ريا وسكينة علي همام سفاحتان مصريتان شقيقتان، نزحتا في بداية حياتهما من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات واستقرتا في مدينة الإسكندرية في بدايات القرن العشرين. وكونتا عصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف.البلاغ الأول الذي بدأت معه مذبحة النساء تدخل إلي الاماكن الرسمية بدأ في منتصف شهر يناير 1920 حين تقدمت السيدة "زينب حسن" وعمرها يقترب من الأربعين عاما ببلاغ إلي حكمدار بوليس الاسكندرية عن اختفاء ابنتها "نظله أبو الليل" البالغة من العمر 25 عاما حي ذكرت صاحبه البلاغ إن ابنتها "نظله" اختفت منذ عشرة أيام بعد إن زارتها سيدة تاركة (غسيلها) منشورا فوق السطوح.. وتاركه شقتها دون أن ينقص منها شيء. وعن أوصاف الابنة التي اختفت قالت ألام أنها نحيفة الجسد، متوسطة الطول، سمراء البشرة وتتزين بغوايش ذهب في يدها وخلخال فضة وخاتم حلق ذهب. وانتهي بلاغ ألام بانها تخشي أن تكون ابنتها قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلي به.ويتم استدعاء "سكينة" ولم تكن المرة الأولي التي تدخل فيها سكينة قسم البوليس لسؤالها في حادث اختفاء إحدي السيدات، ومع هذا تخرج "سكينة" من القسم وقد نجحت ببراعة في إبعاد كل الشبهات عنها وإبطال كل الدلائل ضدها!عجزت أجهزة الأمن أمام كل هذه البلاغات ثم تتوالي بعدها المفاجآت من جديد حينما تحكم عدالة السماء قبضتها وتنسج قصة الصدفة التي ستكشف عن أكبر مذبحة للنساء في تاريخ الجريمة في مصر.وفي 16 مارس كان البلاغ الثاني الذي تلقاه رئيس نيابة الاسكندرية الاهلية من "محمود مرسي" عن اختفاء أخته "زنوبة" حرم "حسن محمد زيدان".والمثير للدهشة أن صاحب البلاغ وهو يروي قصه اختفاء أخته ذكر اسم ريا وسكينة ..ولكن الشكوك لم تتجه اليهما !وقد أكد محمود مرسي أن أخته "زنوبة" خرجت لشراء لوازم البيت فتقابلت مع "سكينة" وأختها "ريا" وذهبت معهما الي بيتهما ولم تعد أخته مرة أخري.وقبل أن تتنبه أجهزة الأمن إلي خطورة ما يجري أو تفيق من دهشتها امام البلاغين السابقين يتلقي وكيل نيابه المحاكم الاهليه بلاغا من فتاة عمرها خمسة عشر عاما اسمها (أم إبراهيم) عن اختفاء أمها "زنوبة عليوة" وهي بائعة طيور عمرها 36 عاما، ومرة أخري تحدد صاحبه البلاغ اسم سكينة باعتبارها اخر من تقابل مع والدتها زنوبة। وفي نفس الوقت يتلقي محافظ الاسكندرية بلاغا من "حسن الشناوي" ومهنته جنايني بجوار نقطه بوليس المعزورة بالقباري ، حيث يؤكد صاحب البلاغ ان زوجته "نبوية علي" اختفت من عشرين يوما! وبعدها تنتشر الأقاويل وتموج الاسكندرية وغيرها من المدن القريبة بفزع ورعب غير مسبوقين، فالبلاغات لم تتوقف والجناة مازالوا مجهولون.بلاغ اخر يتلقاه محافظ الاسكندرية من نجار اسمه "محمد أحمد رمضان" عن اختفاء زوجته "فاطمة عبد ربه" وعمرها 50 عاما وتعمل شيخة مخدمين، ويقول زوج "فاطمة" أنها خرجت ومعها 54 جنيها وتتزين بـ 18غويشه وزوج (مباريم) وحلق وكلها من الذهب الخالص- ويعط الرجل أوصاف زوجته فهي قمحية اللون طويلة القامة فقدت البصر بعينها اليمني ولهذا ينادونها بفاطمة العوراء كما أنها ترتدي ملاءة (كوريشة) سوداء وجلباب كحلي وفي قدميها تلبس صندل.أحد ضحايا ريا وسكينة ثم كان بلاغ عن أختفاء فتاة عمرها 13عاما إسمها "قنوع عبد الموجود" وبلاغ آخر من تاجر سوري الجنسية اسمه الخواجة "وديع جرجس" عن اختفاء فتاة عمرها 12 عاما اسمها "لولو مرصعي" تعمل خادمة له خرجت لشراء أشياء من السوق ولم تعد। بلاغ آخر عن اختفاء "سليمة إبراهيم الفقي" بائعة الكيروسين التي تسكن بمفردها في حارة اللبان، ثم بلاغ آخر يتلقاه اليوزباشي "إبراهيم حمدي" نائب مأمور قسم بوليس اللبان من السيدة "خديجة" حرم "أحمد علي" الموظف بمخازن طنطا، وذكرت صاحبة البلاغ وهي سودانية الجنسية أن ابنتها "فردوس" اختفت فجأة وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيها وزوج أساور ثمنه 35 جنيها وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات، وهذه المرة يستدعي اليوزباشي "إبراهيم حمدي" كل من له علاقة بقصة اختفاء "فردوس" وينجح في تتبع رحلة خروجها من منزلها حتى لحظة اختفائها، وكانت المفاجئة أن يقفز اسم "سكينة" من جديد لتكون آخر من شوهدت مع فردوس. آخر ضحايا ريا وسكينة كانت البداية صباح 11 ديسمبر 1920 حينما تلقى اليوزباشى "إبراهيم حمدي" إشارة تليفونية من عسكري الدورية بشارع أبي الدرداء بالعثور علي جثة امرأة بالطريق العام.وتؤكد الإشارة وجود بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحة من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء مقلمة بأبيض، ولا توجد أدلة تشير إلي شخصية صاحبة الجثة. بعدها انتقل ضباط البوليس الي الشارع وهناك يؤكد زبال المنطقة انه عثر علي الجثة تحت طشت غسيل قديم، وأمام حيرة ضابط البوليس لعدم معرفة صاحبة الجثة وإن كانت من الغائبات أم لا، يتقدم رجل ضعيف البصر اسمه "احمد مرسي عبده" ببلاغ الي الكونستابل الإنجليزي "جون فيليبس" النوبتجي بقسم اللبان، ويقول الرجل في بلاغه أنه اثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه والقيام ببعض أعمال السباكة فوجئ بالعثور علي عظام آدمية، فأكمل الحفر حتي عثر علي بقيه الجثة التي دفعته للابلاغ عنها فورا.ويتحمس ملازم شاب بقسم اللبان أمام البلاغ المثير فيسرع بنفسه إلي بيت الرجل الذي لم يكن يبعد عن القسم اكثر من 50 مترا ليري الملازم الشاب الجثة بعينيه فيتحمس أكثر للتحقيق والبحث في القضية المثيرة ليكتشف في النهاية انه امام مفاجاة جديده حيث اكدت تحرياته ان البيت الذي عثر فيها الرجل علي جثة آدمية كان يستأجرة رجل اسمه "محمد احمد السمني" والذي كان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص، ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن في الفترة الماضية "سكينة علي همام" والتي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل علي الجثة تحت البلاط. وأكدت تحريات الضابط أن "سكينة" استاجرت هذه الحجرة من الباطن ثم تركتها مرغمة بعد ان طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستاجر الاصلي لهذه الغرف "السمني" وبالتالي يشمل حكم الطرد المستأجرين منه من الباطن وعلي رأسهم "سكينة"، وقال الشهود من الجيران ان سكينة حاولت العودة الي استئجار الغرفة بكل الطرق لكن صاحب البيت رفض حيث ضاق كل الجيران من سلوك سكينة والنساء الخليعات اللاتي يترددن عليها مع بعض الرجال البلطجية. وأخيرا وضع الملازم الشاب يده علي أول خيط بعد أن ظهرت جثتان، إحدهما في الطريق العام وواضح انها لإمرأة، والثانية في غرفة كانت تستأجرها "سكينة" وواضح ايضا أنها جثة امرأة لوجود شعر طويل علي عظام الجمجمة كما ثبت من المعاينة. وحينئذ اتجهت أصابع الإتهام لأول مرة نحو "سكينة".العثور علي أدلة الاتهامبعد أن ظهرت الجثتان المجهولتان لاحظ أحد المخبريين السريين واسمه "احمد البرقي" فى البحث عن أخبار عصابة خطف النساء ، لاحظ المخبر إنبعاث رائحة بخور مكثفة من غرفة "ريا" .بالدور الأرضي بمنزل "خديجة أم حسب" بشارع علي بك الكبير، وأكد المخبر أن دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما اثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة التي يعلم أن صاحبتها هي "ريا" أخت "سكينة" ، حين دخل المخبر أكد في بلاغه ارتباك "ريا" الشديد حينما سألها عن سر إشعال هذه الكمية الهائلة من البخور في حجرتها، وعندما أصر علي ان يسمع إجابة منها اخبرته أنها كانت تترك الحجرة وبداخلها بعض الرجال اللذين يزورونها وبصحبتهم عدد من النساء فاذا عادت ريا وجدتهم انصرفوا ورائحة الحجرة لا تطاق. اشعلت هذه الإجابات الشك الكبير في صدر المخبر السري "احمد البرقي" والذي أسرع إلي اليوزباشي "ابراهيم حمدي" نائب مأمور قسم اللبان ليبلغه شكوكه في "ريا" وغرفتها. علي الفور انتقلت قوة من ضباط الشرطة والمخبرين والصولات إلي الغرفة ليجدوا أنفسهم امام مفاجأة جديدة حيث شاهد الضابط رئيس القوة صندرة من الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم فوقها، وأمر الضابط بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط أن البلاط الموجود فوق أرضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة ليصدر الأمر فورا بنزع البلاط وكلما نزع المخبرون بلاطه تصاعدت رائحه العفونة، وتحامل اليوزباشي "إبراهيم حمدي" حتي تم نزع أكبر كمية من البلاط لتظهر جثة إمرأة فتصاب "ريا" بالهلع ويزداد ارتباكها بينما يأمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ علي الجثة حتي يحرر محضرا بالواقعة.بعدما أنهارت "ريا" بدأت في الاعتراف ولكنها قالت بأنها لم تشترك في القتل، ولكن الرجلين اللذين كانت تترك لهما الغرفة فيأتيان فيها بالنساء وربما ارتكبا جرائم القتل في الحجرة أثناء غيابها. هكذا قالت "ريا" في البداية وحددت الرجلين بأنهما "عرابي" و"احمد الجدر" وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت أنها عرفت "عرابي" من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقتها، بينما تعرفت علي "احمد الجدر" من خلال "عرابي"، وأضافت "ريا" أن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن أحدهما يحبها.بدأت معالم القضية تتضح، ليقترب اللغز من الانهيار فتأمر النيابة بالقبض علي كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة، خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفة أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل "ريا"، كانت الجثث للمجني عليهن "فردوس" و"زنوبة بنت عليوة" و"أمينة". وبعد القبض علي جميع المتهمين تظهر مفاجاة جديدة علي يد الصول "محمد الشحات" هذه المرة، حين جاء الصول بتحريات تؤكد ان "ريا" كانت تستاجر حجرة أخري بحارة النجاة من شارع سيدي أسكندر، فتنتقل قوة البوليس بسرعة إلي العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين تاكد الضباط أن "سكينة" إستاجرت إحداهما في فترة و"ريا" احتفظت بالاخري. ووجد في حجرة "سكينة" صندرة خشبية تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفة "رياط لتتم نفس اجراءات نزع الصندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد. والآن اتضحت الصورة تماما، فالجثث في جميع الغرف التي كانت تستاجرها "ريا وسكينة" في المنازل رقم" 5 ش ماكوريس" و" 38 ش علي بك الكبير" و"8 حارة النجاة" و"6 حارة النجاة"، ولأول مرة يصدر الامر بتشميع منزل "سكينة". وبعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن لجمع المزيد من الادلة فينطلق الضباط إلي بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ليعثر الملازم "احمد عبد الله" من قوة المباحث علي مصوغات وصور وكمبيالة بمائة وعشرين جنيها في بيت المتهم "عرابي حسان" كما يعثر نفس الضابط علي أوراق وأحراز أخري في بيت "احمد الجدر" ، وبمتابعة الحفر في حجرة "ريا" تم العثور علي جثة جديدة لإحدي النساء بعدها تصل معلومات الي مأمور قسم اللبان "محمد كمال" بأن "ريا" كانت تسكن في بيت آخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول ان "ريا" تركت هذا السكن بحجة أن المنطقة سيئة السمعة.وتقوم قوة من البوليس بإصطحاب "ريا" من السجن إلي بيتها في كرموز ويتم ال كانت الأدلة تتوالي وإن كان أقواها جلباب "نبوية" الذي تم العثور عليه في بيت "سكينة" وأكدت بعض النسوة من صديقات "نبوية" ان الجلباب يخصها، واعترفت "سكينة" بأنه جلباب "نبوية" ولكنها قالت أن العرف السائد بين النساء في الحي هو ان يتبادلن الجلاليب، وأنها أعطت نبوية جلبابا واخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت "سكينة"، وبالفعل نجحت "سكينة" كثيرا في مراوغة المباحث لكن "ريا" هي التي انهارت سريعا وآثرت الاعتراف مبكرا، حيث قالت "ريا" في بداية اعترافها انها امرأة ساذجة وان الرجال كنوا ياتون الي حجرتها بالنساء اثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وانها لم تحضر سوي عملية قتل واحدة. وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية وهي "بديعة" أبنة "ريا"، التي طلبت الحصول علي الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها "سكينة" وزوجها، وبالفعل طمأنتها الشرطة فاعترفت بوقائع استدراج النساء الي بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن، ورغم الاعترافات الكاملة لبديعة إلا انها حاولت أن تخفف من دور أمها "ريا" ولو علي حساب خالتها "سكينة" بينما كانت "سكينة" حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور زوجها ثم تعلن أمام وكيل النيابة أنها غارقة في حبه وتطلب أن يعذروها. حفر هناك فيعثر الضباط علي جثه امرأة جديدة وفي مواجهة بين "ريا" و"سكينة" أمام النيابة بعد اعترافات "ريا"، جاءت اعترافات "سكينة" كالقنبلة المدوية حيث قالت : "لما اختي "ريا" عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك الكبير وأنا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني "ريا" تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة، وطلبت "ريا" أن أذهب معها إلي بيتها فاعتذرت لعدم قدرتي علي المشي، لكن "ريا" شجعتني لغاية ما قمت معها..واحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب قلت لها: (وماله دي غلبانة) قالت لي (لا..لازم نزعلوها أم دم تقيل دي) ولما وصلنا بيت "ريا" لقيت هناك زوجي "عبد العال" و"حسب الله" زوج "ريا" و"عرابي" و"عبد الرازق"، وأضافت: الغرفة كانت مظلمة وكنت هصرخ لما شفت جثة "هانم" وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكة، الرجالة كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا اني خايفة قالوا لي إحنا اربعة وبرة فيه ثمانية، وإذا اتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !.. كنت خايفة قوي لكني قلت لنفسي وأنا مالي طالما الحاجة دي محصلتش في بيتي، وبعد ما دفنوا الجثة اعطوني ثلاثة جنيهات رحت عالجت بيهم رجلي ودفعت اجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج، بس وأنا راجعة قلت لنفسي انهم كدة معايا علشان ابقي شريكة لهم ويضمنوا اني ما افتحش بقي. ثم تروي "سكينة" في باقي اعترافاتها قصة قتل 17 سيدة وفتاة، لكنها تؤكد أن اختها "ريا" هي التي ورطتها في المرة الاولي مقابل ثلاثة جنيهات، وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمة دون أن تملك الإعتراض خوفا من أن يقتلها "عبد العال" ورجالته! ثم تتوالي إعترافات المتهمين "عبد العال" الشاب الذي بدأ حياته في ظروف لا دخل لارادته فيها، طلب منه أهله ان يتزوج أرملة اخيه فلم يعترض ولم يدري انه سيتزوج اكبر سفاحة نساء في تاريخ الجريمة، و"حسب الله" الشاب الذي ارتمي في أحضان "سكينة" أربع سنوات بعيدا عن أمه التي تحضر فجأة للسؤال عن ابنها فتكتشف انه تزوج من "سكينة" وتلتقي بها أم حسب الله فتبكي الام وتطلب من ابنها ان يطلق هذه السيدة فورا لكن "حسب الله" يجرفه تيار الحب الي سكينه ثم تجرفه سكينة الي حبل المشنقة.جلسة المحاكمة والمرافعة انعقدت جلسة المحاكمة يوم 10 مايو عام 1921 بعد أن وضعت النيابة يدها علي كافة التفاصيل، ليقدم رئيس النيابة مرافعة رائعة، وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة. أما الجمهور العادي الذي كان يزدحم بشدة لمشاهدة المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبية . نص رئيس النيابة في مرافعته التاريخية : "هذه الجريمة من أفظع الجرائم، وهي أول جريمة من نوعها، حتي أن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم الي القضاء. هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات، وقد نزح المتهمون من الصعيد إلي بني سويف ثم إلي كفر الزيات، وكانت سكينة من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها، وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات. بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبد العال واتفقت سكينة وريا علي فتح بيوت للهوي، وكان كل من يتعرض لهما يتصدي له عرابي الذي كان يحميهما. وكان عبد الرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة، وثبت من التحقيقات ان عرابي هو الذي اشار علي ريا بفتح بيت شارع علي بك الكبير، أما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها، وكانت تلك طريقه عقيمة لأن التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع ان البلاغات كانت تحال إلي النيابة وتأمر الادارة بالبحث والتحري عن الغائبات إلي أن ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقه التحقيق عمن يبلغ عنها. وآخر من غابت من النساء كانت فردوس يوم 12نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر، وأثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان أحد الناس وهو المدعو مرسي وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر علي جثة بني آدم فاخبر خاله الذي ابلغ البوليس، فذهب البوليس الي منزل ريا للاشتباه لانها كانت تبخر منزلها، لكن الرائحة الكريهة تغلبت علي البخور فكبس البوليس علي المنزل وبسؤال ريا كانت أول كلمة قالتها أن عرابي حسان هو القاتل بعد أن ارشدت عن الجثث، وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت ريا احمد الجدر وقالت ان عديلة كانت تقود النساء للمنزل، واتضح غير ذلك وأن عديلة لم تذهب الي بيت ريا إلا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله. واعترفت سكينة أيضا اعترافات أوضح من إعتراف ريا، ثم أحضر حسب الله وعبد العال وامامهما قالت ريا وسكينة "نحن اعترفنا" فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أي شائبة. وعندما بدأ رئيس النيابة يتحدث عن المتهمة "أمينة بنت منصور" قالت أمينه أنا مظلومة، فصاحت فيها سكينة من داخل قفص الاتهام : إزاي مظلومة وفيه جثة مدفونة في بيتك دي انتي اصل كل شئ من الاول. ويستطرد رئيس النيابة ليصل إلي ذروة الإثارة في مرافعته حينما يقول : أن النيابة تطلب الحكم بالاعدام علي المتهمين السبعة أولهم (الحرمتين) ريا وسكينة لأن الاسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالاعدام علي النسوة قد زالت وهي أن الاعدام كان يتم خارج السجن أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن، وتطلب النيابة معاقبة المتهمين الثاني والتاسع بالأشغال الشاقة المؤبدة ومعاقبة الصائغ بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراى محكمة الإسكندرية الأهلية فى يومالأثنين 16 مايو سنة 1921 ميلادية الموافق 8 رمضان سنة 1339هجرية. وأودعت الطفلة "بديعة" ابنة ريا في إحدى دور الرعايا بالأسكندرية ثم توفيت هناك بعد ثلاث أعوام من تنفيذ الأحكام أي عام 1924، فقد شاءت قدرة الله أن ينقطع نسل الجناة جميعًا فلم يعش لريا ولد واحد من خمسة ولدتهم وماتوا فور ولادتهم حتى الطفلة التي عاشت لها توفيت بعد إعدامهم بسنوات حتى لا يبقى لهم أثر في التاريخ إلا من خلال الوثائق والأوراق. حيثيـات الحكـم محكمة جنايات الإسكندرية - حكم إعدام ريــــا وسكينة أصدرت الحكم الآتى : فى قضية النيابة العمومية نمرة (43) لبان سنة 1921 " ضــــــــــــد"10 متهمين ، ريا وسكينة وثمانية آخرون . الغرفة المعدة لدفن الضحايا داخل منزل ريا وسكينة ويصطحب اليوزباشي "ريا" معه إلي قسم اللبان، لكنه لا يكاد يصل إلي بوابة القسم حتي يتم اخطاره بالعثور علي الجثة الثانية، بل وتعثر القوة الموجودة بحجرة ريا علي دليل دامغ وحاسم هو ختم حسب الله المربوط في حبل دائري والذي كان حسب الله يعلقه في رقبته ويبدو أنه سقط منه وهو يدفن إحدي الجثث، بعدها لم تعد "ريا" قادرة علي الإنكار خاصه بعد وصول بلاغ جديد إلي الضابط من رجاله بالعثور علي الجثة الثالثة. حيث أنه قد تبين من التحقيقات التى حصلت فى الدعوى ومن شهادة الشهود الذين سمعوا أمام المحكمة أنه فى غضون المدة من يناير إلى 14 نوفمبر سنة 1920 ورد بوليس قسم اللبان بالإسكندرية عشرة بلاغات عن إختفاء عشر نسوة من الطبقة القاطنة بدائرة المذكور ، قدمت هذه البلاغات من ذوى قرابتهن وحفظتها النيابة لعدم الاهتداء إلى معرفة مقر تلك النسوة ولا أسباب غيبتهن . وكانت الحرمة سكينة بنت (---) ثانية المتهمين تسكن فى ذلك العهد منزلاً لوالدة من يدعى أحمد (---) كائناً بحارة ماكوريس نمرة (5) خلف قسم اللبان وكان مؤجراً لشخص يدعى محمد (---) الذى أجر منه غرفة لسكينة بالدور الأرضى ثم أخلى هذا المنزل واستلمه المؤجر فى 30 أكتوبر سنة 1920 فأخذ يجرى فيه بعض تحسينات طلبها منه مستأجر جديد وقد اتفق أنه فى يوم 15 نوفمبر سنة 1920 بينما كان أحمد (---) يحفر فى أرضية الغرفة التى كانت تقيم بها سكينة لأجل تركيب مواسير المياه إذ عثر على جثة إمرأة كانت مدفونة فيها فأخطر القسم بذلك وباستمرار الحفر بأرضية تلك الغرفة وجدت بها أيضاً جثتان لامرأتين خلاف الجثة الأولى . ثم حفرت أرضية غرفة أخرى لسكينة بمنزل موجود بحارة النجاة نمرة (5) بقسم اللبان فوجدت بها جثة رابعة وقد علم وقتئذ أن لسكينة أخت تدعى رية وهى المتهمة الأولى وريا هذه متزوجة بحسب الله (---) ثالث المتهمين وكانت تسكن غرفة بالدور الأرضي بمنزل كائن بشارع على بك الكبير بالقسم المذكور وتكثر من التردد إلى غرفة بمنزل آخر كائن بحارة النجاة نمرة ( بدوره الأرضي تشغلها الحرمة أمينة (---) المتهمة الثامنة وقد وجدت أثنتى عشرة جثة نسائية مدفونة بالغرفة الأولى وجثة أخرى لامرأة مدفونة بالغرفة الثانية وتلك الجثث البالغ مجموعها سبع عشرة هي جثث النسوة المبينة أسماؤهن بأمر الإحالة وهذه المحلات جميعها أعدت للدعارة سراً وكانت البغايا من النساء تترددن إليها تارة من تلقاء أنفسهن وطوراً بطلب من ريا وسكينة لتعاطى المسكرات وارتكاب الفحشاء فيها وكانت إدارة المحلات المذكورة مشتركة بين ريا وسكينة وأرباحها تقسم بينهما . ودل التحقيق على أن ثمانى جثث من السبع عشرة التي اكتشفت بالكيفية المتقدم ذكرها لنسوة من اللائى حصل عنهن التبليغ وهن نظلة بنت (---) وسليمة (---) ، ونبوية (---) ، وزنوبة (---) ، وفاطمة (---) ، وفردوس(---) ، وتبين أيضاً أنه كان لتلك النسوة مصوغات معلومة عند ذويهن لم يعثر عليها في محلات سكنهن .وحيث إنه باستجواب سكينة أمام النيابة قررت بأنها اشتركت بالاتفاق مع أختها ريا فى قتل عشر نسوة من اللائى وجدت جثثهن بالمنازل المذكورة وبأن مطلقها محمد عبد العال وحسب الله - زوج رية - وعرابى وعبد الرازق (---) صاحبهم قتلوا منهم هانم ونظلة وعزيزة وزنوبة وبأنهم ما عدا محمد (---) قتلوا أنيسة بنت (---) وبأن حسب الله (---) اشترك مع عرابى (---) فى قتل نبوية زوجة السماك وسليمة ينت (---) الشهيرة بأم عرفات بائعة الغاز ونبوية القهوجية وفاطمة بنت المخدمة ومع عبد العال فى قتل فردوس وقررت بأن المجنى عليهن كانت تجىء بدعوة منها وأختها رية إلى تلك المنازل للالتقاء بالرجال حيث يكون هؤلاء المتهمون فى انتظارهن مصرين باتفاقهم معها ومع أختها رية على قتل تلك النسوة وسرقة ما يكون عليهن من المصوغات . ولأجل تسهيل قتلهن بواسطة من ذكروا من المتهمين كانت تقدمان إليهن الخمور القوية المفعول ما يكفى القليل منها لإسكارهن سكراً شديداً لا يستطعن معه محاولة أية مقاومة أو استغاثة فكان أولئك المتهمون ينتهزون فرصة لاغتيالهن بواسطة كتم النفس والخنق وقررت أيضا بأن أحدهم كان يخنق كل امرأة منهن بمنديل يشده حول عنقها أو بيديه بينما كان الآخرون ممسكين بيديها و رجليها وصدرها أو فمها لمنعها من إبداء أى حركة إلى أن يتم زميلهم فعلته وتزهق نفس المرأة وبأن عرابى هو الذى كان يباشر الخنق فى معظم تلك الحوادث ثم يدفنون جثثهن بالأمكنة التى وجدت فيها بعد تجريدهن من مصوغاتهن ومما يجدونه معهن من النقود وكانت المصوغات تباع بعد ارتكاب الجرائم بمعرفة سكينة ورية إلى المتهم (---) الصائغ وغيره وأثمانه توزع بينهم . وحيث أن الإقرار الصادر من سكينة أمام حضرة قاضى الإحالة وأمام هذه المحكمة لم يخرج عن هذا المعنى غير أنها قررت بأن القاتلين لسليمة هم حسب الله ومحمد (---) وعبد الرازق وسلامة الكيت وقد كررت اعترافها أمام هذه المحكمة.وحيث أن رية بعد أن اختلفت فى أقوالها أمام النيابة اعترفت أثناء استجوابها من حضرة قاضى الإحالة باشتراكها هى وسكينة بطريق الاتفاق فى قتل ستة من تلك النسوة وهن هانم ونظلة وأمينة وأنيسة وفهيمة وفردوس وقرر بأن القاتلين لهن هم زوجها حسب الله (---) ومحمد (---) عرابى (---) وعبد الرازق (---) واتفقت روايتها مع رواية سكينة فيما يختص بكيفية حصول القتل ودفن الجثث والتصرف فى المصوغات المسروقة وقد كررت اعترافها أمام هذه المحكمة أيضاً . وحيث أن حسب الله (---) اعترف أمام النيابة بأنه قتل من النسوة ثمانية وهن نظلة و سليمة و نبوية بنت (---) الشهيرة بفهيمة باشتراكه مع محمد (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) وفاطمة بنت (---) المخدمة ونبوية (---) باشتراكه مع عرابى (---) وسليمة بنت (---) بإشتراكه مع محمد (---) - و أنيسة مع اشتراك عرابى حسان وعبد الرازق (---) ، و قرر بأن القاتل لفردوس هو محمد (---) وحده .وحيث أن محمد (---) اعترف بتحقيق النيابة بقتله هانم ونظلة بالاشتراك مع حسب الله (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) وبأنه اشترك معهم أيضاً في قتل امرأة لها سنة من ذهب لا يعرف اسمها ورابعة يبلغ عمرها 36 سنة بيضاء نوعا متوسطة الجسم والقامة وامرأة خامسة وهى التى دفنت فى غرفة سكن المتهمة أمينة بنت (---) ومحمد (---) أنكروا ما أسند إليهم . وحيث أن حسب الله (---) عدل أمام حضرة قاضى الإحالة عن الاعتراف الصادر منه فى تحقيق النيابة مدعياً أنه أعترف من الإهانة والجزع ولكن لا يمكن الاعتداد بهذا الادعاء لأن اعترافه تكرر منه مراراً بالتحقيقات يحتوى على وقائع مطولة وظروف مختلفة لا يمكنه ذكرها إلا إذاكان الاعتراف صادراً منه بمحض إرادته وفوق ذلك فإنه اعتراف مؤيد بالنسبةإليه. أولاً: من ملازمته لزوجته رية فى تلك المنازل الملازمة التى لا تجعلها تتداخل فى هذه الجرائم إلا بإشراكه معها فى الأعمال الشديدة التى لا تقوى عليها النساء أو على الأقل بتحريض منه . ثانياً : من شهادة السيدة بنت (---) التى قررت بأنه أعطاها جنيهين لأجل أن تتجاهل دخول فاطمة بنت (---) فى البيت الذى تقيم فيه سكينة بشارع ماكوريس وعدم خروجها منه أى البيت الذى قتلت فيه . ثالثاً : من وجود ختمه فى التراب وقت النبش على الجثث المستخرجة من هذا البيت . رابعاً : من رؤية (---) أحد الشهود له بعد حادثة فاطمة بنت (---) خارجاً من البيت ومعه صرة ملابس . خامساً : من شهادة عزيزة بنت (---) التى أقامت فترة من الزمن ببيت سكينة بشارع ماكوريس بأنها تواجدت يوماً وقت المساء عند رية فكلفها حسب الله بحمل شوال مربوط كانت تنبعث منه رائحة كريهة فذهب معها عند ملتقى شارع عبد المنعم بشارع أبى الدرداء وهناك أمرها بترك الشوال ثم تبين من التحقيقات التى حصلت بمناسبة البلاغات التى تقدمت بشأن اختفاء النساء وجد بتاريخ 11 ديسمبر 1920 بالمكان الذى ألقى فيه الشوال هيكل امرأة يرجع تاريخ وفاتها إلى شهرين . سادساً : من ضبط محبس ذهب لفردوس وملابس لها أيضاً فى البيت الذى يسكنه مع زنوبة بنت (---) زوجته الجديدة . وحيث أن المتهم محمد (---) قرر أمام قاضى الإحالة بخصوص الاعتراف الصادر منه فى تحقيقات النيابة أنه أغرى من رجال البوليس على هذا الاعتراف وأنه لا دخل له فى جرائم القتل المسندة إليه ولكن اعترافه مؤيد على كل حال من ضبط فنيلة صوف لفردوس عنده ومن إقرار على (---) الصائغ بحضوره إليه مع حسب الله ورية وسكينة عند عرض المصوغات المسروقة عليه ومن ملازمته فى كل وقت لزوجته سكينة ولأختها رية ولزوجها حسب الله (---) ومن شهادة زنوبة بنت (---) زوجة حسب الله الثانية بأنه جاء إليها بصحبة حسب الله ومعهما ما ضبط عندها من ملابس فردوس بنت (---). وحيث أن المحكمة تستنتج من الوقائع المتقدمة بأنها ومن كون المتهمين المعترفين اشتروا فى بحر المدة التى ارتكبت فيها هذه الجرائم من المصوغات ما لم يمكنهم شراؤها إلا من ثمن ما سرقوه من حلى المجنى عليهن ومن كون حالة الجثث دلت على أن تاريخ القتل لم يكن سابقاً على إقامتهم فى البيوت التى وجدت بها تلك الجثث أن المتهمين المذكورين لم يشتركوا فقط فى قتل النسوة الوارد ذكرهن فى اعترافاتهم بل قتلوا أيضاً النسوة الأخرى المبينة أسماؤهن بأمر الإحالة . وحيث أن المتهم عرابى (---) مع إنكاره ما أسند اليه من التهم ادعى أنه لم يتوجه مطلقاً عند رية وسكينة من عهد إقامتهما بالمنازل التى استخرجت منها الجثث وإن كان يوجد سابق معرفة بينه وبينهما وبين حسب الله (---) ومحمد (---) بمناسبة تردده عليهم بالمحل المشهور بالكامب الذى كانت تديره رية بسوق الجمعة بالإسكندرية ولكن قد كذبه فى ذلك شهود منهم السيدة بنت (---) بغرفة المنزل الكائن بشارع ماكوريس في اليوم نفسه الذى اختفت فيه فاطمة المذكورة ورأت تراباً مكوماً بجوار باب الغرفة وهذا التراب كان قد استخرج من أرضية الغرفة بعد دفن جثة فاطمة فسألت عنه فأخبرها حسب الله ورية أن المرأة قد تقيأت فنقلت التراب الى تحت سلم المنزل ومنهم زينب بنت (---) التى شهدت بأن ابنتها نظلة إحدى إحدى المجنى عليهن كانت تجتمع كثيراً بالمتهم المذكور عند رية وكانت تخشى بأسه لأنه فتوة ومشهور بأنه يخنق ومنهم شفيقة بنت (---) وعبد المحسن (---) اللذين قررا رؤيتهما عرابى (---) يتردد على منزل رية الكائن بشارع على الكبير وقد شهد غيرهم بأن نظلة المقتولة كانت خليلة عرابى وكان يريد الزواج بها ولما أختفت لم يهتم بأمرها وأخذ يقول لكل من كان يسأله عنها بكرة تحضر . وحيث فيما يتعلق بالمتهم عبد الرازق (---) فإنه ثبت من أقوال الشهود أنه كان معاشراً للحرمة أنيسة بنت (---) إحدى المجنى عليهن وكان يجتمع بها فى منزل رية بشارع على بك الكبير وكانت أنيسة المذكورة نسبت إليه قبل اختفائها سرقة قرط من ذهب ونقود لها و وسطت بعض أصدقائها فى استرداد هذه الأشياء منه فرفض و أظهر غضبه عليها خصوصاً لما رأى أن تهمة السرقة الملصقة به أخذت تنتشر فى القهاوى التى كان يذهب إليها فكان حينئذ من مصلحته أن يقتل أنيسة للتخلص من تشهيرها به والاستفادة بجزء من حليها وقد ثبت منها أيضاً أن عبد الرازق كان معاشراً لرية وسكينة و حسب الله ومحمد (---) من بدء سكنهم بالمنازل التى وجدت بها الجثث ومرتبطاً بهم كل الارتباط وكان يرى من واجبه أن يدافع مع عرابى (---) عن سمعة تلك المنازل كلما وجد لذلك فرصة مع عملهما بما هو حاصل فيها من القبائح وكان به عند رية وسكينة من المنزل والمكانة ما يجعله يتصرف فى محلاتهما كيف يشاء ويضاف إلى ذلك أنه من أجلها هذه الدعوى بمبلغ لا يمكنهما الحصول عليها من المكاسب التى كانت تأتيهما بالوسائل المباحة. وحيث أنه يستنتج من هذه الظروف والظروف السابق بيانها ومن الكشوف الطبية الموقعة على الجثث المؤيدة لما ورد فى أقوال المتهمين المعترفين من حصول القتل بطريق الخنق ومن يد عدة أشخاص ومن القرائن القوية التى تعزز أقوال رية وسكينة وحسب الله (---) ومحمد (---) بالنسبة لكل من عرابى(---) وعبد الرازق (---) ما يحمل المحكمة على الاعتقاد التام بأنهما باشرا قتل السبع عشرة نسوة المتقدم ذكرهن . وحيث أنه متى تقرر ذلك يكون عقاب حسب الله (---) ومحمد (---)وعرابى(---) وعبد الرازق (---) بصفتهم فاعلين أصليين للجرائم المذكورة وهى سفكهم دماء السبع عشرة نسوة عمداً مع سبق الإصرار فى الظروف المتقدم بيانها واستباحة أموالهن بتبديدها فى المنكرات وذلك فى المدة الواقعة بين نوفمبر سنة 1919 و 12 نوفمبر 1920 بجهة حى اللبان بالإسكندرية هاته الآثام التى لم يشاهد مثلها فى القسوة والفظاعة من عهد تأسيس المحاكم للآن منطبقاً على نص مادتى 39و194 عقوبات . وعقاب رية وسكينة بصفة كونهما اشتركتا مع الفاعلين الأصليين فى التاريخ والمكان السابق ذكرهما فى تلك الجرائم بطريق الاتفاق والمساعدة فى الأعمال المسهلة لإرتكابها بأن أحضرتا المجنى عليهن إلى محلاتهما وأسكرتهن ليتمكن الفاعلون الأصليون من خنقهن بدون أدنى مقاومة منهن فوقعت جرائم القتل بناء على هذا الاتفاق وهذه المساعدة منطبقاً على نص المادة40 فقرة ثانية وثالثة و 41و14و199 من القانون المشار إليه .وحيث أن أوراق هذه الدعوى قد أرسلت بتاريخ 12 مايو سنة 1921 إلى حضرة صاحب الفضيلة مفتى مدينة الإسكندرية لإبداء رأيه طبقاً للمادة 49 من قانون تنظيم محاكم الجنايات ووردت منه مشفوعة برأيه فى 15 منه بنمرة 401 . وحيث عن تهمة سلامة(---) الملقب بالكيت فإنه لم يوجد ضده سوى أقوال سكينة وحسب الله (---) التى لم تؤيد بأى دليل من الأدلة المقنعة حتى يمكن الأخذ بها والتعويل عليها فى الحكم بإدانة الشخص المذكور فيما هو متهم به كما وأن المحكمة ترى فيما يختص باتهام كل من أمينة بنت (---) ومحمد (---) الشهير بالنص زوجها بالاشتراك فى قتل نبوية بنت (---) بالاتفاق والمساعدة أن الأدلة التى وصلت إليها التحقيقات لا تكفى لإثبات التهمة الموجهة إليهما ويتعين الحكم حينئذ ببراءة الثلاثة المتهمين المذكورين لعدم ثبوت التهمة المسندة إليهم ثبوتا كافياً عملاً بالمادة 50 من قانون تشكيل محاكم الجنايات . وحيث أن تهمة إخفاء المصوغات المسروقة المنسوبة إلى على (---) فإنه ثابت من اعترافه أنه اشترى جانباً من مصوغات المجنى عليهن على أربع دفع من رية وسكينة بحضور حسب الله (---) ومحمد (---) وذلك أثناء المدة من نوفمبر سنة 1919 لغاية 12 نوفمبر سنة 1920 بالإسكندرية ولكنه يدعى أنه كان يجهل مصدر تلك المصوغات الحقيقى . وحيث أنه مع التقدير المذكور لم يشتر تلك المصوغات إلا فى أربع دفع كما يقول وليست فى ست دفع كما قالت سكينة فقد تبين للمحكمة أنه كان يعلم بسرقة المصوغات عند شرائه إياها بدليل حصول الشراء خفية وبثمن يقل عن نصف قيمتها الحقيقية وبدون أن يحتاط فى أخذ الضمانات التى يكون من شأنها إخلاء مسئوليته عند الاقتضاء وإسراعه بكسر معظم تلك المصوغات لإضاعة معالمها وحيث أنه مما تقدم تكون تهم الجرائم المسندة إلى محمد (---) ثابتة قبله فى الأربع وقائع المعترف بها فقط وعقابة ينطبق على نص المادة 279 فقرة أولى من قانونه العقوبات مع مراعاة المادة 36 منه بالنظر إلى تعدد الجرائم .................. ............. فلهذه الأسباب وبعد الاطلاع على النصوص القانونية المتقدم ذكرها حكمت المحكمة حضورياً: أولا : على كل من رية وسكينة بنتى (---) وحسب الله (---) ومحمد (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) بعقوبة الإعدام . ثانياً : على .... على (---) الصائغ بالحبس مع الشغل لمدة خمس سنوات . ثالثا : ببراءة كل من سلامة (---) والحرمة أمينة (---) الشهيرة بأم أحمد وزوجها محمد (---) الشهير بالنص مما أسند إليهم فى هذه الدعوى ورفض الدعوى المدنية الموجهة قبلهم وقبل على محمد (---) الصائغ "............. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراى محكمة الإسكندرية الأهلية فى يوم الأثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339. رئيس المحكمة مــــلاحــظـــــــــة هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن فى 30 أكتوبر سنة 1921 .ونفذ حكم الإعدام داخل الإسكندرية فى 21 و 22 ديسمبر سنة 1921 حصريا ... تقرير الطبيب عن المسجونين وزارة الداخلية - تفتيش عموم السجون - سجن الاسكندرية نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 4919الاسم: سكينة على محمد همام العمر: 20 سنةوزنه عند دخول السجن : 47 كجموزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 53 كجمتاريخ دخوله السجن: 17 نوفمبر 1920تاريخ الحكم: 16 مايو 1921تاريخ التنفيذ عليه : 21/12/1921حالته الصحية عند دخول السجن: جرب بالجسمحالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريئة ورابطة الجأشآخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: أنا جدعه وباتشنق محل الجدعان وقتلت 17 وغفلت الحكومة ونطقت بالشهادتين مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: أربع دقائق ------------------------------ نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 5560الاسم: ريا على محمد همام العمر: 35 سنة وزنه عند دخول السجن : 42 كجموزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 50,50 كجمتاريخ دخوله السجن: 16 ديسمبر 1920تاريخ الحكم: 16 مايو 1921تاريخ التنفيذ عليه : 21/12/1921حالته الصحية عند دخول السجن: جيدةحالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: باهتة لون الوجه وحائرهآخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: اودعتك يا بديعة بنتى عند الله ونطقت بالشهادتين مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: دقيتين نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 5639الاسم: محمد عبد العال العمر: 24 سنة وزنه عند دخول السجن : 67 كجم وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 74 كجم تاريخ دخوله السجن: 20/12/1920تاريخ الحكم: 16 مايو 1921تاريخ التنفيذ عليه : 22/12/1921حالته الصحية عند دخول السجن: جيدة حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جرىء جدا ورابط الجأش وبحالته الطبيعية آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: كتف شد حيلك ونطق بالشهادتين مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: خمس دقائق ---------------------------------- نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 5638الأسم : حسب الله سعيد مرعىالعمر: 27 سنةوزنه عند دخوله السجن : 70كجموزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه: 72 كجمتاريخ دخوله السجن : 20/12/1920تاريخ الحكم : 16 مايو 1921تاريخ تنفيذ عليه: 21/12/1921حالته الصحية عند دخوله السجن : سحجات مسطحة بالظهرحالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة : جرىء جدا ورابط الجأشآخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه : نطق بالشهادتين واقر بأنه صحيح قتل خمسة عشر 15 وليس سبعة عشر17مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: ثلاث دقائق مسـارح الجريمـة البيوت التي شهدت الجرائم كانت أربعة، وكلها تقع قرب ميدان المنشية. وكان سوق زنقة الستات القريب من ميدان المنشية هو الذي اعتادت السفاحتان اصطياد معظم ضحاياهما منه، والبيوت هي:• رقم 5 شارع ماكوريس.• رقم 38 شارع علي بك الكبير.• رقم 16 شارع النجاة.• رقم 8 حارة النجاة.عاش ريا وسكينة في حي اللبان الواقع بين حي المنشية ومنطقة ميناء البصل بالاسكندرية . ورغم مرور أكثر من 85 عاما على إعدام تلك العصابة التي سكنته إلا أنه لا يزال قائما حتي يومنا هذا يحتفظ بذكرياته عن ريا وسكينة، بدءا من حكايات العجائز من سكان الشارع، مرورا بالمنزل الذي بني مكان منزل ريا وسكينة بعد هدمه، انتهاء بصورهما التي جعلت من قسم شرطة الحي مزارا لعشاق الاثارة وأخبار الجريمة.بالطبع تغيرت بعض معالم الحي عن فترة العشرينات من القرن الماضي والتي شهدت جرائم ريا وسكينة. فتم نقل قسم شرطة اللبان الذي كان يطلق عليه وقتها اسم «كراكون اللبان» الى مكان آخر ليتحول موقعه الى باحة مزروعة ببعض الأشجار. ولقد ظل منزل ريا وسكينة مهجورا لوقت طويل ولم يجرؤ أحد على السكن فيه. حتى كانت منتصف الخمسينات حين سكنه أحد الفتوات الذين أطلق الناس عليه اسم «محمود إبن ريا» لشهرته الواسعة في الاجرام. فكان يدخل البيت ليلا ويبيت فيه ويخرج بقطع الرخام التي كانت تشكل أرضية المنزل ليبيعه. ونتيجة لذلك انهار المنزل في أحد الايام، بعدها ظل المنزل كومة من التراب كان الناس يطلقون عليها إسم «الخرابة» حتي أوائل الستينات حين تم بيع الأرض بمبلغ 60 جنيها وبني محله منزل من خمسة أدوار وهو المنزل الذي يحمل رقم 5 في شارع محمد يوسف فخر الذي كان اسمه في الماضي ماكوريس.
مدونة ثقافية اجتماعية سياسيه و دينية Art Beauty Books Business Children Christian Christianity Cooking Crafts Culture Design Education Entertainment Faith Family Fashion Food Fun Health Humor Illustration Internet Kids Life Lifestyle Literatura Literature Love Marketing Media Movies Music Parenting Photography Photos Poetry Politica Politics Real Estate Recipes Religion Reviews Scrapbooking Social Media Spirituality Sports
الصفحات
▼
السبت، 25 فبراير 2017
ريا وسكينة
ريا وسكينة علي همام سفاحتان مصريتان شقيقتان، نزحتا في بداية حياتهما من الصعيد إلى بني سويف ثم إلى كفر الزيات واستقرتا في مدينة الإسكندرية في بدايات القرن العشرين. وكونتا عصابة لخطف النساء وقتلهن بالاشتراك مع محمد عبد العال زوج سكينة وحسب الله سعيد مرعي زوج ريا، واثنان آخران هما عرابي حسان وعبد الرازق يوسف.البلاغ الأول الذي بدأت معه مذبحة النساء تدخل إلي الاماكن الرسمية بدأ في منتصف شهر يناير 1920 حين تقدمت السيدة "زينب حسن" وعمرها يقترب من الأربعين عاما ببلاغ إلي حكمدار بوليس الاسكندرية عن اختفاء ابنتها "نظله أبو الليل" البالغة من العمر 25 عاما حي ذكرت صاحبه البلاغ إن ابنتها "نظله" اختفت منذ عشرة أيام بعد إن زارتها سيدة تاركة (غسيلها) منشورا فوق السطوح.. وتاركه شقتها دون أن ينقص منها شيء. وعن أوصاف الابنة التي اختفت قالت ألام أنها نحيفة الجسد، متوسطة الطول، سمراء البشرة وتتزين بغوايش ذهب في يدها وخلخال فضة وخاتم حلق ذهب. وانتهي بلاغ ألام بانها تخشي أن تكون ابنتها قد قتلت بفعل فاعل لسرقة الذهب الذي تتحلي به.ويتم استدعاء "سكينة" ولم تكن المرة الأولي التي تدخل فيها سكينة قسم البوليس لسؤالها في حادث اختفاء إحدي السيدات، ومع هذا تخرج "سكينة" من القسم وقد نجحت ببراعة في إبعاد كل الشبهات عنها وإبطال كل الدلائل ضدها!عجزت أجهزة الأمن أمام كل هذه البلاغات ثم تتوالي بعدها المفاجآت من جديد حينما تحكم عدالة السماء قبضتها وتنسج قصة الصدفة التي ستكشف عن أكبر مذبحة للنساء في تاريخ الجريمة في مصر.وفي 16 مارس كان البلاغ الثاني الذي تلقاه رئيس نيابة الاسكندرية الاهلية من "محمود مرسي" عن اختفاء أخته "زنوبة" حرم "حسن محمد زيدان".والمثير للدهشة أن صاحب البلاغ وهو يروي قصه اختفاء أخته ذكر اسم ريا وسكينة ..ولكن الشكوك لم تتجه اليهما !وقد أكد محمود مرسي أن أخته "زنوبة" خرجت لشراء لوازم البيت فتقابلت مع "سكينة" وأختها "ريا" وذهبت معهما الي بيتهما ولم تعد أخته مرة أخري.وقبل أن تتنبه أجهزة الأمن إلي خطورة ما يجري أو تفيق من دهشتها امام البلاغين السابقين يتلقي وكيل نيابه المحاكم الاهليه بلاغا من فتاة عمرها خمسة عشر عاما اسمها (أم إبراهيم) عن اختفاء أمها "زنوبة عليوة" وهي بائعة طيور عمرها 36 عاما، ومرة أخري تحدد صاحبه البلاغ اسم سكينة باعتبارها اخر من تقابل مع والدتها زنوبة। وفي نفس الوقت يتلقي محافظ الاسكندرية بلاغا من "حسن الشناوي" ومهنته جنايني بجوار نقطه بوليس المعزورة بالقباري ، حيث يؤكد صاحب البلاغ ان زوجته "نبوية علي" اختفت من عشرين يوما! وبعدها تنتشر الأقاويل وتموج الاسكندرية وغيرها من المدن القريبة بفزع ورعب غير مسبوقين، فالبلاغات لم تتوقف والجناة مازالوا مجهولون.بلاغ اخر يتلقاه محافظ الاسكندرية من نجار اسمه "محمد أحمد رمضان" عن اختفاء زوجته "فاطمة عبد ربه" وعمرها 50 عاما وتعمل شيخة مخدمين، ويقول زوج "فاطمة" أنها خرجت ومعها 54 جنيها وتتزين بـ 18غويشه وزوج (مباريم) وحلق وكلها من الذهب الخالص- ويعط الرجل أوصاف زوجته فهي قمحية اللون طويلة القامة فقدت البصر بعينها اليمني ولهذا ينادونها بفاطمة العوراء كما أنها ترتدي ملاءة (كوريشة) سوداء وجلباب كحلي وفي قدميها تلبس صندل.أحد ضحايا ريا وسكينة ثم كان بلاغ عن أختفاء فتاة عمرها 13عاما إسمها "قنوع عبد الموجود" وبلاغ آخر من تاجر سوري الجنسية اسمه الخواجة "وديع جرجس" عن اختفاء فتاة عمرها 12 عاما اسمها "لولو مرصعي" تعمل خادمة له خرجت لشراء أشياء من السوق ولم تعد। بلاغ آخر عن اختفاء "سليمة إبراهيم الفقي" بائعة الكيروسين التي تسكن بمفردها في حارة اللبان، ثم بلاغ آخر يتلقاه اليوزباشي "إبراهيم حمدي" نائب مأمور قسم بوليس اللبان من السيدة "خديجة" حرم "أحمد علي" الموظف بمخازن طنطا، وذكرت صاحبة البلاغ وهي سودانية الجنسية أن ابنتها "فردوس" اختفت فجأة وكانت تتزين بمصاغ ثمنه 60 جنيها وزوج أساور ثمنه 35 جنيها وحلق قشرة وقلب ذهب معلق بسلسلة ذهب وخاتمين حريمي بثلاثة جنيهات، وهذه المرة يستدعي اليوزباشي "إبراهيم حمدي" كل من له علاقة بقصة اختفاء "فردوس" وينجح في تتبع رحلة خروجها من منزلها حتى لحظة اختفائها، وكانت المفاجئة أن يقفز اسم "سكينة" من جديد لتكون آخر من شوهدت مع فردوس. آخر ضحايا ريا وسكينة كانت البداية صباح 11 ديسمبر 1920 حينما تلقى اليوزباشى "إبراهيم حمدي" إشارة تليفونية من عسكري الدورية بشارع أبي الدرداء بالعثور علي جثة امرأة بالطريق العام.وتؤكد الإشارة وجود بقايا عظام وشعر رأس طويل بعظام الجمجمة وجميع أعضاء الجسم منفصلة عن بعضها وبجوار الجثة طرحة من الشاش الأسود وفردة شراب سوداء مقلمة بأبيض، ولا توجد أدلة تشير إلي شخصية صاحبة الجثة. بعدها انتقل ضباط البوليس الي الشارع وهناك يؤكد زبال المنطقة انه عثر علي الجثة تحت طشت غسيل قديم، وأمام حيرة ضابط البوليس لعدم معرفة صاحبة الجثة وإن كانت من الغائبات أم لا، يتقدم رجل ضعيف البصر اسمه "احمد مرسي عبده" ببلاغ الي الكونستابل الإنجليزي "جون فيليبس" النوبتجي بقسم اللبان، ويقول الرجل في بلاغه أنه اثناء قيامه بالحفر داخل حجرته لإدخال المياه والقيام ببعض أعمال السباكة فوجئ بالعثور علي عظام آدمية، فأكمل الحفر حتي عثر علي بقيه الجثة التي دفعته للابلاغ عنها فورا.ويتحمس ملازم شاب بقسم اللبان أمام البلاغ المثير فيسرع بنفسه إلي بيت الرجل الذي لم يكن يبعد عن القسم اكثر من 50 مترا ليري الملازم الشاب الجثة بعينيه فيتحمس أكثر للتحقيق والبحث في القضية المثيرة ليكتشف في النهاية انه امام مفاجاة جديده حيث اكدت تحرياته ان البيت الذي عثر فيها الرجل علي جثة آدمية كان يستأجرة رجل اسمه "محمد احمد السمني" والذي كان يؤجر حجرات البيت من الباطن لحسابه الخاص، ومن بين هؤلاء الذين استأجروا من الباطن في الفترة الماضية "سكينة علي همام" والتي استأجرت الحجرة التي عثر فيها الرجل علي الجثة تحت البلاط. وأكدت تحريات الضابط أن "سكينة" استاجرت هذه الحجرة من الباطن ثم تركتها مرغمة بعد ان طرد صاحب البيت بحكم قضائي المستاجر الاصلي لهذه الغرف "السمني" وبالتالي يشمل حكم الطرد المستأجرين منه من الباطن وعلي رأسهم "سكينة"، وقال الشهود من الجيران ان سكينة حاولت العودة الي استئجار الغرفة بكل الطرق لكن صاحب البيت رفض حيث ضاق كل الجيران من سلوك سكينة والنساء الخليعات اللاتي يترددن عليها مع بعض الرجال البلطجية. وأخيرا وضع الملازم الشاب يده علي أول خيط بعد أن ظهرت جثتان، إحدهما في الطريق العام وواضح انها لإمرأة، والثانية في غرفة كانت تستأجرها "سكينة" وواضح ايضا أنها جثة امرأة لوجود شعر طويل علي عظام الجمجمة كما ثبت من المعاينة. وحينئذ اتجهت أصابع الإتهام لأول مرة نحو "سكينة".العثور علي أدلة الاتهامبعد أن ظهرت الجثتان المجهولتان لاحظ أحد المخبريين السريين واسمه "احمد البرقي" فى البحث عن أخبار عصابة خطف النساء ، لاحظ المخبر إنبعاث رائحة بخور مكثفة من غرفة "ريا" .بالدور الأرضي بمنزل "خديجة أم حسب" بشارع علي بك الكبير، وأكد المخبر أن دخان البخور كان ينطلق من نافذة الحجرة بشكل مريب مما اثار شكوكه فقرر أن يدخل الحجرة التي يعلم أن صاحبتها هي "ريا" أخت "سكينة" ، حين دخل المخبر أكد في بلاغه ارتباك "ريا" الشديد حينما سألها عن سر إشعال هذه الكمية الهائلة من البخور في حجرتها، وعندما أصر علي ان يسمع إجابة منها اخبرته أنها كانت تترك الحجرة وبداخلها بعض الرجال اللذين يزورونها وبصحبتهم عدد من النساء فاذا عادت ريا وجدتهم انصرفوا ورائحة الحجرة لا تطاق. اشعلت هذه الإجابات الشك الكبير في صدر المخبر السري "احمد البرقي" والذي أسرع إلي اليوزباشي "ابراهيم حمدي" نائب مأمور قسم اللبان ليبلغه شكوكه في "ريا" وغرفتها. علي الفور انتقلت قوة من ضباط الشرطة والمخبرين والصولات إلي الغرفة ليجدوا أنفسهم امام مفاجأة جديدة حيث شاهد الضابط رئيس القوة صندرة من الخشب تستخدم للتخزين داخلها والنوم فوقها، وأمر الضابط بإخلاء الحجرة ونزع الصندرة فيكتشف الضابط أن البلاط الموجود فوق أرضية الحجرة وتحت الصندرة حديث التركيب بخلاف باقي بلاط الحجرة ليصدر الأمر فورا بنزع البلاط وكلما نزع المخبرون بلاطه تصاعدت رائحه العفونة، وتحامل اليوزباشي "إبراهيم حمدي" حتي تم نزع أكبر كمية من البلاط لتظهر جثة إمرأة فتصاب "ريا" بالهلع ويزداد ارتباكها بينما يأمر الضابط باستكمال الحفر والتحفظ علي الجثة حتي يحرر محضرا بالواقعة.بعدما أنهارت "ريا" بدأت في الاعتراف ولكنها قالت بأنها لم تشترك في القتل، ولكن الرجلين اللذين كانت تترك لهما الغرفة فيأتيان فيها بالنساء وربما ارتكبا جرائم القتل في الحجرة أثناء غيابها. هكذا قالت "ريا" في البداية وحددت الرجلين بأنهما "عرابي" و"احمد الجدر" وحينما سألها الضابط عن علاقتها بهما قالت أنها عرفت "عرابي" من ثلاث سنوات لأنه صديق شقيقتها، بينما تعرفت علي "احمد الجدر" من خلال "عرابي"، وأضافت "ريا" أن زوجها يكره هذين الرجلين لأنه يشك في أن أحدهما يحبها.بدأت معالم القضية تتضح، ليقترب اللغز من الانهيار فتأمر النيابة بالقبض علي كل من ورد اسمه في البلاغات الأخيرة، خاصة بعد أن توصلت أجهزة الأمن لمعرفة أسماء صاحبات الجثث التي تم العثور عليها في منزل "ريا"، كانت الجثث للمجني عليهن "فردوس" و"زنوبة بنت عليوة" و"أمينة". وبعد القبض علي جميع المتهمين تظهر مفاجاة جديدة علي يد الصول "محمد الشحات" هذه المرة، حين جاء الصول بتحريات تؤكد ان "ريا" كانت تستاجر حجرة أخري بحارة النجاة من شارع سيدي أسكندر، فتنتقل قوة البوليس بسرعة إلي العنوان الجديد وتأمر السكان الجدد بإخلاء حجرتين تاكد الضباط أن "سكينة" إستاجرت إحداهما في فترة و"ريا" احتفظت بالاخري. ووجد في حجرة "سكينة" صندرة خشبية تشبه نفس الصندرة التي كانت في غرفة "رياط لتتم نفس اجراءات نزع الصندرة والحفر تحت البلاط ويبدأ ظهور الجثث من جديد. والآن اتضحت الصورة تماما، فالجثث في جميع الغرف التي كانت تستاجرها "ريا وسكينة" في المنازل رقم" 5 ش ماكوريس" و" 38 ش علي بك الكبير" و"8 حارة النجاة" و"6 حارة النجاة"، ولأول مرة يصدر الامر بتشميع منزل "سكينة". وبعد هذا التفتيش تتشجع أجهزة الأمن لجمع المزيد من الادلة فينطلق الضباط إلي بيوت جميع المتهمين المقبوض عليهم ليعثر الملازم "احمد عبد الله" من قوة المباحث علي مصوغات وصور وكمبيالة بمائة وعشرين جنيها في بيت المتهم "عرابي حسان" كما يعثر نفس الضابط علي أوراق وأحراز أخري في بيت "احمد الجدر" ، وبمتابعة الحفر في حجرة "ريا" تم العثور علي جثة جديدة لإحدي النساء بعدها تصل معلومات الي مأمور قسم اللبان "محمد كمال" بأن "ريا" كانت تسكن في بيت آخر بكرموز ويؤكد شيخ الحارة هذه المعلومة ويقول ان "ريا" تركت هذا السكن بحجة أن المنطقة سيئة السمعة.وتقوم قوة من البوليس بإصطحاب "ريا" من السجن إلي بيتها في كرموز ويتم ال كانت الأدلة تتوالي وإن كان أقواها جلباب "نبوية" الذي تم العثور عليه في بيت "سكينة" وأكدت بعض النسوة من صديقات "نبوية" ان الجلباب يخصها، واعترفت "سكينة" بأنه جلباب "نبوية" ولكنها قالت أن العرف السائد بين النساء في الحي هو ان يتبادلن الجلاليب، وأنها أعطت نبوية جلبابا واخذت منها هذا الجلباب الذي عثرت عليه المباحث في بيت "سكينة"، وبالفعل نجحت "سكينة" كثيرا في مراوغة المباحث لكن "ريا" هي التي انهارت سريعا وآثرت الاعتراف مبكرا، حيث قالت "ريا" في بداية اعترافها انها امرأة ساذجة وان الرجال كنوا ياتون الي حجرتها بالنساء اثناء غيابها ثم يقتلون النساء قبل حضورها وانها لم تحضر سوي عملية قتل واحدة. وانفردت النيابة بأكبر شاهدة إثبات في القضية وهي "بديعة" أبنة "ريا"، التي طلبت الحصول علي الأمان قبل الاعترافات كي لا تنتقم منها خالتها "سكينة" وزوجها، وبالفعل طمأنتها الشرطة فاعترفت بوقائع استدراج النساء الي بيت خالتها وقيام الرجال بذبحهن ودفنهن، ورغم الاعترافات الكاملة لبديعة إلا انها حاولت أن تخفف من دور أمها "ريا" ولو علي حساب خالتها "سكينة" بينما كانت "سكينة" حينما تعترف بشكل نهائي تخفف من دور زوجها ثم تعلن أمام وكيل النيابة أنها غارقة في حبه وتطلب أن يعذروها. حفر هناك فيعثر الضباط علي جثه امرأة جديدة وفي مواجهة بين "ريا" و"سكينة" أمام النيابة بعد اعترافات "ريا"، جاءت اعترافات "سكينة" كالقنبلة المدوية حيث قالت : "لما اختي "ريا" عزلت للبيت المشؤم في شارع علي بك الكبير وأنا عزلت في شارع ماكوريس جاءتني "ريا" تزورني في يوم كانت رجلي فيه متورمة، وطلبت "ريا" أن أذهب معها إلي بيتها فاعتذرت لعدم قدرتي علي المشي، لكن "ريا" شجعتني لغاية ما قمت معها..واحنا ماشيين لقيتها بتحكيلي عن جارتنا هانم اللي اشترت كام حته ذهب قلت لها: (وماله دي غلبانة) قالت لي (لا..لازم نزعلوها أم دم تقيل دي) ولما وصلنا بيت "ريا" لقيت هناك زوجي "عبد العال" و"حسب الله" زوج "ريا" و"عرابي" و"عبد الرازق"، وأضافت: الغرفة كانت مظلمة وكنت هصرخ لما شفت جثة "هانم" وهي ميتة وعينيها مفتوحة تحت الدكة، الرجالة كانوا بيحفروا تحت الصندرة ولما شعروا اني خايفة قالوا لي إحنا اربعة وبرة فيه ثمانية، وإذا اتكلمت هيعملوا فيا زي هانم !.. كنت خايفة قوي لكني قلت لنفسي وأنا مالي طالما الحاجة دي محصلتش في بيتي، وبعد ما دفنوا الجثة اعطوني ثلاثة جنيهات رحت عالجت بيهم رجلي ودفعت اجرة الحلاق اللي فتحلي الخراج، بس وأنا راجعة قلت لنفسي انهم كدة معايا علشان ابقي شريكة لهم ويضمنوا اني ما افتحش بقي. ثم تروي "سكينة" في باقي اعترافاتها قصة قتل 17 سيدة وفتاة، لكنها تؤكد أن اختها "ريا" هي التي ورطتها في المرة الاولي مقابل ثلاثة جنيهات، وبعد ذلك كانت تحصل علي نصيبها من كل جريمة دون أن تملك الإعتراض خوفا من أن يقتلها "عبد العال" ورجالته! ثم تتوالي إعترافات المتهمين "عبد العال" الشاب الذي بدأ حياته في ظروف لا دخل لارادته فيها، طلب منه أهله ان يتزوج أرملة اخيه فلم يعترض ولم يدري انه سيتزوج اكبر سفاحة نساء في تاريخ الجريمة، و"حسب الله" الشاب الذي ارتمي في أحضان "سكينة" أربع سنوات بعيدا عن أمه التي تحضر فجأة للسؤال عن ابنها فتكتشف انه تزوج من "سكينة" وتلتقي بها أم حسب الله فتبكي الام وتطلب من ابنها ان يطلق هذه السيدة فورا لكن "حسب الله" يجرفه تيار الحب الي سكينه ثم تجرفه سكينة الي حبل المشنقة.جلسة المحاكمة والمرافعة انعقدت جلسة المحاكمة يوم 10 مايو عام 1921 بعد أن وضعت النيابة يدها علي كافة التفاصيل، ليقدم رئيس النيابة مرافعة رائعة، وكان حضور المحاكمة بتذاكر خاصة. أما الجمهور العادي الذي كان يزدحم بشدة لمشاهدة المتهمين في القفص فكان يقف خلف حواجز خشبية . نص رئيس النيابة في مرافعته التاريخية : "هذه الجريمة من أفظع الجرائم، وهي أول جريمة من نوعها، حتي أن الجمهور الذي حضرها كان يريد تمزيق المتهمين إربا قبل وصولهم الي القضاء. هذه العصابة تكونت منذ حوالي ثلاث سنوات، وقد نزح المتهمون من الصعيد إلي بني سويف ثم إلي كفر الزيات، وكانت سكينة من بنات الهوى لكنها لم تستمر لمرضها، وكان زوجها في كفر الزيات يدعي انه يشتغل في القطن لكنه كان يشتغل بالجرائم والسرقات. بعد ذلك سافر المتهمان حسب الله وعبد العال واتفقت سكينة وريا علي فتح بيوت للهوي، وكان كل من يتعرض لهما يتصدي له عرابي الذي كان يحميهما. وكان عبد الرازق مثله كمثل عرابي يحمي البيت اللي في حارة النجاة، وثبت من التحقيقات ان عرابي هو الذي اشار علي ريا بفتح بيت شارع علي بك الكبير، أما عن موضوع القضية فقد حصل غياب النساء بالتوالي وكانت كل من تغيب يبلغ عنها، وكانت تلك طريقه عقيمة لأن التحريات والتحقيقات كانت ناقصة مع ان البلاغات كانت تحال إلي النيابة وتأمر الادارة بالبحث والتحري عن الغائبات إلي أن ظهرت الجثة فعدلت الداخلية طريقه التحقيق عمن يبلغ عنها. وآخر من غابت من النساء كانت فردوس يوم 12نوفمبر وحصل التبليغ عنها يوم 15نوفمبر، وأثناء عمل التحريات والمحضر عن غيابها كان أحد الناس وهو المدعو مرسي وهو ضعيف البصر يحفر بجوار منزل ريا فعثر علي جثة بني آدم فاخبر خاله الذي ابلغ البوليس، فذهب البوليس الي منزل ريا للاشتباه لانها كانت تبخر منزلها، لكن الرائحة الكريهة تغلبت علي البخور فكبس البوليس علي المنزل وبسؤال ريا كانت أول كلمة قالتها أن عرابي حسان هو القاتل بعد أن ارشدت عن الجثث، وتم العثور علي ثلاث جثث واتهمت ريا احمد الجدر وقالت ان عديلة كانت تقود النساء للمنزل، واتضح غير ذلك وأن عديلة لم تذهب الي بيت ريا إلا مرة واحدة وان اتهامها في غير محله. واعترفت سكينة أيضا اعترافات أوضح من إعتراف ريا، ثم أحضر حسب الله وعبد العال وامامهما قالت ريا وسكينة "نحن اعترفنا" فاعترف كل منهما اعترافات لا تشوبها أي شائبة. وعندما بدأ رئيس النيابة يتحدث عن المتهمة "أمينة بنت منصور" قالت أمينه أنا مظلومة، فصاحت فيها سكينة من داخل قفص الاتهام : إزاي مظلومة وفيه جثة مدفونة في بيتك دي انتي اصل كل شئ من الاول. ويستطرد رئيس النيابة ليصل إلي ذروة الإثارة في مرافعته حينما يقول : أن النيابة تطلب الحكم بالاعدام علي المتهمين السبعة أولهم (الحرمتين) ريا وسكينة لأن الاسباب التي كانت تبرر عدم الحكم بالاعدام علي النسوة قد زالت وهي أن الاعدام كان يتم خارج السجن أما الآن فالإعدام يتم داخل السجن، وتطلب النيابة معاقبة المتهمين الثاني والتاسع بالأشغال الشاقة المؤبدة ومعاقبة الصائغ بالحبس ست سنوات. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراى محكمة الإسكندرية الأهلية فى يومالأثنين 16 مايو سنة 1921 ميلادية الموافق 8 رمضان سنة 1339هجرية. وأودعت الطفلة "بديعة" ابنة ريا في إحدى دور الرعايا بالأسكندرية ثم توفيت هناك بعد ثلاث أعوام من تنفيذ الأحكام أي عام 1924، فقد شاءت قدرة الله أن ينقطع نسل الجناة جميعًا فلم يعش لريا ولد واحد من خمسة ولدتهم وماتوا فور ولادتهم حتى الطفلة التي عاشت لها توفيت بعد إعدامهم بسنوات حتى لا يبقى لهم أثر في التاريخ إلا من خلال الوثائق والأوراق. حيثيـات الحكـم محكمة جنايات الإسكندرية - حكم إعدام ريــــا وسكينة أصدرت الحكم الآتى : فى قضية النيابة العمومية نمرة (43) لبان سنة 1921 " ضــــــــــــد"10 متهمين ، ريا وسكينة وثمانية آخرون . الغرفة المعدة لدفن الضحايا داخل منزل ريا وسكينة ويصطحب اليوزباشي "ريا" معه إلي قسم اللبان، لكنه لا يكاد يصل إلي بوابة القسم حتي يتم اخطاره بالعثور علي الجثة الثانية، بل وتعثر القوة الموجودة بحجرة ريا علي دليل دامغ وحاسم هو ختم حسب الله المربوط في حبل دائري والذي كان حسب الله يعلقه في رقبته ويبدو أنه سقط منه وهو يدفن إحدي الجثث، بعدها لم تعد "ريا" قادرة علي الإنكار خاصه بعد وصول بلاغ جديد إلي الضابط من رجاله بالعثور علي الجثة الثالثة. حيث أنه قد تبين من التحقيقات التى حصلت فى الدعوى ومن شهادة الشهود الذين سمعوا أمام المحكمة أنه فى غضون المدة من يناير إلى 14 نوفمبر سنة 1920 ورد بوليس قسم اللبان بالإسكندرية عشرة بلاغات عن إختفاء عشر نسوة من الطبقة القاطنة بدائرة المذكور ، قدمت هذه البلاغات من ذوى قرابتهن وحفظتها النيابة لعدم الاهتداء إلى معرفة مقر تلك النسوة ولا أسباب غيبتهن . وكانت الحرمة سكينة بنت (---) ثانية المتهمين تسكن فى ذلك العهد منزلاً لوالدة من يدعى أحمد (---) كائناً بحارة ماكوريس نمرة (5) خلف قسم اللبان وكان مؤجراً لشخص يدعى محمد (---) الذى أجر منه غرفة لسكينة بالدور الأرضى ثم أخلى هذا المنزل واستلمه المؤجر فى 30 أكتوبر سنة 1920 فأخذ يجرى فيه بعض تحسينات طلبها منه مستأجر جديد وقد اتفق أنه فى يوم 15 نوفمبر سنة 1920 بينما كان أحمد (---) يحفر فى أرضية الغرفة التى كانت تقيم بها سكينة لأجل تركيب مواسير المياه إذ عثر على جثة إمرأة كانت مدفونة فيها فأخطر القسم بذلك وباستمرار الحفر بأرضية تلك الغرفة وجدت بها أيضاً جثتان لامرأتين خلاف الجثة الأولى . ثم حفرت أرضية غرفة أخرى لسكينة بمنزل موجود بحارة النجاة نمرة (5) بقسم اللبان فوجدت بها جثة رابعة وقد علم وقتئذ أن لسكينة أخت تدعى رية وهى المتهمة الأولى وريا هذه متزوجة بحسب الله (---) ثالث المتهمين وكانت تسكن غرفة بالدور الأرضي بمنزل كائن بشارع على بك الكبير بالقسم المذكور وتكثر من التردد إلى غرفة بمنزل آخر كائن بحارة النجاة نمرة ( بدوره الأرضي تشغلها الحرمة أمينة (---) المتهمة الثامنة وقد وجدت أثنتى عشرة جثة نسائية مدفونة بالغرفة الأولى وجثة أخرى لامرأة مدفونة بالغرفة الثانية وتلك الجثث البالغ مجموعها سبع عشرة هي جثث النسوة المبينة أسماؤهن بأمر الإحالة وهذه المحلات جميعها أعدت للدعارة سراً وكانت البغايا من النساء تترددن إليها تارة من تلقاء أنفسهن وطوراً بطلب من ريا وسكينة لتعاطى المسكرات وارتكاب الفحشاء فيها وكانت إدارة المحلات المذكورة مشتركة بين ريا وسكينة وأرباحها تقسم بينهما . ودل التحقيق على أن ثمانى جثث من السبع عشرة التي اكتشفت بالكيفية المتقدم ذكرها لنسوة من اللائى حصل عنهن التبليغ وهن نظلة بنت (---) وسليمة (---) ، ونبوية (---) ، وزنوبة (---) ، وفاطمة (---) ، وفردوس(---) ، وتبين أيضاً أنه كان لتلك النسوة مصوغات معلومة عند ذويهن لم يعثر عليها في محلات سكنهن .وحيث إنه باستجواب سكينة أمام النيابة قررت بأنها اشتركت بالاتفاق مع أختها ريا فى قتل عشر نسوة من اللائى وجدت جثثهن بالمنازل المذكورة وبأن مطلقها محمد عبد العال وحسب الله - زوج رية - وعرابى وعبد الرازق (---) صاحبهم قتلوا منهم هانم ونظلة وعزيزة وزنوبة وبأنهم ما عدا محمد (---) قتلوا أنيسة بنت (---) وبأن حسب الله (---) اشترك مع عرابى (---) فى قتل نبوية زوجة السماك وسليمة ينت (---) الشهيرة بأم عرفات بائعة الغاز ونبوية القهوجية وفاطمة بنت المخدمة ومع عبد العال فى قتل فردوس وقررت بأن المجنى عليهن كانت تجىء بدعوة منها وأختها رية إلى تلك المنازل للالتقاء بالرجال حيث يكون هؤلاء المتهمون فى انتظارهن مصرين باتفاقهم معها ومع أختها رية على قتل تلك النسوة وسرقة ما يكون عليهن من المصوغات . ولأجل تسهيل قتلهن بواسطة من ذكروا من المتهمين كانت تقدمان إليهن الخمور القوية المفعول ما يكفى القليل منها لإسكارهن سكراً شديداً لا يستطعن معه محاولة أية مقاومة أو استغاثة فكان أولئك المتهمون ينتهزون فرصة لاغتيالهن بواسطة كتم النفس والخنق وقررت أيضا بأن أحدهم كان يخنق كل امرأة منهن بمنديل يشده حول عنقها أو بيديه بينما كان الآخرون ممسكين بيديها و رجليها وصدرها أو فمها لمنعها من إبداء أى حركة إلى أن يتم زميلهم فعلته وتزهق نفس المرأة وبأن عرابى هو الذى كان يباشر الخنق فى معظم تلك الحوادث ثم يدفنون جثثهن بالأمكنة التى وجدت فيها بعد تجريدهن من مصوغاتهن ومما يجدونه معهن من النقود وكانت المصوغات تباع بعد ارتكاب الجرائم بمعرفة سكينة ورية إلى المتهم (---) الصائغ وغيره وأثمانه توزع بينهم . وحيث أن الإقرار الصادر من سكينة أمام حضرة قاضى الإحالة وأمام هذه المحكمة لم يخرج عن هذا المعنى غير أنها قررت بأن القاتلين لسليمة هم حسب الله ومحمد (---) وعبد الرازق وسلامة الكيت وقد كررت اعترافها أمام هذه المحكمة.وحيث أن رية بعد أن اختلفت فى أقوالها أمام النيابة اعترفت أثناء استجوابها من حضرة قاضى الإحالة باشتراكها هى وسكينة بطريق الاتفاق فى قتل ستة من تلك النسوة وهن هانم ونظلة وأمينة وأنيسة وفهيمة وفردوس وقرر بأن القاتلين لهن هم زوجها حسب الله (---) ومحمد (---) عرابى (---) وعبد الرازق (---) واتفقت روايتها مع رواية سكينة فيما يختص بكيفية حصول القتل ودفن الجثث والتصرف فى المصوغات المسروقة وقد كررت اعترافها أمام هذه المحكمة أيضاً . وحيث أن حسب الله (---) اعترف أمام النيابة بأنه قتل من النسوة ثمانية وهن نظلة و سليمة و نبوية بنت (---) الشهيرة بفهيمة باشتراكه مع محمد (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) وفاطمة بنت (---) المخدمة ونبوية (---) باشتراكه مع عرابى (---) وسليمة بنت (---) بإشتراكه مع محمد (---) - و أنيسة مع اشتراك عرابى حسان وعبد الرازق (---) ، و قرر بأن القاتل لفردوس هو محمد (---) وحده .وحيث أن محمد (---) اعترف بتحقيق النيابة بقتله هانم ونظلة بالاشتراك مع حسب الله (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) وبأنه اشترك معهم أيضاً في قتل امرأة لها سنة من ذهب لا يعرف اسمها ورابعة يبلغ عمرها 36 سنة بيضاء نوعا متوسطة الجسم والقامة وامرأة خامسة وهى التى دفنت فى غرفة سكن المتهمة أمينة بنت (---) ومحمد (---) أنكروا ما أسند إليهم . وحيث أن حسب الله (---) عدل أمام حضرة قاضى الإحالة عن الاعتراف الصادر منه فى تحقيق النيابة مدعياً أنه أعترف من الإهانة والجزع ولكن لا يمكن الاعتداد بهذا الادعاء لأن اعترافه تكرر منه مراراً بالتحقيقات يحتوى على وقائع مطولة وظروف مختلفة لا يمكنه ذكرها إلا إذاكان الاعتراف صادراً منه بمحض إرادته وفوق ذلك فإنه اعتراف مؤيد بالنسبةإليه. أولاً: من ملازمته لزوجته رية فى تلك المنازل الملازمة التى لا تجعلها تتداخل فى هذه الجرائم إلا بإشراكه معها فى الأعمال الشديدة التى لا تقوى عليها النساء أو على الأقل بتحريض منه . ثانياً : من شهادة السيدة بنت (---) التى قررت بأنه أعطاها جنيهين لأجل أن تتجاهل دخول فاطمة بنت (---) فى البيت الذى تقيم فيه سكينة بشارع ماكوريس وعدم خروجها منه أى البيت الذى قتلت فيه . ثالثاً : من وجود ختمه فى التراب وقت النبش على الجثث المستخرجة من هذا البيت . رابعاً : من رؤية (---) أحد الشهود له بعد حادثة فاطمة بنت (---) خارجاً من البيت ومعه صرة ملابس . خامساً : من شهادة عزيزة بنت (---) التى أقامت فترة من الزمن ببيت سكينة بشارع ماكوريس بأنها تواجدت يوماً وقت المساء عند رية فكلفها حسب الله بحمل شوال مربوط كانت تنبعث منه رائحة كريهة فذهب معها عند ملتقى شارع عبد المنعم بشارع أبى الدرداء وهناك أمرها بترك الشوال ثم تبين من التحقيقات التى حصلت بمناسبة البلاغات التى تقدمت بشأن اختفاء النساء وجد بتاريخ 11 ديسمبر 1920 بالمكان الذى ألقى فيه الشوال هيكل امرأة يرجع تاريخ وفاتها إلى شهرين . سادساً : من ضبط محبس ذهب لفردوس وملابس لها أيضاً فى البيت الذى يسكنه مع زنوبة بنت (---) زوجته الجديدة . وحيث أن المتهم محمد (---) قرر أمام قاضى الإحالة بخصوص الاعتراف الصادر منه فى تحقيقات النيابة أنه أغرى من رجال البوليس على هذا الاعتراف وأنه لا دخل له فى جرائم القتل المسندة إليه ولكن اعترافه مؤيد على كل حال من ضبط فنيلة صوف لفردوس عنده ومن إقرار على (---) الصائغ بحضوره إليه مع حسب الله ورية وسكينة عند عرض المصوغات المسروقة عليه ومن ملازمته فى كل وقت لزوجته سكينة ولأختها رية ولزوجها حسب الله (---) ومن شهادة زنوبة بنت (---) زوجة حسب الله الثانية بأنه جاء إليها بصحبة حسب الله ومعهما ما ضبط عندها من ملابس فردوس بنت (---). وحيث أن المحكمة تستنتج من الوقائع المتقدمة بأنها ومن كون المتهمين المعترفين اشتروا فى بحر المدة التى ارتكبت فيها هذه الجرائم من المصوغات ما لم يمكنهم شراؤها إلا من ثمن ما سرقوه من حلى المجنى عليهن ومن كون حالة الجثث دلت على أن تاريخ القتل لم يكن سابقاً على إقامتهم فى البيوت التى وجدت بها تلك الجثث أن المتهمين المذكورين لم يشتركوا فقط فى قتل النسوة الوارد ذكرهن فى اعترافاتهم بل قتلوا أيضاً النسوة الأخرى المبينة أسماؤهن بأمر الإحالة . وحيث أن المتهم عرابى (---) مع إنكاره ما أسند اليه من التهم ادعى أنه لم يتوجه مطلقاً عند رية وسكينة من عهد إقامتهما بالمنازل التى استخرجت منها الجثث وإن كان يوجد سابق معرفة بينه وبينهما وبين حسب الله (---) ومحمد (---) بمناسبة تردده عليهم بالمحل المشهور بالكامب الذى كانت تديره رية بسوق الجمعة بالإسكندرية ولكن قد كذبه فى ذلك شهود منهم السيدة بنت (---) بغرفة المنزل الكائن بشارع ماكوريس في اليوم نفسه الذى اختفت فيه فاطمة المذكورة ورأت تراباً مكوماً بجوار باب الغرفة وهذا التراب كان قد استخرج من أرضية الغرفة بعد دفن جثة فاطمة فسألت عنه فأخبرها حسب الله ورية أن المرأة قد تقيأت فنقلت التراب الى تحت سلم المنزل ومنهم زينب بنت (---) التى شهدت بأن ابنتها نظلة إحدى إحدى المجنى عليهن كانت تجتمع كثيراً بالمتهم المذكور عند رية وكانت تخشى بأسه لأنه فتوة ومشهور بأنه يخنق ومنهم شفيقة بنت (---) وعبد المحسن (---) اللذين قررا رؤيتهما عرابى (---) يتردد على منزل رية الكائن بشارع على الكبير وقد شهد غيرهم بأن نظلة المقتولة كانت خليلة عرابى وكان يريد الزواج بها ولما أختفت لم يهتم بأمرها وأخذ يقول لكل من كان يسأله عنها بكرة تحضر . وحيث فيما يتعلق بالمتهم عبد الرازق (---) فإنه ثبت من أقوال الشهود أنه كان معاشراً للحرمة أنيسة بنت (---) إحدى المجنى عليهن وكان يجتمع بها فى منزل رية بشارع على بك الكبير وكانت أنيسة المذكورة نسبت إليه قبل اختفائها سرقة قرط من ذهب ونقود لها و وسطت بعض أصدقائها فى استرداد هذه الأشياء منه فرفض و أظهر غضبه عليها خصوصاً لما رأى أن تهمة السرقة الملصقة به أخذت تنتشر فى القهاوى التى كان يذهب إليها فكان حينئذ من مصلحته أن يقتل أنيسة للتخلص من تشهيرها به والاستفادة بجزء من حليها وقد ثبت منها أيضاً أن عبد الرازق كان معاشراً لرية وسكينة و حسب الله ومحمد (---) من بدء سكنهم بالمنازل التى وجدت بها الجثث ومرتبطاً بهم كل الارتباط وكان يرى من واجبه أن يدافع مع عرابى (---) عن سمعة تلك المنازل كلما وجد لذلك فرصة مع عملهما بما هو حاصل فيها من القبائح وكان به عند رية وسكينة من المنزل والمكانة ما يجعله يتصرف فى محلاتهما كيف يشاء ويضاف إلى ذلك أنه من أجلها هذه الدعوى بمبلغ لا يمكنهما الحصول عليها من المكاسب التى كانت تأتيهما بالوسائل المباحة. وحيث أنه يستنتج من هذه الظروف والظروف السابق بيانها ومن الكشوف الطبية الموقعة على الجثث المؤيدة لما ورد فى أقوال المتهمين المعترفين من حصول القتل بطريق الخنق ومن يد عدة أشخاص ومن القرائن القوية التى تعزز أقوال رية وسكينة وحسب الله (---) ومحمد (---) بالنسبة لكل من عرابى(---) وعبد الرازق (---) ما يحمل المحكمة على الاعتقاد التام بأنهما باشرا قتل السبع عشرة نسوة المتقدم ذكرهن . وحيث أنه متى تقرر ذلك يكون عقاب حسب الله (---) ومحمد (---)وعرابى(---) وعبد الرازق (---) بصفتهم فاعلين أصليين للجرائم المذكورة وهى سفكهم دماء السبع عشرة نسوة عمداً مع سبق الإصرار فى الظروف المتقدم بيانها واستباحة أموالهن بتبديدها فى المنكرات وذلك فى المدة الواقعة بين نوفمبر سنة 1919 و 12 نوفمبر 1920 بجهة حى اللبان بالإسكندرية هاته الآثام التى لم يشاهد مثلها فى القسوة والفظاعة من عهد تأسيس المحاكم للآن منطبقاً على نص مادتى 39و194 عقوبات . وعقاب رية وسكينة بصفة كونهما اشتركتا مع الفاعلين الأصليين فى التاريخ والمكان السابق ذكرهما فى تلك الجرائم بطريق الاتفاق والمساعدة فى الأعمال المسهلة لإرتكابها بأن أحضرتا المجنى عليهن إلى محلاتهما وأسكرتهن ليتمكن الفاعلون الأصليون من خنقهن بدون أدنى مقاومة منهن فوقعت جرائم القتل بناء على هذا الاتفاق وهذه المساعدة منطبقاً على نص المادة40 فقرة ثانية وثالثة و 41و14و199 من القانون المشار إليه .وحيث أن أوراق هذه الدعوى قد أرسلت بتاريخ 12 مايو سنة 1921 إلى حضرة صاحب الفضيلة مفتى مدينة الإسكندرية لإبداء رأيه طبقاً للمادة 49 من قانون تنظيم محاكم الجنايات ووردت منه مشفوعة برأيه فى 15 منه بنمرة 401 . وحيث عن تهمة سلامة(---) الملقب بالكيت فإنه لم يوجد ضده سوى أقوال سكينة وحسب الله (---) التى لم تؤيد بأى دليل من الأدلة المقنعة حتى يمكن الأخذ بها والتعويل عليها فى الحكم بإدانة الشخص المذكور فيما هو متهم به كما وأن المحكمة ترى فيما يختص باتهام كل من أمينة بنت (---) ومحمد (---) الشهير بالنص زوجها بالاشتراك فى قتل نبوية بنت (---) بالاتفاق والمساعدة أن الأدلة التى وصلت إليها التحقيقات لا تكفى لإثبات التهمة الموجهة إليهما ويتعين الحكم حينئذ ببراءة الثلاثة المتهمين المذكورين لعدم ثبوت التهمة المسندة إليهم ثبوتا كافياً عملاً بالمادة 50 من قانون تشكيل محاكم الجنايات . وحيث أن تهمة إخفاء المصوغات المسروقة المنسوبة إلى على (---) فإنه ثابت من اعترافه أنه اشترى جانباً من مصوغات المجنى عليهن على أربع دفع من رية وسكينة بحضور حسب الله (---) ومحمد (---) وذلك أثناء المدة من نوفمبر سنة 1919 لغاية 12 نوفمبر سنة 1920 بالإسكندرية ولكنه يدعى أنه كان يجهل مصدر تلك المصوغات الحقيقى . وحيث أنه مع التقدير المذكور لم يشتر تلك المصوغات إلا فى أربع دفع كما يقول وليست فى ست دفع كما قالت سكينة فقد تبين للمحكمة أنه كان يعلم بسرقة المصوغات عند شرائه إياها بدليل حصول الشراء خفية وبثمن يقل عن نصف قيمتها الحقيقية وبدون أن يحتاط فى أخذ الضمانات التى يكون من شأنها إخلاء مسئوليته عند الاقتضاء وإسراعه بكسر معظم تلك المصوغات لإضاعة معالمها وحيث أنه مما تقدم تكون تهم الجرائم المسندة إلى محمد (---) ثابتة قبله فى الأربع وقائع المعترف بها فقط وعقابة ينطبق على نص المادة 279 فقرة أولى من قانونه العقوبات مع مراعاة المادة 36 منه بالنظر إلى تعدد الجرائم .................. ............. فلهذه الأسباب وبعد الاطلاع على النصوص القانونية المتقدم ذكرها حكمت المحكمة حضورياً: أولا : على كل من رية وسكينة بنتى (---) وحسب الله (---) ومحمد (---) وعرابى (---) وعبد الرازق (---) بعقوبة الإعدام . ثانياً : على .... على (---) الصائغ بالحبس مع الشغل لمدة خمس سنوات . ثالثا : ببراءة كل من سلامة (---) والحرمة أمينة (---) الشهيرة بأم أحمد وزوجها محمد (---) الشهير بالنص مما أسند إليهم فى هذه الدعوى ورفض الدعوى المدنية الموجهة قبلهم وقبل على محمد (---) الصائغ "............. هذا ما حكمت به المحكمة بجلستها العلنية المنعقدة بسراى محكمة الإسكندرية الأهلية فى يوم الأثنين 16 مايو سنة 1921 الموافق 8 رمضان سنة 1339. رئيس المحكمة مــــلاحــظـــــــــة هذه القضية قيدت بجدول النقض تحت رقم 1937 سنة 38 قضائية وحكم فيها من محكمة النقض والإبرام برفض الطعن فى 30 أكتوبر سنة 1921 .ونفذ حكم الإعدام داخل الإسكندرية فى 21 و 22 ديسمبر سنة 1921 حصريا ... تقرير الطبيب عن المسجونين وزارة الداخلية - تفتيش عموم السجون - سجن الاسكندرية نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 4919الاسم: سكينة على محمد همام العمر: 20 سنةوزنه عند دخول السجن : 47 كجموزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 53 كجمتاريخ دخوله السجن: 17 نوفمبر 1920تاريخ الحكم: 16 مايو 1921تاريخ التنفيذ عليه : 21/12/1921حالته الصحية عند دخول السجن: جرب بالجسمحالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جريئة ورابطة الجأشآخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: أنا جدعه وباتشنق محل الجدعان وقتلت 17 وغفلت الحكومة ونطقت بالشهادتين مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: أربع دقائق ------------------------------ نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 5560الاسم: ريا على محمد همام العمر: 35 سنة وزنه عند دخول السجن : 42 كجموزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 50,50 كجمتاريخ دخوله السجن: 16 ديسمبر 1920تاريخ الحكم: 16 مايو 1921تاريخ التنفيذ عليه : 21/12/1921حالته الصحية عند دخول السجن: جيدةحالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: باهتة لون الوجه وحائرهآخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: اودعتك يا بديعة بنتى عند الله ونطقت بالشهادتين مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: دقيتين نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 5639الاسم: محمد عبد العال العمر: 24 سنة وزنه عند دخول السجن : 67 كجم وزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه : 74 كجم تاريخ دخوله السجن: 20/12/1920تاريخ الحكم: 16 مايو 1921تاريخ التنفيذ عليه : 22/12/1921حالته الصحية عند دخول السجن: جيدة حالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة: جرىء جدا ورابط الجأش وبحالته الطبيعية آخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه: كتف شد حيلك ونطق بالشهادتين مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: خمس دقائق ---------------------------------- نمرة المسجون بالدفتر العمومى : 5638الأسم : حسب الله سعيد مرعىالعمر: 27 سنةوزنه عند دخوله السجن : 70كجموزنه آخر مرة قبل التنفيذ عليه: 72 كجمتاريخ دخوله السجن : 20/12/1920تاريخ الحكم : 16 مايو 1921تاريخ تنفيذ عليه: 21/12/1921حالته الصحية عند دخوله السجن : سحجات مسطحة بالظهرحالته الصحية قبل التنفيذ عليه مباشرة : جرىء جدا ورابط الجأشآخر عبارة فاه بها قبل التنفيذ عليه : نطق بالشهادتين واقر بأنه صحيح قتل خمسة عشر 15 وليس سبعة عشر17مدة الزمن التى شعر بدق النبض فيها عقب الشنق: ثلاث دقائق مسـارح الجريمـة البيوت التي شهدت الجرائم كانت أربعة، وكلها تقع قرب ميدان المنشية. وكان سوق زنقة الستات القريب من ميدان المنشية هو الذي اعتادت السفاحتان اصطياد معظم ضحاياهما منه، والبيوت هي:• رقم 5 شارع ماكوريس.• رقم 38 شارع علي بك الكبير.• رقم 16 شارع النجاة.• رقم 8 حارة النجاة.عاش ريا وسكينة في حي اللبان الواقع بين حي المنشية ومنطقة ميناء البصل بالاسكندرية . ورغم مرور أكثر من 85 عاما على إعدام تلك العصابة التي سكنته إلا أنه لا يزال قائما حتي يومنا هذا يحتفظ بذكرياته عن ريا وسكينة، بدءا من حكايات العجائز من سكان الشارع، مرورا بالمنزل الذي بني مكان منزل ريا وسكينة بعد هدمه، انتهاء بصورهما التي جعلت من قسم شرطة الحي مزارا لعشاق الاثارة وأخبار الجريمة.بالطبع تغيرت بعض معالم الحي عن فترة العشرينات من القرن الماضي والتي شهدت جرائم ريا وسكينة. فتم نقل قسم شرطة اللبان الذي كان يطلق عليه وقتها اسم «كراكون اللبان» الى مكان آخر ليتحول موقعه الى باحة مزروعة ببعض الأشجار. ولقد ظل منزل ريا وسكينة مهجورا لوقت طويل ولم يجرؤ أحد على السكن فيه. حتى كانت منتصف الخمسينات حين سكنه أحد الفتوات الذين أطلق الناس عليه اسم «محمود إبن ريا» لشهرته الواسعة في الاجرام. فكان يدخل البيت ليلا ويبيت فيه ويخرج بقطع الرخام التي كانت تشكل أرضية المنزل ليبيعه. ونتيجة لذلك انهار المنزل في أحد الايام، بعدها ظل المنزل كومة من التراب كان الناس يطلقون عليها إسم «الخرابة» حتي أوائل الستينات حين تم بيع الأرض بمبلغ 60 جنيها وبني محله منزل من خمسة أدوار وهو المنزل الذي يحمل رقم 5 في شارع محمد يوسف فخر الذي كان اسمه في الماضي ماكوريس.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق