الصفحات

السبت، 12 ديسمبر 2009

كم اشتقت اليك يا ابي




كم أنا محتاج اليك يا أبي. الى صفاء قلبك ورجاحة عقلك وعذوبة لسانك. كم أحتاج نصيحتك وتوجيهاتك. كم اشتقت إلى أبي الصديق.. أبي المعلم ..أبي الصاحب.. أبي الحنون. اشتقت إلى حضنك يا أبي ....قصة قصيرة لطيفة قرأتها وفيها كل العبرة. عملت على تعديلها بعض الشئ لتنال كامل اعجابكم، بعدما تركت في نفسي بالغ الأثر. عن قصة رجل في الستين من العمر يتحدث عن ابيه معتبرا بما جرى منه في مراحل حياته العمرية فقال بكل اقتضاب

عندما كان عمري أربعة أعوام كنت أقول : أبي من زينة الآباء

عندما كان عمري سبعة أعوام كنت أقول : أبي انسان رائع وحنون

عندما كان عمري عشرة أعوام كنت اقول : أبي ممتاز ولكن خلقه ضيق

عندما كان عمري اثني عشرعاما كنت اقول : أبي كان لطيفا عندما كنت صغيرا ، لا أدري ماذا جرى له

عندما كان عمري اربعة عشر عاما كنت اقول : أبي بات كثير الحساسية، انه لا يفهمني

عندما كان عمري ست عشرة عاما كنت اقول : أبي لا يستطيع أن يتماشى مع العصر الحالي

عندما كان عمري ثماني عشرة عاما كنت اقول : أبي ومع مرور كل يوم يبدو أكثر حدة وقسوة

عندما كان عمري عشرون عاما كنت اقول : من الصعب جدا أن أتقبل أبي ، أستغرب كيف استطاعت أمي أن تتحمله

عندما كان عمري خمسة وعشرين عاما كنت اقول : أبي يعترض علي كل موضوع اطرحه ويعارضني فيه، ما هذا الأب

عندما كان عمري ثلاثين عاما كنت اقول : من الصعب جدا أن أتفق مع أبى، هل ياترى تعب جدي من أبي عندما كان شابا

عندما كنت في الاربعين كنت اقول: أبي رباني في هذه الحياة مع كثير من الضوابط، ولابد أن أفعل الشيء عينه مع اولادي

عندما بلغت من العمر خمسة واربعين عاما كنت اقول : أنا في حيرة ، كيف أستطاع أبي أن يربينا جميعا

وعندما بلغت من العمر خمسين عاما كنت أقول: من الصعب التحكم في أطفالي، كم تكبد أبي من عناء لأجل أن يربينا ويحافظ علينا ويرعانا

وعندما بلغت من العمر خمسا وخمسين عاما كنت أقول: أبي كان حكيما وبعيد النظر وخطط لعدة أشياء لنا، أبي كان مميزا ولطيفا


وأنا الآن في عمر الستين وقد اتضحت لي الصورة كاملة أقول: رحم الله أبي لقد كان من زينة الآباء

احتاج الرجل إلى ستة وخمسين عاما لتتكون لديه الصورة كاملة، فاعتبر ايها القارئ ، من اي فئة من الاعمار كنت، وخذ العبرة ممن سبقك وجرت عليه الدورة كاملة..... فقد لا تعيش حتى تبلغ الستين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق