الصفحات

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

الجزاء من جنس العمل




صيد الخاطر لابن الجوزي  - الجزاء من جنس العمل


 



   
لا ينبغي للمؤمن أن ينزعج من مرض أو نزول موت ، و إن كان الطبع لا يملك .
   
إلا أنه ينبغي له التصبر مهما أمكن ، إما لطلب الأجر بما يعاني ، أو لبيان أثر الرضى بالقضاء ، و ما هي إلا لحظات ثم تنقضي .
   
و ليتفكر المعافي من المرض في الساعات التي كان يقلق فيها أين هي في زمان العافية ؟ ذهب البلاء و حصل الثواب .
    
كما تذهب حلاوة اللذات المحرمة و يبقى الوزر . و يمضي زمان التسخط بالأقدام ، و يبقى العتاب .
   
و هل الموت إلا آلام تزيد فتعجز النفس عن حملها فتذهب .
   
فليتصور المريض و جود الراحة بعد رحيل النفس ، و قد هان ما يلقى ، كما يتصور العافية بعد شرب الشربة المرة .
   
و لا ينبغي أن يقع جزع بذكر البلى ، فإن ذلك شأن المركب ، أما الراكب ففي الجنة أو في النار .
   
و إنما ينبغي أن يقع الاهتمام الكلي بما يزيد في درجات الفضائل قبل نزول المعوق عنها .
   
فالسعيد من و فق لاغتنام العافية . ثم يختار تحصيل الأفضل فالأفضل في زمن الإغتنام .
   
و ليعلم أن زيادة المنازل في الجنة على قدر التزيد من الفضائل ههنا ، و العمر قصير ، و الفضائل كثيرة ، فاليبالغ في البدار .
   
فيا طول راحة التعب ، و يا فرحة المغموم ، و يا سرور المحزون .
   
و متى تخايل دوام اللذة في الجنة من غير منغص و لا قاطع ، هان عليه كل بلاء و شدة .









Posted Image

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق