الصفحات

الاثنين، 21 يناير 2013

حكم الصلاة التي لم تذكر فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم



 سـؤال و جـواب )
حكم الصلاة التي لم تذكر فيها
الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم
 
الســــؤال :
 
هل الصلاة المفروضة أو الدعاء إذا لم يذكر
فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم تكون صحيحة أم لا ؟
فإن أحد الأشخاص قال لنا :
إن الصلاة و الدعاء لا تقبل إذا لم يذكر فيهما
الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم .
أفيدونا عن ذلك ، أفادكم الله ؟؟
 
الإجــابــة :
 
الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم مشروعة في صلاتنا ،
الظهر و العصر و المغرب و العشاء و الفجر ، و في جميع النوافل ،
يشرع للمصلي أن يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم في التحيات في آخر الصلاة
بعدما يقول :
أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .
يقول :
[ اللهم صل على محمد و على آل محمد ،
كما صليت على إبراهيم و على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ،
اللهم بارك على محمد و على آل محمد ،
كما باركت على إبراهيم و على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد ]
هذا نوع من الصلاة الإبراهيمية الثابتة عن النبي صلى الله عليه و سلم ،
و هناك أنواع أخرى ،
منها قوله :
[ اللهم صل على محمد و على آل محمد ، كما صليت على آل إبراهيم ،
و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد ]
و نوع ثالث :
[ اللهم صل على محمد و أزواجه و ذريته ، كما صليت على آل إبراهيم ،
و بارك على محمد و أزواجه و ذريته ، كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ]
و هناك أنواع أخرى من الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم ،
و إذا أتى المسلم المصلي أو المرأة بنوع منها مما ثبت
عن رسول الله صلى الله عليه و سلم صح و كفى ،
ثم بعد هذا يقول :
[ اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم و عذاب القبر ،
و من فتنة المحيا و الممات ، و من فتنة المسيح الدجال ] .
و يدعو بما أحب من الدعوات الطيبة قبل أن يسلم ،
و هذه الصلاة تشرع أيضا في التشهد الأول على الصحيح ،
و قال جمع من أهل العلم : [ إنها لا تقال إلا في التشهد الأخير ] .
لكن الصحيح أنه يؤتى بها أيضا في التشهد الأول بعد الثانية :
الظهر و العصر و المغرب و العشاء ،
إذا جلس في الثانية و قال : أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله .
يصلي على النبي ، ثم ينهض إلى الثالثة ، أما رواية الدعاء يكون في التشهد الأخير ،
فهذا القول أصح ، و على هذا نصلي على النبي في صلاتنا
مرتين في الظهر و العصر ، و المغرب و العشاء ،
و مرتين في التشهد الأول و التشهد الأخير ،
هذا هو الأفضل ، و اختلف العلماء : هل هي فريضة و ركن في التشهد الأخير ، أم لا ؟
على أقوال ، منهم من قال : إنها ركن لا بد منها ، و لا تصح الصلاة إلا بها .
و هذا هو المعروف في مذهب أحمد بن حنبل و جماعة ،
و قال آخرون : بل هي واجبة لا ركن ، إن تعمد تركها بطلت الصلاة ،
و إن نسيها لم تبطل الصلاة ، و لكن يسجد للسهو . و هذا القول الوسط .
و قال آخرون : إنها سنة ، لا تبطل الصلاة بتركها ، لا عمدا و لا سهوا ،
بل هي سنة مؤكدة ؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفرضها على الناس ،
و لكن لما سألوه قالوا : كيف نصلي عليك ؟
قال صلى الله عليه و سلم :
( قولوا : اللهم صل على محمد ..... ) إلى آخره ،
و لو كانت فرضا لفرضها عليهم قبل أن يسألوه و بينها لهم مع التشهد ،
و بكل حال فالذي ينبغي هو المجيء بها ؛
لأن الرسول أمر بها عليه الصلاة و السلام ،
و قال عليه الصلاة و السلام لهم :
( قولوا: اللهم صل على محمد ) إلى آخره ،
و هذا أمر ، و الأمر يقتضي الوجوب ، فلا ينبغي للمؤمن أن يدعها في التشهد الأخير ،
أما التشهد الأول فالأمر فيه واسع ، إن أتى بها فهو أفضل ،
و إن لم يأت بها فلا حرج عليه ، و لكن ليست شرطا للقبول ،
إذا قلنا بها في التشهد الأول إنما هي مستحبة ،
أما في التشهد الأخير فقد سمعت الخلاف ، بعض أهل العلم قالوا : إنها لا بد منها ،
و إن تعمد تركها بطلت الصلاة ، كما لو تعمد ترك التشهد ،
أو تعمد ترك الركوع أو السجود ، تبطل الصلاة .
و قال الآخرون من أهل العلم : إنها لا تبطل الصلاة بذلك ،
و لكن يستحب له أنه يصلي على النبي في آخر الصلاة ، فإن تركها لم تبطل صلاته .
فأقوال أهل العلم معروفة ، فلا ينبغي للمؤمن أن يدعها ،
بل ينبغي له أن يحافظ عليها ، و يجتهد في فعلها بعد التحيات بعد قوله :
[ أشهد أن لا إله إلا الله ، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ] .
قبل أن يسلم ، يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ، حتى تصح صلاته عند الجميع ،
و حتى لا يعرضها للبطلان . و أما الدعاء فهي المستحبة في الدعاء ،
لكن ليست شرطا في القبول ،
لو دعا و لم يصل على النبي صلى الله عليه و سلم يرجى قبول دعائه ،
و لكن الأفضل أن يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم قبل الدعاء و بعد الدعاء ،
هذا هو الأفضل ؛ لأن الرسول صلى الله عليه و سلم لما رأى رجلا دعا ، و لم يحمد الله ،
و لم يصل على النبي صلى الله عليه و سلم قال :
( عجل هذا ) .
ثم قال عليه الصلاة و السلام :
( إذا دعا أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه ، و الثناء عليه ،
ثم يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم يدعو بما شاء )
فأرشدنا إلى أن نحمد الله أولا ، ثم نصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم ندعو ،
هذا هو الأفضل ، و هذا هو الأقرب إلى الإجابة ، لكنه ليس شرطا ،
و إذا ختم الدعاء بالصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم كان أيضا أفضل و أكمل ،
و من أسباب الإجابة ، لكن لو ترك لا يقال : لا يجاب الدعاء .
بل الدعاء قد يجاب ، و قد يحصل به المقصود ، و لو لم يحمد الله في أوله ،
و لو لم يصل على النبي صلى الله عليه و سلم في أوله و لا في آخره ،
لكن فعل ذلك كونه يحمد الله أولا و يصلي على النبي صلى الله عليه و سلم ،
ثم يدعو و يلح في الدعاء ، ثم يختم بالصلاة ، هذا كله من باب السنن ،
من باب الفضائل ، و هو من أسباب الإجابة ، و لكن ليس شرطا في القبول ،
فلو دعا و لم يصل على النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن آثما ، و لا يرد دعاؤه ،
بل يرجى قبوله إذا أخلص في ذلك ، و سلم من الموانع التي تمنع من الإجابة ،
و الموانع كثيرة ؛ فالمعاصي من أسباب الموانع ، من أسباب عدم الإجابة ،
و أكل الحرام من أسباب عدم الإجابة ،
و الغفلة عن الله كونه يدعو بقلب ساه غافل من أسباب عدم الإجابة ،
فعدم الإجابة له أسباب ، فينبغي للمؤمن أن يحرص على أسباب الإجابة ،
بأن يكون طعامه حلالا ، و أن يكون بعيدا عن المعاصي ، و عما حرم الله ،
و أن يدعو الله بقلب حاضر ، مشفق راغب راج ، يرجو ربه و يخافه ،
قد حضر بين يديه سبحانه و تعالى ،
و أن يتحرى أوقات الإجابة كآخر الليل ، و آخر الصلاة قبل السلام و السجود ؛
لأن الدعاء في السجود حري بالإجابة أيضا ،
و هكذا بين الأذان و الإقامة من أسباب الإجابة ،
نسأل الله للجميع التوفيق .
 
و بالله التوفيق ،
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم .
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق