الصفحات

الأحد، 19 يناير 2014

هل تعرف من هو معلم أروبا و أستاذها ؟







قد تظن أنه أعطى الأوروبيين علماً معيناً أو كتباً محددة. لا يقتصر الأمر على ذلك بل قد أعطاهم ما هو أهم من هذا بكثير، لقد أعطاهم إضافة إلى الكثير من مؤلفاته الخاصة العديد من كتب الفلسفة اليونانية التي لم تصل الا عبر شروحه، إلى جانب منهجية البحث والنقد العلمي الفكري الخاصة به.

إنه الطبيب الفيلسوف ابن رشد

أبو الوليد محمد بن أحمد بن محمد بن رشد الأندلسي أحد أبرز فلاسفة الحضارة الإسلامية الذين أثروا في الشرق والغرب، وهو من أعظم المفكرين الذين حاولوا التوفيق بين الفكر الإسلامي والفلسفة اليونانية.
يسمى في الغرب بالشارح بسبب شروحه المتميزة لأعمال أرسطو، فلقد عني بكلام أرسطو وترجمه إلى العربية وزاد عليه زيادات كثيرة.
ترجمت كثير من مؤلفاته إلى عدة لغات، وظل الكثير من كتبه ضمن المقررات الدراسية في جامعة باريس وجامعات أوربية أخرى لمئات السنين. وبقي تأثيره على أوروبا حتى القرن السادس عشر.

ولد ابن رشد عام 520هـ ونشأ في أسرة اشتهرت بالعلم والقضاء وكان جده -واسمه أيضا محمد بن رشد أبو الوليد- فقيها مالكيا وإماما لجامع قرطبة الشهير.
وقد درس على أيدي مشاهير العلماء والفقهاء واستفاد من ذخائر مكتبات قرطبة، وكان بحرا في شتى العلوم من طب وفلسفة ومنطق وكلام وفلك وفقه ورياضيات وفيزياء وشعر وموسيقى.

ترك ابن رشد عددا ضخما من الكتب والآثار العلمية، لكن مع الأسف لم تصلنا كلها وبعضها ضاع أصلها العربي وبقيت ترجمتها.
له مؤلفات طبية تبلغ عشرين كتاباً أهمها (الكليات في الطب) وهو متوفر باللاتينية، و(التصوير الشمسي) وترجم الى اللاتينية والأسبانية والعبرية.
وفي علم الفلك له ملخص لكتاب المجسطي وقد ترجم الى العبرية، ورسالة في حركة الفلك اسمها (تلخيص كتاب النفس).
وأما الفلسفة فله فيها مؤلفات كثيرة منها: (فلسفة ابن رشد)، (فصل المقال فيما بين الحكمة والاتصال)، و(تهافت التهافت) في الرد على كتاب الامام الغزالي (تهافت الفلاسفة).
كما ألف (التحصيل في اختلاف مذاهب العلماء) ،(الضروري)في المنطق ،(منهج الأدلة) في الأصول، و(بداية المجتهد ونهاية المقتصد)في الفقه.
وله (جوامع كتب أرسطا طاليس) في الطبيعيات والإلهيات، و(علم مابعد الطبيعة).

كان ابن رشد دمث الخلق فقدّمه المنصور الموحدي وأجلّه فكان طبيباً في بلاطه. ثم اتهمه خصومه بالزندقة والإلحاد وأوغروا صدر المنصور عليه فأبعده عن البلاط وأحرق بعض كتبه. ثم رضي عنه وأذن له بالعودة في العام الأخير من حياته، وكانت وفاته عام 595هـ.

د. محمد فارس/موسوعة علماء العرب والمسلمين
باقر أمين الورد/ معجم العلماء العرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق