الصفحات

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

قصص و جرائم الخادمات في السعودية


"خادمة ترث 20 مليون ريال من زوجها السعودي,
خادمة تحرم عروس سعودية من مجوهراتها,
قصة سعودية تزوجت باكستانيا لتعمل خادمة,
خادمة تجحم عن الانتحار بعد تدخل الدفاع المدني,
خادمة تشج رأس كفيلتها,
خادمة تعتدي على سيدة مسنة."


يتناقل السعوديون وإعلامهم برعب قصص الخدم ولا يكادون ينسون جريمة بشعة إلا لينشغلوا بأخرى أكثر منها بشاعة، وتعيد تلك القصص فتح ملف العمالة والظروف المحيطة بها والتي قد تكون في أحيان كثيرة سببا لارتكاب الجرائم.

آخر القصص تتحدث عن خادمة فصلت رأس الطفلة تالا عن جسدها في غياب والديها للعمل، وأخرى في عرعر غلقت الأبواب ثم نحرت طفلا في الثانية من عمره وفرت من نافذة المنزل، وثالثة دست سم الفئران في حليب الرضيع أحمد حتى قضى ببطء.

ولم تقتصر الجرائم على الأطفال، فخادمة قتلت مخدومها بساطور وسائق قتل عجوزا في السبعين وكاد يقتل زوجته المسنة لولا وصول شقيقها قبل أن يجهز عليها.

وفيما يشبه النقاش الموسمي عقب كل جريمة ينشغل السعوديون والإعلام بنقاش بشأن الخدم وتأثيرهم بدون أن يتغير شيء.

ويعتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشوري السعودي د. عبد الله العسكر أن مكاتب وشركات الاستقدام تستغل حاجة الأسرة السعودية، واعتبر في تصريح للجزيرة نت أن تلك المكاتب لا تبذل جهدا في تقصي سجلات المستقدمين للعمل ولا في فحصهم نفسيا.

وكان مجلس الشورى السعودي أوصى أن تكون العاملة المنزلية قد تلقت تدريبات في معهد مختص، وتحمل سيرة خالية من السوابق والأمراض النفسية.

فوضى الاستقدام
ويرى المستثمر في استقدام العمالة ماجد الهقاص أن الاتفاقية بين وزارة العمل والمكاتب الخارجية ضد مصلحة المواطن، لأنها لم تنص على التدريب والسيرة الذاتية، ولا توجد جهة ذات صلاحية لها القدرة على اتخاذ قرار بشأن الخدم، وأشار إلى أن عدم التزام المواطن بالعقد المبرم بينه وبين العامل يشكل أساسا لتفجر المشاكل بينهما.

ويعتقد عبد الله العسكر أن الحوادث المرتبطة بالعمالة لا تقتصر على السعودية، وقال إن زيادة ضغوط الحياة على العمالة من جهة والأسرة السعودية من جهة أخرى والمعاناة النفسية تؤدي إلى تلك الحوادث.

أما عضو اللجنة الوطنية للاستقدام في مجلس الغرف التجارية وليد سويدان فلا يعتبر الأمر ظاهرة لأنه مقتصر على حالات فردية، وطالب سويدان في حديثه للجزيرة نت بتقليل الاعتماد على الخدم الذين تجاوز عددهم المليون خادم، عبر توفير حضانات لأطفال النساء العاملات.

وينص قانون العمل السعودي على أن كل صاحب عمل يشغل خمسين عاملة فأكثر مكلف بتهيئة مكان مناسب لرعاية أطفال العاملات الذين تقل أعمارهم عن أربع سنوات. لكن كثيرا من موظفات القطاع العام والخاص يشتكين من عدم التزام أصحاب العمل بهذا القانون.

سوء المعاملة
وتشكل الحوادث المتعلقة بالعمالة مناسبة لفتح ملف سوء المعاملة التي تتعرض لها العمالة المنزلية ويقول استشاري الطب النفسي الدكتور جمال الطويرقي المشكلة في ثقافة المجتمع التي تحوي مفاهيم سيئة، وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن بعض الأسر لا تتعامل مع الخادمة بإنسانية ولا تمنحها إجازة ثم تسلمها تربية الأبناء.

وأوضح الطويرقي أن هناك مرضا نفسيا نادرا يسمى 'أموك' لا تظهر أعراضه على المصاب الذي يتحول إلى مجرم فيقتل ثم يفقد الذاكرة، وهذا ما حدث مع قاتلة تالا.

وجاء في دراسة نشرتها المجلة العربية للدراسات الأمنية والتدريب بعنوان 'جرائم الخادمات في المجتمع السعودي'، أن أكثر من 94% من مخالفات الخدم لا يتم إبلاغ الجهات الرسمية عنها.

وتشير الدراسة إلى أن 'العفو' و'التغاضي' هو السبب الأول في عدم الإبلاغ، وجاءت جريمة الهروب من المنزل في المرتبة الأولى من جرائم الخادمات وفي المرتبة الثانية جريمة الاعتداء على الأطفال وإيذائهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق