الصفحات

الاثنين، 5 نوفمبر 2018

بدبابات مطاطية خدع الحلفاء هتلر



منذ الحرب العالمية الأولى، اتجه الحلفاء لبناء عدد من الدبابات المزيفة المصنوعة من الخشب والملونة لخداع القوات الألمانية على الجبهة. وتواصل استخدام هذه التقنية خلال الحرب العالمية الثانية. وبينما اتجهت ألمانيا للاعتماد على المجسمات المزيفة للدبابات خلال العمليات التدريبية قبل غزو أراضي بولندا مطلع شهر أيلول/سبتمبر سنة 1939، عمدت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية لاستعمال هذه التقنية لتمويه وخداع الجيوش الألمانية بكل من شمال إفريقيا وأوروبا.
صورة لإحدى الدبابات الأميركية المزيفة بجنوب بريطانيا
وقبل معركة العلمين (El Alamein) ما بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر سنة 1942، اتجه مهندسو الجيش الثامن البريطاني لصناعة مجسمات دبابات خشبية قبل تثبيتها على سيارات الجيب (Jeep) في سعي منهم لخداع طائرات الاستطلاع الألمانية والتي لم يتردد المارشال إرفين رومل (Erwin Rommel) في إرسالها لتحديد حجم قوات أعدائه. وعلى الرغم من عدم قدرتها على إصدار أصوات شبيهة بأصوات الدبابات الحقيقية، ساهمت سيارات الجيب البريطانية في نقل المجسمات الخشبية على جناح السرعة نحو مواقعها لخداع الألمان وتضليلهم.
صورة لإحدى الدبابات المزيفة البريطانية المعتمدة بشمال إفريقيا قبل معركة العلمين
ومع حلول عام 1944، تيقن الأميركيون من ضرورة القيام بإنزال عسكري على القارة الأوروبية لهزيمة الألمان. ومثلت بريطانيا المنطقة الوحيدة القادرة على إيواء عدد كبير من القوات الأميركية استعدادا لإرسالها نحو الساحة الأوروبية.
وخلال تلك الفترة، كان الألمان على يقين تام بإمكانية قيام الحلفاء بإنزال عسكري لكن في المقابل عجز المسؤولون العسكريون الألمان على تحديد مكان وتوقيت هذا الإنزال. وبالنسبة للقيادة العسكرية الألمانية، كانت مناطق باد كاليه (Pas de calais) وشاربورغ (Cherbourg) وشواطئ نورماندي (Normandy) بفرنسا أفضل نقاط قريبة من بريطانيا وقادرة على استيعاب إنزال عسكري كبير الحجم بالمنطقة.
صورة لإحدى سيارات الجيب التابعة للجيش البريطاني خلال الحرب العالمية الثانية
وفي الأثناء وعلى الرغم من امتلاكهم للدعم الجوي ونيران مدافع البوارج الحربية، أيقن الحلفاء بصعوبة القيام بإنزال عسكري بالمنطقة ولهذا السبب اتجه الأميركيون والبريطانيون نحو القيام بواحدة من أكبر عمليات التمويه على مر التاريخ لتضليل الألمان وتسهيل نزول قواتهم بفرنسا.
وخلال تلك الفترة، اختار الحلفاء شواطئ نورماندي لعملية الإنزال الكبرى ولإبعاد الألمان عن المنطقة وضع البريطانيون والأميركيون خطة سعوا من خلالها لإيهام القيادة العسكرية الألمانية باستعدادهم لإنزال كبير عند منطقة باد كاليه.
صورة لإحدى الدبابات البريطانية المزيفة خلال الحرب العالمية الأولى
وفي الأثناء، عمد الحلفاء إلى إنتاج أعداد كبيرة من الطائرات والدبابات المطاطية المزيفة القابلة للنفخ قبل تجميعها بشكل مكثف بجنوب بريطانيا قبالة منطقة باد كاليه. وتميزت الدبابات المطاطية المستخدمة حينها بوزنها الخفيف والذي لم يتجاوز 42 كلغ مما سهّل عملية نقلها. واتجه الحلفاء إلى استغلال عامل الظلام لإنجاز هذه المهمة بسرية تامة دون إثارة الشبهات، وبناء على ذلك تكفل الجنود بنقل هذه المعدات العسكرية المزيفة ليلا نحو جنوب بريطانيا ولتضليل طائرات الاستطلاع الألمانية أقدم البريطانيون على إرسال عدد من الجرارات نحو تلك المنطقة لترك آثار وهمية لتحرك الآليات.
صورة لطائرة بريطانية مزيفة خلال الحرب العالمية الثانية
ولإنجاح هذه العملية الوهمية، والتي كانت جزءا من عملية الثبات (Fortitude)، اتجه العملاء البريطانيون نحو إرساء شبكة اتصالات كاذبة تكفلوا من خلالها بترويج ونقل معلومات خاطئة ومضللة للألمان عن موقع الإنزال العسكري مؤكدين على اختيار الحلفاء لمنطقة باد كاليه.
صورة لعدد من الدبابات الفرنسية المزيفة سنة 1928
وانطلت الحيلة على القيادة العسكرية الألمانية والتي أقدمت، بناء على أوامر من هتلر، على إرسال الجزء الأكبر من قواتها نحو منطقة باد كاليه لتحصينها. وبفضل ذلك، نحج الحلفاء يوم السادس من شهر يونيو/حزيران سنة 1944 في إنزال قواتهم بشواطئ نورماندي لتشهد الحرب على إثر ذلك منعرجا خطيرا سرّع بهزيمة الألمان.
صورة لنزول القوات الأميركية بشواطئ نورماندي
وعلى الرغم من حدوث الإنزال بشواطئ نورماندي، حافظ الجنود الألمان على مواقعهم بباد كاليه لفترة طويلة حيث آمنت القيادة العسكرية الألمانية حينها بإمكانية حدوث إنزال عسكري ثان بهذه المنطقة. وعقب هذا النجاح الباهر ضمن عملية الثبات، أنشأ الحلفاء فرقة الشبح والتي نفذت المزيد من هذه العمليات التضليلية ضد القوات الألمانية معتمدة على تقنيات جديدة مثل مكبرات الصوت والتي نقلت أصواتا شبيهة بأصوات تحرك الدبابات لخداع الألمان.
صورة للمارشال الألماني إرفين رومل صورة ملونة اعتمادا على التقنيات الحديثة لعملية الإنزال بنورماندي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق