الصفحات

الخميس، 14 سبتمبر 2023

ما هي الأسرار التي تجمع إيلون ماسك مع سام ألتمان في شركة Open AI

 



تأسست شركة OpenAI غير الربحية في ديسمبر 2015 من قبل كل من رجل الأعمال الشهير إيلون ماسك وزميله في ريادة الأعمال المبرمج الأمريكي سام ألتمان، والتي تهدف إلى دفع مجال الذكاء الاصطناعي نحو جعله آمنًا من المخاطر التي تهدد البشر، وإبعاد المخاوف المتزايدة من سيطرة الذكاء الاصطناعي على صانعيه نتيجة لقدراته المتنامية على تطوير إمكانياته بنفسه، وإعادة تصميمها للدرجة التي قد يستطيع فيها السيطرة على صانعيهم من البشر يومًا ما.

حيث تقوم هذه الشركة بالتعاون مع الباحثين والمؤسسات في هذا المجال للعمل على تقديم بحوثهم وبراءات الاختراع لتكون متاحة للجمهور ومفتوحة المصدر للجميع، وبالتالي دعم مسيرة البشر في ظل تنامي وتضاعف قدرات الذكاء الاصطناعي.


نقطة التحول في مسار OpenAI

بعد ثلاث سنوات من تأسيسها، تحديدًا في عام 2018 كان ماسك أحد مؤسسي هذه الشركة مستعدًا للتخلي عن مقعده في مجلس إدارتها، وذلك في سبيل عدم تضاربها مع دوره كرئيس تنفيذي لشركة Tesla، والتي في المقابل تعمل على تحسين وتطوير قدرة الذكاء الاصطناعي في مجال السيارات ذاتية القيادة، إلا أن ماسك، حسبما يقولون في بعض الأوساط المحيطة بالشركة، كان يرغب بالاستحواذ على الشركة بالكامل من مؤسسيها، وإدارتها بنفسه لحمايتها من التأخر خلف منافسيها السباقين في هذا المجال وعلى رأسهم العملاقة جوجل، لكن طلبه قوبل بالرفض، فانسحب ماسك بدوره من الشركة وانسحبت معه خطته في أن يتبرع بمبلغ ضخم لدعم OpenAI، فكان هذا منعطفًا نحو مسار جديد في تاريخ الذكاء الاصطناعي الذي سيغير العالم، وأيضًا سببًا في حدوث شرخ بين لاعبين كبار في ملعب التكنولوجيا العصرية هما ماسك وألتمان.

وفي هذه السطور سنرفع الغطاء عن تفاصيل وأسرار جديدة ومهمة يكشفها شاهدان على الحدث حول هذا الثلاثي المثير للفضول، في تاريخ تتم كتابته عن مشوار البشرية مع الذكاء الاصطناعي، فما هي القصة التي جمعت الثلاثي إيلون ماسك وسام ألتمان وشركة OpenAI!


تفاصيل الصراع تحت المجهر

إن خروج ماسك من الشركة حديثة العهد OpenAI انعكس سلبًا على قدرتها التمويلية لمواجهة تكاليف ضخمة من أجل تنفيذ غاياتها في البحوث والتدريبات، وذلك في مجال الذكاء الاصطناعي والكمبيوترات ذات القدرات المهولة، حيث انسحب ماسك بخروجه عن تعهده حول تمويلها حتى مبلغ المليار دولار على مدى عدة سنوات، إلا أنه وبانسحابه منها وصلت مساهمته فيها حتى 100 مليون دولار، وتوقفت بعدها تبرعاته بشكل تام.

وعلى الجانب الآخر، عندما ألقى ماسك خطاب مغادرته أمام موظفي OpenAI والذي ركز فيه بشكل أساسي على تقاطع مصالحه كرئيس تنفيذي لشركة Tesla التي تدعم قدرات الذكاء الاصطناعي في سياراتها ذاتية القيادة، بينما تعمل OpenAI على مواجهة الخطر المحتمل منه، إلا أن هذا السبب لم يكن مقنعًا للموظفين في مكاتب OpenAI.

وذلك على الرغم من وجود بعض الدلالات على صحة ما يعتقده ماسك حول عدم توافق مصالحه في مسار كل من الشركتين، أبرزها عندما استولى ماسك على أحد أفضل العقول لدى OpenAI وقام باستقطاب المهندس "أندريه كارباثي" ليصبح مشرفًا على برنامج القيادة الذاتية لشركة Tesla، وهذا ما دفع ماسك للتفكير بضرورة انسحابه من إحدى الشركتين نتيجة لاطلاعه المباشر على مواهب OpenAI و Tesla معًا، مما سيعرقل مسيرة النجاح الذي تكافح له هاتان الشركتان، وخاصة في ظل المنافسة الشرسة لشركة OpenAI والمخاطر التي تهدد مستقبل Tesla بعد انخفاض المخزون حينها، حيث يرى ماسك في قيادته لهما معًا نسفًا لشرعية المنافسة بينهما.


ما حقيقة الصراع على مقعد السلطة بشركة OpenAI؟

في ظل تطور الذكاء الاصطناعي وتصاعد الآراء حول إمكانياته المتزايدة في تغيير حياة البشر في المستقبل حسبما يشاع في الأوساط العلمية، تتزايد أهمية الشركات التي تعمل وتدعم هذا المجال، والذي يبحث العديد فيه عن موطئ قدم ليصبح أحد أبطاله، وبالعودة إلى انسحاب ماسك من قيادة OpenAI فقد عارض "جريج بروكمان"، وهو أحد كبار مؤسسي هذه الشركة استحواذ ماسك على مجلس إدارتها، لتبدأ بعدها المنافسة على قيادة الشركة وإضافتها إلى مسيرة رواد الأعمال في رئاسة الشركات وإدارتها، ومنذ ذلك الحين، أي في 2018، أصبح "سام ألتمان" اسمًا لامعًا كرئيس مشارك لشركة OpenAI بالإضافة لكونه مديرًا فيها، ليضيفها إلى مسيرته، وذلك بعد أن كان رئيسًا لشركة Y Combinator.


مواجهة تكاليف تشغيل شركة OpenAI بعد انسحاب إيلون ماسك

بحلول خريف 2018 بعد خروج ماسك من OpenAI، تيقن القائمون على الشركة من أهمية مواجهة التمويل المطلوب لفتح آفاق الذكاء الاصطناعي لتدريبه وترقيته نحو الأعلى، خاصة في ظل تقدم فريق أبحاث منافستها Google في مشروعها "Goolge Brain" الذي يستهدف التعلم العميق لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

لذا، ومع استمرار كون OpenAI لا تسعى للربح فقد أعلنت أنها ستحدد أرباحًا للمستثمرين الراغبين بتمويلها مع الحفاظ على تدوير الفائض منه لدعم الشركة غير الربحية في الأساس، وذلك حتى تتمكن من جذب وجمع الأموال الكافية لتمويل القدرات الحاسوبية اللازمة لمتابعة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي بما يرضي طموحها الجامح.

وبدوره، اتخذ أحد أكبر المؤسسين فيها "سام ألتمان" قرارًا غير مألوف بصفته رئيسًا للتكنولوجيا لدى هذا الكيان، ألا وهو عدم حصوله على أي أرباح من تشغيل OpenAI، وهو ما لا يعد جديدًا على ألتمان بقدر ما هو قرار جديد للقائمين على الشركات اللذين يستثمرون فيها فقط من أجل زيادة الثروة والربح، ولكونه ثريًا لطالما استثمر ألتمان في الشركات التقنية الناشئة والجديدة حتى نجاحها، ولم يكن يسعى إلى المال بقدر سعيه في ترقية مستوى التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.

وبعد مرور أقل من ستة أشهر، حصلت OpenAI على مليار دولار من الإمبراطورية العملاقة Microsoft والتي دعمت OpenAI بالتمويل اللازم، وأيضًا بالخبرة التقنية التي تحتاجها هذه الشركة الفتية، وقد أثمر هذا التعاون في بناء حاسوب خارق لتدريب نماذج لغوية مهولة، والذي أسهم في إنشاء مولد الصور العبقري DALL-E، والنجم اللامع في مجال الذكاء الاصطناعي حديث العهد ChatGPT، مع العلم أن النموذج اللغوي الأحدث GPT-4 يحتوي على تريليون متغير.

يبدو أن هذه الإنجازات التي حققتها OpenAI لم تكن متوقعة، فقد تيقنت Google بأن عليها التدافع بقوة للحاق بها، متخوفة من أنها قد تتأخر عن مسار المنافسة في إمكانية حلول تكنولوجيا جديدة في أيدي البشر.

حسب مصادر مقربة من إيلون ماسك الذي أسس وتبرع بمبلغ 100 مليون دولار للكيان الناجح، فقد شعر بالغضب من OpenAI التي تتزايد التوقعات حول مستقبلها الباهر في الأوساط التكنولوجية، قد يضمر ماسك سبب غضبه الفعلي، ألا وهو انسحابه من شركة يتوقعون لها نجاحًا في قيادة التكنولوجيا مستقبلًا، إلا أنه غرّد بأسباب أخرى دفعته لهذا الشعور حيث قال على تويتر: "تم إنشاء OpenAI كمصدر مفتوح وهذا سبب تسميتها في الأساس، وهي شركة غير ربحية لتكون بمثابة ثقل موازن لجوجل، ولكنها الآن أصبحت مصدرًا محتكرًا، وأقصى ما حققته هو أنها أصبحت شركة ربحية يتم التحكم فيها من قبل مايكروسوفت بشكل فعلي".

بعد فترة أضاف قائلًا: "مازلت في حيرة من أمري حول كيف أن مؤسسة غير ربحية تبرعتُ لها بـ 100 مليون دولار، أصبحت بشكل أو بآخر هدفًا تسويقيًا للربح بما يعادل 30 مليار دولار، وفي حال أن ما تفعله OpenAI يعدّ قانونيًا فليفعله الجميع!". وبدورها رفضت شركة OpenAI التعليق على هذه التغريدات، في حين أن إيلون ماسك أضاف مغردًا بالكلمات التالية: "أدركت أن الذكاء الاصطناعي أقوى أداة ابتكرتها البشرية على الإطلاق، والتي أصبحت الآن في أيدي احتكار الشركات الذي لا يرحم".

من المؤكد أن إيلون ماسك قد لعب دورًا حاسمًا في تأسيس مشوار الذكاء الاصطناعي من خلال تأسيس ودعم شركة OpenAI في بداية مشوارها، ثم اختار الابتعاد عنها نتيجة نزاعه حول الأنا والقوة عندما وضع خيارين لا ثالث لهما، إما خيار استحواذه على الشركة الناشئة وإدارتها بنفسه، أو الخروج منها. أما بالنسبة لسام ألتمان، فلا يعلق الأمر بالمال أو بأنه الشخص الوحيد القادر على فعل ذلك، فهو لا يمتلك حتى قطعة صغيرة منها، مما يسلط الضوء على الطبيعة الجديدة لهذه الشركة وبالتالي لطبيعة صناعة الذكاء الاصطناعي بأكملها.

يهدف إيلون ماسك إلى إطلاق شركته الخاصة به للذكاء الاصطناعي، يتوقع البعض أنه سيأتي متأخرًا عن OpenAI و Google خاصة بوجود التزاماته وتركيزه في شركات ضخمة مثل Twitter و Tesla و SpaceX.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق