الصفحات

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

بينغ لي يوان من مغنية شعبية الى سيدة الصين الأولى


بينغ لي يوان
ظهرت بينغ على خشبة المسرح في المناسبات لتقديم عروض استعراضية كبيرة يبثها التلفزيون الحكومي
على مدى عقود ظهرت بينغ لي يوان على شاشات التلفزيون الصيني في برامج الغناء الشعبي تشدو بألحان تتفاخر بعجائب النهضة الصينية. والان تخطو بينغ لي يوان على بساط سيدة الصين الاولى.

وغنت بينغ، التي ارتدت زيا عسكريا ابيض اللون، قائلة "الشعب هو جل اهتمام الحزب الى الابد." وذلك خلال استعراض امام حشد من الجمهور كان من بينهم الرئيس هو جينتاو، وزوجها الزعيم الصيني الجديد شي جينبينغ.وكان اخر ظهور لبينغ وخلفها حشد من الراقصين يتمايلون على ألحان اغنياتها على شاشة التلفزيون الوطني في يناير/كانون الثاني الماضي مع اختتام حفل العام الصيني الجديد الذي اتخذ طابعا عسكريا.
وتعتبر بينغ لي يوان أول سياسية بارزة في الصين تحتل صدارة القمة منذ جيانغ تشينغ، الزوجة الراحلة للرئيس ماو تسه دونغ.
وعلى نقيض زوجات الزعماء الصينيين السابقين من دونغ سياو بينغ الى الرئيس الصيني المنقضية فترة ولايته هو جينتاو اللائي ظللن خلف الكواليس، اصبحت بينغ تقارن بسيدة فرنسا الاولى السابقة كارلا بروني، زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي.
من الممكن ان تجعل شهرة بينغ لي يوان قيادة الحزب التي تنطوي على السرية شيئا أكثر قبولا.
وقال لي ين خه، خبير علم الاجتماع لدى اكاديمية العلوم الاجتماعية الصينة ومقرها بكين، "ظلت صورة الحزب الشيوعي الصيني قاتمة للغاية كما إن الزعماء باتوا يتصرفون كروبوتات ضمن آلة الدولة دون تمتع اي شخصية منهم بجاذبية على الاطلاق".
واضاف "من المتوقع أن تحدث بينغ لي يوان فارقا لدى القيادة".
واعترفت خه لي، مديرة المركز الصيني للاغنيات الشعبية، "من الصعب التعليق على اغنياتها، نظرا لتعقد وضعها الراهن. نحن لا نريد التعليق عليها كثيرا. ان قلت انها الافضل، فسوف يثرثر اخرون، وان قلت انها ليست جيدة، فربما يعترض البعض. من الصعب التحدث عن شئ."
كانت بينغ لي يوان قد انضمت الى جيش تحرير الشعب الصيني في مطلع حياتها المهنية وصنعت اسمها الفني بعد موافقة الحزب الشيوعي الصيني، كما ظهرت بصفة دورية على شاشات التلفزيون بغية تقديم اغنيات دعائية حملت عناوين امثال "سهول الآمال" و "ناس من قريتنا".
ويفسر الناقد الفني شي يو يي بنبرة تنطوي على التهكم قائلا "ربما كانت 90 في المئة من اغنياتها مجاملة للحزب الشيوعي، والبقية كانت تحتفل بحياتنا الرائعة".

"محارب ثقافي"

بينغ لي يوان
صنعت بينغ لي يوان شهرتها من أول ظهور لها في حفل العام الصيني الجديد على شاشات التلفزيون المركزي الصيني
قالت خه لي ان بينغ ظهرت فقط على خشبة المسرح في المناسبات لتقديم عروض استعراضية كبيرة يبثها التلفزيون الحكومي. وعلى الرغم من بقاء اسمها معروفا على نحو جيد، فان موسيقاها تروق لمسامع اناس يتجاوزون سن الاربعين.
واضافت "كل من يعجبون باغنياتها هم اناس ولدوا في عصر افتقر للتنوع الفني وقنوات البث التلفزيونية. لم يكن هناك الكثير من الاعمال الترفيهية، وان عرضت هذه الاعمال حاليا، فلن تعجب الكثير من الناس".
ولم تتمتع بينغ لي يوان بعلاقة حميمة على الدوام مع الحزب الشيوعي، فكما هو الحال لشي جينبينغ تعرضت اسرتها للاضطهاد خلال الثورة الثقافية.
فخلال مقابلة خاصة للتلفزيون الصيني عام 2004، قالت بينغ ان والدها كان من بين من صنفوهم "بمناهضي الثورة" لان بعض الاقرباء لديها خدموا في الجيش التايواني.
ولم تحل هذه المصاعب من التحاقها في سن الرابعة عشر لدى جامعة شاندونغ للفنون كطالبة في قسم التدريب على الاصوات للتخصص في الاغنيات الشعبية الصينية.
ثم التحقت بينغ لي يوان بجيش تحرير الشعب الصيني عام 1980 للعمل فيما اطلق عليه "محارب فني وثقافي".
وصنعت بينغ لي يوان شهرتها من أول ظهور لها في حفل العام الصيني الجديد على شاشات التلفزيون المركزي الصيني (سي سي تي في CCTV) عام 1983.

دور أكبر

شي جينبينغ
كانت بينغ لي يوان مغنية شهيرة عندما التقت شي جينبينغ عام 1986
عندما التقت بينغ لي يوان زوجها شي جينبينغ عام 1986 كانت بالفعل مغنية شهيرة في الوقت الذي كان هو يتولى منصب نائب عمدة مدينة شيامين في مقاطعة فوجيان جنوبي البلاد.
وبعد أشهر من اللقاءات المتكررة تزوجا في سبتمبر/أيلول عام 1987، وولدت ابنتهما سي مينغ تسه عام 1992.
ويتساءل العديد حاليا عن الدور الذي من المرجح ان تنهض به بينغ لي يوان في الحكومة الصينية. بعد أن شرعت بالفعل في الحد من ظهورها على التلفزيون الحكومي.
ومن غير الواضح ما اذا كانت بينغ لي يوان ستنهض بدور تقليدي بوصفها زوجة لسياسي صيني ترافق زوجها في الرحلات الخارجية.
وعندما زار شي جين بينغ الولايات المتحدة لعقد اجتماع رفيع المستوى في فبراير/شباط، لم تكن بينغ لي يوان برفقته. ووقتها اعتقد البعض ان بينغ تسعى لتفادي جذب الاضواء من زوجها.
وربما تتجه بينغ لي يوان الى التركيز على الاعمال الخيرية، اذ كانت عملت بالفعل كسفيرة للمساعي الحميدة لدى منظمة الصحة العالمية لرفع الوعي ازاء مكافحة مرض السل وفيروس نقص المناعة المكتسبة (الايدز)، فضلا عن كونها عملت ايضا كسفيرة لدى الجمعية الصينية للرقابة على التبغ.
وبالطبع ربما ترغب بينغ في الاستمتاع بحياتها في تشونغنانهاي، أو مجمع بكين المركزي، الذي يضم كبار الزعماء الصينيين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق