الصفحات

الجمعة، 23 مارس 2018

الحلمية” أعرق أحياء القاهرة

حكاية مكان| “الحلمية” أعرق أحياء القاهرة في العصر الملكي
......***“الحلمية” أعرق أحياء القاهرة في العصر الملكي***
==========================================
“عندما نقول الحلمية.. لازم نحدد لأنه ببساطة عندك في القاهرة 3 حلمية وهذا شيء لا نستغربه من الأسرة العلوية لأن عندهم مثلا كذا محمد.. محمد الكبير ومحمد الصغير، وفؤاد الأول وفؤاد الثاني، وعباس حلمي الأول وعباس حلمي الثاني وهما من سنهتم بهما اليوم، لأن عباس حلمي الأول هو اللي أسس العباسية على اسم عباس وعمل كمان الحلمية على اسم حلمي (عباس حلمي)، ثم جاء عباس حلمي الثاني أنشأ حلمية الزيتون، وبذلك هناك حلمية اللي عند قصر عابدين وحلمية الزيتون، إذن أين الحلمية الثالثة، القصة تبدأ من عند عباس حلمي الأول بصراحة التاريخ لن ينسى له أبدا إن هو اللي وقف البعثات التعليمية وقفل مدارس كثيرة، ووقف التوسعات في الصناعات الحربية ونقص عدد الجيش ونهايته كنت غامضة جدا مات مقتولا في قصره في بنها، لكن التاريخ أيضا يذكر له إن له بصمات تعميرية تنسب، مثل حي العباسية والحلمية الجديدة، في قديم الزمان أصدر عباس حلمي الأول أمرا بتغيير اسم حي (قوسون أو قيسون) لاسم الحلمية، هذا المكان كان كله بركة مياه كبيرة اسمها بركة الفيل، لم تكن بركة عميقة بالمعنى المتعارف علية دلوقتي، تحولت لمساحة زراعية، وفضل الحال على كده لحد ما تحولت بالتدريج من الزراعة للسكن، واتعمل هناك سرايا الحلمية ولكن كل حاجة تغيرت وتحولت إلى حدائق لزراعة الموالح، المهم المباني السكنية والسرايا كل ده بقى اسمه الحلمية القديمة، لحد ما اتعدمت السرايا والأهالي أخذوا الأرض وبنوا عليها بيوت ومساكن وبقى ده الامتداد الجديد اللي أطلق عليه فيما بعد ولحد دلوقتي الحلمية الجديدة”.
يعود تاريخ هذا الحي العريق، والذي يقع في شرق القاهرة، إلى الخديوِ عباس حلمي الأول، الذي بالغ في تشييد سراي الحلمية، التي تتميز بآثارها ونقوشها القديمة، وكان الحي في بدايته راقيًا للبهوات والباشوات والطبقة الأرستقراطية، ثم تحول لحي شعبي يقيم به البسطاء من عامة الناس والطبقة الوسطى وتحت الوسطى من الشعب المصري.
يعود تسمية هذا الحي إلى الخديوِ عباس حلمي الثاني، الذي بنى قصر الحلمية، أو سراي الحلمية، شيدت السراي مكان بيت إبراهيم بك الكبير وبيت ابنه مرزوق المقتول في مذبحة القَلْعَة في سنة 1811م، وبيوت أخرى لأمراء سابقين، وتم تشييد سراي الحلمية في عام 1850، عندما أصدر الخديوِ عباس تكليفًا إلى علي باشا بتصميم الحي والسراي والميدان وإسطبل وعربخانة وقراقول وسجن ملحقين بهذا القصر، مما جعله يقوم بشراء عدة أماكن، حتى امتدت مباني السراي وملحقاتها إلى قبة المظفر.
تمتد حدائق الحلمية، وفقًا لخريطة جراند بك التي رسمت القاهرة عام 1874 وخريطة التخطيط الجديد لمدينة القاهرة، حتى شارع محمد علي شمالًا، وتطل على بركة الفيل، وتمتد غربًا حتى حدائق سراي درب الجماميز، التي كانت على الخليج المصري، ويتوسط مبنى القصر حديقة، وتحيط به الحدائق من الثلاث جهات: الشمالية والجنوبية والغربية، ويحيط بهذه الحدائق كلها سور، وكان هذا القصر يشمل معظم منطقة الحلمية الحالية.
وكان يجاور القصر من جهة الشمال قصر الأمير أحمد باشا طلعت، شمال غرب قصر علي باشا مبارك، وهو ملاصق لسراي درب الجماميز الخاصة بمصطفى باشا فاضل، والتي تحولت الآن إلى مدرسة الخديوية، وبعد وفاة عباس باشا حلمي الأول، ورثته حفيدته أمينة هانم بنت إلهامي باشا ابن عباس باشا الأول، وهي زوجة الخديوِ توفيق ووالدة الخديوِ عباس حلمي الثاني، والتي كانت تعرف بـ”أم المحسنين”؛ لما كانت تقدمه من تبرعات واهتمام بالمساكين والفقراء والمرضى في الجمعيات الخيرية.
وفي أوائل القرن العشرين هدمت سراي الحلمية وما بها من آثار وتاريخ تحمله من الماضي، وخططت حدائقها إلى شوارع وقطع، وبيعت وعرف هذا التخطيط بالحلمية الجديدة.
كما يتميز حي الحلمية بأنه يحتوي على عدد كبير من المدارس للبنين والبنات لمختلف المراحل التعليمية، وهي: “الخديوية الثانوية بنين، بنبا قادن الثانوية، الحلمية القديمة الإعدادية بنين، الحلمية الثانوية بنات، علي مبارك الثانوية بنين، الحلمية الإعدادية بنات، بالإضافة إلى المساجد، مثل: مسجد حسن صدقة، مسجد الماس الحاجب، مسجد وسبيل مصطفى فاضل باشا، زاوية الشيخ عبد الله، ويضم ثلاثة ميادين رئيسية: ميدان البيباني، ميدان الحلمية الجديدة، ميدان مصطفى فاضل.
أقام بحي الحلمية عدد كبير من المشاهير والشخصيات البارزة، من بينهم: “على باشا مبارك، الفنان محمود مختار صاحب تمثال نهضة مصر الشهير، الفنان حسين صدقي، الفنان زكي رستم،. الفنان فريد شوقي، الفنان زكي رستم، الفنانة ..شادية، الفنان حسن حسني، الفنانة سهير المرشدي، الفنان شوقي شامخ، المعماري على لبيب جبر، الفنان سامي مغاوري،الشيخ أبو الفتوح السيد الليثي الكناني، الشاعر عماد زيور......ويضم حي الحلمية عددًا من القصور الأثرية، منها قصر الفقراء الذي يقع في 28 شارع علي باشا مبارك، ولا يزال يعيش به أحفاده، وقصر أحمد رضوان الذي يقع في سكة راتب بجوار قسم الدرب الأحمر، وقصر مدرسة الحلمية الإعدادية بنين، الذي استرده أصحابها، وتم إغلاقه، وقصر قسم الدرب الأحمر، والذي كان مقر جمعية الإخوان قبل أن يتم حلها.
الآن اختلف الحي، وأصبح يشبه أي حي بسيط بالقاهرة بمنازله الشعبية وسكانه البسطاء، لكنه لا يزال من أعرق الأحياء التي شهدت على جزء كبير من تاريخ الدولة الملكية الحاكمة، ويضم عددًا من الأبنية الأثرية التي تعود إلى عصر الفاطميين والمماليك..............
ذكر هذا الحي في مسلسل “ليالي الحلمية”، الذي حقق شعبية كبيرة، وأرخ له من عصر الملك فاروق وحتى مطلع التسعينيات على مدار 5 أجزاء، وشارك في العمل نخبة من كبار الفنانين، وهو تأليف الكاتب أسامة أنور عكاشة، وإخراج إسماعيل عبد الحافظ......
.منقول....دانيال البرزى...
الحلمية وبركة الفيل
وتطرقت آية للحديث عن معلم آخر من معالم الحلمية وهي منطقة “بركة الفيل”، قائلة: “ولكل اسم قصة وحكاية تيجي بقي عند بركة الفيل وتقف وتتساءل لماذا الفيل.. وما هي الظروف التي دفعت بالفيل أن يكون في البركة؟ ترجع التسمية للأمير خماروية بن أحمد بن طولون، اللي كام مغرم بتربية الحيوانات، سباع ونمور وزرافات وأفيال، الأمير خماروية واضح جدا إنه كان منظما ومرتبا لأنه كان بيعمل لكل فصيل من الحيوانات دار خاصة به دار الأسود دار النمور، ودار الفيلة، والتي كانت موجودة على أطراف البركة، فالناس كانت تروح تزور البركة للنزهة والفسحة ومشاهدة الفيلة لذلك اشتهرت بالاسم ده لحد دلوقتي، في بعض الناس بتشوف إن اسمها كده عشان شكلها على هيئة فيل، ولكن لا أساس لذلك من الصحة”.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق