الصفحات

السبت، 9 مارس 2013


أبو اسحاق الحوينى: من يقول بأن النقاب ليس من الدين "جاهل"
محيط ـ إيمان الخشاب
ابو اسحاق الحوينى
 قدم الشيخ أبو اسحاق الحوينى حلقة خاصة جدا من برنامج "فضفضة " تحدث فيها عن النقاب وما اثارته تصريحات شيخ الأزهر من ضجة كبيرة فى المجتمع المصرى ، عندما صرح بأن تخلع الفتاة النقاب داخل جامعة الازهر .
وبدأ الشيخ الحوينى الحلقة سارداً فقرة من كتاب لشيخ الازهر صدر حينما كان مفتياً لمصر أكد فيه عند تفسيره لآية "يدنين عليهن من جلابيبهن" ان سبب نزول هذه الآية هو ان المنافقين فى عهد الرسول كانوا يتعرضن للنساء فأمرن بارتداء الحجاب ليتميزن عن الآماء ،أى كانت المرأة ترتدى الجلباب من رأسها حتى قدمها ، ثم ذكر شيخ الأزهر كلام لأبى حيان أكد فيه أن الآية كانت شاملة للنساء والآماء عامة .
واضاف الشيخ الحوينى : والآن كثيراً ما نسمع شيخ الأزهر يقول ان النقاب ليس من الدين ، وأنا نفسى سمعته كثيراً وانتم ، وهناك الكثيرين من يتحدثون عن النقاب فى الجزائر مثلاً ودول أخرى ، حتى فى الإعلام ، واذا أحد تجرأ ورد على شيخ الأزهر فنجد الشيخ يُستفز جداً وينعت خصومه بالسفهاء وينفى ما قاله بالمغالطة فى تفسيره ، ولما كل ذلك أليس من حقنا ان نتناقش فيما قاله خاصة وأنه أمور ديننا الذى هو عصمة أمرنا .
أتذكر موقف لشيخ الأزهر منذ أيام قليلة كان له حوار على احدى الفضائيات وتحاوره مذيعة سافرة كاشفة رأسها متبرجة ، وهو يجلس أمامها ويبادلها الكلام ، أليس من الأولى أن من يحاور شيخ الأزهر يكون رجلاً ، فكيف يأتى على ابنة منتقبة من بنات الأزهر ، ويشيد بمذيعة سافرة ويلتمس لها العذر عندما اطالت الحديث معه .
أنا ارى أن موقف الأزهر تدنى وهناك الكثيرين من يتحدثون بإسمه مثل عضو فى المجمع قال بأن :(النقاب ليس من الدين بشىء وأنا اصر على ذلك )، كيف ذلك ليته قال مستحب على الاقل ان العلماء لم تقل ابداً أنه عادة وليس عبادة كما قالت وزارة الأوقاف .
القضية كبيرة لكن المأساة التى لا يعرفها وزير التعليم العالى أو شيخ الأزهر أن هناك كثيرات من جميع محافظات مصر أتين من أماكن بعيدة منهارين يتسألن ماذا نفعل ، لقد ذهبنا للمسئول فى جامعة القاهرة قال الشارع أولى بكن ، كيف ذلك ، على الأقل عندما نريد منع دخول المنتقبة فى أى مكان يجب أن أعلن ذلك من البداية حتى يستطعن البنات أن يتصرفن بطرق أخرى ، فجأة قرر وزير التعليم العالى منع دخول المنتقبة المدينة الجامعية .
مأساة أخرى أستاذ فى طب المنصورة أبلغنى أن الفتيات لا يجدن مكان يدخلوه، ورغم تدخل الدكتور لحل الموقف رفض الأمن وقال انها الأوامر ..
من الذى يرضى أن يحدث هذا لابنته بنت ترمى فى الشارع لمجرد قرار عشوائى ، لماذا نهدر جانب التربية ورغم ذلك يصر وزير التعليم على عدم دخول المنتقبات.
لقد تعرض النقاب لأربعة ازمات تقريباً وكلما تدخلوا فى ذلك وأثاروا البلبلة والقلق كلما زاد انتشار النقاب بيت الفتيات كالنار فى الهشيم ، أى انسان يقول بأن النقاب ليس من شرع الله فهو جاهل ، عندما تصدر وزارة الاوقاف كتاب "النقاب عادة وليس عبادة" أليس من الاحق ان تصدر كتاباً تقول فيه ان التبرج حرام ، على الأقل جميع الأطراف تتفق على ذلك هم ونحن ، لا بل تأتى على صميم الدين وشعار العفة الذى ان لم يكن فرضاً فمن الممكن ان نعتبر تلك الفتيات يتشبهن بزوجات النبى صلى الله عليه وسلم ، هل نلومهم على ذلك وهن يقتدين بخيرة النساء ..
أيهما أولى انشر كتاب "النقاب عادة وليس عبادة" أم كتاب عن التبرج يدعو الى الاحتشام والتمسك بدين الله، أنا أرى أن هذه الأقاويل تدفع الكثيرين للتطرف نتيجة التخبط فى الأقاويل الى متى نكون كالفراخ ولا نضحى لهذا الدين الى متى سنظل نحارب الفضيلة والعفة ولحساب من كل ذلك ؟
ويواصل الشيخ الحوينى سرد المأساة بتأثر شديد لا يستطيع اخفاءه وبعصبية شديدة قائلاً : حتى جيش العلمانيين وقفوا معنا ولم يحاربوا النقاب رغم انهم قالوا انه عادة جاءت الينا من السعودية عن طريق علماء أزهريون قبضوا أموال لنشر النقاب فى مصر، أى أن رجل الدين على استعداد أن يبيع دينه مقابل المال ، رغم ذلك فهؤلاء العلمانيين يدافعون عن النقاب من باب أنه حرية شخصية وفى نفس الوقت لا ينكرون من تتبرج .
فى الحقيقة دفاعهم عن النقاب هو فى نفس الوقت دفاع عن "الميكروجيب و البادى والاسترتش " والدستور يكفل الحرية الشخصية للأفراد هذا مبررهم ، فهمت لماذا يدافعون عن النقاب أمام شيخ الأزهر ووزير التعاليم العالى .
بعد هذه الضجة التى أثارها شيخ الأزهر عقد مؤتمراً بحضوره ومعه وزير الأوقاف وأعلن فيه أنه ليس ضد المنتقبة :"لكننى لن اسمح وامنع بشدة أن يكون الفصل كله بنات والمعلمة بنت وتظل المنتقبة مغطية وشها "
وهنا يتساءل الشيخ الحوينى: وهل يحدث ذلك فصل به بنات فقط ومعلمة وتظل الفتاة بنقابها أنه من المستحيل انه فسر الماء بالماء ليته لم يتحدث ليته سكت ولم ينطق ، ان الواقعة التى حدثت فى المعهد أن البنت كانت كاشفة وجهها وعندما دخل شيخ الازهر على الفور غطت وشها ، فهل هذا الكلام يستحق ان يعقد له مؤتمراً ويجمع الصحفيين ، انه يدارى ما قاله انا سمعت البيان وشعرت بالحسرة لو كان جاء خبر فى اى جريدة على لسانه مثلا انه يعتبر النقاب فضيلة كان من الأكرم له.
يا اخى حتى بعد الموت لا تدفن المرأة مع الرجل فى قبر واحد فهل وهم احياء نضعهم مع بعض دون احتشام ، ماذا اقول عندما تطلع راقصة عاهرة ترتدى "الجينز" وترقص على عربية فى وسط البلد ما هذا أليس انحلال وفساد أخلاقى فى المجتمع .
فقصة أن النقاب عادة وليس عبادة لا يجوز أن نقول بها أبداً ، أنا قرأت أن الوزارة صرفت 80 مليون جنيه تقريبا وكونت حملات دعوية خرجت لتقول أن النقاب عادة ، أليس من العقل أن يخرج هؤلاء العلماء ليدعو الناس الى عدم التبرج ويقولون لهم انه حرام على الأقل انه أمر لا اختلاف عليه ، ولكن كيف اذا كانوا اقنعوا منتقبات داخل الوزارة نفسها بخلع النقاب، وكل ذلك من الجرائد انا لا افترى على احد .
يا إخوانى النقاب زاد زيادة غير عادية عن كل مرة هوجم فيها أنى اجد مكالمات كثيرة تجيئنى ، بنات قررن لبس النقاب وبنات يضربهن ابوهم حتى يخلعن النقاب ، وانا أقول لهؤلاء ان المرأة عندما تقتنع بشىء لا يستطيع أحد ردها .
المذاهب الأربعة رغم اختلافهم على عورة الوجه اتفقوا على أن المرأة فى زمن العفة يجب ان تغطى وجهها ، شيخ الأزهر يقول وجه المرأة ليس بعورة باتفاق الأربعة أنا أقول له لا ، أحمد قال بأنه عورة وصرح ابن العربى بأن النقاب فرض وان وجه المرأة عورة ، هناك طائفة تقول بأنه واجب وأخرى تقول بأنه مستحب ، وهناك نصوص بذلك من الكتب فكان عليه أن يراجع هذه الكتب قبل هذا التصريح .
كلمة أخيرة احب أن اقولها أعلموا أن أمر الله ماضى فى هذه الأمة ، وهذه الأمة ترجع الى الله فى كل شىء ، ريحوا أنفسكم ، دعونا ننصر ديننا ونعزه ، لا داعى لكلام لا فائدة منه فالنقاب فى زيادة مستمرة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق