الصفحات

الأربعاء، 15 يناير 2020

السامريون... أصغر وأقدم طائفة في العالم ويعتبرهم اليهود "كفرة"
بالرغم من وجود الطائفة السامرية في قلب الشرق الأوسط منذ آلاف السنين، فإنها لم تحظ بالاهتمام الإعلامي الكافي. فمَن هم السامريون؟ ومتى ظهرت هذه الطائفة؟ وكم يبلغ عدد أعضائها؟ وما هي أركان ديانتها؟ وهل هناك فرق بينها وبين اليهودية؟ وما هي نظرة اليهود إليهم؟
يجيب الكاهن يعقوب عبد الله رئيس جمعية الأسطورة السامرية، عن بعض هذه التساؤلات قائلاً: "إن السامريين هم السلالة الحقيقية لشعب بني إسرائيل، فهم ينحدرون من مملكة إسرائيل الشمالية، ويمثلون الآن أصغر وأقدم طائفة في العالم، ويملكون أقدم نسخة خطية للتوراة، ويتكلمون العبرية القديمة، ويؤمنون بقدسية جبل جرزيم، ويعتبرون اتخاذ الملك سليمان القدس مكاناً مقدساً مسألة سياسية أكثر منها دينية".
وأضاف: "وكلمة سامري محرفة من الكلمة العبرية شامري، والتي تعني المحافظ على الديانة العبرية القديمة، ويرجع تاريخ السامريين إلى ما قبل 36 قرناً من الزمن، حين قام يوشع بن نون القائد الإسرائيلي الذي خلف موسى بن عمران بقيادة هذا الشعب لدخول الأراضي المقدسة عند أريحا، وما إن وصل إلى مدينة شكيم (نابلس)، حتى صعد إلى جبلها الجنوبي جرزيم يرافقه العازار بن هارون الكاهن الأعظم لشعب بني إسرائيل، وقاما بنصب خيمة الاجتماع على قمة هذا الجبل المقدس".
"كفار"
حول أعداد هذه الطائفة وأماكن وجودها، قال يعقوب عبد الله: "عند انقسام الدولة العبرية إلى مملكتين، كان عدد سكان المملكة الشمالية (المملكة السامرية) بالملايين، ولكن بسبب القمع الذي تعرضوا له على مر السنين والأوضاع الاقتصادية السيئة تقلص عددهم إلى حد كبير".
يبلغ عدد المنتسبين إلى هذه الطائفة حالياً 730 نسمة، نصفهم يسكن جبل جرزيم جنوب نابلس والقسم الآخر يسكن في مدينة حولون قرب تل أبيب ويحملون الجنسيتين الفلسطينية والإسرائيلية. ويعمل أغلبهم بالتجارة.
يصف اليهود السامريين بالكفرة والكوتيين نسبة إلى كوت (مدينة سومرية أكادية قديمة تعرف اليوم بتل ابراهيم) في العراق، وكذلك أطلق عليهم التلمود البابلي لقب "المعارضين والكفار"، بحسب عبدالله.
أما في ما يتعلق بموقفهم من النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فقال عبدالله: "السامريون جسر سلام في الصراع العربي الإسرائيلي، فعلاقاتهم طيبة بالطرفين، كما أن على الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي أن يتخذوا من السامريين عبرة، فبعد أن كان المجتمع السامري بالملايين في الماضي، أصبح أصغر مجتمع في العالم، بسبب كثرة الحروب التي خاضها عبر آلاف السنين"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق