Translate

الأحد، 2 ديسمبر 2012

نوستالجيا



تلك الكلمة (نوستالجيا) من اقرب الكلمات الى نفوسنا، وهي تعني بالعربية الحنين الى الماضي، ومن المستحيل ان نجد احدا لا يتحسر او يترحم على الماضي، كبيرا كان أم صغيرا.

المحب يحن لأول حب في حياته، والشاب الى ايام الطفولة وخلو البال من المشاكل اليومية، والعجوز يحن الى ايام القوة والصبا، حتى الاغنياء يتوقون احيانا لأيام الفقر وتجدهم يذهبون لأيام معيشتهم القديمة او يأكلون الوجبات التي كانوا يأكلونها سابقا. الطالب الجامعي يحن ايضا لأيام المدرسة والشقاوة، والفنان يحن للزمن الذي كان فيه مغمورا يتمنى ان يلتفت اليه احد وهو يسير في الشارع. اما المرأة فهي من تتمنى حقا توقف الزمن واختراع اكسير الشباب كي لا تزحف التجاعيد الى وجهها والشعر الابيض الى رأسها، فهي تلهث وراء احدث المستحضرات التي تجعلها اكثر نضارة وشبابا.
ولكن.. لماذا هذه النوستالجيا؟ ولماذا هذه الحسرة على الأيام الخوالي؟ ولماذا البكاء على الاطلال؟
هل يرجع ذلك لكون الانسان لا يقنع بشيء؟ أم لأنه يرى ان الماضي البعيد دائما هو الأجمل؟
الماضي في اعتقادي هو المرادف لكلمة الحنين لأننا لا نحنّ ولا نفتقد الا للشيء البعيد الذي نراه يتسرب من ايدينا بدون ان نستطيع التشبث به او الحفاظ عليه. انه ما كنا نعتقده ثابتا وراسخا فنهمله لوجوده الدائم. او ما كنا نعتقده ثانويا في حياتنا فنتركه يولي لنكتشف بعد ذلك مدى اهميته في حياتنا. الأكثر ايلاما، عندما ينتزع منا الشيء الذي نحبه وندرك قيمته ولا نحرك ساكنا، عندها نترك في القلب جرحا غائرا لا يندمل، يظل ينبض بالالم ليذكرنا بحسرة ونوستالجيا لا تتوقف، وكم من عزيز فقدناه دون ان ندري وتحسرنا عليه ونحن نبكي!

























أصل الكلمة
النوستالجيا (باليونانية القديمة νόστος «الشوق» y ἄλγος «ألم») هو مصطلح يستخدم لوصف الحنين إلي الماضي، أصل الكلمة يرجع إلي اللغة اليونانية إذ تشير إلي الألم الذي يعانيه المريض إثر حنينه للعودة لبيته وخوفه من عدم تمكنه من ذلك للأبد.تم وصفها علي انها حالة مرضية أو شكل من اشكال الاكتئاب في بدايات الحقبة الحديثة ثم أصبحت بعد ذلك موضوعا ذا اهمية بالغة في فترة الرومانتيكيه. في الغالب النوستالجيا هي حب شديد للعصور الماضية بشخصياتها واحداثها.

ليست هناك تعليقات: