الصفحات

الأحد، 7 سبتمبر 2008

المشير أبو غزالة

تجاهلته الصحف الحكومية والمستقلة والمعارضة.. وفاة المشير أبو غزالة بعد صراع مع السرطان وتشييع جثمانه اليوم في جنازة عسكرية

توفي المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، في الساعة الحادية عشرة من مساء أمس، في مستشفى الجلاء العسكري التابع للقوات المسلحة بالقاهرة, بعد صراع ومعاناة طويلة مع مرض السرطان.
وكان الراحل الذي يعد أحد أهم القادة العسكريين في تاريخ القوات المسلحة المصرية قد أصيب بسرطان في الحنجرة اضطره للخضوع لجرعات مكثفة من العلاج الكيماوي في بعض المستشفيات الأوروبية، وانتهى به المطاف لاستكمال علاجه بمستشفى الجلاء العسكري.
وعلمت "المصريون" أن اتصالات مكثفة تجرى بين أسرة المشير أبو غزالة والجهات المسئولة في الدولة لترتيب إجراءات جنازته، وأنه تقرر تشييع جثمانه اليوم الأحد في جنازة عسكرية تبدأ من مسجد آل رشدان بمدينة نصر.
كما لم تستقر أسرته – حتى صدور عدد "المصريون" ليوم الأحد – على مكان الدفن، حيث تبحث القيام بدفن جثمانه في القاهرة، أو في مسقط رأسه بقرية زهور الأمراء التابعة لمركز الدلنجات بمحافظة البحيرة.
وكان أبو غزالة قام بفحوص طبية في فرنسا وعدد من الدول الأوروبية، قبل أن يقرر العودة إلى مصر للاستمرار في العلاج تحت إشراف الأطباء الأجانب والمصرين الذين يشرفون على إعطائه جرعات العلاج الكيماوي.
وقد اضطرت أسرته لنقله إلى مستشفى الجلاء العسكري بعد أن تأثرت حالته الصحية بسبب العلاج الكيماوي، ودخل في غيبوبة كاملة، وخضع في الأيام الأخيرة لرعاية مركزة من قبل الأطباء المشرفين على حالته.
وكان لافتا حالة التعتيم من الصحف الحكومية على حالة أبو غزالة، حتى أن أيا منها لم تبد اهتماما بنشر ولو حتى خبرا مقتضبا عن حالته الصحية ومحنته مع المرض في الأيام الأخيرة.
وأبو غزالة يعد من أشهر وزراء الدفاع في تاريخ مصر، وكان يحظى باحترام وحب شديدين استمرت حتى بعد إصدار الرئيس مبارك قرارًا جمهوريًا بتعيينه مساعدًا لرئيس الجمهورية بعد تركه منصب وزير الدفاع قبل 18 عاما.
وقد ترددت وقتها شائعات عن أن الإدارة الأمريكية كانت غاضبة جدًا على أبو غزالة بحجة أنه كان يخطط لإنشاء صناعات كيماوية.
والمشير أبو غزالة من مواليد 9 فبراير عام 1930م في قرية زهور الأمراء مركز الدلنجات بمحافظة البحيرة، وتخرج من الكلية الحربية عام 1949 وترقى حتى رتبة المشير عندما أصبح وزيرًا للدفاع ونائبا لرئيس الوزراء.
وهو آخر وزير للدفاع في عهد الرئيس السادات حيث تولى الوزارة عقب وفاة الفريق أحمد بدوي هو 13 من قادة الجيش في حادث سقوط طائرة هليوكوبتر، وخاض جميع معارك الجيش المصري بدءًا من حرب 1948 في فلسطين وحتى حرب أكتوبر 1973م.
والراحل كان يتميز بخبراته العسكرية الهائلة وإحاطته الواسعة بالعلوم العسكرية، وله عدة مؤلفات في المجال العسكري، منها: انطلقت المدافع عند الظهر ـ والقاموس العلمي في المصطلحات العسكرية.
مبارك يتقدم المشيعين فى جنازة المشير أبوغزالة
جثمان الفقيد ابو غزالة على عربة مدفع ملفوفا بعلم مصر
تقدم الرئيس محمد حسني مبارك أمس مشيعي الجنازة العسكرية للمشير محمد عبدالحليم أبوغزالة. شارك في تشييع الجنازة كبار رجال الدولة ورؤساء مجلس الوزراء والشعب والشوري، والعديد من الوزراء ووزير الدفاع وكبار قادة القوات المسلحة واسرة الفقيد. وقد أقيمت الصلاة بمسجد »آل رشدان« حيث ام الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر المصلين في صلاة الظهر وصلاة الجنازة. وحمل الجثمان الذي كان ملفوفا بعلم مصر علي عربة مدفع يتقدمها حملة الاوسمة والنياشين التي حصل عليها الفقيد خلال خدمته الطويلة.

وعقب ذلك اصطف اهل الفقيد لتلقي العزاء، حيث كان الرئيس مبارك اول من قدم واجب العزاء لاسرة الفقيد، ثم كبار رجال الدولة.

ثم تحرك موكب الجنازة ليواري الثري في مقابر الاسرة بمدينة نصر.

كان المشير أبوغزالة قد انتقل إلي رحمة الله مساء أول أمس بمستشفي الجلاء العسكري عن عمر يناهز 78 عاما.. وكان يعاني من سرطان الحنجرة، والفقيد كان نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا للدفاع.

كما كان مساعدا أول لرئيس الجمهورية، وشارك في حروب 1948 و1956و1967 وخلال حرب أكتوبر 1973 كان قائدا لمدفعية الجيش الثاني الميداني، وعين بعد الحرب ملحقا للدفاع بالولايات المتحدة الامريكية.

رحيل المشير أبو غزالة

جمال سلطان : بتاريخ 8 - 9 - 2008

سوف يمضي وقت طويل قبل أن يعرف المصريون ما حدث بالضبط في العام 1989 عندما قرر الرئيس مبارك عزل المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة ، وتجريده من كامل سلطاته وصلاحياته وإدخاله إلى الثلاجة وإبعاده نهائيا عن الأضواء تحت مظلة "مستشار" لرئيس الجمهورية أو مساعد له ، وهو موقع وهمي لا معنى له ولا قيمة سوى إخفاء الوجه الآخر للواقعة ، يومان مرا على مصر كان محمد عبد الحليم أبو غزاله هو الحاكم الفعلي لمصر ، في العام 1981 بعد اغتيال الرئيس السادات ، حيث كانت السلطة والأمر والنهي في يد أبو غزالة ، القائد العام للقوات المسلحة ، وكان يستطيع ـ لو أراد ـ ولكنه لم يرد ، وفي العام 1986 في أعقاب انتفاضة الأمن المركزي ، حيث نزل الجيش إلى شوارع القاهرة وسيطر على العاصمة بالكامل ، وكان المشير أبو غزالة هو الحاكم الفعلي وقتها للبلاد في ظل غيبة الرئيس ، وكان يستطيع يومها ـ لو أراد ـ ولكنه لم يرد ، كانت هذه الواقعة هي نقطة التحول في علاقة المشير أبو غزالة بالرئيس مبارك ، حيث بدأت العلاقة تصاب بالبرود ثم التنافر حتى صدر قرار الإقالة في 1989 ، وقد سبقه حملة إعلامية مركزة من بعض الصحف والمجلات الحكومية لمحاولة تلويث شرف أبو غزالة وتشويه صورته بادعاء علاقات له مع لوسي أرتين في القضية الشهيرة ، واستمرت الحملة غير المسبوقة لشخصية بهذا الحجم عدة أسابيع ، وبدا كما لو كان هناك في السلطة من يتلذذ بهذه الإهانات المتوالية للرجل الثاني في الدولة وقتها ، تميز المشير أبو غزالة بشخصية فريدة تجمع بين الاحتراف العسكري الرفيع وبين الثقافة المدنية الراقية ، وبين البعد الإنساني الرائع ، وكل هذه الصفات أجمع عليها كل من تعامل معه من العسكريين أو المدنيين سواء ، لدرجة أنه كان هناك رأي عام واسع النطاق يتمنى أن تنتهي قيادة مصر إلى هذا الرجل ، ولكن هكذا بلادنا غير محظوظة دائما ، هناك إجماع أيضا على أنه أحد أبطال العسكرية المصرية التاريخيين ، فقد خاض كل حروب التحرير ضد العدو الصهيوني ، حتى أنه شارك في حرب 1948 وهو ما زال طالبا ، كما شارك في 56 ، و67 ، وكان قائد مدفعية الجيش الثاني ، درة القوات المسلحة المصرية في حرب أكتوبر المجيدة ، كان معروفا بتواضعه مع الجميع ، ولذلك كان أكثر قيادات القوات المسلحة المصرية قبولا وشعبية ، كان محبوبا من الجميع ، كما كان يهتم بالبعد الإنساني في العلاقات العسكرية مع الضباط والجنود ، كما كان مثقفا من طراز رفيع ، لدرجة أنه وهو المقاتل الذي ينتقل من ميدان لميدان ومن معركة إلى أخرى ، كان حريصا على أن يدرس كطالب عادي في كلية التجارة ، ويحصل على الماجستير في إدارة الأعمال ، كما كان يحسن الحديث والكتابة بثلاثة لغات ، منها الإنجليزية وترجم بعض الكتب الصعبة التي تنم عن اختيار راق وترجمة واعية ، في تفسيرات إبعاده سربوا حكاية أنه استقدم معدات تقنية نووية رفيعة من الولايات المتحدة مما أدى إلى توتر لم ينته إلا بعزله ، وهو كلام بعيد عن الواقع وعن المنطق ، والملابسات التي تمت قبل عزله وبعده تشير إلى "تصفية حساب" وقصد عمدي لتدمير السمعة والمكانة ، خاصة حملة التشوية البذيئة والتي كانت تأخذ طابعا شبه رسمي ، كما أن عملية احتقار الرجل وإهانة تاريخه حتى وفاته كانت واضحة للعيان ، فقد تجاهلته كل المنصات الرسمية ، وكل الصحف القومية وكل وسائل الإعلام الحكومية ، كان هناك ما يشبه الأمر الصارم بدفنه حيا ، حتى أنه وهو ينازع النزع الأخير تجاهلت جميع وسائل الإعلام الرسمية متابعة حالته الصحية الحرجة ، حتى خبر وفاته لم ينشر إلا بعد أن أتت التعليمات ، وقد ضنوا عليه بالرعاية الصحية العالية في الخارج التي يحصل عليها ممثلون وراقصات على نفقة الدولة ، وليس أحد أبطال مصر ومحاربيها العظماء ، رحم الله المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة ، البطل والمقاتل والإنسان .الحزن يسيطر علي أهالي «زهور الأمراء» بعد رحيل «ثروت» الشهير بـ«المشير أبوغزالة»

م ٩/٩/٢٠٠٨

فوزي عم المشير الراحل

«الشوارع خالية من الرجال، والحزن يخيم علي المنازل وسط حالة من السكون والصمت.. ومن بعيد تبدو صورتان، الأولي للرئيس مبارك والأخري للمشير محمد عبدالحليم أبوغزالة»..

هكذا بدت قرية «زهور الأمراء» بمركز الدلنجات بالبحيرة يوم الأحد الماضي، حيث كان يتم تشييع جثمان ابن القرية الراحل «ثروت» الشهير بالمشير محمد عبدالحليم أبوغزالة في جنازة عسكرية مهيبة بالقاهرة، حضرها الرئيس مبارك وقيادات، وحرص رجال القرية علي المشاركة فيها، عرفانا بفضل الراحل عليها.

لم يكن أحد من أبناء «زهور الأمراء» يتصور أن الطفل ثروت الذي أنقذه عبدالعظيم ابن عمه من الغرق في ترعة الحاجر، سيصبح في المستقبل قائداً عسكرياً يتولي وزارة الدفاع، ويبزغ نجمه السياسي، حتي يقال من منصبه دون إبداء أسباب.

فوزي محمد غزالة، عم المشير الراحل، قال: «ثروت كان تلميذاً متفوقاً، يحب لعب الكرة وكان أهلاوياً صميماً، وعندما أنقذه عمه من الغرق تعلم السباحة بعدها مباشرة وكان في الصف الأول الثانوي بمدرسة عمر مكرم في دمنهور، وبعدها التحق بالكلية الحربية ليتخرج فيها».

«عندما وصل إلي رتبة نقيب، تزوج من السيدة أشجان أحمد صبري، وكان يوم زفافهما أسطورياً، أطلقت فيه الأعيرة النارية ابتهاجاً بالعرس».. هكذا قال فوزي، وأضاف: «كان المشير - رحمه الله - باراً بنا، خادماً للجميع، يأتي لزيارتنا دون حراسة وأدخل جميع المرافق للقرية، ويقول أنا أخ لجميع الأهالي ولا ننسي موقفه الإنساني، عندما عفا عن السائق الذي صدم ابنه أشرف بسيارته وتسبب في قتله، ورفضه العلاج علي نفقة الدولة، وقوله اتركوا العلاج علي نفقة الدولة للمحتاجين».

«الله يرحمه كان صاحب واجب، يحرص علي العزاء في المتوفين من أبناء القرية، عندما كان مساعداً لرئيس الجمهورية، وكان يسلم علي الجميع ويقول لا تمنعوا أحداً عني أياً كان».. هكذا قال محمد فاروق غزالة، وتابع: المرحوم كان ابن نكتة أيضاً، وذات مرة طلب منه أحد أهالي القرية تعيين ابنه الأمي فعرض عليه وظيفة عامل في الأوقاف أو الكهرباء، فرفض الرجل وقال له: «عاوز وظيفة محترمة»، فرد المشير: «خلاص استني عندي وزير حيخرج معاش بعد شهر هعينه مكانه». في قرية المشير أبوغزالة: الشوارع خلت من الرجال لمشاركتهم في الجنازة.. وصورته تتصدر مدخل القرية

٩/٩/٢٠٠٨

لم يكن أحد يعلم أن الطفل ثروت الذي أنقذه ابن عمه عبدالعظيم من الغرق في ترعة الحاجر، سيصبح فيما بعد المشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، ذلك الرجل الذي أحبه الجميع، وأقيل من منصبه دون إبداء أسباب، لكنه ظل حتي وفاته مساء السبت الماضي يمثل بطلاً شعبياً في عيون المصريين.

«المصري اليوم» ذهبت إلي مسقط رأسه في قرية «زهور الأمراء» التابعة لمركز الدلنجات في البحيرة، وكان لافتاً وجود صورتين: الأولي للرئيس مبارك، والأخري لأبوغزالة في مدخل القرية اعترافاً بفضله عليها، وهو ما يفسر خلوها من كل الرجال تقريباً بعد سفرهم إلي القاهرة لحضور الجنازة التي خرجت من مسجد آل رشدان السبت الماضي.

قال فوزي محمد غزالة «٨١ سنة»، عم الفقيد، إن ثروت أو محمد لم يكن ابن أخيه، لكن كان أخاه وصديقه المقرب لأن فارق السن بينهما لم يكن سوي ٣ سنوات لصالح فوزي، موضحاً أن المشير اشتهر في القرية باسم ثروت.

وأضاف فوزي: كنا ١٤ أخاً وأختاً، ٧ أولاد ومثلهم بنات، وكان عبدالحليم والد ثروت هو أكبرنا، وعندما رزق بابنه فرح به فرحاً شديداً وسماه أبوغزالة، بدلاً من «غزالة» لقب العائلة، وكان عبدالحليم يعمل في مصلحة التليفونات، ووصل إلي منصب مدير المصلحة في الإسكندرية، وكان ثروت تلميذاً متفوقاً، ويحب لعب الكرة جداً وكان أهلاوياً صميماً، حصل علي الابتدائية من الدلنجات، والثانوية من مدرسة عمر مكرم في دمنهور، ثم التحق بالكلية الحربية.

وتذكر فوزي بعضاً من ذكرياتهما سوياً بقوله: كنت ألعب أنا وهو بجوار ترعة الحاجر، وكنت أجيد السباحة بينما لم يكن كذلك، ونزلت الترعة للاستحمام فأصر علي النزول، وبعد لحظات وجدته يغرق، فصرخت وجاء عمنا عبدالعظيم لإنقاذه فتعلم السباحة بعدها، وكان في هذا الوقت في الصف الأول الثانوي.

وروي فوزي قصة زواج المشير بقوله: كان ثروت قد وصل إلي رتبة نقيب، ووالدته تريده أن يتزوج، وفي أحد الأيام كانت تشتري بعض حاجاتها من شركة «عمر أفندي» في مدينة دمنهور، فشاهدت إحدي الفتيات فأعجبت بها، وسألتها عن اسمها فقالت لها إنها أشجان ابنة أحمد صبري، مفتش دوائر أملاك الأمير عمر طوسون، وحدث تبادل للزيارات بينهما، وتمت خطبتها، وكان يوم الزفاف مشهوداً حيث أطلقت فيه آلاف الأعيرة النارية ابتهاجاً بالعرس.

وأشار فوزي إلي واقعة وفاة أشرف نجل المشير بقوله: إن الطفل كان يلعب بدراجته أمام منزله في حلمية الزيتون وصدمته سيارة نقل، فضرب رجال الأمن سائقها، ولم ينقذه منهم سوي المشير شخصياً، وقام بتهدئة السائق، وقال له إن أشرف هو المخطئ، وعفا عن السائق وتركه ينصرف.

وحول علاقة المشير بالقرية وأهلها، قال فوزي: الفقيد كان باراً بأهل قريته، وخادماً للجميع، وكان يأتي إلي القرية دون حراسة، ويقول أنا أخ لجميع الأهالي، وساعد الكثيرين من شباب القرية في الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة، كما أقام في القرية مستشفي ومدرستين إعدادية وثانوية، ومجمع مدارس أزهرية، ومسجداً، ونقطة شرطة، وعمارات سكنية، كما أدخل إليها جميع المرافق.

كشف فوزي عن أن الفقيد اتصل بأهله أثناء انتخابات الرئاسة التي جرت في سبتمبر ٢٠٠٥، وطالبهم بالتصويت لصالح الرئيس مبارك، وشدد علي عدم تخلف أي أحد من الأهالي عن التصويت، مؤكداً أنه عندما كان مريضاً رفض العلاج علي نفقة الدولة لأنه مقتدر مادياً، وقال اتركوا العلاج علي نفقة الدولة للمحتاجين، لافتاً إلي أن الرئيس مبارك كان علي اتصال دائم به، كما أن كبير الياوران في الرئاسة زاره الأسبوع الماضي.

وقال محمد فاروق غزالة: إن الفقيد عندما كان يأتي إلي القرية كان يقيم في استراحته التي أنشأها عام ١٩٩٠ هي والمسجد المقابل لها، مؤكداً أنه كان في قمة التواضع مدللاً علي ذلك بأن أحد أهالي القرية ويدعي فوزي كان يبيع الجاز أراد أن يسلم عليه، وحاول بعض الناس منعه حتي لا يلوث ملابس المشير، فنهرهم قائلاً: لا تمنعوا أحداً عني أياً كان، وأضاف أن الفقيد حضر إلي القرية في منتصف الثمانينيات لتلقي العزاء في والدته، ولم تمنعه مسؤولياته من أداء واجب العزاء في القرية عندما كان مساعداً لرئيس الجمهورية.

وأضاف فاروق أن الفقيد كان «ابن نكتة»، مشيراً إلي أنه جاء إليه أحد أبناء القرية وطلب منه تعيين ابنه في وظيفة محترمة، وكان هذا الابن أمياً فعرض عليه المشير تعيينه عاملاً في الأوقاف، أو الكهرباء، لكن الرجل رفض وقال للمشير: «عاوز وظيفة كبيرة»، فقال له المشير: «خلاص استني عندي وزير حيخرج معاش بعد شهر هاعينك مكانه» فضحك الرجل وقال: «أيوه كده هي دي الوظيفة».

ربطت إقالته بتنامي نفوذه بعد أحداث الأمن المركزي.. صحيفة فرنسية: المشير أبو غزالة كان أقوى شخصية سياسية في مصر لكنه لم يقتنص الفرصة

قالت صحيفة "لسوار" الناطقة بالفرنسية، إنه بالرغم من ابتعاد المشير محمد عبد الحليم أبو غزالة وزير الدفاع الأسبق عن الشأن العام منذ استقالته من منصبه كمستشار للرئيس حسني مبارك عام 1993 إلا أنه يعد الحاضر الغائب لدى المصريين منذ أن عينه الرئيس الراحل أنور السادات وزيرا للدفاع والصناعات الحربية عام 1981.
وذكرت الصحيفة أن أبو غزالة كان أقوى شخصية في مصر حتى أبريل 1989 عندما قرر الرئيس حسني مبارك إعفاءه من منصبه وتوليته منصبا شرفيا ليس له أي صلاحيات، لأنه أصبح يخشى على نفسه من شعبيته المتعاظمة داخل القوات المسلحة وأيضا في الشارع المصري، وخاصة بعد انتفاضة قوات الأمن المركزي ومهاجمتها ملاهي شارع الهرم مما استدعى تدخل القوات المسلحة التي قمعت الانتفاضة.
كما انتشرت وقتها أقاويل أن سبب إقالة أبو غزالة هو شروع في تطوير صاروخ كون دور 2 بالتعاون مع العراق، وتم الترويج للشائعات عن ارتباطه بشخصيات نسائية ولعل أشهر هذه الشخصيات السيدة لوسي ارتين وهو ما أثر بشدة على مستقبله السياسي والعسكري.
وذكرت الصحيفة، أنه بسبب هذا المنصب الشرفي منزوع الصلاحيات والذي اعتبره أبو غزالة نهاية مأساوية لتاريخه وطموحه قدم استقالته وضرب حول نفسه طوقا من الصمت والعزلة، ولكنه اعتمد على ارتباط المصريين به وهو ما أصاب النظام الحاكم في مصر بالارتباك، خاصة وأن شعبية أبو غزالة والتي تضاعفت بسبب طريقة عزله.
وختمت الصحيفة تقريرها، مؤكدة أن المشير أبو غزالة لم يستطع اقتناص الفرص التي جاءته ليكون في مرتبة أعلى فهو لم يتمكن من احاطة نفسه بشبكة قوية من العلاقات والنفوذ داخليا وخارجيا، ونجح مبارك في ترويض أقوى منافس شعبي له بطريقة سلمية.

هناك تعليق واحد: