الصفحات

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2018

هكذا تسببت حرب دامية في إفساد أسوأ غداء بالتاريخ



يوم 21 من شهر تموز/يوليو سنة 1861، كانت الولايات المتحدة الأميركية على موعد مع أول مواجهة هامة عرفتها الحرب الأهلية. فخلال ذلك اليوم، جرت وقائع معركة بول ران الأولى (First Battle of Bull Run) والتي جمعت بين قوات الاتحاد وقوات الكونفدرالية، وبينما اتجه الجنوبيون لتلقيب هذه الملحمة الدامية بمعركة ماناساس (Manassas) أطلق الشماليون اسم بول ران على هذه المعركة، كناية عن خسارتهم وانسحابهم من المنطقة أمام أعين العديد من أعضاء الكونغرس.

صورة للرئيس الأميركي أبراهام لينكولن
عقب حادثة قصف حصن فورت سمتر (Fort Sumter) خلال شهر أبريل/نيسان سنة 1861 من قبل قوات الكونفدرالية، اتهم أعضاء الكونغرس الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن (Abraham Lincoln) بالتخاذل عن حماية وحدة البلاد مؤكدين على ضرورة أن يتحرك جيش الاتحاد لردع الجنوبيين قبل تقدمهم بمدينة ريتشموند (Richmond) عاصمة ولاية فرجينيا. وأمام غياب التحرك العسكري الشمالي، روّج العديد من أعضاء الكونغرس إشاعة حول سعي لينكولن لتجنب المواجهة من أجل التوصل إلى اتفاق سياسي مع الجنوبيين.
رسم تخيلي لمعركة بول ران الأولى
وعلى إثر انتصارات محدودة حققتها قواته بعدد من المناوشات بغربي فرجينيا، أمر الرئيس الأميركي أبراهام لينكولن الجنرال إرفين ماكدويل (Irvin McDowell) بإعداد خطة هجوم سريع ضد القوات الكونفدرالية لتسهيل عبور قوات الاتحاد نحو ريتشموند. وبناء على ذلك، اتجه المسؤولون الشماليون لجمع حوالي 20 ألف جندي لتحقيق رغبة الكونغرس وشن هجوم على قوات الكونفدرالية بولاية فرجينيا.
صورة للسناتور زكريا تشاندلر
صباح يوم 21 من شهر يوليو/تموز سنة 1861، حلّ الآلاف من سكان العاصمة واشنطن بسنترفيل (Centreville) التابعة لولاية فرجينيا لمشاهدة ما اعتقدوا أنه نصر سهل للاتحاد. وبناء على ذلك، جاءت هذه الجموع الغفيرة لمساندة عشرات آلاف الشبان الذين انضموا لقوات الاتحاد من أجل خوض غمار حرب لا تتخطى ثلاثة أشهر على أقصى تقدير.
صورة للسناتور بنيامين واد
وخلال تلك الفترة، كان من ضمن الجماهير التي رافقت قوات الاتحاد العديد من النساء والأطفال حيث لم يتردد أثرياء واشنطن وأعضاء الكونغرس في اصطحاب عائلاتهم لمشاهدة المعركة والتي آمنوا بانتصار الشماليين خلالها. وبالتزامن مع ذلك، استقر أهالي واشنطن بالهضاب القريبة والتي كانت تبعد أقل من ثلاثة أميال عن ميدان المعركة وجاء ذلك قبل أن يعمدوا إلى جلب كميات هامة من الأطعمة والكحول استعدادا للغداء. وبسبب هذه الحادثة، أطلق المؤرخون لقب معركة النزهة على هذه الملحمة.
صورة للجنرال الأميركي ارفين ماكدويل
ومع بداية المعركة، حققت قوات الاتحاد تقدما ملحوظا لكن مع حلول الظهيرة انقلبت موازين القوى رأسا على عقب حيث حلت أفواج إضافية من القوات الكونفدرالية بالمكان ليجبر بناء على ذلك جنود الاتحاد على الفرار عقب تلقيهم لأوامر بالانسحاب.
وعمت حالة من الفوضى بالمكان حيث حاول أهالي واشنطن الهرب مستغلين جميع العربات التي اعترضتهم وبسبب ذلك تعطلت الحركة بالطريق المؤدية إلى العاصمة وأعاقت تراجع جنود الشمال. فضلا عن ذلك، عمد عدد من أعضاء الكونغرس إلى اتخاذ إجراءات فردية لوقف انسحاب قوات الاتحاد وإجبارها على العودة لساحة المعركة حيث أقدم السناتور زكريا تشاندلر (Zachariah Chandler) على قطع الطريق مستخدما عربته لمنع عملية الانسحاب وعمد السناتور بنيامين واد (Benjamin Wade) إلى سحب بندقيته مهددا بإطلاق النار على الجنود المنسحبين. وفي الأثناء، سمحت القوات الكونفدرالية لنظيرتها الاتحادية بالانسحاب حيث فضّل الجنوبيون الحفاظ على مواقعهم بدل ملاحقة الجنود الشماليين.
صورة للسناتور ألفرد إيلي
وخلال هذه المعركة، لم يتمكن سوى عضو واحد من الكونغرس يدعى ألفرد إيلي (Alfred Ely) من بلوغ ريتشموند حيث اقتيد إليها كأسير عقب اعتقاله من قبل القوات الكونفدرالية. وتزامنا مع حلولهم بواشنطن، نقل بقية أعضاء الكونغرس وقائع المعركة للرئيس الأميركي لينكولن والذي أصيب بخيبة أمل تيقن على إثرها بإمكانية تواصل الحرب لسنوات عديدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق