الصفحات

الأحد، 9 ديسمبر 2012

عدنان مندريس .. المعول الأول في الصنم التركي


عدنان مندريس  .. المعول الأول في الصنم التركي
  
1- مدخل
سقطت آخر خلافة إسلامية رسمياً عام 1924م ، وكانت فعلياً قد انتهت عام 1909م يوم خلع السلطان عبد الحميد الثاني، وعام 1961م أُعدم عدنان مندريس، بعد أن وقف بوجه المخططات الماسونية في تركيا، وفي 12 حزيران من هذا العام ستجري الانتخابات في تركيا، وإذا فاز "العدالة والتنمية" فهو فوزه الثالث على التوالي، فهل ستتكرر مأساة مندريس مرة أخرى ؟
لقد كانت العملية أبعد من إسقاط الخلافة، فهي أنجح حركة إمبريالية – صليبية قام بها العالم الغربي للضغط على الشرق لاستلاب شخصيته الثقافية الإسلامية المتميزة خدمة لمصالحه.
فتفتقت عن هذه الحركة صناعة الأصنام البشرية ، حيث تمر هذه الصناعة بمراحل متعددة محاطة بهالات من البطولة الخارقة الكاذبة يصنعها جهاز إعلامي منظم، ثم تلبس هذه الشخصية الموجة السائدة إن كانت قومية أو دينية، وبعد  ذلك تسفر عن نياتها الحقيقية.
وهذه المراحل هي التي مرت بها صناعة الصنم "أتاتورك" وغيره من الأصنام في بلادنا، وكان لا يدع مناسبة قبل توليه السلطة إلا ويتوجه بها بالدعاء رافعاً يديه نحو السماء، حتى قال مرة "إن الغاية الأولى لجهادنا لا تستهدف الفصل بين مقام السلطة ومقام الخلافة بل تخليص هذه المقامات المقدسة من الأسر الأجنبي" !!
وقد أثبت التاريخ بأن أتاتورك لم يكن يملك من الصفات الشخصية والأخلاق الحميدة شيئاً ويكفي أنه مات بتشمع الكبد لشدة إفراطه بالسكر.

2- ما بعد الجمهورية
قبل الجمهورية كان يقول لمستمعيه بأن الكفار قادمون وسيجبرونكم على لبس القبعة، وسيدوسون على القرآن... !  كان يعرف بأن الإسلام هو خميرة الشعب التركي فيجذبهم إليه.
وما أن استتبت الأمور له وصار بطلاً حتى أعلن مبادئه الست وهي "الجمهورية والقومية والشعبية والدولية (تدخل الدولة بالاقتصاد) والثورية والعلمانية.
وقد أدخل هو وجماعته في عقل الأمة نوعاً من الثورية الزائفة بإعلان الحرب على الدين بإسم العلمانية، فألغيت الخلافة والمدارس الدينية والأوقاف وصار القرآن قانون الصحراء، وإذا سمح بالأذان فليكن بالتركية وكذلك القرآن، ومنع الحجاب، وهاجم الشيوخ الذين وقفوا ضده، فأعدم الشيخ سعيد بيران والمئات أمثاله، وغير الحروف من العربية الإسلامية إلى اللاتينية، فأوجد شرخاً في تراث الأمة وتاريخها، حيث تتكدس مئات الآلاف من الوثائق والكتب ولا يحسن أحد قراءتها إلا القليل، ومنع الحج وكل ما يمت للدين بصلة لتنتقل تركيا من صدارة الشرق إلى مؤخرة الغرب، وكان الحزب الحاكم الوحيد هو حزبه المسمى بـ"حزب الشعب الجمهوري".

3- بوادر اليقظة
حكم أتاتورك تركيا بواسطة حزبه حتى وفاته عام 1938م ، وبعد الحرب العالمية الثانية اغتنم عدنان مندريس السماح بتأسيس الأحزاب خارج حزب الشعب الجمهوري، وكان قبلها قد طرد من هذا الحزب لآرائه الجريئة في مواجهة مسخ المجتمع التركي، فعمل على تأسيس الحزب الديمقراطي عام 1946م مع جلال بايار وآخرين.
وعدنان مندريس من عائلة ثرية، وهو من مواليد 1899م، وكان يتمتع بشخصية فائقة وذكاء نادر ونال شهادة الحقوق .
وفي أول انتخابات خاضها حزبه عام 1950م حصل على (396) مقعداً من أصل (487) في الجمعية الوطنية مما شكل صدمة عنيفة لحزب الشعب الجمهوري ورئيسه عصمت إينونو.
كان مندريس يحمل روحاً إسلامية عميقة، لم يستطع إعلانها صراحة ولكنه عبر عنها في مناسبات شتى، فقد كانت الأجواء المعادية خصوصاً الماسونية والشيوعية داخل تركية قوية جداً.
فعند حديثه مع أحد أصدقائه الذي أقنعه بدخول عالم السياسة ، قال له بعد الفوز: أنا رئيس وزراء عثماني.
وعندما زار بغداد عام 1955م زار قبر الإمام أبي حنيفة، وقال يخاطبه: "أنت أسست إمبراطورية عظيمة، وإن أحفادنا سيقيمون النظام الذي أسست له وأقامه العثمانيون"، في إشارة ذكية لجواز الإمامة لغير العربي عند الإمام أبي حنيفة رحمه الله ، وبالتأكيد فإن إشارته للعثمانية هنا هي إشارة رمزية لروح المجتمع التركي المسلم التي حاول مسخها أتاتورك.
ولما كان من العسير الإحاطة بتجربة مندريس، إلا أنه يكفي لتقييم نجاحها من عدمه فوزه في انتخابات 1954م حيث حصل على (503) مقعداً مقابل (32) مقعداً لحزب الشعب الجمهوري ، وفوزه بعد ذلك بإنتخابات عام 1957م وبقاء مندريس رئيساً للوزراء حتى الانقلاب الذي أطاح به في 27 مايس 1960م.
لقد كان للعامل الديني دوراً حاسماً في هذا الفوز، حيث أكد مندريس على إعادة التعاليم الدينية وأعاد الأذان بالعربية والبرامج الدينية في الإذاعة والسماح بتأسيس المنظمات الدينية والذهاب للحج والسماح بالحجاب وأراد إرجاع أيا صوفيا مسجداً ولم ينجح ، وكذلك السماح بإستخدام كلمة الله في الأحاديث السياسية .
وأصدر قانوناً إستردت به الدولة المساجد التي بيعت في عهد أتاتورك، وفتحت مدارس الأئمة والخطباء وتدريس الدين وخمسة وثلاثين ألف مدرسة ومسجداً لتحفيظ القرآن.

4- النهاية
كانت خطوط المؤامرة السوداء تحاك في الدوائر الماسونية، وكان الجيش قد صمم "عقدياً" منذ عهد أتاتورك ليكون الرقيب على مبادئ أتاتورك في واحدة من أعجب الظواهر السياسية في التاريخ الحديث، حيث صار وصياً على النظام بحجة الثورية، مع العلم بأن أتاتورك كان قد قطع على نفسه عهداً بمنع الجيش من التدخل بالسياسة، ولكن بوادر التخطيط لانقلاب بدأت تلوح في الأفق.
وأغرب ما في انقلاب 27 مايس أن القوى العسكرية وجدت لها ظهيراً قوياً من أساتذة الجامعات، وعلى الأخص أساتذة الحقوق، ولعل الاستغراب يزول إذا عرفنا أنه حتى ذلك الوقت لم يكن أحد ليتمتع بدرجة الاساتذية في تركيا الحديثة ما لم يكن ماسونياً.
ولذلك وصفهم مندريس بأصحاب الأردية السوداء، وكانوا وراء تحريض الطلاب على المظاهرات، خصوصاً بعد الاستقبالات الجماهيرية التي كان يقابل فيها في الريف، حيث هذه المنظمات السوداء بالغة السرية ليس لها وجود والناس على فطرتهم ، ولازال الريف التركي يحتفظ بذكريات جميلة عن مندريس وعهده .
وعندما زار مندريس الاتحاد السوفيتي قبل الانقلاب، فإنه أعطى إشارة لا لبس فيها بأنه على استعداد لإدارة ظهره للولايات المتحدة إذا استمرت في سياسة اعتبار تركيا ككلب حراسة لا أكثر ولا أقل لمصالحها وهذا أحد أسباب الانقلاب خارج الإطار العقدي !
نزل عدنان مندريس إلى الشارع لتهدئة الطلاب فأمسكه أحد الطلاب من عنقه، فقال له مندريس ماذا تريدون؟ قال الطالب: الحرية، فأجابه مندريس: وهل يوجد أكثر من هذه الحرية؟
وأصدر أساتذة الحقوق بياناً يؤيد الانقلابيين وأن ما قاموا به كان مشروعاً لأنه ضد الثورة الإصلاحية التي قام بها أتاتورك !
وفي اليوم الثاني من الانقلاب قام جمال كورسيل قائد الانقلاب مع جماعته بزيارة ضريح أتاتورك طالبين منه "البركة" لانقلابهم، ومؤكدين على علمانية أتاتورك الخاصة بهدم الدين.
أعتقل مندريس مع بايار و(588) من أعضاء الحزب، وحوكموا في 14/10/ 1960م، وانتهت في 14/8/1961م ، وكانت واحدة من أغرب التهم إقامة النظام الديكتاتوري والتي عقوبتها الإعدام بجانب الديباجة الأخرى من التهم المعتادة.
وضع مندريس وبايار في زنزانة لا تتجاوز مساحتها (12م2)، وفي ظروف حبس قاسية ومهينة ، وقد ظهر أثناء المحاكمة شاحباً ومتعباً.
أهين المتهمون إهانة بالغة حيث تم نقل وزير الداخلية نامق كجك للمعتقل في شاحنة نفايات مما أدى به للانتحار.
حكم على خمسة عشر من قادة الحزب بالإعدام، ونفذ الحكم بمندريس وفطين رشدي زورلو وحسن بولتكان، وخفف الحكم على بايار بالمؤبد وعلى (31) واحداً من أعضاء الحزب الديمقراطي بالسجن مدى الحياة، ومات في السجن تسعة من المتهمين، وكان بين المعتقلين عشرة نساء.
نفذت أحكام الإعدام في 16/9/ 1961م ، وعلى المشنقة قال قولته المشهورة: لم أكن يوماً ماسونياً.

=========================================================================

كوارث وفضايح العلمانيـــة ..
.
اعدام للرئيس بتهمة اداء فريضة الحج!!

هذا ما فعله الجيش التركي الحامي للدستور 1960عندما قام الرئيس المنتخب ديمقراطيا باغلبية ساحقة عدنان مندريس باعادة الأذان باللغة العربية ثم قام بأداء فريضة الحج سرا بعد زيارة لمنطقة الخليج ..فحكمت محكمة عسكرية تركية باعدام الرئيس مندريس 1960 بتهمة السعي لإنشاء دولة دينية!!
كوارث وفضايح العلمانيـــة ..
.
اعدام للرئيس بتهمة اداء فريضة الحج!!

هذا ما فعله الجيش التركي الحامي للدستور 1960عندما قام الرئيس المنتخب ديمقراطيا باغلبية ساحق
ة عدنان مندريس باعادة الأذان باللغة العربية ثم قام بأداء فريضة الحج سرا بعد زيارة لمنطقة الخليج ..فحكمت محكمة عسكرية تركية باعدام الرئيس مندريس 1960 بتهمة السعي لإنشاء دولة دينية!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق