الصفحات

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

نحن والألوان ومعذرة لمن لا يحب الألوان



في البداية كنا نظن أن الألوان في شجار معا...
كل لون منهم كان بالنسبة للكثير من الناس هو الأفضل...
ومنهم من كان يظن أن اللون المفضل عنده هو لون حبيبته...
وصاحبي كان يحب لون فسطان أمه...
وسن لايت كان يحب لون فسطان المرحومة شقيقته...
سنقوم في جولة بين الألوان وعلى كل لون هو بذاته يخبركم بماذا يفكر...



اللون الأخضر يقول...
في الحقيقة أنا الأفضل...
أنا علامة الحياة والأمل...
لقد إختارني الله للعشب والشجر والأوراق...
بدوني كل الحيوانات سوف تموت...
أنظر الى الطبيعة أكثر الألوان فيها أنا...

 
هنا اللون الأزرق يقاطعه...
أنت فقط تفكر بالأرض والطبيعة...
ماذا عن السماء والبحر...
الماء الذي هو نبض الحياة ...وروح الحياة...
من أعالي السماء الى أعماق البحار...تشعر بالسلام...
هذه الروعة تزرع السلام في القلوب...
وبدون السلام والسعادة كل شيء لا شيء...

 
ينتفض اللون الأصفر مذهولا...
أنتما تتحدثان وكأنكما تملكان الحكمة...والحقيقة...
أنا أعطي للحياة الضحكة...والفرح...والدفء لهذا العالم...
الشمس...القمر...والنجوم...أنسيتم...كلها صفراء...
العالم بأسره يبتسم...
بدوني لا يوجد مرح...

 

البرتقالي أخذ يعطينا صوتا آخر...
أنا لون الصحة والعافية والقوة...
ممكن أن أكون نادرا في الحياة ولكني في الحقيقة ثمين للغاية...
أقدم خدمات للحياة البشرية...
في طياتي أحمل كل الفيتامينات المهمة...
فكروا بالجزر...البرتقال...والمانجا...
في الحقيقة أنا غير موجود حولكم دائما...
ولكن عندما أكون موجودا أملأ السماء...
عندما تشرق الشمس أكون أنا الحاضر....
عندما تغيب الشمس وأيضا أكون أنا الموجود...
جمالي يلفت النظر ولا أحد غيري يفعل ذلك...

 
اللون الأحمر لم يعد عنده صبرا...
وقف بقوة وفخر وثقة وإيمان...
أنا القانون بالنسبة لكم جميعا...
أنا لون الدم...الدم الذي يعطيكم الحياة...
أنا لون الخطر في الحياة...ولون الشجاعة أيضا...
عندي إستعداد لأن أحارب من أجل الأسباب...
أزرع النار في الدم...
بدوني العالم سيكون فارغا كالقمر...
أنا لون العشق...والحب...والولع...
الورود الحمراء ...والخشخاش...وكل ما يحبه قلبكم...
 
البنفسجي وقف بكل ما آتاه الله من أبهة...
كان طويلا للغاية ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك...
وتكلم بثقة...
أنا اللون الملكي...بدون منازع...أنا القوة...
الملوك...الرؤساء...كل هؤلاء إختاروني لعظمتي... 
أنا علامة السلطة والحكمة...
أنا لا أسأل...بل الكل يستمع لي...ويطيعني...
 
وأخيرا خرج الى حي الوجود لينطق بالحق...
أنا اللون النيلي...أنا الهاديء...أنا المميز بسكينتي...
ولكن بشيء من التحديد...فكروا بي أنا...
أنا لون الصمت الرائع...والقليل الذين ينتبهون لي...
وفي الحقيقة أنتم كلكم بدوني ألوان سطحية...بدون عمق...
أمثل الفكر...الإنعكاس الرائع...الشفق....وعمق المياه...
الكل بحاجة لي للتوازن والتباين...
للصلاة...والسلام الداخلي...
 
وهكذا طال التفاخر بين الألوان...
كل لون أراد أن يثبت أنه الأفضل في هذا الكون...
والتفاخر أخذ شيئا فشيئا يرتفع...في الواقع لم يكن خصام...
فالخصام للبشر...للكائنات الحية...والدماء البريئة أيضا لهذه الكائنات...
وفجأة من السماء خرجت الأضواء لتزرع في السماء قوة أخرى  ...
إنه البرق...والرعد...
وأخذت الأمطار تتساقط بشدة...
ودب الرعب في قلوب الألوان...كلها...
وأخذت تتجمع الواحد تلوى الآخر...وتحاول الإلتزاق بعضها ببعض...
جمعها الخوف والرعب والوحدة والفرقة...
وفي هذه الأثناء تكلم المطر...بصوت واضح لا خوف فيه...
أنتم أيها الألوان الأغبياء...تتخاصمون بين بعضكم البعض...
كل واحد منك يحاول أن يسيطر على الآخر ويأخذ مكانه...
ألا تعلموا بأن الذي خلقكم وصوركم لكل واحد منكم غرض وسبب...
كل لون منكم رائع...وفريد من نوعه...ومختلف...
كلكم..ضعوا أيديكم بعضها ببعض وتعالوا لعندي...
من الآن وصاعدا...عندما أهطل على الأرض...
كل لون منكم سوف يأخذ مسارا في السماء...
ولكل واحد منكم رسالة وسوف يعم السلام...
وسوف ترسمون قوس قذح...إنه أمل المستقبل...
وعندما تكون الأمطار نعمة من السماء سوف تغسل الأرض...
والعالم سيكون نظيفا...وعندها سيخرج قوس قذح الى العالم...
والكل سيراه في السماء...ساطعا...جميلا...رائعا...
لكل واحد منا شيء مميز...أولا أنا المطر...
وأنتم الألوان...كلنا هنا لنعطي الحق حقه...
نحن هدايا من الله لكل كائن في الأرض...خلقه الله...
والكل سبح بإسم ربه الذي خلق فأحس الخلق...
إذا يا صديقتنا الثائرة...
الصداقة ستبقى...والإحترام موجود...والثقة تتنزه...والحب يتغنج...
والفرح في القلوب بالرغم من قسوة الحياة...والإيمان هو كنز الإنسان...
والأمل هو الطريق الحقيقي في الحياة...وفقدات الشيء لا يعني الموت...
وقيمة الأشياء لن تزول في أفكار تأتي عشوائية الى عالمنا...
والنهاية بيد الرحمن وهو أرحم الراحمين...
إذا فلماذا الخوف...







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق