الصفحات

الاثنين، 29 فبراير 2016

بين تلك الوجوه الكثيره أراك





بين تلك الوجوه الكثيره أراك


بين تلك الجموع الهائمه صدقني أراك ...


فقط إقترب ... 

لترى النرجس ... لترى الشمس .. لترى الندى لتلامس الروح المُتراقصه على وترك ..
لتتنفس الحب ..و ذاك ماأُعطيك ولاأنتظر منك شيئا ...!!!

كم سرحت بك كل ليله 

وكم تجرأت ونطقت بإسمك .. وحاولت أن أُترجمه فلم يَكن الناتج إلا ....


صفة من اربع حروف ....

جمعت وطرحت ضربت وقسمت والناتج هو الناتج في الحالتين

.... نفس الصفه ....


فــ بالله عليك.. أين المخرج وكيف المفر منك..أخبرني 

فأنا أجدني أهرب منك إليك .. دعني أخبرك بحماقاتي ..

حين أتأمل أصابع يداي وهي دائماً أقرب شيئاً لعيناي.....

حيث أني دائماً أتأملها ..أقول بأن البشر ليسوا سواسيه 


، وبلمح البصر أتذكرك.. فأقول لأ كلهم سواسيه إلا.. هو ...


حين أتأمل السماء الغيوم .. الأشجار وأغصانها يلاعبها النسيم 

فتتمايل بعض من أوراقها يتساقط.. يطيب لي ذاك المنظر ...فأراك ... أتُصدقني لو قلت ذلك فهنا لوحة جمال ..إذا أنت هنا


\\
//


قد أرسم لك في مُخيلتي هالة بيضاء.. نورها يشع مع كل لحظة جمال.. أشعر بها في الوجود صحيح بأني لم أراك ولن أراك ..


لكن لاأستطيع مجاراة قلبي معك ...


أتعلم ياأنت..حين يأتي الليل.. ويعم السكون على الوجود.. فيتحول لون السماء من السماوي إلى الأسوووود .....


فتظهر نجومه المُتــــلألئه.. وقمره المُبتســــم.. ورهبتــــه الغالـــبه..


أعشق ذاك الحال للسماء بجماله ..بشاعريته.. بعذوبته ... بهدوءه .. لحظه هنا قمة جمال ..؟ إذا أنت هنا ..












صدقني... ينام الجميع وأنت منهم .. حينها أنا لاأنام.... أعيشك بتلك اللحظه..


أسرح بك... ويأخذني الخيال الطاهر بعيداً ... فأرى وروداً ومروجاً وفراشات وأنهار 


وصوت بلابل تغرد بصوت طَروب 


ماأجمل ذاك الخيال حين يكون مع الطبيعه ... هل توافقني بأن هنا نبضة جمال .

مؤكد ..!
لأنك هنا ... وغير ذلك كثير ..... فأنت للجمال عنوان .



بعد أن يُنهكني التفكير أستسلم للنوم ... أتصدق.. لو قلت بأني حين أصحو وأفتح عيناي أتلو وُرد الصباح وأدعو لك ...لأنك لست عابر على فؤادي لا .. أكثر من ذلك 

هو انت ’’
حقاً أراك عالم مُختلف..أراك عالم جميل ... أراك قلبٌ ينبض ... أراك حياة تدب في جسد ...؟؟؟ وقد تكون أجساد ؟
وهذا ما يؤلم في بعض الأحيان ..

==================================

بين تلك الوجوه الكثيره أراك ... بين تلك الجموع الهائمه صدقني أراك ...فقط إقترب ... 
لترى النرجس ... لترى الشمس .. لترى الندى ..لتلامس الروح المُتراقصه على وترك ..
لتتنفس الحب ..و ذاك ماأُعطيك .. ولاأنتظر منك شيئا ...!!!
كم سرحت بك كل ليله وكم تجرأت ونطقت بإسمك وحاولت أن أُترجمه فلم يَكن الناتج إلا .... صفة من اربع حروف ....
جمعت وطرحت ضربت وقسمت والناتج هو الناتج في الحالتين 
.... نفس الصفه ....
فــ بالله عليك أين المخرج وكيف المفر منك ...أخبرني 
فأناأجدني أهرب منك إليك ...دعني أخبرك بحماقاتي ....
حين أتأمل أصابع يداي وهي دائماً أقرب شيئاً لعيناي حيث أني دائماً أتأملها أقول بأن البشرليسوا سواسيه ، وبلمح البصر أتذكرك فأقول لأ كلهم سواسيه إلا.... هو ...
حين أتأمل السماء الغيوم الأشجار وأغصانهايلاعبها النسيم فتتمايل ،بعض من أوراقها يتساقط يطيب لي ذاك المنظر ...فأراك ... أتُصدقني لو قلت ذلك فهنا لوحة جمال ..إذا أنت هنا ..
قد أرسم لك في مُخيلتي هالة بيضاء نورها يشع مع كل لحظة جمال أشعر بها في الوجود صحيح بأني لم أراك ولن أراك ..
لكن لاأستطيع مجاراة قلبي معك ...
أتعلم ياأنت حين يأتي الليل ويعم السكون على الوجود فيتحول لون السماء من السماوي إلى الأسوووود فتظهر نجومه المُتلألئه وقمره المُبتسم ورهبته الغالبه أعشق ذاك الحال للسماءبجماله بشاعريته بعذوبته ... بهدوءه ... لحظه هناقمة جمال ..؟ إذا أنت هنا .......
صدقني ينام الجميع وأنت منهم .. حينها أنا لاأنام أعيشك بتلك اللحظه أسرح بك ويأخذني الخيال الطاهر بعيداً ... فأرى وروداً ومروجاً وفراشات وأنهار وصوت بلابل تغرد بصوت طَروب ماأجمل ذاك الخيال حين يكون مع الطبيعه ... هل توافقني بأن هنا نبضة جمال .. مؤكد لأنك هنا ... وغيرذلك كثير . فأنت للجمال عنوان .
بعد أن يُنهكني التفكير أستسلم للنوم .... أتصدق لو قلت بأني حين أصحو وأفتح عيناي أتلو وُرد الصباح وأدعو لك ...لأنك لست عابر على فؤادي لا .... أكثر من ذلك ... أتصدق ؟ 
هيه ياأنت 
حقاً أراك عالم مُختلف ... أراك عالم جميل ... أراك قلبٌ ينبض ... أراك حياة تدب في جسد ...؟؟؟ وقد تكون أجساد ؟
وهذا ما يؤلم في بعض الأحيان ... 
(أطيب الأمنيات وأعذبها للجميع مع إكليل الأمنيات بالسعاده ورضى الله قبل أي شيء )
بقايا جرووح

كـُـن مستمعاً بارعاً ....


كن مستمعا بارعا 
- د. طارق الحبيب
لا تقتصر براعة الحديث على أسلوب الكلام وجودة محتواه .. بل إن حسن
الإصغاء يُعد فناً من فنون الحوار، وكم تحدث أناس وهم لا يريدون الذي
يحاورهم ، بل يريدون الذي يُصغي إليهم كي يبوحوا بما في صدورهم

 وبراعة الاستماع تكون بـ :
الأذن ، وطَرْف العين ، وحضور القلب ، وإشراقة الوجه ، وعدم الانشغال
بتحضير الرد ، متحفزاً متوثباً منتظراً تمام حديث صاحبك

 وتذكر أنك :
لن تستطيع أن تفهم حقيقة مراد محاورك ما لم تكن راغباً بجدية
 في الإنصات إلى حديثه .. كما أن معرفتك بحديث المتكلم لا تغنيك
عن الاستماع .. وقد روت كتب السيرة أن شاباً قام فتكلم في مجلس
عطاء بن أبي رباح ، فأنصت له كأنه يسمع حديثه لأول مرة ، فلما انتهى
الشاب وانصرف تعجب الحاضرون من عطاء ، فقال : والله إني لأعلم
الذي قاله قبل أن يولد

من لي بإنسان إذا خاصمته *** وجَهِلت كان الحِــــلم رد جـــــوابه
وتراه يُصغي للحديث بسمعه *** وبقلبــــــه ولعلـــــــــــه أدرى بـــه

والإصغاء الجيد أبلغ ما يكون أثره في المقابلة الأولى ، وفي اللقاءات
العابرة ، للأثر الطيب لمثل هذه اللقاءات في النفوس ، ولأن الحوار فيها
يكون عاماً لا يستدعي مداخلة في أكثر الأحيان ، وفيها يتشكل انطباع
 كل فرد عن الآخر .. وكم أثنى الناس على حسن حوار فلان مع أنه
يطيل الصمت

قال بعض الحكماء :
 صمتك حتى تُستنطَق ، أجمل من نُطقك حتى تسكت

يقول دايل كارنيجي :
 إن أشد الناس جفافاً في الطبع ، وغلظة في القول ، لا يملك إلا أن يلين ،
وأن يتأثر إزاء مستمع صبور، عطوف ، يلوذ بالصمت إذا أخذ
محدثه الغضب

قال أحد حكماء العرب :
 إذا جالستَ العلماء فأنصت لهم .. وإذا جالست الجُهَّال فأنصت لهم أيضاً ،
فإن في إنصاتك للعلماء زيادة في العلم ، وفي إنصاتك للجُهَّال زيادة
في الحلم

ونقل ابن عبد ربه في "العقد الفريد" عن بعض الحكماء
قوله لابنه :
يا بني .. تعلَّم حسن الاستماع كما تتعلم حسن الحديث، وليعلم الناس
أنك أحرص على أن تسمع منك على أن تقول

 ويخطئ بعض الناس ب :
المبالغة في الإنصات لدرجة عدم الكلام مستشهدين بالحكمة الدارجة
 إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب

 فلهؤلاء أقول : لولا الكلام لما عرفنا هذه المقولة

ولذا ما أدق فهم الجاحظ حين قال :
ليس الصمت كله أفضل من الكلام كله ، ولا الكلام كله أفضل من السكوت
كله ، بل قد علمنا أن عامة الصمت أفضل من عامة الكلام

وليس الخجل من الحديث أمراً محموداً ، فقد يكون ذلك الساكت
 ممن تنقصهم مهارة الحديث أو به علة نفسية كالرُهاب الاجتماعي،
 أو اضطراب في شخصيته يجعله يتجنب الحديث مع الآخرين

  حادثْهُ بإسمه :
احرص على معرفة اسم مجالسك وادعه به ، وليكن ذلك في أول الحوار،
مثل قولك :  هل لي أن أتشرف بمعرفة اسمك الكريم ؟ ثم خاطبه به
مقروناً بلفظ التقدير الذي يفضله ، ويختلف ذلك من مجتمع لآخر
فمنهم من يكون قمة التقدير عنده أن تدعوه بأكبر أبنائه ، ومنهم
من يفضل مناداته بدرجته العلمية : كأستاذ أو مهندس أو دكتور

 وليكن اسمه جزءاً أساسياً من خاتمة الحوار كقولك :
 لقد كانت مناسبة سعيدة أن تعرفنا عليك يا أخ فلان .. فهي كالطابع
 في نهاية الرسالة لابد منه ، ثم إن لاقيته ثانية فابدأه باسمه
ولا تبالغ في ترديد اسمه بين كل حرفين ، فإن ذلك مما يمجه الذوق
وتبغضه النفس .. وتذكَّر أن كبير السن يبهجه التصاغر أمامه والتقرب
إليه ، ولذلك كان إبراهيم ينادي آزر بنداء الأبوة مضافاً إليه : يا أبت
ومن اللياقة أن تعرفه بالحاضرين ، وتعرف الحاضرين باسمه ،
مما يشعره أنه واحد منهم لا غريباً عنهم .. كما قد يسهل ذلك عليك أن
تقرره بحقيقة تريد بيانها ، وذلك بإدراج اسمه ضمناً كقولك :
" وأظنني والأخ فلان متفقين على هذا الأمر" وكم ابتهج وضيع بذكر
اسمه من رفيع ، وأنسته البهجة موضوع الحوار وأقبل على
ما كان يرفضه قبل حين 

قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه - :
 ثلاثة تُثبت المحبة لك في قلب أخيك : أن توسع له في المجلس ،
 وأن تدعوه باسمه ، وأن تبدأه بالسلام

 حـسـن الـبـيـان :
الفصاحة والبيان يفعلان فعل السحر في السامع  فصاحة من غير إغراب
ولا تعقيد ، وبيان من غير تشدق ولا تفيهق 

قال الجاحظ :
 البيان ترجمان القلوب وصقل العقول

وما أحلى الحوار بكلام يأتي بقدر الحاجة في وقت الحاجة ،

وقد رُوى عن عمر- رضي الله عنه - أنه قال :
 إن أندم على شيء من الدنيا ، فلا أندم إلا على ثلاثة ذكر منها
وأن أجالس أناساً ينتقون كلامهم كما يُنْتَقَى أطايب الثمر

 ومن ضروب البيان تبسيط الفكرة ومقارنتها بغيرها 

سئل الشاعر أحمد شوقي :
 لماذا تكتب القصائد ذات الحكايات الخرافية ؟ فقال : لأن الأمثال وحدها
بدون حكاية عبارة جافة سرعان ما تنسى ، كما أنها لا تثير الاهتمام
أما الحكاية فهي تستثير اهتمام الطفل لمتابعة حوادثها حتى النهاية ،
وبالتالي لفهم العظةالأخلاقية التي هي هدف القصيدة ويقتنع بها 

 ومما يفسد البيان عجمة بعضهم :
 باستخدام ألفاظ غير عربية أو رطانتهم بسرد التعابير التقنية التي يعرفها
من خلال تخصصه - كطبيب أو مهندس - أو من حصيلة قراءته العامة ،
أو لعله يتباهى بها أمام من يجهلها ، وربما كان هو بها أجهل فما أجمل
بساطة العبارة ، من غير إطالة ولا تكرار، حتى لا يخل بعض الكلام ببعض
فكم ضاع حق بسوء عبارة ، وظهر باطل بحسن طلاوة ، كما أنه ينبغي
على المتحدث ألا يسرع بعرض أفكاره فَيُعْجِزُ عن ملاحقته ولا يبطئ
 فَيُمَلَ منه ويترك ، وأن يكون واضح العبارة لا تجد صعوبة  في تتبع
كلماته وينسى البعض أثناء حديثه .. فهو حينما ينتقل من فكرة لأخرى
 أو ينشغل بالتفكير في ثالثة ، فإنه لا ينقطع عن الحديث بل يظل يعيد
بعض الأحرف أو الكلمات مثل " فا.. فا .. آ آ .. يعني يعني ..  وما كان
ذلك إلا لخوفه من المقاطعة أو أنه سريع الحديث فيصعب عليه التحكم
في ألفاظه نظراً لانشغال عقله في وصل الحوار

 ومن البيان أن :
يعرف متى يتكلم ، ومتى ينصت ، ومتى يجيب إشارةً ، وما أجمل كذلك
 أن يطرز كلامه بشواهد الشعر والنثر دون المبالغة في ذلك

قال أبو العتاهية :
  لو شئت أن يكون حديثي كله شعراً موزوناً لكان

 ومن البيان أيضاً أن :
 يكون الفرد موضوعياً، فالناس تشدهم الحقائق وتضايقهم العموميات ،
ويحترمون من يرفد حديثه بالأرقام والتواريخ والأحداث الخلاف
 طبيعة بشرية شيءٌ لابد منه ، ذلك هو اختلاف الآراء، ولعله من أسباب
تتابع الرسل وتوالي الكتب

{  كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ
وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ }

ويكون الاختلاف في أمور الدين والدنيا صغيرها وكبيرها ، ولعل سبب
ذلك تباين الطبائع ، فالناس مختلفون في عقولهم وأفهامهم، وفي ميولهم
ورغباتهم ، وفي تنشئتهم وثقافتهم . ولقد اختلف أبو بكر وعمر
ـ رضي الله عنهما - مرات عديدة في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم
فما عنَّف واحداً منهما

وكم من المرات التي اختلف بعض الصحابة رضوان الله عليهم مع النبي
 صلى الله عليه وسلم ذاته مثلما كان من عمر رضي الله عنه في أسرى
بدر، وكذلك الحباب بن المنذر رضي الله عنه في اختيار موقع معسكر
المسلمين في غزوة بدر، فقد كان من منهجه صلى الله عليه وسلم
استشارة أصحابه ، فلربما سمع رأياً آخر فاستحسنه

فإذا أدرك المحاور قبل حواره أن الاختلاف وتبادل الآراء طبيعة بشرية ،
أقبل على مُحَاوِرِه بنفس مطمئنة، وروح هادئة ، تكون سبباً في تقارب
وجهات النظر وإماتة روح الفرقة والاختلاف ، وإن ننس فلا ننسى
 قول الشاعر

واختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية

فالنقاش حوار عقول ، والمودة حوار عواطف ، فخلاف بسيط في وجهات
النظر لا يُذْهِب بالمودة والمحبة، ويأتي بالعداء والخصومة

قال يونس الصدفي ـ رحمه الله -:
ما رأيت أعقل من الشافعي .. ناظرته يوماً في مسألة ، ثم افترقنا ،
ولقيني،  فأخذ بيدي، ثم قال : يا أبا موسى ، ألا يستقيم أن نكون
إخواناً وإن لم نتفق في مسألة
  لتحسن العرض :

يقول بشر بن المعتمر:
 من أراد معنى كريماً فليلتمس له لفظاً كريماً ، فإن حق المعنى
 الشريف اللفظ الشريف

وقال أرسطو:
لا يكفي أن يعرف المرء ما ينبغي أن يقال ،  بل يجب أن يقوله كما ينبغي

طالما رُفِضَتْ أفكار ورُدَّتْ أطروحات لأن صاحبها لم يحسن عرضها
في قالب جيد .. حيث تجد بعضهم يقوم بنقض الثوابت لدى الطرف المقابل
فجأة وبدون تقديم تدريجي لها في بدء حواره ، فلا يكتب له القبول
ولذلك نجد أن الحوار القرآني مع الكافرين في مختلف سور القرآن الكريم
يعرض ابتداءً آيات الإعجاز الكونية وعظمة خالقها حتى يقرها
في نفوسهم ، ثم في النهاية يباشرهم بحقيقة الدعوة والوعيد الشديد
 إن هم أعرضواوابتعد التقريرية في حوارك - ما أمكن - واستبدل الأوامر
بالاقتراحات تمتلك زمام صاحبك دون أن تسيء إليه أو تستثير عناده،
 بل حاول أن تشعره بأن الفكرة فكرته

قال حكيم الصين " لاوتي " :
والرجل العاقل هو الذي إذا أراد أن يعلو على الناس وضع نفسه أسفلهم ،
وإذا شاء أن يتصدرهم جعل نفسه خلفهم .. ألا ترى إلى البحار والأنهار
كيف تتلقى الجزية من مئات الترع والجداول التي تعلوها

 ولتقدر أفكار صاحبك ،:
 ولتبد عطفك على رغباته ، واجعل الحوار فيما يهمه تجده يقبل
شغوفاً على الأمر الذي تقترحه عليه

جاء شاعر مبتدئ إلى شاعر كبير كي يعرض عليه مقالة كتبها وضمنها
شيئاً من شعره ، فقرأ الشاعر المقالة ووجد أبيات الشعر مكسرة عليلة
خالية من أي حس شعري ، فقال له : إني وجدتك تجيد النثر أكثر
 من الشعر، فهلا جعلتها قطعة نثرية بحتة ، فأعجب المبتدئ هذا
 الاقتراح فعمل به ومن حسن العرض أحياناً الحديث بأسلوب يثير التساؤل
عند الطرف الآخر فيدفعك بأسئلته للتحليق في الميدان الذي تريده
والمحاور الجيد هو الذي لا يبدأ حواره بلغة رسمية لأنه إن فعل ذلك
فسيكون الحوار رسمياً ، أما لو بدأ الحوار بلغة ودودة خالية
من الإلحاح والقلق فإن المودة والاحترام سيكونان مآل ذلك الحوار

وصدق من قال :
من لانت كلمته وجبت محبته
وصف بعضهم رجلاً بليغاً فقال

كلامه سمح سهل ، كأن بينه وبين القلوب نسب ، وبينه وبين الحياة سبب
، كأنما هو تحفة قادم ، ودواء مريض ، وواسطة قلادة

  طلب الحق :
إن المسلم الصادق ينشد الحقيقة ويفر من الخديعة ، همّه بلوغ الحق
سواء على يده أو على يد محاوره فالحكمة ضالته وقد انتقدت امرأة
 عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في مسألة تحديد المهور وهو في
خطبته على ملأ من الناس ، فقال : أصابت امرأة وأخطأ عمر فحفظ
التاريخ روعة ذلك الحدث لعمر - رضي الله عنه - ونُسيت بل حتى لم يذكر
المؤرخون اسم تلك المرأة التي استطاعت أن تصوب قرار الخليفة

قال الإمام الشافعي 
ما كلمت أحداً قط إلا ولم أبال بيَّن الله الحق على لساني أو لسانه

وقال أبو حامد الغزالي
 أن يكون في طلب الحق كناشد ضالة لا يفرق بين أن تظهر الضالة على
يده أو على يد من يعاونه،ويرى رفيقه معيناً لا خصماً ، ويشكره إذا
 عرفه الخطأ وأظهر له الحق ومن طلب الحق أن تضع نفسك مكان
محاورك وتبحث في الأسباب المحتملة لحيدته عن الحق

ولا نرفض الحق إن جاءنا من غير المسلم حتى لو كان في أمر ديننا فما
بالك إن جاءنا من إخواننا في أمور دنيانا ،
ومما يبتلى به بعض الناس حب الحديث لحاجة وبدون حاجة ، وشهوة
السيطرة على المجالس ، وإظهار البراعة والثقافة ، وانتزاع الإعجاب
وانتظار الثناء من الآخرين ، وهذا ولا شك مما يحبط أعمالهم وقلما
يجدون به القبول عند الناس

قال الشاعر أحمد شوقي 
إذا رأيت الهوى في أمة حكماً ** فأحكم هنالك أن العقل قد ذهبا

ولذلك حبذا لو راجع الدعاة إلى الله أنفسهم من وقت لآخر ، لأن وظيفتهم
التي شرفهم الله بها تعتمد في أصلها على الحوار .

 ولقد فطن لذلك عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - بقوله :
  والذي لا إله غيره ما على ظهر الأرض شيء أحوج إلى طول
سجن من لسان 

كما يجب أن نتذكر أن هوى النفس لا يأتي عرياناً بل مزخرفاً بألفاظ النية
الخالصة : " إحقاقاً للحق أقول " .. " انتصاراً للأمة " .. ثم يندس
 هواه بعد ذلك من حيث يعلم أو لا يعلم  ولذلك ينبغي للمحاور أن يقف
 مع نفسه قبل كل حوار وقفتين

  هل نيتي خالصة لله في هذا الحوار  :
فإن غلب على ظنه أن نيته خالصة ، وقف وقفته الثانية هل هناك فائدة
ترجى من هذا الحوار ؟ أم لعله يثير فتنة ، أو مدعاة لترف فكري من
غير ضرورة، أم أن تركه خير من نتيجته المرجوة في أحسن الأحوال
ولكن يا تُرى لو خلصت النية في حوار مفيد ، ثم طرأ عليها عارض
 من الشيطان ، هل يحجم عن الحوار أم يستمر فيه ؟ لا ريب أن هذا
من مداخل الشيطان ، بل عليه أن يستمر ، ويدعوا الله أن يخلص
له قصده

   لا تتعصب :
الحق هو ضالة المؤمن ، ينشده حتى ولو كان على نفسه ، فذلك العقل
بعينه والتحرر من تبعية الهوى  والمتعصب هو ذلك الإنسان الذي غطى
هواه على عقله ، فهو لا يرى غير رأيه ، بل ويستغرب أحياناً ، وأحياناً
يسفه آراء غيره . كما تراه يكثر من مقاطعة محاوره ، وقلما اعترف بخطأ
، بل يكثر الردود ويسعى لحماية نفسه وما يخصه ، ويدافع عن رأي
مسبق يعتقد به حول الموضوع محط الحوار دون تفكير ونظر فيما يسمعه
من أفكار وآراء الآخرين . كما تراه يقطع ويجزم في كل شيء يتحدث به ،
 وقلما قال : أحياناً أو في بعض الأحوال ، بل يستبدل ذلك بقوله: دائماً

قال الشاعر
دع الجدال ولا تحفل به أبداً ** فإنه سبب للبغض ما وُجِدَا

والمتعصب يدور مع فكرته حيث دارت ، وقد يضطر للتفكير بطرق
متناقضة في ذات الحوار دعماً لفكرته العقيمة. ومن هذا المنطلق السقيم
نشأت الحزبيات في العمل الإسلامي وتعددت المناهج ، مما كان له بالغ
الأثر في اضطراب الصفوف وتأخر الوحدة

قال الشيخ "عبدالرحمن السعدي"
ـ رحمه الله ـ في تفسير قوله تعالى :

 { الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ *
 وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ }
(المطففين :2ـ 3) :

"دلت الآية الكريمة على أن الإنسان كما يأخذ من الناس الذي له ، يجب
أن يعطيهم كل ما لهم من الأموال والمعاملات ، بل يدخل في عموم هذا :
الحجج والمقالات، فإنه كما أن المتناظرين قد جرت العادة أن كل واحد
منهما يحرص على ما له من الحجج ، فيجب عليه أيضاً أن يبين ما
لخصمه من الحجة التي لا يعلمها ، وأن ينظر في أدلة خصمه كما ينظر
في أدلته هو .وفي هذا الموضع يعرف إنصاف الإنسان من تعصبه

وفي المقابل فليس الخنوع محموداً ، فإن قام شخص وتكلم في أمر لك به
صلة فلا تسكت ـ بعيداً عن التعصب ـ بل حاوره مسلماً بما عرضه من
حقائق، معترفاً بما انتقده من أخطاء، ثم انقله بهدوء إلى ما خفي عنه
 في ذلك الموضوع .. فهذا الضرب من الحوار يجعلك مثال الموضوعية
والأمانة ومحط احترام الآخرين وتقديرهم

 ومن أقبح التعصب أن :
 يكون هم المحاور إسقاط صاحبه ، وتتبع هفواته ، والتحايل عليه ،
رغبة في تحقيره ، فمن كان ذلك شأنه فليهنأ ببغض الناس له
قال النبي صلى الله عليه وسلم :

 ( أنا زعيم بيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً  )

ولا يعد الثبات على الحق والالتزام بالصواب المتعارف عليه لوناً
من التعصب ، فهناك من الأمور ما يجب الثبات عليه ولو اقتضى الأمر
حدوث ما يبدو أنه إساءة للطرف الآخر

 ومن التعصب :
ما نجده عند بعض كبار السن عند حوارهم مع الشباب؛ فهم متعصبون
لآرائهم ولا يقبلون رؤية الشباب ، لأنها ـ حسبما يقولون ـ ينقصها النضج
دون أن يبذلوا أدنى جهد في تقييم ذات الفكرة

 ومن التعصب أيضاً :/
إصرار بعضهم على كسب الحوار بنسبة مئة في المئة ، مما يثير التعصب

عند الطرف الآخر