الصفحات

الخميس، 11 أبريل 2013

الشاعر ايليا أبو ماضي
****************

ولد شاعر المهجر الأكبر في قرية المحيدثة في لبنان سنة 1890  
ورحل إلى مصر عام 1902 وعمل في بيع السجائر والدخان. هاجر إلى أمريكا عام 1911 واتخذها مهجراً. ولذلك فهو من شعراء المهجر وهم الشعراء العرب الذين هاجروا إلى أمريكا وكتبوا وألّفوا هناك باللغة العربية، وتوفي عام 1957 في نيويورك..

ويعتبر ايليا أبو ماضي من أهم شعراء المهجر في أمريكا الشمالية. ومن المميزات في أسلوبه الشعري هي وحدة الموضوع وشدة الارتباط بين أجزائها وعناصرها بالإضافة إلى الفكرة الموحدة، لذلك وضع عناوين لقصائده تناسب ما تناولته القصيدة. 

أحدث تجديداً في الكلمة الشعرية، وجعلها تتسع لمضامين الحياة الاجتماعية والفكرية والنفسية من غير أن تخرج من إطار البساطة والوضوح.

نشر أبو ماضي في حياته أربعة دواوين وهي" تذكار الماضي " و " ديوان ايليا أبو ماضي " و " الجداول " و " الخمائل "، وأعد للطبع ديوانه الخامس " تبر وتراب ".

اشتهر ايليا أبو ماضي بالتفاؤل وحب الحياة والإيمان بجمالها، ودعا الناس إلى الأمل، كما دعا إلى المساواة بين الغني والفقير. ومن أشهر قصائد ايليا ابو ماضي "قصيدة الطين" و"فلسفة الحياة. 
  •  المدينة والقرية

  • بئس المدينة إنها سجن النهى وذوي النهى وجهنم الأحرار
  •  لا يملك الإنسان فيها نفسـه حتى يروِّعه ضجيج قطار
  • وجدت بها نفسي المفاسد والأذى في كل زاوية و كل جدار
  •  لله ما أشهى القرى و أحبها لفتىً بعيد مطارح الأفكار
  •  إن شئت تعرى من قيودك كلها فانظر إلى صدر السماء العاري
  • وامش على ضوء الصباح ، فإن خبا فامش على ضوء الهلال الساري
  •  عش في الخلاء تعش خلياً هانئاً كالطير حراً .. كالغدير الجاري
  •  عش في الخلاء كما تعيش طيورهُ الحرُّ يأبى العيش تحت ستار
  •  إني حسدت على القرى أهل القرى وغبطت حتى نافخ المزمـــار
  •  ليل وصبح بين إخوان الصفا ما كان أجمل ليلتي ونهاري .
فلـــــــســـفة الحـــــــــــيــــــاة

أيهذا الشاكي وما بك داء

كيف تغدو إذا غدوت عليلا..

إن شر الجناة في الأرض نفس

تتوقى قبل الرحيل الرحيلا..

وترى الشوك في الورود وتعمى

أن ترى فوقها الندى إكليلا..

هو عب‏ء على الحياة ثقيل

من يظن الحياة عب‏ء ثقيلا..

والذي نفسه بغير جمال

لا يرى في الحياة شيئاً جميلا..

فتمتع بالصبح ما دمت فيه

لا تخف أن يزول حتى يزولا..

أيهذا الشاكي وما بك داء

كن جميلا ترى الوجود جميلا..

التينة الحمقاء

وتينة غضـــــة الأفــــنان باســــــقـــــة *** قالت لأترابـــهــــا والصـــــيف يحتضر

بئس القضاء الذي في الأرض أوجدني***عندي الجمــال وغيري عنده النـــظــر

لأحبســــن على نفســـــي عوارفــهــــا***فــــلا يبين لـــهـــا في غيرهــــا أثـــر

لذي الجــناح وذي الأظفــار بي وطـر***وليــس في العيـش لي فيما أرى وطــر

أني مفصـــــــلة ظلي على جســــــدي***فلا يكـون به طـــــــــول ولا قصــــــر

ولســـــت مثـــمـــرة ألا على ثقــــــــة***أن ليس يطرقني طــــــير ولا بشــــــر

عاد الربيـــــــع إلى الدنيا بمــــــوكبــــه***فأزينت واكتســـــت بالســـندس الشـــجـر

وظلت التينـــــة الحمـــــــقاء عـــــــاريةً***كــأنهــا وتـــدفي الأرض أو حــــجـــــر

ولم يطــق صــاحـــب البســـــتان رؤيتها***فاجتثهــــا، فهوت في النار تســـــتعـــــر

من ليـــس يســـخو بما تســـخو الحـياة به***فإنه أحـــمــــق بالــــحــــرص ينتــحـــر







                     Kiss يا ملاكي   Kiss

أي شيء في العيد أهدي إليك
ياملاكي و كل شيء لديك؟
أساورا؟أم دملجا من نضار
لا أحب القيود في معصميك
أم خمورا؟وليس في الأرض خمر
كاللتي تسكبين من عينيك
أم وردا؟والورد أجمله عندي
الذي قد نشقت من خديك
أم عقيقا كمهجتي يتلظى؟
و العقيق الثمين في شفتيك
ليس عندي شيء أعز من الروح 

وروحي مرهونة في يديك


جمال قصيدة أبو ماضي التي تفضلت بكتابتها هو في اكتمال سياقها وحوارها فلطفاً منك قراءتها كاملة مع احترامي.

*** ابتسم ***

قال : السماء كئيبة ، وتجهما
قلت : ابتسم يكفي التجهم في السما

قال : الصبا ولى فقلت له ابتسم
لن يرجع الأسف الصبا المتصرما

قال : التي كانت سمائي في الهوى
صارت لنفسي في الغرام جهنما

خانت عهودي بعدما ملكتها 
قلبي فكيف أطيق أن أتبسما ؟

قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها
قضّيت عمرك كله متألما

قال : التجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما

أو غادة مسلولة محتاجة
لدم وتنفث كلما لهثت دما

قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها فإذا ابتسمت فربما ..

أيكون غيرك مجرما وتبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما

قال : العدى حولي علت صيحاتهم
أأسر والأعداء حولي في الحمى ؟

قلت : ابتسم لم يطلبوك بذمة
لو لم تكن منهم أجل وأعظما

قال : المواسم قد بدت أعلامها
وتعرضت لي في الملابس والدمى

وعلي للأحباب فرض لازم
لكنّ كفي ليس تملك درهما

قلت : ابتسم يكفيك أنك لم تزل
حيا ولست من الأحبة معدما

قال : الليالي جرعتني علقما
قلت : ابتسم ولئن جرعت العلقما

فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا وترنما

أتراك تغنم بالتبرم درهما
أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما

يا صاح لا خطر على شفتيك أن
تتثلما والوجه أن يتحطما

فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى
متلاطم ولذا نحب الأنجما

قال : البشاشة ليس تسعد كائنا
يأتي إلى الدنيا ويذهب مرغما

قلت : ابتسم مادام بينك والردى
شبر فإنك بعد لن تتبسما

رائعة قصائد إيليا:

قصة الحرية ....

في حياة وردة ....
صاغها الشاعر كأروع ما يكون ....


رآها يـــحـــلُّ الفــجـــــــرُ عقد جفونها   *
*   ويُـــلــقـــي عــــلـيــها تــبـرهُ فـــيذوبُ

ويـــنـــفــض عـن أعطـــافها النورَ لؤلؤاً   *

*   مـــن الطـــلِّ ما ضُــمـت عليه جــيوبُ

فــعــالــجــها حـتى استوت في يمينه   *

*   وعــــــــاد إلى مـــغـــنــاه وهـو طروبُ

وشـــاء فأمــســت في الإناء سجــينةً   *

*   لتــشــبــع مــنـــها أعــيــنٌ وقـــلـــوبُ

فليـست تحيي الشمس عند شروقها   *

*   وليــست تحــيي الشمس حين تغيبُ

ومـــن عُـــصــبت عــيناه فالــوقت كله   *

*   لــــــديه وإن لاح الصـــبــاحُ غـــــــروبُ

لها الحـــجـرة الحسناءُ في القصر إنما   *

*   أحـــــــــب إلـــيـــها روضـــةٌ وكـــثــيبُ

وأجـــمـــل مــن نـور المـصابيح عندها   *

*   حُـــباحبُ تمــضـي في الدجى وتؤوبُ

وأحـلى من السقف المزخرف بالدمى   *

*   فـــضـــاءٌ تــشـــع الشهـبُ فيه رحيبُ

تــحـــنُ إلى مـــرأى الغـــدير وصـــوته   *

*   وتُـــحـــرم مــــنـــه ، والغـــديــر قريبُ

وكـــانــت قــلــيـل الطـل ينعش روحها   *

*   وكـــانــت بــمـيـسـور الشعـاع تـطيبُ

تمشى الضـنى فيها وأيار في الحمى   *

*   وجـــفـــت وسـربـال الـربـيـع قـشـيبُ

إســارك يا أخــت الــريــاحـــين مـفجعٌ   *

*   ومـــوتـــك يا بــنــت الــربــيــع رهــيبُ

********************************************************



قصيدة (فلنعش)  
 للشاعر ايليا أبي ماضي



لا تَسَــــــــلْ أين الهوى والكـــوثرُ
سَكَتَ الشــــــــــــادي وبُحَّ الوتـــرُ

فـــجــأةً ... وانـــقــــلب العُرسُ إلى
مَأتمٍ ...مــــاذا جـــــــرى؟ مـــا الخبرُ

ماجــتِ الــدنيا بمـــــن فيها ، كما
ماج نـــــهــــــــــــرٌ ثائرٌ مُنكــــــدرٌ

كُلهم مُســــــتَفسِـــــرٌ صَـــــاحـــبه
كلُّهم يُؤذيه من يَســــــتَفـــسِـــر

هَــمَــــسَ المــــوتُ بهــم هـــــمستهُ
إن هــمــــس المـــــوت ريحٌُ صَــــرصَرٌ

فـــــإذا الحــــيرةُ في أحــــــداقهم
كــيفـــما مالـــوا وأنى نــظــــــروا

عـــــلِموا ... يا ليتهــــم ما عَــــلِموا
أنَّ دنــــيا مــــن رؤىً تُحــــتَضَـــــــرُ

والذي أطــــــــربهــــم عن قُــــدرةٍ
بــــات لايقـــــوى ولا يــــــــقــــــتدرُ

يَبِسَ الضِّــحــــكُ على أفــــــــواههم
فهــو كالسُّخــــرِ وإن لم يسخــروا

وإذا الآسي ... يـــــــدٌ مخــــــــــذولةٌ
ومُــــحـــيا اليأسُ فـــيه أصـــفــــــرُ

شاع في الدنيا الأسى حتى شكت
أرضُــها وطــــــــــــأتَهُ والجَــــــــــدرُ

فــــعــلى الأضواء مِنه فـــــــــــــترةٌ
وعــلى الألــــوان مِــــنه أثـــــــــــــــرُ

والقــــــناني صُــــــــورٌ باهِـــــــــتَةٌ
والأغــاني عَــــــالم مُـــــنــــــدثـــــرُ

ألهــــنا أُفـــــــلِت مــن أيديــــهـــمُ
والأمـــــاني ...؟ ..إنهــــا تــنـــتـحِرُ

*******************************************************

قصيدة (سلمى بماذا تفكرين)

ايليا أبو ماضي


السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين
والشمــــــــــــــــــس تـــــــــــبـــــــدو خلفها صفراء عاصبة الجبين
والبحـــــــــــــــــــــر ساجٍ صامـــــــــــــــــتٌ فيه خشوع الزاهدين
لكنما عـــــــــيناك باهتتان في الأفـــــــــــــــــــــق البعـــــــــــــيد
سلمى ...بماذا تفكرين؟
سلمى ...بماذا تحلميـــــــن؟
أرأيت أحلام الطفــــــــــــــــــــولة تختفي خلف التخوم؟
أم أبصرتْ عيناك أشــــــــــــــــباح الكهولة في الغيوم؟
أم خفتْ أن يأتي الدُّجى الجـــــــــــاني ولا تأتي النجوم؟
أنا لا أرى ما تلمـــــــــحـــــــــــــــــــــين من المــشــــاهد إنما
أظلالـــــها في ناظريك
تنم ، ياســـلمى ، عليك
إني أراك كســــــــــــــــــائحٍ في القفر ضل عن الطريق
يرجو صديقاً في الفـــــــــــلاة ، وأين في القفر الصديق
يهوى البروق وضــــــــوءها ، ويـــــــــــــخاف تخدعهُ البروق
بــــلْ أنت أعظم حـــــــــــــــــيرة من فــــــارسٍ تحت القتام
لا يستطيع الانتــــصار
ولا يطيق الانــــــكسار
هــــــذي الهواجـــــــس لم تكن مرســــــــومة في مقلتيك
فلقـــــد رأيـــتـــك في الضــــحى ورأيته في وجـــــنتيك
لكن وجــــــدتُك في المساء وضـــــعت رأسك في يديك
وجـــــــلست في عــــــينيك ألغازٌ ، وفي النفــس اكتئاب
مــــثل اكتئاب العاشقين
ســلمى ...بماذا تفكرين
بالأرض كيف هـــــــوت عروش النور عن هضباتها؟
أم بالمـــــــــروج الخُضرِ ســــــاد الصمت في جنباتها؟
أم بالعــــــصـــــافــــــــــــير التي تعـــــدو إلى وكناتها؟
أم بالمـــــــسا؟ إن المســــــــــــــا يخفي المدائن كالقرى
والكوخ كالقصر المكينْ
والشـوكُ مــــــــــــــــــــــثلُ الياسمين
لا فــــــــرق عــــــــــند الليل بين النهــــــــــر والمستنقع
يخفي ابتسامات الطـــــــــــــــروب كأدمع المـــــــتوجعِ
إن الجـــــــــمالَ يغـــــــيبُ مـــــــــــــــــثل القبح تحت البرقعِ
لكن لماذا تجــــــــــــزعـــــــــــــــين على النهار وللدجى
أحـــــــــــلامه ورغائبه
وســـــــماؤُهُ وكواكبهْ؟
إن كان قد ســــــــــــــــــتر البلاد سهـــــولها ووعورها
لم يسلـــــــــــــب الزهر الأريج ولا المياه خـــــــريرها
كلا ، ولا منعَ النســــــــــــــــــــائم في الفضاءِ مسيرُهَا
ما زال في الــــوَرَقِ الحفــــيفُ وفي الصَّبَا أنفــــــاسُها
والعــــــــندليب صداحُه
لا ظفـــــــــــرُهُ وجناحهُ
فاصغي إلى صـــــــــوت الجداول جارياتٍ في السفوح
واســــــتنشـــــــــقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح
وتمتعي بالشــــــــــــــهـــــب في الأفلاك مادامتْ تلوح
من قــــــبل أن يأتي زمان كالضـــــــــــــباب أو الدخان
لا تبصرين به الغــدير
ولا يلـــــــذُّ لك الخريرْ
مـــات النهار ابن الصباح فلا تقـــــــــــــــولي كيف مات
إن التــــــــــــــــأمل في الحــــــــــياة يزيد إيمـــــــــــــان الفتاة
فدعي الكآبة والأسى واســـــــــــــــــترجعي مرح الفتاةْ
قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهـــــــــــــللاً
فيه البشـــــاشة والبهاءْ
ليكن كــذلك في المساءْ
*************************************************************************************************

قصيدة العيون السود 




ليت الذي خلق العــــيون الســــــودا 
خــلق القلـــوب الخــــافقات حديدا 

لولا نواعــســهـــــا ولولا ســـحـــــرها 
ما ود مـــالك قـــلبه لـــــو صـــــيدا 

عَـــــوذْ فــــــؤادك من نبال لحـاضها 
أو مـتْ كمـــا شاء الغرام شهيدا

إن أنت أبصرت الجمال ولم تهــــــم 
كنت امرءاً خشن الطباع ، بليدا

وإذا طــــلبت مع الصـــــــبابة لـــذةً 
فــلقد طــلبت الضـائع المــوجــودا 

يــا ويــح قـــلبي إنـه في جـــــانبي 
وأضـــنه نـــائي المــــــزار بعـيدا 

مــســـتوفـــــزٌ شــــوقاً إلى أحـــبابه 
المـــرء يكره أن يعــــيش وحيدا 

بـــــــرأ الإله له الضــــــــــلوع وقايةً 
وأرتـــــــه شقوته الضلوع قيودا 

فإذا هــــــفا بــــــــرق المنى وهفا له 
هــــــاجــــت دفائنه عليه رعــــودا 

جــــشَّــــمتُهُ صــــبراً فـــــلما لم يطقْ 
جـــشــــمته التصويب والتصعيدا 

لــو أســتطيع وقـيته بطش الهوى 
ولـــو استطاع سلا الهوى محمودا 

هي نظرة عَرَضت فصارت في الحشا 
نــاراً وصــــار لها الفـــؤاد وقودا 

والحــبٌ صوتٌ ، فهــــو أنــــــــةُ نائحٍ 
طـــوراً وآونــــة يكون نشــــيدا 

يهــــب البــواغم ألســـــــناً صداحة 
فــــإذا تجنى أســــــكت الغريدا 

ما لي أكــــلف مهـجــتي كتم الأسى 
إن طــــال عهد الجرح صار صديدا 

ويــلذُّ نفــــــسي أن تكون شـــقيةً 
ويلــذ قلبي أن يكــــــــون عميدا 

إن كنت تدري ما الغـرام فداوني 
أو ، لا فخل العــــــــذل والتفنيدا

******************************************************************************

قصيدة خطب فلسطين 

...........................

ديار السلام وأرض الهنا 
يشف على الكل أن تحزنا 
فخطب فلسطين خطب العلى 
وما كان رزء العلى هينا 
سهرنا له فكأن السيوف 
تحز بأكبادنا ههنا 
وكيف يزور الكرى أعينا 
ترى حولها للردى أعينا 
وكيف تطيب الحياة لقوم 
تسد عليهم دروب المنى 
بلادهم عرضة للضياع 
وأمتهم عرضة للفنا 
يريد اليهود بأن يصلبوها 
وتأبى فلسطين أن تذعنا 
وتأبى المروءة في أهلها 
وتأبى السيوف وتأبى القنا 
أأرض الخيال وآياته 
وذات الجلال وذات السنا 
تصير لغوغائهم مسرحاً 
وتغدو لشذاذهم مكمنا 
بنفسي "أردنها" السلسبيل 
ومن جاوروا ذلك الأردنا 
لقد دافعوا أمس دون الحمى 
فكانت حروبهم حربنا 
وجادوا بكل الذي عندهم 
ونحن سنبذل ما عندنا 
فقل لليهود وأشياعهم 
لقد خدعتكم بروق المنى 
ألا ليت بلفور أعطاكم 
بلاداً له لا بلاداً لنا 
فلندن أرحب من "قدسنا" 
وأنتم أحب إلى "لندنا" 
أيسلب قومكم رشدهم 
ويدعوه قومكم محسنا 
ويدفع للموت بالأبرياء 
ويحسبه معشراً ديِّنا 
ويا عجباً لكم توغرون على 
العرب "التايمز والهدسنا" 
وترمونهم بقبيح الكلام 
وكانوا أحق بضافي التنا 
وكل خطيئاتهم أنهم يقولون
لا تسرقوا بيتنا 
فليست فلسطين أرضاً مشاعاً 
فتعطى لمن شاء أن يسكنا 
فإن تطلبوها بسمر القنا 
نردكم بطوال القنا 
ففي العربي صفات الأنام 
سوى أن يخاف أو يجبنا 
وإن تهجروها فذلك أولى 
فإن فلسطين ملك لنا 
وكانت لأجدادنا قبلنا 
وتبقى لأحفادنا بعدنا 
وإن لكم بسواها غنى 
وليس لنا بسواها غنى 
فلا تحسبوها لكم موطناً 
فلم تك يوماً لكم موطنا 
نصحناكم فارعووا وانبذوا 
بليفور ذلك الأرعنا 
فإنّا سنجعل من أرضها 
لنا وطناً ولكم مدفنا 
كيف لا يبقى ويطغى آمر 
يتقي أشجعكم أن ينظره 
ما استحال الهر ليثاّ 
إنما أسد الآجام صارت هرره 
وإذا الليث وهت أظفاره 
أنشب السنور فيه ظفره 
مهبط الوحي مطلع الأنبياء 
كيف أمسيت مهبط الأرزاء 
ما كفتنا مظالم الترك حتى 
زحفوا كالجراد أو كالوباء 
طردوا من ربوعهم فأرادوا 
طردنا من ربوعنا الحسناء 
ضيم أحرارنا وريع حمانا 
وصمتنا والصمت للجبناء 
زعم الخائنون أنا بما نبغيه 
نبقى الوصول للعنقاء 
سوف يدرون إنما العرب قوم 
لا يبالون غير رب السماء 
يوم لا تنبت السهول سوى الجند 
وغير الأسنة السمراء 
يوم تمشي على جبال من الأشلاء 
تمشي في أبحر من دماء 
يوم يستشعر المراؤون منا 
إنما الخاسرون أهل الرياء 




قصيدة (  كتابي )

وسائلة: أيّ المذاهب مذهبي                وهل كان فرعا في الديانات أم أصلا 

وأيّ نبيّ مرسل أقتدي به                     وأيّ كتاب منزل عندي الأغلى؟  

فقلت لها : لا يقتني المرء مذهبا،             وإن جلّ ، إلاّ كان في عنقه غلاّ  

فما مذهب الإنسان إلاّ زجاجة                  تقيّده خمرا وتضبطه خلاّ  

فإن كان قبحا لم يبدّله لونها                     جمالا، ولا نبلا إذا لم يكن نبلا  

أنا آدميّ كان يحسب أنه                    هو الكائن الأسمى وشرعته الفضلى  

وأنّ له الدنيا التي هو بعضها                      وأنّ له الأخرى إذا صام أو صلّى  

أمنّ على الصّادي إذا ما سقيته                وألزمه شكري، ولست أنا الوبلا  

وأزهى إذا أطمعت جوعان لقمة               كأني خلقت الحبّ والحقل والحقلا  

تتلمذت لإنسان في الدّهر حقبة                فلّقتني غيّا، وعلّمني جهلا  

نهاني عن قتل النّفوس وعندما                 رأى غرّة منّي تعلّم بي القتلا!
  
وذّم إلّي الرقّ ثم استرقّني                     وصوّر ظلما فيه تمجيده عدلا  

وكاد يريني الإثم في كلّ ما أرى                وكلّ نظام غير ما سنّ مختلا 

فصار الورى عندي عدوّا وصاحبا               وأنقسم صنفين علياء أو سفلى
  
وصرت أرى بغضا ، وصرت أرى هوى،           وصرت أرى عبدا ، وصرت أرى مولى 

ويا ربّ شرّ خلته الخير كلّه                     ويا ربّ خير خلته نكبة جلّى  

إلى أن رأيت النجم يطلع في الدجى           لذي مقلة حسرى وذي مقلة جذل  

وشاهدت كيف النهر يبذل ماءه                   فلا يبتغي شكرا ولا يدّعي فضلا  

وكيف يزين الطلّ وردا وعوسجا                وكيف يروّي العارض الوعر والسهلا  

وكيف تغذّي الأرض ألأم نبتها                    وأقبحه شكلا كأحسنه شكلا  

فأصبح رأبي في الحياة كرأيها                وأصبحت لي دين سوى مذهبي قبلا  

وصار نبيّ كلّ ما يطلق العقلا                   وصار كتابي الكون لا صحف تتلى  

فديني كدين الرّوض يعبق بالشذى             ولو لم يكن فيه سوى اللص منسلا  

فليست تخوم المالكيه تخومه                        وإنّ له إن يعلموا غيرهم أهلا  

فكم هشّ للأنسام والنور والندى                       وآوى إليه الطير والذرّ والنملا  

وكم بعثته للحياة من البلى                          قريحة فنّان فأورق واخضلاّ  

وأصبح يجلى ((طيفه)) في قصيدة                وفي رقعة أو لوحة ((وهو)) لا يجلى  

وديني الذي اختار الغدير لنفسه                 ويا حسن ما اختار اغدير وما أحلى! 

تجيء إليه الطير عطشى فترتوي                      وإن وردنه الإبل لم يزجر الإبلا  

ويغتسل الذئب الأثيم بمسائه                     فلا إثم ذا يمحي ، ولا طهر ذا يبلى!  

وديني كدين الشّهب تبدو لعاشق                   وقال، وفيها ما يحبّ وما يقلى  

فما استترت كيما يضلّ مسافر                      ولا بزغت كي يستنير الذي ضلاّ  

وليس لها أن تمنع الناس ضوءها                       ولو فتلوا منه لتكبيلها حبلا  

وديني كدين الغيث إن سحّ لم يبل             أروى الأقاحي أم سقى الشوك والدّفلى  

فلم يتخّير في الفضاء مسيره،                       ولم ينهمر جودا ، ولم ينحبس بخلا  

وإن لم أكن كالروض والنجم والحيا                 فحسبي اعتقادي أنّ خطّتها المثلى  

يرى النحل غيري اذ يرى النحل حائما                وأبصر قرص الشهد اذ أبصر النحلا  

وألمح واحات من النخل في النوى                   اذا حرف الإعصار من واحتي النخلا 

وان أشرب الصهباء أعلم أنني                       شربت بشاشات الزمان الذي ولّى  

وما همسته الريح في أذن الثرى                   وما ذرفت في الليل نجمته الشكلى  

وغصّات من ماتوا على اليأس في الهوى            فيا شاربيها هل لمحتم دم القتلى؟ 

وان مرّ طفل رأيت به الورى                          من المثل الأدنى الى المثل الأعلى  

فيا لك دنيا حسنها بعض قبحها                        ويالك كونا قد حوى بعضه الكلاّ

                                          رأى الأكـثـَريـة
ِ

                 لما سألتُ عن الحقيقة قيلَ لي                  ألحقُ ما اتفق َ السواد عليه ِ

                فعجبت كيف ذبحت ثوري في الضحى

                                                             والهند    ساجدةٌ      هناك َ      لديه 

                نرضى  بحكم    الأكثرية    مثلما                   يرضى الوليد الظلم َ  من أبويه

                إمّــا  لغنـــمٍ    يرتجيه   منهما                     أو  خيفةً  من  أن    يُساء  إليه

   قطـّرة الطـَّـلَ

                       (( إيليا أبو ماضي))


إن     ترَ  زهرة  وردٍ  فوقها  للطل ّ قطره

فتأملْـها      كلغزٍ    غامضٍ    تجهلُ   سرّه

ولتكن    عينك  كفّــاً  وليكن  لمسك  نظره

ليستِ الحمراء جمره ، لا ولا البيضاء درّه

                       *

ربّ روحٍ مثل روحي عافتِ الدنيا المضرّه

فارتقت  في  الجوّ  تبغي   منزلاً   فوق   المجرّه

علـّها   تحيا   قليلاً   في   القضاء   الحرّ   حره

ذرفتها   مقـلة   الظلماء   عند     الفجرِ    قطرَه


إهداء إلي كل أم

قصيدة (( هِيَ ))

للشاعر إيليا أبو ماضي

أروى لكم عن شاعرٍ ساحرِ                حكايةً يُحمد راويها

قال: دعا أصحابَهُ سيّدٌ                      في ليلة رقّت حواشيها

فانتظمت في قصره عصبةٌ                كريمةٌ  لا  واغلٌ  فيها

من نبلاء الشعب ساداتها                  وخيرة  الغِيد  غوانيها

حتى إذا ما جلسوا كلهم                    وطاف بالأكواب ساقيها

قام أميرُ القصر في كفّــهِ                  كأسٌ  أعارتهُ   معانيها

وقال: يا صحبُ على ذكركم             املأها حبـّــاً  وأحسوها

وذكر ِ مَـن قلبــيَ عبـدٌ لها               ومهجتي إحدى جواريها

حبيبتي ( لمياء) سمّيتها                  ولم أكن  قبلاً أُسميها

فشربوا كلهمُ  سرّها                      وهتفوا كلهمُ تيها

فأجزل الشكرَ  لأصحابهِ               الشكرُ  للنعمةِ  يُبقيها

وصاح بالساقي : علينا بها            فطاف بالأكواب  ساقيها

وقال للاضياف : سمعاً! فلي          كلمةٌ ، ألعدلُ يمليها

ما أنا وحدي الصبّ فيكم ولا         كلّ العذارى من أناجيها

فكلُ نفسٍ مثل نفسي لها               في هذه الدنيا أمانيها

وكلّ قلبٍ  مثل قلبي له                حسناء ترجوهُ  ويرجوها

يا صحبُ من كانت به صبوةٌ       يعلنها الآن  ويبديها

فنهضوا ثانيةً  كلّــهم                 ورفعوا الكاسات  تنويها

كلهمُ يشربُ سرّ التي                يهوى من الغيدِ  ويطريها

   *    *      *       *

وكان في الشَربِ فتى باسلٌ        طلعتهُ   تسحرُ  رائيها

شارك في أول أقداحهم             ولم يشاكهم   بثانيها


وأنت  ؟ قال الصحب واستضحكوا         هل لك حسناء نحيّـيـها ؟

قال  أجل : اشرب سر التي                   بالروح تفديني وأفديها

صورتها في القلب مطبوعةٌ                  لاشيء حتى الموت يمحوها

لا تترضّاني رياءً ولا                          تلثمني  كذباً  وتمويهاً

يضيعُ  مالي ويزول الصبى                  وحبّـها باقِ وحبيّـها

قد وهبتني روحها كلها                       ولم تخف أني اضحّيها

سرّ التي لا غادة بينكم                        مهما سمت في الحبّ تحكيها

فأجفلوا منهُ كمن حيّةٍ                        نهّاشة  قد عزّ راقيها

وقالت الغادات : أفٍ له                     قد شوّه المجلس تشويها

لو ظل فيما بيننا صامتاً                     لم تسمع الآذان  مكروها

وقلقل الفتيانُ أسيافهم                        فأوشكت تبدو حواشيها

وتعتع  الشادي  بألحانهِ                    وماجتِ الدارُ بمن فيها

وقال قومٌ : خيـَلتهُ الطلا !                 وقال قومٌ: صار معتوها !

فصاح ربّ الدار : يا سيدي             وصفتَها ، لِمَ لا تسمّيه

                أتخجل باسم من تهوى ؟

                أحسناءٌ  بغيرِ اسم ؟

                فاطرقَ  غير مكترثٍ

                وتمتمَ  خاشعاً......أمّـي !؟     

قصيدة (الغبطة)

ايليا أبو ماضي


أقبلَ العيدُ ، ولكنْ ليسَ في الناسِ المسرَّهْ 

لا أَرى إلاَّ وُجُوهاً كالحاتٍ مُكْفَهِرَّهْ 

كالرَّكايا لم تَدَعْ فيها يدُ الماتِحِ قطرَهْ 

أو كمثلِ الرَّوضِ لم تَتْركْ به النكباءُ زهرَهْ 

وعيوناً دَنقتْ فيها الأماني المُسْتَحِرَّهْ 

فَهْيَ حَيرى ذاهلاتٌ في الذي تهوى وتكرَهْ 

وخدوداً باهتاتٍ قد كساها الهَمُّ صُفْرَهْ 

وشفاهاً تحذرُ الضحكَ كأنَّ الضحكَ جمرَهْ 

ليسَ للقومِ حديثٌ غير شكوى مستمرَّهْ 

قد تساوى عندهُمْ لليأسِ نفعٌ ومضرَّهْ

لا تَسَلْ ماذا عراهُمْ كلُّهم يجهل ُ أمرَهْ

حائرٌ كالطائرِ الخائفِ قد ضَيَّعَ وكرَهْ 

فوقَهُ البازِيُّ ، والأشْرَاكُ في نجدٍ وحُفْرَهْ

فهو إنْ حَطَّ إلى الغبراءِ شَكَّ السهمُ صدرَهْ 

وإذا ما طارَ لاقى قشعمَ الجوِّ وصقرَهْ 

كلُّهم يبكي على الأمسِ ويخشى شَرَّ بُكْرَهْ 

فهمُ مثل عجوزٍ فقدتْ في البحرِ إبرَهْ 

* * * 

أيّها الشاكي الليالي إنَّما الغبطةُ فِكْرَهْ 

ربَّما اسْتوطَنَتِ الكوخَ وما في الكوخِ كِسْرَهْ 

وخَلَتْ منها القصورُ العالياتُ المُشْمَخِرَّهْ 

تلمسُ الغصنَ المُعَرَّى فإذا في الغصنِ نُضْرَهْ 

وإذا رفَّتْ على القَفْرِ استوى ماءً وخُضْرَهْ 

وإذا مَسَّتْ حصاةً صَقَلَتْها فهيَ دُرَّهْ 

لَكَ ، ما دامتْ لكَ ، الأرضُ وما فوق المَجَرَّهْ 

فإذا ضَيَّعْتَها فالكونُ لا يَعْدِلُ ذَرَّهْ 

أيُّها الباكي رويداً لا يسدُّ الدمعُ ثغرَهْ 

أيُّها العابسُ لن تُعطَى على التقطيبِ أُجْرَهْ 

لا تكنْ مُرَّاً ، ولا تجعَلْ حياةَ الغيرِ مُرَّهْ 

إِنَّ من يبكي لهُ حَوْلٌ على الضحكِ وقُدْرَهْ 

فتَهَلَّلْ وتَرَنَّمْ ، فالفتى العابسُ صَخْرَهْ 

سَكَنَ الدهرُ وحانتْ غفلةٌ منهُ وغِرَّهْ 

إنَّهُ العيدُ … وإنَّ العيدَ مثل العُرْسِ مَرَّهْ


قصيدة (لا تَـسَلْ أيـن الهوى )


ايليا أبو ماضي




لا تَـسَلْ أيـن الهوى والكوثرُ
سَـكَتَ الـشادي وبُـحَّ الوترُ



فـجأةً  ... وانقلب العُرسُ إلى
مَأتمٍ  ...ماذا جرى؟ ما الخبرُ



مـاجتِ  الدنيا بمن فيها ، كما
مــاج نـهرٌ ثـائرٌ مُـنكدرٌ



كُـلـهم مُـسـتَفسِرٌ صَـاحبه
كـلُّهم  يُـؤذيه مـن يَستَفسِر



هَـمَسَ  الـموتُ بـهم همستهُ
إن همس الموت ريحٌُ صَرصَرٌ


فـإذا الـحيرةُ فـي أحـداقهم
كـيفما مـالوا وأنـى نظروا


عـلِموا  ... يا ليتهم ما عَلِموا
أنَّ  دنـيا مـن رؤىً تُحتَضَرُ


والـذي  أطـربهم عـن قُدرةٍ
بــات لايـقوى ولا يـقتدرُ



يَـبِسَ الـضِّحكُ على أفواههم
فـهو كالسُّخرِ وإن لم يسخروا


وإذا الآسـي ... يـدٌ مخذولةٌ
ومُـحيا  الـيأسُ فـيه أصفرُ


شاع في الدنيا الأسى حتى شكت
أرضُـهـا وطـأتَهُ والـجَدرُ



فـعلى  الأضـواء مِـنه فترةٌ
وعـلى الألـوان مِـنه أثـرُ


والـقـناني صُــورٌ بـاهِتَةٌ
والأغـانـي عَـالـم مُـندثرُ


ألـهـنا أُفـلِت مـن أيـديهمُ
والأمـاني  ...؟ ..إنها تنتحِرُ 


  ( (  قصيدة  عروسُ الجمال  ) )        ايليا أبو ماضي

إذا أطل البدر من خدره                 فإنما  يطلع كي تنظريه

وإن شدا البلبل في وكره                فإنما  يشدو لكي تسمعيه

وإن يفُح عطر زهور الرُبى           فإنما يعبق كي  تنشقيه


                                            يا ليتني البدرُ الذي تنظرين
                                           
                                           يا ليتني البدر الذي   تسمعين !

                                          يا ليتني العطر الذي تنشقين !

                                          أواه ! لو تصدق يا ليتني !   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق