الصفحات

السبت، 1 ديسمبر 2012

أكذب واكذب، أكذب، حتى يصدقك الناس(جوبلز )



هو الذى قال: «كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسى» وفى رواية أخرى «كلمة ثقافة» وربما لو كان يعيش فى عصرنا هذا ما قالها، إنه صاحب آلة الدعاية النازية والذى صور أدولف هتلر للألمانيين على أنه المنقذ لهم ولألمانيا وطالما ذكرنا قولته الشهيرة عن المثقفين فإنه يتعين الإشارة إلى أنه بممارساته شكل فصلا دمويا من فصول محاكم التفتيش فى التاريخ.
نحن نتحدث عن جوزيف جوبلز (وزير الدعاية النازى) ورفيق هتلر حتى الدقائق الأخيرة من حياته ويعتبر «جوبلز» إحدى الأساطير فى مجال الحرب النفسية، وهو أحد أبرز من وظفوا واستثمروا وسائل الإعلام فى هذه الحرب وهو صاحب شعار شهير يقول: «اكذب حتى يصدقك الناس» غير أنه كان صاحب الكذب الممنهج والمبرمج يعتمد الترويج لمنهج النازية وتطلعاتها،
ويهدف لتحطيم الخصوم من الجانب الآخر وقد أكدت ظاهرة جوبلز هذه أن الذى يملك وسائل الإعلام يملك القول الفصل فى الحروب الباردة والساخنة. وهذا ما ينتهجه الصهاينة أيضا. وجوزيف جوبلز مولود فى التاسع والعشرين من أكتوبر عام ١٨٩٧م وأبوه فريدريك جوبلز، المحاسب ذو الدخل المتوسط ووالدته ماريان جوبلز.
وعندما تطوّع فى الجيش الألمانى فى الحرب العالمية الأولى، تم رفضه لتسطّح أخمص قدميه. وفى عام ١٩٢٢، انضم جوبلز للحزب النازى. والطريف أنه كان من المعارضين لعضوية هتلر فى الحزب عندما تقدم الأخير بطلب للعضوية إلا أنه غيّر وجهة نظره تجاه هتلر فيما بعد وأصبح من أنصاره بل أحد موظفيه، وأحد أبرز موظفى حكومته لما تمتع به من قدرات خطابية وتأثير ناجع فى الجماهير.
لعب جوبلز دوراً مهماً فى ترويج الفكر النازى لدى الشعب الألمانى بطريقة ذكية. وقبيل إقدامه على الانتحار وفى الفصل الأخير من الحرب العالمية الثانية عينه هتلر ليكون مستشار ألمانيا كما اتّضح فى وصية هتلر الخطيّة إلا أن الحلفاء لم يعترفوا بوصيته بعد سقوط الرايخ الثالث. وفى ١ مايو١٩٤٥،
أقدم جوبلز على الانتحار مع زوجته وأطفاله الستة، وتراوحت أعمار أطفاله بين ٤ و١١ سنة. وتوفى في الأول من مايو من عام ١٩٤& #1637;م و«جوزيف جوبلز» بناء على ذلك هو مؤسس فن الدعاية السياسية بلونها الرمادى،
واستطاع حينما كان يروج للفكر النازى بقوة أن يسوق فى ركابه عشرات الملايين من الألمان، ورغم العداء الغربى للنازية، إلا أن جوبلز يعد مؤسس مدرسة إعلامية مستقلة بذاتها وقد لجأ إليها آخرون من بعده مثل الأمريكان والإسرائيليين رغم استغنائهم عن منصب وزير الإعلام.


يقول وزير الأعلام النازي (جوبلز ) أكذب واكذب، أكذب، حتى يصدقك الناس.. ) هذه المقولة اندثر جسد صاحبها لكن العمل بها لم يندثر بحيث نحن نشم روائح الكذب، ونظن إنه عندما تفوح رائحة الكذب سيخجل الكذابون، ثم تتكررحتى تعودت الأنوف رائحته.. وصار طبقا رئيسا على الموائد بعد أن كان طبقا جانبيا.. مع التكنولوجيا صارالقول إن الصورة أصدق من الكلمة، أو ان الصور ة لا تكذب.. )هو الآخر كاذب، فعملية قص ولزق ممكن أن تضع صورة مع خبر لا يمت لها بأي صفة،ناهيك عن عملية الفوتو شوب، التي ممكن ان تغير بالملامح..

نظرية جوبلز، كانت مدارس الأعلام تسخر منها على إعتبارها من مدرسة هتلر.وتدرس الإعلام على انه وضع الحقيقة امام أعين الناس والناس يحكمون، ويجب إيراد كل خبر بدون إنفعال، وبلهجة محايدة جدا..
تبقى النظريات حبسية الكتب الدراسية، وأنتقل الأعلام من كونه إعلاما للبلاغ عما يحدث.. إلى دعايات، وتنافست الأفكار لتجعله مصدقا من قبل المتلقين.
فهو أن كان يتوحد مع الإعلان التجاري، الذي يعني قصر المسافة بين البائع والمشتري. أصبح الإعلان الموجه يشكل خطرا على مسارات الأمة، ولا يخدم مصالحها غالبا.. خاصة عندما يكون موجها من قبل أناس لهم مصلحة في التأثير على مجريات الأمور، أو هناك حقد بين دولة ودولة.. وبالتالي يتم تسخير الأصوات والعقول لتغير إتجاهات الرأي العام. حيث ينتقل المتلقي من كونه إنسانا ذا عقل يفكر ويحلل لببغاء أعمى.. إذ كلما كانت درجات التحكم بالصوت والصورة مقتعة، كان المتلقي عجينة سهلة الخبز..
تختلف طريقة عرض البضاعة من محطة لأخرى.بل ومن حزمة محطات لأخرى.. ولكل محطة أسلوبها ليكن هناك تكامل بين مكونات الحزمة، مثلا واحدة توجه للشباب، لتقدم لهم ما يريدون وتؤثر على حواسهم، من ثم يكونوا جاهزين لأخذ الجرعات الإعلانية للموضع الأصل بين المحطات.. والثانية توجه لطبقة أكبر.. وما بين عقول معبوث بها أصلا، وتأكيد على ثقافات يراد أن تتأصل في المجتمع تأتي لتكمل الصورة..تماما كلعبة الصور المقطعة ..
لا ننسى عمليات التكرار، مضافا لها مجالات التواصل الإجتماعي مما يجعل الإعلام الجديد في إرباك بين أناس مستقلين، يملكون الموهبة ويدفعون بالحقيقة،وما في الساحة من معنيين ممثلين، يجيدون الرقص على كل الحبال،ولا ننسى أن عملية التكرار عملية قد تكون مملة لكنها مع التكرار المبرمج، تختلف الصورة ويختلف عرض الفكرة، في محاولات جادة وناحجة غالبا في التأثير على المتلقي،بحيث ينتقل بالمتلقي من إنسان بعقل للإنسان الببغاء...
نظرية جوبلزفي الكذب، لو لم يخترعها لوجد ألف يخترعونها من دون تصريح بذلك..وكانت موجودة قبله. ومعروفة ولكن جوبلز وضعها في الإطار الحقيقي أمام خلق الله.
المتلقي الشكاك (أن صح التعبير ) يتعب كثيرا، لأنه يتوجس أو يتحسس من الأخبار ودائما يشم رائحة العاصفة التي يمهد لها الإعلام الذي قلنا أنتقل من كونه أيصال الخبر إلى إعلام خلق الخبر وخلق الصورة المناسبة ،عين المتلقي الشاك ترصد وتتذكر، فكم عرضت محطات، قدمت نفسها في البداية للمتلقي بصورة مهنية، ثم ما لبثت أن أخذت عقله للجهات التي تريدها.. أقول هذه المحطات تلعب بالصور، وتضع صورا قديمة لأحداث جديدة، ربما لتهيج الرأي العام، ربما لعكس ذلك.. المهم ذاك يتقبله بالمتلقي العادي، ولكن المتلقي الدقيق الملاحظة ، لا تمر عليه.. في مجال التواصل الإجتماعي، قد يقول المتلقي الشكاك كلمته، لكنها غالبا تضيع في بحور الببغاوية.
لعل الببغاوية، ممكن أن تهضم لو كانت داخلية، المشكلة في الإعلام متلقي هو الآخر ويعيد البث ليس إلا ..ومن هنا يحدث الإرباك للمتلقي أيضا، خاصة عندما يُحاول تعريب المادة،فيكون الخبر كما يكون الغراب وهو يمشي مشية الحمامة..
في جذب المتلقي للمحطات الغربية تنوع ، أصبحت حتى المحطات التي كان المتلقى العربي يثق نوعا ما بمصداقيتها تواكب هذا الصراع المثابر، ولعلنا نتذكر محطة البي بي سي، إذاعة لندن التي كان آبائنا يلصقوا أذانهم بها،هي الأخرى واكبت ذلك. وأخذت جانبا من نظرية جوبلز.. التي تطورت كثيرا، ولعب العقل البشري بالتكنلوجيا لتكن بخدمتها..
وبما إن الإعلام فقد مصداقتيه، وهو يدخل كل بيت،،تُرى ماذا يفعل المتلقي؟ لا شيء سوى وضع مصفي لعقله خاص ودقيق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق