الصفحات

الخميس، 27 ديسمبر 2012

شلاش الضبعان

2012/12/21 -


بناتنا خط أحمر ! 

بناتنا خط أحمر !
مع كل صيحة أو حدث يتعلق بالمرأة السعودية ، تسمع كلمات تصدر من هنا وهناك:
- يا ما تحت السواهي دواهي! هذا الذي ظهر للعلن ولكن كم من الأمور تستر!
- تشدد مجتمعنا هو الذي فتح المجال للفساد! ولكنه يتوارى في السر خوفاً! وكأن المجتمعات المفتوحة لم يصبح الفساد جزءاً من ثقافتها وقوانينها.
- لدينا انحلال خلقي كبير ! لكن أنتم لا تعلمون عن الواقع!
والمشكلة أن هذه العبارات وأشباهها تصدر أحياناً من أناس كان المؤمل أن تكون كلماتهم أثمن من أن تصبح مركباً لاتهامات ظالمة تساق ضد بناتنا وأخواتنا،  بل إن بعضهم بنى على هذه الظنون والممارسات الشخصية روايات وأسس مسلسلات مقدماً للعالم صورة مشوهة وكاذبة لرمز من رموز الفضيلة!
قناعتي وقناعة كل منصف: أن نساءنا من أفضل نساء العالم تمسكاً بدينهن وحيائهن، وهن أنموذج للشرف والرقي الأخلاقي لو سوّق على العالم تسويقاً صحيحاً لكسب العالم الكثير وتخلص من كثير من المصائب التي يعاني منها!
تشدد مجتمعنا هو الذي فتح المجال للفساد! ولكنه يتوارى في السر خوفاً! وكأن المجتمعات المفتوحة لم يصبح الفساد جزءاً من ثقافتها وقوانينها.
يقول القائل: ولكن ألا ترى ما تنقله مقاطع اليوتيوب؟ ألا تسمع بمن تقبض عليه الهيئة وتستر؟ ألم تكتب عن اللقطاء؟!
أقول: نعم! لدينا فاسدون ولكن فرق بين من يحدد المشكلة ويعرف حجمها، وبين من يبالغ ويعمم ويظلم، فالأول جزء من الحل ويمكنه أن يضع الحل، والثاني جزء من المشكلة ينشر اليأس والإحباط ويسوّغ لأهل الفساد فسادهم فليسوا هم الشاذين بل هم الأغلبية!
ونقول لهذا المتحدث عن الفساد الأخلاقي الذي عم وطم ولم يسلم منه بيت : انظر لبيتك والبيوت التي حولك كم حجم الفساد الأخلاقي فيها؟!
صفر! هذا هو جوابه المنطقي، ومع ذلك لنجري عملية حسابية بسيطة! لو كانت نسبة الفساد الأخلاقي في أي مجتمع 5 % من نسائه، هذا يعني أن الفاضلات من نسائه 95% وهذا أنموذج مشرف في عالم تسيطر عليه الشهوات!
عدد النساء في بلادي (حسب التعداد الأخير) 9180403  ( أكثر من تسعة ملايين) امرأة!
5% من هذه الملايين يعني 459020 امرأة ( نصف مليون تقريباً)، لو عددنا -مع حذف التكرار- من في السجون بقضايا أخلاقية ومن سترت عليهن الهيئة ومن في دور الرعاية هل سيصل لهذا العدد؟!!!
إذن لنضع النقاط على الحروف ونقول إن مشكلة أصحاب هذه النظرة أنهم يقيسون على ما يشاهدونه ويسمعونه ويعيشون في وسطه، وكأن المتنبي عناهم بقوله:
ومن يك ذا فم مريض- يجد به مرّاً الماء الزلالا
فارحمونا وكفوا ألسنتكم عن رمز الفضيلة التي نفاخر بها على العالم!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق