Translate

الخميس، 13 ديسمبر 2012

صفات الزوجة الصالحة


الخصال المطيبه للعيش
التى لا بد من مراعاتها فى المرأة ليدوم العقد و تتوفر مقاصده



الخصال المطيبة للعيش التي لا بد من مراعاتها في المرأة ليدوم العقد وتتوفر مقاصده ثمان : الدين ، والخلق ، والحسن ، وخفة المهر ، والولادة والبكارة ، والنسب ، وأن لا تكون قرابة قريبة . 

الأولى : أن تكون صالحة ذات دين فهذا هو الأصل وبه ينبغي أن يقع الاعتناء ، فإنها إن كانت ضعيفة الدين في صيانة نفسها وفرجها أزرت بزوجها وسودت بين الناس وجهه وشوشت بالغيرة قلبه وتنغص بذلك عيشه ، فإن سلك سبيل الحمية والغيرة لم يزل في بلاء ، وإن سلك سبيل التساهل كان متهاونا بدينه وعرضه ومنسوبا إلى قلة الحمية والأنفة . 

وإن كانت فاسدة الدين باستهلاك ماله أو بوجه آخر لم يزل العيش مشوشا معه ، فإن سكت ولم ينكره كان شريكا في المعصية مخالفا لقوله تعالى : (قوا أنفسكم وأهليكم نارا ) [ التحريم : 6 ] وإن أنكر وخاصم تنغص العمر ، ولهذا بالغ رسول الله صلى الله عليه وسلم في التحريض على ذات الدين فقال : تنكح المرأة لمالها وجمالها وحسبها ودينها ، فعليك بذات الدين تربت يداك 

الثانية : حسن الخلق فإنها إذا كانت سليطة بذيئة اللسان كافرة للنعم كان الضرر منها أكثر من النفع ، والصبر على لسان النساء مما يمتحن به الأولياء . 

الثالثة : حسن الوجه فذلك أيضا مطلوب إذ به يحصل التحصن ، والطبع لا يكتفي بالدميمة غالبا ، وما نقلناه من الحث على الدين ليس زجرا عن رعاية الجمال بل هو زجر عن النكاح لأجل الجمال المحض مع الفساد في الدين ، فإن الجمال وحده في غالب الأمر يرغب في النكاح ويهون أمر الدين ، ويدل على الالتفات إلى معنى الجمال أن الإلف والمودة تحصلا به غالبا ، وقد ندب الشرع إلى مراعاة أسباب الألفة ولذلك استحب النظر فقال : إذا أوقع الله في نفس أحدكم من امرأة فلينظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينهما أي يؤلف بينهما . 

وكان بعض الورعين لا ينكحون كرائمهم إلا بعد النظر احترازا من الغرور ، وقال " الأعمش " : " كل تزويج يقع على غير نظر فآخره هم وغم " 

وروي أن رجلا تزوج على عهد " عمر رضي الله عنه وكان قد خضب فنصل خضابه فاستعدى عليه أهل المرأة إلى " عمر وقالوا : " حسبناه شابا " فأوجعه " عمر ضربا وقال : " غررت القوم " ، والغرور يقع في الجمال ص: 104 ] والخلق جميعا فيستحب إزالة الغرور في الجمال بالنظر ، وفي الخلق بالوصف والاستيصاف ، ولا يستوصف في أخلاقها وجمالها إلا من هو بصير صادق خبير بالظاهر والباطن لا يميل إليها فيفرط في الثناء ، ولا يحسدها فيقصر . وقل من يصدق فيه بل الخداع والإغراء أغلب والاحتياط فيه مهم . 

الرابعة : أن تكون خفيفة المهر فقد نهي عن المغالاة في المهر 

وتزوج بعض الصحابة على نواة من ذهب يقال قيمتها خمسة دراهم . 

وزوج " سعيد بن المسيب ابنته من " أبي هريرة رضي الله عنه على درهمين ثم حملها هو إليه ليلا فأدخلها من الباب ثم انصرف ، ثم جاءها بعد سبعة أيام فسلم عليها . 

وفي خبر : من بركة المرأة سرعة تزويجها وسرعة رحمها أي الولادة ويسر مهرها وكما تكره المغالاة في المهر من جهة المرأة فيكره السؤال عن مالها من جهة الرجل ، ولا ينبغي أن ينكح طمعا في المال ، وإذا أهدى إليهم فلا ينبغي أن يهدي ليضطرهم إلى المقابلة بأكثر منه ، وكذلك إذا أهدوا إليه فنية طلب الزيادة نية فاسدة وداخل في قوله تعالى : ( ولا تمنن تستكثر ) [ المدثر : 6 ] أي تعطي لتطلب أكثر . 


5 - أن تكون المرأة ولودا
      
يجب أن تكون المرأة ولودا فإن عُرفت بالعقر فليمتنع عن تزوجها
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( عليكم بالولود الودود ... )

أخرجه أبو داود و النسائى من حديث معقل بن يسار رضى الله تعالى عنه
و إسناده صحيح
فإن لم يكن لها زوج و لم يعرف حالها
فيراعى صحتها و شبابها
فإنها تكون ولودا فى الغالب مع هذين الوصفين

6 - أن تكون بكرا

قال النبى صلى الله عليه و سلم
لجابر بن عبدالله رضى الله تعالى عنه

( ... ثيبا هلا بكرا تلاعبها و تلاعبك )

متفق عليه من حديث جابر
ففى البكارة ثلاث فوائد

1
 - أن تُحب الزوج و تألفه فيؤثر فى معنى الود
قال النبى صلى الله عليه و سلم

( عليكم بالودود )

و الطباع على الأُنس بأول مألوف
و أما التى أختبرت الرجال و مارست الأحوال فربما
لا ترضى بعض الأوصاف التى تخالف ما آلفته فتلقى الزوج

2
 - إن ذلك أكمل فى مودته لها فإن الطبع ينفر عن التى مسها غير الزوج نفرة ما
و ذلك يثقل على الطبع مهما يذكر
و بعض الطباع فى هذا أشد نفورا

3
 - أنها لا تحن إلى الزوج الأول
و أكد الحب ما يقع مع الحبيب الأول غالبا

7 - أن تكون نسيبة
أى أن تكون من أهل بيت دين و صلاح

فإنها ستربى بناتها و بنيها
فإذا لم تكن مؤدبة لم تحسن التأديب و التربية
قال النبى صلى الله عليه و سلم

( إياكم و خضراء الدمن
فقيل
ما خضراء الدمن ؟
قال
المرأة الحسناء فى المنبت السوء )
رواه الدارقطنى فى الإفراد
و تفرد به الواقدى و هو ضعيف
و قال النبى صلى الله عليه و سلم

( تخيروا لنطفكم فإن العرق نزاع )

رواه أبن ماجه من حديث
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشه / رضى الله تعالى عنها و عن أبيها
مختصراً و هو ضعيف
8 - أن لاتكون من القرابة القريبة
فإن ذلك يقلل الشهوة
قال النبى صلى الله عليه و سلم

( لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق ضاوياً )
أى نحيفا
قال أبن الصلاح
لم أجد له أصلاً معتمداً
قلت
إنما يعرف من قول

عمر رضى الله تعالى عنه أنه قال لآل السائب

[ قد أضويتم فإنكحوا فى النوابغ ]

رواه إبراهيم الحربى فى غرائب الحديث
و قال : معناه تزوجوا الغرائب
قال : و يقال أغربوا لا تضووا
و لذا نقول
و ذلك لتأثيره فى تضعيف الشهوة
فإن الشهوة إنما تنبعث بقوة الإحساس بالنظر و اللمس
و إنما يقوى الإحساس بالأمر الغريب الجديد
فأما المعهود الذى دام النظر إليه مدة
فإنه يضعف الحس عن تمام إدراكه و التأثر به و لا تنبعث به الشهوة
فهذه هى الخصال المرغبة فى النساء
و يجب على الولى أيضا أن يراعى خصال الزوج
و لينظر لكريمته فلا يزوجها ممن ساء خَلقه أو خُلقه أو ضعف دينه
أو قصر عن القيام بحقها أو كان لا يكافئها فى نسبها
قال النبى صلى الله عليه و سلم
( النكاح رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته )

رواه أبو عمر التوقانى فى معاشرة الأهلين موقوفا على
أم المؤمنين أمنا السيدة / عائشة / و عن السيدة أسماء
أبنتى سيدنا أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنهم أجمعين
قال البيهقى
و روى ذلك مرفوعاً و الموقوف أصح
أخى المسلم
إن الأحتياط فى حقها أهم لأنها رقيقة بالنكاح لا مخلص لها
و الزوج قادر على الطلاق بكل حال
و مهما زوج أبنته ظالما أو فاسقا أو مبتدعا أو شارب خمر
فقد جنى على دينه و عليها و تعرض لسخط الله
لما قطع من حق الرحمن و سوء الأختيار
قال رجل للحسن رضى الله تعالى عنه
قد خطب أبنتى جماعة فمن أزوجها ؟
قال رضى الله تعالى عنه

[ ممن يتق الله ، فإن أحبها أكرمها و إن أبغضها لم يظلمها ]
قال النبى صلى الله عليه و سلم

( من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها )

رواه أبن حبان فى الضعفاء من حديث أنس رضى الله تعالى عنه
و رواه الثقات من قول الشعبى بإسناد صحيح

ليست هناك تعليقات: