الصفحات

السبت، 7 أبريل 2018

قتل الرصاص كينغ
 فصار الحلم حقيقة
...

٠٤ أبريل، ٢٠١٨

مارتن لوثر كينغ خلال أحد تجمعاته
خمسون عاما مضت على اغتيال مارتن لوثر كينغ، أبرز رموز نضال الأميركيين من أصول إفريقية الذي قاد حركة عارمة أعطت أبناء جلدته حقوقهم العادلة التي ضمنها الدستور.
في الرابع من نيسان/أبريل عام 1968 دفع ملهم الاحتجاجات الناجحة في حياته ثمنا لتحقيق العدالة التي آمن بها، إذ اغتيل في موتيل لوريان في ممفس بولاية تينيسي على يد محكوم سابق يدعى جيمس إرل راي صوب بندقيته تجاه غرفة كينغ وانتظر خروجه.
كان كينغ يستعد للظهور أمام تجمع جماهيري في تلك الليلة ويتأهب لقيادة مسيرة في ممفس لتأييد إضراب عمال الصرف الصحي الذي كاد يتفجر في عدد من المدن الأميركية.
قتل الرصاص كينغ، لكنه لم يقتل الحلم.
نعش مارتن لوثر كينغ في طريقه إلى مثواه الأخير، في أتلاتنا، 1964
نعش مارتن لوثر كينغ في طريقه إلى مثواه الأخير، في أتلاتنا، 1964
غير كينغ مسلحا بالأساليب السلمية في مقاومة الظلم الذي كان سائدا في مجتمعه، وجه الولايات المتحدة.
ولد الدكتور كينغ في 15 كانون الثاني/يناير عام 1929 في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا، حيث سادت أبشع مظاهر التفرقة العنصرية والتمييز.
حصل على درجة الدكتوراه في علم اللاهوت، وساهم عام 1955 في تنظيم أول احتجاج مهم لحركة الحقوق المدنية للأميركيين من أصول إفريقية والمتمثل في مقاطعة حافلات النقل في مدينة مونتغومري بولاية ألاباما.
المنزل حيث ولد مارتن لوثر كينغ
المنزل حيث ولد مارتن لوثر كينغ
المقاطعة التاريخية التي امتدت عاما كاملا وكسرت قانون الفصل العنصري في الولاية، مهد لها رفض روزا باركس إخلاء مقعدها في إحدى الحافلات لراكب أبيض، وفق ما كان متبعا آنذاك، فاستدعى السائق الشرطة ليتم اعتقال السيدة السوداء التي أصبحت لاحقا رمزا للنضال من أجل المساواة تفتخر به الولايات المتحدة.
متأثرا بالمقاوم الهندي ماهاتما غاندي، دعا كينغ إلى العصيان المدني والمقاومة غير العنيفة للفصل العنصري في جنوب الولايات المتحدة، إلا أن الاحتجاجات السلمية التي قادها غالبا ما قوبلت بالعنف.
الصمود والالتزام بمبادئ السلم كان رد كينغ وأتباعه على ذلك، ما أعطى زخما للحركة التي بدأت تزداد قوة.
ولكينغ الذي كان قسا إلى جانب كونه ناشطا حقوقيا، العديد من المقولات التي خلدها التاريخ ومنها "الظلام لا يمكن أن يطرد الظلام، الضوء فقط يستطيع أن يفعل ذلك، الكراهية لا يمكن أن تطرد الكراهية، الحب فقط يمكن أن يفعل ذلك".
لدي حلم""
استقطب كينغ دعم الحكومة الفدرالية والأميركيين البيض في الولايات الشمالية من خلال أسلوبه القوي في الخطاب ومناداته بالقيم المسيحية والأميركية.
وفي 28 آب/ أغسطس 1963، توجت مسيرة تاريخية إلى واشنطن للمطالبة بالوظائف والحرية قادها الناشطان بايارد راستن وأي فيليب راندولف، بخطاب كينغ الشهير "لدي حلم".
وتجمع 250 ألف شخص أمام نصب الرئيس أبراهام لينكن التذكاري القريب من البيت الأبيض، للاستماع إلى الخطاب الذي قال فيه إن المتظاهرين قدموا إلى العاصمة من كل حدب وصوب لـ"لمطالبة بدين مستحق لهم.. ولم تف أميركا بسداده".
صورة جوية للمحتشدين أمام النصب التذكاري لأبراهام لينكولن حيث ألقى مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير
صورة جوية للمحتشدين أمام النصب التذكاري لأبراهام لينكولن حيث ألقى مارتن لوثر كينغ خطابه الشهير
وقال كينغ "بدلا من أن تفي بما تعهدت به، أعطت أميركا الزنوج شيكا من دون رصيد، شيكا أعيد وقد كتب عليه أن الرصيد لا يكفي لصرفه".
وفي سياق الخطاب، صرخت منشدة التراتيل الدينية المعروفة آنذاك مهاليا جاكسون "أخبرهم يا مارتن عن حلمك.. أخبرهم مارتن عن حلمك". فما كان من القس الذي اعتاد على عظات قداس الأحد إلا أن أمسك بطرف المنصة ثم تنفس بعمق قبل أن يقول "لدي حلم.. أقول لكم اليوم، يا أصدقائي، إنه على الرغم من الصعوبات والإحباطات، ما زال لدي حلم".
"لدي حلم أنه في يوم ما ستنهض هذه الأمة وتعيش المعنى الحقيقي لعقيدتها الوطنية بأن كل الناس خلقوا سواسية".
"لدي حلم أن أطفالي الأربعة سوف يعيشون يوما ما في دولة لا تطلق فيها الأحكام عليهم للون بشرتهم، بل لشخصياتهم".
"هذا هو أملنا.. دعوا أجراس الحرية تقرع وتنشد.. أحرار في النهاية! أحرار في النهاية! شكرا يا رب، نحن أحرار في النهاية".
وفي عام 1964، حققت حركة الحقوق المدنية الأميركية اثنين من أهم نجاحاتها: إقرار التعديل الـ24 على الدستور الأميركي الذي ألغى ضريبة الاقتراع، وقانون الحقوق المدنية لـ1964 والذي ألغى التمييز على أساس العرق في التوظيف والتعليم وجرّم الفصل العنصري في المرافق العامة. ولاحقا في العام ذاته، أصبح كينغ أصغر الحائزين على جائزة نوبل للسلام سنا.
أثار اغتياله الكثير من المظاهرات وأعمال شغب في واشنطن العاصمة وفي عشرات المدن الأخرى في أنحاء الولايات المتحدة.
ومنحه الرئيس جيمي كارتر، بعد وفاته، في 1977 ميدالية الرئاسة للحرية.
وفي 1983 وقع الرئيس رونالد ريغن على مشروع قرار جعل كل اثنين من الأسبوع الثالث في كانون الثاني/ يناير عطلة رسمية تكريما لمسيرة وإنجازات مارتن لوثر كينغ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق