الصفحات

الأحد، 11 مايو 2014

بي نظير بوتو.. ورثت العمل السياسي.. كما الاغتيال!!

بي نظير بوتو.. ورثت العمل السياسي.. كما الاغتيال!!

    ارتبط اسم السياسية الباكستانية بي نظير بوتو بالتحديث والديمقراطية لكن هذا كله توارى ليصبح اسمها مرتبطا بنهاية دموية.
انحدرت بوتو من عائلة سياسية شهيرة في باكستان كانت مماثلة لعائلة نهرو غاندي في جارتها وغريمتها الهند.





احتل والد بينظير وهو ذو الفقار على بوتو منصب رئيس وزراء باكستان في أوائل السبعينات فكانت حكومته احدى الحكومات القلائل التي لم يرأسها عسكري في العقود الثلاثة التي أعقبت الاستقلال.
ولدت بي نظير بوتو في اقليم السند عام 1953وتلقت تعليمها في جامعتي أكسفورد ببريطانيا وهارفارد بالولايات المتحدة واستمدت مصداقيتها كسياسية من تراث والدها.





وشغلت بي نظير بوتو منصب رئيسة وزراء باكستان مرتين ما بين عامي 1988و 1990و ما بين عامي 1993و. 1996.وفي الحالتين أقالها رئيس البلاد من منصبها بعد اتهامها بالفساد.
والاقالتان مجرد مرحلتين في حياة بوتو السياسية التي اجتاحتها العديد من حالات المد والجزر.. فقد كانت فور انتخابها لاول مرة وفي قمة شعبيتها إحدى أشهر القيادات النسائية في العالم.





وصورت نفسها بشبابها وأناقتها كالنقيض الحيوي للمؤسسة السياسية التي يهيمن عليها الرجال.
لكن بعد أن هوت من السلطة للمرة الثانية أصبح اسمها مرتبطا بالفساد وسوء الحكم.
وتقول هيئة الاذاعة البريطانية في تقرير لها حول السياسية الباكستانية الراحلة ان صلابة بوتو تجلت أول ما تجلت لدى سجن الجنرال ضياء الحق لوالدها عام 1977واتهامه بالقتل وبعد عامين تم اعدام والدها.
وسجنت بوتو قبيل اعدام والدها وقضت أغلبية السنوات الخمس من سجنها في حبس انفرادي وقد وصفت تلك الفترة بشديدة القسوة.





أسست بوتو خلال الفترات التي قضتها خارج السجن للعلاج مكتبا لحزب الشعب الباكستاني في العاصمة البريطانية لندن وبدأت حملة ضد الجنرال ضياء الحق.
وعادت بي نظير بوتو الى باكستان عام 1986وتجمعت في استقبالها حشود جماهيرية ضخمة.. وأصبحت رئيسة للوزراء بعد مصرع الجنرال ضياء الحق في انفجار طائرته عام
1988.وأثار عاصف زرداري زوج بي نظير بوتو الكثير من الجدل خلال فترتي حكمها.. وكان لزرداري دور رئيسي أثناء حكم بي نظير بوتو واتهمته حكومات باكستانية عديدة باختلاس ملايين الدولارات من الدولة وهي تهم ينكرها وتنكرها زوجته.





كما اتهم بإيداع هذه الاموال في حسابات سرية في مصارف أوروبية متعددة.. ويجادل محللون بأن طمع زوج بوتو قد سارع في سقوطها.. غير أنه وبعد عشرة أعوام لم يتم بعد اثبات أي من نحو 18تهمة بالفساد وارتكاب الجرائم أمام المحكمة على زرداري وان كان قد قضى 8أعوام في السجن.
أطلق سراح زرداري عام 2004بكفالة بعد اتهامات بأن التهم الموجهة اليه واهية ولن تؤدي الى ادانة.
وأنكرت بوتو بشدة الاتهامات الموجهة ضدها قائلة ان دوافعها سياسية.
وواجهت بي نظير بوتو حتى العفو عنها هذا الشهر خمس اتهامات على الاقل بالفساد لم تدن في أي منها.
لكنها أدينت عام 1999بعدم المثول أمام المحكمة إلا أن المحكمة العليا في باكستان نقضت هذا الحكم.
وظهرت بعيد ادانتها شرائط تسجيل عن محادثات بين قاض وعدد من كبار مساعدي رئيس الوزراء حينها نواز شريف تبين القاضي يتعرض لضغوط لاصدار حكم الادانة.
غادرت بوتو باكستان في نفس العام بعد ادانتها بوقت قصير لتقيم في الخارج مع أولادها الثلاثة فيما كان زوجها في السجن.. وظلت تلاحقها حتى في الخارج التساؤلات حول ثروتها وثروة زوجها.
وتقدمت بوتو باستئناف ضد ادانتها في المحاكم السويسرية بتنظيف الاموال.
وأقامت بوتو مع أولادها الثلاثة بعد خروجهم من باكستان في دبي بالامارات العربية المتحدة حيث انضم اليها زوجها بعد الافراج عنه عام
2004.وكانت بوتو دائمة التردد على العواصم الغربية لإلقاء محاضرات في جامعات ومؤسسات فكرية وللقاء مسؤولين حكوميين.
وقبل عودتها الأخيرة الى باكستان استقرت في العاصمة البريطانية لندن حيث اجرت هناك عدة جولات من المفاوضات مع الحكومة الباكستانية بزعامة برويز مشرف.
وعادت بوتو الى البلاد في نهاية هذه المفاوضات في شهر اكتوبرالماضي بعد اسقاط تهم الفساد عنها.
ويرى بعض المحللين ان بوتو كانت الحليف الطبيعي للجيش في وجه (القوى الاسلامية المتشددة) المنتشرة في باكستان.
لكن بعض الباكستانيين يرون ان مفاوضاتها مع القيادة العسكرية بمثابة خيانة للقوى الديمقراطية لأن هذه المفاوضات قد عززت قبضة جماعة مشرف على الحكم.
كما رأت الدول الغربية فيها الشخصية الشعبية ذات التوجهات الليبرالية التي كان بإمكانها اضفاء الشرعية على حكم مشرف الذي يخوض حربا ضد الإرهاب.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق