Translate

الأحد، 9 ديسمبر 2012

يا ليل، الصب متى غــده ?

يا ليل، الصب متى غــده 
أ قـيـام الساعـة مـوعـده
رقــد الســــمَّـــار وأرقـه 
أســفُُ لـلـبــيــن يــرددهُ
فـبـكــاه النجــم ورق لــه 
مـمــا يـرعــاه ويرصــده
كـلـف بغــزال ذي هـيـفِ 
خوف الواشيـن يشــرده
نصبت عـيـنـاي له شركاَ 
في النوم فعـز تـصيـــده
وكفى عـجـباَ أني قـنـصُُ 
للسرب سـبانــي أغيــده
ينضـو من مقـلـتـه سيفاَ 
وكأن نعــاســـاَ يغـمـــده
فـيـريـق دم العـشـاق به 
والــويـل لمـن يتـقــلـــده
كـلا لا ذنب لـمـن قـتـلت 
عـينــاه ولـم تـقـتـل يـــده
يا من جحدت عيناه دمي 
وعـلـى خــديـــه تـــورده
خداك قـد اعـترفا بـدمـي 
فعــلام جـفونك تجـحــده؟
إني لأعـيـذك من قـتـلـي 
وأظـنـــك لا تــتـــعــمـــده
بالله هب المشتاق كــرى 
فـلـعـــل خيـالك يسـعـــده
ما ضرك لو داويت ضنى 
صــبِ يـدنيـك وتبـعـــــده
لم يُبـق هـواك له رمـقــاَ 
فـلـيــبـك عــلـيــه تعـــوًّده
وغـداَ يقضي أو بعد غـد 
هـل من نظــرِ يــتــــزوده
يهـوى المشتاق لقـاءكـم 
وصـروف الـدهــر تبعـده
ما أحلى الوصل وأعـذبـه 
لــولا الأيــام تــنــكــــــده
بالبين وبالهـجــران فـيـا 
لـفــؤادي كـيـف تجـلــده 
وجدير والذكر ان الشاعر هو علي بن عبد الغني الفهري الحصري القيرواني، أبو الحسن
من شعراء العصر الأندلسي
توفي سنة 488 هـ / 1095 م
شاعر مشهور كان ضريراً من أهل القيروان انتقل إلى الأندلس ومات في طنجة حفظ القرآن بالروايات وتعلم العربية على شيوخ عصره.
اتصل ببعض الملوك ومدح المعتمد بن عباد بقصائد، وألف له كتاب المستحسن من الأشعار.
وهو ابن خالة إبراهيم الحصري صاحب زهر الآداب.
وقد ذاعت شهرته كشاعر فحل، شغل الناس بشعره، ولفت أنظار طلاب العلم فتجمعوا حوله، وتتلمذوا على يده ونشروا أدبه في الأندلس.
وكان الحصري بالرغم من إكثاره كتابة الشعر وتعيشه بمدائح الملكوك زهاء نصف قرن، وكتابته في مختلف أغراض الشعر حتى ترك أربعة دواوين، بالرغم من ذلك كله بقيت قصيدة ياليل الصب هي الاسم الثاني لأبي الحسن الحصري وهي اللفتة السانحة
التي نفحت اسمه البقاء.
أما دواوينه الأربعة فهي:
1 - ديوان مستحسن الأشعار وهو فيما قاله في المعتمد بن عباد
2 - ديوان المعشرات وهو شعره الفنِّي الغزلي،
يبتدئ كل بيت فيه بالحرف الذي يقفَّى به
3 - ديوان مختلف المناسبات
4 - ديوان اقتراح القريح واجتراح الجريح
ويشتمل على 2591 بيتاً في رثاء ولد له مات ولم يتم سن العاشرة، وكان إماماً في مسجد ناحيته، جامعاً لمعلومات يعجز عن إدراكها الكبار، وقد توفي وهو في حضنه، ووصف ذلك بقصائد تتفتت لها الأكباد
وله (اقتراح القريح واجتراح الجريح) مرتب على حروف المعجم في رثاء ولد له.
وله (معشرات الحصري) في الغزل.
وله (النسيب على الحروف والقصيدة الحصرية) 212 بيتاً في القراءت.
وله كتاب المستحسن من الأشعار
ولا أفاجئكم لو قلت إن القصيدة أطول بكثير مما كتبت,, القصيدة أساسا موضوعها المدح لكن شاع وذاع منها بضعة وعشرون بيتا في الغزل.فقد نظمها الشاعر اساسا في مدح
ابن طاهر صاحب مرسية، فعظمت مكانته عنده ومدحه شاعرنا بهذه القصيدة التي ذاعت شهرتها وطبقت الآفاق وتنافس الشعراء في معارضتها، 
اما معارضات الشعراء لقصيدة (ياليل الصب متى غده) فتطول قائمة أسماء الشعراء الذين عارضوها فيما إذا أثبتنا أسماءهم ههنا.
إذ إن الكثير من أولئك المعارضين لا يُعرَف عنهم من شعرهم سوى أنهم كتبوا معارضة لـ (ياليل الصب)، حتى وجد من معارضيها من ضاع اسمه وبقيت معارضته،
وحتى وجد ثلاثة شعراء من أسرة واحدة ساهموا في معارضتها وهم فوزي معلوف وعيسى معلوف وقيصر معلوف، وقد أورد المرزوقي في كتابه 38 معارضة من مختلف العصور، أشهرها ولا شك معارضة الشاعر المصري الكبير أحمد شوقي الذائعة الصيت (مضناك جفاه مرقده)
ومنها معارضة أبي القاسم الشابي وخير الدين الزركلي وأحمد عبيد و أبي الهدى الصيادي والزهاوي وإسماعيل صبري و محمود بيرم التونسي
***********************************



مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه ******** وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
حــــيرانُ القلــــبِ مُعَذَّبُـــهُ ******مَقْــــروحُ الجَـــفْنِ مُســـهَّدُهُ
أَودَى حَرَقًـــــا إِلا رَمَقًـــــا ******* يُبقيــــه عليــــك وتُنْفِــــدُهُ
يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه *****ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه ****** ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْعِـــدهُ
ويُعلّــــم كــــلَّ مُطَوَّقَــــةٍ ******* شَـــجَنًا فــي الــدَّوحِ تُــرَدِّدهُ
كــم مــدّ لِطَيْفِــكَ مــن شَـرَكٍ ***** وتــــــأَدَّب لا يتصيَّــــــدهُ
فعســـاك بغُمْـــضٍ مُســـعِفهُ ****** ولعــــلّ خيــــالَك مُســـعِدهُ
الحســـنُ, حَـــلَفْتُ بيُوسُـــفِهِ ****** (والسُّورَةِ) إِنـــــك مُفـــــرَدهُ
قــــد وَدَّ جمـــالَك أَو قَبَسًـــا ****** حــــوراءُ الخُـــلْدِ وأَمْـــرَدُهُ
وتمنَّــــت كــــلُّ مُقطِّعـــةٍ *******يَدَهـــا لـــو تُبْعَــثُ تَشــهدُهُ
جَحَــدَتْ عَيْنَــاك زَكِــيَّ دَمِــي ***** أَكــــذلك خـــدُّك يَجْحَـــدُهُ?
قـــد عــزَّ شُــهودِي إِذ رمَتــا ****** فأَشَــــرْتُ لخـــدِّك أُشْـــهِدُهُ
وهَممـــتُ بجـــيدِك أَشـــرِكُه ****** فـــأَبَى, واســـتكبر أَصْيَـــدُهُ
وهـــزَزْتُ قَـــوَامَك أَعْطِفـــهُ ******فنَبــــا, وتمنَّــــع أَمْلَــــدُهُ
ســــببٌ لرِضـــاك أُمَهِّـــدُه ******مـــا بــالُ الخــصْرِ يُعَقِّــدُهُ?
بينــي فــي الحــبِّ وبينـكَ مـا ***** لا يقــــــدرُ واشٍ يُفسِـــــدُهُ
مــا بــالُ العــازل يفتــحُ لـي ****** بــــابَ الســـلوانِ وأوصِـــدُهُ
ويقـــولُ تكـــادُ تُجَـــنُّ بــهِ ******** فــــأقولُ وأُوشـــكُ أعْبـــدُهُ
مـــولايَ وروحــي فــي يــده ******* قـــد ضيّعهـــا ســلِمَتْ يــدُهُ
نـــاقوسُ القلـــبِ يُــدقُّ لــهُ ******* وحنايــــا الأضلِـــع معْبـــدُهُ
قســــمًا بثنايــــا لؤلؤِهــــا ******* قسَــــمُ اليـــاقوتِ مُنَضَّـــدُهُ
ورضـــابٍ يُوعَـــدُ كوْثـــرُه ******* مقتُـــولُ العشـــقِ ومُشْـــهَدُهُ
وبخـــالٍ كـــاد يُحَـــجُّ لــهُ ******** لـــو كـــان يُقبَّـــل أسْــودُهُ
وقـــوامٍ يَــرْوي الغصــنُ لــهُ ****** نَسَــــبًا والــــرمح يُفَنّـــدُهُ
وبخــصْرٍ أوْهــنُ مــن جَــلَدي******* وعــــوادي الهجْـــرِ تبـــدِّدُهُ
مــا خُــنْتُ هــواكِ ولا خَـطَرَتْ ******* ســــلوى بـــالقلبِ تُـــبرِّدُهُ

هذة القصيدة لامير الشعراء احمد شوقى غناها عمالقة الغناء من امثال فيروز و عبد الوهاب و هى معارضة لقصيدة ابى الحسن القيروانى : يا ليل الصب متى غدة .:. اقيام الساعة موعدة .
اجمع النقاد على انها افضل ما قيل فى شعر الغزل و النسيب فى العصر الحديث
بعد النهاية من قراتها اذا كنت من اصحاب الحس المرهف ستعلم كيف ستؤثر فيك هذة الابيات
و اذا كنتى من اصحاب الحس المرهف اراهن انها ستبكيكى من التاثر و جمال المعانى و صدق الحب و العاطفة 
الشرح .............
البيت الاول :
مضناك : اسم فاعل بمعنى اسير حبك وهواك
جفاة مرقدة : خاصمة و لام علية و مرقدة اى مكان نومة 
رحم عودة : المقصود ترحم علية اى فقد الامل 
و المعنى : قتيل حبك خاصمة سريرة و لام علية ...... ثم بكى على ايامة و فقد الامل فية فهو لن يتوقف عن حبك

البيت الثانى : يصف الشاعر مدى تاخر حالتة فقلبة حيران و جفنة مجروح
البيت الثالث : يوشك على الهلاك و الضياع الا رمق و هو لا يريد حياة بدونك فلا يريد هذا الرمق
البيت الرابع : الورق : الحمام ....... يسقط الحمام الطائر من تاوهة و لشدة حرقتة يذوب الصخر من تاوهة 
البيت الخامس : يتمادى فى وصف مشاعرة و سهدة و ليلة و سهرة فهو يناجى النجوم و يحدثها و يسهر الليل حيران بلا هدف
البيت السادس : و انة لشدة حزنة ياخذ عنة المنوحات ( النسوان اللى بيولولة ) فنون الحزن و ترانيم العذاب لكى ترددة
البيت السابع : كم تمنى ان يمر علية طيفك و لمنة حذر ان يغصب هذا الطيف او يعطلة الا تحزن حبيبتة لذلك .
البيت الثامن : فعساك ان تسعدية فينام ان نال من خيالك مالا ينال منك ان يراة مثلا فهذا اشد ما يسعدة .
البيت التاسع : انزل الله الحسن على سيدنا يوسف و الفكرة ان حبيبتة اشبة الناس بسيدنا يوسف علية السلام .
البيت العاشر : كم يرجو ان ينال هذا الجمال او جزأ منة الرجال و النساء سواء فهو غاية امل كلا منهم و لكن كل لغرض فالرجال غرضهم معلوم اما النساء فانتى منتهى ما يرجون ان يكونو مثلة
البيت الحادى عشر : و نساء مصر الاتى قطعن ايديهن يتمنين الان لو يرونك فيعدن تقطيع الايدى لمدى جمالك .
من البيت الثانى عشر الى البيت السادس عشر : الفكرة واحد انها غدرت بة و انة رغم ذلك يسامحها حتى لو سفكت دمة .... و انة لم يجد شهودا على صدق هواة فانة يكتفى بخد جرحة الدمع و جفن نال منة السهر ........ ثم يصف كيف تظلمة و تستنكر هواة و تنكرة علية .
البيت السابع عشر : انة اذا جمع شهودة و حججة و اراد ان يثبت هواة ينسية الكلام خصرها النحيل شديد الجمال ... فالشاعر يحب حبيبتة من قدميها حتى اطراف شعرها .
و استمع جيدا لهذا البيت : 
البيت الثامن عشر : يصف الشاعر ان حبة لا يؤثر شيىء علية و لا يقدر واش او كاذب على النيل منة .
البيت التاسع عشر : يصف كيف يساعدة اللئمون و يمهدون لة سبل النسيان حتى يرحم نفسة من عذاب الهوى و لكنة يابى الا ان يحب و يتعذب فى سبيل من يحب
البيت التاسع عشر : هذا البيت بالذات يعبر عن نفسة و اى شرح لة سيضعف المعنى فقط اقرأة و استمتع بة 
فيقول تكاد تجن بة .:. فاقول و اوشك اعبدة
البيت العشرون : يناجى الشاعر حبيبتة ملقبها بمولاة و انها قد ضيعت روحة بيدها و لكنة يدعوا لها ان تسلم يدها .
البيت الواحد و العشرون : يصف الشاعر قلبة بالناقوس و يصف دقات قلبة بانها حروف اسم من يحب .... و ان ضلوعة معبد و محراب يقدم فية القرابين ليرضى حبيبتة 
البيت الواحد و العشرون : يقسم الشاعر باسنان حبيبتة و يصفها انها لؤلؤ يزينة الياقوت .
البيت الثانى و العشرون : انة يرجو الكوثر و الجنة جزاء و فائة لحبيبتة و انة على استعداد ان يموت من اجلها 
البيت الثانى و العشرون : يعيد الشاعر قسمة و لكن بخال ( حسنة فى وجهها ) و يقول ان الناس كادت تحول الحج من الحرو الى هذة الخال لو كانوا يستطيعون ان يقبلوها كما يقبلوا الحجر الاسود
البيت الثالث و العشرون : يعيد الشاعر قسمة و لكن بقوام حبيبتة و يقول ان الاغصان تشبة نفسها بة و انها تختصم فى هذا لذا حكمت الحرب فيما بينها و تقتلل بالرماح .
البيت الرابع و العشرون : يصف الشاعر ان هذا العود قد نال منة و عذبة بما يكفى و انة يتحمل هذا العذاب عن رضى خوفا من ان تمنعة حبيبتة عن لقاءها 
البيت الاخير : بعد كل هذة الصفات التى اقسم بها يقول : انة ما خان حبها و لم يرجو لهذا العذاب الدائم من جراء هواها 
ما يخففة عنة ابدا 

ليست هناك تعليقات: