الصفحات

الأربعاء، 6 فبراير 2013


مؤتمر القمة الإسلامية

المؤتمر الإسلامي، أكبر منظمة دولية بعد الأمم المتحدة من حيث عدد الأعضاء الدولية يطالب بمقعد دائم لتمثيل أكثر من مليار ونصف مسلم.
جدير بالذكر أن بعد هزيمة الخلافة في الحرب العالمية الأولى، تم تفكيك هذه الدول المجتمعة تحت لواء "الخلافة"، و تخطيطها بواسطة "رابحي الحرب" و صعدت فكرة الأمم المتحدة ككيان دولي جامع قبيل الحرب العالمية الثانية، ولم تتمكن فكرة الأمم المتحدة من منع الحرب الثانية وويلاتها. و استأثرت القوى العظمى في النهاية ب 5 مقاعد دائمة من اصل 15 مقعد، و حق "فيتو". و إحكاما في منع الحرب بين المتنازعين الكبار، تم انشاء حلف الناتو... إلخ. و بالتبعية تم إهمال كل القوى "الضعيفة" أو "المفككة" أو الخاسرة، بينما تم تقسيمهم بين الرابحين كغنائم حرب. أعني أن دولا بأكملها تم اقتطاعها لمستعمرين مختلفين. حتى صعدت أمريكا بأفكار الاحتلال الاقتصادي و فرضت هيمنتها على الجميع.

الحاصل عموما أن خريطة القوى السياسية الدولية تتغير في خلال 7 أعوام على الأكثر، على وجه الدقة 2019. و الأسباب هنا طويلة، منها صعود دول لم يكن لها وجود على ساحة الحرب كالهند مثلا، أو صعود دول خاسرة مرة أخرى مثل ألمانيا، و منها مشاكل اقتصادية و ديموغرافية لرابحين العهد القديم. جدير بالذكر أن توقعات جولد مان ساكس للاستشارات الاقتصادية أن تتعادل قوى ال جي7 (أمريكا، فرنسا و انجلترا... ) مع ال إي7 (القوى الصاعدة مع روسيا و تركيا و إندونيسيا... ) وهم شقي الحرب التي تتكرر كل بضعة عقود مضافا إليهم القوى الاقتصادية الصاعدة الجديدة. وهو ما يعني بالضرورة أن الدول الخاسرة اقتصاديا (جي 7) عليها إما أن تجد حلا اقتصاديا وهو الغير مرشح لوجود مشاكل ديموغرافية بالأساس، أو تجد حلا سياسيا كضرب الصاعدين من إي7 أو الاستحواذ على مقدرات اي من الدول الخاسرة الأخرى.... نعم بإمكانك التخمين أن الخاسرين خارج اللعبة هم لاعبي المؤتمر الإسلامي كلهم.

الخلاصة،
طلب المؤتمر الإسلامي بمقعد دائم يمثل المسلمين، خطوة جيدة من عينة "العيار اللي ما يصيبش يدوش". خاصة و أن دولتين قد تجاوزتا قرارات مجلس الأمن و خاضتا الحرب بشكل مباشر، نتحدث عن أمريكا و فرنسا، و حربي العراق و مالي الأخيرة. و نتحدث عن آمال أمم صاعدة جديدة مثل البرازيل، و دولة تنام على كنوز و ثروات استراتيجية مثل روسيا تؤهلها للعودة للخط الحضاري مرة أخرى، و نتحدث آخرين يتحرجون في ذكر الطلب بشكل واضح بينما تتغير خارطة العالم فعلا.

نتحدث اليوم عن أمم مغيب وعيها عن حضارتها.... مثل الأمة الإسلامية. لا نعلق آمالا وهمية على المؤتمر، ولكن في الأخير، تستطيع القول أنهم لأول مرة منذ عقود يأخذون خطوة "مبادرة".

دمتم في يقظة،
أحمد عبد الحميد

المصدر: رصد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق