الصفحات

الثلاثاء، 2 يناير 2024

شارع العزيز عثمان شبرا دمنهور


العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان ابن صلاح الدين يوسف بن أيوب
اسم الشهرة

العزيز عثمان
مولده ونشأته:

هو العزيز عماد الدين أبو الفتح عثمان ابن صلاح الدين يوسف بن أيوب، وهو ثاني أبناء صلاح الدين. ولد بالقاهرة في عام 567ه/ 1171م. اهتم والده بتعليمه منذ صغره، فسمع الحديث من “الحافظ السلفي” بالإسكندرية، بالإضافة إلى سماعه من الفقيه “أبي الطاهر بن عوف الزهري”. وسمع بالقاهرة من العلامة “أبي محمد بن بري النحوي”، وغير هؤلاء من العلماء.

توليه ملك مصر:

كان والده صلاح الدين قد جعله نائبًا عنه في مصر، عندما كان بالشام. وحينما توفي صلاح الدين استقل بملكها باتفاق الأمراء وكبار الدولة؛ وبذلك يمثل العزيز أول حاكم من بني أيوب يولد على أرض مصر ويتولى حكمها.

وقد حكم العزيز مصر حوالي خمسة أعوام (589هـ/1193م-595هـ/1198م). وامتد سلطانه فشمل جنوبي فلسطين باستثناء منطقة الكرك.

والجدير بالذكر أن المصادر المعاصرة أشادت باستقامة العزيز عثمان، وصلاح حكمه، وعدله في الرعية، حتى وصفه المؤرخ “ابن خلكان” بأنه: “كان ملكًا مباركًا، كثير الخير، واسع الكرم، محسنًا إلى الناس”.

وعلى الرغم من أن مصر في عهد العزيز عثمان ظلت بمثابة قلب الدولة الأيوبية، مثلما كانت في عهد صلاح الدين، إلا أن أحوالها الاقتصادية تأثرت إلى حد كبير بسبب انخفاض فيضان النيل في عام 1194م، مما ترتب عليه حدوث القحط وانتشار الوباء، فهلكت المواشي، وكثر الزحام في الأسواق على الخبز لقلته.

ويبدو أن انشغال العزيز عثمان بالنزاع مع أخيه “الأفضل” في ذلك الدور، لم يساعد على سرعة وضع حد لتلك الأزمة الاقتصادية، التي أثرت تأثيرًا خطيرًا في أحوال البلاد والعباد.

النزاع بينه وبين أخيه الأفضل:

الأفضل نور الدين علي، هو الابن الأول لصلاح الدين، وعندما توفي والده كان يحكم: “دمشق والساحل وبيت المقدس وبعلبك وصرخد وبصرى وبانياس وهونين إلى الداروم” ببلاد الشام.

وقد أخذ أمراء الدولة الأيوبية وكبار قوادها الذين أتوا إلى مصر يوقعون بين الملك العزيز عثمان وأخيه الملك الأفضل، وأوعزوا للملك العزيز الاستبداد بالملك والقيام بالسلطنة بدلاً من أخيه، فلما أحس وزير الملك الأفضل “ضياء الدين بن الأثير” بما يجري في القاهرة، أشار إلى الملك الأفضل أن يسترضي أخيه الملك العزيز بمنحه مدينة القدس، رغم أن القدس كان ضمن أعمال وممتلكات الأفضل، إلا أن الأفضل رفض ذلك.

فاتفق أمراء الدولة الأيوبية في مصر على أن تكون المملكة مجتمعة للملك العزيز عثمان، وأشاروا على العزيز بالتوجه إلى الشام لتجتمع له المملكتان أي مصر والشام. وبالفعل خرج العزيز إلى دمشق، مقر حكم أخيه الأفضل، وحاصرها، فأرسل الأفضل إلى عمه الملك العادل وملوك البيت الأيوبي لنصرته، فتوسط العادل بين العزيز وأخيه الأفضل، وتم الاتفاق على أن يرفع العزيز الحصار عن دمشق، وبالفعل عاد العزيز إلى مصر.

إلا أن أحوال دمشق اختلت، لأن الملك الأفضل لزم الزهد وأقبل على العبادة، وترك أمور البلاد لوزيره ضياء الدين بن الأثير، وكثرت الشكوى من سوء تدبير ابن الأثير، فلما بلغ ذلك العادل والملك العزيز في مصر، قررا الرحيل إلى لشام، واستطاعا الاستيلاء على دمشق، وعزل الملك الأفضل عن ملكه. وتم الاتفاق بين العادل والعزيز عثمان على أن تكون دمشق للعادل، وأن تكون الخطبة والسكة بدمشق للعزيز عثمان، وأن يكون العادل نائبًا للعزيز عثمان بها.

وفاته:

كان الملك العزيز قد توجه إلى الفيوم للممارسة رياضة الصيد، فأصابته الحمى، وحُمل إلى القاهرة، فتوفي في عام 595ه/1198م.



المصادر والمراجع
بيبرس المنصوري، مختار الأخبار: تاريخ الدولة الأيوبية ودولة المماليك البحرية حتى سنة 702هـ، حققه وقدم له ووضع فهارسه/ عبد الحميد صالح حمدان، القاهرة: الدار المصرية اللبنانية، 1993، ص5.
حمدي عبد المنعم محمد حسين، دراسات في تاريخ الأيوبيين والمماليك، الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 2000، ص94-98.
سعيد عبد الفتاح عاشور، الأيوبيون والمماليك في مصر والشام، القاهرة: دار النهضة العربية، 1996، ص78-79.
قاسم عبده قاسم وعلي السيد علي، الأيوبيون والمماليك: التاريخ السياسي والعسكري، القاهرة: عين للدراسات والبحوث، 1995، ص86-89.
محمد سهيل طقوش، تاريخ الأيوبيين في مصر وبلاد الشام وإقليم الجزيرة 569-661هـ، القاهرة: دار الملايين، 2000، ص230-241.

Facebook