الصفحات

الخميس، 29 مارس 2018

مواقيت الحج


    أولاً: المواقيت المكانية

    المواقيت المكانية: الأماكن التي حددها الشارع للإحرام منها.
    فلا يجوز لمن يريد الحج أو العُمْرَة أن يتجاوزها إِلا بإِحرام، وهي خمسة مواقيت[ المواقيت وأبعادها، للشيخ عبد الله البسام، مجلة مجمع الفقه الإِسلامي، العدد 3، الجزء 3، ص 1553.].

    1- ذو الحُلَيْفَة:

    وهو الآن في الجهة الجنوبية من المدينة النبوية، ويسمى (أبيار علي)، تبعد عن مكة (420 كم تقريبًا).
    وهو ميقات أهل المدينة.
    ذو الحليفة

    2. الجُحْفة:

    وهي قريبة من مدينة رابغ، تبعد عن مكة (186 كم تقريبًا).
    وهي ميقات أهل الشام ومصر والمغرب.
    الجُحْفة

    3- يَلَمْلَم:

    وهو وادٍ كبير في طريق أهل اليَمَن إلى مكة، ويسمى اليوم: السعدية، ويبعد عن مكة(120 كم تقريبًا).
    وهو ميقات أهل اليَمَن.
    يَلَمْلَم

    4- قَرْنُ المنازل:

    ويسمى الآن بالسيل الكبير، يبعد عن مكة (75 كم تقريبًا).
    وهو ميقات أهل نجد والطائف، وأعلاه على طريق الطائف من جهة الهَدَى مكان يسمى: وادي محرم، وكلاهما ميقات لأهل نجد، ولمن يأتي عن طريق الطائف.
    قرن المنازل

    5- ذاتُ عِرْق:

    وتسمى الآن (الضريبة أو الخريبات)، وهي مكان شرق مكة تبعد عنها (100 كم تقريبًا)، وهي الآن مهجورة.
    وهي ميقات أهل المشرق (العراق وإيران وما وراءهما).
    ودليل ما سبق ما روي عَنِ ابْن عَبَّاسٍرضى الله عنه قَالَ: «وَقَّتَ رَسُولُ اللهِ (ص) لأَهْلِ الْمَدِينَةِ ذَا الْحُلَيْفَةِ، وَلأَهْلِ الشَّامِ الْجُحْفَةَ، وَلأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ الْمَنَازِلِ، وَلأَهْلِ الْيَمَنِ يَلَمْلَمَ. قَالَ: «فَهُنَّ لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ مِمَّنْ أَرَادَ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ، وَمَن كان دُونَ ذَلِكَ فَمِنْ حيثُ أنْشَأ، حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّة». (متفق عليه).
    أما ذات عرق فلم يذكر في الحديث السابق، وإنما حدده عمر بن الخطاب رضى الله عنه (رواه البخاري).
    ذات عرق
    مسائل

    - من تعدى هذه المواقيت بدون إحرام وجب عليه الرجوع إليها إن أمكن، وإن لم يتمكن من الرجوع فعليه فدية، وهي شاة يذبحها في مكة، ويوزِّعها على مساكين الحرم.

    - من مرّ على هذه المواقيت من غير أهلها فإِنه يحرم منها، فلو أن أحدًا من أهل نجد جاء من طريق المدينة، فإِنه يحرم من أبيار علي.

    - من كان منزله دون الميقات من جهة مكة: فإِنه يحرم بالحج والعمرة من مكانه، مثل أهل جدة وبحرة والشرائع.

    - من جاء من طريق لا يمر على المواقيت برًّا، أو بحرًا، أو جوًّا؛ فإِنه يُحْرِم إِذا حاذى أقرب المواقيت إِليه؛ لقول عمر: «فَانْظُرُوا حَذْوَهَا مِنْ طَرِيقِكُمْ». (رواه البخاري).
    - من نوى الحج في مكة من أهلها أو من غيرهم، فإِنه يحرم به منها، وأما العمرة فيحرم بها من أدنى الحل كالتنعيم والجِعْرانة، وهي أماكن خارج حدود الحرم.

    ثانيًا: المواقيت الزمنية

    المواقيت الزمنية:
    زمان الحج والعُمْرَة.

    أ. ميقات الحج الزمني:

    أشهر الحج، وهي: شوال، وذو القَعدة، وعشر من ذي الحجة.

    ب. ميقات العُمْرَة الزمني:

    جميع السنة.



    المواقيت:
    - الزمانية: هي الأوقات التي لا يصح شيء من أعمال الحج إلا فيها, وهي شهر شوال, وذو العقدة, وعشر ليال من شهر ذي الحجة, قال تعالى:( الحَجُ أَشهُرٌ معلُومَاتٌ ).
    - المكانية: هي الأماكن التي يُحرِم منها من يريد الحج أو العمرة.

    * مسألة:
    الأصل في تحديد المواقيت الزمانية لفريضة الحج القرآن الكريم, قال تعالى:الحَجُ أَشهُرٌ معْلُومَاتٌ ) أي: وقت أعمال الحج أشهر معلومات, والعلماء مجمعون على أن المراد بأشهر الحج شوال, وذي القعدة, واختلفوا في ذي الحجة, هل هو بكماله من أشهر الحج, أو عشر منه؟.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت

    1- ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة وهو المسمى عند الناس اليوم أبيار علي, ويبعد عن مكة المكرمة مسافة 420كم تقريباً.

    2- ذات عرق: وهي ميقات أهل العراق, وما بعدها ويحرم الحاج من الضريبة والتي يقال لها اليوم (الخريبات) وتقع بين المضيق ووادي العقيق. ويبعد عن مكة حوالي 92كم.

    3- قرن المنازل: وهو ميقات أهل نجد وهو المسمى اليوم ((السيل الكبير)) وعلى محاذاته جنوباً ميقات وادي محرم. ويبعد عن مكة حوالي 94كم.

    4- وادي محرم: يقع على طريق الطائف المار بالهدا, حيث أجاز العلماء الإحرام منه. ويبعد عن مكة حوالي 95كم.

    5- يلملم: وتسمى السعدية وهي ميقات أهل اليمن عن طريق الساحل الجنوبي من الحجاز. ويبعد عم مكة حوالي 115كم.

    6- الجحفة: وهي ميقات أهل الشام ومصر وتركيا ومن سلك طريقهم وهي قرية صغيرة جداً تلي رابغ, والناس اليوم يحرمون من رابغ, ومن أحرم من رابغ فقد أحرم من الميقات؛ لأن رابغ قبل الجحفة بيسير؛ وتبعد عن مكة المكرمة 204كم تقريباً.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    صورتان لمسجد ذي الحليفة ( أبيار علي ) ميقات أهل المدينة

    قال ياقوت: الحُليفَةُ: بالتصغير أَيضاً, والفاء, ذو الحُليفة: قرية بينها وبين المدينة ستة أَميال أَو سبعة, ومنها ميقات أهل المدينة, وهو من مياه جُشم بينهم وبين بني خفاجة من عُقَيل.

    قلت: وسميت مع مطلع العصر الحديث ( بأبيار علي ) نسبة إلى علي بن دينار, سلطان دارفور, الذي ظل طوال عشرين عاماً تقريباً يرسل كسوة الكعبة إلى مكة المكرمة من ( الفاشر ) عاصمة دارفور.

    وقال صاحب القاموس المحيط:( وذُو الحُلَيفَةِ: على سِتَّةِ أميالٍ من المَدينَةِ, وهو ماءٌ لِبَنِي جُشَمَ ميِقاتٌ للمَدينَةِ والشَّأمِ, وبَينَ حاذَةَ وذَاتِ عِرقٍ ).

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت

    * ميقات ذات عِرق:
    ذات عِرق: وقته عمر بن الخطاب رضي الله عنه لأهل العراق, وهو قول ابن عباس وابن عمر وعطاء, وقال آخرون: وقته الرسول صلى الله عليه وسلم لهم العقيق وذات عِرق أيضاً والله أعلم.

    - وذاتُ عِرق: مُهَلّ أهل العراق, وهو الحدّ بين نجد وتهامة, وقيل: عِرقٌ جبل بطريق مكة, ومنه ذات عرق وقال الأصمعي: ما ارتفع من بطن الرُّمّة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق, وعرق: هو الجبل المشرف على ذات عرق, وإياه عني ساعدة بن جُؤيّة بقوله, والله أعلم, يصف سحاباً:

    لما رأى عرقاً ورجّع صوبُهُ             هَدراً كما هَدر الفنيقُ المُصعَبُ

    وقال آخر:

    ونحن بسَهب مُشرف غير مُنجد             ولا مُهتم فالعينُ بالدّمع تَذِرِفُ

    وقال ابن عُيينة: إني سألت أهل ذات عرق:أمُتهَمُون أنتم أم مُنجِدون؟ فقالوا: ما نحن بمتهمين ولا منجدين, وقال ابن شبيب: ذات عرق من الغَور, والغور من ذات عرق إلى أوطاس, وأوطاس على نفس الطريق, ونجد من أوطاس إلى القريتين, وقال قوم: أول تهامة من قبل نجد مدارج ذات عرق؛ وقال بعض أهل ذات عرق: نحن بسهب مشرف غير منجد ولا مُتهَم فالعين بالدّمع تَذرِفُ, قلت: وذات عِرق: يسمى اليوم الضَريبة يبعد 92كم تقريباً عن مكة المكرمة ـ شرفها الله ـ, ويشار إلى أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, وجهات معنية أخرى ستقوم بتطوير ميقات ذات عرق في خططها القريبة القادمة ـ إن شاء الله تعالى ـ .

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    ميقات قرن المنازل ووادي محرم

    * مسألة:
    من تخطى الميقات من غير إحرام؟
    عليه دم, إلا أن يرجع إلى ميقاته ويحرم منه.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    ميقات الجُحْفَة

    * ميقات الجُحْفَة:
    قال ياقوت: الجحفة: بالضم ثم السكون, والفاء: كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل, وهي ميقات أهل مصر والشام إن لم يمرُّوا على المدينة, فإن مرُّوا بالمدينة فميقاتهم ذو الحليفة, وكان اسمها مَهيَعةُ.

    وإنما سميت الجحفة؛ لأن السيل اجتحفها وحمل أهلها في بعض الأعوام, وهي الآن خراب, وبينها وبين ساحل الجار نحو ثلاث مراحل, وبينها وبين أقرُن موضع في البحر ستة أميال, وبينها وبين المدينة ست مراحل, وبينها وبين غَدير خُمّ ميلان, وقال السكري: الجحفة على ثلاث مراحل من مكة في طريق المدينة, والجحفة أول الغور إلى مكة, وكذلك هي من الوجه الآخر إلى ذات عِرق, وأول الثغر من طريق المدينة أيضاً الجحفة, وحذَف جرير الهاءَ وجعله من الغور فقال:

    قد كنتُ ثرى ثَرعى نجد وساكنَهُ            فالغورَ, غوراً بع عُسفانُ والجحفُ
    لما ارتحلنا ونحو الشام نيّتُنَا                قالت جُعادةُ:هذي نِيّةٌ قَذَفُ

    قلت: الجحفة اليوم, قرية بينها وبين البحر الأحمر 10كم, وهي الآن غير مأهولة, ويُحرِم الناس من مدينة رابغ, والتي تبعد عن مكة المكرمة 204كم تقريباً.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    ميقات يَلَملًمُ

    قال الفيروز آبادي: ويَلَملَمُ أو ألَملَمُ أو يَرَمرَمُ: ميقاتُ اليمن: جبلٌ على مَرحَلَتَينِ من مكةَ. وقال ياقوت: يَلَمْلَمُ: ويقال ألملم, والململم المجموع: موضع على ليلتين من مكة وهو ميقات أهل اليمن؛ وفيه مسجد مُعاذ ابن جبل, وقال المرزوقي: هو جبل من الطائف على ليلتين أو ثلاث, وقيل: هو واد هناك, قال أبو دهبل:

    فما نام من راعٍ ولا ارتدّ سامرٌ             من الحيّ حتى جاوزت بي يلملما

    قلت: يَلَمْلَمُ, واد على طريق اليمن يبعد حوالي 100كم عن مكة, قرب قرن الخيشن, ويحرم سكان جنوبي المملكة, وأهل اليمن من قرية السعدية في يومنا هذا.

    * مكانة الحج في الإسلام:

    * من كان منزله دون المواقيت:
    مَن كان منزله أقربَ إلى مكة من هذه المواقيت فَيُحرم من مكانه, كذلك من كان بمكة وأراد الحج فيمقاته منازل مكة؛ لقوله عليه الصلاة والسلام:حتى أهل مكة من مكة ) متفق عليه.

    قال الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ: من كان دون المواقيت أحرم من مكانه, مثل: أهل أم السلم, وأهل بحرة, يحرمون من مكانهم, وأهل جُدّة يحرمون من بلدهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس:ومن كان دون ذلك ـ أي دون المواقيت ـ فمهله من حيث أنشأ ) وفي لفظ آخر:فَمَهِلّه من أهله, حتى أهل مكة يُهلُّون منها ).

    أما في العمرة, فيُحرم من كان في الحَرَم من أدنى الحِلّ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلّم قال لعبد الرحمن بن أبي بكر:اخرُج بأختِك ـ يعني عائشة لما طلبت منه العمرة ـ من الحرم فَلتُهِل بعمرة ) متفق عليه.

    عن ابن عبّاسِ رضيَ الله عنهما قالَ:وَقَّتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لأهلِ المدينة ذا الحُلَيفةِ, ولأهِلِ الشأم الجُحفةَ, ولأهلِ نَجد قَرْنَ المَنازلِ, ولأهلِ اليمن يَلَمْلَم, فهنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ لمن كانَ يُريدُ الحجَّ والعُمرةَ, فمن كان دونَهُنً فمُهلُّه من أهله وكذاك حتَّى أهلُ مكةَ يُهِلّونَ منها )رواه البخاري.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت

    ميقات العمرة لمن بمكة:
    الحِـــل؛ لأن عائشة رضي الله عنها, لما ألحّت على النبي صلى الله عليه وسلم أن تعتمر عمرة مفردة, بعد أن حجت معه قارنة, أمر أخاها عبد الرحمن أن يذهب معها إلى التنعيم؛ لتحرم منه بعمرة, وهو أقرب ما يكون من الحِل إلى مكة, وكان ذلك ليلاً, ولو كان الإحرام بالعمرة من مكة, أو من أي مكان من الحرم جائز, لما شق النبي صلى الله عليه وسلم على نفسه, وعلى عائشة وأخيها, بأمره أخاها أن يذهب معها إلى التنعيم لتحرم منه بالعمرة,
    وكان ذلك ليلاً وهم على سفر, ويحوجه ذلك إلى انتظارهما, والإذن لها أن تحرم من منزلها معه ببطحاء مكة, وعملاً بسماحة الشريعة الإسلامية ويسرها؛ ولأنه ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً, فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه, وحيث لم يأذن لها في الإحرام بالعمرة من بطحاء مكة,
    دل ذلك على أن الحرم ليس ميقاتاً للإحرام بالعمرة, وكان هذا مخصصاً لحديث:( وقّت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة ذا الحليفة, ولأهل الشام الجحفة, ولأهل نجد قرن المنازل, ولأهل اليمن يلملم, هنَّ لهنَّ ولمن أتى عليهنَّ من غير أهلهنَّ ممن يريد الحج والعمرة, ومن دون ذلك فمهله من أهله, حتى أهل مكة من مكة ). وبالله التوفيق, وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

    المواقيت + من كان منزله دون المواقيت
    مسجد التنعيم " مسجد عائشة رضي الله عنها "

    محاذاة الميقات المكاني:
    ومن كان طريقه يميناً أو شمالاً من هذه المواقيت, فإنه يحرم عند محاذاة ميقاته سواء كان في الطائرة, أم في الباخرة, أم في السيارة, والدليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:( لما فتح هذان المصران أتوا عمر, فقالوا يا أمير المؤمنين: "إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدّ لأهل نجد قرناً, وهو جور عن طريقنا, وإنا إن أردنا قرناً شق علينا, قال: انظروا حذوها من طريقكم؛ فحدّ لهم ذات عرق ) رواه البخاري.

    فإن لم يُحاذِ ميقاتاً مثل أهل سواكنَ في السودان, ومن يمر من طريقهم, فإنهم يحرمون من جُدّة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق