضمَّن جوداً حاتمياً ونائلاً= وسَورة مقدامٍ وقلبَ حصيفِ
    هذا الوليد العظيم يجود بكل شيء على كل شيء؛ فهو في ذاته أقصى ما بلغه
    الجود, وأقصى ما تبلغه الشجاعة والإقدام من أهلهما, وأعلى ما يسمو إليه الحصيف (والحصيف: مُحْكَمُ العَقْلِ، مَتِينُ الرَّأْيِ، علَيّ النَّسَبِ) وهوأيضًا
    الْفَرَسُ: إِذا مَرّاً سَرِيعاً، نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنشَدَ: للرَّاجِزِ، وهو العَجَّاجُ:

    ذَارٍ إِذَا لاَقَي الْعَزَازَ أَحْصَفَا
    وإِنْ تَلَقَّى غَدَراً تَخَطْرَفَا) "تاج العروس". (تناسب صاحبنا رؤبة).

    فها هي صفات العلو والسمو التي قلتُ إن السياق مشبّع بها, وهو نزوع
    يلحّ في هذا المقام ليرفع القبر وصاحبه عن المنزلة الحسية (الحفرة) إلى
    المنزلة المعنوية الراقية في مدارج السمو الإنساني والمثل العليا, التي لا
    يحط من شأنها أنه قد تردّى إلى هذا المنزل الأدنى؛

    فإن يك أرداه يزيدُ بن مَزْيَدٍ = فيا ربّ خيلٍ فضَّها وصفوفِ

    والتردّي يكون من سمات الفارس والفرس , وهو امتداد لحضورهما بهذه
    الدلالة في البيت السابق , فبناء الشعر هنا محكم حصيف ,ولا يليق بمن كان
    في مثل ذاك السمو ّ والعلوّ إلا أن يوصف هلاكه بالتردّى؛ فإنه قد هوى من
    مكان عليّ كما تهوي النجوم, ولا يقال تردّى إلا لما تهوّرمن علو, قال الليث:
    التّرَدِّي هو التَّهَوُّر في مَهْواةٍ ,وليس العلم المنيف عنا ببعيد كما في البيت
    الأول , والتردّي السقوط من الأعلى إلى الأدنى , (تردّى من الجبل تَرَدِّياً
    ويقال: رَدى في البئر وتَرَدَّى إذا سَقَط في بئرٍ أَو نهرٍ من جبَلٍ)،فالكلام هنا
    يأخذ بعضه بحجز بعض؛ لترى المنيف والحصيف وهما قافيتا البيتين
    الأولين متمكّنتين في سياق البيت الثالث أشدّ التكمن, وهو تمكّن يطيل أمد
    انسكاب الروح في هاوية الحزن التي تمتد بامتداد الجبل المنيف الذي هوى
    والقلب الحصيف الذي تردّى! فلا نملك إلا أن نرى روح ليلى الهاوية على
    إثره في نغمٍ شجيّ يأخذنا معها في ذلك الهُويّ ,فيمتلىء فضاء مابين المنيف
    والقبر صراخًا وعويلا, مشهد صوتيّ حركيّ تعجز عن تصويره قدرات
    أعظم المصوِّرات وأقدر مخرجي (الدراما).

    والبيت يمدنا بعد ذلك بما لا يخطر على بال؛ فيزيد بن مزيد فاعل الردى بسيّد الرجال! ـ يحكي حساب أفراس وفرسان (تأملوا يزيد ومزيد وعلاقتهما بالكثرة
    والزيادة)؛فكم أردى الوليد من (خيل ... وصفوف) وتحضر هنا صورة
    الفرس المتردي مع صورة الفارس, وهي الصورة التي كوّنت جزءا من
    المشهد في البيت السابق, لتهمس إلينا هنا: إنّ الواحد الذي تردّى قد أردى
    أفراسًا وفرّق صفوفا! لا في حياته فحسب , بل وبعد موته أيضا , فلم يُنل منه
    إلا بـ (يزيد بن مزيد!) ... إنه العلو والسمو والقوة التي لا تؤخذ إلا
    بالقوة: التردّي (والعرب حين تصف قتلاها في الحروب بالتردّي تشير إلى هذا
    المعنى).وإنه لأمر يستنفر الكثرة ويستحضر العترة, فأين قوم ابن طريف؟
    أين هم؟:
    ..
    ..
    ..
    ..

    ألا يا لَقومي للنوائبِ والردى = ودهرٍ ملحٍّ بالكرامِ عنيفِ

    ويمتد الصوت هنا مع نداء القوم ليتسق مع امتداد الهُويّ والصراخ ,ولكنه
    نزع عنيف إلى الأدنى؛ فالشأن في حال الوليد في سموّه وعلوّه وتمكنّه في
    مكانه ذاك أن يُنزع نزعًا عنيفًا لا ينفع معه لين ,والنازع هنا ملحٌّ في طلبه
    لا يرحم ولا يتوانى, والنزع مؤلمٌ فكيف إذا كان عنيفًا بيدٍ ملحاح! وهو بعد
    ذلك الدهر الموصوف في الذاكرة الجاهلية بالشدة والبأس والقهروالقسوة (

    (يُتْبَعُ)
    (/)

    وهي صورة جاهلية للدهر لا يقرها الإسلام, لكنها بقيت في بعض أشعار أهل الإسلام).
    ثم لا تلبث الصورة الماثلة في السياق وهي جذر السياق في هذه الابيات:
    صورة ذاك البطل الذي تردّى من عليائه ـ لا تلبث أن تتبدّى لنا في صورة
    فراق حبيبين: شمس وقمر لا يتفقان في الحضور والغياب ,مع أن الكون
    العاشق بهما يدور , وحال الحياة إليهما يصير:

    وللبدر من بين الكواكب قد هوى = وللشمس همّت بعده بكسوفِ

    فالبدر (الوليد) الذي هوى في حالك هاوية الحزن, وفي ظلمة الروح العالية بذكره وسموّ روحه, لا تلبث الشمس بعده أن تفقد معنى الحياة فتكسف , فحالهما في هذا العلوّ والهويّ سواء!!
    يالهذه الـ ليلى؛ كيف تأتّت إلى هذه الصورة البديعة من صور الإخاء
    السامي والتفرق الدامي!!!!

    ولكنه لم يكن ـ في عينها ـ سيد السماء فحسب! بل سيد الأرض أيضا؛ فهو الليث؛ بل كل الليث:

    ولليثِ كلِّ الليثِ إذْ يحملونه = إلى حفرةٍ ملحودةٍ وسقيفِ
    ولكي يحتفظ السياق بفكرة الهويّ (الجذر المعنوي الرئيس فيه) فالليث هنا
    محمول , والمحمول هنا كل الليث , فهذه: إذ يحملونه: تستوقف الناظر
    ليتأمل مشهد المحمول العالي وهو يتردّى في حفرته!! وهنا يضج القبر
    بالنحيب لهذا الحدث الجلل , وتحضر صورة الموت؛ لتبعث في مخيلة ليلى: أنّ الكون كله لا بد أن يشعر بهويّ ذلك البدر , ولنا أن نستشعر هنا ما
    يمكن تسميته الجناس الخفي (المعنوي) بين ذكر البدر (بمافيه من ملامح
    الحياة) والقبر (بما فيه من صور الموت) والقبر هنا حاضر بلفظ (حفرة
    ملحودة وسقيف)!! هذا التداعي لا يلبث أن يوجه نداءً صارخًا إلى كل حياة
    لم تتوقف بتوقف الحياة في ابن طريف:

    أيا شجر الخابور مالكَ مورقاً = كأنّك لم تجزع على ابن طريف

    والشجر يأخذ في دورة حياته سبيلًا يتجه من الأدنى إلى الأعلى, و وكأن تلك
    النقطة التي انتهى عندها السياق بذكر الحفرة قد بعثت فكرة الحياة من أصل
    فكرة الموت واستدعت في عبقرية شعرية لا توفرها غير هذه اللغة العبقرية,
    وأولئك الأحياء الذين كانوا يلونون بها صور الحياة والموت معًا!
    إن الشجرالذي ينطلق من باطن الأرض في مكانٍ خفي ليهب الحياة ليس
    بأعظم شأنًا من ذاك البطل الذي سما في فضاء كرمه وشرفه وعزمه
    وحزمه ونبله فكان الحياة للأحياء ,
    فماباله مورقًاااااااااااااااااااااااا!!!!
    وفي نسق آخر: الكون كله حزين على ابن طريف فما بال شجر الخابور؟!!!!

    ولذكر شجر الخابور خصوصية في هذا السياق ليست خصوصية المكان
    الذي دفن فيه الوليد فحسب؛ بل هي أعمق من ذلك وأدق؛ وذاك أن هذا
    الفرع من فروع دجلة (الخابور) قد كان في زمن ابن طريف ـ من أكثر فروعه جفافًا , ولقد يمرّ عليه أشهر ومافيه ماء؛
    فما له مورقاااااااااااااااااااااااااااااااا؟

    وتسّاقط هنا مع ليلى دموع لا تجف!!!

    على:

    فتىً لا يعدُّ الزاد إلا من التقى = ولا المال إلا من قناً وسيوفِ

    وهذه هي الروح العالية في أسمى معانيها: التقوى! وهذه القنا المرتفعة في
    سبيلها ,والسيوف الشهيرة , صورة أخرى من صور العلوّ والسموّ, والسياق
    ينطق حيث استنطقته بكل مفردات هذا المعنى! وهذه الروح التي استشرفت
    لمعالي الأمور في الحياة لابد أن تكون غرضًا لسهام الموت؛

    فلا تحزنا يا ابني طريفٍ فإنني = أرى الموت نزّالاً بكلّ شريفِ
    هذا شأن سهامه تصيب الأعالي الشريفة!! والشرف من كل شيء العالي!
    وهو نزّال؛لأن تلك النفوس الكريمة (ونستحضر هنا:تضمّن جودًا حاتميًا)
    هي أكثر النفوس استقبالًا لها!! لنصرخ عندئذ على إثر كلّ شريف باكين
    متوجعين:

    فقدناك فقدان الربيع وليتنا = فديناك من دهمائنا بألوفِ

    والفقد هنا فقد للربيع: الزمان الذي يهب الحياة أجمل صورها!
    والفقد هنا رداء فضفاض تُلبِسه ليلى بنت طريف كل الأحياء بعد الوليد؛
    فليس فيها إلا الدهماء , مات الشرف والشرفاء بموته , فهل نفديه بألوف من
    الدهماء , إنه تقرير موجع في صورة تمنٍ يتسلّل إليه استفهام: ليتنا فديناك من دهمائنا بألوف! هل يغني أن نفديك من دهمائنا بألوف؟!
    ويعم الفقد هنا كلّ شيء حتى الفداء يعزّ ويُفقد , وليس يحضر في هذا المقام
    الباكي, والنشيج الشاكي, إلا بيت ابن الرومي الذي ما قرأته إلا حارت
    الدمعة في عينيّ حيرة ابن الرومي وهو يستدعيها ويدافعها:

    أبنيّ: إنّك والعزاء معًا بالأمس ضُمّ عليكما كفن

    مات كلّ شيء بموتك , وفقدت كل شيء بفقدك؛ حتى العزاء الذي يفزع إليه
    الأحياء عند الموت!!

    هذا بعض وقع الروح على الروح , ونزف الجروح على الجروح, وشيء
    من نبض لغتنا المغيّب في عقول وحسّ أبنائها!!
    ليته يقوم فيها؛ لنقوم من عثرتنا!!

    وكم هيّجت ليلى من الدمع بعدها = فقلتُ ألا ياعين فابكي بكاءها!
    فقد تلتقي الأرواح بالدمع إذ جرى = كما اشتاقت الأنهار في الجدب ماءها!
    وقد ينكؤُ الجرحَ الجراحُ فما درت = وربّك في أي الجروح دماءها!

    (يُتْبَعُ)
    (/)

    ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[08 - 08 - 2007, 07:59 ص]ـ
    إنما وقفتُ مع هذه القصيدة ـ على كثرة الشواغل ـ لأمور:
    1 - أن بعض الباحثين والمستشرقين في زماننا يعيبون على الشعر العربي القديم تفككه وعدم ترابط أبيات القصيدة فيه ـ زعموا ـ , وقد يُخدعُ بهذه الدعاوى الباطلة بعض أبناء العربية؛ لاسيما إذا صدر هذا الحكم من باحث عربي ممن تُتداول كتبه في جامعاتنا , لعدم توفر ما يقوم مقامها في الباب الذي كتبت فيه , مثل كتابي الأدب المقارن والنقد الأدبي الحديث للدكتورمحمد غنيمي هلال , وكتبٍ غيرهما نقلت عنه أو عن غيره من المستشرقين أو ممن تأثّر بل (تعثّر) بهم؛ فالوقوف على مثل هذه التحليلات التي ترونها يؤكد ترابط أبيات القصيدة وتلاحمها على نحو لا يمكن معه القول بانتفاء الوحدة فيها! بل إني والله لا أستطيع تقديم بيت منها على بيت, هذا إلى أنّي لم أقف على كلّ ما فيها لضيق المقام والوقت , فلو أُضيفَ إلى ما سبق خصائص تراكيب الكلام التي تتسق وتتفق مع المعاني المبثوثة آنفا , لرأيتم أننا أمام شعر عظيمٍ لأمةٍ عظيمة , وما الحرب على الشعر العربي القديم ووسمه بسمات النقص إلا للتشكيك في إعجاز القرآن الكريم وأنه لا وجه له؛ إذ الوجه المعتد به في التحدي ـ كما قرر علماؤنا الأوائل هو الإعجاز البياني البلاغي؛ فالحرب على اللغة العربية أو على الشعر العربي في أي عصر هي حرب على الإسلام الذي نزل كتابه العظيم بلسان عربي مبين.

    2 - أني لمست في كثيرٍ من طلاب العربية حاجة ماسة إلى أن يكون بين أيديهم أنموذج حي للتحليل الأدبي والبلاغي للشعر العربي , فهم يسألون دائما عنه وعن طرائقه , وما ينبغي أن يسلك فيه , وهو وإن تعددت مناهجه؛ فإنه يقوم على الإنصاتِ للنصّ ومداخلته والتدسس فيه حتى يكون الناقد جزءا منه , ثم محاولة تفسيره في ضوء المكونات البلاغية واللغوية التي بُني عليها ,وفي ظل السياق اللغوي والخارجي للنص, والأمر في هذا مما لا يمكن بيانه في هذه العجالة, ولعلّ الله أن ييسّر لي كتابة ما يعين طلاب العربية على تذوّق الشعر العربي ونقده, والتهدّي في لغته إلى أسرار النصوص, وأغوار النفوس, وهو باب من العلم عظيم الخطر , دقيق النظر! ولشيخنا أبي موسى كتاب قيّم فيه (قراءة في الشعر القديم) وهو ما هو في بابه , ولغيره من الكتاب والنقاد دراسات في هذا الباب, ولكنّه يحتاج إلى مزيد منها.

    3 - أن من حق تلك الأشعار الرائقة ,الشائقة ,الراقية ,ضاحكة وباكية ,متأمّلة و شاكية ـ أن نعيشها كما عاشت في تلك النفوس الكبيرة , فالحياة مع الشعر شعرٌ في الحياة, وإحساسٌ بها , ومن لا يفهم الشعرلا يفهم الحياة!!!

    4 - وأسبابٌ أخرى لا تغيب عنكم , ولعلّ من أهمّها فيما يخص الفصيح:المشاركة السابقة المتفردة , للأخت الفاضلة الناقدة الأستاذة (أحاول أن) التي بكت فهيجني بكاها, وما التقطته هنالك من درّ!
    وكذا مشاركة أختنا الأستاذة الفاضلة الناقدة زينب محمد؛ فقد كان استشرافها لدلالة اختياربنت طريف للدهماء في بيتها الأخيرـ حافزًا على البحث عن غوره, وكشف ما خفي من أمره!

    فلو قبل مبكاها بكيت صبابة = بسعدى شفيت النفس قبل التندم
    لكن بكت قبلي فهيج لي البكا= بكاها فقلت: الفضل للمتقدم


    لم أخبركم أنّ قصيدة ليلى بنت طريف والبيتين اللذين استشهدت بهما في آخر ردي السابق , وما كان ثمّ من وقع الجروح على الجروح ـ قد هيّج؛ فكتبت ثلاثة أبيات , وهي التي ترونها في ذيل ردي الأسبق , فاجعلوها غرضًا لسهام نقدكم؛ وهي:

    وكم هيّجت ليلى من الدمع بعدها = فقلتُ ألا ياعين فابكي بكاءها!
    فقد تلتقي الأرواح بالدمع إذ جرى = كما اشتاقت الأنهار في الجدب ماءها!
    وقد ينكؤُ الجرحَ الجراحُ فما درت = وربّك في أي الجروح دماءها!


    :::

    تقول أيها الماجد:

    إن قيل أبطأ , قلت ُ ذاك فضل سجية ٍ**فالبطء طبع للسحاب الممتلي

    لم يكن غيثا مائيا ,هو وابل ٌ ذهبي أمطرت َ به قلوبا ظامئة لهذا البوح المنفرد ..

    ولم يكن درا منثورا ,هو نقوش ٌ ستظل ُّ خالدة ً على خلايا الذاكرة ..

    ولم يكن وقوع الروح على الروح , ولا ثلمات السنين الخمس , ولا بكاء ليلى ,,,

    حديثك شيء آخر ..

    وما قرأت ُ هذا النص –منذ بدأت الجراح تقع على الجراح – إلا سمعت ُ ليلى وشاهدتُها وجلست ُ قربها معزية ً مواسية ..

    كنت ُ أظن أني أسمع في الأبيات ما هو أكثر من جرس الحروف ,

    -وبعدك- أيقنت ُ أني لم أسمع شيئا بعد ..

    شاهدتها مستغربة ً كيف ضم العلَم علما أعلى.؟. منيفا أكثر ,, بدت ْ لي بمشاعر الدهشة والفضول كيف تمَّ وكيف يُعقَل؟ لا مشاعر الغيظ والرفض .. فاتضحت الصورة وجعلتَني أشاهدها بعينٍ أحدَّ وأبعد نظرا ..

    ظننت ُ أنها لا تفتقد الربيع وحسب .. بل فصلا خامسا يعادل الفصول الأربعة ,

    وإذا بالنقد يجعلني أراها تفتقد الزمان الذي مضى .. العُمر الذي كان .. المناخ والتضاريس والعواصم والموانيء .. مكانها وزمانها بعده بلا ملامح ..

    هنا هي تفتقد مَن هو أعلى من قمم الجمال والبهجة في الدنيا .. مَن هو الدنيا نفسها ..

    وكم تخيلت ُ ليلى وهي تثير الحزن لمعزيها بتساؤلاتها الدامية ..

    وكم استوقفني أني لا أراها ثائرة أو نائحة ..

    لم يُثِر اخضرار الدنيا -بعد الغالي - حنقها بقدر ما أثار ألمها وحزنها ودمعها ..

    لم تشتك ِ وتخاصم وتحاكم وتهجو القاتل ..

    لا , لم تفعل ,, هي تنتحب فقط , تتوجع ليس إلا .. تبوح ُ وحسبها هذا ..

    كثيرا جدا ما تُسَبِّبُ هذه النصوص آلام عجزنا عن التعبير ,

    لكن قليلا جدا ما نسمع صوتا ً عذبا يُسَكِّنها ..

    تحليلٌ يسير كما رأيتَ بكاء ليلى يسير:عموديا وأفقيا ..
    وقراءة ٌ مرئية ٌ , مسموعة ..

    فلله درك أيها المتوجع د/ شوارد ..

    فأي ُّ بلاغة ٍ , وأي ُّ صرف ٍ , وأي ُّ نقد ٍ , وأي ُّ جمال

    ـــــــــــــــــ
    ما أكبر خسارتنا لو أشغلتك الشواغل عن هذه الكتابة التي تُنسَخ بمداد من ذهب ..

    ==================

    جزاك الله خيراً أيها الفاضلُ الأديبَ الأريبَ ,,

    لقد ترجمت ما في القلب تجاه هذه الأبيات من شعورٍ

    ما زال يتلجلج بغياهب الضمير ويلهج به لسان التعبير ,,

    لمّا قرأت هذه القصيدة أول مرة -من حماسة أبي تمام رحمه الله -

    نزغني إحساسٌ ما ..

    نَفَثَ في رَوعي ...

    أنّ هذه القصيدة قيلت عندما أخذ النهار يلفظ أنفاسه الأخيرة ..

    في غمرات الغروب ..

    وقد تلطّخ جوّ الأصيل الحزين بحمرة الأفق الكئيب ..

    عادت شاعرتنا إلى بيتها المظلم وقد دفن أخوها في قعرٍ مظلمٍ

    مفصول الرأس عن الجسد ..

    جسد الوليد بن طريف الفتى الغرير والشابّ الثائر الطرير ..

    الذي أودى به ما أودى بأبطال الفتن و فرسان القلاقل ..

    كان هجّيراه في هوجاء الطعن ..

    وجنون القتل ..

    بين قعقعة الدورع ..

    وصليل السيوف ..

    وصهيل الحتوف!!

    قوله:

    أنا الوليد بن طريف الشاري
    قسورةٌ لا يصطلي بنارِ
    جوركمُ أخرجني من داري

    فما زال بها حتى احتزّ رأسه وبطش به يزيد بن مزيد ..

    ذلك القائد السَمَعْمَع والجرئُ السَلْفَع ..

    فخرّ صريعاً لليدين وللفمِ ..

    كأنه أُسدٌ يصطادُه أُسدُ ..

    في الحقيقة أن الابيات -كل الأبيات- في هذه الرائعة

    لا تعدم دمعةً تسكب عليها ..

    لكن البيت الأخير بالذات لا يعدم دماءً تجري عليه

    فقدنااااااااااااااااااااااك ..

    إنظروا إلى الامتداد ...

    إنه بُعد الفقد ... ونأي الموت ...

    فقدناااااااااااااك ...

    فقدان الربيع ....

    وليتنا ...

    فدينااااااااااااااااااااااااااك ..

    من دهمائنا ..

    بألوفِ!!

    هكذا أقطّع الأبيات عند قراءَتها ...

    وهكذا هو شعر العرب ..

    يجمع بين وجدان -التفعيليين- وهيكل الفحول المقدمين ..

    وبدون أي من هذين العنصرين لا يسمّى الكلام إلا نظماً والتعبير إلا نثراً ..

    وإن زُبّت أشداق المتشدقين ..
    , .. واحمرّت أحداق الحالقين ..

    أستاذي الأديب شوارد ..

    ما بعد قولك إلا أصداء ...

    فو الله لقد وقفت عليها فوق ما كنت أرجو ..

    وهذه الصفحة وصاحبها لك فدىً ..

    فلا يبعدن الله غيثك عنها ,

    وغيث كل هاضب وابليّ

    وكريمٍ حاتميّ ..

    والسلام,,,

    ـ[د. عليّ الحارثي]ــــــــ[14 - 08 - 2007, 12:22 ص]ـ
    الأديبان الفاضلان: رؤبة بن العجّاج, وأحاول أن:
    سلمت لكما هذه الفصاحة والأدب, ولا زلتما بها , ولا زالت بكما؛ حتى تبلّغكما ... , وتبلّغنا منكما!
    أمّا الكرم فهو في ذاك البوح الصافي , والنشيج الوافي, ولن يعدم الواقف على تلك النصوص العالية ـ أن يجد فيه في كلّ مرة مالم يجد من قبل, ولولا ضيق الزمان؛ لأوسعناها (معًا) ـ ولعلّنا نفعل ـ نظرا وتقصيًّا لما خفي فيها من أسرار تلك الروح! وهذا ما أميلُ إليه: أن نقف مع النص الواحد وقفاتٍ تغني أرواحنا بما فيها من غنًى وثراء لغوي , وتقفُ شداة العربية على ما هنالك من جواهر العرب , وفرائد الأدب؛ فـ النص الكريم كالحجر الكريم يلمع من أيّ الجهات نظرتَ إليه!

    أمّا صفحتك أخي العزيز, صاحب الأراجيز؛ فهي الوادي الذي سالت فيه نفوسنا!
    ولكن هلّا أخرتنا إلى أن نتفيأ ظلال شجر الوادي قبل أن نجري في غيره!

    أليست صفحتي:)؟؛فسأجري بها, وأستجري الفصحاء؛ حتى الظلال! فأين هم؟!

    ـ[أحاول أن]ــــــــ[16 - 08 - 2007, 04:31 ص]ـ
    من يقف -مليا - على هذه الصفحة يجد الحكمة اللامعة , والكلمة البديعة الجامعة ..
    مما نقلت ُ من هنا:

    طريف = الوليد: (كل ما سبق ولحق)

    ...

    ألوف = القيمة المفقودة.الفقد.مفارقة بين القيمة والمرغوب!

    ...

    صورة ذاك البطل الذي تردّى من عليائه ـ لا تلبث أن تتبدّى لنا في صورةفراق حبيبين: شمس وقمر لا يتفقان في الحضور والغياب ,
    مع أن الكون العاشق بهما يدور , وحال الحياة إليهما يصير!

    ...

    يالهذه الـ ليلى؛ كيف تأتّت إلى هذه الصورة البديعة من صور الإخاءالسامي والتفرق الدامي!!!!

    ولكنه لم يكن ـ في عينها ـ سيد السماء فحسب! بل سيدالأرض أيضا؛ فهو الليث؛ بل كل الليث,,

    ...

    إن الشجرالذي ينطلق من باطن الأرض في مكانٍ خفي ليهب الحياة ليس بأعظم شأنًا من ذاك البطل الذي سما في فضاء كرمه وشرفه وعزمه وحزمه ونبله فكان الحياة للأحياء ,

    فماباله مورقًاااااااااااااااااااااااا!!!!

    ...

    والفقد هنا رداء فضفاض تُلبِسه ليلى بنت طريف كل الأحياء بعد الوليد؛
    فليس فيهاإلا الدهماء , مات الشرف والشرفاء بموته!!

    ...

    هذا بعض وقع الروح على الروح , ونزف الجروح على الجروح, وشيءمن نبض لغتنا المغيّب في عقول وحسّ أبنائها!!

    ليته يقوم فيها؛ لنقوم من عثرتنا!!

    أن من حق تلك الأشعار الرائقة ,الشائقة ,الراقية ,ضاحكة وباكية ,متأمّلة و شاكية ـأن نعيشها كما عاشت في تلك النفوس الكبيرة , فالحياة مع الشعر شعرٌ في الحياة, وإحساسٌ بها , ومن لا يفهم الشعرلا يفهم الحياة!!!
    ...
    وقد ينكأ الجرح الجراح فما درت **** وربك في أي الجروح دماءها

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    شوارد أذابت الآماق ,, وموارد أروت الأعماق ..
    (/)

    من الذي جعل محبوبته مزارعا؟؟





    تدعي الشوق إن نأت =وتجني إذا دنت
    واعدتنا وأخلفت = ثم ساءت فأحسنت
    سرني لو صبرت عنـ =ها فتجزى بما جنت
    إن سلمى لو اتقت =ربها في أنجزت
    زرعت في الحشا الهوى =وسقته حتى نبت
    (/)

    من لي بها؟؟؟


    أريد قصيدة مروان فرحات التي مطلعها:
    يقولون عمن أخذت القريـ ـــــــــض وممن تعلمت نظم الدرر؟؟

    من يأتيني بها فله دعوة بظهر الغيب.

    ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 01:07 ص]ـ
    وممن تعلمت نظم الدرر

    وأين درست العروض وكيف
    تلقفت هذا البيان الأغر

    وما كنت يوماً بطالب علمٍ
    فإنا عرفناك منذ الصغر

    فقلت أخذت القريض صبياً
    عن الطير وهي تغني السحر

    وعن خطرات عليل النسيم
    يمر فيشفي عليل البشر

    وعن ضحكات مياه الجدا
    ول فوق الجلامد تحت الشجر

    وعن زفرات المحب الأديب
    يزاحمه الموسر المحتقر

    وعن نظرات الحسان اللواتي
    يكدن يغلغلنها في الحجر

    وعن عبرات الحزانى الضعاف
    ففي عبرات الحزانى عبر

    كذاك تعلمت نظم اللآلي
    لفرط الغرام وطول السهر

    فإني سهرت كثيراً وكنت
    إلى النيرات أطيل السهر

    وإن الكواكب كانت تغيب
    وتبقى بقلبي جليل الأثر

    فهذي القصائد منها السماك
    ومنها الثريا ومنها القمر

    لئن كنت لم أدخل المدرسات
    صغيراً ولا بعد هذا الكبر

    فذا الكون جامعة الجامعات
    وذا الدهر أستاذها والمعتبر

    فمن يحيى يوماً ولا يستفيد
    فأعمى البصيرة أعمى البصر

    ========================
    يقولون عمن أخذت القريض=
    وممن تعلمت نظم الدرر

    وأين درست العروض وكيف =
    تلقفت هذا البيان الأغر

    وما كنت يوماً بطالب علمٍ=
    فإنا عرفناك منذ الصغر

    فقلت أخذت القريض صبياً=
    عن الطير وهي تغني السحر

    وعن خطرات عليل النسيم =
    يمر فيشفي عليل البشر

    وعن ضحكات مياه الجدا=
    ول فوق الجلامد تحت الشجر

    وعن زفرات المحب الأديب=
    يزاحمه الموسر المحتقر

    وعن نظرات الحسان اللواتي =
    يكدن يغلغلنها في الحجر

    وعن عبرات الحزانى الضعاف =
    ففي عبرات الحزانى عبر

    كذاك تعلمت نظم اللآلي =
    لفرط الغرام وطول السهر

    فإني سهرت كثيراً وكنت =
    إلى النيرات أطيل السهر

    وإن الكواكب كانت تغيب =
    وتبقى بقلبي جليل الأثر

    فهذي القصائد منها السماك=
    ومنها الثريا ومنها القمر

    لئن كنت لم أدخل المدرسات =
    صغيراً ولا بعد هذا الكبر

    فذا الكون جامعة الجامعات =
    وذا الدهر أستاذها والمعتبر

    فمن يحيى يوماً ولا يستفيد =
    فأعمى البصيرة أعمى البصر
    خوفي من أن يسبقني أحد جعلني لا أنسقها في المرة الأولى فلا تنسي الجائزه ولا بأس بإشراك أمة محمد فيها.

    نعم بارك الله فيك أخي الأحيمر
    توقعت أن تكون أحد ثلاثة سيأتونني بها
    وشكرا لسرعتك ولتصحيحك معلوماتي (إلياس فرحات)
    قصيدة رائعة
    أليس كذلك؟

    ولك ما وعدت
    عرفنا الثالث فمن هما الإثنان المتبقيان. (هذا على سبيل الدعابة)

    ـ[غير مسجل]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 01:25 ص]ـ
    عرفنا الثالث فمن هما الإثنان المتبقيان. (هذا على سبيل الدعابة)
    والله إنه أنت
    والثالث رؤبة.

    ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 01:30 ص]ـ
    والله الذي لا إله إلا هو أن الخوف كان من إبن شقيقة خالتك
    هذا أولاً وثانياً وأنا كذلك أفتقدتكم جميعاً ولكن لا يتوفر لدي إتصال فأنا في المدينة المنوره في الوقت الحالي حيث أنني في إجازه

    ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 01:42 ص]ـ
    والله إنه أنت
    والثالث رؤبة.
    أشكرك على حسن الظن، نحن طلاب علم ونجتهد في ما نعرف. لك التحية

    ـ[محمد سعد]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 01:45 ص]ـ
    والله الذي لا إله إلا هو أن الخوف كان من إبن شقيقة خالتك
    هذا أولاً وثانياً وأنا كذلك أفتقدتكم جميعاً ولكن لا يتوفر لدي إتصال فأنا في المدينة المنوره في الوقت الحالي حيث أنني في إجازه
    لقد أدخلت السرور إلى قلبي والله إنِّي أحبك، واشتاق إليك كلما دخلت هذا المنتدى الحبيب الذي عرفني عليك، وفوراً اتابع كل مشاركاتك. دمت أخي الحبيب، وإجازة طيبة إن شاء الله

    ـ[محمد ينبع الغامدي]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 10:17 ص]ـ
    شكرا لكم جميعاً واخي الاحيمر انا قريب منك انا في جدة اذا احتجت اي شيء
    او تريد زيارتي فحياك الله انت ومن يعز عليك.

    والشكر موصول للجميع

    (يُتْبَعُ)
    (/)

    ـ[الأحيمر السعدي]ــــــــ[03 - 08 - 2007, 03:52 ص]ـ
    شكرا لكم جميعاً واخي الاحيمر انا قريب منك انا في جدة اذا احتجت اي شيء
    او تريد زيارتي فحياك الله انت ومن يعز عليك.

    والشكر موصول للجميع
    بارك الله فيك يا أخي وشكراً لك ولا حرمنا أخوتكم
    (/)

    التاريخ المجهول

    ـ[الأسد]ــــــــ[02 - 08 - 2007, 03:59 م]ـ
    لا يستطيع أحد منا أن يحدد الحقبة الزمنية الموغلة في القدم , كما لا يستطيع أحد منا أن يجزم بوجود فترة زمنية غابرة , ويرصد أحداثها ويرسم تاريخها , إلا أن الإنسان قد يهتدي إلى معرفة بعض الأزمنة القديمة جدا.

    فالعصر الجاهلي نكاد نجزم بأنه هو الأقدم , وهذا ما نقلته لنا كتب التاريخ والمدونات الدينية والأدبية وغيرها , ولعل الشعر والذي هو ديوان العرب ينقل لنا هذا المفهوم , ويبلوره لنا من خلال مشاعر وأحاسيس الشعراء الذين يصورون أحوالهم وأحوال مجتمعاتهم , فنكتشف من خلال ذلك الحالة التي يعيشونها سواء الدينية أو الثقافية أو الإجتماعية , أو التاريخية , وهذا هو الشعر وهذه طبيعته.

    ولكن الغريب في الأمر هو ماقبل العصر الجاهلي , أعني تلك الفترة الغامضة من التاريخ , فأهل الأدب - بما يستدلون عليه من خلال أدبهم - يرون أنه لم يصلهم من أخباربني البشر إلا ماقبل بزوغ فجر الإسلام بنحو قرنين ونصف من الزمان , فيكون آخر ما وصلهم من تاريخ الإنسانية في القرن الخامس الميلادي تقريبا.

    إلا أن أهل التاريخ هم المعنيون بتوثيق دقائق وأحوال وحوادث تلك الحقب الزمنية , وهذا مارأيناه في كتب التاريخ , كالبداية والنهاية لإبن كثير , وتاريخ الأمم والملوك للطبري , والمنتظم في تاريخ الملوك والأمم , وتاريخ بغداد للبغدادي , وتاريخ دمشق لإبن عساكر , وكتب التاريخ والحضارت الأخرى , والكتب السابقة وإن كان بعضها يفصل الحديث في حقبة معينة دون الأخرى , إلا أن نهجها يعطينا تصورواضح عن أحوال الحياة والمجتمعات المختلفة.

    ولكن يبقى السؤال الذي ظلت إجابته حائرة ومحيرة , كيف نستطيع أن نحدد الفترة الزمنية لحضارة ما , أو لقوم ما؟ أعني كيف نعرف زمن الفراعنة مثلا , أو السومريين , أو الآشوريين , أوالبابليين , أو الحميريين , أو السبأيين , أو المعينيين , أو غيرهم من أصحاب الحضارات التي قص أكثرها القرآن الكريم , أو حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم , كقصص عاد وثمود , وقصص موسى عليه السلام مع فرعون , وقصص أصحاب الأيكة وأصحاب الرس , وقوم تبع , والقصص في القرآن كثيرة على النهج الرباني الذي يكون فيه رسول ورسالة وقوم يصدقون فيفلحون , أو يكذبون فيحل بهم الوعيد والعذاب الأليم.

    وهذا أيضا يقودنا إلى السؤال نفسه وهو تحديد الفترة الزمنية , ومعرفة الأثر والتأثير , وتباين التلاقح الفكري والمعرفي , واستلهام الجذور التاريخية ومعرفة التطور والازدهار , أو الضعف والانهيار عند كل أمة من الأخرى.

    من هنا فإننا بحاجة إلى تكاتف علماء التاريخ , وعلماء الآثار , ليخرجوا لنا دراسات عديدة حول خبايا ذلك التاريخ المكنون , والذي ظل غائبا عنا ونحن غائبون عنه , وهذا لا يكون إلا عن طريق الوقوف على بعض الآثار التي لازالت أطلالا دارسة , فجزيرة العرب , ومصر ,
    والعراق , واليمن , هي معاقل تلك الآثار ومواطن هذه المتاحف.

    ولاننكر الدراسات التي كانت ولازالت تنقب عن خفايا تلك الحضارات , وتكشف عن بواطنها , إلا أننا نحتاج إلى أكثر من ذلك , مثل: الكشف عن الفروق الكتابية التي هي وسيلة الإتصال والتخاطب , وكذلك معرفة أصول الكتابة , ونشأتها , والحروف ولغة الأعداد , وغيرها من الأمور التي ظلت وستظل حبيسة البحث والتنقيب , وقد اطلعت على بعض النقوش والرسوم القديمة في البلدة التي أعيش فيها وقد نقشت على الجبال , ولا أدري إن كانت نقوش ثمودية أو عادية , أو مجهولة , ولكنني لا أفقه في لغة النقوش حتى أعلم لمن هي؟
    (/)

    من خُطَب الرسول (صلَّى الله عليه وسلم)

    ................................................
    خطب رسول الله:= بعشر كلمات: حمد الله وأثنى عليه، ثم قال:
    " أيها الناس، إنَّ لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، ولإنَّ لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم، إنَ المؤمن بين مخافتين: بين عاجل قد مضى لا يدري ما الله صانع به، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه، فليأخذ العبد من نفسه لنفسه، ومن دنياه لآخرته، ومن الشَّبيبة قبل الكَبْرَة، ومن الحياة قبل الموت، فوالذي نفس محمد بيده، ما بعد الموت من مستعتب، ولا بعد الدُّنيا من دار، إلاَّ الجنة أو النار"
    (/)

    البسيط من العمر

    ****************
    البسيط من العمر ...
    أن تجعل القلب يلهو كطفل إذا داهمته الجروح
    لينسى قليلا ...
    وتخرج من لحظات الكدر!

    والبسيط من العمر ...
    أن تخلو من الأمس والغد ..
    دع ما يريبك واضحك مثل العصافير في الملكوت ...
    وكن خندقا حول روحك
    كن واثقًا في حذر!

    البسيط من العمر
    ألا تصدق إلاالكلام المخبأ فيك
    وتصغي
    لصوت الضمير الذي يصطفيك
    ودع عنك ضجيج الوجود
    وغص صامتًا فيك
    أنت أنينك
    أنت سقامك
    أنت مشافيك
    أنت الذي بيديك دوي الحروب وهمس السحر!

    البسيط من العمر ...
    أن تجعل الروح تضحك
    كالنبع في طقس خبت
    وقيظ وحر!

    البسيط من العمر ...
    أن تستحم صباحًا وتصغي
    لصوت العصافير في لحظات الشروق
    وتترك روحك تنمو كما الظل تحت غصون الشجر!

    البسيط من العمر ...
    أن تحتسي الشاي في شرفة البيت
    ألا تطيل القراءة في صحف اليوم
    ألا تفكر كيف تغيب الشموس
    وكيف يجيء القمر!

    البسيط من العمر ...
    أن تقطنك
    وتكون وطنك
    وتعود لذاتك
    تملأ كل الفراغ الذي استوطنك
    روض القلب ذاك الذي شيطنك

    البسيط من العمر ...
    لو ينتهي العمر أحرى
    بأن يكثف ظلا نديًا
    لكي يتبقى بذاكرة الناس طيب الأثر!

    البسيط من العمر ...
    أن تجعل العمر
    أبسط مما يكون
    وكن عشبة بجوار حجر!

    جاءتني على جوالي، أعجبتني فكتبتها لكم، وأنا لا أدري من قائلها، فإن كنتم تدرون فأعلموني ...
    مروا عليها مرور الكرام لا مرور اللئام ..
    فإن الكرام إذا مروا تركوا عبق الذكر وطيب الأثر ...
    والسلام على الكرام.
    (/)

    السرقات الشعرية


    السرقة: هي أن يأخذ الشخص كلام الغير، وينسبه لنفسه.
    ويتصل بالسرقات الشعرية؛ ثمانية أمور: الاقتباس، والتضمين، والعقد، والحلّ، والتلميح، والابتداء، والتخلص، والانتهاء.
    وسوف أوضح هذه الأمور الثمانية:
    أولاً: الاقتباس: هو أن يضمن المتكلم منثوره أو منظومه شيئا من القرآن الكريم، أو الحديث على وجه لا يشعر بأنه منهما؛ فمثاله من النثر:
    فلم يكن إلا كلمح البصر، أو هو أقرب، حنى أنشد فأغرب.
    ونحو قول الحريري: أنا أنبئكم بتأويله، وأميز صحيح القول من عليله، وكقول عبد المؤمن الأصفهاني: لا تغرنك من الظلمة كثرة الجيوش والأنصار، " إنما نؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار"
    ومثاله من الشعر قوله:

    وثغر تنضد من لؤلؤ= بألباب أهل الهوى يلعب
    إذا ما ادلهمت خطوب الهوى= يكاد سنا برقه يذهب
    وكقول الشاعر:

    إن منت أزمعت على هجرها= من غير ما جرم فصبر جميل
    وإن تبدلت بنا غيرنا= فحسبنا الله ونعم الوكيل
    وكقول القائل:

    لا تكن ظالما ولا ترض بالظلم وأنكر بكل ما يستطاع
    يوم يأتي الحساب ما لظلوم= من حميم ولا شفيع يطاع
    وكقول الشاعر:

    ارحلوا فلست مسائلا عن دارهم= " أنا باخع نفسي على آثارهم" ومثاله من الحديث في النثر قول الحريري: شاهت الوجوه، وقبح اللكع ومن يرجوه، وكقول الحريري ايضا: وكتمان الفقر زهاده، و" انتظار الفرج بالصبر" عباده.
    ومثاله من الحديث في الشعر:

    قال لي: إن رقيبي= سيء الخلق فداره
    قلت: دعني وجهك" الجنة حفَّت بالمكاره

    وإلى اللقاء مع المتبقيات أن شاء الله

    الإخوة الكرام: فن الاقتباس أحد المناحي البديعية ولكن القدماء عدُّوه مما يتصل بالسرقات الأدبية، أي لا نستطيع عده من السرقات، ولكن الصورة اختلفت اليوم ضمن الانفتاح على العلوم في الغرب، ودراسات علم اللغة واللسانيات الحديثة، فقد أصبح الاقتباس والتضمين ضمن ما يسمى " التناص" ومهم من سماه " التلاص" وهناك ما يعرف الآن " تداخل الأجناس الأدبية. أقول فن الأقتباس يمثل منحى بديعياً جميلاً ويقدم للنص الشعري أو النثري الكثير من المعاني المكثفة. والله ولي التوفيق

    ثانياً: التضمين:
    هو أن يضمن الشاعر كلامه (شيئا من مشهور شعر الغير) مع التنبيه عليه إن لم يكن مشهوراً لدى نقاد الشعر، وذوي اللُّسن، وبذلك يزداد شعره حسناً، كقول الصاحب بن عباد:

    اشكو إليك زماناً ظل يعركني= عرك الأديم ومن يعدو على الزمن
    وصاحباً كنت مغبونا بصحبته= دهراً فغادرني فرداً بلا سكن
    وباع صفو وداد كنت أقصره= عليه مجتهداً في السر والعلن
    كأنه كان مطوياً على إحن= ولم يكن في قديم الدهر أنشدني
    (إنَّ الكرام إذا ما أيسروا ذكروا= من كان يألفهم في المنزل الخشن)
    وكقوله:
    إذا ضاق صدري وخفت العدا= تمثلت بيتاً بحالي يليق
    فبالله أبلغ ما أرتجى= وبالله أدفع ما لا أطيق
    وكقول الحريري: يحكي ما قاله الغلام الذي عرضه (أبو زيد) للبيع
    على أني سأنشد عند بيعي .... أضاعوني وأي فتًى أضاعوا
    ولا بأس من التغيير اليسير كقوله:
    أقول لمعشر غلطوا وفضوا .... من الشيخ الرشيد وأنكروه
    هو ابن جلا وطلاع الثنايا .... متى يضع العمامة تعرفوهفالمصراع الاخير" للعرجي" وهو محبوس واصله:
    اضاعوني وأي فتًى أضاعوا .... ليوم كريهة وسداد ثغر
    وصبر عند معترك المنايا .... وقد شرعت أسنتها بنحري


    ثالثاً: العقد: هو " نظم النثر" مطلقاً لا على وجه الاقتباس، ومن شروطه أن يؤخذ" المنثور" بجملة لفظه، أو بمعظمه، فيزيد الناظم فيه وينقص، ليدخل في وزن الشعر- فعقد القرآن الكريم، كقوله:
    أنلني بالذي استقرضت خطاً .... وأشهد معشراً قد شاهدوه
    فإن الله خلاَّق البرايا .... عنت لجلال هيبته الوجوه
    يقول: " إذا تداينتم بدين ... إلى أجل مسمى فاكتبوه"
    وعند الحديث الشريف- كقوله:
    إن القلوب لأجناد مجندة .... بالأذن من ربها تهوى وتأتلفُ
    فما تعارف منها فهو مؤتلف .... وما تناكر منها فهو مختلف
    وكقوله:
    واستعمل الحلم واحفظ قول بارئنا .... سبحانه خلق الإنسان من عَجل


    كلامك صواب، لأن موضوع ما يسمى " السرقات الشعرية" والتي سماها أبو هلال العسكري: الأخذ الحسن والأخذ القبيح، هو النقد الأدبي، أما اتصال السرقات بالتناص فموضوع جميل سأربط بينها آخر الموضوع


    حسن الابتداء أو براعة الاستهلال: هو أن يجعل أول الكلام رقيقًا سهلا، واضح المعاني، مستقلاً عما بعده، مناسباً للمقام؛ بحيث يجذب السامع إلى الإصغاء بكليته؛ لأن أول ما يقرع السمع؛ وبه يعرف مما عنده. قال ابن رشيق: إن حسن الافتتاح داعية الإنشراح ومطية النجاح وذلك مثل قول الشاعر:
    المجد عوفي إذ عوفيت والكرم .... وزال عنك إلى أعدائك السقم
    وتزداد براعة المطلع حسنًا إذ دلت على المقصود بإشارة لطيفة، وتسمى براعة الاستهلال (1) هي أن يأتي الناظم او الناثر: في ابتداء كلامه بما يدل على مقصود منه، بالإشارة لا بالتصريح. قال أبو محمد الخازن مهنأ الصاحب بن عباد بمولود:
    بشرى فقد أنجز الاقبال ما وعدا ... وكوكب المجد في أفق العلا صعدا
    وقول غيره في التهنئة ببناء قصر:
    قصر عليه تحية وسلام .... خلعت عليه جمالها الأيام
    وقول شوقي:
    أجل وإن طال الزمان موافي .... أخلى يديك من الخليل الوافي
    (1) وبراعة الطلب، هي أن يشير الطالب إلى ما في نفسه، دون ان يصرح بالطلب، نحو: " ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من اهلي إشارة إلى طلب النجاة لابنه. وكقوله:
    وفي النفس حاجات وفيك فطانة .... سكوتي بيان عنها وخطاب


    سابعاً: التخلص: وهو الخروج والانتقال مما ابتديء به الكلام إلى الغرض المقصود، برابطة تجعل المعاني آخذاً بعضها برقاب بعض، بحيث لا يشعر السامع بالانتقال من نسيب إلى مدح أو غيره لشدة الالتئام والانسجام ومنه قول الشاعر:
    وإذا جلست إلى المدام وشربها ... فاجعل حديثك كله في الكاس
    وإذا نزعت عن الغواية فليكن .... (الله) ذاك النزع لا الناس
    وإذا أردت مديح قوم لم تلم .... في مدحهم فامدح (بني العباس)
    وقوله:
    دعت النوى بفراقهم فتشتتوا ... وقضى الزمان ببينهم فتبددوا
    ثامنًا: حسن الانتهاء: ويقال له: حسن الختام: وهو أن يجعل المتكلم أخر كلامه عذب اللفظ، حسن السبك، صحيح المعنى، مشعراً بالتمام حتى تتحقق " براعة المقطع" بحسن الختام إذ هو آخر ما يبقى منه في الاستماع وربما حفظ من بين ساءر الكلام لقرب العهد به
    يعني: أن يكون آخر الكلام مستعذبا حسنا لتبقى للذته في الأسماع مؤذنا بالانتهاء بحيث لا يبقى تشوقا إلى ما وراءه كقول أبي نواس:
    وإني جدير إذ بلغتك بالمنى .... وأنت بما أمنت فيك جدير
    فإن تولني منك الجميل فأهله ... وألا فإني عاذر وشكور
    وقول غيره:
    بقيت بقاء الدهر يا كهف أهله ... وهذا دعاء للبرية شامل
    وقال ابن حجة:
    عليك سلام نشره كلما بدى ... به يتغالى الطيب والمسك يختم
    انتهى بحمد الله
    ==================================
    ... هذه أبيات من مقطوعة جميلة طريفة، بينما كان يناجي القمر ..
    أمَّا أنا فأتاني البدر مزدهيًا = وقال: جئت بمعنى من معانيها
    فقلتُ: من خدِّها، أم من لواحظها=أم من تدللها، أم من تأبِّيها
    أم من معاطفها، أم من عواطفها=أم من مراشفها، أم من مجانيها
    أم من تفتُّرها، أم من تكسُّرها=أم من تلفُّتها، أم من تثنِّيها!؟
    كن مثلَها ليَ جذبًا في دمي وهوى=أو كن دلالًا، وكن سحرًا، وكن تيها
    فقالَ وهو حزينٌ: ما استطعت سوى=أنِّي خطفتُ ابتسامًا لاحَ من فِيها ... !


    قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه.
    فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) قال فقلت : أكمل ، فقال : هات
    فقال الأصمعي :
    قــومٌ عهدناهــم .....سقاهم الله من النو
    الأعرابي :
    النو تلألأ في دجا ليلةٍ .....حالكة مظلمةٍ لـو
    فقال الأصمعي : لو ماذا ؟
    فقال الأعرابي :
    لو سار فيها فارس لانثنى..... على به الأرض منطو
    قال الأصمعي : منطو ماذا ؟
    الأعرابي :
    منطوِ الكشح هضيم الحشا ..... كالباز ينقض من الجو
    قال الأصمعي : الجو ماذا ؟
    الأعرابي :
    جو السما والريح تعلو به..... فاشتم ريح الأرض فاعلو
    الأصمعي : اعلو ماذا ؟
    الأعرابي :
    فاعلوا لما عيل من صبره .....فصار نحو القوم ينعو
    الأصمعي : ينعو ماذا ؟
    الأعرابي :
    ينعو رجالاً للقنا شرعت .....كفيت بما لاقوا ويلقوا
    الأصمعي : يلقوا ماذا ؟
    الأعرابي :
    إن كنت لا تفهم ما قلته .....فأنت عندي رجل بو
    الأصمعي : بو ماذا ؟
    الأعرابي :
    البو سلخ قد حشي جلده .....بأظلف قرنين تقم أو
    الأصمعي : أوْ ماذا ؟
    الأعرابي :
    أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ..... تقـول في ضربتها قـو
    قال الأصمعي :
    فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق