الصفحات

الاثنين، 29 ديسمبر 2014

دار أوبرا دمنهور


























صرح حضارى يشع نوراً بشمال مصر
دار أوبـرا دمنهور هي اوبـرا تاريخية شيدت في عهدالملك فؤاد الأول في سنة 1930م ,وتـعـتبر منارة ثقافية وصرح حـضارى لمحـافظة البحـيرة حيث تـــم تزويدها بأحـدث وسـائـل الـعرض لتشهـد تقديم العروض الفنية والانشطة الثقافية على أحـدث مستوى يليق بمحافظة البحيرة .
يعد مبنى أوبرا دمنهور من أكبر الأماكن الأثرية الجميلة التى أنشأها الملك فؤاد عام 1930 , وعرفت قديما بإسم سينما وتياترو فاروق حتى تغير إسمها إلى سينما البلدية فى عام 1952 , وفى عام 1977 تغير الإسم إلى سينما النصر الشتوى , وقد طال المبنى الإهمال وسقطت عناصره المعمارية فأعيد ترميمه حتى عاد تحفة فنية يفتخر بها كل فرد يقيم بمدينة دمنهور .
وتعتبر دار أوبرا دمنهور منارة ثقافية لمحافظة البحيرة التى يبلغ عدد سكانها حوالى 6 مليون نسمة , و صرح حضارى يساهم فى نشر الفن الراقى و الهادف الذى يعود بالنفع على الحياة الثقافية و الفنية فى شمال ووسط الدلتا .
تم تشييد دار أوبرا دمنهور علي غرار اوبرا القاهرة التي احترقت في سبعينات القرن الماضي، حيث قام الملك فؤاد بوضع حجر الأساس لمبنى البلدية والسينما والمكتبة في الثامن من نوفمبر سنة 1930م وقدأطلق على القسم الغربي من المبنى أولاً "سينما وتياترو فاروق"، ثم تغير الاسم من "سينما فاروق" إلى "سينما البلدية" في سنة 1952م. وظل الأمر على ذلك حتى سنة 1977م عندما تغير الاسم إلى "سينما النصر الشتوي". وأخيراً أطلق عليها "مسرح وأوبرا دمنهور". أما المكتبة فقد سميت "مكتبة الملك فؤاد"، ثم أطلق عليها اسم الأديب الراحل توفيق الحكيم - ابن البحيرة - ويشغل مبنى البلدية القسم الشرقي، بينما يشغل مبنى السينما والمسرح القسم الغربي.
يعد مسرح وأوبرا دمنهور تحفة معمارية تتجسد فيها خصائص العمارة المصرية في بداية العقد الرابع من القرن الماضي. ويتبع المسرح من حيث التخطيط طراز الأوبرا الإيطالية الذي وفد إلى مصر في عصر الخديوي إسماعيل، ثم ساد عمارة هذا النوع من المنشآت. وينفرد هذا المسرح باستخدام عناصر معمارية وزخرفية إسلامية الطراز.وقد نجح المعماري الإيطالي فيروتشي نجاحاً تاماً في المزج بين التخطيط الأوروبي الوافد الذي يتناسب مع الوظيفة، وبين العناصر المعمارية الإسلامية التي كانت مستخدمة منذ العصر الفاطمي وما تلاه من عصور ومنها العقود المنكسرة.
ونظراً للقيمة الفنية والمعمارية للمسرح، والتي تعبر بصدق عن عمارة المسارح المصرية في بدايات القرن الماضي فضلاً عن إبرازه للعناصر الفنية من زخارف نباتية وهندسية وعقود دائرية وأخرى على الطراز الأندلسي في مجموعة المداخل، ونظراً لأن المسرح قد تم افتتاحه في الثلاثينيات من القرن الماضي وهو يعتبر مكملاً لمسرح سيد درويش بالإسكندرية والذي شيد في عهد الملك فؤاد، فقد قام قطاع الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس الأعلى لللآثار بتسجيله كأثر إسلامي بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية في عام 1988م وصدور قرار وزير الثقافة رقم 499 لسنة 1990م بتسجيل المسرح وذلك للمحافظة على عناصره الفنية والمعمارية. وتطبيقاً للمادة الثانية من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 1983م. وقد تم ضم المبنى إلى قوائم المباني ذات القيمة الفنية والتاريخية بمحافظة البحيرة بعد العرض على اللجنة المشكلة بقرار رئيس الوزراء الصادر في 30 سبتمبر عام 1998م.
في منتصف الثمانينات تدهورت حالة المسرح خاصة من الناحية الإنشائية، فقد أدى عدم إجراء أعمال الصيانة والترميم الدورية للمسرح مع سوء الإستخدام إلى ظهور العديد من المشكلات الإنشائية أهمها تدهور وتحلل الخرسانة المسلحة لأسقف المسرح، وانهيار جزء كبير من قبة صالة المسرح، كما ان ارتفاع منسوب المياه الجوفية وتسرب المياة إلى ممرات المسرح قد أثر على حالة الأساسات بالكامل.وفي الثمانينات أغلق المسرح وتوقفت جميع انشطته التي كانت تمارس عليه وأصبح المسرح في حالة يرثى لها، إلى أن قامت وزارة الثقافة بترميمه وتزويده بأحدث وسائل العرض والإضاءة ليواكب احدث مسارح مصر والعالم.
قامت سوزان مبارك بافتتاح دار أوبرا دمنهور في 7 مايو 2009م وشارك في حفل الافتتاح 200 فنان من فرق الأوبرا المختلفة وقام الوزير فاروق حسني بالقاء كلمة أعقبها عرض فيلم تسجيلي عن تاريح إنشاء المسرح ومراحل الترميم.كما عزفت أوركسترا أوبرا القاهرة في حفل الافتتاح أوبرا "زواج فيجارو" للموسيقار "موتسارت". وقدمت فرقة باليه القاهرة مشهد من باليه "أوديسيوس". واختتم الحفل بمشهد من باليه "زوربا".
تشهد أوبرا دمنهور حاليا العديد من الفعاليات الفنية والثقافية والمهرجانات الدولية حيث يتوافد عليها سنوياً فرق فنية وموسيقية من مختلف دول العالم بالإضافة لفنانى مصر والعالم الذين يختارون إحياء حفلاتهم بها سنوياً ، بالإضافة للفعاليات الفنية - الثقافية المحلية والتى تشمل عروضاً ومهرجانات محلية للفنون المختلفة مثل العروض المسرحية والموسيقية وعروض روائع السينما المصرية والعربية والعالمية فى إطار جدول حفلات إسبوعية متنوع .. شديد الروعة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق